malek bennabi
زيزوومي جديد
- إنضم
- 6 أغسطس 2025
- المشاركات
- 7
- مستوى التفاعل
- 19
- النقاط
- 10
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
خلق عقوق الوالدين خلق ذميم انتشر بين أوساط المسلمين فدخل كل بيت مسلم انشغل افراده بحطام الدنيا وغفلوا عن الاخرة واضحى الوالدان لا يعاملان ببر واحسان بل بجفاف وغلظة واحتقار علما بان حق الوالدين عظيم في ديننا الحنيف ، فبرّهما قرين التوحيد ، وشكرهما مقرون بشكر الله عز وجل , والإحسان إليهما من أجل الأعمال ، وأحبها إلى الكبير المتعال. فليس شيئا أعظم بعد التوحيد من حق الوالدين إنها وصية الله تعالى للأبناء فقال الله تعالى(وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً) الأحقاف (آية:15) يقول ابن عباس رضي عنهما لا يقبل الله الأولى حتى يعمل بقرينتها فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه بل إن رضا الله تعالى مربوط برضا الوالدين فإن الله تعالى لا يرضى عن العبد حتى يرضى والداه عنه وقد أكد هذا المعنى الحبيب صلى الله عليه وسلم فقال رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد قال الإمام أحمد رحمه الله بر الوالدين كفارة الكبائر.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ)). أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ.
الْحَدِيثُ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ رِضَا الْوَلَدِ لِوَالِدَيْهِ، وَتَحْرِيمِ إسْخَاطِهِمَا؛ فَإِنَّ الأَوَّلَ فِيهِ مَرْضَاةُ اللَّهِ، وَالثَّانِيَ فِيهِ سَخَطُهُ، فَيُقَدِّمُ رِضَاهُمَا عَلَى فِعْلِ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَةِ، كَمَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّهُ جَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأْذِنُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: ((أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟)) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ)).
وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ رَجُلاً هَاجَرَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن الْيَمَنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي قَدْ هَاجَرْتُ، قَالَ: ((هَلْ لَكَ أَهْلٌ بِالْيَمَنِ؟)) فَقَالَ: أَبَوَايَ، قَالَ: ((أَذِنَا لَكَ؟)) قَالَ: لا، قَالَ: ((فَارْجِعْ فَاسْتَأْذِنْهُمَا، فَإِنْ أَذِنَا لَكَ فَجَاهِدْ، وَإِلاَّ فَبِرَّهُمَا)). وَفِي إسْنَادِهِ مُخْتَلَفٌ فِيهِ. وَكَذَلِكَ غَيْرُ الْجِهَادِ مِن الْوَاجِبَاتِ.
وَإِلَيْهِ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِن الْعُلَمَاءِ؛ كَالأَمِيرِ حُسَيْنٍ، ذَكَرَهُ فِي الشِّفَاءِ، وَالشَّافِعِيُّ، فَقَالُوا: يَتَعَيَّنُ تَرْكُ الْجِهَادِ إذَا لَمْ يَرْضَ الأَبَوَانِ، إلاَّ فَرْضَ الْعَيْنِ؛ كَالصَّلاةِ الوَاجِبَةِ؛ فَإِنَّهَا تُقَدَّمُ، وَإِنْ لَمْ يَرْضَ بِهَا الوَالِدَانِ بِالإِجْمَاعِ.
وَذَهَبَ الأَكْثَرُ إلَى أَنَّهُ يَجُوزُ فِعْلُ فَرْضِ الْكِفَايَةِ وَالْمَنْدُوبِ وَإِنْ لَمْ يَرْضَ الأَبَوَانِ، مَا لَمْ يَتَضَرَّرَا بِسَبَبِ فَقَد الْوَلَدِ، وَحَمَلُوا الأَحَادِيثَ عَلَى الْمُبَالَغَةِ فِي حَقِّ الْوَالِدَيْنِ، وَأَنَّهُ يَتْبَعُ رِضَاهُمَا فيمَا لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ سَخَطُ اللَّهِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}.
قُلْت: الآيَةُ إنَّمَا هِيَ فِيمَا إذَا حَمَلاهُ عَلَى الشِّرْكِ، وَمِثْلُهُ غَيْرُهُ مِن الْكَبَائِرِ. وَفِيهِ دَلالَةٌ عَلَى أَنَّهُ يُطِيعُهُمَا فِي تَرْكِ فَرْضِ الْكِفَايَةِ وَالْعَيْنِ، لَكِنَّ الإِجْمَاعَ خَصَّصَ فَرْضَ الْعَيْنِ.
وَأَمَّا إذَا تَعَارَضَ حَقُّ الأَبِ وَحَقُّ الأُمِّ، فَحَقُّ الأُمِّ أقْدَمُ؛ لِحَدِيثِ الْبُخَارِيِّ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صُحْبَتِي؟ قَالَ: ((أُمُّكَ)) ثَلاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ: ((أَبُوكَ))؛ فَإِنَّهُ دَلَّ عَلَى تَقْدِيمِ رِضَا الأُمِّ عَلَى رِضَا الأَبِ.
قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ: مُقْتَضَاهُ أَنْ يَكُونَ لِلأُمِّ ثَلاثَةُ أَمْثَالِ مَا لِلأَبِ، قَالَ: وَكَأَنَّ ذَلِكَ لِصُعُوبَةِ الْحَمْلِ، ثُمَّ الْوَضْعِ، ثُمَّ الرَّضَاعِ.
قُلْتُ: وَإِلَيْهِ الإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً}، وَمِثْلُهَا: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ}.
قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إلَى أَنَّ الأُمَّ تَفْضُلُ عَلَى الأَبِ فِي الْبِرِّ، وَنَقَلَ الْحَارِثُ الْمُحَاسِبِيُّ الإِجْمَاعَ عَلَى هَذَا. وَاخْتَلَفُوا فِي الأَخِ وَالْجَدِّ مَنْ أَحَقُّ بِبِرِّهِ مِنْهُمَا؟
فَقَالَ الْقَاضِي: الأَكْثَرُ الْجَدُّ، وَبِهِ جَزَمَ الشَّافِعِيُّ، وَيُقَدَّمُ مَنْ أَدْلَى بِسَبَبَيْنِ عَلَى مَنْ أَدْلَى بِسَبَبٍ، ثُمَّ الْقَرَابَةُ مِنْ ذَوِي الرَّحِمِ، وَيُقَدَّمُ مِنْهُم الْمَحَارِمُ عَلَى مَنْ لَيْسَ بِمَحْرَمٍ، ثُمَّ الْعَصَبَاتُ، ثُمَّ الْمُصَاهَرَةُ، ثُمَّ الْوَلاءُ، ثُمَّ الْجَارُ. وَأَشَارَ ابْنُ بَطَّالٍ إلَى أَنَّ التَّرْتِيبَ حَيْثُ لا يُمْكِنُ الْبِرُّ دَفْعَةً وَاحِدَةً.
و في الحديث انطبقت صخرة على ثلاثة نفر في الغار، فدعا رجل بعمله الصالح مخلصا لله تعالى، فقال: (اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي وَالِدَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، وَامْرَأَتِي، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عليهم، فَإِذَا أَرَحْتُ عليهم، حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ، فَسَقَيْتُهُما قَبْلَ بَنِيَّ، وَأنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَومٍ الشَّجَرُ، فَلَمْ آتِ حتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُما قدْ نَامَا، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ، فَجِئْتُ بالحِلَابِ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُما مِن نَوْمِهِمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا منها فُرْجَةً، نَرَى منها السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ منها فُرْجَةً، فَرَأَوْا منها السَّمَاءَ)رواه مسلم فكان برّه لأمه وأبيه سبب لانفراج الصخرة من أمامهم
حقوق الوالدين على أبنائهم
حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإحسان للوالدين، وإكرامهم، وتقديرهم، والاعتراف بفضلهم، وفيما يأتي بيان لأدلة بعض حقوق الوالدين على أبنائهم في القرآن الكريم والسنة النبوية
الإحسان إليهم:
قال تعالى: (قَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا)،سورة الإسراء، آية: 23
وقال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)سورة النساء، آية:36
وقوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا) سورة العنكبوت، آية: 8
شكرهم:
قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)سورة لقمان، آية: 14
الطاعة لهما:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وأطِعْ والدَيْكَ، وإنْ أمراكَ أنْ تخرجَ مِن دُنياكَ، فاخرجْ لهُما) رواه الألباني
الإنفاق عليهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنتَ ومالُكَ لوالدِكَ، إنَّ أَولادَكم مِن أطيَبِ كَسبِكم، فكُلوا مِن كَسبِ أَولادِكم) رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 7001، صحيح لغيره.
الاهتمام بهم عند الكبر:
قال تعالى: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)سورة الإسراء، آية: 23-24
الدعاء لهما:
قال تعالى: (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)سورة الإسراء، آية: 24
اللهم اجعلنا من أحب الناس إليهما، ومِن أقرب الأبناء لهما، وأكرمنا بحسن السؤال لهما والحرص عليهما.
اللهم اغفر لوالديّ جميع ما مضى من ذنوبهم، واعصمهم فيما بقي من عمرهم، وارزقهم عملا زكياً ترضى به عنهما.
