malek bennabi
زيزوومي جديد
- إنضم
- 6 أغسطس 2025
- المشاركات
- 31
- مستوى التفاعل
- 69
- النقاط
- 40
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
يقول تعالى
ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) سورة النحل 125
ويقول تعالى
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)فصلت33
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم وَعَن أبي هريرة رضي الله عنه، أَيضًا، أنَّ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ دَعَا إِلَى هُدىً كانَ لهُ مِنَ الأجْر مِثلُ أُجورِ منْ تَبِعهُ لاَ ينْقُصُ ذلكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئًا )رواهُ مسلمٌ.
وفي حديث سهل بن سعد المتفق عليه أنه -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي -رضي الله عنه-: ( فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رجلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ) .متفقٌ عليهِ
أسدى الله تعالى على عباده المسلمين الكثير من النعم واعظمها نعمة الإسلام وهي نعمة لا يعدلها شيءٌ من النِّعم، فكان لزاماً عليهم أن يشكروا الله ويحمدوه عليها؛ وذلك من خلال الإيمان به، وبنبيه صلى الله عليه وسلم، والدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة؛ تنبيها للغافل عن الطريق، وتعليم الجاهل، وهدايتهم إلى الصراط المستقيم.
أخلاق الدعاة وصفاتهم :
أولاً: الاخلاص، فيجب على الداعية ان يكون مخلصا لله عز وجل، لا يريد رياء ولا سمعة، ولا ثناء الناس ولا حمدهم، إنما يدعو الى الله يريد وجهه عز وجل، كما قال سبحانه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ)يوسف108
وقال عز وجل: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ).فصلت/33
ثانياً: أن يكون الداعية على بيّنة في دعوته أي على علم، ليس جاهلاً بما يدعو إليه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}، فلابد من العلم، فالعلم فريضة، وأقول للداعية إياك ان تدعو على جهالة، وإياك أن تتكلم فيما لا تعلم، فالجاهل يهدم ولا يبني، ويفسد ولا يصلح.
ثالثاً: من الأخلاق التي ينبغي أن يكون عليها الداعية، أن يكون حليماً في دعوته رفيقاً فيها، متحملاً صبوراً، كما فعل الرسل عليهم الصلاة والسلام، فإياك أيها الداعية والعجلة، إياك والعنف والشدة، عليك بالصبر، عليك بالحلم، عليك بالرفق في دعوتك.
رابعاً: ومن الأخلاق والأوصاف التي يبنغي بل يجب ان يكون عليها الداعية، العمل بدعوته، وان يكون قدوة صالحة فيما يدعو إليه، ليس هو من يدعو الى شيء ثم يتركه، او ينهى عنه ثم يرتكبه، فهذه حال الخاسرين نعوذ بالله من ذلك، أما المؤمنون الرابحون فهم دعاة الحق يعملون به وينشطون فيه ويسارعون إليه، ويبتعدون عما ينهون عنه، قال الله جل وعلا
عَنْ أبي زيدٍ أسامةَ بنِ زيدِ بنِ حارثةَ - رَضْيَ اللهُ عنْهما - قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: (يؤتى بالرَّجلِ يومَ القيامةِ فيُقي في النَّارِ، فتندلق أقتابُ بطنِه، فيدورُ بها كما يدورُ الحمارُ في الرَّحا، فيجتمعُ إليه أهل النار فيقولون: يا فلان مالك؟ ألم تك تأمرُ بالمعروفِ وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى كنت أمرُ بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه) متفق عليه. هذه حال من دعا الى الله وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، ثم خالف قوله فعله وفعله قوله، نعوذ بالله من ذلك.
فمن أهم الأخلاق ومن أعظمها في حق الداعية، ان يعمل بما يدعو اليه، وان ينتهي عما ينهى عنه، وان يكون ذا خلق فاضل، وسيرة حميدة، وصبر ومصابرة، واخلاص في دعوته، واجتهاد فيما يوصل الخير الى الناس، وفيما يبعدهم من الباطل.
حكم الدعوة إلى الله:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: «والدعوة إلى الله واجبة على من اتبع الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ وهم أمته. وهذا الواجب واجب على مجموع الأمة، وهو فــرض كــفاية، يسقط عن البعض بالبعـض، كقوله ـ تعالــــى ـ: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الْـخَيْرِ) آل عمران: 104,وقــد أوضــــح الشــــيخ عبــد العزيــز بن باز ـ رحمه الله ـ هذا بقوله: «صرَّح العلماء أن الدعوة إلى الله ـ عزَّ وجلَّ ـ فرض كفاية بالنسبة إلى الأقطار التي يقوم فيها الدعاة، فإنَّ كلّ قطر وكل إقليم يحتاج إلى الدعوة، وإلى النشاط فيها، فهي فرض كفاية؛ إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين ذلك الواجب، وصارت الدعوة في حق الباقين سنة مؤكدة وعملاً صالحاًجليلاً. وعند قلة الدعاة، وعنــد كثرة المنكرات، وعند غلبة الجهل ـ كحالنا اليوم ـ تكون الدعوة فرض عين على كل واحد بحسب طاقته، وإذا لم يقم أهل الإقليم أو أهل القطر المعيّن بالدعوة على التمام صار الإثم عاماً، وصار الواجب على الجميع، وعلى كل إنسان أن يقوم بالدعوة حسب طاقتــه وإمكــانه.أما بالنظر إلى عموم البلاد؛ فالواجب أن يوجد طائفة منتصبة تقوم بالدعوة إلى الله ـ جلَّ وعلا ـ في أرجاء المعمورة، تبلغ رسالات الله، وتبين أمر الله ـ عزَّ وجل ـ بالطرق الممكنة»
وظيفة الداعية:
انطلاقاً من تعريف الدعوة فإن الوظيفة الأساسية للدعاة هي تبليغ الناس،وإرشادهم إلى الطريق التي سلكها أنبياء الله ورسله، وهي إثبات وجود الله عزَّ وجل ـ وإفراده بالعبادة، قال ـ تعالى ـ: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) النحل: 36، (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلاَّ نُوحِي إلَيْهِ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) الأنبياء: 25، وجوهر هذه الوظيفة هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وهي رسالة عظيمة ووظيفة سامية لارتباطها بأشرف الخلق على الأرض؛ وهم الأنبياء والرسل منذ آدم ـ عليه السلام ـ حتى نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
فمهمة الدعاة الأولى هي التبليغ ودعوة الناس إلى هدي الله، وهذه المهمة العظيمة لا بد أن يرافقها وعي دائم ومتجدد بحاجات الناس، وتغيّر أساليب مخاطبتهم. وقد أوضح المصطفى - صلى الله عليه وسلم - كيفية قيام الداعية بهذه الوظيفة في الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من رأى منكم منكراً فليغيِّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان)أخرجه مسلم
مكانة الداعية الى الله:
الدعاة إلى الله هم الشموع ، التي تحترق لتضيء للناس طريق الهدى والحق والضيا ، وهم وعي الأمة المستنير ، وفكر الأمة الحر ، وهم قلب الأمة النابض ، وأطباء القلوب المريضة ، والنفوس الجريحة ، بل هم قادة سفينة النجاة في وسط الرياح الهوجاء ، والأمواج المتلاطمة .
والداعي إلى الله هو المبلغ للإسلام ، والمعلم له ، والساعي إلى تطبيقه ، وهو الذي يدل الناس على ربهم ، ويحدو بهم لتطبيق مبادئ الإسلام ، التي هي ـ في خلاصتها ـ دعوة إلى مكارم الأخلاق ، وإقامة العدل بين الناس .. ومن ثم كانت الدعوة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله ، ولذلك اختار الله للقيام بها صفوة الخلق وأحبهم إليه وهم الأنبياء والمرسلون ، وأقربُ الناس إليه تعالى بعدهم أمثلُهم بهم طريقة وأشبههم بهم سلوكـًا في العلم والعمل .
ومكانة الداعي في الإسلام مكانة عظيمة ، وقوله في الدعوة أحسن الأقوال في ميزان الله الذي هو أصدق وأعدل الموازين، قال سبحانه: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت/33.
روى عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الحسن أنه قال في تفسير هذه الآية : " هذا حبيب الله ، هذا وليُّ الله ، هذا صفوةُ الله ، هذا خيرةُ الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله من دعوته ، وعمل صالحـًا في إجابته ، وقال إنني من المسلمين، هذا خليفة الله" .(ابن كثير : 4/102) .
وفضل الدعاة ظاهر في كل جانب من جوانب دعوتهم ووظيفتهم : فموضوع دعوتهم هو الدلالة على الله وكيفية الوصول إلى جنته ورضاه ، والنجاة من سخطه وغضبه ، كما قال مؤمن آل فرعون : (ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار ، تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار) غافر:41،42 .. ولذلك كان قولهم أحسن الأقوال: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ )
وأما من حيث الأجر والثواب : فقد وعدهم الله بالأجر الكبير والفضل الكثير ، بالغلبة في الدنيا ، والفلاح يوم الدين : ( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) غافر:51 .. وفي الصحيحين من حديث سهل بن سعد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لعلي يوم خيبر: (انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم)
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئـًا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئـًا ].
وقال صلى الله عليه وسلم : [معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر ](رواه الطبراني وغيره وهو صحيح) .
رب أعني ، ولا تعن علي ، وانصرني ولا تنصر علي ، وامكر لي ولا تمكر علي ، واهدني ويسر الهدى لي ، وانصرني على من بغى علي ، رب اجعلني لك شكارا لك ، ذكارا لك ، رهابا لك ، مطواعا لك ، مخبتا إليك ، أواها منيبا ، تقبل توبتي ، وأجب دعوتي ، واهد قلبي ، وثبت حجتي ، وسدد لساني ، واسلل سخيمة قلبي
