malek bennabi
زيزوومي جديد
- إنضم
- 6 أغسطس 2025
- المشاركات
- 55
- مستوى التفاعل
- 138
- النقاط
- 60
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
قال ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)) فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: ((بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء – ما يحمله السيل- كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن)) فقال قائل: يارسول الله وما الوهن؟ قال: ((حب الدنيا وكراهية الموت))
تبقى اسئلة كثيرة مطروحة بالحاح لنجد الدواء والعلاج لهذا الداء الخطير التي أصيبت ومرضت به الامة التي وصفها الله تعالى بأمة الخيرية في قوله تعالى
حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا ابن زهير ، عن عبد الله - يعني ابن محمد بن عقيل - عن محمد بن علي ، وهو ابن الحنفية ، أنه سمع علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء " . فقلنا : يا رسول الله ، ما هو ؟ قال : " نصرت بالرعب وأعطيت مفاتيح الأرض ، وسميت أحمد ، وجعل التراب لي طهورا ، وجعلت أمتي خير الأمم " . تفرد به أحمد من هذا الوجه ، وإسناده حسن .
وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو العلاء الحسن بن سوار ، حدثنا ليث ، عن معاوية عن ابن أبي حليس يزيد بن ميسرة قال : سمعت أم الدرداء ، رضي الله عنها ، تقول : سمعت أبا الدرداء يقول : سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، وما سمعته يكنيه قبلها ولا بعدها ، يقول إن الله تعالى يقول : يا عيسى ، إني باعث بعدك أمة ، إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكروا ، وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ، ولا حلم ولا علم " . قال : يا رب ، كيف هذا لهم ، ولا حلم ولا علم ؟ قال : " أعطيهم من حلمي وعلمي " .
ومن هذ الاسئلة:
لماذا هذه المشكلة من الأساس؟ لماذا هذا الوضع المتدهور لأمة تعودت أن تسود وتقود؟ لماذا هذا الاحتلال البغيض لحفنة من اليهود الخبثاء لا يتجاوزون بضعة ملايين في وجود أمة كثيرة تعدادها مليار وثلث مليار من المسلمين؟ لماذا هذا الاجتماع والتوافق بين أمم الأرض على أمة المسلمين؟ لماذا هذه الجرأة على المسلمين؟ ولماذا هذا التفاعل المتراخي من قبل المسلمين لأشياء ما كان السابقون يسكتون علىها ؟ هذه أمور أدت في النهاية إلى احتلال اراضي المسلمين بطريق او اخرى وخير دليل وشاهد فلسطين قبلة المسلمين الاولى ومسرى نبينا عليه الصلاة والسلام التي سقطت في يد اليهود الصهاينة واستبيحت فيها ارواح واعراض ومقدسات اخواننا والكل اما تائه أو عاجز عن حلها أو على الأقل إسناد شعبها الذي يعاني الويلات من قتل وتجويع وتهجير، باتت هناك مشكلة وأصبحنا نبحث عن حل.إذا ادلهمت بك الخطوب، وتعددت أمامك السبل، وشعرت أنك تائه حيران فعليك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوالله لقد وجدت حديثاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم يصف الأحداث وكأنه صلى الله عليه وسلم يراها رأي العين.وهذا الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود رحمهما الله عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واللفظ هنا لـ أبي داود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تُداعي عليكم) تُداعي: بضم التاء وكسر العين، تعني كما جاء في عون المعبود لشرح سنن أبي داود: أن يدعو بعضهم بعضاً على أمة المسلمين (يوشك الأمم أن تُداعي عليكم كما تُداعي الأكلة إلى قصعتها) أي: كما يدعو بعضكم بعضاً إلى الطعام، فإن الأمم تدعو بعضها البعض كي يأتوا ويأكلوا طرفاً من أمة المسلمين، والتصوير عجيب! وفيه إيحاءات عميقة: فأولاً: الأكلة كبيرة جداً، فهي أمة بمفردها تكفي لإشباع الأمم، فيدعون بعضهم البعض على أمة المسلمين.
ثانياً: يعتبرها الآخرون ملكاً خاصاً لهم، لا يأكلون فقط، بل ويدعون أيضاً أصحابهم إليها، شيء عجيب جداً!! ثالثاً: مع ضخامة الأكلة إلا أن الأكل لا يقاوم آكله.الأمة أصبحت في حالة سلبية تماماً، تؤكل دون حراك وتُنهش دون اعتراض، حتى جاء في شرح ذلك في عون المعبد أن المعنى: أنهم يأخذون ما في أيديكم بلا تعب ينالهم، أو ضرر يلحقهم، أو بأس يمنعهم، والتصوير مُرعب ومخوف وهائل لدرجة أرعبت الصحابة، فتسارع أحدهم يسأل فقال: (ومن قلة نحن يومئذ؟) أي: أن العدد سيكون قليلاً؟ هذا هو التفسير المنطقي الذي قد يخطر على الذهن، أننا قلة بسيطة مستضعفة، أما هم فأعداد لا تُحصى وأرقام لا تقدر؛ ولذلك تمكنوا منا، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفاجئ سامعيه بقوله: (بل أنتم يومئذ كثير) إذاً: ما هي المشكلة؟ فنحن لسنا قليل بل كثير، تعدادنا مليار وثلث مليار، ثم يكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرعة فيقول: (ولكنكم غثاء كغثاء السيل) ما هو الغثاء؟ جاء في عون المعبود: أن الغثاء: هو ما يحمله السيل من زبد ووسخ.سبحان الله! هكذا أصبح المسلمون غثاء كغثاء السيل؟ ومع تداعيات ذلك انظر إلى بقية كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم، ليس فقط غثاء كغثاء السيل، ولكنه يُكمل فيقول: (ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم).عدوك الذي وصف بالجبن في كتاب الله أكثر من مرة، هؤلاء الذين لا يقاتلون إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، هؤلاء الذين يحرصون على الحياة تُنزع من صدورهم المهابة منكم فلا يأبهون بكم، من الذي نزع المهابة لنا من صدور عدونا؟ إنه الله عز وجل، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم) فالله هو الذي ينزع المهابة، وذلك لما خالف المسلمون المنهج سلّط عليهم من هو شر منهم حتى يعودوا إلى ربهم.هل هذا وكفى؟ بل انظر إلى ما بقي من الحديث: (ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن) هل الله هو الذي يقذف الوهن في قلوب المسلمين؟ نعم.أيضاً هو الله الذي يقذف الوهن، والضعف، والخور، والجبن، وقلة الحيلة في قلوب المسلمين، لماذا؟ عقاباً لهم على أمر خطير وشيء عظيم، فقد تسارع الصحابة يسألون عن هذا الوهن أو يسألون عن سببه فقال قائل: (يا رسول الله! وما الوهن؟ قال صلى الله عليه وسلم: حب الدنيا، وكراهية الموت) وهما كما جاء في عون المعبود: أمران متلازمان فكأنهما شيء واحد، يدعوهم إلى إعطاء الدنية في الدين،
ووقَع ما خافَه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أمَّتِه حين أقسم فقال: «فَواللهِ لاَ الْفَقْرَ أَخْشَى عليكُم، ولكن أخشى عليكم أن تُبسطَ عليكم الدُّنيا كما بُسطتْ على مَن كان قَبلَكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتُهلِككم كما أهلكتْهم»؛ (رواه الشيخان)،
بسبب هذا المرض ذلت الأمة الإسلامية، واستهان بها عدوها وتداعى عليها من كل حدب وصوب وما نراه ونشاهده ويجري في ديار المسلمين اليوم من قتل ودمار وإزهاق للأرواح, ففرق جمع سكانها، وشتت شملهم، ونهبت خيراتهم، واستحلت أموالهم ودماؤهم وأعراضهم، واستهزئ بنبي الأمة صلى الله عليه وسلم، وهي لا تحرك ساكناً، أبعدَ هذا الذل من ذل يا أمة الإسلام!!، لقد كره الناس الموت لحبهم للدنيا، والله تعالى يقول: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)الأعلى 16-17، لقد كره الناس الموت لأنهم عمروا دار الخراب، فكرهوا أن ينتقلوا من العمار إلى الخراب، فقد قصروا اتجاه ربهم تبارك وتعالى ولم يعملوا ما يرضه، فمن كان هذا حاله سيندم في وقت لا ينفع فيه الندم، فقد أخبرنا الله تبارك وتعالى عن حال الكافرين والمفرطين بقوله
فبعد هذا البيان الواضح الجلي، لماذا نحرص على الحياة الدنيا؟ ألم يكف ما نحن فيه من ذل وهوان؟ ما هذا الذل والجبن؟ ألم يحركنا الشوق للجنة لأن نبيع الدنيا ونشتري الآخرة ونجعل أرواحنا رخيصة في سبيل الله تبارك وتعالى، ألم نستشعر معاني العزة والكرامة فنسارع إليها فنعتز بالله تبارك وتعالى فيكرمنا الله بالعزة والنصر على الأعداء والتمكين في الأرض قال الله: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ)فاطر: 10، فلنعد إلى ديننا ونعتصم بحبل ربنا تبارك وتعالى ونعمل مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية حتى يرفع الله تبارك وتعالى الذلَ والمهانة عنا، ويكرمنا بخلافة على منهاج النبوة إنه على كل شيء قدير قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)محمد: 7, وقال سبحانه: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)الروم: 47، فالإيمان شرط أساسي لتمكين في الأرض والنصر على الأعداء, وسبب في تولي الدفاع من الله تعالى عن المؤمنين قال الله: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)الحج: 38, وقال تعالى في صفات الذين استحقوا التمكين في الأرض: (الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ)الحج: 41, وقال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)النور: 55
الدواء والعلاج لهذا الداء الخطير:
مِن سُنَّة الله - تعالى - في عباده: أنَّه سبحانه يبوِّئ أهلَ الإيمان إمامةَ البشر، ويرفعهم إلى مراقي الكرامة والعزَّة، ويظهرهم على غيرهم، وينصرهم على أعدائهم، ولو كانوا أقلَّ من غيرهم؛ ويقول تعالى
ولكنَّ هذا القانونَ الربانيَّ القدري له أسباب شرعيَّة، لا يتحقَّق إلاَّ بها، وهذه الأسباب تتمثَّل في إقامة دِين الله - تعالى - وأخْذه كاملاً دون تجزئة ولا انتقاء، وغالب ما يحصل مِن ترْك الدِّين أو بعضه سببُه الهوى، والهوى يكون في الناس بسبب الافتتان بالدُّنيا وزينتها، وتعظيمِ حظوظ النفس وشهواتها؛ ولذا كان تقديمُ الآخرة على الدنيا أهمَّ سبب للتوفيق والنصر والعِزَّة، كما كان التعلُّقُ بالدنيا أهمَّ سبب للخذلان والذُّلِّ والهزيمة، والوحيُ والتاريخ والواقع المعاصر - كلُّها تشهد بهذه الحقيقة، التي ينبغي ألاَّ يجادِلَ فيها مجادِل. أما الوحي: فيقول الله - تعالى -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد: 7، فجعل - سبحانه - نَصْرَه لعباده وتأييده لهم مشروطًا بنصْر دِينه وإقامته في الأرض، وجعله حَكمًا على الناس. وأما التاريخ: فما عزَّ الصحابة - رضي الله عنهم - ولا انتصروا هم ومَن بعدهم مِن قادة المسلمين وجندِهم على أعتَى أُمم الأرْض بعُدَّة ولا عتاد، وإنَّما بإيمانٍ ملأ قلوبَهم، فأزاح منها الدنيا وزينتَها وملذاتِها، فما وقفتْ أمامهم قوَّة.
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يعيد الأمة إلى رشدها وتراجع إيمانها حتى تفلح في الدنيا وتنتصر على الأعداء, وتفلح في الآخرة بإكرام الله لها بالدخول إلى الجنة؛ نسأل الله تبارك وتعالى أن يعيد الأمة إلى كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يهيأ لها أسباب النصر بمنه وكرمه, ونسأله تعالى أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا, ونسأله تعالى أن يعز الإسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين، وينصر إخواننا المجاهدين في فلسطين على أعداء الدين من اليهود والنصارى ومن ولاهم من المنافقين.
