malek bennabi
زيزوومي جديد
- إنضم
- 6 أغسطس 2025
- المشاركات
- 54
- مستوى التفاعل
- 138
- النقاط
- 60
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
إن الكذب والافتراء على الأبرياء جريمة عظيمة، وخطيئة منكرة يقول تعالى
والتسرع في الاتهام، ،مبعث على العداوة، وإن اتهام الأبرياء بالتهم الباطلة، والأخذ بالظن والتخمين، ورمي المؤمنين بما لم يعملوا، وبهتانهم بما لم يفعلوا، عاقبته وخيمة، وآثاره أليمة في الدنيا والآخرة.
يجب أن يحرص المسلم على عدم تجاوز حقّه من خلال الاعتداء على النّاس، سواء في الأعراض، أو الأموال، أو الأنفس، فكلّ ما للمسلم معصوم، وهو ما حرص رسول الله على الوصاية عليه في حجّة الوداع حين قام خطيباً بالنّاس فقال
اتهام الناس في أعراضهم أنزل الله الآيات الدالّة على عقوبة من يقذف النّساء المُحصنات، المؤمنات، العفيفات، فقال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)سورة النور ,فقد لعن الله هذه الفئة من النّاس وتوعّدهم بالعذاب العظيم في الدنيا والآخرة.وحدّه في الدنيا ثمانون جلدة، ولا تُقبل له شهادة أبداً، وعدّ رسول الله القدف من السّبع الموبقات، فقال: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟) وقال منهنّ: (وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ).رواه البخاري ,اتهام الناس في نواياهمإنّ اتهام النّاس في نواياهم ومقاصدهم وتحليل أفكارهم ومُراداتهم يعدّ من أكبر آفات اللّسان، فالأمر فيه لا يتوقّف على ذلك؛ بل يمتدّ ليصل إلى تصنيف النّاس وتقسيمهم ثمّ وضعهم في أحزاب لا يمتّون لها بصلة، وفي ذلك يقول رسول الله: (إنِّي لَمْ أُومَرْ أنْ أنْقُبَ عن قُلُوبِ النَّاسِ ولَا أشُقَّ بُطُونَهُمْ).رواه البخاري وقال -تعالى- محذّرا من الوقوع في اتّهام النّاس بنواياهم: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)سورة النساء94 فطالما أنّ الآخر لم يُفصح عن مُراده ونيته يبقى الحكم على نيّته هو اتّهام له فيها.
فقد أخرج ابن أبي الدُّنْيَا في "الصمت" موقوفًا على أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه قال: "أَيُّمَا رَجُلٍ أَشَاعَ عَلَى رَجُلٍ كَلِمَةً وَهُوَ مِنْهَا بَرِيءٌ لِيُشِينَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا؛ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدِنيَهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ".
وقد أشار القرآن الكريم إلى أنَّ التقوّل على الناس بما ليس فيهم من شأن المنافقين أو ضعاف النفوس؛ فقال تعالى في شأنهم: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 83].
وقد أخرج البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ اللهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلَاثًا: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ»، والخوض في أخبار الناس والتقول عليهم بما ليس فيهم وغيره ممَّا يُثِيرُ الفتن- داخلٌ في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «قِيلَ وَقَالَ».
يقول الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "في آخر الزمان قوم بَّهاتون، عيَّابون فاحذروهم؛ فإنهم أشرار الخلق، ليس في قلوبهم نور الإسلام، وهم أشرار، لا يرتفع لهم إلى الله عمل" [كتاب التوبيخ والتنبيه لأبي الشيخ الأصبهاني:96]
ومن عقوبات الكذب والافتراء:
_قال صلَّى الله عليهِ وسلَّم: (الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري ومسلم، (قالَ القاضي: قِيلَ هُوَ على ظاهرِهِ فيكُونُ ظُلُمَاتٍ على صاحبهِ، لا يَهْتَدِي يومَ القيامةِ سَبيلاً حتى يَسْعَى نُورُ المؤمنينَ بينَ أيدِيِهِم وبأيْمَانِهِمْ، ويُحْتَمَلُ: أنَّ الظُّلُمَاتِ هُنَا الشَّدَائِدُ... ويُحْتَمَلُ: أنها عِبَارَةٌ عنِ الأنكَالِ والعُقُوبَاتِ) انتهى، ومن عُقوبات الْمُفتري في الآخرة: جَلْدُه يومَ القيامة: قال صلَّى الله عليهِ وسلَّم: (مَنْ قَذَفَ مَمْلُوكَهُ وهُوَ بَرِيءٌ مِمَّا قَالَ، جُلِدَ يومَ القِيَامَةِ، إلاَّ أنْ يَكُونَ كَمَا قَالَ) رواه البخاري.
_أخذُه قطعة من النار: قال صلَّى الله عليهِ وسلَّم: (فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ، فإنما هيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ، فلْيَأْخُذْهَا أوْ فَلْيَتْرُكْهَا») رواه البخاري ومسلم.
_ دُخُولُه النار جَزَاءَ افترائه وبُهتانه: قال صلَّى الله عليهِ وسلَّم: («مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بيَمِينِهِ، فقدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وحَرَّمَ عليهِ الجَنَّةَ» فقالَ لهُ رجُلٌ: وإنْ كانَ شَيْئاً يَسِيراً يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: «وإنْ قَضِيباً مِنْ أَرَاكٍ) رواه مسلم، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ومَنْ خَاصَمَ في باطِلٍ وهوَ يَعْلَمُهُ، لَمْ يَزَلْ في سَخَطِ اللهِ حتَّى يَنْزِعَ، ومَنْ قالَ في مُؤْمِنٍ ما لَيْسَ فيهِ أَسْكَنَهُ اللهُ رَدْغَةَ الْخَبَالِ حتى يَخْرُجَ مِمَّا قالَ) رواه الإمام أحمد وصحَّحه محققو المسند.
_ إفلاسُه يوم القيامة: قال صلَّى الله عليهِ وسلَّم: (إنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يومَ القِيَامَةِ بِصَلاةٍ، وصِيَامٍ، وزَكَاةٍ، ويَأْتِي قَدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مَالَ هذا، وسَفَكَ دَمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فَيُعْطَى هذا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وهذا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أنْ يُقْضَى ما عليهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عليهِ، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ) رواه مسلم.
_ يُخشى عليه أن ليسَ له كَفَّارة: قال صلَّى الله عليهِ وسلَّم: (وخَمْسٌ لَيْسَ لَهُنَّ كَفَّارَةٌ: الشِّرْكُ بِاللهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ بغَيْرِ حَقٍّ، أوْ بَهْتُ مُؤْمِنٍ، أوِ الْفِرَارُ يَوْمَ الزَّحْفِ، أوْ يَمِينٌ صَابِرَةٌ يَقْتَطِعُ بِهَا مَالاً بغَيْرِ حَقٍّ) رواه الإمام أحمد، وقال الألباني: (حَسَنٌ لغيره)، قال السمرقندي: (فليسَ شَيْءٌ مِنَ الذُّنُوبِ أعْظَمَ مِنَ الْبُهْتَانِ) انتهى، واشترَطَ اللهُ ورسولُه في مُبايعةِ النساءِ: عدم البهتان، قال عزَّ وجلَّ: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ ﴾ [الممتحنة: 12]، وكذلك اشترط النبيُّ صلى الله عليه وسلم على الرِّجال، فقال ليلةَ العقبة: («بَايِعُوني على أنْ لا تُشْرِكُوا باللهِ شَيْئَاً، ولا تَسْرِقُوا، ولا تَزْنُوا، ولا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ، ولا تَأْتُوا ببُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بينَ أيْدِيكُمْ وأَرْجُلِكُمْ، ولا تَعْصُوا في مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ على اللهِ، ومَنْ أَصَابَ مِنْ ذلكَ شَيْئَاً فَعُوقِبَ في الدُّنيا فهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ، ومَنْ أَصَابَ مِنْ ذلكَ شَيْئَاً ثُمَّ سَتَرَهُ اللهُ فَهُوَ إلى اللهِ، إنْ شَاءَ عَفَا عنهُ وإنْ شاءَ عَاقَبَهُ») رواه البخاري.
اللهم طهر قلوبنا من النفاق وعملن من الرياء ولساني من الكذب وعيني من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
