ميدو المحلة
زيزوومي VIP
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
من لطف الله بعبده الحبيب عنده إذا مالت نفسه مع شهوات النفس الضارة واسترسلت في ذلك: أن يُنَغِّصَها عليه ويكدرها، فلا يكاد يتناول منها شيئًا إلا مقرونًا بالمكدرات محشوًا بالغصص؛ لئلا يميل معها كل الميل.. كما أن من لطفه به أن يُلَذِّذ له التقربات ويحلي له الطاعات ليميل إليها كل الميل.
ومن لطفه: أنه يرحمهم من طاعة أنفسهم الأمارة بالسوء التي هذا طبعها وديدنها؛ فيوفقهم لنهي النفس عن الهوى، ويصرف عنهم السوء والفحشاء، فتوجدُ أسبابُ الفتنة، وجواذبُ المعاصي، وشهواتُ الغي؛ فيرسل الله عليها برهان لطفِه، ونور إيمانهم الذي مَنَّ به عليهم؛ فيدعونها مطمئنين لذلك منشرحة لتركها صدورهم.
ومن لطف الله تعالى بعبده: أن يجعل ما يبتليه به من المعاصي سببًا لرحمته؛ فيفتح له عند وقوع ذلك باب التوبة والتضرع والابتهال إلى ربه، وازدراء نفسه واحتقارها، وزوال العجب والكبر من قلبه ما هو خير له من كثير من الطاعات.
