• بادئ الموضوع بادئ الموضوع ريشا
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
  • المشاهدات 618

ريشا

زيزوومى فعال
إنضم
19 أكتوبر 2008
المشاركات
266
مستوى التفاعل
2
النقاط
330
غير متصل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



هذي بعض من سلسلة مقالات




الشيخ:/ أ:سعد مقبل العنزي



جزاه الله الف خير عنا جميعا
نقلاً من ملتقى كلية ينبع



-------------------------------------------





الاعتصام بالكتاب والسنة



الوقوف على حقيقة الاعتصام بوحي الله تعالى والمتمثل في كتابه, والصحيح من سنة رسوله- صلى الله عليه وسلم, أمر جدير بالفقه, كي يتعرف المسلم على أن العلاقة التي تحكم موقفه من الكتاب والسنة: هي علاقة القبول والاتباع, في زمن أصبح لأهل الأهواء من العصرانيين, والعقلانيين هجوم على النصوص الشرعية, والعبث بدلالاتها وإخضاعها للنقد, ومحاولة تطويعها لتوافق أغراضهم, وصدق الله: [وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون]الأنعام:121 .

ومن أهم أسباب الاعتصام والتمسك بمادل عليه الكتاب والسنة:


أولا : أن الوحي من الكتاب والسنة, له صفة الثبات

فكلام الله تعالى وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - هما الحق الثابت الذي لا يتغير ولا يتبدل ، قال تعالى : [وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لامبدل لكلماته وهوالسميع العليم ] [سورة الأنعام : 115]

قال العلامة ابن عاشور:"هذه الجملة معطوفة على جملة (( أفغيرالله أبتغي حكما))[الأنعام:114]لأن تلك الجملة مقول قول مقدر ، إذ التقدير: قل أفغير الله أبتغي حكما باعتبار ما في تلك الجملة من قوله (( وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا))[الأنعام:114]
فلما وصف الكتاب بأنه منزل من الله ، ووصف بوضوح الدلالة بقوله (( وهوالذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا))[الأنعام:114]
ثم بشهادة أهل الكتاب بأنه من عند الله بقوله (( والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق ))[الأنعام:114]
أعلم رسوله - عليه الصلاة والسلام -والمؤمنين بأن هذا الكتاب تام الدلالة ، ناهض الحجة ، على كل فريق : من مؤمن وكافر ، صادق وعده ووعيده ، عادل أمره ونهيه"[1]
وهذا بخلاف نصوص القوانين الوضعية ، التي تتغير شكلا ومضمونا بتغير الزمان والمكان ويطرأ عليها مايطرأ على كلام البشر من نقص وقصور.

ثانيا : خاصية الشمول

فدلالات الكتاب والسنة جاءت عامة ، بمبانيها ومعانيها ، شاملة لكل مايجد في الحياة من حاجات ، ومايطرأ على الناس من مشكلات
قال تعالى((ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين))[النحل:89].
يقول العلامة السعدي :"وقوله((ونزلناعليك الكتاب تبيانا لكل شيء))في أصول الدين وفروعه ، وفي أحكام الدارين ، وكل مايحتاج إليه العباد ، فهومبين فيه أتم تبيين ،بألفاظ واضحات ، ومعان جلية00حتى إنه تعالى يجمع في اللفظ القليل الواضح ، معاني كثيرة ، يكون اللفظ لها كالقاعدة والأساس"[2]

ثالثا : خاصية العصمة

فهذه السمة بقدر ماهي في حقائق الشريعة ؛ فهي في ألفاظها ودوالها، قال تعالى((وماأرسلنا من قبلك من رسول ولانبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ))[الحج:52].
وقد بين الشاطبي عندكلامه على هذه الآية أن الله تعالى " يحفظ آياته ويحكمها ، حتى لايخالطها غيرها 00والسنة وإن لم تذكرفإنها مبينة له ودائرة حوله ، فهي منه وإليه ترجع معانيها"[3] ثم قرر- رحمه الله - أن الحفظ شامل للسنة 0 وقد تقرر عند أهل العلم أن" العصمة بقدر ما هي في حقائق الشريعة فهي في ألفاظها ودوالِّها"[4]،
وأطال ابن القيم النفس في تقريرهذا الأمر ودعا المفتي إلى الإعتصام بلفظ الشارع ما أمكنه فإنه" يتضمن الحكم والدليل مع البيان التام، فهو حكم مضمون له الصواب، متضمن للدليل عليه في أحسن بيان، وقول الفقيه المعين ليس كذلك، وقد كان الصحابة والتابعون والأئمة الذي سلكوا على منهاجهم يتحرون ذلك غاية التحري، حتى خلفت من بعدهم خُلُوف رغبوا عن النصوص، واشتقوا لهم ألفاظاً غير ألفاظ النصوص، فأوجب ذلك هجر النصوص، ومعلوم أن تلك الألفاظ لا تفي بما تفي به النصوص من الحكم والدليل وحسن البيان، فتولد من هجران ألفاظ النصوص والإقبال على الألفاظ الحادثة وتعليق الأحكام بها على الأمة من الفساد ما لا يعلمه إلا الله، فألفاظ النصوص عصمة وحدة بريئة من الخطأ والتناقض والتعقيد والاضطراب ولما كانت هي عهد الصحابة وأصولهم التي إليها يرجعون كانت علومهم أصح من علوم من بعدهم، وخطؤهم فيما اختلفوا فيه أقل من خطأ من بعدهم، ثم التابعون بالنسبة إلى من بعدهم كذلك، وهلم جرا، ولما استحكم هجران النصوص عند أكثر أهل الأهواء والبدع كانت علومهم في مسائلهم وأدلتهم في غاية الفساد والاضطراب والتناقض، وقد كان أصحاب رسول الله r إذا سئلوا عن مسألة يقولن: قال الله كذا، قال رسول الله كذا، أو فعل [رسول] الله كذا، ولا يعدلون عن ذلك ما وجدوا إليه سبيلاً قط، فمن تأمل أجوبتهم وحدها شفاء لما في الصدور، فلما طال العهد وبعد الناس من نور النبوة صار هذا عيباً عند المتأخرين أن يذكروا في أصول دينهم وفروعه قال الله، وقال رسول الله. والمقصود أن العصمة مضمونة في ألفاظ النصوص ومعانيها في أتم بيان وأحسن تفسير00 "[5]

رابعا : خاصية القداسة

وهذه الخاصية مستمدة من الذي أنزل هذا الدين ، فهو تعالى القدوس السلام ، المبرأ والمنزه عن كل عيب ونقص ، فكذلك خلقه وأمره .


______________________________________________


[1] التحريروالتنوير: (7 / 14 ) 0

[2] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، للشيخ عبدالرحمن السعدي ، ص: 447 0

[3] الموافقات : ( 2 / 40 ) 0

[4] المصدر السابق 0

[5] إعلام الموقعين : (4 / 170-172 ) 0






i34144_sigpic4665010.gif
 

جميل تسلم ايديك
 
توقيع : سيد الحلوانى
متشكرين علي المرور​
 


يسلموووووو اخوى على الطرح المفيد

،

ودى وتقديرى

 
توقيع : alemalbyelaram
وفيك بارك
 
عودة
أعلى