كنج
زيزوومى مميز
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
الى اللقـاء رمـضان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دقائق تتبعها ساعات وأيام تتبعها أعوام .. عجباً لتسارع الليالي والأيام ..
ها هو شهر رمضان قد شمّر عن الساق ، وآذن بالانطلاق ، قوضت خيامه ، وتصرمت أيامه ، وأزف رحيله ،،
كنا بالأمس نتلقى التهاني بقدومه ، ونسأل الله بلوغه ، واليوم نتلقى التعازي برحيله ،ونسأل الله قبوله .
نعم .. لقد مضى هذا الشهر الكريم ، وقد أحسن فيه أناس وأساء آخرون ، وهو شاهد علينا أو لنا بما أودعناه من أعمال ..
شاهد للمشمرين بصيامهم وقيامهم وبرهم وإحسانهم ،، وعلى المقصرين بغفلتهم وإعراضهم وشحهم وعصيانهم ،،
ولا ندري والله هل سندركه مرة أخرى ، أم سيحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرق الجماعات
وداعاَ رمضان ..
نعم .. ها هو رمضان قد همّ بالارتحال .. فهل أخلصنا الأقوال فيما مضى منه وهل أحسنا الأعمال ..
نودع رمضان وفي القلب غصة ، وفي العين دمعة وفي النفس رجاء بان نكون من عواده ..
أيُّ شـهــرٍ قــد تـولّـى يـا عــبـــاد الله عـنــا
حــق أن نبكـي عـلـيــه بدمــاءٍ لـو عـقـلـنــا
ثـم لا نـعـلـــم أنـا قـد قـبـلـنـــا أم حـرمـنـــا
ليت شعري من هو المحروم والمطرود منا
كيـف لا نـبـكــي لشهــرٍ مـرّ بالغـفـلـة عنـا
أأحبتنا أيها الصائمون القائمون القارئون للقرآن
انتهى شهر الصيام والقيام والقرآن والبر والجود والإحسان ،، ولكن ..
ماذا عن حالنا بعد شهر رمضان ؟!
ماذا عن آثار الصيام التي عملها في نفوس الصائمين ؟!
لننظر في حالنا ولنتأمل في واقع أنفسنا ومجتمعنا و أمتنا ولنقارن بين حالنا قبل رمضان وبعده ,،
هل ملأت التقوى قلوبنا ؟! هل أصلحنا من أنفسنا ليصلح لنا مجتمعنا ؟! هل أخلصنا أعمالنا ؟! هل تحسنت أخلاقنا ؟! هل استقام سلوكنا ؟!
أخي الصائم القائم : يا من وفق للاجتهاد بالعمل الصالح في هذا الشهر : ها قد انقضى الشهر ، فهل تذكر ألم الجوع والعطش من فقد الطعام ؟ أم هل أجهدك القيام ؟ لقد ذهب التعب والنصب وثبت الأجر إن شاء الله .
أخي الصائم القائم : كنت من أول الشهر تقوم لله وتسجد ، تقرأ وتصلي وتذكر، وغيرك لم ينفك عن التعب ، فقد قام لكن لهواه ،واجتهد لكن في تحصيل دنياه ، أضاع ليله ونهاره حتى ذهب عنه الشهر ولا أجر، بل هو الوزر وبئس ما فعل ، كل الناس يغدو فبائع نفسها فمعتقها أو موبقها .
ألا أيها المقصر ، وكلنا كذلك، ويا أيها المفرط وكلنا كذلك : أين مقلتك الباكية ؟ أين دمعتك الجارية ؟ أين زفرتك الرائحة والغادية ؟
أخي : لأي يوم أخرت توبتك ، ولأي يوم ادخرت عدتك ؟ دونك هذه الليالي والأيام الباقية من عمرك فقد تكون آخر ليال لك في حياتك ، اغتنمها واجعلها هي البداية والنهاية، ولا تأس على ما فات في الليالي الخوالي، فالأعمال بالخواتيم .
أخي: لئن انتهى صيام رمضان ، فهناك صيام النوافل كالست من شوال والإثنين والخميس والأيام البيض وعاشورا وعرفة وغيرها ، ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة ( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ) ، وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان .. بل هي كل وقت .
وهكذا فالأعمال في كل وقت وكل زمان .. فاجتهد في الطاعات .. وإياك والكسل والفتور .
الله الله بالاستقامة والثبات على الدين في كل حين ..
قال الله تعالى : (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
أخي الفاضل .. أختي الفاضلة
إن للمداومة على الأعمال الصالحة ثماراً عظيمة .. منها :
- أن العمل المداوم عليه محبوب لله في الحديث : أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل
- أنها سبب لمحبة الله . كما في الحديث : ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه
- أنها سبب لطهارة القلب من النفاق . لأن المنافق تثقل عليه العبادة والطاعة ولا يستطيع أن يستمر بها . ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ) .
- أنها سبب للنجاة من الشدائد كما في الحديث : تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة
- أن فيها دوام اتصال القلب بالله وهذا يزيد القلب قوة وثباتا ونشاطاً وتوكلاُ وتعلقاً بالله
- أنها ترويض للنفس على الطاعة ولهذا قيل : نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية
أيها المسلمون: يا خسارة من لم يغفر له في رمضان ، ويا خيبة من حرم من العتق من النيران ، ويا أسف على من فاته فيض الرحيم الرحمن .
وهكذا أسرعت أيام الفضل والبر والخير والطاعة .. فوداعاً يا شهراً بالشوق قد استقبلناه وبالحب عشناه وبالدمع ودعناه ..
فيـا عـين جــودي بالدمـع من أسف على فـراق ليــال ذات أنــــوار
على لـيـــالٍ بشهـر الصـوم مـا جعـلـــــت إلا لتمحيــص آثـام وأوزار
مــا كان أحسننــا والشمــل مجتمــع منا المصلـي ومنـا القانـت القــاري
فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا ما قد بقى من فضل أعمارِ
وماذا بعد رمضان ؟
يتسائل الكثير لم اعد كما كنت فى رمضان
قلت همتى
اجد فتور عن الطاعه
كيف اثبت بعد رمضان ؟
وما هى وسائل الداومه على العمل الصالح بعد رمضان ؟
واليك أخى ... أختى
الاجابه عن تلك الاسئله عبر الكثير من المقالات والتسجيلات
ومع عليك الا الضغط على المقال المطلوب
تابع حفظك الله هنا :
تهنئة وعزاء: خرج علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- آخر ليلة من رمضان فنادى ورفع صوته: "من هذا الذي فاز في رمضان فنهنيه، ومن هذا الذي خسر في رمضان فنعزيه".
التحذير من الانتكاس والفتور:
- لا تكن كحمقاء مكة التي حذر الله المؤمنين من حالها: (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً)(النحل:92).
- إياك والفتور بحجة الراحة بعد رمضان: سئل الإمام أحمد: "متى الراحة؟ قال: عندما تضع أول قدم من قدميك في الجنة".
عوامل الثبات:
1- المداومة على العمل الصالح ولو كان قليلا:
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) متفق عليه، فمثلا: "ركعتين من الليل - قسط من القرآن - شيء من صيام التطوع".
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل) رواه مسلم.
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) رواه الترمذي، وصححه الألباني، فائدة: الخاتمة = 3 مليون حسنة.
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام) رواه النسائي، وحسنه الألباني.
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من ختم له بصيام يوم دخل الجنة) رواه البزار، وصححه الألباني.
2- عدم العودة إلى المعاصي والبعد عن الأسباب المؤدية إليها:
- حديث قاتل المائة نفس، وكيف دله العالم على هجر أسباب المعصية، (انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء... ) رواه مسلم.
- مصاحبة الأخيار: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)(الكهف:28).
- هجر رفقاء السوء: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)(الكهف:28)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة) متفق عليه، والصاحب ساحب.
- لقد نال الكلب شرفا بصحبة الصالحين، (وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)(الكهف:18)، (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ... )(الكهف:22).
3- طلب العلم الشرعي:
- العلم يزيدك خشية وتقوى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)(فاطر:28).
- العلم يخرجك وينجيك من هذا الوصف: (ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم) رواه الترمذي، وحسنه الألباني.
4- الدعوة إلى الله:
- ابذل في الناس ما تعلمته في رمضان، قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه.
- هداية الناس خير لك من الدنيا: قال -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم) متفق عليه.
- هل تريد حسنات لم تعملها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم، وفي رواية: (إن الدال على الخير كفاعله) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
5- الدعاء:
- الصيام علمنا الدعاء الكثير بالنهار، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر) رواه البيهقي، وصححه الألباني.
- القيام والسحور علمنا الدعاء الكثير بالليل، (كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(الذاريات:17-18).
- الأنبياء يفعلون القرب ويدعون الله أن يتقبل أعمالهم، (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(البقرة:127)، فالدعاء والاستعانة بالله من أعظم عوامل الثبات فأكثر منه.
اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم تسلم منا رمضان مقبولا، (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)(آل عمران:8).
وإليكم هذه النصائح التي من خلالها يمكن أن تعينكم – بإذن الله - على الاستقامة والبعد عن الفتور بعد رمضان :
النصيحـــة الأولـــــى:
احذر شيطانك بعد رمضان, نحن بذلنا مجهوداً كبيراً خلال رمضان ، فمن بيننا شباب رجعوا إلى الله، ومن بيننا من لبست حجابها... كان الشيطان مأسورا وقد فك من أسره بعد مغرب آخر يوم رمضان وهو الآن في منتهى الضراوة، هدفه أن يضيعك ويسلط باقي شياطين الإنس عليك لإفسادك لأنك هدمت في شهر واحد ما أنجزه الشيطان خلال سنوات. لهذا فهو في حالة من الغضب والثورة. ما أقوله هذا يحدث بعد كل عمل صالح وبعد كل عمرة أو حج تتكرر نفس القصة، فبعد أن يعود الإنسان من العمرة تراه يرتكب معصية في حجم المصيبة . هذه قاعدة الشيطان.. بعد أعمال الطاعات القوية يبذل من المجهود أضعاف ما كان يبذل.
استمع إلى قول الله عز وجل : (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه، إلا فريقاً من المؤمنين). الشيطان يريد في أول يوم بعد رمضان أن يضيع عليك رمضان كله، حتى يؤدي ذلك إلى إحباط مدمر. فتقول لنفسك أنا لا فائدة مني فبعد أن صمدت رمضان كله أضاعتني الفتنة في يوم واحد، ويدفعك اليأس والإحباط إلى الاندفاع في المعصية يوم العيد بل وفي ليلة العيد. الشيطان يريد أن يوقعك في جريمة حتى يكون الإحباط مروعاً فتشعر أنك ضعيف جداً وتيأس من قدرتك على عبادة الله.
لماذا نصرت إبليس؟.. لماذا جعلته يفرح فيك؟ وهل سيخيب ظنه فيك هذا العام؟
وهناك آية أخرى تقول: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا). أنت تغزل طوال شهر رمضان توبة وإيمان ودعاء وصلاة وصدقة وقرآن، فهل تفك هذا الغزل في نهاية رمضان بإشارة من الشيطان الذي يتصيد أي زلة وينفخ فيها لكي يضيع حلاوة القلب؟؟
عندما تقابل أول معصية امسك نفسك .. كن يقظاً عند الأسبوع الأول بعد رمضان . لو أمسكت نفسك في الأسبوع الأول سوف تتغير طريقة إبليس معك فالشيطان يلتقطك وأنت في حالة استرخاء ما بعد رمضان، فمن ناحية أنت في استرخاء ومن ناحية أخرى يندفع الشيطان إليك بكل قوته فتقع. أمسك نفسك عن المعصية الأسبوع الأول بعد رمضان تزداد ثقتك بنفسك، هذا عن تجربة وسوف تكمل المشوار بإذن الله. تعامل مع من حولك في الأسبوع الأول بعد رمضان بنفس الرحمة . الشيطان يضغط بالمعاصي الكبيرة في الأسبوع الأول بعد رمضان لكي يضيع الحلاوة الموجودة بالقلب حلاوة الإيمان. وتراه يصور لك أنك خارج من صوم رمضان متعباً وقد بذلت ما فى وسعك!!!! والآن عليك أن تستريح!!!! أحذر هذا الوهم وأعلم أنه لا توجد في الدنيا راحة، وأنك لن تستريح إلا في القبر ثم في الجنة بإذن الله.
سئل الإمام أحمد ابن جنبل: متى يجد العبد طعم الراحة؟ .. فقال: عند أول قدم يضعها في الجنة، أما ما قبل ذلك فلا راحة. كما قال سبحانه وتعالى: (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه). نحن عرفنا خطة الشيطان، سيعمل على أن يوقعنا في الكبائر في ليلة العيد وأول أيام العيد. لو صمدت أول أسبوع سوف تكمل بإذن الله، فهدف الشيطان أن يدخلك قعر جهنم، والله عندئذ سوف يأخذ بيدك ويعينك لأنه لمس منك الصدق.
النصيحـــة الثـــانـــيـــة :
يجب أن يكون العبد مستمر على طاعة الله , ثابت على شرعه , مستقيم على دينه , لا يراوغ روغان الثعالب , يعبد الله في شهر دون شهر , أو في مكان دون آخر , لا وألف لا !! بل يعلم أن ربّ رمضان هو ربّ بقية الشهور والأيام , قال تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَك) هود 112 .
فإياك أن تهبط من الهمة العالية. بعد صلاة العيد ستعود متعباً إلى بيتك وتنام، ومن المحتمل أن تفوتك صلاة الظهر، ومن المحتمل أن تستيقظ عند العصر ولا تنزل إلى المسجد، ومن المحتمل أن تخطف المغرب بفتور، ويا خوفي لو ضاعت منك العشاء أو أول يوم العيد لا تقرأ القرآن، ولو فاتك فجر ثاني أيام العيد وفجر ثالث أيام العيد ولم تقرأ القرآن في الأسبوع الأول لن تمارس الطاعة بقية الأيام. لا أنا أو أنت نستطيع المحافظة على المستوى الإيماني الذي حققناه، إنما المطلوب ألا تنزل عنه في الأسبوع الأول، هذا الأسبوع الذي يري الله فيه مدى صدقك.
فما هو الحد الأدنى الذي ينبغي الحفاظ عليه من الثروة الإيمانية بعد رمضان:
1) استمرارية الصلاة في المسجد للرجال , والصلاة على وقتها للنساء : ولو كنت لا تصلى في المسجد خلال شهر رمضان، أو تأخر الصلاة , فاحرص على الصلاة على وقتها وفي المسجد الأسبوع الأول بعد رمضان . ولو صليت ثلاثة فروض من الخمسة في المسجد فأنت ناجح في الامتحان ولابد أن تصلي أيام العيد الثلاثة في المسجد جماعة.
2) صيام الستة من شوال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" .
3) وأكثر من الشكر والاستغفار أن وفقك الله لصيام رمضان وقيامه , وداوم على ذكر الله ولو خمس دقائق كل يوم : فإن الله عز وجل قال في آخر آية الصيام : ( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ) البقرة 185 , والشكر ليس باللسان وإنما بالقلب والأقوال والأعمال وعدم الإدبار بعد الإقبال .
4) ادع الله كل يوم ولو دقيقتين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن تعجل له دعوته في الدنيا وإما أن تدخر له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا يا رسول الله إذا نكثر قال الله أكثر" .
5) قراءة القرآن : ابدأ ختمة جديدة للقرآن الكريم بعد رمضان حتى ولو قرأت كل يوم عشرة آيات فقط.
6) تدريب النفس على المحافظ على أداء النوافل الراتبة قدر المستطاع وهي : ( ركعتان قبل صلاة الفجر, 4 ركعات قبل صلاة الظهر وركعتين بعدها , ركعتين بعد صلاة المغرب , وركعتين بعد صلاة العشاء ) , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتًا في الجنة" .
7) تنفيذ وصية الرسول صلى الله عليه وسلم : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت : صوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وصلاة الضحى ، ونوم على وتر .
- صيام ثلاثة أيام من كل شهر : وذلك بصيام يوم الاثنين 3مرات , أو الخميس 3مرات , أو أول اثنين و خميسين , أو الأيام البيض وهي : 13- 14- 15 من كل شهر عربي .
- أداء صلاة الوتر : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ ، أَوْتِرُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ ) .
- المحافظة على أداء صلاة الضحى ولو ركعتين كل يوم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) , صحيح رواه مسلم .
8) المداومة على أداء صلاة الليل ولو ركعتين : قال رسول الله " : صلى الله عليه وسلم ينزل الله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول عز وجل: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" متفق عليه .
9) الصحبة الصالحة : لابد أن يكون لك صاحب متدين وملتزم، فصحبة السوء وراء كل ضياع للإنسان. أخبرنى من هم أصحابك، أقل لك هل ستظل على إيمانك أم لا . فالأصدقاء ثلاثة أصناف: - أصدقاء متدينون طائعون لله - أصدقاء فجرة فسقة عصاة - أصدقاء غافلون عن ذكر الله. أمسك في الطائع المتدين بقوة وصاحبه. أما أصدقاؤك من العصاة والفجرة فاقطع علاقتك بهم، وابق خيطاً رفيعاً من الود لعل الله يهديهم في يوم من الأيام. أما الغافلون فلا تتركهم ولا تذب فيهم، حتى تأخذ بأيديهم للإيمان. لو وجدت نفسك لم ترتكب المعاصي في الأسبوع الأول من شوال، ولو وجدت أنك حافظت على الحد الأدنى من الطاعات التي مارستها في رمضان، فإن رمضان قد قبل منك بإذن الله.
فإياك والرجوع الى المعاصي والفسق والمجون, وترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان .. فبعد أن تنعم بنعيم الطاعة ولذة المناجاة .. ترجع إلى جحيم المعاصي والفجر !!
فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان !!
كيف حالكم بعد رمضان ؟
الأحبة في الله فبعد أيام قلائل من رحيل شهر رمضان المبارك !! كيف حالكم بعد رمضان ؟ فلنقارن بين حالنا في رمضان وحالنا بعد رمضان !! إيه أيتها النفس ؟! كنت في أيام... في صلاة , وقيام , وتلاوة , وصيام , وذ كّر , ودعاء , وصدقه , وإحسان , وصلة أرحام ! .ذقنا حلاوة ا لإيمان وعرفنا حقيقه الصيام , وذقنا لذّه الدمعه , وحلاوة المناجاة في الأسحار !!كنا نُصلي صلاة من جُعلت قرةُ عينه في الصلاة , وكنا نصوم صيام من ذاق حلاوته وعرف طعمه , وكنا ننفق نفقه من لا يخشى الفقر , وكنا .. وكنا .. مما كنا نفعله في هذا الشهر المبارك الذي رحل عنا !.وهكذا .. كنا نتقلب في أعمال الخير وأبوابه حت
دماء ودموع
الأحبة في الله
فبعد أيام قلائل من رحيل شهر رمضان المبارك !!
كيف حالكم بعد رمضان ؟ فلنقارن بين حالنا في رمضان وحالنا بعد رمضان !!
إيه أيتها النفس ؟! كنت في أيام... في صلاة , وقيام , وتلاوة , وصيام , وذ كّر , ودعاء , وصدقه , وإحسان , وصلة أرحام !
.ذقنا حلاوة ا لإيمان وعرفنا حقيقه الصيام , وذقنا لذّه الدمعه , وحلاوة المناجاة في الأسحار !!كنا نُصلي صلاة من جُعلت قرةُ عينه في الصلاة , وكنا نصوم صيام من ذاق حلاوته وعرف طعمه , وكنا ننفق نفقه من لا
يخشى الفقر , وكنا .. وكنا .. مما كنا نفعله في هذا الشهر المبارك الذي رحل عنا !.وهكذا .. كنا نتقلب في أعمال الخير وأبوابه حتى قال قائلنا ... ياليتني متّ على هذا الحال !!ياليت خاتمتي كانت في رمضان ..! .
رحل رمضان ولم يمضى على رحيله إلا القليل ! ولربما عاد تارك الصلاة لتركه , وآكل الربا لأكله , ومشاهد الفحش
لفحشه , وشارب الدخان لشربه .
فنحن لا نقول أن نكون كما كنا في رمضان من الأجتهاد .ولكن نقول : لا للإنقطاع عن الأعمال الصالحة , فلنحيا على الصيام , والقيام , والصدقة , ولو القليل .------------------------------
الوقفة الأولى : ماذا أستفدنا من رمضان ؟ !
ها نحن ودعنا رمضان المبارك ... ونهاره الجميل ولياليه العطره .
ها نحن ودعنا شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار .
فماذا جنينا من ثماره اليانعة , وظلاله الوارقه ؟!
هل تحققنا بالتقوى ... وتخرجنا من مدرسه رمضان بشهادة المتقين ؟!
هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة , وعن المعصية ؟!
هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه ؟!
هل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟!
هل غلبتنا العادات والتقاليد السيئة ؟!
هل ... هل ... هل...؟!
أسئلة كثيرة .. وخواطر عديدة .. تتداعى على قلب كل مُسلم صادق .. يسأل نفسه ويجيبها بصدق وصراحة .. ماذا
استفدت من رمضان ؟
أنه مدرسة إيمانية ... إنه محطة روحيه للتزود منه لبقية العام ... ولشحذ الهمم بقيه الغمر ...
فمتى يتعظ ويعتبر ويستفيد ويتغير ويُغير من حياته من لم يفعل ذلك في رمضان ؟!
إنه بحق مدرسة للتغيير .. نُغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا { .. إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ
مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ... } الرعد 11 .-----------------------
الوقفة الثانية : لا تكونوا كالتي نقضت غزلها !!
الأحبة في الله :
إن كنتم ممن أستفاد من رمضان ... وتحققت فيكم صفات المتقين ... !
فصُمتم حقاً ... وقُمتم صدقاً ... واجتهدتُم في مجاهدة أنفسكم فيه ... !!
فأحمدوا الله وأشكروه وأسألوه الثبات على ذلك حتى الممات .
وإياكم ثم إياكم ... من نقض الغزل بعد غزله .
إياكم والرجوع الى المعاصي والفسق والمجون , وترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان .. فبعد أن تنعموا بنعيم
الطاعة ولذة المناجاة ... ترجعوا إلى جحيم المعاصي والفجر !!
فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ..!!
الأحبة في الله : ولنقض العهد مظاهر كثيرة عند الناس فمنها ..
(1) ما نراه من تضييع الناس للصلوات مع الجماعه ... فبعد امتلاء المساجد بالمصلين في صلاة التراويح التي هي سُنه ...
نراها قد قل روادها في الصلوات الخمس التي هي فرض ويُكّفَّر تاركها !!
(2) الانشغال بالأغاني والأفلام .. والتبرج والسفور .. والذهاب إلى الملاهي والمعاكسات !!
(3) ومن ذلك التنافس في الذهاب إلى المسارح ودور السينما والملاهي الليلية فترى هناك - مأوى الشياطين وملجأ لكل
رزيلة - وما هكذا تُشكر النعم .. وما هكذا نختم الشهر ونشكر الله علىّ بلوغ الصيام والقيام , وما هذه علامة القبول بل
هذا جحود للنعمة وعدم شكر لها .
وهذا من علامات عدم قبول العمل والعياذ بالله لأن الصائم حقيقة .. يفرح يوم فطرة ويحمد ويشكر ربه على أتمام الصيام ..
ومع ذلك يبكي خوفاً من ألا يتقبل الله منه صيامه كما كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان يسألون الله القبول .
فمن علامات قبول العمل أن ترى العبد في أحسن حال من حاله السابق .
وأن ترى فيه إقبالاً على الطاعة { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ.. } ابراهيم 7 .
أى زيادة في الخير الحسي والمعنوي ... فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل الصالح .. فلو شكر العبدُ ربهُ حتى الشكر ,
لرأيته يزيد في الخير والطاعة .. ويبعد عن المعصية .والشكر ترك المعاصي .----------------------
الوقفة الثالثة : واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
هكذا يجب أن يكون العبد ... مستمر على طاعة الله , ثابت على شرعه , مستقيم على دينه , لا يراوغ روغان الثعالب ,
يعبد الله في شهر دون شهر , أو في مكان دون آخر , لا ... وألف لا ..!! بل يعلم أن ربّ رمضان هو ربّ بقية الشهور
والأيام .... قال تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَك.. } هود 112 , وقال : { ... فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ... }
فصلت 6 .والآن بعد أنتهاء صيام رمضان ... فهناك صيام النوافل : ( كالست من شوال ) , ( والاثنين , الخميس ) , ( وعاشوراء ) ,
( وعرفه ) , وغيرها .
وبعد أنتهاء قيام رمضان , فقيام الليل مشروع في كل ليله : وهو سنة مؤكدة حث النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها
بقوله : " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، ومقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم مطردة
للداء عن الجسد " رواه الترمذي وأحمد .
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل " ، وقد حافظ النبي صلى
الله عليه وسلم على قيام الليل ، ولم يتركه سفراً ولا حضراً ، وقام صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم المغفور له ما
تقدم من ذنبه وما تأخر حتى تفطّرت قدماه ، فقيل له في ذلك فقال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " متفق عليه .
وقال الحسن : ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل ، ونفقة المال ، فقيل له : ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً
؟ قال : لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره .
اجتناب الذنوب والمعاصي : فإذا أراد المسلم أن يكون مما ينال شرف مناجاة الله تعالى ، والأنس بذكره في ظلم الليل ،
فليحذر الذنوب ، فإنه لا يُوفّق لقيام الليل من تلطخ بأدران المعاصي .
قال رجل لإبراهيم بن أدهم : إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء ؟ فقال : لا تعصه بالنهار ، وهو يُقيمك بين يديه في
الليل ، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف ، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف .
وقال رجل للحسن البصري : يا أبا سعيد : إني أبِيت معافى ، وأحب قيام الليل ، وأعِدّ طهوري ، فما بالي لا أقوم ؟ فقال الحسن : ذنوبك قيدتْك .
وقال رحمه الله : إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل ، وصيام النهار . وقال الفضيل بن عياض : إذا لم تقدر على قيام
الليل ، وصيام النهار ، فأعلم أنك محروم مكبّل ، كبلتك خطيئتك
وقيام الليل عبادة تصل القلب بالله تعالى ، وتجعله قادراً على التغلب على مغريات الحياة الفانية ، وعلى مجاهدة النفس
في وقت هدأت فيه الأصوات ، ونامت العيون وتقلب النّوام على الفرش . ولذا كان قيام الليل من مقاييس العزيمة الصادقة ،
وسمات النفوس الكبيرة ، وقد مدحهم الله وميزهم عن غيرهم بقوله تعالى : ( أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر
الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) .
والآن بعد أن انتهت ( زكاة الفطر ) : , فهناك الزكاة المفروضه , وهناك أبواب للصدقه والتطوع والجهاد كثيرة .وقرأة القرآن وتدبره ليست خاصه برمضان: بل هي في كل وقت . وهكذا .... فالأعمال الصالحه في كل وقت وكل زمان ..... فاجتهدوا الأحبة في الله في الطاعات .... وإياكم والكسل والفتور .فالله ... الله في الاستقامة والثبات على الدين في كل حين فلا تدروا متى يلقاكم ملك الموت فإحذروا أن يأتيكم وأنتم
على معصية .---------------------------
الوقفة الرابعة : عليكم بالاستغفار والشكر
أكثروا من الاستغفار ... فإنه ختام الأعمال الصالحة , ( كالصلاة , والحج , والمجالس ) , وكذلك يُختم الصيامُ بكثرة
الأستغفار .
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار : يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة وقال :
قولوا كما قال أبوكم آدم " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " .
وكما قال ابراهيم : " والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين " .
وكما قال موسى : " ربي إني ظلمت نفسي فأغفر لي " .
وكما قال ذو النون : " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .
أكثروا من شكر الله تعالى أن وفقكم لصيامه , وقيامه . فإن الله عز وجل قال في آخر آية الصيام { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ
عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون } البقرة 185 .
والشكر ليس باللسان وإنما بالقلب والأقوال والأعمال وعدم الإدبار بعد الإقبال
----------------------
الوقفة الخامسة : هل قُبِل صيامكم وقيامكم أم لا ؟؟
إن الفائزين في رمضان , كانوا في نهارهم صائمون , وفي ليلهم ساجدون , بكاءٌ خشوعٌ , وفي الغروب والأسحار تسبيح ,
وتهليل , وذكرٌ , واستغفار , ما تركوا باباً من أبواب الخير إلا ولجوه , ولكنهم مع ذلك , قلوبهم وجله وخائفة ...!!
لا يدرون هل قُبلت أعمالهم أم لم تقُبل ؟ وهل كانت خالصة لوجه الله أم لا ؟
فلقد كان السلف الصالحون يحملون هّم قبول العمل أكثر من العمل نفسه , قال تعالى :
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } المؤمنون 60 .
هذه هي صفة من أوصاف المؤمنين أي يعطون العطاء من زكاةٍ وصدقة، ويتقربون بأنواع القربات من أفعال الخير والبر وهم
يخافون أن لا تقبل منهم أعمالهم
وقال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) : كونوا لقبول العمل أشد أهتماماً من العمل , ألم تسمعوا قول الله عز وجل :
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} . (المائدة:27) َفمن منا أشغله هذا الهاجس !! قبول العمل أو رده , في هذه الأيام ؟ ومن منا لهج لسانه بالدعاء أن يتقبل الله منه رمضان
؟
فلقد كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان , ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم ...
نسأل الله أن نكون من هؤلاء الفائزين .
من علامات قبول العمل :
1) الحسنه بعد الحسنه فإتيان المسلمون بعد رمضان بالطاعات , والقُربات والمحافظة عليها دليل على رضى الله عن
العبد , وإذا رضى الله عن العبد وفقه إلى عمل الطاعة وترك المعصية.
2) انشراح الصدر للعبادة والشعور بلذة الطاعة وحلاوة الإيمان , والفرح بتقديم الخير , حيث أن المؤمن هو الذي تسره
حسنته وتسوءه سيئته .
3) التوبة من الذنوب الماضية من أعظم العلامات الدالة على رضى الله تعالى .
4) الخوف من عدم قبول الأعمال في هذا الشهر الكريم !!
5) الغيرة للدين والغضب إذا أنتُهكت حُرمات الله والعمل للإسلام بحرارة , وبذل الجهد والمال في الدعوة إلى الله .
-------------------------------
الوقفة السادسة :
احذروا من العجب والغرور وألزموا الخضوع والانكسار للعزيز الغفار
الأحبة في الله : إياكم والعجب والغرور بعد رمضان !
ربما حدثتكم أنفسكم أن لديكم رصيد كبير من الحسنات .
أو أن ذنوبكم قد غُفرت فرجعتم كيوم ولدتكم أمهاتكم .
فما زال الشيطان يغريكم والنفس تلهيكم حتى تكثروا من المعاصي والذنوب .
ربما تعجبكم أنفسكم فيما قدمتموه خلال رمضان ... فإياكم ثم إياكم والإدلال على الله بالعمل ,
فإن الله عز وجل يقول : { وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ } المدثر 6
فلا تَمُنّ على الله بما قدمتم وعملتم .ألم تسمعوا قول الله تعالى : { وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } الزمر 47
فاحذروا من مفسدات العمل الخفية من ( النفاق _ والرياء _ والعجب ) .
اللهم لك الحمد على أن بلغتنا شهر رمضان ، اللهم تقبل منا الصيام والقيام ، وأحسن لنا الختام ، اللهم اجبر كسرنا على
فراق شهرنا ، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، واجعله شاهداً لنا لا علينا ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار
، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين .
الله يتقبل أعمالنا ويغفر لنا ويكتبنا من عباده الصالحين في يوم الدين ..
والله سبحانه أعلم
وأستغفر الله من أي زلة أو خطأ أو نسيان.
( وعند آخر محطة ... لابد من وقفة .. !! ) ..وداع شهر رمضان
مضى رمضان ..... وكأنه حلم ليلة شاتية . ...!!!وهكذا سيمر العمر كله ... وسنجد أنفسنا في القبر .. بلا أعمال !!والله ليست لنا أعمال ... إنما هو فضل الله علينا ورحمته بنا .. وإلا فالهلاك .! ماذا أعددنا لله جل جلاله !؟غدا .... سنسمع جميعا هذا النداء الرهيب : ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ) ؟؟؟قالوا : لبثنا يوما .... أو بعض يوم .. فسأل العادين .قال : إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون .. !!!!!! مشهد رهيب والله ....مشهد تتزعزع له القلوب وأنت ترى الخلق كل الخلق .. ومنهم من عاش على هذه الأرض أكثر من ألف سنه ..... الكل يقول : إنما لبثنا على هذه الأرض : يوما أو بعض يوم .
يمامة الوادي
= = =مضى رمضان ..... وكأنه حلم ليلة شاتية . ...!!!وهكذا سيمر العمر كله ... وسنجد أنفسنا في القبر .. بلا أعمال !!والله ليست لنا أعمال ... إنما هو فضل الله علينا ورحمته بنا .. وإلا فالهلاك .!
ماذا أعددنا لله جل جلاله !؟غدا .... سنسمع جميعا هذا النداء الرهيب : ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ) ؟؟؟قالوا : لبثنا يوما .... أو بعض يوم .. فسأل العادين .قال : إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون .. !!!!!!
مشهد رهيب والله ....مشهد تتزعزع له القلوب وأنت ترى الخلق كل الخلق .. ومنهم من عاش على هذه الأرض أكثر من ألف سنه ..... الكل يقول : إنما لبثنا على هذه الأرض : يوما أو بعض يوم ..!!بل سيقول كثيرون منهم : ما لبثنا سوى ساعة من نهار نتعارف بيننا !! طيب .. فماذا نقول نحن الذين ما لبثنا فيها سوى سنوات قليلة قصيرة
أين الشهوات التي كنا منغمسين فيها..؟!أين المتع التي كنا نتوهم أننا نتلذذ بها وفيها !؟أين اللذات التي نسينا بسببها ربنا سبحانه فلم نعمل له !؟أين حلاوة المعاصي التي كنا نتوهم أنها أحلى من كل شيء !؟أين ذهب كل ذلك ؟نتلفت فلا نرى بين ايدينا إلا الحسرات .. والندامة ...تمضي الأيام والليالي والأسابيع والشهور ونحن نتقلب في نعم الله تعالى .. وفي الوقت نفسه ننساه سبحانه ...
ننساه وهو ينادينا في ود : تعالوا كي أبدل سيئاتكم حسنات ... ونحن لا سمع ولا بصر بسبب الشهوات التي ننغمس فيها !!!ننساه وهو أقرب إلينا من حبل الوريد !!!!ننساه وهو ( المفروض ) أحب إلى قلوبنا من كل شيء في هذه الحياة !!!!ننساه وهو يستر علينا .. فلا يفضحنا بين خلقه .. وهو يرانا على المعصية .. ولا يفضحنا !!ننساه وهو لا يزال يرزقنا مع الأنفاس التي تتردد في صدرونا !!!ننساه وهو القادر على أن يبتلينا ببلاء يجعلنا معاقين طوال العمر !!!ننساه ونمضي في اللهو ومع الباطل ومع شهوات حقيرة نتلهى بها عنه !!!
فهل نحن عقلاء بالله عليك ؟؟؟؟ سبحان الله ... سبحانك يا رب ... ما أعظمك ! وما أحلمك !
لو أن إنسانا أعطانا مبلغا من المال ( لنقل مثلا : مائة ألف درهم ) .... فسنطير من الفرح شكرا له وحبا له واجلالا له وتقديرا لموقفه معنا !!!وسنظل نذكره في كل مكان بكل خير !!وسنلبي له طلباته منا ، حتى لو شقت على أنفسنا !!!فبالله عليك ... بالله عليك ..هل يمكن لأحد أن يستغني عن عينيه وسمعه ولسانه .. بمليون درهم !!!!!طيب فلماذا لا نذكر الله في كل وقت وكل حين !!؟لماذا لا نسارع إلى تلبية نداء الله سبحانه !!؟ لماذا تغلبنا الشهوات .. وتصرعنا أهواء نفوسنا في كل يوم مرات ومرات !!!؟لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله ...!!!
والعجيب .. أننا مع تقصيرنا وكثرة إسرافنا في أمرنا .....نطمع في دخول الجنة مع النبيين والصديقين وكأن الجنة يدخلها الصالحون بمجرد الأماني إن الجنة تحتاج إلى عمل وجهد ومجاهدة لأهواء النفس أما الذين ينجرفون مع تيار شهوات نفوسهم .. :فهؤلاء يخشى عليهم أن تكون خاتمتهم مفزعة مخيفة غير سارة !!
الأيام تنقضي .. والليالي تطوى ... وكل يوم ونحن نتقدم ( رغم أنوفنا ) إلى القبر خطوات !!!!فيا ترى كيف سيكون حالنا في القبر المظلم !!؟؟كيف سيكون ذلك المكان الموحش المخيف ؟؟ هل سيتحول إلى روضة من رياض الجنة ؟أم سيصبح حفرة من حفر النااااااار ؟ وما اصعب النار يا إلهي الرحمة ..يا رب نرجوك أن ترحمنا وتغفر لنا وتلطف بنا وتعفو عنا
قال الشاعر : دقات قلب المرءِ قائلة له *** إن الحياة دقائق وثواني وما أروع ما قاله الحسن البصري رحمه الله يا ابن آدم ... إنما أنت ايام .... فإذا مضى يومك .. فقد مضى بعضك ..ويوشك أن يلحق البعض بالبعض الآخر !!
نعم .. أنت مجموعة ايام ..... لنفترض أنك مجموعة ايام على عدد ستين سنة ....وقد مضى من عمرك الآن ثلاثون سنة .... وبقي لك منها النصف !!!
معنى ذلك أن كل يوم ينطوي .. أنك تتقدم خطوة إلى القبر لتنزل فيه ....القبر بيت الظلمة ... بيت الدود ... بيت الخوف ... لكنه بالنسبة للإنسان الذي قضى عمره مع الله وبالله ولله ... :سيصبح بيت النعيم والبهجة والمسرة والفرح ...
أما نحن الذين آثرنا أن نقطع ساعاتنا في اللهو ... والتلهي .. وتضييع الأوقات في أمور لا تخدم الدين .. فيا ويلاه !!
خلقنا الله على هذه الأرض ... من أجل أن نقبل عليه بكلية قلوبنا ....فصرفنا هذه القلوب لتقبل على أهواء النفس نبحث عن الهوى ... فنركض خلفه ... ونتعلق بثيابه .. ونتمسح به ....ونضحك على أنفسنا أننا بخير !!!!نضحك على أنفسنا أننا أحسن من غيرنا !!!نضحك على أنفسنا أننا لا نفعل ما يفعله سوانا من .... ومن ... ومن ....!!!
ولو رجعنا إلى التربية النبوية لنرى كيف كان يربي محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه ....لعرفنا أننا نتوهم ..!!!
كان تربيته صلى الله عليه وسلم ترتكر على أمور، مع كل أحد ومنذ البداية ..منها : أن يكون متميزا في كل شيء .. وفي كل مكان ...ومع كل أحد .. وفي كل مجلس ... وبين أي مجموعة من الناس متميزا كأنه الشامة ..... يزين وجه الدنيا حيثما حل وارتحل ..!!
ومنها : أن يصبح داعية يحمل هم هذا الدين ... منذ أول لحطة يدخل فيها الإسلام ...فيصبح هم هذا الدين يملأ عليه كل حياته ...اينما كان .. وحيثما نزل .. ومع أي إنسان ...هم دعوة الله هو الهم الأول ...
فهل نحن كذلك ..!؟ كلا .. أكثرنا همه الأول شهواته .. أهواؤه الخاصة .. !! والانشغال بهوايات لا تسمن ولا تغني من جوع .. يقطع معها وفيها الساعات الطوال !!!أما هم الدين .. فهو آخر الهموم .... !!!بل كثيرون منا لا يفكرون أصلا في حمل هذا الهم وكأنهم معفيين عنه ...!! هيهات .. هيهات ... !
الحديث ذو شجون ... وله ذيول وفضول ..!!وهذه خواطر سقتها إلى شخص كنت أحاوره في هذه الليالي الأخيرة من شهر رمضان ...
ورأيت نفسي تأثرت بها وأنا أتابعها ، ثم وأنا أراجعها ..
فأحببت أن أسوقها إليكم لعل قلبا ينتفع بها .. ولعل روحا تستيقظ بسببها ...
اللهم علمنا ما ينفعنا ،، وانفعنا بما علمتنا ، وارضَ عنا ..اللهم آمين .. اللهم آمين ...
كما نقول في بداية هذا الشهر المبارك ان الرمضان
ــ هي الدورة التربوية الراقية للمسلم ــ ومعهد تدريبي للاعداد الذاتي ــ فيها يصقل شخصية الانسان بكافة جوانبها
ــ اذا فنتسائل في انفسنا هل التزمنا حق الالتزام بواجبات هذه الدورة
ــ وهل اصغينا حق الاصغاء من توجيهات هذا المعهد
ــ وهل تطور شخصيتنا
وما هي جوانب الاستفادة:
لاشك ان الصيام والرمضان يعطي في مضامنها معنى عبادي شمولي، لذا يجب ان ننظر في هذه المسالة بشمولية.
جونب الشمولية التربوية:-
الجانب الروحي والعبادي والتزكية:ـ
ــ لا شك ان لحظات هذا الشهر كله عباده و روحانيات مثل
(العبادات البارزة والدروس المستفادة).
1ــ الصيام
ــ وهل اثر الصيام في ذاتك
ــ وهل اصبح عبادة مؤثرة في نفسك
2ــ قراءة القران
كل المؤمنين يقبلون على القران لانه شهر القران
ــ واجعل لنفسك ورداً دائباً مع القران اقتداء بالشهر المبارك
3ــ قيام الليل ــ (داب الصالحين في كل زمان،لذا يجب الاستمرارية عليها)
4ــ التعود على اعطاء الصدقات
5ــ الاكثار على النوافل ــ للتقرب الى الله سبحانه وتعالى
6ــ الذكر...للاطمئنان الدائم
الجانب النفسي:-
1ـ القيام بتزكية النفس باستمرارية (لان الشيطان يجري من بني ادم مجرى الدم، فضيقوا له المجاري بالجوع (لذا لا بد من الاستمرارية على الصيام للمضايقة المستمرة على العدو)
2ـ التربية على الهدوء وراحة البال
3ـ السيطرة على الاعصاب والشهوات
4ـ ضعف الجانب الشرير في الشخصية،لذا يجب التربية الدائمة على ذلك
الجانب الشعوري:-
1ـ الشعور الموحد بين المسلمين ــينبغي الاستمرارية عليها
2ـ الشعور الاكثر بالروحانيات(مثل الملائكة-التفاعل النفسي مع الاسماء والصفات-والشعور باللذة الايمانية)
3ـ الشعور بالسكينة حين تقرا القران
4ـ الشعور الانساني السامي باحوال الفقراء
الجانب العقلي:-
1ـ كلماضعف جانب الشهوات قوى جانب العقل والروح
2ـ وانت تبحث حول فقه الصيام باستمرار فاجعله منطلقا لبحث فقه العبادات في كافة المجالات
3- التامل المثمر
الجانب الدعوي:-
1ـ الدعوة الى الله
2ـ مخالطة الصالحين
3- ومساعدة الناس
4- والتحمل على المشقة
5-العمل على هداية الناس
(لمن اراد ان يجعل رمضان عبرة دائمة للحياة)
1.الاستمرارية على التقرب الى الله بالعبادات الزائدة (النوافل)
2. العمل الدائم على التربية الشخصية الشاملة
3. التفكر والتأمل في الذات وتصحيح الاعوجاء
4. استثمار لحظات العبادة والوصول الى حلاوة الايمان
5. المراجعة الدائمة وفق مقايس رمضان
6. المحاسبة على التقصير
7.الاجتهاد في طلب علم زايد للتعبد بوعي
8. التربية العملية (تحويل كل الافكار الى اعمال روحية وعبادية ــ وعمل صالح ــ ومساعدة)
9. العمل على هداية الناس ــ والدعوه الى الله
10. استثمار لحضات العمر في الخير
11. التدريب و ترويض النفس على الجود
12. ملازمة المسجد
13. مجاهدة النفس, مثل مجاهدتها في رمضان في الوقوف على الحدود
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد
فهذه أيام رمضان تتوالى موشكة أن تنتهي، وقد عشنا خلالها ـ والله الحمد ـ أجواء سمت فيها النفوس، وصفت فيها القلوب، فقد رأينا كيف ترق هذه القلوب وتلين بالقيام بالقرآن ليالي معدودة وبمقادير محدودة إذا ما قورنت بما كان عليه سلفنا الصالح فكيف إذا استمر هذا الغيث طول العام فكيف تكون الحال.
لقد تدربنا بشكل جماعي خلال هذه الأيام على القيام بالقرآن، وهذا مكسب عظيم وثروة غالية لا تقدر بثمن، حري بكل مؤمن أن يجتهد في المحافظة عليها، وأن يحذر كل الحذر أن تضيع منه.
ها أنت قد تيسر لك أن تناجي ربك، تتنقل في ذلك بين قيام تقرأ فيه كلام ربك ، وركوع تعظم الله فيه وتمجده ، ورفع تحمد الله فيه وتثني عليه ، وسجود تسبح فيه ربك وتنزهه وتتضرع إليه وتبث إليه همومك وترفع إليه حوائجك ، وجلوس تعتذر إليه من التقصير وتستغفره .
ها أنت قد تعودت كل ليلة أن تصلي عددا من التسليمات في مواعيد محددة، تقرأ فيها قدرا من القرآن بحيث تختمه كل شهر يستغرق منك هذا القيام حدود الساعتين.
إن الالتزام بمواعيد للقيام بالقرآن كل ليلة كما تعودنا عليه في رمضان يجب أن يستمر بعد رمضان، وهي مواعيد كما جربت وشاهدت لا تتعارض مع حياتك الاجتماعية ولا تعيقك عن التواصل مع الآخرين ولو قدر أنها تعارضت فهي أولى بالتقديم وهي أولى بالوقت من غيرها
أيه الأخ المبارك إن رمضان يطل علينا كل عام ليذكرنا بهذا العمل العظيم الذي يغفل الكثير عن أهميته وشدة حاجتهم له حتى من بعض الصالحين.
يأتي رمضان ليبدأ التدريب الجماعي على هذا العمل الذي تشتد حاجة الأمة إليه ليكون حافزا على الاستمرار فيه بشكل فردي بعد انقضاء رمضان وطول العام.
وسنة بعد أخرى يرتفع المسلم درجة فوق درجة في هذا السلم وترتفع مرتبته ويزيد قدره عند ربه فتحصل له السعادة والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة .
أخي في الله لا يكن آخر عهدك بالقيام بالقرآن هو سماع خبر العيد، وربما رأيت هذا المشهد أوضح ما يكون في المسجد الحرام فحين يعلن خبر العيد فإن معظم الناس إما ينصرفون أو يجلسون للقيل والقال والقهوة والشاي، والقليل منهم من يواصل القيام بالقرآن ذلك أنه فعلا استفاد من درس رمضان وأدرك حقيقة هذا العمل، هنا يتبين من شفي بالقرآن، ممن لا يزال قلبه مريضا وبحاجة ماسة للعلاج.
أخي في الله أرجو أن تقف وقفة صادقة وتتفكر في نفسك، فإلى متى الغفلة؟ وإلى متى التفريط ؟ ومتى نعرف قيمة القرآن ونقدره حق قدره ونتعامل معه بطريقة صحيحة؟
أيها الناس قوموا بالقرآن تصحوا قلوبكم، وتصح نفوسكم وأبدانكم، وتنشرح صدوركم، وتحصل لكم العافية في كل أموركم .
أسأل الله الكريم بمنه وفضله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
نحمد الله جل وعلا أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً ونشكره على أن بلغنا هذا الشهر الكريم .. ونسأله تعالى أن يتقبله منا ويجعلنا فيه من المعتقين ..
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً ،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
دقائق تتبعها ساعات وأيام تتبعها أعوام .. عجباً لتسارع الليالي والأيام ..
ها هو شهر رمضان قد شمّر عن الساق ، وآذن بالانطلاق ، قوضت خيامه ، وتصرمت أيامه ، وأزف رحيله ،،
كنا بالأمس نتلقى التهاني بقدومه ، ونسأل الله بلوغه ، واليوم نتلقى التعازي برحيله ،ونسأل الله قبوله .
نعم .. لقد مضى هذا الشهر الكريم ، وقد أحسن فيه أناس وأساء آخرون ، وهو شاهد علينا أو لنا بما أودعناه من أعمال ..
شاهد للمشمرين بصيامهم وقيامهم وبرهم وإحسانهم ،، وعلى المقصرين بغفلتهم وإعراضهم وشحهم وعصيانهم ،،
ولا ندري والله هل سندركه مرة أخرى ، أم سيحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرق الجماعات
وداعاَ رمضان ..
نعم .. ها هو رمضان قد همّ بالارتحال .. فهل أخلصنا الأقوال فيما مضى منه وهل أحسنا الأعمال ..
نودع رمضان وفي القلب غصة ، وفي العين دمعة وفي النفس رجاء بان نكون من عواده ..
أيُّ شـهــرٍ قــد تـولّـى يـا عــبـــاد الله عـنــا
حــق أن نبكـي عـلـيــه بدمــاءٍ لـو عـقـلـنــا
ثـم لا نـعـلـــم أنـا قـد قـبـلـنـــا أم حـرمـنـــا
ليت شعري من هو المحروم والمطرود منا
كيـف لا نـبـكــي لشهــرٍ مـرّ بالغـفـلـة عنـا
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
أأحبتنا أيها الصائمون القائمون القارئون للقرآن
انتهى شهر الصيام والقيام والقرآن والبر والجود والإحسان ،، ولكن ..
ماذا عن حالنا بعد شهر رمضان ؟!
ماذا عن آثار الصيام التي عملها في نفوس الصائمين ؟!
لننظر في حالنا ولنتأمل في واقع أنفسنا ومجتمعنا و أمتنا ولنقارن بين حالنا قبل رمضان وبعده ,،
هل ملأت التقوى قلوبنا ؟! هل أصلحنا من أنفسنا ليصلح لنا مجتمعنا ؟! هل أخلصنا أعمالنا ؟! هل تحسنت أخلاقنا ؟! هل استقام سلوكنا ؟!
أخي الصائم القائم : يا من وفق للاجتهاد بالعمل الصالح في هذا الشهر : ها قد انقضى الشهر ، فهل تذكر ألم الجوع والعطش من فقد الطعام ؟ أم هل أجهدك القيام ؟ لقد ذهب التعب والنصب وثبت الأجر إن شاء الله .
أخي الصائم القائم : كنت من أول الشهر تقوم لله وتسجد ، تقرأ وتصلي وتذكر، وغيرك لم ينفك عن التعب ، فقد قام لكن لهواه ،واجتهد لكن في تحصيل دنياه ، أضاع ليله ونهاره حتى ذهب عنه الشهر ولا أجر، بل هو الوزر وبئس ما فعل ، كل الناس يغدو فبائع نفسها فمعتقها أو موبقها .
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
ألا أيها المقصر ، وكلنا كذلك، ويا أيها المفرط وكلنا كذلك : أين مقلتك الباكية ؟ أين دمعتك الجارية ؟ أين زفرتك الرائحة والغادية ؟
أخي : لأي يوم أخرت توبتك ، ولأي يوم ادخرت عدتك ؟ دونك هذه الليالي والأيام الباقية من عمرك فقد تكون آخر ليال لك في حياتك ، اغتنمها واجعلها هي البداية والنهاية، ولا تأس على ما فات في الليالي الخوالي، فالأعمال بالخواتيم .
أخي: لئن انتهى صيام رمضان ، فهناك صيام النوافل كالست من شوال والإثنين والخميس والأيام البيض وعاشورا وعرفة وغيرها ، ولئن انتهى قيام رمضان فقيام الليل مشروع في كل ليلة ( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ) ، وقراءة القرآن وتدبره ليست خاصة برمضان .. بل هي كل وقت .
وهكذا فالأعمال في كل وقت وكل زمان .. فاجتهد في الطاعات .. وإياك والكسل والفتور .
الله الله بالاستقامة والثبات على الدين في كل حين ..
قال الله تعالى : (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ )
أخي الفاضل .. أختي الفاضلة
إن للمداومة على الأعمال الصالحة ثماراً عظيمة .. منها :
- أن العمل المداوم عليه محبوب لله في الحديث : أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل
- أنها سبب لمحبة الله . كما في الحديث : ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه
- أنها سبب لطهارة القلب من النفاق . لأن المنافق تثقل عليه العبادة والطاعة ولا يستطيع أن يستمر بها . ( وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ) .
- أنها سبب للنجاة من الشدائد كما في الحديث : تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة
- أن فيها دوام اتصال القلب بالله وهذا يزيد القلب قوة وثباتا ونشاطاً وتوكلاُ وتعلقاً بالله
- أنها ترويض للنفس على الطاعة ولهذا قيل : نفسك إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
أيها المسلمون: يا خسارة من لم يغفر له في رمضان ، ويا خيبة من حرم من العتق من النيران ، ويا أسف على من فاته فيض الرحيم الرحمن .
وهكذا أسرعت أيام الفضل والبر والخير والطاعة .. فوداعاً يا شهراً بالشوق قد استقبلناه وبالحب عشناه وبالدمع ودعناه ..
فيـا عـين جــودي بالدمـع من أسف على فـراق ليــال ذات أنــــوار
على لـيـــالٍ بشهـر الصـوم مـا جعـلـــــت إلا لتمحيــص آثـام وأوزار
مــا كان أحسننــا والشمــل مجتمــع منا المصلـي ومنـا القانـت القــاري
فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا ما قد بقى من فضل أعمارِ
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
وماذا بعد رمضان ؟
يتسائل الكثير لم اعد كما كنت فى رمضان
قلت همتى
اجد فتور عن الطاعه
كيف اثبت بعد رمضان ؟
وما هى وسائل الداومه على العمل الصالح بعد رمضان ؟
واليك أخى ... أختى
الاجابه عن تلك الاسئله عبر الكثير من المقالات والتسجيلات
ومع عليك الا الضغط على المقال المطلوب
تابع حفظك الله هنا :
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
تهنئة وعزاء: خرج علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- آخر ليلة من رمضان فنادى ورفع صوته: "من هذا الذي فاز في رمضان فنهنيه، ومن هذا الذي خسر في رمضان فنعزيه".
التحذير من الانتكاس والفتور:
- لا تكن كحمقاء مكة التي حذر الله المؤمنين من حالها: (وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً)(النحل:92).
- إياك والفتور بحجة الراحة بعد رمضان: سئل الإمام أحمد: "متى الراحة؟ قال: عندما تضع أول قدم من قدميك في الجنة".
عوامل الثبات:
1- المداومة على العمل الصالح ولو كان قليلا:
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) متفق عليه، فمثلا: "ركعتين من الليل - قسط من القرآن - شيء من صيام التطوع".
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة الصلاة في جوف الليل) رواه مسلم.
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) رواه الترمذي، وصححه الألباني، فائدة: الخاتمة = 3 مليون حسنة.
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام) رواه النسائي، وحسنه الألباني.
- وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من ختم له بصيام يوم دخل الجنة) رواه البزار، وصححه الألباني.
2- عدم العودة إلى المعاصي والبعد عن الأسباب المؤدية إليها:
- حديث قاتل المائة نفس، وكيف دله العالم على هجر أسباب المعصية، (انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء... ) رواه مسلم.
- مصاحبة الأخيار: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)(الكهف:28).
- هجر رفقاء السوء: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)(الكهف:28)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود والترمذي، وحسنه الألباني، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة) متفق عليه، والصاحب ساحب.
- لقد نال الكلب شرفا بصحبة الصالحين، (وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)(الكهف:18)، (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ... )(الكهف:22).
3- طلب العلم الشرعي:
- العلم يزيدك خشية وتقوى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)(فاطر:28).
- العلم يخرجك وينجيك من هذا الوصف: (ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم) رواه الترمذي، وحسنه الألباني.
4- الدعوة إلى الله:
- ابذل في الناس ما تعلمته في رمضان، قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) متفق عليه.
- هداية الناس خير لك من الدنيا: قال -صلى الله عليه وسلم-: (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم) متفق عليه.
- هل تريد حسنات لم تعملها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) رواه مسلم، وفي رواية: (إن الدال على الخير كفاعله) رواه الترمذي، وصححه الألباني.
5- الدعاء:
- الصيام علمنا الدعاء الكثير بالنهار، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر) رواه البيهقي، وصححه الألباني.
- القيام والسحور علمنا الدعاء الكثير بالليل، (كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ . وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(الذاريات:17-18).
- الأنبياء يفعلون القرب ويدعون الله أن يتقبل أعمالهم، (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(البقرة:127)، فالدعاء والاستعانة بالله من أعظم عوامل الثبات فأكثر منه.
اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم تسلم منا رمضان مقبولا، (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)(آل عمران:8).
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
كـيـف أعـلـم إن الله قـد تـقـبّـل صـيـامـي ؟؟
من أهم العلامات التي تستطيع من خلالها معرفة قبول صيامك , أن تتبع الحسنة بالحسنة , فإتيان العبد بعد رمضان بالطاعات , والقُربات والمحافظة عليها وأن يقرر الابتعاد عن المعاصي وكل ما يغضب الله (من نمص أو ربا أو غيبة أو تبرج وسفور أو غيره) دليل على رضي الله عن العبد , وإذا رضي الله عن العبد وفقه إلى عمل الطاعة وترك المعصية. ، يقول الله جل وعلا : ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ) فصلت30-31 , إذاً ركاب الاستقامة مستمر من شهر رمضان إلى شهر رمضان لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " الصلاة إلى الصلاة ورمضان إلى رمضان والحج إلى الحج مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ". واعلم أن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه وإن قل وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملاً ثبتوه " أي داوموا عليه، رواه مسلم . وإليكم هذه النصائح التي من خلالها يمكن أن تعينكم – بإذن الله - على الاستقامة والبعد عن الفتور بعد رمضان :
النصيحـــة الأولـــــى:
احذر شيطانك بعد رمضان, نحن بذلنا مجهوداً كبيراً خلال رمضان ، فمن بيننا شباب رجعوا إلى الله، ومن بيننا من لبست حجابها... كان الشيطان مأسورا وقد فك من أسره بعد مغرب آخر يوم رمضان وهو الآن في منتهى الضراوة، هدفه أن يضيعك ويسلط باقي شياطين الإنس عليك لإفسادك لأنك هدمت في شهر واحد ما أنجزه الشيطان خلال سنوات. لهذا فهو في حالة من الغضب والثورة. ما أقوله هذا يحدث بعد كل عمل صالح وبعد كل عمرة أو حج تتكرر نفس القصة، فبعد أن يعود الإنسان من العمرة تراه يرتكب معصية في حجم المصيبة . هذه قاعدة الشيطان.. بعد أعمال الطاعات القوية يبذل من المجهود أضعاف ما كان يبذل.
استمع إلى قول الله عز وجل : (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه، إلا فريقاً من المؤمنين). الشيطان يريد في أول يوم بعد رمضان أن يضيع عليك رمضان كله، حتى يؤدي ذلك إلى إحباط مدمر. فتقول لنفسك أنا لا فائدة مني فبعد أن صمدت رمضان كله أضاعتني الفتنة في يوم واحد، ويدفعك اليأس والإحباط إلى الاندفاع في المعصية يوم العيد بل وفي ليلة العيد. الشيطان يريد أن يوقعك في جريمة حتى يكون الإحباط مروعاً فتشعر أنك ضعيف جداً وتيأس من قدرتك على عبادة الله.
لماذا نصرت إبليس؟.. لماذا جعلته يفرح فيك؟ وهل سيخيب ظنه فيك هذا العام؟
وهناك آية أخرى تقول: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا). أنت تغزل طوال شهر رمضان توبة وإيمان ودعاء وصلاة وصدقة وقرآن، فهل تفك هذا الغزل في نهاية رمضان بإشارة من الشيطان الذي يتصيد أي زلة وينفخ فيها لكي يضيع حلاوة القلب؟؟
عندما تقابل أول معصية امسك نفسك .. كن يقظاً عند الأسبوع الأول بعد رمضان . لو أمسكت نفسك في الأسبوع الأول سوف تتغير طريقة إبليس معك فالشيطان يلتقطك وأنت في حالة استرخاء ما بعد رمضان، فمن ناحية أنت في استرخاء ومن ناحية أخرى يندفع الشيطان إليك بكل قوته فتقع. أمسك نفسك عن المعصية الأسبوع الأول بعد رمضان تزداد ثقتك بنفسك، هذا عن تجربة وسوف تكمل المشوار بإذن الله. تعامل مع من حولك في الأسبوع الأول بعد رمضان بنفس الرحمة . الشيطان يضغط بالمعاصي الكبيرة في الأسبوع الأول بعد رمضان لكي يضيع الحلاوة الموجودة بالقلب حلاوة الإيمان. وتراه يصور لك أنك خارج من صوم رمضان متعباً وقد بذلت ما فى وسعك!!!! والآن عليك أن تستريح!!!! أحذر هذا الوهم وأعلم أنه لا توجد في الدنيا راحة، وأنك لن تستريح إلا في القبر ثم في الجنة بإذن الله.
سئل الإمام أحمد ابن جنبل: متى يجد العبد طعم الراحة؟ .. فقال: عند أول قدم يضعها في الجنة، أما ما قبل ذلك فلا راحة. كما قال سبحانه وتعالى: (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه). نحن عرفنا خطة الشيطان، سيعمل على أن يوقعنا في الكبائر في ليلة العيد وأول أيام العيد. لو صمدت أول أسبوع سوف تكمل بإذن الله، فهدف الشيطان أن يدخلك قعر جهنم، والله عندئذ سوف يأخذ بيدك ويعينك لأنه لمس منك الصدق.
النصيحـــة الثـــانـــيـــة :
يجب أن يكون العبد مستمر على طاعة الله , ثابت على شرعه , مستقيم على دينه , لا يراوغ روغان الثعالب , يعبد الله في شهر دون شهر , أو في مكان دون آخر , لا وألف لا !! بل يعلم أن ربّ رمضان هو ربّ بقية الشهور والأيام , قال تعالى : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَك) هود 112 .
فإياك أن تهبط من الهمة العالية. بعد صلاة العيد ستعود متعباً إلى بيتك وتنام، ومن المحتمل أن تفوتك صلاة الظهر، ومن المحتمل أن تستيقظ عند العصر ولا تنزل إلى المسجد، ومن المحتمل أن تخطف المغرب بفتور، ويا خوفي لو ضاعت منك العشاء أو أول يوم العيد لا تقرأ القرآن، ولو فاتك فجر ثاني أيام العيد وفجر ثالث أيام العيد ولم تقرأ القرآن في الأسبوع الأول لن تمارس الطاعة بقية الأيام. لا أنا أو أنت نستطيع المحافظة على المستوى الإيماني الذي حققناه، إنما المطلوب ألا تنزل عنه في الأسبوع الأول، هذا الأسبوع الذي يري الله فيه مدى صدقك.
فما هو الحد الأدنى الذي ينبغي الحفاظ عليه من الثروة الإيمانية بعد رمضان:
1) استمرارية الصلاة في المسجد للرجال , والصلاة على وقتها للنساء : ولو كنت لا تصلى في المسجد خلال شهر رمضان، أو تأخر الصلاة , فاحرص على الصلاة على وقتها وفي المسجد الأسبوع الأول بعد رمضان . ولو صليت ثلاثة فروض من الخمسة في المسجد فأنت ناجح في الامتحان ولابد أن تصلي أيام العيد الثلاثة في المسجد جماعة.
2) صيام الستة من شوال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" .
3) وأكثر من الشكر والاستغفار أن وفقك الله لصيام رمضان وقيامه , وداوم على ذكر الله ولو خمس دقائق كل يوم : فإن الله عز وجل قال في آخر آية الصيام : ( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون ) البقرة 185 , والشكر ليس باللسان وإنما بالقلب والأقوال والأعمال وعدم الإدبار بعد الإقبال .
4) ادع الله كل يوم ولو دقيقتين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن تعجل له دعوته في الدنيا وإما أن تدخر له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك قالوا يا رسول الله إذا نكثر قال الله أكثر" .
5) قراءة القرآن : ابدأ ختمة جديدة للقرآن الكريم بعد رمضان حتى ولو قرأت كل يوم عشرة آيات فقط.
6) تدريب النفس على المحافظ على أداء النوافل الراتبة قدر المستطاع وهي : ( ركعتان قبل صلاة الفجر, 4 ركعات قبل صلاة الظهر وركعتين بعدها , ركعتين بعد صلاة المغرب , وركعتين بعد صلاة العشاء ) , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة إلا بنى الله له بيتًا في الجنة" .
7) تنفيذ وصية الرسول صلى الله عليه وسلم : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت : صوم ثلاثة أيام من كل شهر ، وصلاة الضحى ، ونوم على وتر .
- صيام ثلاثة أيام من كل شهر : وذلك بصيام يوم الاثنين 3مرات , أو الخميس 3مرات , أو أول اثنين و خميسين , أو الأيام البيض وهي : 13- 14- 15 من كل شهر عربي .
- أداء صلاة الوتر : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ ، أَوْتِرُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ ) .
- المحافظة على أداء صلاة الضحى ولو ركعتين كل يوم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) , صحيح رواه مسلم .
8) المداومة على أداء صلاة الليل ولو ركعتين : قال رسول الله " : صلى الله عليه وسلم ينزل الله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول عز وجل: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" متفق عليه .
9) الصحبة الصالحة : لابد أن يكون لك صاحب متدين وملتزم، فصحبة السوء وراء كل ضياع للإنسان. أخبرنى من هم أصحابك، أقل لك هل ستظل على إيمانك أم لا . فالأصدقاء ثلاثة أصناف: - أصدقاء متدينون طائعون لله - أصدقاء فجرة فسقة عصاة - أصدقاء غافلون عن ذكر الله. أمسك في الطائع المتدين بقوة وصاحبه. أما أصدقاؤك من العصاة والفجرة فاقطع علاقتك بهم، وابق خيطاً رفيعاً من الود لعل الله يهديهم في يوم من الأيام. أما الغافلون فلا تتركهم ولا تذب فيهم، حتى تأخذ بأيديهم للإيمان. لو وجدت نفسك لم ترتكب المعاصي في الأسبوع الأول من شوال، ولو وجدت أنك حافظت على الحد الأدنى من الطاعات التي مارستها في رمضان، فإن رمضان قد قبل منك بإذن الله.
فإياك والرجوع الى المعاصي والفسق والمجون, وترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان .. فبعد أن تنعم بنعيم الطاعة ولذة المناجاة .. ترجع إلى جحيم المعاصي والفجر !!
فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان !!
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
كيف حالكم بعد رمضان ؟
الأحبة في الله فبعد أيام قلائل من رحيل شهر رمضان المبارك !! كيف حالكم بعد رمضان ؟ فلنقارن بين حالنا في رمضان وحالنا بعد رمضان !! إيه أيتها النفس ؟! كنت في أيام... في صلاة , وقيام , وتلاوة , وصيام , وذ كّر , ودعاء , وصدقه , وإحسان , وصلة أرحام ! .ذقنا حلاوة ا لإيمان وعرفنا حقيقه الصيام , وذقنا لذّه الدمعه , وحلاوة المناجاة في الأسحار !!كنا نُصلي صلاة من جُعلت قرةُ عينه في الصلاة , وكنا نصوم صيام من ذاق حلاوته وعرف طعمه , وكنا ننفق نفقه من لا يخشى الفقر , وكنا .. وكنا .. مما كنا نفعله في هذا الشهر المبارك الذي رحل عنا !.وهكذا .. كنا نتقلب في أعمال الخير وأبوابه حت
دماء ودموع
الأحبة في الله
فبعد أيام قلائل من رحيل شهر رمضان المبارك !!
كيف حالكم بعد رمضان ؟ فلنقارن بين حالنا في رمضان وحالنا بعد رمضان !!
إيه أيتها النفس ؟! كنت في أيام... في صلاة , وقيام , وتلاوة , وصيام , وذ كّر , ودعاء , وصدقه , وإحسان , وصلة أرحام !
.ذقنا حلاوة ا لإيمان وعرفنا حقيقه الصيام , وذقنا لذّه الدمعه , وحلاوة المناجاة في الأسحار !!كنا نُصلي صلاة من جُعلت قرةُ عينه في الصلاة , وكنا نصوم صيام من ذاق حلاوته وعرف طعمه , وكنا ننفق نفقه من لا
يخشى الفقر , وكنا .. وكنا .. مما كنا نفعله في هذا الشهر المبارك الذي رحل عنا !.وهكذا .. كنا نتقلب في أعمال الخير وأبوابه حتى قال قائلنا ... ياليتني متّ على هذا الحال !!ياليت خاتمتي كانت في رمضان ..! .
رحل رمضان ولم يمضى على رحيله إلا القليل ! ولربما عاد تارك الصلاة لتركه , وآكل الربا لأكله , ومشاهد الفحش
لفحشه , وشارب الدخان لشربه .
فنحن لا نقول أن نكون كما كنا في رمضان من الأجتهاد .ولكن نقول : لا للإنقطاع عن الأعمال الصالحة , فلنحيا على الصيام , والقيام , والصدقة , ولو القليل .------------------------------
الوقفة الأولى : ماذا أستفدنا من رمضان ؟ !
ها نحن ودعنا رمضان المبارك ... ونهاره الجميل ولياليه العطره .
ها نحن ودعنا شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار .
فماذا جنينا من ثماره اليانعة , وظلاله الوارقه ؟!
هل تحققنا بالتقوى ... وتخرجنا من مدرسه رمضان بشهادة المتقين ؟!
هل تعلمنا فيه الصبر والمصابرة على الطاعة , وعن المعصية ؟!
هل ربينا فيه أنفسنا على الجهاد بأنواعه ؟!
هل جاهدنا أنفسنا وشهواتنا وانتصرنا عليها ؟!
هل غلبتنا العادات والتقاليد السيئة ؟!
هل ... هل ... هل...؟!
أسئلة كثيرة .. وخواطر عديدة .. تتداعى على قلب كل مُسلم صادق .. يسأل نفسه ويجيبها بصدق وصراحة .. ماذا
استفدت من رمضان ؟
أنه مدرسة إيمانية ... إنه محطة روحيه للتزود منه لبقية العام ... ولشحذ الهمم بقيه الغمر ...
فمتى يتعظ ويعتبر ويستفيد ويتغير ويُغير من حياته من لم يفعل ذلك في رمضان ؟!
إنه بحق مدرسة للتغيير .. نُغير فيه من أعمالنا وسلوكنا وعاداتنا وأخلاقنا المخالفة لشرع الله جل وعلا { .. إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ
مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ... } الرعد 11 .-----------------------
الوقفة الثانية : لا تكونوا كالتي نقضت غزلها !!
الأحبة في الله :
إن كنتم ممن أستفاد من رمضان ... وتحققت فيكم صفات المتقين ... !
فصُمتم حقاً ... وقُمتم صدقاً ... واجتهدتُم في مجاهدة أنفسكم فيه ... !!
فأحمدوا الله وأشكروه وأسألوه الثبات على ذلك حتى الممات .
وإياكم ثم إياكم ... من نقض الغزل بعد غزله .
إياكم والرجوع الى المعاصي والفسق والمجون , وترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان .. فبعد أن تنعموا بنعيم
الطاعة ولذة المناجاة ... ترجعوا إلى جحيم المعاصي والفجر !!
فبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ..!!
الأحبة في الله : ولنقض العهد مظاهر كثيرة عند الناس فمنها ..
(1) ما نراه من تضييع الناس للصلوات مع الجماعه ... فبعد امتلاء المساجد بالمصلين في صلاة التراويح التي هي سُنه ...
نراها قد قل روادها في الصلوات الخمس التي هي فرض ويُكّفَّر تاركها !!
(2) الانشغال بالأغاني والأفلام .. والتبرج والسفور .. والذهاب إلى الملاهي والمعاكسات !!
(3) ومن ذلك التنافس في الذهاب إلى المسارح ودور السينما والملاهي الليلية فترى هناك - مأوى الشياطين وملجأ لكل
رزيلة - وما هكذا تُشكر النعم .. وما هكذا نختم الشهر ونشكر الله علىّ بلوغ الصيام والقيام , وما هذه علامة القبول بل
هذا جحود للنعمة وعدم شكر لها .
وهذا من علامات عدم قبول العمل والعياذ بالله لأن الصائم حقيقة .. يفرح يوم فطرة ويحمد ويشكر ربه على أتمام الصيام ..
ومع ذلك يبكي خوفاً من ألا يتقبل الله منه صيامه كما كان السلف يبكون ستة أشهر بعد رمضان يسألون الله القبول .
فمن علامات قبول العمل أن ترى العبد في أحسن حال من حاله السابق .
وأن ترى فيه إقبالاً على الطاعة { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ.. } ابراهيم 7 .
أى زيادة في الخير الحسي والمعنوي ... فيشمل الزيادة في الإيمان والعمل الصالح .. فلو شكر العبدُ ربهُ حتى الشكر ,
لرأيته يزيد في الخير والطاعة .. ويبعد عن المعصية .والشكر ترك المعاصي .----------------------
الوقفة الثالثة : واعبد ربك حتى يأتيك اليقين
هكذا يجب أن يكون العبد ... مستمر على طاعة الله , ثابت على شرعه , مستقيم على دينه , لا يراوغ روغان الثعالب ,
يعبد الله في شهر دون شهر , أو في مكان دون آخر , لا ... وألف لا ..!! بل يعلم أن ربّ رمضان هو ربّ بقية الشهور
والأيام .... قال تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَك.. } هود 112 , وقال : { ... فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ... }
فصلت 6 .والآن بعد أنتهاء صيام رمضان ... فهناك صيام النوافل : ( كالست من شوال ) , ( والاثنين , الخميس ) , ( وعاشوراء ) ,
( وعرفه ) , وغيرها .
وبعد أنتهاء قيام رمضان , فقيام الليل مشروع في كل ليله : وهو سنة مؤكدة حث النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها
بقوله : " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، ومقربة إلى ربكم ، ومكفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم مطردة
للداء عن الجسد " رواه الترمذي وأحمد .
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أفضل الصلاة بعد المكتوبة قيام الليل " ، وقد حافظ النبي صلى
الله عليه وسلم على قيام الليل ، ولم يتركه سفراً ولا حضراً ، وقام صلى الله عليه وسلم وهو سيد ولد آدم المغفور له ما
تقدم من ذنبه وما تأخر حتى تفطّرت قدماه ، فقيل له في ذلك فقال : " أفلا أكون عبداً شكوراً " متفق عليه .
وقال الحسن : ما نعلم عملاً أشد من مكابدة الليل ، ونفقة المال ، فقيل له : ما بال المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً
؟ قال : لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره .
اجتناب الذنوب والمعاصي : فإذا أراد المسلم أن يكون مما ينال شرف مناجاة الله تعالى ، والأنس بذكره في ظلم الليل ،
فليحذر الذنوب ، فإنه لا يُوفّق لقيام الليل من تلطخ بأدران المعاصي .
قال رجل لإبراهيم بن أدهم : إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء ؟ فقال : لا تعصه بالنهار ، وهو يُقيمك بين يديه في
الليل ، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف ، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف .
وقال رجل للحسن البصري : يا أبا سعيد : إني أبِيت معافى ، وأحب قيام الليل ، وأعِدّ طهوري ، فما بالي لا أقوم ؟ فقال الحسن : ذنوبك قيدتْك .
وقال رحمه الله : إن العبد ليذنب الذنب فيحرم به قيام الليل ، وصيام النهار . وقال الفضيل بن عياض : إذا لم تقدر على قيام
الليل ، وصيام النهار ، فأعلم أنك محروم مكبّل ، كبلتك خطيئتك
وقيام الليل عبادة تصل القلب بالله تعالى ، وتجعله قادراً على التغلب على مغريات الحياة الفانية ، وعلى مجاهدة النفس
في وقت هدأت فيه الأصوات ، ونامت العيون وتقلب النّوام على الفرش . ولذا كان قيام الليل من مقاييس العزيمة الصادقة ،
وسمات النفوس الكبيرة ، وقد مدحهم الله وميزهم عن غيرهم بقوله تعالى : ( أمّن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر
الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب ) .
والآن بعد أن انتهت ( زكاة الفطر ) : , فهناك الزكاة المفروضه , وهناك أبواب للصدقه والتطوع والجهاد كثيرة .وقرأة القرآن وتدبره ليست خاصه برمضان: بل هي في كل وقت . وهكذا .... فالأعمال الصالحه في كل وقت وكل زمان ..... فاجتهدوا الأحبة في الله في الطاعات .... وإياكم والكسل والفتور .فالله ... الله في الاستقامة والثبات على الدين في كل حين فلا تدروا متى يلقاكم ملك الموت فإحذروا أن يأتيكم وأنتم
على معصية .---------------------------
الوقفة الرابعة : عليكم بالاستغفار والشكر
أكثروا من الاستغفار ... فإنه ختام الأعمال الصالحة , ( كالصلاة , والحج , والمجالس ) , وكذلك يُختم الصيامُ بكثرة
الأستغفار .
كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار : يأمرهم بختم شهر رمضان بالاستغفار والصدقة وقال :
قولوا كما قال أبوكم آدم " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين " .
وكما قال ابراهيم : " والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين " .
وكما قال موسى : " ربي إني ظلمت نفسي فأغفر لي " .
وكما قال ذو النون : " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " .
أكثروا من شكر الله تعالى أن وفقكم لصيامه , وقيامه . فإن الله عز وجل قال في آخر آية الصيام { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ
عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون } البقرة 185 .
والشكر ليس باللسان وإنما بالقلب والأقوال والأعمال وعدم الإدبار بعد الإقبال
----------------------
الوقفة الخامسة : هل قُبِل صيامكم وقيامكم أم لا ؟؟
إن الفائزين في رمضان , كانوا في نهارهم صائمون , وفي ليلهم ساجدون , بكاءٌ خشوعٌ , وفي الغروب والأسحار تسبيح ,
وتهليل , وذكرٌ , واستغفار , ما تركوا باباً من أبواب الخير إلا ولجوه , ولكنهم مع ذلك , قلوبهم وجله وخائفة ...!!
لا يدرون هل قُبلت أعمالهم أم لم تقُبل ؟ وهل كانت خالصة لوجه الله أم لا ؟
فلقد كان السلف الصالحون يحملون هّم قبول العمل أكثر من العمل نفسه , قال تعالى :
{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ } المؤمنون 60 .
هذه هي صفة من أوصاف المؤمنين أي يعطون العطاء من زكاةٍ وصدقة، ويتقربون بأنواع القربات من أفعال الخير والبر وهم
يخافون أن لا تقبل منهم أعمالهم
وقال علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ) : كونوا لقبول العمل أشد أهتماماً من العمل , ألم تسمعوا قول الله عز وجل :
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} . (المائدة:27) َفمن منا أشغله هذا الهاجس !! قبول العمل أو رده , في هذه الأيام ؟ ومن منا لهج لسانه بالدعاء أن يتقبل الله منه رمضان
؟
فلقد كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان , ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم ...
نسأل الله أن نكون من هؤلاء الفائزين .
من علامات قبول العمل :
1) الحسنه بعد الحسنه فإتيان المسلمون بعد رمضان بالطاعات , والقُربات والمحافظة عليها دليل على رضى الله عن
العبد , وإذا رضى الله عن العبد وفقه إلى عمل الطاعة وترك المعصية.
2) انشراح الصدر للعبادة والشعور بلذة الطاعة وحلاوة الإيمان , والفرح بتقديم الخير , حيث أن المؤمن هو الذي تسره
حسنته وتسوءه سيئته .
3) التوبة من الذنوب الماضية من أعظم العلامات الدالة على رضى الله تعالى .
4) الخوف من عدم قبول الأعمال في هذا الشهر الكريم !!
5) الغيرة للدين والغضب إذا أنتُهكت حُرمات الله والعمل للإسلام بحرارة , وبذل الجهد والمال في الدعوة إلى الله .
-------------------------------
الوقفة السادسة :
احذروا من العجب والغرور وألزموا الخضوع والانكسار للعزيز الغفار
الأحبة في الله : إياكم والعجب والغرور بعد رمضان !
ربما حدثتكم أنفسكم أن لديكم رصيد كبير من الحسنات .
أو أن ذنوبكم قد غُفرت فرجعتم كيوم ولدتكم أمهاتكم .
فما زال الشيطان يغريكم والنفس تلهيكم حتى تكثروا من المعاصي والذنوب .
ربما تعجبكم أنفسكم فيما قدمتموه خلال رمضان ... فإياكم ثم إياكم والإدلال على الله بالعمل ,
فإن الله عز وجل يقول : { وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ } المدثر 6
فلا تَمُنّ على الله بما قدمتم وعملتم .ألم تسمعوا قول الله تعالى : { وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } الزمر 47
فاحذروا من مفسدات العمل الخفية من ( النفاق _ والرياء _ والعجب ) .
اللهم لك الحمد على أن بلغتنا شهر رمضان ، اللهم تقبل منا الصيام والقيام ، وأحسن لنا الختام ، اللهم اجبر كسرنا على
فراق شهرنا ، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، واجعله شاهداً لنا لا علينا ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار
، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين .
الله يتقبل أعمالنا ويغفر لنا ويكتبنا من عباده الصالحين في يوم الدين ..
والله سبحانه أعلم
وأستغفر الله من أي زلة أو خطأ أو نسيان.
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
( وعند آخر محطة ... لابد من وقفة .. !! ) ..وداع شهر رمضان
مضى رمضان ..... وكأنه حلم ليلة شاتية . ...!!!وهكذا سيمر العمر كله ... وسنجد أنفسنا في القبر .. بلا أعمال !!والله ليست لنا أعمال ... إنما هو فضل الله علينا ورحمته بنا .. وإلا فالهلاك .! ماذا أعددنا لله جل جلاله !؟غدا .... سنسمع جميعا هذا النداء الرهيب : ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ) ؟؟؟قالوا : لبثنا يوما .... أو بعض يوم .. فسأل العادين .قال : إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون .. !!!!!! مشهد رهيب والله ....مشهد تتزعزع له القلوب وأنت ترى الخلق كل الخلق .. ومنهم من عاش على هذه الأرض أكثر من ألف سنه ..... الكل يقول : إنما لبثنا على هذه الأرض : يوما أو بعض يوم .
يمامة الوادي
= = =مضى رمضان ..... وكأنه حلم ليلة شاتية . ...!!!وهكذا سيمر العمر كله ... وسنجد أنفسنا في القبر .. بلا أعمال !!والله ليست لنا أعمال ... إنما هو فضل الله علينا ورحمته بنا .. وإلا فالهلاك .!
ماذا أعددنا لله جل جلاله !؟غدا .... سنسمع جميعا هذا النداء الرهيب : ( قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين ) ؟؟؟قالوا : لبثنا يوما .... أو بعض يوم .. فسأل العادين .قال : إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون .. !!!!!!
مشهد رهيب والله ....مشهد تتزعزع له القلوب وأنت ترى الخلق كل الخلق .. ومنهم من عاش على هذه الأرض أكثر من ألف سنه ..... الكل يقول : إنما لبثنا على هذه الأرض : يوما أو بعض يوم ..!!بل سيقول كثيرون منهم : ما لبثنا سوى ساعة من نهار نتعارف بيننا !! طيب .. فماذا نقول نحن الذين ما لبثنا فيها سوى سنوات قليلة قصيرة
أين الشهوات التي كنا منغمسين فيها..؟!أين المتع التي كنا نتوهم أننا نتلذذ بها وفيها !؟أين اللذات التي نسينا بسببها ربنا سبحانه فلم نعمل له !؟أين حلاوة المعاصي التي كنا نتوهم أنها أحلى من كل شيء !؟أين ذهب كل ذلك ؟نتلفت فلا نرى بين ايدينا إلا الحسرات .. والندامة ...تمضي الأيام والليالي والأسابيع والشهور ونحن نتقلب في نعم الله تعالى .. وفي الوقت نفسه ننساه سبحانه ...
ننساه وهو ينادينا في ود : تعالوا كي أبدل سيئاتكم حسنات ... ونحن لا سمع ولا بصر بسبب الشهوات التي ننغمس فيها !!!ننساه وهو أقرب إلينا من حبل الوريد !!!!ننساه وهو ( المفروض ) أحب إلى قلوبنا من كل شيء في هذه الحياة !!!!ننساه وهو يستر علينا .. فلا يفضحنا بين خلقه .. وهو يرانا على المعصية .. ولا يفضحنا !!ننساه وهو لا يزال يرزقنا مع الأنفاس التي تتردد في صدرونا !!!ننساه وهو القادر على أن يبتلينا ببلاء يجعلنا معاقين طوال العمر !!!ننساه ونمضي في اللهو ومع الباطل ومع شهوات حقيرة نتلهى بها عنه !!!
فهل نحن عقلاء بالله عليك ؟؟؟؟ سبحان الله ... سبحانك يا رب ... ما أعظمك ! وما أحلمك !
لو أن إنسانا أعطانا مبلغا من المال ( لنقل مثلا : مائة ألف درهم ) .... فسنطير من الفرح شكرا له وحبا له واجلالا له وتقديرا لموقفه معنا !!!وسنظل نذكره في كل مكان بكل خير !!وسنلبي له طلباته منا ، حتى لو شقت على أنفسنا !!!فبالله عليك ... بالله عليك ..هل يمكن لأحد أن يستغني عن عينيه وسمعه ولسانه .. بمليون درهم !!!!!طيب فلماذا لا نذكر الله في كل وقت وكل حين !!؟لماذا لا نسارع إلى تلبية نداء الله سبحانه !!؟ لماذا تغلبنا الشهوات .. وتصرعنا أهواء نفوسنا في كل يوم مرات ومرات !!!؟لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله ...!!!
والعجيب .. أننا مع تقصيرنا وكثرة إسرافنا في أمرنا .....نطمع في دخول الجنة مع النبيين والصديقين وكأن الجنة يدخلها الصالحون بمجرد الأماني إن الجنة تحتاج إلى عمل وجهد ومجاهدة لأهواء النفس أما الذين ينجرفون مع تيار شهوات نفوسهم .. :فهؤلاء يخشى عليهم أن تكون خاتمتهم مفزعة مخيفة غير سارة !!
الأيام تنقضي .. والليالي تطوى ... وكل يوم ونحن نتقدم ( رغم أنوفنا ) إلى القبر خطوات !!!!فيا ترى كيف سيكون حالنا في القبر المظلم !!؟؟كيف سيكون ذلك المكان الموحش المخيف ؟؟ هل سيتحول إلى روضة من رياض الجنة ؟أم سيصبح حفرة من حفر النااااااار ؟ وما اصعب النار يا إلهي الرحمة ..يا رب نرجوك أن ترحمنا وتغفر لنا وتلطف بنا وتعفو عنا
قال الشاعر : دقات قلب المرءِ قائلة له *** إن الحياة دقائق وثواني وما أروع ما قاله الحسن البصري رحمه الله يا ابن آدم ... إنما أنت ايام .... فإذا مضى يومك .. فقد مضى بعضك ..ويوشك أن يلحق البعض بالبعض الآخر !!
نعم .. أنت مجموعة ايام ..... لنفترض أنك مجموعة ايام على عدد ستين سنة ....وقد مضى من عمرك الآن ثلاثون سنة .... وبقي لك منها النصف !!!
معنى ذلك أن كل يوم ينطوي .. أنك تتقدم خطوة إلى القبر لتنزل فيه ....القبر بيت الظلمة ... بيت الدود ... بيت الخوف ... لكنه بالنسبة للإنسان الذي قضى عمره مع الله وبالله ولله ... :سيصبح بيت النعيم والبهجة والمسرة والفرح ...
أما نحن الذين آثرنا أن نقطع ساعاتنا في اللهو ... والتلهي .. وتضييع الأوقات في أمور لا تخدم الدين .. فيا ويلاه !!
خلقنا الله على هذه الأرض ... من أجل أن نقبل عليه بكلية قلوبنا ....فصرفنا هذه القلوب لتقبل على أهواء النفس نبحث عن الهوى ... فنركض خلفه ... ونتعلق بثيابه .. ونتمسح به ....ونضحك على أنفسنا أننا بخير !!!!نضحك على أنفسنا أننا أحسن من غيرنا !!!نضحك على أنفسنا أننا لا نفعل ما يفعله سوانا من .... ومن ... ومن ....!!!
ولو رجعنا إلى التربية النبوية لنرى كيف كان يربي محمد صلى الله عليه وسلم أصحابه ....لعرفنا أننا نتوهم ..!!!
كان تربيته صلى الله عليه وسلم ترتكر على أمور، مع كل أحد ومنذ البداية ..منها : أن يكون متميزا في كل شيء .. وفي كل مكان ...ومع كل أحد .. وفي كل مجلس ... وبين أي مجموعة من الناس متميزا كأنه الشامة ..... يزين وجه الدنيا حيثما حل وارتحل ..!!
ومنها : أن يصبح داعية يحمل هم هذا الدين ... منذ أول لحطة يدخل فيها الإسلام ...فيصبح هم هذا الدين يملأ عليه كل حياته ...اينما كان .. وحيثما نزل .. ومع أي إنسان ...هم دعوة الله هو الهم الأول ...
فهل نحن كذلك ..!؟ كلا .. أكثرنا همه الأول شهواته .. أهواؤه الخاصة .. !! والانشغال بهوايات لا تسمن ولا تغني من جوع .. يقطع معها وفيها الساعات الطوال !!!أما هم الدين .. فهو آخر الهموم .... !!!بل كثيرون منا لا يفكرون أصلا في حمل هذا الهم وكأنهم معفيين عنه ...!! هيهات .. هيهات ... !
الحديث ذو شجون ... وله ذيول وفضول ..!!وهذه خواطر سقتها إلى شخص كنت أحاوره في هذه الليالي الأخيرة من شهر رمضان ...
ورأيت نفسي تأثرت بها وأنا أتابعها ، ثم وأنا أراجعها ..
فأحببت أن أسوقها إليكم لعل قلبا ينتفع بها .. ولعل روحا تستيقظ بسببها ...
اللهم علمنا ما ينفعنا ،، وانفعنا بما علمتنا ، وارضَ عنا ..اللهم آمين .. اللهم آمين ...
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
هل استفدت من رمضان
كما نقول في بداية هذا الشهر المبارك ان الرمضان
ــ هي الدورة التربوية الراقية للمسلم ــ ومعهد تدريبي للاعداد الذاتي ــ فيها يصقل شخصية الانسان بكافة جوانبها
ــ اذا فنتسائل في انفسنا هل التزمنا حق الالتزام بواجبات هذه الدورة
ــ وهل اصغينا حق الاصغاء من توجيهات هذا المعهد
ــ وهل تطور شخصيتنا
وما هي جوانب الاستفادة:
لاشك ان الصيام والرمضان يعطي في مضامنها معنى عبادي شمولي، لذا يجب ان ننظر في هذه المسالة بشمولية.
جونب الشمولية التربوية:-
الجانب الروحي والعبادي والتزكية:ـ
ــ لا شك ان لحظات هذا الشهر كله عباده و روحانيات مثل
(العبادات البارزة والدروس المستفادة).
1ــ الصيام
ــ وهل اثر الصيام في ذاتك
ــ وهل اصبح عبادة مؤثرة في نفسك
2ــ قراءة القران
كل المؤمنين يقبلون على القران لانه شهر القران
ــ واجعل لنفسك ورداً دائباً مع القران اقتداء بالشهر المبارك
3ــ قيام الليل ــ (داب الصالحين في كل زمان،لذا يجب الاستمرارية عليها)
4ــ التعود على اعطاء الصدقات
5ــ الاكثار على النوافل ــ للتقرب الى الله سبحانه وتعالى
6ــ الذكر...للاطمئنان الدائم
الجانب النفسي:-
1ـ القيام بتزكية النفس باستمرارية (لان الشيطان يجري من بني ادم مجرى الدم، فضيقوا له المجاري بالجوع (لذا لا بد من الاستمرارية على الصيام للمضايقة المستمرة على العدو)
2ـ التربية على الهدوء وراحة البال
3ـ السيطرة على الاعصاب والشهوات
4ـ ضعف الجانب الشرير في الشخصية،لذا يجب التربية الدائمة على ذلك
الجانب الشعوري:-
1ـ الشعور الموحد بين المسلمين ــينبغي الاستمرارية عليها
2ـ الشعور الاكثر بالروحانيات(مثل الملائكة-التفاعل النفسي مع الاسماء والصفات-والشعور باللذة الايمانية)
3ـ الشعور بالسكينة حين تقرا القران
4ـ الشعور الانساني السامي باحوال الفقراء
الجانب العقلي:-
1ـ كلماضعف جانب الشهوات قوى جانب العقل والروح
2ـ وانت تبحث حول فقه الصيام باستمرار فاجعله منطلقا لبحث فقه العبادات في كافة المجالات
3- التامل المثمر
الجانب الدعوي:-
1ـ الدعوة الى الله
2ـ مخالطة الصالحين
3- ومساعدة الناس
4- والتحمل على المشقة
5-العمل على هداية الناس
(لمن اراد ان يجعل رمضان عبرة دائمة للحياة)
1.الاستمرارية على التقرب الى الله بالعبادات الزائدة (النوافل)
2. العمل الدائم على التربية الشخصية الشاملة
3. التفكر والتأمل في الذات وتصحيح الاعوجاء
4. استثمار لحظات العبادة والوصول الى حلاوة الايمان
5. المراجعة الدائمة وفق مقايس رمضان
6. المحاسبة على التقصير
7.الاجتهاد في طلب علم زايد للتعبد بوعي
8. التربية العملية (تحويل كل الافكار الى اعمال روحية وعبادية ــ وعمل صالح ــ ومساعدة)
9. العمل على هداية الناس ــ والدعوه الى الله
10. استثمار لحضات العمر في الخير
11. التدريب و ترويض النفس على الجود
12. ملازمة المسجد
13. مجاهدة النفس, مثل مجاهدتها في رمضان في الوقوف على الحدود
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
القيام بالقرآن بعد رمضان
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أما بعد
فهذه أيام رمضان تتوالى موشكة أن تنتهي، وقد عشنا خلالها ـ والله الحمد ـ أجواء سمت فيها النفوس، وصفت فيها القلوب، فقد رأينا كيف ترق هذه القلوب وتلين بالقيام بالقرآن ليالي معدودة وبمقادير محدودة إذا ما قورنت بما كان عليه سلفنا الصالح فكيف إذا استمر هذا الغيث طول العام فكيف تكون الحال.
لقد تدربنا بشكل جماعي خلال هذه الأيام على القيام بالقرآن، وهذا مكسب عظيم وثروة غالية لا تقدر بثمن، حري بكل مؤمن أن يجتهد في المحافظة عليها، وأن يحذر كل الحذر أن تضيع منه.
ها أنت قد تيسر لك أن تناجي ربك، تتنقل في ذلك بين قيام تقرأ فيه كلام ربك ، وركوع تعظم الله فيه وتمجده ، ورفع تحمد الله فيه وتثني عليه ، وسجود تسبح فيه ربك وتنزهه وتتضرع إليه وتبث إليه همومك وترفع إليه حوائجك ، وجلوس تعتذر إليه من التقصير وتستغفره .
ها أنت قد تعودت كل ليلة أن تصلي عددا من التسليمات في مواعيد محددة، تقرأ فيها قدرا من القرآن بحيث تختمه كل شهر يستغرق منك هذا القيام حدود الساعتين.
إن الالتزام بمواعيد للقيام بالقرآن كل ليلة كما تعودنا عليه في رمضان يجب أن يستمر بعد رمضان، وهي مواعيد كما جربت وشاهدت لا تتعارض مع حياتك الاجتماعية ولا تعيقك عن التواصل مع الآخرين ولو قدر أنها تعارضت فهي أولى بالتقديم وهي أولى بالوقت من غيرها
أيه الأخ المبارك إن رمضان يطل علينا كل عام ليذكرنا بهذا العمل العظيم الذي يغفل الكثير عن أهميته وشدة حاجتهم له حتى من بعض الصالحين.
يأتي رمضان ليبدأ التدريب الجماعي على هذا العمل الذي تشتد حاجة الأمة إليه ليكون حافزا على الاستمرار فيه بشكل فردي بعد انقضاء رمضان وطول العام.
وسنة بعد أخرى يرتفع المسلم درجة فوق درجة في هذا السلم وترتفع مرتبته ويزيد قدره عند ربه فتحصل له السعادة والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة .
أخي في الله لا يكن آخر عهدك بالقيام بالقرآن هو سماع خبر العيد، وربما رأيت هذا المشهد أوضح ما يكون في المسجد الحرام فحين يعلن خبر العيد فإن معظم الناس إما ينصرفون أو يجلسون للقيل والقال والقهوة والشاي، والقليل منهم من يواصل القيام بالقرآن ذلك أنه فعلا استفاد من درس رمضان وأدرك حقيقة هذا العمل، هنا يتبين من شفي بالقرآن، ممن لا يزال قلبه مريضا وبحاجة ماسة للعلاج.
أخي في الله أرجو أن تقف وقفة صادقة وتتفكر في نفسك، فإلى متى الغفلة؟ وإلى متى التفريط ؟ ومتى نعرف قيمة القرآن ونقدره حق قدره ونتعامل معه بطريقة صحيحة؟
أيها الناس قوموا بالقرآن تصحوا قلوبكم، وتصح نفوسكم وأبدانكم، وتنشرح صدوركم، وتحصل لكم العافية في كل أموركم .
أسأل الله الكريم بمنه وفضله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
نحمد الله جل وعلا أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً ونشكره على أن بلغنا هذا الشهر الكريم .. ونسأله تعالى أن يتقبله منا ويجعلنا فيه من المعتقين ..
وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً ،،
