أبوأيوب

زيزوومي جديد
إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
17
مستوى التفاعل
1
النقاط
20
غير متصل
" تسلية أهل المصائب بذكر فضل الزهد في الدنيا والتسلية عنها والرغبة فيالآخرة "


قال الله تعالى : " قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقىولا تظلمون فتيلا "
فالاستمتاع بالدنيا قليل ، ومتعتك بها قليل من قليل ، وثوابالآخرة خير وأفضل لمن اتقى المعاصي ، وأقبل على الطاعات .
فإن الدنيا دار قلعةوزوال ، ومنزل نقلة وارتحال ، ومحل نائبة وامتحان ، ومتاع غرور وافتتان . فلا ييأسعلى ما فات منها ، ولا يُفرح على ما وجد منها ، ولا يجزع على ولد أو نفس تموت ، ولايحزن على أمر يفوت .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ،قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي ، فقال : " كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل " وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلاتنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك . رواه البخاري .
قال جماعة من العلماء في تفسير هذا الحديث :لاتركن إلى الدنيا ، ولا تتخذها وطنا ، ولا تحدث نفسك بطول البقاء فيها ، ولابالاعتناء بها ، ولا تغتز بها ، فإنها غَرَّارة خداعة . ولا تتعلق منها بما لايتعلق به الغريب في غير وطنه ، ولا تشتغل فيها بما لا يشتغل به الغريب الذي يريدالذهاب إلى أهله ، وبالله فاستعن .
وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهويقرأ : " ألهاكم التكاثر " . قال : " يقول ابن آدم : مالي . مالي . وهل لك يابن آدم من مالك ، إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت " .
وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد رضي الله عنه ، قال : جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر ، وجلسنا حوله ، فقال : " إنّ مماأخاف عليكم بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها " .
وفي صحيح مسلم عنه أيضا ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الدنيا حُلوة خَضِرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ،فاتقوا الدنيا ، واتقوا النساء " .
وفي مسلم أيضا، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يابن آدم ، هل رأيت خيرا قط ؟! هل مر بك نعيم قط ؟! فيقول : لا ، والله يا رب . ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة ، فيقال له : يابن آدم ، هل رأيت بؤسا قط ؟! هل مر بك شدة قط ؟! فيقول : لا ، والله ما مر بي بؤس قط ،ولا رأيت شدة قط " .
وإنه لمن العجب أن ترى العبد يصدق بدارالخلود ، وهو يسعى لدار الغرور !
فمن أحبه الله حماه الدنيا ، كما يحمى أحدكم مريضه الماء .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :من زهد في الدنيا هانت عليه المصائب ، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات .
وقال الحسن البصري رحمه الله :والذي نفسي بيده ، لقد أدركت أقواما ، كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي تمشون عليه .
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله :علامة السعادة : اليقين في القلب ، والورع في الدين ، والزهد في الدنيا ، والحياء ،والعلم .

وأخيرامن بذل وسعه في التفكر التام علم أن هذه الدار رحلة ، وأن مبدأ السفر ، من ظهور الآباء ، إلى بطون الأمهات ، ثم إلى الدنيا ، ثم إلى القبر ، ثم إلى الحشر ، ثم إلى دار الإقامة الأبدية . دار المؤمنين، دار السلام من جميع الآفات ، وهي دار الخلود . فالعدو سبانا إلى دار الدنيا ،فنجتهد في فكاك أسرنا ، ثم في حث السير إلى الوصول إلى دارنا الأولى .
وفي مثل هذا يقول ابن القيم رحمه الله في نونيته :
فحيَّ على جناتِ عدنٍ فإنها *** منازلُك الأولى وفيها المخيمُ
لكنناسبي العدو فهل ترى *** نعود إلى أوطاننا ونسلمُّ

جمعني الله وإياكم في مستقر رحمته ،و تجاوز الله عن سيئاتنا ، ورفع درجاتنا ، وصلى الله وسلم على نبينامحمد .
 

بارك الله فيك
مشكور
 
توقيع : senura
thanx alot​
 
توقيع : ELKaBaBGy
بارك الله فيك وجزاك الله خير
 
توقيع : DAMAR

بارك الله فيـــك

:king:

 
توقيع : Blue2003
عودة
أعلى