من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

أعضاء وزوار منتديات زيزوووم للأمن والحماية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

الإسلام في أيامنا هذه أحوج ما يكون إلى من يحسن عرضه على الناس ، والدعوة إليه بالحكمة
والموعظة الحسنة ، وجوهر ذلك الإعتدال في الخطاب والحرص على كسب العقول والقلوب .

منذ بدايات بشائر ثورة المعلومات وتكنولوجيا الإتصال والبث الفضائي المباشر والإعلام العربي عامة
يعيش صدمة إعلامية على مختلف المستويات السياسية والتنظيمية والفنية والتعددية في المنابر الإعلامية
المقروءة والمسموعة والمرئية .

مما أوقعنا في شباك الإعلام والإتصال الدولية ، شبكة الأقمار الإصطناعية ، وشبكة الإنترنت ، وشبكة
التكتلات الإعلامية متعددة الجنسية ، وأصبح إعلامنا العربي بوجه عام يشكو من التناقض الجوهري في
سياساته ومهماته فبعد أن كانت مهمته الأساسية التنمية بأشكالها المختلفة ، أصبح الترفيه والإمتاع وظيفة
أساسية بأشكاله المختلفة .

أصبح العالم اليوم يشهد صراعا بين التكتلات الإعلامية العالمية متعددة الجنسيات والأهداف والثقافات وهو
ما يهدد مؤسساتنا الإعلامية متباينة السياسات والأهداف ، بالرغم من هذا الكم الهائل من الفضائيات العربية
برسائلها الإعلامية المتنوعة والمتخصصة ومن ذلك بالطبع هذه الفضائيات ذات الإهتمام الكامل بالأغاني
المصورة والبرامج الترفيهية غير المألوفة والتي تجد استجابة واضحة بين الشباب بوجه خاص والجمهور
بوجه عام .

وللإعلام تأثير كبير في المجتمع وهو سلاح ذو حدين ، إن أحسنت قيادته كان لك ما تريد منه ، وإن أسأت
قيادته انقلب عليك ، وهذا مؤشر بالغ الأهمية في خطورة هذا الدور ، وهو موضوع هذه المداخلة .

أي : كيف يكون الإعلام سلاحنا لخدمة دعوتنا وديننا في المجالات المختلفة وبخاصة في ظل هذه الإندفاعة
التكنولوجية الهائلة التي تضعنا في موقف الحائر والمتردد ؟
أي : هل نتفاعل مع الإعلام وأجهزته وميادينه واتجاهاته ، أم نقف عند مجالنا وفي حدود الماضي وأجهزته
وأساليبه تحت دعوى مقاطعة الوافد غرباْ أو شرقا .

الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بعث معلما منطلقا من معين الوحي مستخدما كل الوسائل
والأساليب المتاحة في البيئة ، لكنه لم ينعزل عن الأمم السابقة ، ويتأمل في المستقبل والتحضير له بقوله :
( سيأتي على الناس ...) ، وكان يقول : ( أرأيتم لو أن ...) ، ولعل الدعوة الإسلامية حسب القرآن الكريم
مفتوحة على الزمان والمكان دون حدود وصدق الله العظيم القائل : { قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي
لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا } ( الكهف : 109 ) .

وهذه المعاني الجليلة في القرآن الكريم تقربنا من القائلين بالطريق السريع الإلكتروني للمعلومات وأنظمة
الإتصال والإعلام ومستحدثات التقنيات المتسارعة ، وهي دعوة لأهل الدعوة إلى التأمل والتدبر للإنطلاق
نحو أغوار هذا العالم الجديد للإعلام والإتصال والتفكير الجاد لوضع استراتيجية إعلامية عربية وإسلامية
وفق الأصول العلمية والموضوعية المقنعة والمتفاعلة مع مستحدثات العلوم والتكنولوجيا والإتصال تضع
قواعد ثابتة ينطلق منها ... الإعلام الإسلامي .
وصلى الله وسلم وبارك على الداعي إلى الله بإذنه وسراجا منيرا
وعلى من دعا بدعوته واهتدى بهديه إلى يوم الدين

