..Moaath..
زيزوومى فضى
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وسلم تسليما كثيرًا..
أما بعد:
أحببت أن أقدم لكم عبارات ودرر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.. والتي أعجبتي فأردت نقلها لكم..
والتي أسأل الله أن ينفعنا بها جميعا.. وأن يتغمد شيخنا بواسع رحمته..


{{وقد ذكر الله طاعة الرسول واتباعه في نحو من أربعين موضعاً من القرآن كقوله تعالى :{من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقوله تعالى {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجودوا الله تواباً رحيماً{64} فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما{65}} وقوله تعالى:{قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لايحب الكافرين} وقال تعالى:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} فجعل محبة العبد لربه موجبة لاتباع الرسول، وجعل متابعة الرسول سبباً لمحبة الله عبده. وقد قال تعالى:{وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ماكنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}
فما أوحاه الله إليه يهدي الله به من يشاء من عباده،كما أنه صلى الله عليه وسلم بذلك هداه الله ـ تعالى ـ كما قال تعاالى:{قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي} وقال تعالى:{قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين{15}يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم{16}}
فبمحمد عيله الصلاة والسلام تبين الكفر من الإيمان،والربح من الخسران والهدى من الضلال، والنجاة من الوبال، والغي من الرشاد،والزيغ من السداد، وأهل الجنة من أهل النار، والمتقون من الفجار وإيثار سبيل من أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الصالحين، من سبيل المغضوب عليهم والضالين.
فالنفوس أحوج إلى معرفة ماجاء به واتباعه منها إلى الطعام والشراب،فإن هذا إذا فات حصل الموت في الدنيا.وذاك إذا فات حصل العذاب.
فحق على كل أحد بذل جهده واستطاعته في معرفة ماجاء به وطاعته،إذا هذا طريق النجاة من العذاب الأليم والسعادة في دار النعيم ، والطريق إلى ذلك الرواية والنقل: إذ لايكفي من ذلك مجرد العقل،بل كما أن نور العين لايرى إلا من ظهور نور قدامه،فكذلك كان تبليغ الدين من أعظم فرائض الإسلام، وكان معرفة ما أمر الله به رسوله واجباً على جميع الأنام}}}
المجموع{1/5}


{{فمن كان مخلصاً في أعمال الدين يعملها لله:كان من أولياء الله المتقين، أهل النعيم المقيم، كما قال تعالى : {ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون{62} الذين آمنوا وكانوا يتقون{63} لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخر لاتبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم{64}}
وقد فسر النبي عليه الصلاة والسلام البشرى في الدنيا بنوعين:
أحدهما: ثناء المثنين عليه.
الثاني: الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح أو ترى له، فقيل يارسول الله الرجل يعمل العمل لنفسه فيحمده الناس عليه؟ قال:{تلك عاجل بشرى المؤمن}.
وقال البراء بن عازب: سُئل النبي عليه الصلاة والسلام عن قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} فقال:{هي الرؤيا الصالحة يراها الرجل الصالح، او ترى له} }}
المجموع{1/7}


{{وأهل العلم المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم: أعظم الناس قياماً بهذه الأصول لا تأخذ أحدهم في الله لومة لائم، ولايصدهم عن سبيل الله العظائم، بل يتكلم أحدهم بالحق الذي عليه،ويتكلم في أحب الناس إليه، عملاً بقوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم او الوالدين والأقربين إن يكن غنياً او فقييراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً} وقال تعالى:{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولايجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}
ولهم من التعديل والتجريح،والتضعيف والتصحيح، من السعي المشكور،والعمل المبرور: ماكان من أسباب حفظ الدين،وصيانته عن إحداث المفترين،وهم في ذلك على درجات:منهم المقتصر على مجرد النقل والرواية،ومنهم أهل المعرفة بالحديث والدراية:ومنهم أهل الفقه فيه،والمعرفية بمعانيه}}
المجموع {1/10}


{{ ((نضر الله أمرءاً سمع منا حديثاً فبلغه إلى من لم يسمعه، فرب حامل فقه غير فقيه،ورب حامل فقه إلى من هو ألقه منه،ثلاث لايغل عليهن قلب مسلم:إخلاص العمل لله،ومناصحة ولاة الأمر،ولزوم جماعة المسلمين،فإن دعوتهم تحيط من ورائهم))
وفي هذا دعاء منه ـ عليه الصلاة والسلام ـ لمن بلغ حديثه وإن لم يكن فقيهاً، ودعاء لمن بلغه وإن كان المستمع افقه من المبلِغ، لما أعطى المبلغون من النضرة، ولهذا قال سفيان بن عيينة: لاتجد أحداً من أهل الحديث إلافي وجهه نضرة، لدعوة النبي عليه الصلاة والسلام.}}
المجموع{1/11}


{{ولو حصل للعبد لذات أو سرور بغير الله فلا يدوم ذلك، بل ينتقل من نوع إلى نوع ، ومن شخص إلى شخص، ويتنعم بهذا في وقت وفي بعض الأحوال، وتارة أخرى يكون ذلك الذي يتنعنم به والتذ غير منعم له ولاملتذ له، بل قد يؤذيه اتصاله به ووجوده عنده،ويضره ذلك}}.
المجموع{1/24}


{{فكل من أحب شيئاً دون الله ولاه الله يوم القيامة ماتولاه،واصلاه جهنم وسائت مصيراً،فمن أ؛ب شيئاً لغير الله فالضرر حاصل له إن وجد او فقد، فإن فقد عذب بالفراق وتألم، وإن وجد فإنه يحصل له من الألم اكثر مما يحصل له من اللذة، وهذا أمر معلوم بالاعتبار والاستقراء، وكل من أ؛ب شيئاً دون الله لغير الله فإن مضرته أكثر من نفعته، فصارت المخلوقات وبالاً عليه، إلا ماكان لله وفي الله، فإنه كمال وجمال للعبد، وهذا معنى مايروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((الدنيا ملعونة ملعون مافيها،إلا ذكر الله وما والاه))}}
المجموع{1/29}


{{العبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقارً إلي وخضوعاً له، كان أقرب إليه، وأعز له، وأعظم لقدره، فأعظم الخلق أعظمهم عبودية لله.
وأما المخلوق فكما قيل: احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره،وأحسن إلى من شئت تكن أميره..
فأعظم مايكون العبد قرداً وحرمة عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه،فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم،كنت أعظم ما يكون عندهم،ومتى احتجت إليهم ـ ولو في شربة ماء ـ نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم،وهذا من حكمة الله ورحمته، ليكون الدين كله لله،ولايشرك به.
ولهذا قال حاتم الأصم: لم اسئل:فيم السلامة من الناس؟ قال: أن يكون شيئك لهم مبذولاً،وتكون منشيئهم آيساً.}}
المجموع{1/39}


{{والسعادة في معاملة الخلق: أن تعاملهم لله فترجوا الله فيهم ولا ترجوهم في الله،وتخافه فيهم ولاتخافهم في الله،وتحسن إليهم رجاء ثواب الله لا لمكافئتهم،وتكف عن ظلمهم خوفاً من الله لامنهم.
كما جاء في الأثر: ((أرج الله في الناس ولاترج الناس في الله وخف الله في الناس ولاتخف الناس في الله))أي: لاتفعل شيئاً من أنواع العبادات والقرب لأجلهم،ولارجاء مدحهم ولاخوفاً من ذمهم،بل أرج الله ولاتخفهم في الله فيما تأتى وماتذر بل أفعل ماأمرت به وإن كرهوه ،وفي الحديث: ((إن من ضعف اليقين أن ترضى الناس بسخط الله أو تذمهم على ما لم يؤتك الله))فإن اليقين يتضمن اليقين في القيام بأمر الله وما وعد الله أهل طاعته،و يتضمن اليقين بقدر الله وخلقه وتدبيره، فإذا أرضيتهم بسخط الله لم تكن موقناً:لا بوعده ولا برزقه،فإنه إنما يحصل الإنسان على ذلك، إما ميل إلى مافي أيديهم من الدنيا: فيترك القيام فيهم بأمر الله،لما يرجوه منهم. وإما ضعف تصديق بما وعد الله أهل طاعته من النصر والتأييد والثواب في الدنيا والآخرة، فإنك إذا أرضيت الله أهل طاعته من النصر والتأييد والثواب في الدنيا والآخرة، فإنك إذا أرضيت الله:نصرك،ورزقك وكفاك مؤنتهم، فإرضاؤهم بسخطه إنما خوفاً منهم ورجاء لهم،وذلك من ضعف اليقين}}
المجموع{1/51}


{{وبعض الناس يقول: يارب إني أخافك وأخاف من لايخافك، فهذا كلام ساقط لايجوزر،بل على العبد أن يخاف الله وحده ولايخاف أحداً ، فإن من لايخاف الله أذل من أن يُخاف، فإنه ظالم وهو من أولياء الشيطان، فالخوف منه قد نهى الله عنه، وإذا قيل قد يؤذيني قيل: إنما يؤذيك بتسليط الله له، وإذا اراد الله دفع شره عنك دفعه، فالأمر لله ، وإنما يسلط على العبد بذنوبه، وأنت إذا خفت الله فاتقيته وتوكلت عليه كفاك شر كل شر، ولم يسلطه عليك، فإنه قال:{ومن يتوكل على الله فهو حسبه} وتسليطه يكون بسبب ذنوبك وخوفك منه، فإذا خفت الله وتبت من ذنوبك واستغفرته لم يسلط عليك، كما قال{وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} }}
المجموع{1/57}
{{العبادات مبناها على الشرع والإتباع، لا على الهوى والابتداع، فإن الإسلام مبني على أصلين:


{{العبادات مبناها على الشرع والإتباع، لا على الهوى والابتداع، فإن الإسلام مبني على أصلين:
أحدهما:أن نعبد الله وحده لاشريك له.
والثاني: أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عيله وسلم،لانعبده بالأهواء والبدع، قال تعالى: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولاتتبع أهواء الذين لايعلمون{18}إنهم لن يعنوا عنك من الله شيئاً)وقال تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)
فليس لأحد أن يعبد الله إلا بما شرعه رسوله عليه الصلاة والسلام، من واجب ومستحب، لانعبده بالأمور المبتدعة، كما ثبت في السنن من حديث العرباض بن سارية قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وفي مسلم أنه كان يقول في خطبته: (خير الكلام كلام الله،وخير الهدى هدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها،وكل بدعة ضلالة) }}
المجموع{1/80}
{{ومن ذلك أمره بطلب الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود كما ثبت في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً،ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن اكون أنا ذلك العبد، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة) فقد رغب المسلمين في أن يسألوا الله له الوسيلة،وبين أن من سألها له حلت له شفاعته يوم القيامة،كما أنه من صلى عليه مره صلى الله عليه عشراً، فإن الجزاء من جنس العمل.
ومن هذا الباب الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه أن عمر بن الخطاب أستاذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له ثم قال: (لاتنسنا يا أخي من دعائك) فطلب النبي صلى الله عليم وسلم من عمر أن يدعو له كطلبه أن يصلي عليه، ويسلم عليه،وأن يسأل الله له الوسليلة والدرجة الرفيعة، وهو كطلبه أن يعمل سائر الصالحات ،فمقصوده نفع المطلوب منه والإحسان إليه، وهو صلى الله عليه وسلم أيضاً ينتفع بتعليمهم الخير وأمره به، وينتفع أيضاٍ بالخير الذي يفعلونه من الأعمال الصالحة ومن دعائهم له.
ومن هذا الباب قول القائل: إني أكثر الصلاة عليك،فكم أجعل لك من صلاتي؟قال: ( ماشئت) قال:الربع؟ قال: ( ماشئت، وإن زدت فهو خير لك ) قال: النصف؟ قال: (ما شئت، وإن زدت فهو خير لك) قال أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك)رواه أحمد في مسنده والترمذي وغيرهما.
وقد بسط الكلام عليه في { جواب المسائل البغدادية} : فإن هذا كان له دعاء دعو به، فإذا جعل مكان دعائه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته، فإنه كلما صلى عليه مرة صلى الله عليه عشراً، وهو لو دعا لآحاد المؤمنين لقالت الملائكة: (آمين ولك بمثله) فدعاؤه للنبي عليه الصلاة والسلام أولى بذلك.
ومن قال لغيره من الناس: ادع لي ـ او لنا ـ وقصده أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضاً بأمره ويفعل ذلك المأمور به كما يأمر بسائر فعل الخير فهو مقتد بالنبي عليه الصلاة والسلام مؤتم به ليس هذا من السؤال المرجوح.
وأما إن لم يكن مقصدوه إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه، فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتمين به في ذلك، بل هذا هو من السؤال المرجوح الذي تركه إلى الرغبة إلى الله ورسوله أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله، وهذا كله من سؤال الأحياء السؤال الجائز المشروع}}
المجموع{1/192}
{{فاليهود ـ من حين ـ ( ضربت عليهم الذلة أين ماثقوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس) لم يكونوا بمجردهم ينتصرون لا على العرب ولا غيرهم،وإنما كانوا يقاتلون مع حلفائهم قبل الإسلام،والذلة ضربت عليهم من حين بعث المسيح ـ عليه السلام ـ فكذبوه}}
المجموع{1/301}
{{وهذان الأصلان هما تحقيق (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) كما قال تعلى: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}
قال الفضيل بن عياض: أخلصه وأصوبه، قالوا: يا ابا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: أن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة،وذلك تحقيق قوله تعلى: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولايشرك بعبادة ربه أحدا}
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول في دعائه: اللهم اجعل عملي كله صالحاً، وأجعله لوجهك خالصاً، ولاتجعل لأحد فيه شيئاً، وقال تعالى: { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله} }}
المجموع{1/333}
{{وقد كره مالك وغيره أن يقول الرجل: زرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن هذا اللفظ لم يرد، والأحاديث المروية في زيارة قبره كلها ضعيفة بل كذب،وهذا اللفظ صار مشتركاً في عرف المتأخرين يراد به(الزيارةالبدعية) :التي في معنى الشرك،كالذي يزور القبر ليساله أو يسال الله به، اويسأل الله عنده.
والزيارة الشرعية: هي أن يزوره لله ـ تعالى ـ : للدعاء له، والسلام عليه كما يصلى على جنازته}}
المجموع{1/355}
لما سئُل عن:
عن النهوض والقيام الذي يعتاده الناس، من الإكرام عند قدوم شخص معين معتبر،هل يجوز أم لا؟ وإذا كان يغلب على ظن المتقاعد عن ذلك أن القادم يخجل،أو يتأذى باطناً،وربما أدى ذلك إلى بغض وعداوة ومقت،وأيضاً المصادفات في المحافل وغيرها،وتحريك الرقام إلى وجهة الأرض والانخفاض،هل يجوز ذلك أم يحرم؟ فإن فعل ذلك الرجل عادة وطبعاً ليس فيه له قصد، هل يحرم عليه أم لايجوز ذلك في حق الاشراف والعلماء، وفيمن يرى مطئمناً بذلك دائماً هل يأثم على ذلك أم لا؟ وإذا قال: سجدت لله هل يصحذلك أم لا؟
فأجاب
{{ الحمد لله رب العالمين لم تكن عادة السلف على عهد النبي عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين: أن يعتادوا القيام كلما يرونه ـ عليه السلام ـ كما يفعله كثير من الناس، بل قد قال أنس بن مالك:لم يكن شخص أحب إليهم من النبي عليه الصلاة والسلام،وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له، لما يعلمون من كراهته لذلك، ولكن ربما قاموا للقادم من مغيبة تلقياً له، كما روى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قام لعكرمة،وقال للأنصار لما قدم سعد بن معاذ: ((قومو إلى سيدكم)) وكان قد قدم ليحكم في بني قريظة لأنهم نزلوا على حكمه.
والذي ينبغي للناس: أن يعتادوا أتباع السلف على ماكانو عليه على عهد رسوال الله صلى الله عيلهم وسلم، فإنهم خير القرون،وخير الكلام كلام الله،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم،فلا يعدل أحد عن هدى خير الورى،وهدي خيرالقرون إلى ماهو دونه،وينبغي للمطاع أن لايقر ذلك مع اصحابه، بحيث إذا رأوه لم يقوموا له إلا في اللقاء المعتاد.
وأما القيام فلمن يقدم من سفر ونحو ذلك تلقياً له فحسن.
وإذا كان من عادة الناس إكرام الجائي بالقيام ولو تُرك لاعتقد ان ذلك لترك حقه او قصد خفضه ولم يعلم العادة الموافقة للسنة فالأصلح أن يقام له،لأن ذلك أصلح لذات البين،وإزالة التباغض والشحناء،وأما عن عرف عادة القوم الموافقة للسنة:فليس في ترك ذلك إيذاء له، وليس هذا القيام المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم : ((من سره أن يتمثل له الرجال قياماً فليبتوأ مقعده من النار)) فإن ذلك أن يقوموا له وهو قاعد،ليس هو أن يقوموا لمجيئة إذا جاء، ولهذا فرقوا بين أن يقال قمت إليه وقمت له، والقائم للقادم ساواه في القيام،بخلاف القائم للقاعد.
وقد ثبت في صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى بهم قاعداً في مرضه صلوا قياماً أمرهم بالقعود، وقال: ( لاتعظموني كما يعظم الأعاجم بعضها بعضاً)) وقد نهاهم عن القيام في الصلاة وهوقاعد،لئلا يشتبه بالأعاجم الذين يقومون لعظمائهم وهم قعود.
وجماع ذلك كله الذي يصلح اتباع السلف وأخلافهم، والاجتهاد عليه بحسب الإمكان، فمن لم يعتقد ذلك ولم يعرف أنه العادة وكان في ترك معاملته بما اعتاد الناس من الاحترام مفسدة راجحة: فإنه يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما كما يجب فعل أعظم الصلاحين بتفويت أدناهما}}
المجموع{1/374}
{{ فالمتقربون إلى الله بالفرائض: هم الأبرار المقتصدون أصحاب اليمين، والمتقربون إليه بالنوافل، التي يحبها بعد الفرائض: هم السابقون المقربون ، وإنما تكون النوافل بعد الفرائض}}
والثاني: أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عيله وسلم،لانعبده بالأهواء والبدع، قال تعالى: (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولاتتبع أهواء الذين لايعلمون{18}إنهم لن يعنوا عنك من الله شيئاً)وقال تعالى: (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)
فليس لأحد أن يعبد الله إلا بما شرعه رسوله عليه الصلاة والسلام، من واجب ومستحب، لانعبده بالأمور المبتدعة، كما ثبت في السنن من حديث العرباض بن سارية قال الترمذي: حديث حسن صحيح. وفي مسلم أنه كان يقول في خطبته: (خير الكلام كلام الله،وخير الهدى هدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها،وكل بدعة ضلالة) }}
المجموع{1/80}


{{ومن ذلك أمره بطلب الوسيلة والفضيلة والمقام المحمود كما ثبت في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشراً،ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن اكون أنا ذلك العبد، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه شفاعتي يوم القيامة) فقد رغب المسلمين في أن يسألوا الله له الوسيلة،وبين أن من سألها له حلت له شفاعته يوم القيامة،كما أنه من صلى عليه مره صلى الله عليه عشراً، فإن الجزاء من جنس العمل.
ومن هذا الباب الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وابن ماجه أن عمر بن الخطاب أستاذن النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن له ثم قال: (لاتنسنا يا أخي من دعائك) فطلب النبي صلى الله عليم وسلم من عمر أن يدعو له كطلبه أن يصلي عليه، ويسلم عليه،وأن يسأل الله له الوسليلة والدرجة الرفيعة، وهو كطلبه أن يعمل سائر الصالحات ،فمقصوده نفع المطلوب منه والإحسان إليه، وهو صلى الله عليه وسلم أيضاً ينتفع بتعليمهم الخير وأمره به، وينتفع أيضاٍ بالخير الذي يفعلونه من الأعمال الصالحة ومن دعائهم له.
ومن هذا الباب قول القائل: إني أكثر الصلاة عليك،فكم أجعل لك من صلاتي؟قال: ( ماشئت) قال:الربع؟ قال: ( ماشئت، وإن زدت فهو خير لك ) قال: النصف؟ قال: (ما شئت، وإن زدت فهو خير لك) قال أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك)رواه أحمد في مسنده والترمذي وغيرهما.
وقد بسط الكلام عليه في { جواب المسائل البغدادية} : فإن هذا كان له دعاء دعو به، فإذا جعل مكان دعائه الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته، فإنه كلما صلى عليه مرة صلى الله عليه عشراً، وهو لو دعا لآحاد المؤمنين لقالت الملائكة: (آمين ولك بمثله) فدعاؤه للنبي عليه الصلاة والسلام أولى بذلك.
ومن قال لغيره من الناس: ادع لي ـ او لنا ـ وقصده أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضاً بأمره ويفعل ذلك المأمور به كما يأمر بسائر فعل الخير فهو مقتد بالنبي عليه الصلاة والسلام مؤتم به ليس هذا من السؤال المرجوح.
وأما إن لم يكن مقصدوه إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه، فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتمين به في ذلك، بل هذا هو من السؤال المرجوح الذي تركه إلى الرغبة إلى الله ورسوله أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله، وهذا كله من سؤال الأحياء السؤال الجائز المشروع}}
المجموع{1/192}


{{فاليهود ـ من حين ـ ( ضربت عليهم الذلة أين ماثقوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس) لم يكونوا بمجردهم ينتصرون لا على العرب ولا غيرهم،وإنما كانوا يقاتلون مع حلفائهم قبل الإسلام،والذلة ضربت عليهم من حين بعث المسيح ـ عليه السلام ـ فكذبوه}}
المجموع{1/301}


{{وهذان الأصلان هما تحقيق (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله) كما قال تعلى: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}
قال الفضيل بن عياض: أخلصه وأصوبه، قالوا: يا ابا علي ما أخلصه وأصوبه؟ قال: أن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة،وذلك تحقيق قوله تعلى: {فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولايشرك بعبادة ربه أحدا}
وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يقول في دعائه: اللهم اجعل عملي كله صالحاً، وأجعله لوجهك خالصاً، ولاتجعل لأحد فيه شيئاً، وقال تعالى: { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله} }}
المجموع{1/333}


{{وقد كره مالك وغيره أن يقول الرجل: زرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن هذا اللفظ لم يرد، والأحاديث المروية في زيارة قبره كلها ضعيفة بل كذب،وهذا اللفظ صار مشتركاً في عرف المتأخرين يراد به(الزيارةالبدعية) :التي في معنى الشرك،كالذي يزور القبر ليساله أو يسال الله به، اويسأل الله عنده.
والزيارة الشرعية: هي أن يزوره لله ـ تعالى ـ : للدعاء له، والسلام عليه كما يصلى على جنازته}}
المجموع{1/355}


لما سئُل عن:
عن النهوض والقيام الذي يعتاده الناس، من الإكرام عند قدوم شخص معين معتبر،هل يجوز أم لا؟ وإذا كان يغلب على ظن المتقاعد عن ذلك أن القادم يخجل،أو يتأذى باطناً،وربما أدى ذلك إلى بغض وعداوة ومقت،وأيضاً المصادفات في المحافل وغيرها،وتحريك الرقام إلى وجهة الأرض والانخفاض،هل يجوز ذلك أم يحرم؟ فإن فعل ذلك الرجل عادة وطبعاً ليس فيه له قصد، هل يحرم عليه أم لايجوز ذلك في حق الاشراف والعلماء، وفيمن يرى مطئمناً بذلك دائماً هل يأثم على ذلك أم لا؟ وإذا قال: سجدت لله هل يصحذلك أم لا؟
فأجاب
{{ الحمد لله رب العالمين لم تكن عادة السلف على عهد النبي عليه الصلاة والسلام وخلفائه الراشدين: أن يعتادوا القيام كلما يرونه ـ عليه السلام ـ كما يفعله كثير من الناس، بل قد قال أنس بن مالك:لم يكن شخص أحب إليهم من النبي عليه الصلاة والسلام،وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له، لما يعلمون من كراهته لذلك، ولكن ربما قاموا للقادم من مغيبة تلقياً له، كما روى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قام لعكرمة،وقال للأنصار لما قدم سعد بن معاذ: ((قومو إلى سيدكم)) وكان قد قدم ليحكم في بني قريظة لأنهم نزلوا على حكمه.
والذي ينبغي للناس: أن يعتادوا أتباع السلف على ماكانو عليه على عهد رسوال الله صلى الله عيلهم وسلم، فإنهم خير القرون،وخير الكلام كلام الله،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم،فلا يعدل أحد عن هدى خير الورى،وهدي خيرالقرون إلى ماهو دونه،وينبغي للمطاع أن لايقر ذلك مع اصحابه، بحيث إذا رأوه لم يقوموا له إلا في اللقاء المعتاد.
وأما القيام فلمن يقدم من سفر ونحو ذلك تلقياً له فحسن.
وإذا كان من عادة الناس إكرام الجائي بالقيام ولو تُرك لاعتقد ان ذلك لترك حقه او قصد خفضه ولم يعلم العادة الموافقة للسنة فالأصلح أن يقام له،لأن ذلك أصلح لذات البين،وإزالة التباغض والشحناء،وأما عن عرف عادة القوم الموافقة للسنة:فليس في ترك ذلك إيذاء له، وليس هذا القيام المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم : ((من سره أن يتمثل له الرجال قياماً فليبتوأ مقعده من النار)) فإن ذلك أن يقوموا له وهو قاعد،ليس هو أن يقوموا لمجيئة إذا جاء، ولهذا فرقوا بين أن يقال قمت إليه وقمت له، والقائم للقادم ساواه في القيام،بخلاف القائم للقاعد.
وقد ثبت في صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى بهم قاعداً في مرضه صلوا قياماً أمرهم بالقعود، وقال: ( لاتعظموني كما يعظم الأعاجم بعضها بعضاً)) وقد نهاهم عن القيام في الصلاة وهوقاعد،لئلا يشتبه بالأعاجم الذين يقومون لعظمائهم وهم قعود.
وجماع ذلك كله الذي يصلح اتباع السلف وأخلافهم، والاجتهاد عليه بحسب الإمكان، فمن لم يعتقد ذلك ولم يعرف أنه العادة وكان في ترك معاملته بما اعتاد الناس من الاحترام مفسدة راجحة: فإنه يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما كما يجب فعل أعظم الصلاحين بتفويت أدناهما}}
المجموع{1/374}


{{ فالمتقربون إلى الله بالفرائض: هم الأبرار المقتصدون أصحاب اليمين، والمتقربون إليه بالنوافل، التي يحبها بعد الفرائض: هم السابقون المقربون ، وإنما تكون النوافل بعد الفرائض}}
المجموع{2/225}
{{مع أنه في عمري إلى ساعتي هذه، لم أدع أحداً قط في أصول الدين إلى مذهب حنبلي وغير حنبلي، ولا انتصرت لذلك، ولا أذكره في كلامي،ولاأذكر إلا ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها.وقد قلت لهم غير مرة: أنا أمهل من يخالفني ثلاث سنين إن جاء بحرف واحد عن أحد من أئمة القرون الثلاثة يخالف ماقلته فأنا أقر بذلك،وما أذكره فأذكره عن أئمة القرون الثلاثة بألفاظهم،بألفاض من نقل إجماعهم من عامة الطوائف}}


{{مع أنه في عمري إلى ساعتي هذه، لم أدع أحداً قط في أصول الدين إلى مذهب حنبلي وغير حنبلي، ولا انتصرت لذلك، ولا أذكره في كلامي،ولاأذكر إلا ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها.وقد قلت لهم غير مرة: أنا أمهل من يخالفني ثلاث سنين إن جاء بحرف واحد عن أحد من أئمة القرون الثلاثة يخالف ماقلته فأنا أقر بذلك،وما أذكره فأذكره عن أئمة القرون الثلاثة بألفاظهم،بألفاض من نقل إجماعهم من عامة الطوائف}}
المجموع{3/229}
{{من المعلوم أن أهل الحديث يشاركون كل طائفة فيما يتحلون به من صفات الكمال،ويمتازون عنهم بما ليس عندهم، فإن المنازع لهم لابد أن يذكر فيما يخالفهم فيه طريقاً أخرى، مثل المعقول،والقياس،والرأي، والكلام والنظر،والاستدلال،والحاجة،والمجادلة،والمكاشفة، والمخاطبة ،والوجد،والذوق،ونحو ذلك، وكل هذه الطرق لأهل الحديث صفوتها وخلاصتها:فهم أكمل الناس عقلاً،وأعدلهم قياساً،واصوبهم راياً، وأسدهم كلاماً وأصحهم نظراً، وأهداهم استدلالاً وأقومهم جدلاً،وأتمهم فراسة،وأصدقهم إلهاماً وأحدهم بصراً ومكاشفة، وأصوبهم سمعاُ ومخاطبة، وأعظمهم وأحسنهم وجداً وذوقاً، وهذا هو للمسلمين بالنسبة إلى سائر الأمم،ولأهل السنة والحديث بالنسبة إلى سائر الملل}}


{{من المعلوم أن أهل الحديث يشاركون كل طائفة فيما يتحلون به من صفات الكمال،ويمتازون عنهم بما ليس عندهم، فإن المنازع لهم لابد أن يذكر فيما يخالفهم فيه طريقاً أخرى، مثل المعقول،والقياس،والرأي، والكلام والنظر،والاستدلال،والحاجة،والمجادلة،والمكاشفة، والمخاطبة ،والوجد،والذوق،ونحو ذلك، وكل هذه الطرق لأهل الحديث صفوتها وخلاصتها:فهم أكمل الناس عقلاً،وأعدلهم قياساً،واصوبهم راياً، وأسدهم كلاماً وأصحهم نظراً، وأهداهم استدلالاً وأقومهم جدلاً،وأتمهم فراسة،وأصدقهم إلهاماً وأحدهم بصراً ومكاشفة، وأصوبهم سمعاُ ومخاطبة، وأعظمهم وأحسنهم وجداً وذوقاً، وهذا هو للمسلمين بالنسبة إلى سائر الأمم،ولأهل السنة والحديث بالنسبة إلى سائر الملل}}
المجموع{4/9}
{{ وأجمع المسلمون على : أن السجود لغير الله محرم، وأما الكعبة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس، ثم صلى إلى الكعبة،وكان يصلي إلى عنزة،ولايقال لــعنزة، وإلى عمود وشجرة ولايقال لعمود ولا لشجرة،والساجد للشي يخضع له بقلبه،ويخشع له بفؤاده،وأما الساجد إليه فإنما يولى وجهه وبدنه إليه ظاهراً، كما يولى وجهه إلى بعض النواحي إذا أمه، كما قال : (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره)


{{ وأجمع المسلمون على : أن السجود لغير الله محرم، وأما الكعبة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إلى بيت المقدس، ثم صلى إلى الكعبة،وكان يصلي إلى عنزة،ولايقال لــعنزة، وإلى عمود وشجرة ولايقال لعمود ولا لشجرة،والساجد للشي يخضع له بقلبه،ويخشع له بفؤاده،وأما الساجد إليه فإنما يولى وجهه وبدنه إليه ظاهراً، كما يولى وجهه إلى بعض النواحي إذا أمه، كما قال : (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ماكنتم فولوا وجوهكم شطره)
المجموع{4/359}
لما سئل عن خديجة وعائشة: أميّ المؤمنين رضي الله عنهم أيهما أفضل؟
فكان جوابه:
{{بأن سبق خديجة،وتأثيرها في أول الإسلام،ونصرهاوقيامها في الدين لم تشركها في عائشة،ولاغيرها من أمهات المؤمنين.
وتأثير عائشة في آخر الإسلام،وحمل الدين وتبليغه إلى الأمة،وإدراكها من العلم مالم تشركها فيه خديجة،ولاغيرها مما تميزت به عن غيرها}}


لما سئل عن خديجة وعائشة: أميّ المؤمنين رضي الله عنهم أيهما أفضل؟
فكان جوابه:
{{بأن سبق خديجة،وتأثيرها في أول الإسلام،ونصرهاوقيامها في الدين لم تشركها في عائشة،ولاغيرها من أمهات المؤمنين.
وتأثير عائشة في آخر الإسلام،وحمل الدين وتبليغه إلى الأمة،وإدراكها من العلم مالم تشركها فيه خديجة،ولاغيرها مما تميزت به عن غيرها}}
المجموع{4/393}
{{وليس الكذب في هذا ((المشهد)) وحده، بل المشاهد المضافة إلى الأنبياء وغيرهم كذب، مثل القبر الذي قال له: ((قبر نوح)) قريب من بعلبك في سفح جبل لبنان،ومثل القبر الذي في قبلي مسجد جامع دمشق، الذي يقال له: ((قبر هود))فإنما هو قبر معاوية بن أبي سفيان، ومثل القبر الذي شرقي دمشق الذي يقال له: قبر ((أبي بن كعب)) فإن أبياَ لم يقدم دمشق اتفاق العلماء.
وكذلك مايذكر في دمشق من قبور((أزواج النبي) عليه الصلاة والسلام،وإنما توفين بالمدينة النبوية.
وكذلك مايذكر في مصر من قبر((علي بن الحسين)) أو ((جعفر الصادق))او نحو ذلك،هو كذب بإتفاق أهل العلم،فإن علي بن الحسين وجعفر الصادق إنما توفيا بالمدينة،وقد قال عبدالعزيز الكناني: الحديث المعروف ليس في قبور الأنبياء ماثبت، إلا قبر ((نبينا)) قال غيره: وقبر ((الخليل)) ايضاً.
وسبب اضطراب أهل العلم، بأمر القبور أن ضبط ذلك ليس من الدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى أن تتخذ القبور مساجد،فلما لم يكن معرفة ذلك من الدين لم يجب ضبطه))


{{وليس الكذب في هذا ((المشهد)) وحده، بل المشاهد المضافة إلى الأنبياء وغيرهم كذب، مثل القبر الذي قال له: ((قبر نوح)) قريب من بعلبك في سفح جبل لبنان،ومثل القبر الذي في قبلي مسجد جامع دمشق، الذي يقال له: ((قبر هود))فإنما هو قبر معاوية بن أبي سفيان، ومثل القبر الذي شرقي دمشق الذي يقال له: قبر ((أبي بن كعب)) فإن أبياَ لم يقدم دمشق اتفاق العلماء.
وكذلك مايذكر في دمشق من قبور((أزواج النبي) عليه الصلاة والسلام،وإنما توفين بالمدينة النبوية.
وكذلك مايذكر في مصر من قبر((علي بن الحسين)) أو ((جعفر الصادق))او نحو ذلك،هو كذب بإتفاق أهل العلم،فإن علي بن الحسين وجعفر الصادق إنما توفيا بالمدينة،وقد قال عبدالعزيز الكناني: الحديث المعروف ليس في قبور الأنبياء ماثبت، إلا قبر ((نبينا)) قال غيره: وقبر ((الخليل)) ايضاً.
وسبب اضطراب أهل العلم، بأمر القبور أن ضبط ذلك ليس من الدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى أن تتخذ القبور مساجد،فلما لم يكن معرفة ذلك من الدين لم يجب ضبطه))
المجموع{4/516)
{{وقد قيل لابن عباس رضي الله عنه: كيف يكلمهم يوم القيامة كلهم في ساعة واحدة؟ قال: كما يرزقهم كلهم في ساعة واحدة}}


{{وقد قيل لابن عباس رضي الله عنه: كيف يكلمهم يوم القيامة كلهم في ساعة واحدة؟ قال: كما يرزقهم كلهم في ساعة واحدة}}
المجموع{5/133}
{{وهذا كقوله تعالى : (لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه). فأخبر أنك لاتجد مؤمناً يؤاد المحادين لله ورسوله فإن نفس الإيمان ينافي موادته كما ينفي أحد الضدين الآخر،فإذا وجد الإيمان انتفى ضده،وهو موالاة أعداء الله، فإذا كان الرجل يوالي أعداء الله بقلبه،كان ذلك دليلاً على أن قلبه ليس في الإيمان الواجب.}}


{{وهذا كقوله تعالى : (لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه). فأخبر أنك لاتجد مؤمناً يؤاد المحادين لله ورسوله فإن نفس الإيمان ينافي موادته كما ينفي أحد الضدين الآخر،فإذا وجد الإيمان انتفى ضده،وهو موالاة أعداء الله، فإذا كان الرجل يوالي أعداء الله بقلبه،كان ذلك دليلاً على أن قلبه ليس في الإيمان الواجب.}}
المجموع{7/17}
{{ومما يدل على هذا المعنى قوله تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) والمعنى أنه لايخشاه إلا عالم،فقد أخبر الله أن كل من خشي الله فهو عالم، كما قال في الآية الأخرى : (أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماُ يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون...........) ، والخشية أبداً متضمنة للرجاء،ولولا ذلك لكانت قنوطاً،كما أن الرجاء يستلزم الخوف ولولا ذلك لكان آمناً، فأهل الخوف لله والرجاء له هم أهل العلم الذين مدحهم الله.}}
المجموع{7/21}
{{ويدل على هذا المعنى قوله تعالى: (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب)
قال أبو العالية: سألت أصحاب محمد عن هذه الآية فقالوا لي: كل من عصى الله فهو جاهل، وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب، وكذلك قال سائر المفسرين: قال مجاهد : كل عاص فهو جاهل حين معصيته، وقال الحسن وقتادة وعطا والسدي وغيرهم : إنما سموا جهالاً لمعاصيهم، لا أنهم غير مميزين، وقال الزجاج: ليس معنى الآية أنهم يجهلون أنه سوء، لأن المسلم لو أتى مايجهله كان كم لم يواقع سوءاً، وإنما يحتمل أمرين:
أحدهما: إنهم عملوه وهم يجهلون المكروه فيه.
والثاني: أنهم اقدموا على بصيرة وعلم بأن عاقبته مكروهة، وآثروا العاجل على الآجل، فسموا جهالاً لإيثارهم القليل على الراحة الكثيرة، والعافية الدائمة، فقد جعل الزجاج {{ الجهل }} إما عدم العلم بعاقبة الفعل، وأما فساد الإرادة، وقد يقال: هما متلازمان، وهذا مبسوط في الكلام مع الجهمية.
والمقصود هنا أن كل عاص لله فهو جاهل، وكل خائف منه فهو عالم مطيع لله، وإنما يكون جاهلاً لنقص خوفه من الله، إذ لو تم خوفه من الله لم يعص، ومنه قول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار بالله جهلاً، وذلك لأن تصور المخوف يوجب الهرب منه، وتصور المحبوب يوجب طلبه، فإذا لم يهرب من هذا،ولم يطلب هذا، دل على أنه لم يتصوره تصوراً تاماً، ولكن قد يتصور الخبر عنه،وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصور المخبر عنه، وكذلك إذا لم يكن المتصور محبوباً له ولا مكروهاً، فإن الإنسان يصدق بما هو مخوف على غيره ومحبوب لغيره، ولايورثه ذلك هرباً ولا طلباً، وكذلك إذا اخبر بما هو محبوب له ومكروه، ولم يكذب المخبر بل عرف صدقه، لكن قلبه مشغول بأمور أخرى وعن تصور ما أخبر به فهذا لايتحرك للهرب ولا للطلب}}


{{ومما يدل على هذا المعنى قوله تعالى : (إنما يخشى الله من عباده العلماء) والمعنى أنه لايخشاه إلا عالم،فقد أخبر الله أن كل من خشي الله فهو عالم، كما قال في الآية الأخرى : (أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماُ يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون...........) ، والخشية أبداً متضمنة للرجاء،ولولا ذلك لكانت قنوطاً،كما أن الرجاء يستلزم الخوف ولولا ذلك لكان آمناً، فأهل الخوف لله والرجاء له هم أهل العلم الذين مدحهم الله.}}
المجموع{7/21}


{{ويدل على هذا المعنى قوله تعالى: (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب)
قال أبو العالية: سألت أصحاب محمد عن هذه الآية فقالوا لي: كل من عصى الله فهو جاهل، وكل من تاب قبل الموت فقد تاب من قريب، وكذلك قال سائر المفسرين: قال مجاهد : كل عاص فهو جاهل حين معصيته، وقال الحسن وقتادة وعطا والسدي وغيرهم : إنما سموا جهالاً لمعاصيهم، لا أنهم غير مميزين، وقال الزجاج: ليس معنى الآية أنهم يجهلون أنه سوء، لأن المسلم لو أتى مايجهله كان كم لم يواقع سوءاً، وإنما يحتمل أمرين:
أحدهما: إنهم عملوه وهم يجهلون المكروه فيه.
والثاني: أنهم اقدموا على بصيرة وعلم بأن عاقبته مكروهة، وآثروا العاجل على الآجل، فسموا جهالاً لإيثارهم القليل على الراحة الكثيرة، والعافية الدائمة، فقد جعل الزجاج {{ الجهل }} إما عدم العلم بعاقبة الفعل، وأما فساد الإرادة، وقد يقال: هما متلازمان، وهذا مبسوط في الكلام مع الجهمية.
والمقصود هنا أن كل عاص لله فهو جاهل، وكل خائف منه فهو عالم مطيع لله، وإنما يكون جاهلاً لنقص خوفه من الله، إذ لو تم خوفه من الله لم يعص، ومنه قول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار بالله جهلاً، وذلك لأن تصور المخوف يوجب الهرب منه، وتصور المحبوب يوجب طلبه، فإذا لم يهرب من هذا،ولم يطلب هذا، دل على أنه لم يتصوره تصوراً تاماً، ولكن قد يتصور الخبر عنه،وتصور الخبر وتصديقه وحفظ حروفه غير تصور المخبر عنه، وكذلك إذا لم يكن المتصور محبوباً له ولا مكروهاً، فإن الإنسان يصدق بما هو مخوف على غيره ومحبوب لغيره، ولايورثه ذلك هرباً ولا طلباً، وكذلك إذا اخبر بما هو محبوب له ومكروه، ولم يكذب المخبر بل عرف صدقه، لكن قلبه مشغول بأمور أخرى وعن تصور ما أخبر به فهذا لايتحرك للهرب ولا للطلب}}
المجموع {7/22}

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
