ابو المجد 2010
زيزوومي نشيط
- إنضم
- 2 مارس 2010
- المشاركات
- 147
- مستوى التفاعل
- 4
- النقاط
- 170
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

.gif)
التفكر في آيات الله الكونية وإنها أعظم دليل على وحدانية الله عز وجل
أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما أعطاكم من العقول التي تتميزون بها على البهائم وتدركون بها ما ينفعكم وما يضركم وتستدلون بها على ما أعطاكم الله بل على ما أبان لكم من آياته الكونية الدالة على وحدانية وعلى كمال ربوبيته إن الله عز وجل له في كل شئ من مخلوقاته آية تدل على أنه إله واحد لا إله غيره وعلى أنه رب عظيم ماجد كامل العلم والقدرة كامل الرحمة والحكمة كامل العظمة والسلطان فمن آياته خلق السماوات والأرض من نظر إلى السماء في حسنها وكمالها وارتفاعها وقوتها علم بذلك تمام قدرة الله وحكمته قال الله عز وجل: (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا) (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا) (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا) وقال عز وجل: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) إي بنيناها بقوة لا يماثلها قوة وهو موسعها عز وجل لسعة أرجائها وقال عز وجل: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) وقال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ) (ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ)(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) وقال جل من قائل: (وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) في هذه السماء وفي جوها من آيات الله ما يبهر العقول: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً) ( وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون ) أيها المسلمون انظروا إلى هذه الشمس العظيمة الكبيرة الحجم الشديدة الحرارة جعلها الله تعالى سراجاً وهاجا تصل إلى الأرض حرارتها مع البعد العظيم بينها وبين الأرض لتنضج الزروع والثمار وتدفع الأجواء والبحار تسير هذه الشمس بانتظام بديع وسير سريع لو نزلت مقدار شعرة أو ارتفعت لاختل نظام الأرض قال الله عز وجل: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) العزيز القهار الغالب الذي لا يغلب العليم بكل شيء ثم انظروا إلى هذا القمر البدر المنير آية الليل جعله الله تعالى مقدراً بمنازل لنعلم بذلك عدد السنين والحساب وله آثار على البحار والنبات والأجسام أجسام الإحياء لاختلاف هذه المنازل قال الله عز وجل: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ*لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) أيها المسلمون انظروا أيضاً إلى الأرض وما فيها من آيات الله تعلموا بذلك تمام قدرة الله وحكمته مهدها الله لخلقه وسلك لهم فيها سبلا وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها جعلها الله لعباده ذلولا يمشون في مناكبها ويأكلون من رزقها فيحرثون ويزرعون ويصلون إلى المياه في جوفها فيسقون ويشربون جعلها الله تعالى قراراً للخلق لا تميد بهم ولا تضطرب ولا تتزلزل ولا تتصدع إلا بأذن الله عز وجل أسمعوا قول الله تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) في الأرض قطع متجاورات تجد في الحصاة الواحدة قطعاً متجاورة فضلاً عن الجبل الصغير فضلاً عن ما فوقه من الجبال تجدها خطوطاً هذا أسود وهذا أحمر وهذا أبيض والخالق واحد جل وعلا، في الأرض قطع متجاورات مختلفة في ذاتها وصفاتها ومنافعها هذه رمال وهذه جبال وهذه معادن من ذهب وهذه معادن من فضة وهذه معادن من حديد وهذه معادن من رصاص إلى أمور لا يعلمها إلا خالقها عز وجل في الأرض جنات من أعناب وزروع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ويفضل الله بعضه على بعضٍ في الأكل قال الله عز وجل: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ) ففي السماوات ملائكة لا يحصهم إلا الله عز وجل ما من موضع أربع أصابع من السماء إلا وفيه ملك قائم لله أو راكع أو ساجد يطوف كل يوم بالبيت المعمور في السماء سبعون ألف ملك لا يعودون إليه مرة أخرى إلى يوم القيامة إذاً فالزائرون لهذه البيت كل يوم سبعون ألف ملك لا يعود إليه الزائر مرة أخرى منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة فما ظنكم بهذا العدد الكبير إنه عدد لا يحصيه إلا الذي خلقه جل وعلا في الأرض من أجناس الدواب وأنواعها ما لا تحصى أجناسه فضلاً عن أنواعه فضلاً عن أفراده هذه الدواب مختلفة في أجناسها وأشكالها وأحوالها فمنها النافع الذي يعرف به الإنسان كمال نعمة الله عليه ومنها الضار الذي يعرف بها الإنسان قدر نفسه وضعفه أمام قدرة الله عز وجل فهذه البعوضة الصغيرة الحقيرة تسلط على الإنسان فتقلق راحته وتقض مضجعه ويذكر أن ملكاً جباراً كان يتحدث مستهتراً يقول ما الفائدة من خلق الذباب فقال له أحد الحاضرين إن الله خلقه ليرغم به أنوف الجبابرة يعني أن الذباب يقع على أنف الرجل الجبار بأرجله الملوثة بالانتان والقاذورات لا يستطيع التخلص منه وهو من أصغر المخلوقات وأحقرها وهذه الدواب المنتشرة في الأرض في بحارها وقفارها ومدنها وقراها وأوديتها وجبالها وفي كل مكان كلها تسبح بحمد الله وتسجد له قال الله عز وجل: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ) كل هذه الدواب المنتشرة خلقت بأمر الله واهتدت برحمة الله وعاشت برزق الله: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ) ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
