abu_youssefabu_youssef is verified member.

المـــــــدير العـــــام
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
كبار الشخصيات
فريق دعم البرامج العامة
إنضم
15 فبراير 2008
المشاركات
39,079
مستوى التفاعل
70,007
النقاط
13,070
الإقامة
www.zyzoom.org
الموقع الالكتروني
forum.zyzoom.net
غير متصل
zyzoom-3f1b4a7ae6.gif
zyzoom-194e560544.gif


937.gif


204838ff5w8ihywl.gif



دواء النفوس
دواء النفوس في الشعور بالله , ولن يتحقق هذا الشعور إلا بالعبودية الكاملة
والتي تبدأ من إعلانك الافتقار الدائم إلي الله , وهو الشعور المستمر بالله
وليس عند العجز أو المرض أو الكوارث أو الأزمات أو غير ذلك .
هو شعورك بحاجتك الدائمة إلى مولاك , وكلما ازداد الشعور بالفقر والعوز والحاجة
زاد الشعور بالله , وهذا هو معنى تحققك ب ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) بمعني :
لا حول عن معصية الله إلا بالله , ولا قوة على طاعة الله إلا بالله ,
فلا حركة ولا سكون إلا بالله ,
يقول تعالى :
( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )
النازعات 41
وباستشعارك هذا المعنى العميق تكون أقرب إلى مولاك ,
وبذلك تتعرف على عيوبك وتتخلص منها , فبشرية الانسان هو استشعاره بذاته
وينسى افتقاره إلى ربه , فيظهر ذلك في أخلاق تناقض خلوص العبودية
فيه من شهوة : المأكل أوالمشرب أو المنكح أو حب الدنيا أو المنصب
أو غير ذلك من الشهوات , وكلها وهو لا يدري تنقص من قدره وفق هذه القاعدة :
( للنفس من النقائص ما لله من الكمالات ) , ولك أن تتأمل فيها وتتصور نقائص النفس .
فإن تحرر الإنسان من هذه الأخلاق كان عبدا خالصا لمولاه , ومن الأمور
التي تفسد هذا الشعور بالله غلبة الهوى عليك , الذي يعمي ويصم , وقد قالوا :
- لا يخاف عليك التباس الهدي إنما يخاف عليك اتباع الهوى
- لا يخاف عليك التباس الحق وإنما يخاف عليك جهالة الخلق :
( وإن تطع أكثر من في الأرض يضلونك عن سبيل الله ) الأنعام 106
- لا يخاف عليك من خفاء أهل الحق , إنما يخاف عليك من قلة الصدق :
( فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ) محمد 21 , مصداقا لقوله تعالى :
( إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى )
النجم 23 .
فلم يمنعهم من الهدي إلا حسن الظن بمسلك سابقيهم على الباطل ,
ثم ما تهواه أنفسهم من ملذات وشهوات وحظوظ , يقول أحدهم :
لا تتبع النفس في هواها إن اتباع الهوى هوان
فإذا أراد الله إذلال عبده ردّه إلى نفسه وهواه , فأحيل عليها ووكل إليها :
فالهوى كما رأيت مختصر من الهوان , ومن دعائه صلي الله عليه وسلم :
( إن تكلني إلى نفسي تكلني إلى ضعف وعوزة وذنب وخطيئة وإني لا أثق إلا برحمتك ) .
فبرحمته تعالى عزة عبده وعنايته به , فإذا تولاك أعطاك ,
ولم يتركك مع نفسك وهواك , هنالك تستشعر قربه وتتعرف على عيبك ,
بعنايته ورعايته وحفظه تعالى
كيف تكتشف عيوب النفس وتعالجها ؟
عيوب النفس
مع عيوب النفس التي لا تتناهى في الإنسان دلنا خبراء التربية بأصل هذه العيوب ,
فإذا استطاع الإنسان علاج الأصل فلا وجود للروافد ,
ولذلك كانت القاعدة :
( أصل كل معصية وغفلة وشهوة الرضا عن النفس ,
وأصل كل طاعة ويقظة وعفة عدم الرضا منك عنها )
وقد سمي القرآن ذلك ( فتنة النفوس ) وذلك في قوله تعالى :
( ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم ) وكانت هذه الفتنة كما في التفسير :
بالانصياع لحظها , والسير وراء ما تهوى , والوقوع فيما حسنته من شهوات وملذات .
والرضا عن النفس هو استحسانك لأحوالها , وتغطيتك لمساوئها ,
وكل من اتهم نفسه وأساء الظن بها , ونظر إليها بعين السخط ,
هو الذي بحث عن عيوبها واستخرج مساوئها , يقول أبو حفص الحداد :
( من لم يتهم نفسه على دوام الوقت ولم يخالفها في جميع الأحوال ,
ولم يجرها إلى مكروهها في سائر أيامه فهو مغرور ,
ومن نظر إليها باستحسان شئ منها فقد أهلكها )
وكيف يصح لعاقل الرضا عن نفسه والله تعالى يقول :
( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي )
وصورة من يرضى عن نفسه في الحياة صورة مرفوضة , فانقلاب الحقائق
عنده تجعله يظن أنه وصل إلى الكمال , فماذا يريد بعد ذلك ؟
ومن نظرته إلى نفسه بأنه كامل تنقلب علاقته بالناس إلى علاقة كبر
وعجب وغرور , وعلى الناس ألا يخالفوا له رأيا , بل عليهم الاقتداء به بالإجبار ,
والأخذ عنه بالإكراه , ومن ثم تراه مستهينا بالمعصية , مستهترا بالذنب ,
يتابع الشهوات من حب للمدح والتصدر والتعالي على الآخرين .
أما من أراد أن يتخلص من شهواته فلابد أن يمتلك الشعور بالله ,
ويستمر في سلوك درب الطاعات , وأول ذلك عدم الرضا عن نفسه .
وعلى الإنسان حتي لا تتراكم عليه عيوبه , أن يحذر من مصاحبة الذين
يرضون عن أنفسهم , سواء كانوا أساتذة له أو أقرانا أو أتباعا أو تلامذة
فالمرء على دين خليله , وبهذا الميزان الدقيق ينظر المرء من يصاحب
حتي ولو كان صاحب علم , أو مكانة , يقول سفيان بن عيينة :
( إذا كان ليلي ليل سفيه , ونهاري نهار جاهل , فماذا أصنع بالعلم الذي أكتسب ؟ )
وقد استعاذ النبي صلي الله عليه وسلم من علم لا ينفع .
ولذلك فمن أقوالهم المحفوظة في ذلك :
( من أراد أن يتخلص فليصحب من تخلص )
وصحبة من يرضى عن نفسه شر محض , ولو كان أعلم أهل الأرض ,
لأن الطباع تسرق الطباع , والجهل الذي يقربك إلى الله أحسن من العلم
الذي يبعدك عن الله , ومن عرف أصل العيوب تطلب ذلك منه :
سعيا وتشميرا ليسلك طريق اليقظة والطاعة .
وكان من وصية أستاذ لتلميذه وهو يعلمه هذه الحقيقة :
( يا بني كن عين المعنى وإلا فاتك المعني )
مجاهدة النفوس
من أجل صحة الأعمال ليتقبلها الله تعالى , ثم يجعل الجزاء الحميم عليها في الآخرة ,
تدوم مجاهدة النفوس , فلا يضع الصالحون في أذهانهم وهم يعملون إلا أمر الآخرة ,
يقول تعالي : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) السجدة 17 .
ومجاهدة النفوس تعني تحقيق شروط صحة الأعمال وهي :
أولا : أن يكون العمل صادقا
وذلك بتخطي العقبة الكئود, فما بعدها أيسر, ألا وهي النفس ,
يقول الله تعالي :
( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون )
وبالانتصار على النفس تبدأ المجاهدة .
ثانيا : الجزاء الحقيقي قبول العمل
ثم يعمل الانسان لمحض العبودية , فأعظم الجزاء على الأعمال أن يتقبلها الله ,
فإلى جانب عيوب النفس التي لا تتناهى فإن الله تعالى يقبل منا العمل ,
يقول تعالى : ( أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا )
ولم يقل الله تعالى : ( نتقبل منهم ) أي بمعني نتجاوز عنهم فنتقبل أحسن
ما عملوا على عيبها وآفاتها وعللها .
ثالثا : الايمان بأن الفضل من الله
فالكل فعله وعطاؤه تعالى :
( كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا )
ويقول تعالى :
( انظر كيف فضلنا بعضهم علي بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )
فكل الأمور تسير بفضله وجوده وكرمه , ولو عاملنا الله بعيوبنا
لكانت كارثة , فمن رحمته بنا مع علمه بما هو أخفي من عيبنا ,
فإنه يصاحبنا , يقول سهل بن عبد الله رضي الله عنه :
إذا عمل العبد حسنة وقال :
يارب بفضلك عملت وأنت أعنت وأنت سهلت ,
شكر الله ذلك له , وقال : يا عبدي بل أنت أطعت وأنت تقربت ,
وإذا نظر إلى نفسه وقال : أنا عملت وأنا أطعت وأنا تقربت ,
أعرض الله عنه وقال له : يا عبدي أنا وفقت وأنا أعنت وأنا سهلت .
وإذا عمل سيئة وقال : يارب أنت قدرت وأنت قضيت وأنت حكمت ,
غضب المولى جلت قدرته عليه وقال :
يا عبدي بل أنت أسأت وأنت جهلت وأنت عصيت ,
وإذا قال : يا رب أنا ظلمت وأنا أسأت وأنا جهلت ,
أقبل المولى عليه وقال :
( يا عبدي أنا قضيت وأنا قدرت وقد غفرت وقد حلمت وقد سترت ) .
ولذلك إذا تولانا أعطانا , ورحمنا وأكرمنا بفضله , وفيضه ,
ونظر إلينا وذكرنا , وفي هذا رفع لعملنا وتمجيد له ,
ومن أهمله الله و تركه مع نفسه لا نهاية لقبائحه ونقائصه , وكما قيل :
( إذا كنت بربك تكمل عزك وإذا كنت بنفسك تكامل ذلك )
حتي أنه يصبح مشلولا منعزلا صامتا لا يستطيع أن يواجه الناس
ويدعوهم إلى الله , والسبب في ذلك اعتمادهم على أنفسهم , وكما قيل :
( لما اعتمدوا على أنفسهم أصمتهم هفواتهم وإساءاتهم )

منقوول للامانة

يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي




اترككم في رعاية الله

[/B]
 

التعديل الأخير بواسطة المشرف:
توقيع : abu_youssefabu_youssef is verified member.
الله يجزاك خير

بالتوفيق
 
توقيع : مـوآدع


جزاك الله خيرالجزاء اخوى تشالنج وجعله فى ميزان حسناتك

،
5/5

،
فى انتظار المزيد من ابداعاتك

،
ودى وتقديرى

3.gif



 
توقيع : alemalbyelaram
جزاك الله الف خير
يعطيك العافيه
 
توقيع : لهب شمعة

بارك الله فيك :king:
 
توقيع : Blue2003
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
توقيع : abu_youssefabu_youssef is verified member.
عودة
أعلى