من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

أعضاء وزوار منتديات زيزوووم للأمن والحماية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحببت اليوم أن أضع بين أيديكم نبذه بسيطة عن
أئمة المساجد ودورهم في التكافل الإجتماعي
وبالمناسبة هذا العنوان للموضوع
كان بحث التخرج بالنسبة لي في نيل درجة البكالوريوس

قال تعالى : " وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا "سورة الأنبياء ، آية : 73
إن أهمية المسجد تبرز من خلال أنه منبع للإيمان، ومنبع النور، ومنارة الأمن والسلام
والهدى،ومركز التنظيم الإسلامي، ودوره في حياة المجتمع المسلم واضح لا يخفى، وراسخ
لا ينسى، فهو الدعامة الأولى، والركيزة الكبرى لتحقيق التكافل الاجتماعي، وتعميق
الوحدة، ونبذ الفرقة، وتغذية الأمة بالتوجيه الروحي والفكري .
إن تلك المعاني ثابتة، إلا أنها لن تكون ذات أثر فاعل، إن لم يعن إمامه وخطيبه، بإبراز تلك
المعاني، وإظهار القيم السامية، لدور المسجد المؤثر في حياة الفرد والمجتمع .

المسجد يتردد عليه كل يوم، أعداد كبيرة لأداء الصلوات الخمس، وتزداد جموعهم في نهاية
الأسبوع، لأداء صلاة الجمعة، وتتباين أفهام المصلين وتتفاوت ثقافتهم، لذلك فهم يحتاجون
إلى التذكير والتنبيه، واستغلال حضورهم للإرشاد والتوجيه، ومعالجة مشكلات المجتمع،
والإسهام في إصلاح الحياة العامة، وإعادة الفرد إلى قواعد الدين ومبادئه، وإشاعة روح
المودة، والإصلاح بين الناس .

إن إمام المسجد وخطيبه، أشد فاعلية وأكثر وقعاً في نفوس الجماهير، من أى وسيلة أخرى،
يمكن أن تؤثر في المجتمع، تأكيداً لأواصر التكافل الاجتماعي .
فهو يقتلع جذور الشر في نفس الفرد، ويبعث في نفسه خشية الله تعالى، وحب
الحق، وقبول العدل ومعاونة الناس، وإصلاح الضمائر، وإيقاظ العواطف
النبيلة في نفوس الأمة، وبناء الضمائر الحية وتربية الروح على الآداب
الفاضلة، والأخلاق الحميدة، وتسكين الفتن وتهدئة النفوس .

ولا يمكن أن ينجح الخطيب، في أداء مهمته علي الوجه المطلوب، إلا إذا استطاع الأخذ
بألباب سامعيه، واستدراجه اللبق لأفهامهم، بالأسلوب البليغ، والكلمة الساحرة، والحجة
الظاهرة، والصوت العذب، والخطبة الباهرة، والإثارة والتشويق والشعور والوجدان .
وأنّى للخطيب أن يفيد، إن لم يراع مقتضى الحال، فلكل مقام مقال، فيجدر به مواكبة الأحداث
ومسايرة الوقائع، وملاءمة موضوع الخطبة للأحداث الجارية، والملابسات الواقعة، فالكلام
في حال الأمن، يختلف عنه في حال القلق .
واختلاف الظروف وتقلبات الأحوال، تتطلب من الخطيب، أن يكون فطناً، مسايراً لما يحدث
حوله وأن لا يكون في واد، وحال المجتمع في واد آخر .

لذلك فإن وحدة المجتمع والأمة، فريضة إسلامية، وحاجة نضالية، ومدخل من مداخل السلم
الاجتماعي، ومن ثم فهي قيمة وفريضة إسلامية، وهي ضرورة حتمية تفرضها، الظروف
السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
قد تجلت هذه القيمة، وتلك الفريضة والضرورة، في قوله، تعالى :" وإن هذه أمتكم أمة
واحدة وأنا ربكم فاعبدون "سورة الأنبياء ، آية : 92
وفي قوله تعالى :" وإن هذه أمتكم أمة واحدة، وأنا ربكم فاتقون "سورة المؤمنون ، آية :52
لقد حث جل وعلى عباده،على التمسك بهذه الوحدة، والاعتصام بها في مواجهة كل الأخطار
والعواصف العاتية في قوله تعالى :"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "سورة آل
عمران ، آية :103

ولكي تتحقق وحدة المجتمع ، ويسوده الأمن والسلم الاجتماعي، لابد له من الحرص على
التعاون، والتكافل الاجتماعي في شتى مناحي الحياة قال تعالى :" وتعاونوا علي البر
والتقوى"سورة المائدة ، آية :2
من هنا، ينبغي على الأئمة والخطباء، أن يقفوا على الظروف والعوامل، التي تعزز الحاجة
للتكاتف، والتعاون، والوحدة، ورص الصفوف .

