أبو رشا
زيزوومى مبدع
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
مـــــات أخـــــي
أزيز صدري زلزال ، وأنفاسي بركان ، وأدمعي ملتهبات ، فقد مـــــات أخـــــي
لم أعد استطع أن أراه ، لم أعد استطع أن أسمع صوته
لم أعد استطع رؤية وجهه ، لم أعد استطع الحديث معه
يا لسعادة الآخرين الكل منهم لديه أخ يشد من أزره ، يقف معه ودونه ، أما أنا فقد مـــــات أخـــــي
أعيش دوّامة تعصف بي ، وأفكاراً تشتتني ، وهموماً تقتلني
صرختُ بصوت عالِ :
أخي هل يمكنني أن أراك ؟!!
أخي هل يمكنني أن أسمع صوتك ؟!!
أخي هل يمكنني أن أتكئ عليك حال محنتي ؟!!
سمع صوتي شيخ كبير فأقبل إليّ مبتسماً
صافحته وأنا أنظر إلى ابتسامته لعلي أسرق منها شيئاً فابتسم به
قال لي ذلك الشيخ : بنيّ ما لي أراك كئيباً منكسراً ؟!
فأجبته : لقد مـــــات أخـــــي !
ابتسم ذلك الشيخ وقال لي : أتريد أن ترى أخاك ؟ أتريد أن تسمع صوته ؟
نظرتُ إليه وقلت : كيف وقد مـــــات أخـــــي ؟!!
فأجابني : بنيّ أخاك لم يمت ، إن ما حصل بينكما لا يتعدى كونه خلافاً وسوء فهم .
فقلتُ له : نعم صدقتَ ، ولكن معاملة أخي لي تجاوزت الحد ، فقررتُ أن أقنع نفسي بأنه قد مات !
فقال لي الشيخ : وهل استطعتَ إقناع نفسك بموته ؟!
فأجبته : لا ،، فقد فشلتُ في إقناعها بقبول موته الصوري !
فابتسم الشيخ وقال : هيا بنا إلى أخيك لمقابلته
ترددتُ حينها للحظات ثم قبلتُ الذهاب معه
طرقنا باب منزل أخي ... وكنتُ أحاول أن أتظاهر بقوتي وعدم اكتراثي لصده عني في تلك الأيام
وما أن فتح أخي الباب ورأيتُ وجهه حتى انقلب حالي فجأة من محاولتي لاظهار التجبر والتجلد
إلى حالة بكاء هستيري مدعوماً بعناق أخوي استمر لدقائق ( وعادت الحياة من جديد )
كفكف الشيخ دمعته وقال : إن تشتت الأخوة بالشقاق هو توأم فراقهم بالموت
- انتهت -
