1. الإدارة العامة

    صفحة منتديات زيزووم للأمن والحماية

  2. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية الفيس بوك

  3. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية التلكرام

( تعال ) نســـرح سوا في شي ( عندي ) !

الموضوع في 'ركن مدونات الأعضاء' بواسطة موت المشاعر, بتاريخ ‏يونيو 28, 2011.

  1. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7




    يوماً ما عندما يشاء الله ) سـ ننال العداله ! ​
     
    1 person likes this.
  2. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7













    ( حِلم العظماء )





    صورة من دون تحيّه لمن يعآمل ) الاُجراء بـ كل قسوة حآل زللهم ، تجد الواحد منّا عند خطأ العامل أو الخدامه

    يصرخ عليها ويعنّفها أو حتى يمد يدهُ عليها منتهكاً كل الحرمات متجاوزاً الخطوط التي رسمتها الشريعه

    الإسلاميه التي تكفل حياة كريمة لأي كائن من كان ) الكثير منكم أو ربما القليل ولكنها فئه موجوده

    من الجنون إنكار وجودها ‘ وعليها أن تعدّل من أحوالها فهذه العصبية ضعف وليست قوة وكما يقول نبينا

    الكريم بـما معناه أن الشجاع الممسك بـ أعصابه وليس المُطلق العنان ل قوته الجسديه !

    جئت معي قصة مختصره ، قصة مثال بـ الحلم وتجاوز الغضب الشيطاني وأسطورة في التحكّم بـ زمام

    أعصابه والمحافظه عليها من الإنفلات الذي يسبب الأذى النفسي أو الجسدي للأخرين

    الحليم حد التميّز والتفرّد ( ضيفنا اليوم هو التابعي الجليل / الأحنف بن قيس

    لهُ قصص عديده لعلي أعرّج على بعضها لاحقاً ـ لكن اليوم معي مشهد درامي عجيب ونادر

    كان الأحنف في بيته وبمجلسه بالتحديد وكان عندهُ أحد أبناءه الصغار وهو يحبوا في أرجاء

    المجلس ‘ فدخل العبد ومعه إناء بهِ حساء ( شوربة ) حارة جداً كان يريد بها ضيافة ل ضيوف

    الأحنف فـ تعثّر بشيء ما فـ سقط الإناء بما فيه على الأبن الرضيع وإحترق ومات من فوره

    فـ أصبح العبد يرتجف خوفاً ، مصيبه قد مات الطفل !!

    فنظر لهُ الأحنف ورأى هلعهُ الشديد فقال : أذهب أنت حُراٌ ل وجه الله !!

    لاحظوا كيف إستطاع إمساك أعصابه !!

    وفرّغ غضبه بـ عمل لوجه الله من خلاله أعتق عبد لوجه جل جلاله ) قارنوه بـ ما نفعل نحنُ اليوم

    أشياء تافهه يفعلها الخُدام لدينا نشتمهم ونسبهم ونعتدي بـ شكل مخزي وتعامل سيء لا يجوز

    أبداً وخاصه منّا نحنُ المسلمين )

    فهل من معتبر من هذا الحليم العظيم !
     
    1 person likes this.
  3. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7
    لا حول ولا قوة إلا بالله
     
  4. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7
    لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
     
  5. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7
    بسم الله الرحمن الرحيم
     
  6. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7
    لا حول ولا قوة إلا بالله
     
  7. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
     
  8. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7
    لا حول ولا قوة إلا بالله
     
  9. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7
    سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
     
    2 شخص معجب بهذا.
  10. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7



    يستحق المشاهدة !


     
    2 شخص معجب بهذا.
  11. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7






    حتى البراءة الملائكية تُريد إهدار دمّه !




     
    1 person likes this.
  12. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7




    اُبتليت الأمة بـ أولادها .. بمن خرج من صلبها .. ثاروا عليها .. حادوا عن طريقها الصحيح .. إنجرفوا خلف واهج البريق المزيّف .. انخدعوا بتلك الشِعارات المجمّله

    ظنوا أنهم / عُقلاء ..

    ظنوا أنهم / العيون المُفتحه ..

    ظنوا أنهم / حاملي لواء النور ..

    ظنوا أنهم / إستفاقوا وحدهم والبقيّه في سباتهم غارقون ..



    ،،



    إبتعدوا عن واقعهم .. هربوا عنهُ وإلتجؤوا إلى الأعداء ظنن منهم أنهم صححوا مسارهم



    الكثير منكم ،، يُحآكي نفسه .. إلى ماذا يُريد الوصول .. وعمن يحكي !!



    ياسآدة ياكِرام .. حكيّي اليوم موجه ل فئه أسموا أنفسهم بـ / الليبراليون ..



    الذين حملوا بين أيديهم شعلة النور .. مُريدين بِها إضاءة جوانب القصر .. زواياه المعتمه .. إزاحة الضبابيه التي تملآ أركانه

    بث الحيوية ل عقول سكانه .. إعادتهم إلى مجرى الحياة و أساسياتها



    ولكن



    ما الطريقة التي إتبعوها لذلك .. هدفهم لا شك نبيل .. ولكن مسلكهم الذين ارادوا بهِ تحقيقه خاطىء جداً



    تولّعوا بـ حضارة الغرب .. وتفوّقهم في كُل شيء يتعلّق بـ حياة الإنســان / إلا شيء جوهري



    أحبوا هذا النوع من الرفاهيه الماديه .. وتمنّوا وجودها بيننا .. لأنها تُتيح للجميع فرصة العيش بكرامه متكافئين



    ثم



    بدأوا دأبهم ل إحداث التغيير الذي بهِ تحدث هذه الثورة الحضاريه .. بدايتهم كانت غير موفقه .. كانت نيتهم التغيير ولكنهم جعلوها

    إقتباس )

    كامل لكل مالديهم من رديء وصالح

    كل مايحوي مجتمعهم من إنحطاط وكرامه

    ( نسخ ولصق )

    ^

    هكذا أرادوه .. أنهُ والله ل شيء مُضحك ومخزي ومحزن .. ليست هذه الحضاره وليست هذه الطرق التي ننتهجها ل نصل إلى ماوصلوا إليه من إعتلاء قمة الحضاره

    وانهُ واللهِ ل ضعف وإنكسار وهوان .. أصابهم بسبب شعورهم في دواخلهم أنهم / لا شيء

    لذلك تجاوز هذا الشعور الدوني .. هو أن نكون مستنسخين منهم .. لكي نُصبح شيء

    وهذا هو معنى الإنهزام الحقيقي .. وهذا يُجسد التخلّف بـ عينه أيها / المُحطمون ..

    مُتناسين أن هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها .. حواجز وضعها لنا ديننا .. حذّرنا منها نبينا الكريم / اللهم صلّي وسلّم عليه وعلى آلة وصحبة الطيبين ..

    نُريد التغيــير .. لا نريد نزع عباءتنا .. لا نريد طمس هويتنا .. لا نرضى أن نهمّش بعض مما جاء بهِ نبينا لأجل هذه الحضارة الماديه الزائفه في دُنيا فانيه ..

    التغيّير سُنة حياتيه .. ولكن هناك ثوابت لا تتغيّر لآنها ثابته بـ أمر من الله تعالى .. فمن غيّرها .. خالف أمره سبحانه جل في علاه

    ولكن هم غفلوا عن شيء .. لعلهُ يخفف عنهم قليلاً شعورهم بـ النقص .. أننا أفضل منهم أخلاقياً .. فهم غارقون بـ الرذائل وملطخون بـ دنس وهذا أمر يدل على أنهم

    لم يصلوا إلى الحضاره الحقيقيه .. الحضاره الحقيقيه ليست كُلها لديهم .. هم يملكون بعضها .. ضيّعوا أهم شيء فيها هي سمو الذات الإنسانيه عن الحياة البهيميه

    التي أصبحت جزءاً منهم .. الهوس الجنسي إنتشر بينهم بـ قبح .. إنتشر بينهم ل درجه مُقززه جداً

    لذلك من هذا المنطلق أقول : أن الشعور بـ النقص ينبع من إنحطاط أخلاقي وهو أقصى درجات التخلّف الإنساني التي تجرّدهُ من إنسانيته إلى بهيمية الحيوان

    هو الذي يستحق الوقفه .. ومراجعة الحسابات

    أما التخلّف الحضاري : الذي لدينا فهو لا يدعوا إلى الإنهزام والضعف .. أبداً نُريد طرده .. نريد التغيير ولكن ليس التقليد الأعمى .

    نهاية حديثي أضع سؤال على شكل إستفسار .. لعل هؤلاء الليبراليون يقلّبونه في رؤوسهم ..

    ينادي الكثير منهم بـ تحرير المرآة .. آسوةً بـ الغرب المنحط :

    إلا تعلمون أن المرأة هناك في الغالب مُجرد " جسد " يتاجرون بهِ .. فقليلاً يضعونها على شكل سلعه للترويج عن منتج .. وقليلاً يضعونها كـ أداة شد إنتباه على غِلاف مجله

    وقليلاً يضعونها كـ كمين بهِ يغرون الجنس الأخر في فيلم تظهر بهِ شبه عاريه

    فـ بئس والله الحضارة .. التي تجعل شريك الحياة .. كـ الدميه يحركونها وفق أهوائهم ل مصالح ماديه بحته ..

    فـ أين الحضارة التي تستحق الحسره !



    ختاماً أردف كلامي بـ الجمله التاليه :



    التحضّر لا يوجب التحرّر .











    قفلة / ولا خير أفضل من خير هذه القفله ،، ) **





    أنه صلي الله عليه وسلم كان يتقلب على رمال حصير تؤثر في جنبه ، فبكى عمر رضى الله عنه . وقال كسرى

    و قيصر في الحرير والديباج ، فقال لهُ صلى الله عليه وسلم ( أفيّ شك أنت ياعمر ؟ ألا ترضى ان تكون لنا الآخره

    ولهم الدنيا ؟ )



    وقوله عليه الصلاة والسلام ( لو ان الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء )










    حآيلي فـ الحجاز ) :king:



     
  13. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7



    ربي اللهم رقّق قلبي .. ربي أزح عنهُ قسوته .. ربي ليّنهُ لينّهُ .. خلّصهُ من تعلّقٍ لا طائل منهُ بـ فتاتٍ

    زائلٍ لا يُجنى منهُ سوا الندامه ! ​
     
  14. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7



    ههههههههههههههه .. حتى الحيوان .. يكره أن يأكلهُ !!


     
  15. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7





    بحر الجمال .. تجسيد الروعه .. ( صآلح ) السريرة والعلانية .






     
  16. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7

    ( المرأة الغجرية )












    توالت طرقات خافتة متلاحقة على الباب، فكرت للحظات في مَنْ يمكن أن يزورني في الثامنة من صبيحة يوم الجمعة، هل حدث طارئ في القرية وجاء أحد أخوتي لإعلامي؟
    وتتابعت الطرقات الخافتة للمرة الثانية , نفضتُ يدَي من رغوة الصابون مسحتهما بالثياب التي أغسلها ووقفتُ أمام الباب مددتُ كفي إلى المفتاح وتذكرت قول أمي : لا تفتحي الباب قبل أن تتأكدي من معرفة الذي يقف خلفه . قلت : مَنْ ؟ ويدي تكاد تدير المفتاح . ولم يرد جواب : مَـنْ ؟ .
    خرجت الكلمة من فمي بصوت مرتفع كصدى , وتناهت طرقة واحدة هذه المرة لتؤكد بأن الطارق ما زال واقفاً، فتحتُ الباب بشيء من السرعة وكأني أريد أن أخلعه من مكانه ، وقع نظري على وجه يميل إلى السمرة لامرأة قصيرة بعض الشيء في عشرينات العمر ترتدي ثيابا رثة تمد كفها إليَّ وقد سبقها صوتها كأنين : من مال الله .. لا تخجليني الله يحفظ شبابك .
    ولفت نظري كيس الخيش المعلق بكتفها على طريقة حقائب الجنود السفرية.
    إنها امرأة , ولكن أي امرأة , إنها لاتشبه النساء , لقد أفقدها هذا المنظر المدقع كل لون من ألوان المرأة . قلت بنبرة كلها شفقة وعطف وقد أوشكتْ دموع أن تنزل من عيني : ماذا تريدين..؟
    لبثت صامتة تنظر إلي ولم ترد ، انتابني شعور سريع بأنني ربما جرحتها بنظراتي أو بنبرات صوتي وأنا أسألها عما تريد وكان من المفترض أن أقدم لها ما أستطيع عليه دون تلك النظرات وتلك النبرة . أردت أن أخفف عنها هذا الشعور بالحرج وأعدل ما وقعت فيه من خطأ فقلت : أقصد لا أعرف ماذا أعطيك , يوجد خبز أتريدين رغيفاً.. تفاح.. بندورة.. خيار.. هذا كل شيء .
    قالت وقد استردت نظراتها الطبيعية إلي : أعطني ما تشائين ياسيدتي .
    تراجعت إلى الوراء واتجهتُ إلى البراد , سحبتُ رغيفاً من الخبز وتفاحة وبندورتين.. ولمّا استدرت رأيتها دخلتْ في فم الباب وهي تفتح كيسها ، وضعتُ ما بيدي في فم الكيس ، ثم عدتُ مرة أخرى إلى الخلف , مددت يدي إلى حقيبتي الصغيرة وناولتها ورقة نقدية بفئة الخمس ليرات.
    مدتْ كفها تأخذ الورقة النقدية و أجالت بنظرها في الشقة ثم مالبثت أن تمتمت وهي تنظر إلى الثياب المرمية على الأرض جانب طشت الغسيل : أأنت طالبة؟
    قلت: لا.. بيتنا في القرية، وأنا مستأجرة هذه الشقة لعملي في المدينة . هذا هو الحل الوحيد لأعيل أسرتي , أنا معلمة مدرسة ولم أجد تعيينا في قريتي .
    قالت : اليوم عطلة، لماذا لم تذهبي القرية .
    قلت : أحب أن أبقى يوم العطلة في البيت
    فقالت : هل تريدين أن أغسلها لك؟
    نظرتُ إليها ولم يكن بوسعي أن أرد على الفور , لكنها أردفت بشيء من إلحاح :
    هل تظنين بأنني لن أنظفها , لاتخافي , سأنظفها أكثر من غسّالة , وستعطينني تعبي , أحيانا أغسل ثياب عائلة كاملة في بعض البيوت , لقد تدربت على ذلك .
    قلت وصوتي يرتعش : كم تريدين ؟
    قالت : الذي يطلع من خاطرك أنا راضية به .
    وهنا اعتراني ذات الشعور الذي ربما اعتراها أول الأمر , أو لعلها أرادت أن ترد على ذات الشعور الذي سببته لها , فها هي تريد أن تشفق بي وهي تنظر نظرات شفقة وعطف إلى فتاة تقف أما م طشت غسيل وكان من المفترض أن تكون ثمة غسّالة تيسر عليها عملية الغسيل 0 فقلت : لا لا لاأقبل بذلك , لنتفق على الأجر أولا .
    قالت وقد علت بسمة شفقة مرة أخرى على ثغرها : كم ستعطينني ؟
    كم , أعدت السؤال في خاطري مرات عديدة ثم قلت بعد صمت لم يطل وأنا أنظر إلى كومة الثياب : سأعطيك خمسين ليرة حلالا وزلالا .
    قالت : ألا تريد ين أن تزيدي شيئا ؟
    قلت: العملية كلها لا تستغرق نصف ساعة , خمسون ليرة بالجهد أفضل من خمسمئة ليرة دون جهد .
    قالت بشيء من الانفعال وقد وضعت الكيس على الكنبة مستعدة للغسيل : أنت مصرة أن تجرحيني كل مرة بكلامك ، لكن لأبتلع هذه أيضا , موافقة أعطني .
    فتحتُ حقيبتي مرة ثانية ولم أجد غير فئة المائة ليرة عندئذ قلت: ألديك رجوع ؟ وأبرزتُ الورقة النقدية الزرقاء. فمدتْ أصابعها إلى طرف المحرمة التي تغطي شعرها وبسرعة فائقة فكّتْ عقدة وبدأت تناولني أوراقاً بفئتَي الخمس والعشر ليرات، وتناولتْ من يدي المائة ليرة وعقدتْ عليها طرف المحرمة، ثم باشرت في الغسيل.
    استلقيتُ على الكنبة أتابع برامج يوم الجمعة في التلفزيون، قاطعتني: ألا يوجد لديك حمام للغسيل ,
    قلت : يوجد , لكن اعتدت الغسيل في الصالون حتى أغسل وأنظر إلى التلفزيون ولا أحس بالوقت 0
    بعد قليل تمتمت وهي تنظر في الثياب التي تغسلها: لماذا لا تتزوجين .. الرجل هوحياة المرأة ؟.
    - عندما يأتي الوقت المناسب سأتزوج . أجبت وأنا أتابع النظر في التلفاز 0
    قالت ببسمة وقد رفعتْ وجهها الشاحب إليَّ ومسحتْ أنفها بكم جلبابها الأخضر: الوقت المناسب , كلهن يقلن ذلك ؟.
    نهضتُ إلى التلفزيون .. بحثتُ في المحطات الأرضية , لم أجد ما يعجبني فتركته على أغنية تركية في المحطة التركية الثانية وعدتُ إلى الجلوس.
    لم تكرر السؤال , وبعد قليل قالت : أين أنظف الثياب ؟
    فقلت : على المغسلة في الحمام .. فحملتْ الثياب في الطشت البلاستيكي على رأسها وغابت نحو عشر دقائق . ثم اتجهت معها لتنشر الغسيل على البلكون .
    تركتها وعدتُ إلى الغرفة لفتَ الكيس نظري، فمددتُ يدي إليه وفتحته.. ألقيت بنظرة فاحصة في المحتويات : برغل.. تظهر حبات رز بينه , وكيس يحتوي على نحو نصف كيلو من السكر , وآخر على حفنة شاي حجازي أحمر اللون , كسرات خبز , حبات خضار موسمية رخيصة.. وسمعتُ وقع خطواتها أعدت إغلاق الكيس بواسطة جر الحبل المطاطي الأبيض. وشردتُ في هذا اللون من العيش على فضلات الآخرين , إنه شكل خاص بهم ولو عرفتُ هذه الفلسفة لعرفتُ المزيد , لا أستطيع أن أحكم على الشكل ولماذا لا يكون هذا النمط من العيش أكثر صواباً ؟
    دخلتْ الصالون ناولتها البشكير فالتقطتها بخجل وبدأت تمسح يديها وتتأهب للخروج : لماذا مستعجلة ؟
    - لألتقط رزقي أنا فقيرة بائسة معدومة ألا تشفق عليَّ ؟
    وتأملتُ ثيابها البالية المتسخة مرة أخرى فصدرت منها رائحة نتنة . رفعتُ نظري إلى وجهها ووقعتُ عيناي على حجم الغبار ومن تحت المحرمة لمحتُ قيراطاً في أذنيها فأعلمتني بأنه الوحيد الذي تلقته يوم زفافها منذ ما يقارب ســنة .
    ألححت عليها أن تتناول طعام الإفطار , بيد أنها رفضتْ بعناد ولم تمد يدها إلى كسرة خبز .
    ثم تناولتْ كتاباً وهي تتمتم لنفسها : ليتني دخلت المدرسة،، منذ طفولتي كانت أمي تأخذني معها إلى البيوت وتعلمني طرق التسول: يا بنتي لا تفقدي الأمل في أحد،، الشاطرة هي التي لا تترك أحداً إلاّ وتأخذ منه قسمتها ، غداً ستكونين مثل أمك لن يتزوجك طبيب , هذا هو مستقبلنا.
    وفي السنة الماضية عندما تزوجتُ غجرياً عرفت بأن البنت لن ترضى عن نفسها إلاّ عندما تنجح في أن تكون صورة طبق الأصل عن أمها. ولما منعني زوجي من التسول، وأراد أن يقعدني في البيت خيّرته أن يطلقني أو يدعني أكون نسخة عن أمي .
    - ألستَ غجريا يا بن الغجر هل خفتْ عليك طباعنا ألم تعرف أمي ، أنا اعتدتُ طرق أبواب البيوت هذه هي حياتي مثل حياة أمك وأخوتك , وأمي وأخوتي وكل هذه البيوت لماذا تريدني أن أكون شاذة ؟.
    - سأعمل في صناعة الأسنان وأكسب كثيراً .
    - كلهم يعملون مثلك ولا يمنعون زوجاتهم.
    فصمتَ زوجي وعلى الفور رويت له حكاية المرأة الغجرية التي تزوجت ثرياً من غير الغجر وكانت جميلة ساحرة - كما تقولون أنتم - : "لو كانت غير غجرية لارتفع مهرها إلى مليون ليرة وتقدم إليها ألف شاب".
    فوقع رجل ثري من المدينة في حبها عندما رآها تتسول مع رفيقات لها وتتبّع خطواتها إلى أن دخلت خيمتها , عندئذ جاء يطلبها واشترط أن تتوقف عن التسول فوافقتْ على شرطه ووافق أهلها فـتـزوجا وأسكنها في قصره الكبير , وفـّر لها كل
    ما تشتهيه من ثياب وطعام وأموال وخدم , وكان يخرج في الصباح إلى عمله ويعود ظهراً، يحظّر عليها الخروج من القصر, وذات يوم قصد أن يعود مبكراً خلسة إلى البيت لينظر إلى زوجته في وقت فراغها , فدخل قصره وتقدم إلى غرفتها , مدّ رأسه إلى النافذة فرآها وقد علّقتْ كيساً من الخيش على كتفيها ووزعتْ في كل ركن كاسات وصحوناً من السكر والبرغل والرز والشاي وكسرات خبز وقطع نقود معدنية , وكلما تقترب من ركن تمد يدها قائلة : من مال الله 00 ثم تتناول ماتقع عليه يدها وتفرغه في كيسها وتتجه إلى الركن الآخر حتى يمتلئ الكيس وتتمتم لنفسها : يالها من ذكريات رائعة تفوق سعادتها سعادة كل مالدي في هذا البيت الطويل العريض , كم أحسد الآن قريباتي اللواتي يطفن في الطرقات ويقرعن البيوت , يالهن من محظوظات بتلك الحرية الغجرية الثمينة التي أفقدني إياها بعلي .
    وأقنعتُ زوجي بأنه لا يستطيع أن يمنعني من هذه العادة فصنعنا خيمة خاصة بنا وانفصلنا عن خيمة أهله.
    ونهضتْ معلنة عن تأخرها وقد مسحتْ يديها بجلبابها : لا أستطيع أن أجلس في البيت ثلاثة أيام متواصلة حتى في الأعياد
    - وأين تسكنين الآن ؟.
    قالت وقد حملتْ الكيس : نحن غجر "رأس العين" نأتي إلى الحسكة مع بداية الصيف نلملم رزقنا ونعود إلى بيوتنا مع بداية فصل الشتاء.
    وأعلمتني عن موقع خيمتها وترجتني أن أزورها في الوقت الذي أشاء من بعد الظهر.
    وقالت بأن زوجها يعمل في صناعة الأسنان بشكل متقطع ولديه دراجة نارية نوع / ستار / ذات عجلتين يلاحق عمله بواسطتها.
    وعند العتبة قلت لها: هل ستأتين كل يوم جمعة لغسل الثياب ؟.
    قالت: إن أعطيتني ما طلبته أولاً .
    قلت: سأعطيكِ .
    خرجت هذه المرأة من البيت ولكنها دخلت مكاناً أقرب , شعرت براحة هائلة معها وأنها سوف تكون صديقة لي تؤنسني في وحشة غربتي عن أهلي . غابت وتركت بصمات صوتها تشتعل في شجرة الذاكرة، ما يشدني إليها بصورة عجيبة هو تلقائيتهاوطفوليتها وعفويتها وعدم تصنعها الكلام, الصدق الطفولي , فطرية الإنسان الأولى , وحتى الصوت يا إلهي وربما اللمسات الغجرية العريقة التي خلفتها في البيت 0 نسيتُ أن أسألها عن اسمها, كيف استطاعت أن تقيم كل هذا الطوفان في فسحة النفس الضيقة, وعددتُ على أصابعي : السبت – الأحد – الاثنين – الثلاثاء – الأربعاء – الخميس – ستة أيام أخرى وفي اليوم السابع ستجيء كاليوم تماماً, كاللحظة ستكون هنا كاللحظة أين هي تلك اللحظة ياه كم تبدو بعيدة.. بعيدة تبدو كالمستحيل الذي لا يتحقق هل ستحل تلك اللحظة,, لحظة الدخول المباغت , وهل سيحظى سمعي مرة أخرى بتلك الطرقات الغجرية الخافتة ؟!.
    يوم الجمعة القادم ولحظة الدخول الأولى , وعلى الفور وقبل أن تضع كيسها المصنوع من الخيش على الكنبة قلت: ما اسمكِ ؟
    قالت بابتسامة وهي تنظر إلى وجهي بتلقائيتها المحببة : ولِمَ تريدين أن تعرفي اسمي ؟
    قلـت : لأناديك بــــه
    قالـــــت : قولي لــي : ســما ح , هذا هو اسمــي
    قلت: هل تشربين الحليب ؟.
    أخفضت رأسها بالإيجاب وتمتمت : إنه جيد للمعدة لكن لا يوجد في الخيمة غير الخبز اليابس والشاي صباحاً, هل تشربيه كل صباح ؟
    قلت: أنا فقيرة لا شيء لدي في هذه المدينة غير راتبي في التعليم .
    مدت يدها إلى قطعة جبن وتناولتها مع الرشفة الأخيرة من كأس الحليب ونهضتْ سخنت الماء وأفرغت فيه المسحوق ثم قذفتْ الثياب الداخلية البيضاء في الماء المغلي وبدأت تغسل الثياب الخارجية المتراكمة على الأرض .
    أشغلتُ التلفزيون واستلقيت على الكنبة أشاهد بعض البرامج .
    قالت: كم الساعة ؟.
    قلت: انظري إلى الساعة الكبيرة فوق التلفزيون، نظرت إليها وعادتْ تنظر إليَّ فعرفتُ من نظرتها بأنها لم تعرف, عندئذ قلتُ لها: سماح ما رأيكِ بساعة ؟.
    قالت: لكنني لا أفهمها.
    قلت: سأعلمك ِ.
    وبدأت أشير إلى العقارب.. الساعات.. الدقائق.. الثواني.. وعرفتُ بأنها لا تفقه الأوقات فهي لا تعرف أي ساعة يكون الصباح.. فقسمّتُ لها الساعات على أوقات اليوم , هذا الفصل ساعات بداية النهار /الصباح/ تبدأ من السادسة وتنتهي عند نهاية العاشرة.. وبعد ذلك يأتي الظهر حتى الرابعة.. ويبدأ العصر.. حتى السابعة.. حيث يبدأ الغروب حتى التاسعة.
    والآن متى تعودين إلى البيت كالعادة.
    قالت: بعد أن يؤذن الظهر بقليل .
    قلت: لنفترض أنك في مكان بعيد عن صوت المؤذن كم الساعة ستعودين ؟.
    قالت: لا أعرف.

    وعرفتُ بأنني سأجد صعوبة كبرى في تعليمها ولكن سأفعل شيئاً , أشعر بأنني أقوم بعمل إنساني , هي تعينيني، وأنا سأعينها لن أهدر كل عمري من أجلها سأمنحها ساعة واحدة في الأسبوع الساعة التي أكون فيها في البيت يوم العطلة, وبعدها سأعلّمها القراءة إنها ما تزال في بداية العمر 0
    وفكرت بأن أكون على حذر شديد في مهمتي وهي تجربة واقعية تعني لي الكثير, إنها لا تعرف شيئاً وسأصنعها , إنها مثل إحدى طالباتي , أعلمها كل شيء وسأتابع نتائج عملي وهي مهيأة لاستقبال كل خطواتي في لا شعورها , طفلة في العشرين لا تعرف العد ولا المعدود لا تعرف الموسيقى لا تجيد القراءة لا تدرك الفن التشكيلي لم تدخل المسرح لا تعرف شيئاً عن تاريخ العالم الحديث ولا القديم لا تعرف ما يجري الآن وما جرى في السابق.
    وأي طفولة أبعد من هذا..؟ حتى الكلام أحياناً تتعثر ببعضه 0
    أخذتْ الثياب المغسولة إلى المغسلة ،، وبعد قليل نشرتها على حبل الغسيل . ولما عادت , ناولتها مئة ليرة ثم ملأت كيسها بالخضار والفواكه والخبز وتذكرتُ ما بقي من سكر العيد فمددتُ يدي إليه وناولتها : هذه هدية.. قلت لها: يا سماح مارأيك أن تتعلمي القراءة في الزيارات القادمة.
    - لا أريد أن يكبر عقلي دعه صغيراً.
    - لماذا ؟.
    - لأن العقول الكبيرة يجب أن تكون للرجال المرأة عندما يكبر عقلها تتحول إلى رجل دون أن تدري ، وعندما تتحول إلى رجل يرفضها الرجل ، لأنه يريدها امرأة لذلك فأغلبهن لا يتزوجن 0 أعرف الكثيرات منهن وقد بلغن الأربعين أنا تزوجتُ قبل العشرين. أنا لا أعرف شيئاً ولكن لم أترك باباً إلا وطرقته لا يوجد في هذه المدينة من طرق أبواباً بقدري , خلف كل باب يكمن سر والغجرية الماهرة هي التي تكتشف هذا السر وتتعلم منه حكمة ، إننا لا نأخذ النقود فقط بل نأخذ الأسرار والحكم معها.. أنا أعرف أسرار البيوت أكثر من أصحابها , وعندما ألمح أي شخص في الطريق أعرف بيته وأعرف طباعه وعمله وحالته الاجتماعية لذلك أنا متعلقة بعملي ولا أتصور بأنني سأتركه وإن حدث وتركته فإنه سيكون اليوم الأخير في حياتي إنني أحب عملي ومتعلقة به أكثر من تعلقي بأي شيء آخر في حياتي 0



    - سماح،، هل ستأتين كل يوم جمعة؟.
    - نعم ، والله سأجيء.
    - أخاف أن تخلفي .
    - إذا أخلف كل الناس عهودهم، فإن الغجرية ستفي به.. وإذا خان الناس كلهم.. فإن الغجرية ستبقى مخلصة إن أرادتْ. ليس بمقدورك أن تعثري على إنسان عنيد في إخلاصه بقدر المرأة الغجرية إذا أرادت أن تكون مخلصة .
    - هل تجيدين الغناء؟
    - أجيده بلغة العصفور , وهي لغتنا الخالدة التي تميزنا , لغة الغجر التي هي قريبة من زقزقة العصافير , وكذلك لأننا نبقى متنقلين كالعصافير 0 عندما تتحدث الغجرية بلغتها تشعر بأنك أمام عصفورة 0
    وغنت أغنية باللغة الغجرية بصوتها الشجي العذب : " أنا البنت الغجرية أيتها الصديقة , أنا عاشقة الحرية الأزلية "
    وأنا أقوم بتسجيلها على / كاسيت /
    : هل تتركيني الآن أنصرف؟ جاء صوتها الغير مسموع .
    : كما تشائين .
    : كم الساعة
    : الواحدة .
    : ألن تذهبي إلى القرية يوم الجمعة القادم .
    : لن أذهب ما دمتِ تأتين أيتها الأخت العزيزة التي تعلمني الكثير في مدرسة الحياة .


    اعتدت على هذه الزيارات , بل أصبحت جزءا مني , ومن الطرف الآخر فهي لاتغيب عن مواعيدها وتقول بأنها أيضا اعتادت على رؤيتي ولاتتصور أنها ستغيب عني حتى في أسوأ الظروف 0
    فور دخولها أخرجتْ حقيبة صغيرة قالت: رأيت هذه الحقيبة على الأرض بجانب الكراج . وفَتَحَتها ظهرتْ حزمة نقود مع إجازة سوق خاصة وبطاقة شخصية وبطاقة استخدام هاتف ودفتر صغير يحتوي على أرقام هواتف.
    عددنا النقود المرصوصة بمطاط رفيع بني اللون وكلها من ذوات الخمسمائة ليرة وكان المبلغ كبيراً قلت لسماح : ماذا ستفعلين؟
    قالت: لا أعرف
    قلتُ: لو كنتُ أنا لأعدت الحقيبة كما هي إلى صاحبها.
    قالت: لكنها سقطت منه وأنا وجدتها.
    قلت: لكنه الآن مضطرب عليها وربما لا ينام وأنت تستطيعين أن تعيديها إليه دون أن تخسري شيئا 0
    قالت : لن أعيدها .
    = أنا أقول رأيي وأنت تقولين رأيكِ لك حرية ما ترين .
    = ولكن كيف سأعيدها .
    = أن تصلي إلى قناعة أنك لابد أن تعيديها إليه لأنه صاحبها وقد سقطت منه سهوا ووقعت في يديك , وأن قلبه الآن يرتعش في هذه الحقيبة , ألا تريدين أن أن تعيدي إليه قلبه 0
    = من يعيد خمسين ألف ليرة بعد أن صارت له
    = الذي يرى قلب صاحبها يرتعش بين يديه مع تلك الأوراق
    = ولكنني وجدتها .
    = وهو أضاعها
    = خذ أنتِ أعيديها 0
    وبكت وهي تقذف الحقيبة كأنما تقذف عقب سيجارة قائلة : أنتِ تريدين أن تجرديني من طبيعتي حياتنا ليست معقدة هكذا نحن لا نهتم بهذه المسائل ففي النهاية سيغفر الله للبؤساء والعراة والمتسولين يمكن لي أن أخطف رغيفاً من المخبز أو أسرق غرضاً أنا بحاجة إليه مثل حذاء من محل فيه مئات الأحذية وأكون حافية نحن بسطاء فصاحب المحل لن يجوع بسبب حذاء والبيت الذي أسرق منه إبريقاً للماء ربما لا يستخدم ذاك الإبريق في السنة مرة , ألن تجد صعوبة في إعادتها
    = لا لأن عنوانه موجود على بطاقته ورقم هاتفه مكتوب على شهادة السواقة .
    في الجمعة القادمة عندما دخلت سماح , فوجئت برجل لأول مرة معي في البيت , نظرت إليه نظرة سريعة , وتراجعت , صحتُ بها : سماح , ادخلي , إنه صاحب الحقيبة . عادت بعد أن كانت قد خظت عدة خطوات نحو الرجوع , صوبت نظرة إلي , ثم نظرت إلى الرجل مرة أخرى فقلت للرجل : هذه المرأة هي التي وجدت الحقيبة 0 ثم ناولت الحقيبة ليد سماح , فتناولتها من يدي ومدتها على الفور ليد الرجل الذي شكرها وفتحها , ثم نظر في محتواها وسحب عدة أوراق , مدها لسماح , لكنها رفضت قائلة : لا , لاأريد .
    قال : أعطيك هذا من طيب نفسي
    قالت : أنا من طيب نفسي أقول لك بأنني أعدتها من أجل أن أعيدها وليس من أجل أن أقبض مقابل إعادتها 0




    لـ ( عبدالباقي يوسف )



     
    1 person likes this.
  17. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7



    بخير يالشيخ ( فهد ) ربي يسعدك فتغشى قلبك الطمأنينه .. )


    فالرد القادم .. قصة / حقيقيه .. تعبر عن معنى العزه والأنفة .. والإفتخار وإرتفاع الرأس إينما حل

    حتى وأن كان بعيداً عن الدين والوطن واللغه .. تصرّف يستحق الإعجاب والإجلال .. ​
     
  18. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7
    ( في الكنيسه )




    قيل ويقال حوْل العربي المهاجِر، وبالتخصيص المسلِم المهاجر، هربًا من فقْر لوح أفئدة الناس، ومَحَق رُؤاهُم، وسَحَق تطلعاتِهم، وكأنِّي بمَن يتحدَّث عنهم، يودُّ لو يحملهم أمانة الأمَّة والتاريخ، والدِّين والحضارة، أو أن يضعَهم على فاصلٍ شديدِ الحساسية في النظر إلى مسألةِ الثبات على المبادِئ، والانتماء إلى الماضي الذي عاشَه المسلمون سابقًا، والعرَب والمسلمون حديثًا، وكأنَّهم يَملِكون الكثيرَ من الخيارات والفُرص، أو أنَّه يسود اعتقاد بأنَّ أمانات الأمم والشعوب لا محلَّ لها ولا وجود إلاَّ في رِقاب المهاجِر الذي خرَج دون أن يَملكَ مِن حقه الحصولَ على كرامة الامتناع عن الحاجة لمعدَّات أطفالٍ، يتضوَّرون ويَلُوبون جوعًا وفقرًا وحاجة، وكأنَّ بمَن دفعه خارج الوطن، يُطالِبه بحمْل أمانة الدفْع والطرد بطريقة لم يحملْها هو أو مَن هم مثلُه منذ فترات طويلة.

    لم يدفعني لهذا الكلامِ سوى رؤيةِ الناس هنا في أرْض المهْجَر، رؤية العائلاتِ والأفراد كيف يتحوَّلون مِن منطق العرَب، إلى منطِق الغرْب، ومِن عذوبة عاداتنا وتقاليدنا، إلى الانحلال حتى من الخُلُق الذي يمكنه أن يُؤطِّر العادة، ويتعهَّدها بالرِّعاية والنمو؛ كي تكونَ حارسًا منَ انهيار، أو مِن تلاحُقِ السقوط وتمكُّنه.

    ورؤيتي للدُّول الإسلامية التي مَنَّ الله عليها بحُمْر النَّعَم، وهي تستورد الأيدي العامِلة من بلدان لا تمتُّ للدِّين أو العادات بصِلة، وتُقصِي عن عمْدٍ وقصْدٍ كلَّ أملٍ لمسلِم بتلك النعم، وإن كنا بفضل الله ورحمته لا نحمل حقدا أو ضغينة على تلك الدول، فذلك ليس مِن منشأٍ مدروسِ الأسباب والنتائج، بل مِن فِطرة لا تستطيع الانفلاتَ مِن حبِّ الأصْل والمنشأ، والوَحْدة في الدِّين والتاريخ، والعاطفة والإحساس، ولكن لا يمكن تجريدُنا من شعور السخْط واللوم والحَسْرة؛ لأنَّنا في لحظة المحاسَبة للتجريد، سنكون مُجْبَرين على استبدالِ التجريد بالبُغْض والكراهية والحِقد، وهذا ما نسأل الله أن يُبعِدنا عنه حتى يُقضَى الأجَل في يومٍ معلوم.

    كثيرٌ من القصص ستُرَوى حولَ هذا، لكن البَدْء بالرِّواية عن اليومِ الذي كان لا بدَّ فيه من دخولِ الكنيسة، هو أول الاختيارات وأسْماها.

    كنَّا قد خلعْنا أنفسَنا من الوطن، ليس هربًا من موْت أو شهادة، ولا الْتجاء لأمنٍ مفقود فوقَ الثَّرى الموزَّع على مساحات الألَم والوجع والدمار، بل من وطنٍ تشابكتْ فيه الاعتقاداتُ، واختلفتِ الرُّؤى، إلى حدِّ أنَّنا لم نتمكن أن نَرَى إنْ كان ثرَى الوطن قد بقِي تحت أقدامنا أم انزَلَق، كانتِ الصدمة من كلِّ النواحي أكبرَ وأعظمَ مِن أن يستوعبَها عقل جاهل أو أحْمَق، فكيف بعقلٍ يستطيع أن يرَى ويُفكِّر؟!

    أفَقْنا فوجدْنا أنفسَنا عُراةً من كل شيء، من التاريخ والثورة، والأخلاق والوطن، حتى إنَّنا كنَّا عُراة من أنفسنا، مِن ذاتنا التي كانتْ ترفد انخسافَنا بلحظاتِ الضعْف بقوَّة تُمكِّننا من النهوض والوقوف، لكنَّنا حين أفقْنا قبلَ الرحيل، أدركْنا بأن الأمر لم يعد كما كان، وأيقنَّا بأنَّ الوطن لم ينزلقْ مِن تحت خُطواتنا، بل سُحِب لنبقَى معلَّقين بالهواء، فإن وافقْنا على شكلِ العقل والوطن الجديدين، أُعيدتِ الأرضُ لنرتكِزَ عليها، وإنْ رفضْنا، فإنَّنا لا نعلم مكانَ السقطة أين ستكون؟

    لملمْنا جِراحَنا، ونحن معلَّقون بالهواء، لعَقْنا دماءَنا، شربْنا دموعَنا، عضضْنا على الوجعِ عضةً نَمر أو أسد، كنَّا نحاول الوقوفَ في الهواء لفترة أطول، الانتصاب في مراكزَ فاصلة بيْن الموت وبيْن الحياة، بيْن الوطن أو السقوط ببُقعة لم تكن ضِمنَ الحسابات أو التوقُّعات مِن بعيد، كنَّا نطارد رغيفَ الخبز، وأنا أعْني ما أقول، رغيف الخبْز فقط، دون الطمَع بلحْم أو لبن، أو حتى بصحنِ فول أو حمص أو قُرْص فلافل، لكن معادلة المطارَدة كانت أعلَى من قدراتنا، وأقوى من إمكاناتِنا، الرغيف أسرع منَّا بالاختفاء والتخفِّي، ونحن كنَّا قد وصلْنا إلى مرحلةِ الإرْهاق القُصوى، بحثْنا عن أطفالنا، فوجدناهم فاغرين الأفواه، معلّقين بالدهشة والذُّبول، بتحطُّمِ ملامحهم، وعلامات الحياة بوجوهِهم، فكان علينا أن نَسير في مسارٍ واحد، لم يكن غيرُه موجودًا أو مطروحًا، فقد بحثْنا برُوح متوثِّبة للالْتِصاق بالوطن، وبعزم الأولياء للوفاء للأرْض، لكنَّنا لم نجد أمامَنا سوى مسارٍ واحِد، فتَحَه الوطن لنا، كان مسارًا يقود إلى الهِجرة، فهاجرْنا.

    بعد تَرْحَال وعَناء، من عاصمة إلى عاصمة، ومن مطار إلى مطار، وصلْنا مملكةَ النرويج، ألْقَيْنا متاعَنا على أبواب الذلِّ والإهانة، ووقفْنا كما وقَف أجدادُنا طالبين اللجوءَ مِن قسوة الحياة، وظلم الأهل والأقارب، فمنحْنا حقَّ البقاء للنظر في قضيتنا، ووزعنا على مخيمات لجوءٍ متفرِّقة، وكان مِن نصيبي المخيم الواقِع في جنوب النرويج، والذي يحمل اسم "مخيم نارلند".

    لم نكنْ نعلمُ آنذاك أنَّنا على أبواب أمور كثيرة، لم نسمعْ عنها من قبل، ولم نتوقَّعْ أن نتصادَم معها بأي طريقةٍ من الطُّرُق؛ ولأنَّ اللجوء يعني لفئاتٍ معينة معانيَ يُحدِّدها عقلهم الموبوء بالانهيارِ والانحطاط، فقد كانتْ ملامح المستقبل الذي ينتظرُنا تبدو مِن خلال الستائر المزاحة قليلاً عن وجهِ المستقبل الذي سنمرُّ به خطوةً وراءَ خطوة.

    حين يسود الاعتقادُ الجازم بأنَّك قادم من أرْضِك لعجز قائم بالأرض التي أتيتَ منها، وبالحضارة التي دفعتْك خارجَ أحشائها، يكون من السَّهْل أيضًا الاعتقاد اليقيني أنَّك جاهزٌ لبيع ذاتك لأيِّ مارٍّ من جوارك، دون النظر للثمن المدفوع، ودون الالْتِفات للماضي الذي قدمت منه، واتصلتَ به كلَّ مراحل حياتك.

    مِن هذا المعتقَد، كانتِ المحاولات التنصيريَّة تبدأ من اللَّحْظة التي تدفع حقائبك إلى أرْض الغُرْفة التي منحتْ لك لتقيمَ فيها، فبين (شهود يهوه) الذين يقتحمون عزلتَك وتاريخك، وبيْن أنصار الكنيسة الذين يملكون أسلوبًا واعيًا لاستدراجِك مِن أجل التنازُل عن كلِّ ما تملك، وأعز ما تملك.

    أمَّا (شهود يهوه)، فسيكون لي جولة أُخرى للكتابة عنهم؛ لأنَّني لم أر في حياتي أسلوبًا أكثرَ دناءةً وانحطاطًا من الأسلوب الذي يتبعون، وهو ما سأكتُب عنه لاحقًا بأدقِّ التفاصيل.

    لكن القصَّة التي بها سأبدأ، بدأتْ مع وجودِ شخْص نرويجي، كان يزور المخيَّم ويَلْتقي مع الشباب المسلِم، في محاولة منه لإظهار رُوح المساعدة والتعاطُف مع الناس الذين حاقَ بهم الظلمُ، فأصبحوا لاجئين، لم يتمتَّعْ بأي ذكاء أو حصافة، إلا أنَّه استطاع بطريقةٍ ماكِرة أن يَدخل في مشاعِرِ الناس دون أن يُوحي لهم بأنَّه يضع خططًا من أجل الذَّهاب بهم إلى النصرانية.

    ومع تقدُّم وتوثق الصِّلات به وبزوجته، كان العرْض يومًا على مجموعة من الشباب أن تذهب للكنيسة للتفاعُلِ الاجتماعي، والتعرُّف على طُرقِ العبادة النصرانية، وتم تأمين المواصلات لهذا الغرَض، وطبعًا وضعت بعضُ المُلْصَقات حيث يمكن لكلِّ اللاجئين رؤيتها، وحين شاهدتُ مجموعةً مِن الناس تودُّ الذَّهاب، وكنتُ أعرِف مدى ضعفِهم في العلوم الدِّينيَّة، والحجج المنطقية، فقد آثرتُ الذَّهابَ معهم بعد أن عجزت عن ردِّهم عما هم فيه.

    وصَلْنا الكنيسة بعدَ المغرب، وهي ليستْ بعيدةً عن مخيَّم اللجوء، في مدينة تُدْعَى "برينا"، واسم المدينة يستخدم في النرويج على منطقة لا تتعدَّى شكل القرية أو ما هو أقل مِن ذلك في البلدان الأخْرَى، دخلْنا، فوجدْنا مجموعةً من اللاجئين قد سبقتْنا إلى هناك، لكنَّها من مخيَّم آخر أو مكانٍ آخر، لا صِلةَ له بالمخيم، وكان بعضُ النرويجيِّين، وبرفسور في عِلم اللاهوت النصراني.


    على بُعْدٍ كانت بعض القهوة وبعْض من بسكويت وكعك، بالإضافة إلى القليل من الشاي وبعض المكسَّرات، وحين أخذْنا موضعَنا في الجلوس، مُرِّرتْ علينا ورقة من أجل توقيعها، وحين سألتُ عنها تبيَّن أنَّها موافقة منا للانضمام إلى دورة تعليميَّة في الإنجيل ومبادئ الدِّين النصراني، كنتُ أولَ الجالسين، مما يَعْني أنَّني سأكون أولَ الموقِّعين، لكنني رفضتُ التوقيع ومررتُها لمن بعدي؛ اعتقادًا مني أنَّهم لن يُوقِّعوا كما فعلت، لكنَّهم وقعوا وهم يبتسِمون ويسخرون ممن وضَع الفِكرة وصَمَّمها.

    بدأ البرفسور حديثَه بشرحٍ غريب ومستهجَن، لا تقترب درجاتُ الغباء أو الحماقة منه، فقد صرَّح بأنَّ القهوة والبسكوت، والكعك والشاي، تُكلِّف مبلغًا من المال قدرُه كذا، وإنَّه يتوجَّب علينا الدفع، لكن؛ لأنَّ العائلات النصرانية الطيِّبة والتي تُدرِك حجمَ المأساة والمعاناة التي نحن فيها، فقد تبرَّعوا مِن مالهم بالمبلغ كلِّه؛ لذا فإنَّنا غير مطالبين بالدفْع، أو حتى التفكير في الدفْع.

    تحدَّث بأسلوب الواثق، لا، بل بأُسلوبِ مَن اعتَقَد أنَّ مَن أمامَه لا يَفقهون مِن أمْر الحياةِ شيئًا، أو أنهم ينالون مِن عِزَّة النفس والكرامة نصيبًا، وكان وهو يتحدَّث، يحاول أن يجعلَ أسلوبَه رقيقًا وحرجًا في ذات الآن؛ حتى يمنعَ أيَّ اعتراض، ويكبح أيَّ احتجاج، وكأنَّه لم يتوقَّعْ ذلك منذ بدأ عملَه من الجماعات التي سبقتْنا، وهذا ما أكَّدتْه البسماتُ التي انطبعتْ على وجوه مَن سبقونا ووجدْناهم هناك.

    لم أسْتطِعْ بَلْعَ الإهانة، ولم أتوقَّع يومًا بأنَّني سأقف مثل هذا الموقف، وأمتنِع عن الجواب، مهما كانتْ رِدَّة الفعل، ومهما كانتِ النتيجة التي ستترتَّب على الردّ، فقلت: نحن لم نوجِّه دَعوةً إليك أو إلى العائلات؛ كي تُؤمِّنوا لنا قهوةً أو ما شابَه ذلك، بل نحن جِئْنا بناءً على دعوةٍ منكم، ومن عاداتنا التي لم تَعْرِفُوها، أو ربَّما عرفتموها ولم تتبيَّنوا محاسِنَ أصولِها، ومنابتَ روائحِها، أنَّنا بُنِينا وجُبِلْنا على الكرَم، وأسمى كرمِنا يتجلَّى بتقديم كلِّ ما نستطيع من أجل ضيفِنا، حتى لو اضطررنا أن نُقدِّم آخِرَ ما بالمنزل؛ لننامَ على مَعِدَة تتلوَّى من الجوع، وإن كنتَ لا تعرف بأنَّ الكرم يتَّصل بالعرَب، فلن آخذَك إلى عربي مسلِم؛ لتعرفَ مقدار ما فينا مِن شهامة، بل سآخذُك إلى عربيٍّ نصراني، هو حاتِم الطائي، الذي اشتهَرَ عندَ العرب قاطبة، فأصْبَح مضربَ المَثَل بما شكَّل من كرَم تحتاج ثقافتك إلى عقودٍ كي تبلغَ أوَّله.

    ونحن رغْمَ ما فِينا مِن حاجةٍ بسبب اللُّجوء، نُكرِم الضيف، بأكثرَ ممَّا أكرمتنا بكَنيستك، ولكن المستغرَب والمستهجَن، أن تكونَ في بيتٍ مِن بيوت الله، وتطلب ثمنَ الضِّيافة كي ترغمَنا على الإذعانِ والخَجل والحياء، ولو كنَّا نعرف أنَّنا سنُواجَه بمثل هذا الأمْر المنزوع مِنَ الحياء والكرامة، لبقِينا في غُرَفِنا نحتسي القهوةَ ونأكل ممَّا لدينا، ويَكفينا مِن أمرِنا أنَّنا لم نطالبْ يومًا مَن دعانا إلى هنا اليوم بثمَنِ ما أكرمناه من أسابيعَ وشهور.

    نحن لسْنا جوعَى بالمفهوم الذي تُريد أن تزرَعه في روعِنا، ولا نخجل من ردِّ الأمر عليك، وعلى كلِّ مَن حمل فِكرك، واعلم أنَّنا لا نشكرك ولا نشكر أيَّ عائلة من العائلات التي تدَّعي أنها رأفتْ بحالنا، بل نحن نَحْزَنُ ونأسف لِمَا مثلتموه من قِيَم وأخلاق، أقل ما يُمكِنَ أن تُوصَف، أنَّها قِيَم خاوية، وأخلاق لا مكانَ لها بيْن من يملكون القليلَ مِنَ احترام الذات وتقديرها.

    قال: ربَّما لم أُحسِنْ صياغةَ الجُمل، فنحن أردْنا فقط أن نوصل تعاطفَنا معكم؛ لأنَّنا نعلم مقدارَ معاناتكم، قد نكون أسأْنا الطريقة، لكنَّها طريقتنا وثقافتنا، فإنِ اختلفتِ الثقافات سيكون هناك سوءُ فَهْم لا محالة.

    قلت: لا، ليس الأمْرُ كمَا تَدَّعي، فأنا كنتُ في زيارة عائلات قبلَ القدوم هنا، قدَّموا لنا الطعام والشراب، والمكسرات والبوظة، وأنواعًا كثيرة من الضِّيافة، لكنَّهم لم يطلبوا ثمنَ ذلك، ولو سألناهم يومَها عن ثمن ما أكلنا وشرِبْنا، لكنَّا نَضعُهم في منزلةٍ لا تليق بما قدَّموا، ولاستغرَبوا واستهجنوا، لكنَّك أردتَ فقط أن تَضعَنا في زاوية الإحراجِ والحاجَة، وكأنَّك اعتقدتَ بأنَّ حاجتنا ستدفعُنا إلى ابتلاعِ الإهانة والرُّضوخ لما يجول بنفسِك وذِهنك في هذه اللحْظَة وفي اللحظات القادِمة.

    وهذا أمْر بيِّن وواضِح، وإلاَّ، لِمَ كنتَ تحدثتَ عمَّا قدمتَ وعن ثمنِه؟ علمًا بأنَّ ثمنَ ما قدمت لا يُساوي بِعَملية حسابيَّة بسيطة أكثر مِن دولارين أو ثلاثة، ولكنَّك حين أشرتَ بما كان على كلِّ فرْد منَّا أن يدفَع، اقتربت إلى الخمسين دولارًا للفَرْد، فهل هذا أيضًا من ثقافتكم وقيمكم، أم مِن ثقافة اللحظة وخصوصيتها، وما تظنُّ أنَّه سيترتَّب عليها؟

    مِن عَادتي النظرَ بعيون مُحدِّثي بقوَّة قد يظنُّها البعضُ تصِل إلى حدِّ الوقاحة؛ لأنَّ العين تتشابك مع معطيات النفْس، فتبدُو العلاماتُ قوية مِن خلال انعكاسِها على الملامِح؛ ولأنَّه يتشابه ببرودته مع برودةِ الإنجليز، ومع برودة وطنِه، كانتِ العلاماتُ النابِزة خفيةً لا تكاد تلحظ، لولا المفاجأة التي لم تكُن متوقّعة عندَه؛ لأنَّه كغيرِه من أهل بلاده، لم يعتقدْ أن يكون هناك ردٌّ من "لاجئ" يفوق توقعاتِه، أو حتى يصل إلى توقُّع وجودِ الردِّ أصلاً، وهذا ما أخرَج البريق الذي توقعتُه من عينيه، والاحمرارَ البسيط الذي غطَّى ملامحَه، لكنَّه بخبرة الدَّهاء التي يمتلكها الغربيُّون، استطاع أن يُغطِّي كلَّ هذا ببراعة المداهنة التي طَلَتْ وجهَه، وتعلَّقت بالبسمة الميكانيكية التي يُتقِن أهل الغرب إلْصَاقها وقتَما شاؤوا، وإخفاءَها وقتَما شاؤوا.



    الهمْس كان يأتي من كلِّ جانب، مِنَ اللاجئين الذين وجدْناهم قبلَنا بشكلٍ خاص، فهم كانوا أشدَّ حنقًا منه؛ لأنَّهم أرادوا - وببساطة - أن يظهروا ذُلَّهم وهوانهم إلى حدٍّ لم يتوقَّعْه هو أو غيرُه من الموجودين، وللأمانة فقط يجب أن أُشيرَ بأنَّ هؤلاء جميعًا كانوا إيرانيِّي الجنسية، ولم أستهجِنْ هذا التململَ منهم؛ لأنَّ جميع الإيرانيِّين الذين كانوا يقيمون معنا في مخيَّمِ اللجوء قد علَّقوا برِقابهم الصليبَ كإشارة مُرسَلة إلى الإدارة ومَن يهمُّه أن يعرِفَ، إلاَّ فردًا واحدًا، فقد كان يملك شخصيةً ثابتة وقوية، أدَّتْ به للالتِصاق بنا بسببِ البُعد الذي قام بيْنه وبيْن مَن أعلنوا نصرانيتَهم، وحين كنَّا نُناقشهم مبدين تعجُّبَنا واستغرابَنا مما يصنعون بأنفسهم، كانوا يُعلِّلون ذلك بوجودِ فتوى مِن مراجعهم تُبيح إظهارَ غير ما يُبطنون، وكانوا سُعداءَ بما يقحمون أنفسهم به، وأكثر سعادة بفَتْوى المراجِع التي تُبيح لهم الالتجاء إلى التقية.

    في هذه الأثناء كان الجميعُ مشغولين بالأكْل والشُّرْب، فقد كانتِ الاستراحةُ قد حانت، لكنَّ أيًّا منهم لم يكن مستعدًّا لما هو قادم، حتى أنا؛ لأنَّني ظننتُ أنَّ الأمر انتهى أمامَ ضغط المواجهة، لكن ما خلف الاستراحة كان أكثرَ إيلامًا وأكثر خبثًا.


    بعدَ أن جَلَس الجميع، تقدَّم البرفسور للتحدُّث إلينا، وكنَّا قد تَحلَّقْنا قُربَ بعضنا، الجو المشحون وما زالتْ آثاره باديةً على الوجوه، لكن رغم ذلك، وما مضَى، لم يقنعِ البرفسور بالتوقُّفِ عن شحْن ذاته بقوَّة، كان قد أجَّلَها إلى اللحظاتِ التي نحن فيها الآن.

    قال: وهو يبتسم ابتسامةً مبتسَرة، أنتُم تعلمون أنَّ العالَم يَتَّهِمُكم بالإرهاب؛ لأنَّ ما قام به أسامة بن لادن، لا يتوافَق مع الإنسانية والحضارة، وكان وهو يَتحدَّث يُحاول توسيعَ الابتسامة مع صبغها بلونٍ من اللوم والمحاسَبة، وأكْمل: نحن نعرِف أنكم هنا لا تَملِكون أيَّ صلة بما حدَث، لكن الدِّين الإسلامي الذي كَوَّن تلك العقليةَ هو الذي أسْفَر عن وضعِكم كمسلمين في هذه الزاوية الحَرِجة، لكنَّنا واثقون أنَّكم أدركتُم الحقيقة، وبدأتم تبتعدون عن مِثل هذه المؤثِّرات، ونحن نُناضِل من أجْل تحريرِكم من هذا المأزق.

    قلت: أي مأزق؟

    قال: مأزق الإرهاب.

    قلت: ومَن قال: إنَّنا في مأزق؟

    قال: العالَم.

    قلت: ولكنِّي لم أسمعْ هذه الجملة من العالَم الآن، بل منك، وإذا كنت تعرِف - كما تدَّعي - أنَّنا لسْنَا على صِلة بما حدَث، فلماذا تذكر هذا الأمر أمامَنا؟! ولماذا تُحمِّل دِيننا ما ليس فيه؟!

    قال: أسامة بن لادن مُسلِم.

    قلت: أوَ يعني هذا بأنَّ الإسلام هو المسؤول عمَّا حصَل؟ إذًا تعالَ معي لنأخذ التاريخ الماضي عِبرةً ودليلاً، هتلر لم يكن مسلمًا، بل كان نصرانيًّا، حتى إنَّه اتَّخذ الصليب المعقوف رايةً لحروبه ومجازره، وقد فعَل بالنصارَى ما لم يفعلْه بشرٌ في التاريخ، ارتكب المجازِر، حرَق وقتَل ونهَب، دمَّر وأوسَع في الدمار، نادَى بتفوُّق العِرق الآري عليكم قبل أن يُنادي بتفوقه على الأمم الأخرى، حتى أصبح مثلاً تعافُه القلوب، وترفضه الأسماع، ونحن وقفْنا في صفِّكم، رغم أنَّه لم يقتل أحدًا منا، ووصفْناه بالنازية المطلَقة، لكنَّنا لم نقل: إنَّ الدِّين النصراني هو المسؤول عن تلك الجرائم، ولم نحاولْ ولو للحظة أن نَدَّعي ذلك، وإذا أردْنا أن نَفتَح التاريخ بعين البصيرة والصِّدْق والحقيقة، فإنَّنا نستطيع استدعاءَ مجموعة من المجرِمين الذين طالتْ جريمتهم ملايين النَّصارَى وغير النصارى، فها هو موسولوليني، ونابليون بونابرت، وها هو كورتيز الذي دمَّر المكسيك باسمِ الآلهة، وها هم الأسبان الذين دَمَّروا حضارة ألمانيا، وها هي فرنسا التي ذبَحتِ الملايين من السُّود، بل ووصلتْ إلى تَصنيفهم بمرتبة الحيوانات أو أعْلَى منها قليلاً، وها هي ألمانيا التي كانتْ تَقْطَع رؤوسَ الأفارقة وتُوزِّعها على النِّساء لسَلْخ الجِلد، وربَّما كان الرأس الذي يقع بين يدي امرأةٍ هو رأس أبيها أو أخيها أو زوجِها، وإنْ رفضتِ السلخ، فإنَّها تُقتل!

    وها هي السُّجون والموانئ التي كانتْ تُقلُّ ملايين السُّود مِن إفريقيا إلى أوروبا؛ ليتحوَّلوا إلى عبيدٍ أحطَّ مِن الحيوانات، ولو أردت الاسترسالَ بجمْع التاريخ أمامَك لانقضتْ أيَّام قبل أن أنتهي.

    لكنَّنا لم نمارسْ مثل هذه الأمور طوالَ أيَّام حياتنا، لم يكن أبدًا ركيزةً من ركائزِ حضارتنا، حتى يوم كانتِ القُدس بيد الصليبيِّين، واشترَط صفرونيوس على الجيش الإسلامي أن يأتيَ خليفةُ المسلمين لاستلامِ مفاتيح المدينة، قدِم الخليفة عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه وأرضاه - على ناقةٍ؛ مِن أجل حقْن دماء النصارَى قبلَ المسلمين، لم تأخذْه عِزَّة القوة التي كانت بين يديه، بل أخذتْه عِزَّة العدالة وحُرْمة الدم الإنساني علَى السيوف، وحتى قبلَ عودته إلى مقرِّ خِلافته، وطَّد حقوقَ النصارى وأصلها، ورفَض الصلاة في الكنيسة حتى لا يَدَّعي مسلمٌ حقَّه فيها يومًا من الأيَّام.

    ونفس المدينة، التي اجتاحتْها جحافلُ الصليبيِّين، وقتلتْ وذبحَتْ، حتى تفاخَر الجنود بأنَّ دمَ المسلمين المراق بلَغ إلى رُكَبهم، وحوَّلوا المسجد الأقْصى لإسطبل خيول، حتى بعدَ كل هذا، ويوم جاء صلاح الدِّين - رضي الله عنه - لم يَقتل نصرانيًّا بعدَ انتهاء المعركة، بل أمَّنهم من كلِّ شر، وترَكهم يخرجون مِن المدينة بما يَملِكون من أموال وثروات، ومنَعَ الجيشَ الإسلامي مِن التعرُّض لمواطِن أو راهِب، حتى إنَّه كلَّف الجيش بالبحث عن طِفل فقدتْه أمٌّ نصرانية، وحين وجدَه أرسل برفقتها إلى الحدود مجموعةً من الجنود؛ كي تؤمِّنَ وصولها إلى بلادِها بكامل السلامة والطمأنينة!

    أنا أعرِف بأنَّك تَعرِف ذلك، وعلى يقينٍ بأنَّك تعرِف أكثرَ مِن ذلك، لكنَّك لا تودُّ الاعترافَ بما تعرِف من حقائق، نحن أتْباع عُمر وصلاح، لا نُبيح دمًا وقتلاً، لكنَّنا نُدافِع عن دِيننا وأوطاننا بكلِّ ما نملك، ولا نبْحَث عن رِضاك أو رِضا غيرك، لكنَّنا لا نقترِب من الأبرياء، وليس مِن تعاليم دِيننا الاقترابُ مِن حرْمة الدمِ الإنساني، نحن أيُّها الراهِب أصحاب رِسالة، ولسْنا دُعاةَ حرْب أو دَم، نحن نتَّبع العَدالة أينما سارَتْ، ونُجانِب الظلم والتكبُّر أينما كان، هذا نحن، ولسْنا نخجَلُ من دِيننا، ولا نَحْني رأسَنا بسبب فعْل من فئة من المسلمين تتحمَّل هي مسؤوليتَه أمام الله قبلَ أن تتحمَّل مسؤوليتَه أمامَ التاريخ والحضارة.

    نحن أتْباع محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي كانتْ وصاياه للجنود تطول الشَّجرَ والحجَرَ قبل أن تطول الحيوانَ والإنسان، وهو الذي كان يمنَع السيوف من المبادَرة إلى حرْب أو وقعة، بل هو مَن منَح اليهود والنصارى حقَّ الحماية والعِبادة، دون أيِّ تدخُّلٍ مِن المسلمين، وهو الذي أمَّن كنائِسَهم وصوامِعَهم، حتى أصبحتْ عدالته مثلاً لا يُنكِرها إلاَّ حاقِد أو مريض أو متجَنٍّ على الحقِّ والحقيقة، والمنطق والعلم، والنقل التاريخي الذي يَنحاز إلى مِعيارِ ما حصَل على الأرْض، وليس ما تدَّعي الأفكارُ والهواجِس والهلوسات.

    هذا نحن، وهذا تاريخُنا، فإنْ كنت تودُّ الحديثَ معنا إنسانًا لإنسان، فإنَّنا لا نَملِك ألاَّ نُحادِثَك، وأما إن كنتَ تودُّ اختطافَ عِزَّتنا بمكرِك ودهائِك حتى تضعَنا موضعَ الضعفاء الذين لا يملكون إلا التسليمَ والانحناء، فإنَّنا نرفُض أن نَكونَ على غير هَديِ نبينا محمَّد - عليه أفضَل الصلاة وأجَلُّ التبريك - ونرفُض أن نكونَ غير مسلِمين يَسيرون للناسِ بالعدالة والرِّسالة.

    نعمْ بالرِّسالة، نحن أصْحاب رِسالة منذُ نبيِّنا محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحتَّى اليوم الحاضِر، رسالة العَدْل والسِّلْم والحضارة والإنسانية، البريئة مِن سفْك الدِّماء، وقطْع الرؤوس، واستعِباد الناس، ولا نُخالِفُ باتِّباع هذه الرسالة المسيحَ - عليه السلام - ولا موسى - عليه السلام - ولا أيَّ نبي مِن أنبياء الله - عليهم جميعًا أفضلُ الصَّلاة، وأتم السَّلام.

    هذا نحن عن ثِقة ويَقين، ولو علمتُ أنَّنا قادمون ليُنالَ مِن رسالتنا ودِيننا لقَدِمْنا أيضًا، ليس حبًّا في مقابلتك، بل اندفاعًا لجلاءِ الحقيقة التي أنا على يقينٍ أنَّك تعرِفها وتُجانبها، فاحملْ هِمَّتك نحوَ الحق والحقيقة، حتى تشعرَ وأنت تنظر في المرآة أنَّك قمتَ بما يقوم به الإنسان، وإنْ خاب ظنِّي وكنت مؤمنًا بما قلت، فإنَّني آسَف عليك وعلى مَن مثلك، بل وأرْثِي لك ولمَن مثلك.

    هنا، كنتُ قد أدركتُ مِنَ الانطباعات التي لوَّنت وجهه، كمَّ الغضب والحنق الذي تَكدَّس في داخلِه، كان على وشكِ الانفجار والتناثُر، لم تُسعفْه قدرتُه على تعليقِ ابتسامه، ولم يُسعِفْه بُرودُه بالتماسُّك والتلوُّن، فاندفع غضبُه مرةً واحدة.

    قال: أرجوك ألاَّ تُقابِل دِيني بدِينك، واحذرْ وأنت تتحدَّث عنِ الأمثلة مِن ضرورة المقابَلة.

    قلت: هوِّنْ على نفسك، فأنا لم أقابل دِينًا بدِين، ولن أقابل؛ لأنَّني صاحِبُ رسالة، ولكنِّي قابلتُ رؤيةً أنتَ مَن وضعها برؤية موجودة بيْن ثنايا التاريخ، لا تستطيع أنتَ وكلُّ أهلك دَحرَها إلاَّ بقوَّة السطوة والظُّلم، أمَّا قوَّة الحُجَّة والبُرهان، فأنتَ أعجَزُ كثيرًا من دحضِها، وما غضبُك المستِعر والمؤجَّج إلاَّ دليل على ذلك؛ لهذا، فأنا يُمكنني التعامُل مع من يودُّ الحُجَّة ودليل البرهان، ولا يُمكنني التعامُل مع نوايا مبيَّتة، وأهداف مغلَّفة؛ لذا فالأفضل لي ولك، أن نتوقَّف عندَ هذه النقطة؛ حتى لا يكون هناك حاجةٌ إلى غَضَبٍ أو حنق غير مبرَّرَيْن.

    وخرجتُ منَ الكنيسة، وقفتُ في ساحتها، ونفْسي تُحاسبني وتلومني، فما وجدتُ لِساني إلاَّ ويَلْهَج، "يأبَى الله ذلك والرسول، يأبى الله ذلك والرسول، يأبى الله ذلك والرسول".

    بعدَ دقائقَ مِن خروجي انفضَّتِ الجلسة، وخرَج الجميعُ للعودة، وكان هو معهم، كان قدِ استعاد رَباطةَ جأشِه وتوازنَه، فجاءني مصافحًا وقال: هل يُمكنني الحصولُ على رقْمك للتواصل معك؟

    قلت: لا.
    قال: هل مِنَ الممكن أن نلتقي للتحاور؟

    قلت: لا.

    قال: أنا أودُّ حقًّا التعرُّفَ عليك.

    قلت: وأنا لا أودُّ التعرُّفَ عليك، هنا التقَيْنا، وهنا نفترق.

    ملاحظة: أنا لا أدَّعي أنَّ هذا سلوكٌ مِن دولة النرويج وحكومتها؛ لأنَّني رغمَ مواقِفي العديدة التي لا تُرضِي الكثير من النرويجيِّين، حصلتُ على الإقامة ومِن ثَمَّ الجنسية دون قيْد أو شرط، ولم يحصلْ عليها مَن علَّقَ الصليب برَقبته؛ بحثًا عن إقامة أو جِنسية.




    لـ ( مأمون أحمد مصطفى )

     
  19. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7




    باللهِ إن زرت المغاني مرةً ،، عرّج على أهلي هناك وسلمِ )




     
  20. موت المشاعر

    موت المشاعر زيزوومى مميز

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 3, 2009
    المشاركات:
    962
    الإعجابات :
    207
    نقاط الجائزة:
    570
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 7





    اللهم وفّق الطلاب والطالبات فالإمتحانات .. ) دعواتكم .. بدأت رحى الإمتحانات أمس السبت ..

    ربي يوفق الجميع .. )

     
    2 شخص معجب بهذا.

مشاركة هذه الصفحة

جاري تحميل الصفحة...