راجية الجنة
مُديرة عامّة
طـــاقم الإدارة
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

••• السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته •••
إخوتي وأخواتي روّاد القسم العامّ؛
مقالٌ قيّم؛
أرجو أن نفيد منه جميعًا.
ملحوظةٌ:
المقالُ جدّ مُميّز؛
آثرتُ عدمَ اختِصارهِ؛ لأهميّتهِ.
أرجو أن نجِد وقتا لمُطالعتهِ.
/

/
القول البديع في ذكر مقبرة البقيع
.......................
أ. أبو الحاكم زياد المرواني الجُهنيّ .
• البقيع هو الموضع الذي اختاره الله لنبيِّه صلى الله عليه وسلم مدفنًا ومثوى لموتى المؤمنين في المدينة النبوية.
((أُمِرتُ بهذا الموضع))؛ يعني البقيعَ، فأصبحت هذه المقبرة مَحضنًا لكلِّ مَن تأتيه المنية وهو منعم في جوار خير الخلق صلى الله عليه وسلم، من أصحابه وممن بعدهم في كل زمان.

لذلك فأمنيةُ كلِّ مؤمن على ظهر الأرض هي الدفن بالبقيع؛ وذلك طمعًا في الفوز بشفاعة المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم؛ ((مَن استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعَلْ؛ فإني أشهد لمن مات فيها))؛ (مسند أحمد 10 / 80).
والبقيع هو المقبرة الرئيسية التي يُدفن فيها أهل المدينة، ولا يرضَون بديلًا عنها.
وأصل البقيع في اللغة الموضع الذي فيه أُرُوم الشجر من ضروب شتى، وبه سُمِّي بقيع الغرقد، والغَرْقَدُ كبار العَوْسَج، وهو مقبرة أهل المدينة، وهي داخل المدينة؛ انظر: معجم البلدان (1 / 473).

والبقيع هو المقبرة الرئيسية التي يُدفن فيها أهل المدينة، ولا يرضَون بديلًا عنها.
وأصل البقيع في اللغة الموضع الذي فيه أُرُوم الشجر من ضروب شتى، وبه سُمِّي بقيع الغرقد، والغَرْقَدُ كبار العَوْسَج، وهو مقبرة أهل المدينة، وهي داخل المدينة؛ انظر: معجم البلدان (1 / 473).

تقع المقبرة في الجنوب الشرقيِّ للمسجد النبوي، ودُفِن في داخلها كثيرٌ من الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين، وممن دُفن فيها بعضُ أمهات المؤمنين، وبنات النبي صلى الله عليه وسلم، وابنه إبراهيم.

•ً لذلك فأمنيةُ كلِّ مؤمن على ظهر الأرض هي الدفن بالبقيع؛ وذلك طمعًا في الفوز بشفاعة المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم؛ ((مَن استطاع منكم أن يموت بالمدينة فليفعَلْ؛ فإني أشهد لمن مات فيها))؛ (مسند أحمد 10 / 80).

• وقد تَميَّز الدفن بالبقيع عن غيره من المدافن بأمورٍ كثيرة، ترتب عليها أجور عظيمة تحصل لأهلها؛ لذلك كانت لها مكانةٌ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند عموم المسلمين؛ ومن ذلك:

1- أن اختيار البقيع بأمرٍ مِن الله لرسوله صلى الله عليه وسلم.
فعن عُبيدالله بن أبي رافع قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتاد لأصحابه مقبرةً يُدفَنون فيها، فكان قد جاء نواحي المدينة وأطرافها، قال: ثم قال: ((أُمِرت بهذا الموضع))؛ يعني البقيع، وكان يقال له: بقيع الخَبْخَبة، وكان أكثر نباته الغَرْقَد، وبه نِجالٌ كثيرة، والنَّجْل: النَّز وأَثْل وطَرْفاء، وبه بَعوضٌ كالدُّخَان إذا أمسوا، فكان أول مَن قُبِر هناك عثمان بن مَظْعون، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حَجرًا عند رأسه، وقال: ((هذا فَرَطُنا))، فكان إذا مات الميت بعده قيل: يا رسول الله، أين ندفنه؟ فيقول رسول الله: ((عند فَرَطِنا عثمان بن مظعون))؛ (الطبقات الكبرى: 3 / 397).

2- كان صلى الله عليه وسلم يتعهَّد أهل البقيع بالزيارة، ويدعو لهم كثيرًا، فأي شرف وفضل لهم؟ وهي فضيلة منيفة لأهل بقيع المدينة، مِن صاحب الدعوة المستجابة رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم.
• عن عائشة أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم - يخرُجُ مِن آخر الليل إلى البقيع، فيقول: ((السلام عليكم دارَ قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدًا، مؤجلون، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد))؛ صحيح مسلم 2/ 669.

3- كذلك كان نبيُّنا عليه الصلاة والسلام إذا احتَجَم أو أخذ من شعره وظفره، أمر بدفنه بالبقيع:
عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا احتجم، أو أخذ من شعره، أو من ظفره، بعث به إلى البقيع فدفنه؛ (4/ 114 أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم).
عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا احتجم، أو أخذ من شعره، أو من ظفره، بعث به إلى البقيع فدفنه؛ (4/ 114 أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم).

4- أن المتوفَّى قبل دفنه بالبقيع يُصلَّى عليه من داخل المسجد النبوي، وهو المكان الفضيل، والذي يقصده المسلمون بأعدادهم الكبيرة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المُصلِّين يشفعون للميت إن كانوا أهلًا لذلك؛ فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما مِن ميتٍ تُصلِّي عليه أمةٌ من المسلمين يبلُغُونَ مائةً، كلهم يشفعون له، إلا شفِّعوا فيه))؛ (مختصر صحيح مسلم للمنذري 1/ 130).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه مات له ابنٌ بـ(قديد) أو بـ(عسفان)، فقال: يا كريب، انظر ما اجتمع له من الناس، قال: فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له، فأخبرته، فقال: تقول: هم أربعون؟ قال: نعم، قال: أخرجوه؛ فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما مِن رجل مسلم يموتُ فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يُشرِكون بالله شيئًا، إلا شفَّعهم الله فيه))؛ (مختصر صحيح مسلم للمنذري 1/ 130)، فما بالك بالمسجد النبوي وفيه العلماء والعباد والزهاد الذين يلازمون الصلاة فيه؟
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه مات له ابنٌ بـ(قديد) أو بـ(عسفان)، فقال: يا كريب، انظر ما اجتمع له من الناس، قال: فخرجت فإذا ناس قد اجتمعوا له، فأخبرته، فقال: تقول: هم أربعون؟ قال: نعم، قال: أخرجوه؛ فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما مِن رجل مسلم يموتُ فيقوم على جنازته أربعون رجلًا لا يُشرِكون بالله شيئًا، إلا شفَّعهم الله فيه))؛ (مختصر صحيح مسلم للمنذري 1/ 130)، فما بالك بالمسجد النبوي وفيه العلماء والعباد والزهاد الذين يلازمون الصلاة فيه؟

5- كثرة مَن يزور البقيع مِن الزوار والمصلين، والذين يتوافدون عليه بشكل يومي، وبعد الصلوات في المسجد النبوي، فيدعون لمن دُفِن فيه، فبذلك يكون الدعاء مستمرًّا لهم، وفي ذلك فضل عظيم لأهل البقيع.

6- دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للسابقينَ واللاحقين ممن دُفِنوا في البقيع، فيعم هذا الدعاء مَن يُدفَن فيه إلى يوم القيامة.
ففي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((فإن جبريل أتاني...، فقال: إن ربك يأمُرُك أن تأتي أهل البقيع، فتستغفر لهم))، قالت عائشة: يا رسول الله، كيف أقول لهم؟ قال: ((قولي: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدِمين منا والمستأخِرين، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون))؛ صحيح مسلم 2/ 669.
ففي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((فإن جبريل أتاني...، فقال: إن ربك يأمُرُك أن تأتي أهل البقيع، فتستغفر لهم))، قالت عائشة: يا رسول الله، كيف أقول لهم؟ قال: ((قولي: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدِمين منا والمستأخِرين، وإنَّا إن شاء الله بكم لاحقون))؛ صحيح مسلم 2/ 669.

7- أن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالاستغفار لأهل البقيع.
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بعَثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل، فقال: ((يا أبا مويهبة، إني أُمِرتُ أن أستغفر لأهل البقيع))، قال: ثم استغفر لأهل البقيع، ثم انصرف، فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي مات فيه؛ سيرة ابن هشام 2/ 642.
(قبل الوفاة أتى النبيُّ مودعًا *** أهلَ البقيعِ مُصلِّيًا مستغفرَا)
المقتفى من سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم 1/ 240.
(قبل الوفاة أتى النبيُّ مودعًا *** أهلَ البقيعِ مُصلِّيًا مستغفرَا)
المقتفى من سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم 1/ 240.

8- أن أهل البقيع يوم القيامة يُحشَرون مع النبي صلى الله عليه وسلم:
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا أولُ مَن تنشقُّ عنه الأرض، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم آتي أهل البقيع، فيُحشَرون معي، ثم أنتظر أهل مكة، فأُحشَر بين الحرمين))؛ دلائل النبوة (1/ 66).

9- ومنه أن الصحابة بعد وفاتِه صلى الله عليه وسلم أرادوا دفنَه في البقيع؛ لِمَا علِموا من كثرة تردُّد النبي صلى الله عليه وسلم عليه، وكثرة استغفاره لأهله.
عن عبدالرحمن بن سعيد بن يربوع، قال: "لَمَّا تُوفِّي النبي صلى الله عليه وسلم اختلفوا في موضع قبره، فقال قائل: في البقيع؛ فقد كان يكثر الاستغفار لهم"؛ الحديث (7/ 261 دلائل النبوة؛ للبيهقي)، (والسيرة النبوية؛ لابن كثير/ 4/ 532).

10- ومنها أن الله يبعَث مِن أهل البقيع سبعين ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب.
روى الطبراني، وعمر بن شبة، من طريق نافع مولى بنت شجاع، عن أم قيس بنت محصن، قالت: أخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيدي حتى أتَيْنا البقيع، فقال: ((يا أم قيس، يُبعَث من هذه المقبرة سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب))، فقام رجل فقال: أنا منهم؟ قال: ((نعم))؛ الإصابة في تمييز الصحابة 4/ 440.
تمت.
اللَّهُمَّ صَلِّ وسلّم على نبيّك مُحَمَّدٍ،
وارضَ - بمنّكَ - على صحابتهِ الأخيار.
اللّهم أعنّا على ذكرك وشُكرك وحسن عبادتك.

تمت.

اللَّهُمَّ صَلِّ وسلّم على نبيّك مُحَمَّدٍ،
وارضَ - بمنّكَ - على صحابتهِ الأخيار.
اللّهم أعنّا على ذكرك وشُكرك وحسن عبادتك.
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
