1. إستبعاد الملاحظة
  2. الإدارة العامة

    صفحة منتديات زيزووم للأمن والحماية

  3. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية الفيس بوك

  4. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية التلكرام

مقال زُبَيْدة زوجة الرشيد...ساقية الحجيج أول مشروع مائي في التاريخ

الموضوع في 'المنتدى الإســـلامي العــام' بواسطة أبـو حفـص, بتاريخ ‏ديسمبر 29, 2017.

  1. أبـو حفـص

    أبـو حفـص زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏فبراير 23, 2012
    المشاركات:
    4,811
    الإعجابات :
    4,169
    نقاط الجائزة:
    1,420
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ~ * قلوب الأبرار * ~
    برامج الحماية:
    ESET
    نظام التشغيل:
    Linux


    [​IMG]
    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أَمطري يا سحابة أنّى شئت فسيأتينني خراجك.

    هذه الجملة من مأثورات أقوال الخليفة المفترى عليه هارون الرشيد رحمه الله، يصف فيها سعة وعظمة وتمكّن دولة الإسلام التي إمتدت وإنتشرت فوق أصقاعٍ لم يكن أحد يتصور أن يصل الإسلام إليها.

    وقال الصفدي في الوافي بالوفيات: وكان من أميَز الخلفاء وأجلَّ ملوك الدنيا، وكان يحبّ العلم وأهلَه ويعظِّم حُرُمات الله في الإسلام.


    وإذا كان المثل يقول: وراء كل رجل عظيم امرأة، فمَن هي المرأة التي كانت تقف وراء ملحمة المُلك وبيت الزوجية وتقديم النموذج؟


    هي الأميرة أَمَةُ العزيز زُبَيْدة صاحبة الإنجاز الحضاري العظيم -عين زبيدة- أول مشروع مائي في التاريخ.

    ◄ نســبها:


    من فُضْلَيات النساء وشهيراتهن، ولدت في عام 145هـ، ترجم لها الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه تاريخ بغداد فقال: هي: أم جعفر، أَمَةُ العزيز بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، المعروفة بزبيدة، زوجة هارون الرشيد، وأم ولده الأمين، كانت معروفة بالخير والأفضال على أهل العلم، والبِر للفقراء والمساكين، ولها آثار كثيرة في طريق مكة، من مصانع حَفَرتْها، وبرَك أحدثتْها، وكذلك بمكة والمدينة، وليس في بنات هاشم عباسية وَلَدتْ خليفة إلا هي، ويقال إنها وُلِدَت في حياة المنصور، فكان المنصور يُرقصها وهي صغيرة، فيقول لها: أنت زُبدة، وأنت زُبَيْدة لبَضَاضَتِهَا ونَضَارَتِها، فغلب ذلك على اسمها.

    ◄ زواجــــها:


    تزوجت من هارون الرشيد سنة 165هـ، وكان ذلك في خلافة المهدي ببغداد، وأنجبت منه ابنها محمداً الأمين، وكانت أثيرة في نفس زوجها يحبها حباً جماً، فكانت رفيقة الخليفة في معظم رحلاته، سواء كانت لغزو الروم أو للدفاع عن حدود الدولة ضد الغزاة أو للحج.

    ◄ عبادتها وإهتمامها بالقرآن الكريم:


    لقد كانتْ كما وصفها المؤرخ المصري ابن تَغْرِي بَرْدِي بقوله: أعظم نساءِ عصرِها دِيناً وأصلاً وجمالاً وصيانة ومعروفًا.

    ولقد كان لزبيدة من الجواري مائة جارية، وكنّ يحفظن القرآن الكريم، وكان يُسمع في قصرها طنين كطنين النحل من قراءة القرآن الكريم، وبذلك تكون زبيدة قد نهجت منهجاً فريداً في حسن معاملتها للخدم، حيث إنها شغلتهم بالطاعة والأعمال الصالحة فأصبحت سبباً في حصولهنّ وحصولها على الأجور العالية عند الله تعالى.


    ◄ رجاحـــة عقلها:


    كانت أمَة العزيز تحب ابنها محمد الأمين حباً جماً، ورغبت أن يلي الخلافة بعد أبيه دون أخيه المأمون ابن الرشيد، غير أنه فشل في الحكم، ودارت الدوائر عليه وقُتل في معركة بين أنصار الأخوين، وقد برزت رجاحة عقلها ورزانتها، فيما ذكره المسعودي في كتابه مروج الذهب: ولما قُتِلَ ابنُها الأمينُ، دخل إليها بعض خَدَمِها فقال: ما يُجْلِسُكِ وقد قُتِل أمير المؤمنين محمَّد؟ فقالت: ويلَكَ وما أصنع؟! فقال: تخرجين فتطلبين بثأره، كما خرجت عائشة تطلب بدم عثمان، فقالت: اخْسَأْ لا أُمَّ لَكَ، ما لِلنّساءِ وَطَلَبِ الثَّأْرِ ومُنَازَلَةِ الأبطالِ؟!..، فوأدت مساعي أهل الفتنة لتحريضها على الثأر من المأمون، الذي كان بمكان ولدها إذ هي التي ربّته لأن أمه ماتت بحمّى النفاس بعد ثلاثة أيام من ولادته، وقد أرسل إليها يبرئ نفسه بعد أن أرسلت إليه أبياتاً من الشعر أبكته ثم قال: اللَّهُمَّ إني أقول كما قال أمير المؤمنين علي لمَّا بَلَغَهُ قَتْلُ عثمانَ: والله ما قتلتُ، ولا أمرتُ، ولا رَضِيتُ.

    روى الخطيب البغدادي أن زبيدة قالت للمأمون عند دخوله بغدادَ: أُهَنِّيكَ بخلافة قد هَنَّأْتُ نفسي بها عنكَ قبل أن أراكَ، ولئن كنتُ قد فقدتُ ابنًا خليفَةً، لقد عُوِّضْتُ ابناً خليفَةً لم أَلِدْهُ، وما خَسِرَ منِ اعْتَاضَ مِثْلَكَ، ولا ثَكِلَتْ أمٌّ مَلأتْ يَدَهَا مِنْكَ، وأنا أسأل الله أَجْراً على ما أَخَذَ، وإمتاعاً بما عَوَّضَ، فأخذ المأمون بعد ذلك يَزِيدُ في تكريمه لزبيدةَ وأُسْرَتها.

    ◄ ثقافتها:


    عُرف عن زبيدة إهتمامها الكبير بالآداب والعلوم، فبذلت الكثير حتى حشدت في العاصمة بغداد مئات الأدباء والشعراء والعلماء، ووفرت لهم كل وسائل الإنتاج والبحث، وقد بذلت في سبيل ذلك الأموال الطائلة.

    ◄ جُودها وكرمها:


    قال عنها الرحالة الجغرافي ابن جُبير في كتابه -الذي سطّر فيه أخبار رحلاته- أثناء طريقه إلى مكة: وهذه المصانع والبِرَك والآبار والمنازل التي من بغداد إلى مكة، هي آثار زبيدة ابنة جعفر، إنتدبت لذلك مدّة حياتها، فأبقت في هذا الطريق مرافق ومنافع تعم وفد الله تعالى كل سنة من لدن وفاتها حتى الآن، ولولا آثارها الكريمة في ذلك لما سُلكت هذه الطريق، والله كفيل بمجازاتها والرضا عنها.

    فعندما حجّت إلى بيت الله تعالى سنة 186 هجرية، أنشأت من بغداد إلى مكة مجموعة من المساجد والبرك والآبار والمنازل والمصانع والمرافق وجعلتها للنفع العام، ويذكر المؤرخون أنها في إحدى رحلات الحج شاهدت مدى معاناة حجاج بيت الله في الحصول على مياه للشرب، حيث كان الوعاء الواحد يباع بدينار، فأمرت المهندسين بدراسة عاجلة لجر المياه إلى مكة المكرمة. فأشاروا عليها بأن الأمر صعب للغاية، حيث يحتاج لحفر أقنية بين السفوح وتحت الصخور لمسافة لا تقل عن عشرة أميال، وقال لها وكيلها: يلزمك نفقة كثيرة، فأمرته بتنفيذ المشروع على الفور ولو كلفت ضربة الفأس ديناراً.

    فأحضر خازن المال أكفأ المهندسين ووصلوا إلى منابع الماء في الجبال، ثم أوصلوه بعين حنين بمكة، وهكذا أسالت الماء عشرة أميال من الجبال ومن تحت الصخور، ومهدت الطريق للماء في كل خفض وسهل وجبل، وعُرفت العين فيما بعد وحتى الآن بإسم عين زبيدة، وما زالت القناة التي بنتها تُعرف باسم نهر زبيدة، كما بنت المساجد والأبنية في بغداد كذلك.

    وروي أنها في تلك الحجّة بلغت نفقتها في ستين يوماً أربعة وخمسين ألف ألف درهم، وكانت تنفق في اليوم الواحد آلاف الدنانير قائلة: ثواب الله بغير حساب.

    ◄ وفاتــــها:


    عاشت السيدة زبيدة 32 عاماً بعد وفاة هارون الرشيد، وتُوفيت في بغداد سنة 216هـ بعد أن عاشت في ظل المأمون معزّزة مكرّمة كما كانت في عهد أبيه، وكان المأمون يعاملها معاملة الأم، وكثيراً ما كان يلجأ إلى مشورتها في أمور الدولة، ويقبل برأيها، حتى لو كان مخالفاً لما يراه هو شخصياً.

    روى ابن خَلّكان في كتابه وَفَيات الأعيان عن الإمام عبد الله بن المبارك أنه رآها في المنام فقال لها: ما فعل الله بكِ؟ قالت: غفر الله لي بأول مِعول -أي فأس- ضُرب فى طريق مكة.


    ....هذه زبيدة رحمها الله خير نموذج وقدوة لكل امرأة في قصر حُكم وفي بيت إمارة، ولكل سيدة ذات مال وذات مُلْك وسُلطة وذات حسبَ ونسبَ... زبيدة التي لا تشغلها دنياها عن طاعة ربها.


    تغمَّدها الله برحمتِهِ، ورضي عنها وأجزل لها الثواب.

    الكاتب: منال المغربي.


    المصدر: المنتدي الإسلامي العالمي للإسرة والمرأة.
     
    آخر تعديل بواسطة المشرف: ‏ديسمبر 31, 2017
  2. ABU_Somaia

    ABU_Somaia زيزوومي VIP ★ نجم المنتدى ★ نجم الشهر عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏ابريل 15, 2015
    المشاركات:
    9,263
    الإعجابات :
    16,886
    نقاط الجائزة:
    4,070
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    مصر
    برامج الحماية:
    ESET
    نظام التشغيل:
    Windows8.1
    جزاك الله خيرا اخى رعد

    :rose:
     
    أعجب بهذه المشاركة أبـو حفـص
  3. aelshemy

    aelshemy زيزوومى مبدع ★ نجم المنتدى ★ الأعضاء النشطين لهذا الشهر

    إنضم إلينا في:
    ‏يناير 20, 2009
    المشاركات:
    9,202
    الإعجابات :
    7,848
    نقاط الجائزة:
    665
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    مصر أم الدنيا
    برامج الحماية:
    ESET
    نظام التشغيل:
    windows 11
    بارك الله فيك وجزاك خيرا وشكرالك
     
    أعجب بهذه المشاركة أبـو حفـص
  4. ضياء الدين مصطفي

    ضياء الدين مصطفي زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏ابريل 9, 2015
    المشاركات:
    7,256
    الإعجابات :
    5,443
    نقاط الجائزة:
    2,876
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Cairo, Egypt
    برامج الحماية:
    avast
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    كل التحيه والتقدير لك أخي طابت يداك
     
    أعجب بهذه المشاركة أبـو حفـص
  5. SASA G

    SASA G زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏ديسمبر 27, 2008
    المشاركات:
    5,678
    الإعجابات :
    3,835
    نقاط الجائزة:
    1,350
    الجنس:
    ذكر
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    جزاك الله كل خير أخي الحبيب
     
    أعجب بهذه المشاركة أبـو حفـص
  6. ABU_Somaia

    ABU_Somaia زيزوومي VIP ★ نجم المنتدى ★ نجم الشهر عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏ابريل 15, 2015
    المشاركات:
    9,263
    الإعجابات :
    16,886
    نقاط الجائزة:
    4,070
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    مصر
    برامج الحماية:
    ESET
    نظام التشغيل:
    Windows8.1
    تم ختم الموضوع بختم التميز لما يقدمه من افاده
    :rose:
     
    أعجب بهذه المشاركة أبـو حفـص
  7. أبـو حفـص

    أبـو حفـص زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏فبراير 23, 2012
    المشاركات:
    4,811
    الإعجابات :
    4,169
    نقاط الجائزة:
    1,420
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ~ * قلوب الأبرار * ~
    برامج الحماية:
    ESET
    نظام التشغيل:
    Linux
    جزاكم الله خيرا على طيب مروركم العاطر أحبتي الكرام
     
    أعجب بهذه المشاركة aelshemy
  8. أبـو حفـص

    أبـو حفـص زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏فبراير 23, 2012
    المشاركات:
    4,811
    الإعجابات :
    4,169
    نقاط الجائزة:
    1,420
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ~ * قلوب الأبرار * ~
    برامج الحماية:
    ESET
    نظام التشغيل:
    Linux
    جزاكم الله خيرا على طيب مروركم العاطر أحبتي الكرام
     
  9. راجية الجنة

    راجية الجنة مُديرة عامّة طـــاقم الإدارة ★ نجم المنتدى ★ عضو المكتبة الإلكترونية نجم الشهر عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏نوفمبر 9, 2015
    المشاركات:
    11,821
    الإعجابات :
    39,964
    نقاط الجائزة:
    21,345
    الجنس:
    أنثى
    الإقامة:
    الدُّنيا ظلّ زائل
    برامج الحماية:
    AVG
    نظام التشغيل:
    Windows XP
    بسم الله الرحمن الرّحمن
    السّلام عليكُم ورحمة الله تعالى وبركاتهُ

    ما شاء اللهُ!
    سيرة طيّبة!
    ومواقِف قُدوةٌ!
    ::

    [....هذه زبيدة رحمها الله خير نموذج وقدوة لكل امرأة في قصر حُكم وفي بيت إمارة،
    ولكل سيدة ذات مال وذات مُلْك وسُلطة وذات حسبَ ونسبَ... زبيدة التي لا تشغلها دنياها عن طاعة ربها ].
    ::
    بوركَ سعيٌ طيّبٌ؛
    أودعَ فيضَ النّديّ هُنا!
    جعل الله تعالى ما جاء هُنا شاهدًا لإخوتي ووفّقهًم.


     
    أعجب بهذه المشاركة أبـو حفـص
  10. أبـو حفـص

    أبـو حفـص زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏فبراير 23, 2012
    المشاركات:
    4,811
    الإعجابات :
    4,169
    نقاط الجائزة:
    1,420
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ~ * قلوب الأبرار * ~
    برامج الحماية:
    ESET
    نظام التشغيل:
    Linux
    حفظكِ الله أختي الفاضلة وبارك الله بكِ
     
    أعجب بهذه المشاركة راجية الجنة

مشاركة هذه الصفحة

جاري تحميل الصفحة...