وقال أصلاخانوف، وهو أحد أعضاء الوفد، إن "الغاية من الزيارة تتمثل في السعي لتكوين صورة موضوعية عن مجريات الأحداث في سورية. وأشار إلى أن الوفد سوف يطلع القيادة الروسية على نتائج زيارته.
قتلت قوات الأمن السورية عشرين محتجاعلى الأقل وأصابت العشرات في الساعات الأولى بعد صلاة الجمعة، وشهدت المدن السورية احتجاجات حاشدة، وإطلاق نار كثيف على المتظاهرين، في أول اختبار لجدية السلطات السورية في تنفيذ قرار وقف العمليات العسكرية ضد المدنيين
اعتبرت صحيفة "غارديان" في افتتاحيتها عن الاحداث في سوريا، أنّ الرئيس بشار الأسد في ورطة، وأنّ الأمل وراء دعوات الغرب المنادية برحيله، هو أنّ بعض الذين في النظام الحاكم سيدركون أنّ رحيله هو السبيل الوحيد للمضيّ قدما.
وقالت الصحيفة البريطانية انّ الأسد "استنفد في الأمس نهائيا كل ما تبقى له من شرعية دولية كانت لديه حتى الآن، بعد إعلان الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين البارزين أنّه يجب أن يتنحّى، وتفكير الأمم المتحدة في احتمال إحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وفي وقت كان الموقف السابق في العواصم الغربية "أنّ الأسد يجب أن يقدّم إصلاحات أو يستقيل"، خلصت الصحيفة البريطانية إلى أنّ التوجه الجديد الآن هو أنه صار ملطخا وضعيفا أكثر من اللازم، ليكون طرفا في أي حل بسوريا"، مشيرة الى "انّ هذه الصيغة تترك الباب مفتوحا أمام احتمال أنّ شخصيات أخرى في النظام أو حزب البعث أو القوات المسلحة، قد تكون مقبولة كوكلاء لفترة انتقالية بمجرد رحيله".
اضافت الصحيفة: "من الصعب تصور وجود حكومة للأسد، أيا كان ما قد تقدمه الآن على شكل إصلاحات. ولم يكن القمع أولا، ثم بعد ذلك الإصلاح من أعلى إلى أسفل، أبدا مسألة قابلة للتطبيق، حسب ما اكّدت الصحيفة. ولم يكن هذا الرأي قاصرا على الدول الغربية فقط، فقد سحبت دول عربية عدة سفراءها في حين أنّ رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان، الذي حاول جاهدا أن يكون وسيطا لتسوية في سوريا، قارن هذا الأسبوع الأسد بالقذافي". واشارت إلى "أنّ أهم ما يخشاه جيران سوريا هو انهيار نظام الحكم، لكن المواجهة الكئيبة التي يسيطر فيها النظام بشكل شبه كلي على أساس استعداده لاستخدام القوة، تلك المواجهة من شأنها أن تتحول إلى فوضى وحرب أهلية".
وتتابع: "قد يبدو الموقف الأميركي والأوروبي الجديد قويا، لكنّ المجتمع الدولي لديه أدوات قليلة وثمينة تحت تصرفه، يؤثر فيها على الوضع في سوريا، فليس هناك إمكان لتدخل عسكري، وسوريا في مأمن نسبيا من العقوبات الاقتصادية، على رغم أنّ أوروبا بعلاقاتها التجارية الأقوى، من المفترض الآن أن تمارس نفوذا أكثر. ويؤمل أن يكون لدى بعض العناصر في النظام الحسّ السليم لإدراك أنّ الطريقة الوحيدة للخروج من هذه الورطة، هي التخلص من هذا الزعيم".
حيرة غربية
وفي سياق آخر، قالت "غارديان": "إنّ الدول الغربية في حيرة من أمرها بشأن كيفية الضغط على الأسد لإنهاء القمع الوحشي للمتظاهرين"، مضيفة "هم لا يعرفون هل كانوا سيعاقبون قطاع النفط والغاز أم لا. وهم غالبا ما يسألون أولا هل كانت العقوبات ستصير وبالا على المدنيين، وثانيا هل ستنفع فعلا"، موضحة أنّ هذه الأسئلة "توضح الفهم القاصر للعقوبات كأداة سياسة خارجية".
حراك دولي
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنّ عائدات النفط السورية أصبحت أساسية لبقاء النظام، بعد أن جفف القمع الحكومي عائدات السياحة.
لكنّها شككت في نجاح عقوبة غربية على الغاز والنفط تؤثر في نظام الأسد، بحجة انّ الصين والهند في حاجة إلى الطاقة، ومن المحتمل أن تزيدا نصيبهما من النفط السوري، وأن تستحوذ شركات النفط المحلية لهذه الدول على عمليات الشركات الغربية في سوريا.
وحتى إذا نجحت الضغوط في تقليص علاقات الطاقة الصينية والهندية وحتى الروسية مع سوريا، فإنّ نظام الأسد ما زال مؤمنا باحتياطيات هائلة تقدر بـ18 مليار دولار موجودة في بنك سوريا المركزي وبنك سوريا التجاري، موضحة انّ "هذا النوع من المال سيجعل النظام يكتفي ذاتيا لفترة، لكنه لن يدير البلد مدة طويلة، وفي ظل محدودية الرصيد المصرفي المحلي، واستحالة الاقتراض الدولي ليس أمام سوريا خيار سوى اللجوء إلى الأصدقاء العامرة جيوبهم. وإيران هي البلد الوحيد المستعد والراغب في التطوع لتقديم المساعدة. وهي تدرس حاليا صفقة بقيمة 5.8 مليارات دولار في شكل معونة مالية لسوريا".
وختمت الصحيفة أنّ هذا سيعيد تأكيد المحور السوري الإيراني، لكنه سيكون على حساب كلفة ضخمة لدمشق، ألا وهي عزلة تامة في العالم العربي