هل يضحي بشار الأسد بأخيه ماهر كحل أخير؟؟
وصلتنا هذه الرسالة عبر الإيميل وأطلب من الجميع أن يقرأوها ويضعوا أفكارهم بالردود
لاحظنا منذ بداية الأحداث كيف بدأت بثينة شعبان الترويج بأن الرئيس بشار الأسد قد أعطى أوامر صارمة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين والذي تجسد بعكس ذلك على أرض الواقع,, ثم بدأت بعض الأبواق الإعلامية بالتلميح بأن بعض أجهزة الأمن لا تمتثل لهذه الأوامر, وكان الرئيس بشار الأسد قد مر مروراً سريعاً في خطابه الأول على قصة أن المحيطين به ليسوا هم من يعرقلون مسيرته الإصلاحية دون التوقف كثيراً عند هذه النقطة وحاول ان يطيل ويستغرق في الشعارات الوطنية الرنانة والحديث عن المؤامرة الخارجية والتحدي والصمود الخ… ثم عاد ليؤكد في خطابه الثاني على تعليماته الصارمة بعدم إطلاق النار على المتظاهرين,, وحاول التقرب من الشعب والظهور بصورة المتفاجئ من وجود الفجوة بين الشعب والحكومة وتعرّض لموضوع كرامة المواطن محاولاً الترويج لبعض الشعارات المخدرة لعواطف الشعب من شفافية وتواضع ومكافحة فساد واختصار قهقهات الضحك إلى واحدة فقط كمحاولة لإظهار تعاطفه مع الشهداء.
ثم بدأنا نلحظ مؤخراً تداول فكرة أن الأمور قد خرجت عن سيطرة الرئيس وأن أخيه ماهر الأسد هو من يقوم بهذه الحلول الأمنية والعسكرية.. بل وتعدى ذلك إلى تداول قصة أن الرئيس أراد تقديم استقالته والعودة لبريطانيا ولكن العائلة لم تسمح له بهذه الخطوة.. مثل هذه الإشاعات والتمهيدات قد تكون صحيحة, لكنها في الوقت نفسه تجعلني أتوقف عند فكرة لم لا تكون هذه الإشاعات هي الكرت الأخير الذي لربما يحاول الرئيس اللعب عليه كخط عودة,, خصوصاً وأنه لا زال يتمتع بشعبية لا بأس بها بين شرائح الشعب السوري من خلال الوجه الملائكي الذي يتستر به والمناداة ببعض الشعارات العروبية والقومية الرنانة واحتضان المقاومة ورفض التطبيع مع إسرائيل,, فالنظام حاول اللعب على كل الكروت من طائفية وعصابات مسلحة ومؤامرات خارجية وإمارة إسلامية ولم ينجح بذلك أمام وعي الشعب السوري,, فلم يبقى أمامه سوى الحسم العسكري كحل قبل أخير,, وفي حال فشل هذا الحل أيضاً فلربما نرى الرئيس بشار الأسد في خطاب ثالث يتبرأ فيه مما يجري من سفك للدماء وقد يصل الأمر إلى لعب تمثيلية استعطاف للشعب يقول فيها أن كل ما حصل كان خارج عن إرادته وقد تتضمن التمثيلية نفي أخيه ماهر خارج البلاد لفترة مؤقتة ولربما أيضاً التضحية بجابي العائلة رامي مخلوف, أو قد تكون التضحية بالنفي مقابل مبالغ هائلة من أموال الشعب كما حصل بين الأسد الأب وأخيه رفعت,, وبنفس الوقت يحافظ بشار الأسد على باقي رموز النظام لضمان استمرار حكمه وبذلك يتوقف حمام الدم لفترة مؤقتة ويهدأ غضب الشعب السوري وتتوقف الإدانات ومحاولات الضغط الدولية على النظام,, وعندها تقوم بعض عصابات النظام بتمثيل دور المسيرات المؤيدة لمساندة ودعم الرئيس بشار الأسد للبقاء بالحكم ومن ثم تنساق الشريحة المخدوعة عاطفياً من الشعب السوري بهذه الأكذوبة وتعلن أيضاً تأييدها ومساندتها للرئيس بشار الأسد.. بمثل هذه الخطوة يضمن الرئيس الحفاظ على مصالح هذه العائلة وزبانيتها في سوريا ثم يتابع بعدها بعض الإصلاحات الخداعة وبذلك يكون قد حصل على الفترة المناسبة لاستعادة السيطرة وتطويق واستئصال الثورة.
حذارِ ثم حذارِ أيها الشعب السوري العظيم من مثل هذه المؤامرة المحتملة, فالرئيس بشار الأسد هو أحد أفراد هذه العائلة المجرمة,, حتى وإن افترضنا بأنه ليس المسؤول عن كل ما جرى ويجري من مجازر وفساد ونهب وسرقة فهو مشارك فيها ولا يستحق منا أي تعاطف.. ومهما كان المصير بعد الثورة فلن يكون أسوء من البقاء تحت هذا الحكم الاستبدادي.. وليكن أملنا بالله كبير وثقتنا بالشعب السوري كبيرة.. فبشار الأسد ليس فريد عصره وزمانه.. والتضحية بفترة مؤقتة بعد الثورة على أمل بالله لمستقبل مشرق وواعد لنا ولأولادنا أفضل ألف مرة من انسداد الأفق أمام حكم أبدي فاسد لآل الأسد.
إنني لا أدعي الخبرة في تحليل ما جرى ويجري ولكنها فكرة محتملة تمخضت عندي بعد عدة مناقشات مع أخوة لي خلال الفترة السابقة,, هذه الفكرة قد تخطأ وقد تصيب, والعلم عند الله..
تحية إجلال وإكبار لكل شهداء الوطن,, وتحية لنشامى درعا وأبطال بانياس ودوما وكل المدن السورية الصامدة,, وعاش الشعب السوري حراً أبياً