لقد احتل بيت المقدس والمسجد الأقصى منزلة رفيعة في الإسلام بعد أن تحّول إلى إرث الأمة الخاتمة، ولم يكن تعلق المؤمنين من بني إسرائيل بهذه المقدسات بأكثر من تعلق المؤمنين من أتباع محمد صلى الله عليه وسلّم بها.
فالقدس والمسجد والصخرة يسكنان قلب كل من له قلب من المسلمين.
ولقد جاء النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلّم بالشريعة الخاتمة والكتاب الأخير المهيمن على كل ما سبقه من كتب وما سلفه من رسالات.
الأمر الذي ألقى مسؤولية حفظ وتكريم المقدسات على كاهل المنتسبين للكتاب المهيمن والرسالة الخالدة.
ـ إن مكة والكعبة كانتا مقدستين في مّلة إبراهيم واسماعيل عليهما السلام فامتد تقديسهما وتكريمهما عند هذه الأمة المسلمة. وبيت المقدس والمسجد الأقصى كانا مقدسين في ملة إبراهيم وإسحاق. وامتد تقديسهما وتكريمهما كذلك عند الأمة المسلمة.
وقد وصف القرآن الكريم أرض بيت المقدس بصفات البركة والطهر والقدسية في آيات متعددة:
ـ وجاءت الإشارة إلى قدسية هذه الأرض حين أقسم الله بها مع غيرها في سورة التين {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِِ* وَطُورِ سِينِينَِ* وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِِ} (التين: 1ـ3).
ـ وفي قوله تعالى عن عيسى بن مريم وأمه عليهما السلام: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَِ} (المؤمنون: 5).
وقال الإمام ابن تيمية: وقد دل الكتاب والسنة وما روي عن الأنبياء المتقدمين عليهم السلام مع ما علم بالحس والعقل وكشوفات العارفين، أن الخلق والأمر ابتدأ من مكة المكرمة، فهي أم الخلق، وفيها ابتدأت الرسالة المحمدية التي طبق نورها الأرض، وهي التي جعلها الله تعالى قياماً للناس، إليها يصلون ويحجون، ويقوم بها ما شاء الله من مصالح دينهم ودنياهم، فكان الإسلام في الزمان الأول ظهوره بالحجاز أعظم، ودلت الدلائل المذكورة على أن «مُلك النبوة» بالشام، والحشر إليها، فإلى بيت المقدس وما حوله يعود الخلق والأمر، وهناك يحشر الخلق، والإسلام في آخر الزمان يكون أظهر بالشام، وكما أن مكة أفضل من بيت المقدس، فأول الأمر خير من آخرها، كما أنه في آخر الزمان يعود الأمر إلى الشام كما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلّم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
ـ وقال ابن كثير في تفسير آية الإسراء {...إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ...}هو بيت المقدس الذي بإيلياء، معدن الأنبياء من إبراهيم الخليل عليه السلام، ولهذا أُجمعوا له هناك صلى الله عليه وسلّم كلهم فأمهم في محلتهم ودارهم فدل على أنه صلى الله عليه وسلّم هو الإمام المعظم والرئيس المقدم وكانت صلاته صلى الله عليه وسلّم بالأنبياء ليلة الإسراء إقراراً مبيناً بأن الإسلام كلمة الله الأخيرة إلى البشر، أخذت تمامها على يد محمد صلى الله عليه وسلّم بعد أن وطَّأ لها العباد الصالحون من رسل الله الأولين. وكان في الإسراء دلالة على أن آخر صبغة للمسجد الأقصى. وهو المعبد العريق في القدم. هي الصبغة الإسلامية، فاستقر نسب المسجد الأقصى إلى الالتصاق بالأمة التي أمَّ رسولها سائر الأنبياء.
ولقد سميت السورة التي ذكر فيها المسجد الأقصى سورة الإسراء ؛ وجاء فيها قوله تعالى لبني إسرائيل:{... وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيراً} (الإسراء: 8).أي إن عدتم للإفساد عدنا عليكم بالعقاب. ففي حادثة الإسراء إلغاء أبدي لصفحة بني إسرائيل من سجل التفضيل والاصطفاء.
ولاشك في أن اقتران الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلّم إلى السماوات العلى بالمسجد الأقصى دليلاً باهراً على مدى ما لهذا البيت من مكانة وقدسية عند الله تعالى، ودليل كذلك على صحة القول بأن المسجد الأقصى فوق مركز الدنيا وأنه المصعد من الأرض إلى السماء.
إلى جانب الآيات آنفة الذكر وردت أحاديث نبوية شريفة تبين لنا مدى ما لبيت المقدس والمسجد الأقصى من منزلة وفضل في الإسلام نذكر منها:
1 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «لا تُشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلّم ومسجد الأقصى». (رواه البخاري).
2 ـ عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن أول مسجد وُضع في الأرض. قال: «المسجد الحرام» قلت: ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى». قلت: كم بينهما؟ قال: «أربعون عاماً، ثم الأرض لك مسجد فحيثما أدركتك الصلاة فصلّ». (رواه البخاري)
3 ـ عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء، ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم عُرج بي إلى السماء». (رواه مسلم).
4 ـ عن جنادة بن أبي أمية الأزدي قال: ذهبت أنا ورجل من الأنصار إلى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلّم يذكر في الدجال، فذكر الحديث وفيه... «وعلامته يمكث في الأرض أربعين صباحاً يبلغ سلطانه كل منهل، لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة ومسجد الرسول والمسجد الأقصى والطور». (رواه أحمد في مسنده).
5 ـ عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: لما فرغ سليمان بن داوود من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: حكماً يصادف حكمه، وملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أُعطي الثالثة». (رواه أحمد في مسنده).
6 ـ عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلّم قالت: قلت يا رسول الله أفتنا في بيت المقدس قال: «أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلّوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره. قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: فتهدِي له زيتاً يُسرج فيه، فمن فعل ذلك فهو كمن أتاه» (رواه أحمد).
7 ـ عن ذي الأصابع رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: «إن ابتلينا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال: «عليك ببيت المقدس فلعله ينشأ لك ذرية يغدون إلى ذلك المسجد ويروحون». (رواه أحمد في مسنده).
8 ـ عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال له: «يا أبا ذر: كيف تصنع إن أخرجت من المدينة؟ قال: قلت: أكون من حمام مكة. قال: كيف تصنع إن أخرجت من مكة؟ قال: قلت: إلى السعة والدعة، إلى الشام والأرض المقدسة. قال: وكيف تصنع إن أُخرجت من الشام والأرض المقدسة. قال: قلت: وكيف تصنع إن أخرجت من الشام. قال: قلت: إذن والذي بعثك بالحق أضع سيفي على عاتقي...» (رواه أحمد في مسنده).
9 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أبواب دمشق وما حوله وعلى أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم من خذلهم، ظاهرين على الحق إلى أن تقوم الساعة». (رواه أبو يعلى).
10 ـ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ستخرج نار من حضرموت، أو من بحر حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس قال: فقلنا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالشام». (رواه أحمد في مسنده).
11 ـ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «إنها ستكون هجرة بعد الهجرة، ينحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم، لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم، تقذرهم نفس الله، تحشرهم النار مع القردة والخنازير تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم إذا قالوا، وتأكل من تخلف». (رواه أحمد في مسنده).
12 ـ عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينما أنا نائم إذ رأيت عمود الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري، فعُمد به إلى الشام، ألا وأن الإيمان حيث تقع الفتن بالشام». (رواه أحمد في مسنده).
13 ـ عن ابن حوالة الأزدي رضي الله عنه قال: «وضع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يده على رأسي، أو على هامتي، ثم قال: يا ابن حوالة: إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك». (رواه أحمد في المسند).
14 ـ عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه أو منكبه ثم قال: إن هذا لحق كما أنك هاهنا ـ أو كما أنك قاعد «يعني معاذاً». (رواه الحاكم في مستدركه).
15 ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلّم «يصلي بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه، وبعدها هاجر إلى المدينة ستة عشر شهراً ثم صرف إلى الكعبة». (رواه البخاري).
16 ـ عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت: «قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام». فمرَّ رجل وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعةً فنادى: ألا إن القبلة قد حُولت إلى الكعبة، فمالوا كما هم نحو القبلة.
هذا... وقد قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : «ثبت للشام وأهله مناقب بالكتاب والسنّة وآثار العلماء، وهي أحد ما اعتمدته في تحضيض المسلمين على غزو التتار، وأمري لهم بلزوم دمشق، ونهيي لهم عن الفرار إلى مصر، واستدعائي العسكر المصري إلى الشام، وتثبيت الشامي فيه، وهذه المناقب أمور أحدها:
ـ البركة: وتثبت بخمس آيات من كتاب الله العزيز حيث ذكر الله أرض الشام في هجرة إبراهيم إليها ومسرى الرسول الله صلى الله عليه وسلّم إليها. وانتقال بني إسرائيل إليها، ومملكة سليمان بها، وأيضاً ففيها الطور الذي كلم الله عليه موسى، والذي أقسم الله به في سورة الطور، وفي {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِِ* وَطُورِ سِينِينَِ}، وفيها المسجد الأقصى، وفيها مبعث الأنبياء لبني إسرائيل.
وإليها هجرة إبراهيم وإليها مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلّم، ومنها معراجه، وبها ملكه وعمود دينه وكتابه، وطائفة منصورة من أمته، وإليها المحشر والمعاد، كما أن مكة المبدأ، فمكة أم القرى من تحتها دحيت الأرض، والشام إليها يحشر الناس، كما في قوله تعالى: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} حيث نبه إلى الحشر الثاني، فمكة مبدأ، وإيلياء معاد الخلق، وكذلك في الأمر فإنه أُسري بالرسول صلى الله عليه وسلّم من مكة إلى إيلياء، ومبعثه ومخرج دينه من مكة، وكمال دينه وظهوره وتمامه بالشام.
فمكة هي الأول، والشام هي الآخر في الخلق والأمر في الكلمات الكونية والدينية.
ومما هو جدير بالإشارة أن أرض المسجد الأقصى هي أرض مقدسة بغض النظر عن وجود بناء لمسجد فيها أو عدم وجوده فهي مقدسة قبل أن يبنى فيها المسجد، تماماً كما كانت الأرض التي بنيت عليها الكعبة مقدسة قبل أن يبني إبراهيم عليه السلام الكعبة عليها...
وقد مرَّ أن النبي صلى الله عليه وسلّم عندما أُسري به إلى المسجد الأقصى لم يكن هناك بناء إلا السور المحيط بأرض المسجد، ثم أضفى المسجد عليها قدسية أخرى.
ولم يبنِ أحد من الأنبياء عليهم السلام مسجداً ودعا الناس إلى السفر للعبادة فيه إلا هذه المساجد الثلاثة».
تعتبر القدس من الحواضر الإسلامية التي تكثر فيها الآثار ذات القداسة المميزة بما تحمله من دلالات عميقة تجعلها شاهداً على ذلك التاريخ العظيم...
وعلى طبيعة العقيدة التي حملها الشعب الذي سكنها، فتصبح بذلك جزءاً من الفكر وجزءاً من التاريخ يجعل الماضي متواصلاً مع الحاضر باستمرار... ورافداً قوياً لمستقبلٍ زاهرٍ ومجيدٍ بحول الله وقوته. ومن أهم هذه الآثار:
1 ـ الحرم القدسي الشريف: يطلق اسم الحرم الشريف على المسجد الأقصى ومسجد الصخرة وما حولهما من مساحات ومنشآت حتى الأسوار، وتبلغ مساحته 141 دونماً.
وتقوم رقعة الحرم على جبل «موريا».
ومنذ القرن الخامس الميلادي بقي مكان الحرم الشريف ساحة مهملة ومهجورة إلى أن جاء الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأمر بتنظيف الصخرة وإظهارها، وأمر ببناء مسجد في مكان الحرم يتسع لثلاثة آلاف من المصلين.
وقد عاد إلى هذا المكان رونقه وأهميته حينما بنيت قبة الصخرة والمسجد الأقصى وصار الناس يزورونه من كافة بلاد العالم.
وللحرم الشريف عشرة أبواب مفتوحة وأربعة مغلقة وهي كالتالي:
أ ـ الأبواب العشرة المفتوحة وهي في الجهة الشمالية من الشرق للغرب ثلاث أبواب:
1ـ باب الأسباط: يقع هذا الباب شمالي المسجد الأقصى المبارك في نهاية السور من الشرق وسمي كذلك نسبة إلى أسباط بني إسرائيل.
أمر بإنشاء هذا الباب السلطان سليمان بن سليم سنة 945 هـ. الموافق 1538 م.
وهو عبارة عن مصراعين كبيرين خشبيي الصناعة، وهو الباب الرئيسي في المسجد، وهو الوحيد الذي تدخل منه السيارات والشاحنات عند الحاجة. وهو أكثر باب يكون الضغط عليه أيام الجمع وفي رمضان المبارك، وهو الذي يدخل إليه جميع الآتين من خارج المدينة نفسها، يغلق هذا الباب بعد صلاة المغرب ولا يفتح في صلاة الفجر، إذ يستعاض عنه بباب حِطّة.
2ـ باب حِطة: يقع هذا الباب في الحائط الشمالي من سور المسجد الأقصى المبارك، وهو في وسط المسافة بين مئذنة باب الأسباط وباب شرف الأنبياء.
وهو من أقدم الأبواب، جددت عمارته في عهد الملك المعظم شرف الدين عيسى في سنة 617 هـ. الموافق 1220 م.
3ـ باب شرف الأنبياء: يقع هذا الباب في سور المسجد الأقصى الشمالي وهو شمالي غرب مصطبة سليمان وسبيله دُعي بهذا للاعتقاد بأن الأنبياء دخلوا من هذا المكان ليلة الإسراء والمعراج، ويوم فتح بيت المقدس دخله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.
ويقال أن تاريخ بناء الباب يعود إلى سنة 610 هـ. الموافق 1213 م.
ويظهر أن هذا لم يكن تاريخ بناءه إنما تاريخ تجديده.
وله من الأسماء الأخرى:
باب العتم للعتمة التي تستقبل الخارج من الباب بسبب عقد سقف الطريق الخارجة منه، وباب الدويدارية وهي تسمية المماليك، وباب الملك فيصل لإدخال جثته منه بعد وفاته للصلاة عليه، وهو فيصل بن الحسين ملك العراق وذلك في سنة 1349 هـ. الموافق سنة 1930 م.
أما الأبواب التي في الجهة الغربية فهي سبعة من الشمال للجنوب:
4ـ باب الغوانمة:
يقع هذا الباب في السور الغربي للمسجد الأقصى في جهته الشمالية، وهو آخر السور من الشمال. ودعي بهذا لأنه يفضي إلى حارة الغوانمة في خارجه، ويقال أن تسميته القديمة باب الخليل.
مرَّ الباب بمرحلة ترميم وذلك في عهد المماليك في سنة 707 هـ. الموافق سنة 1307 م.
وقد تعرض هذا الباب للحرق من قبل المستوطنين اليهود بتاريخ 12/5/1998. إلا إنه أعيد بناؤه بعد ذلك.
5ـ باب الناظر: يقع هذا الباب في الحائط الغربي من سور المسجد الأقصى المبارك باتجاه الشمال، ويقال:
إنه الباب الذي ربط به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم البراق.
أقيم في عهد الملك المعظم عيسى في سنة 600 هـ. الموافق سنة 1203 م.
فهو أيوبي الإنشاء، ثم جدد ثانية في العهد المملوكي، ويقوم جزء من المدرسة المنجكية من فوقه.
له من الأسماء: باب علاء الدين البوصيري أو البصير، لأنه يوصل إلى مقامه في خارج سور المسجد وباب الحبس لكون الحبس بقربه من الجانب الغربي وهو سجن تركي العهد، وباب ميكائيل.
6ـ باب الحديد: يقع هذا الباب في السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك بين بابي القطانين والناظر.
له من الأسماء: باب أرغون لتجديده من قبل أرغون الكاملي المتوفي سنة 758 هـ. الموافق سنة 1356 م.
7ـ باب القطَّانين: يقع هذا الباب في سور المسجد الأقصى المبارك الغربي، وهو بين بابي المطهرة والحديد، أقرب للأول، وهو غربي مصطبة القطَّانين.
دعاه الناس بهذا الاسم لأنه ينتهي إلى سوق القطانين وهو سوق قديم، جدد عمارته الأمير تنكيز الناصري في سنة 737 هـ. الموافق سنة 1336 م.
8ـ باب المطهرة: يقع هذا الباب جنوبي باب القطانين على بعد لا يتجاوز الثمانية أمتار، وهو باب قديم، وكان يسمى أيضاً باب المتوضأ.
جدد عمارة هذا الباب علاء الدين آيد غذي البصير عندما عمر المتوضأ وذلك في سنة 666 هـ. الموافق سنة 1267 م.
9ـ باب السلسة: يقع باب السلسلة بمحاذاة باب السكينة المغلق وفي جنوبه.
وهما بمحاذاة مئذنة باب السلسلة في جنوبها في الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، ومن أسمائه باب داوود.
يذكر أن تاريخ بناء الباب يعود إلى نحو سنة 600 هـ. الموافق سنة 1203 م. أي في العهد الأيوبي.
10 ـ باب المغاربة:
يقع هذا الباب في الحائط الغربي لسور المسجد الأقصى المبارك في آخره من الجنوب بمحاذاة الزاوية الفخرية.
أعيد بناء هذا الباب سنة 713 هـ. الموافق سنة 1314 م. في عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون دعي بهذا لمجاورته مسجد المغاربة أوحي المغاربة القريبين منه.
وكان يدعى من قبل باب النبي عليه السلام، وباب البراق أيضاً.
استولى الجيش الإسرائيلي على مفاتيح هذا الباب منذ سنة 1387 هـ. الموافق سنة 31/8/1967 م.
أما الأبواب الواقعة في المنطقة الجنوبية فجميعها مغلقة وكذلك التي في المنطقة الشرقية وهي:
1 ـ باب السكينة:
يقع هذا الباب بين باب السلسلة في شماله ومئذنة باب السلسلة في جنوبه في الحائط الغربي للمسجد الأقصى المبارك، وله من الأسماء الباب المغلق. ويعود تاريخ بناء هذا الباب إلى سنة 600 هـ. الموافق سنة 1203 م. أي في العهد الأيوبي.
2ـ الباب المنفرد:
يقع هذا الباب في السور الجنوبي أسفل مستوى ساحة المسجد الأقصى، وهو أوسط الأبواب الثلاثة المغلقة في نفس الحائط الثلاثي في شرقه والمزدوج في غربه. إنما دعي بصفته، وله من الأسماء باب العين لكونه باتجاه عين سلوان الكائنة في جنوبه.
3ـ الباب المزدوج:
يقع هذا الباب في حائط المسجد الأقصى المبارك الجنوبي فهو في الأقصى القديم، دون مبنى المسجد الأقصى العلوي، وهو الأقرب إلى الغربية من بين الأبواب المغلقة الثلاثة، وفي نفس الحائط. دعي بهذا لكونه ذا مصراعين. وله من الأسماء: باب النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، إذ يعتقد ولُوجه لمنطقة الأقصى من هذا المكان ليلة الإسراء. والباب مبناه أموي فمبناه وطرازه يدلان عليه، كما واستعمله الأمويون للوصول إلى دار الأمارة الكائن جنوبي المسجد الأقصى التي كانت قائمة بمحاذاته.
4ـ الباب الثلاثي:
يقع هذا الباب في الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى وهو داخل ما يسمى اليوم بالمصلى المرواني أقرب إلى الشرق، دعي بهذا لكونه ذا فتحات ثلاث. وكان يستعمل حتى العهد الصلاحي، فقد أغلقه صلاح الدين الأيوبي لئلا يدخل منه حاقد على الإسلام والمسلمين فيأخذ الناس على حين غرة، وخاصة من الصليبيين أنذاك. والحاقدين في كل زمان ومكان، وقد قام اليهود الإسرائييلين حالياً بحفريات تحت هذا الباب وغيره. وهم يصلّون عنده أحياناً ويضعون أوراق أدعيتهم بين حجارته.
5ـ باب البراق:
ذكره المؤرخون أنه قبلي بابي التوبة والرحمة، وأعادوا تسميته بسبب دخول المصطفى صلى الله عليه وسلم منه ليلة الإسراء والمعراج. وفي العهد الإسلامي المبكر دعي بباب الجنائز، لإخراج الجنائز منه إلى المقبرة بمحاذاة السور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك.
6ـ بابا الرحمة والتوبة (الباب الذهبي):
يقع هذان البابان في الحائط الشرقي لسور المسجد الأقصى المبارك، مبني فوقهما قبتان، ويعود بناؤهما إلى العهد الأموي، ويرجح أن إغلاقهما كان في العهد الصلاحي خشية على المسجد والمدينة من العدو، إذ ينتهيان إلى البرية وليس في فتحهما فائدة كبيرة.
كما يوجد داخل الحرم القدسي الشريف عدة بوائك نذكر منها:
1 ـ البائكة الشمالية الشرقية:
تقع هذا البائكة على المحيط الشمالي في الجهة الشرقية. أنشئت سنة 726 هـ. الموافق سنة 1325 م. أيام السلطان محمد بن المنصور قلاوون.
3 ـ البائكة الغربية الشمالية:
تقع هذا البائكة في الجهة الغربية في شمالها، يعود تاريخ بنائها. إلى سنة 728 هـ. الموافق سنة 1337 م.
4 ـ البائكة الغربية الوسطى:
تقوم هذه البائكة على الطرف الغربي لصحن الصخرة، وهي الوسطى. وتعود إقامتها إلى سنة 430 هـ. الموافق سنة 952 م.
5 ـ البائكة الغربية الجنوبية:
تقع هذه البائكة على طرف صحن الصخرة الغربي من جهة القبلة. ويعود تاريخ بنائها إلى سنة 877 هـ. الموافق سنة 1472 م. وذلك في عهد السلطان قايتباي.
6 ـ البائكة الجنوبية الغربية:
تقوم على ضلع الصخرة الجنوبي من الناحية الغربية قرب منبر برهان الدين وهي في شرقه وبمحاذاته. ويعود تاريخ بنائها إلى القرن الرابع الهجري.
7 ـ البائكة الجنوبية الشرقية:
وهي الواقعة على طرف صحن الصخرة الجنوبي من الشرق. ويعود تاريخ بنائها إلى سنة 402 هـ. الموافق سنة 1021 م. ورممت في سنة 608 هـ. الموافق سنة 1211 م.
8 ـ البائكة الشرقية:
وهي بائكة وحيدة، تقوم في الجهة الشرقية في منتصف الضلع، وهي أكبر بائكة في المسجد كله، ويعود تاريخ بنائها إلى القرن الرابع الهجري.
كما يوجد في الحرم القدسي الشريف عدة ممرات أنشأها الملوك الولاة، وفيه ثمانية آبار في صحن الصخرة، وسبعة عشر في فناء الأقصى، ويجتمع الناس للوضوء حول حوض يسمونه «الكامن» أمام المسجد الأقصى، كما أن للحرم أربعة مآذن عالية، وفيه أروقة أخرى تقع في الجهتين الغربية والشمالية، ومتحف إسلامي ومكتبة.
2 ـ المسجد الأقصى المبارك:
وهو يقع في الجهة الجنوبية من رقعة الحرم الشريف، وقد شرع في بنائه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (73 ـ 86 هـ) وأتمه ابنه الخليفة الوليد بن عبد الملك (86 ـ 96 هـ). ويبلغ طول المسجد 88 متراً وعرضه 32 متراً ويقوم على 53 عموداً من الرخام، و49 سارية مربعة الشكل. وكانت أبوابه ملبسة بصفائح من الذهب والفضة ولكن أبا جعفر المنصور الخليفة العباسي أمر بقلعها وصرفها دنانير تنفق على إعادة بناء المسجد وترميمه بعد الزلزال الذي أصابه. وفي أوائل القرن الحادي عشرة أصلحت بعض أجزاءه وصنعت قبته وأبوابه الشمالية، ولما احتل الصليبيون القدس عام 1909 م. جعلوا قسماً منه كنيسة، واتخذوا القسم الآخر مسكناً لفرسان الهيكل، ومستودعاً لذخائرهم، ولكن صلاح الدين الأيوبي استرد القدس منهم وأمر بإصلاح المسجد وجدد محرابه وكسى قبته بالفسيفساء، وأتى بالمنبر الخشبي ووضعه فيه. وفي داخل الأقصى جامع مستطيل يسمونه جامع عمر، وإيوان كبير يسمونه (مقام عزيز) وإيوان صغير جميل فيه (محراب زكريا). وأمام المسجد من الشمال رواق كبير أنشأه الملك عيسى أحد ملوك الأيوبيين عام 1217 م. وهو مؤلف من سبع قناطر مقصورة كل واحدة منها تقابل باباً من أبواب المسجد.
3 ـ مسجد الصخرة:
للصخرة المشرَّفة تاريخ ديني عريق، فعندها اتخذ إبراهيم الخليل عليه السلام مذبحاً ومعبداً، وهي التي أقام يعقوب عليه السلام عندها مسجده بعد أن رأى عموداً من النور فوقها. وهي التي نصب عليها يوشع بن نون قبة الزمان أو خيمة الاجتماع التي أنشأها موسى في التيه. وهي التي بنى داوود عليه السلام عندها محرابه، وشيد سليمان عليه السلام عندها المعبد العظيم المنسوب إليه، وهي التي عرج النبي صلى الله عليه وسلّم من فوقها إلى السماوات العلى ليلة الإسراء والمعراج. وأول من بنى فوقها مسجداً في العصر الإسلامي هو الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (63 ـ 86 هـ / 685 ـ 691 م). وهو المسجد المعروف بمسجد الصخرة والمشهور بقبته الذهبية على المبنى المثمن، والذي تنصرف الأذهان إلى صورته كلما ذكر اسم المسجد الأقصى. ويعلم أيضاً أن ولاء المؤمن هو للمؤمنين في الزمان الأول والآخر، ورابطة الإيمان لا تفصمها حواجز الأرض ولا الجنس واللون ولهذا فإن تناول الحديث عن شناعات بني إسرائيل قبل رسالة الإسلام، لا يمس أبداً ولا يتناول مطلقاً اتباع الأنبياء المؤمنين ولو كانوا من بني إسرائيل، فأنبياء بني إسرائيل نحن نؤمن بهم ونحب أتباعهم الذين صدقوا في إيمانهم قال تعالى: { آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (البقرة: 285).
ويرجع اهتمام المسلمين بالصخرة إلى علاقتها الوثيقة بقصة الإسراء والمعراج. وتقع الصخرة نفسها تحت قبة المسجد مباشرة وطولها من الشمال إلى الجنوب حوالي 17 متراً ونصف، وعرضها 13 متراً ونصف، وارتفاعها يتراوح بين متر ومترين. وقد اهتم بعد صلاح الدين بعمارة هذا المسجد ملوك بني أيوب والمماليك والعثمانيون. وقد أجمع المؤرخون على أنه من أجمل الأبنية على وجه البسيطة، كما وصفه البعض بأنه من أجمل الآثار التي خلدها التاريخ. 4 ـ جدار البراق:
هو حائط كبير مبني من الحجارة الضخمة، يبلغ طوله حوالي 56 قدماً وإرتفاعه 65 قدماً، يقدّسه المسلمون نظراً لعلاقته الوثيقة بقصة إسراء الرسول صلى الله عليه وسلّم من مكة إلى بيت المقدس إذ تذكر الروايات أن الرسول الكريم أوقف براقه ليلة الإسراء هناك. ويؤلف هذا المكان اليوم جزءاً من الجدار الغربي للحرم القدسي، وقد أقيم عنده مسجد صغير لصلاة النافلة. ولا شك في أن أطماع الصهاينة في السيطرة على الأماكن المقدسة في فلسطين قديم فهم يريدون الإستيلاء عليها بشتى الوسائل بهدف إزالة معالمها والعمل على تهويد مدينة القدس. ففي صيف 1929 م، ركّز اليهود جهودهم على الحائط الغربي للمسجد الأقصى وهو مكان البراق الشريف، ودعوا إلى التسليح والإعتماد على العنف والقوة لتحقيق أهدافهم بالإستيلاء على جدار البراق تميهداً للإستيلاء على المسجد الأقصى. وهبّ مسلمو فلسطين لمقاومة اليهود وخاصة عندما قاموا في 15 آب 1929 بمظاهرات عامة طالبوا فيها بالإستيلاء على مكان البراق الشريف، وتوجّه اليهود إلى القدس في مظاهرة استفزازية ضخمة إلى جدار البراق. وانطلقت عصابات الإرهاب الصهيوني تفسد في الأرض وتعتدي على عائلات وأفراد العرب في الحيّ اليهوديّ في القدس ويافا. واحتجّ المسلمون على هذه المظاهرات والأعمال الاستفزازية وخرجوا يوم 23 آب عام 1929 م من المسجد الأقصى بمظاهرة سلمية للاحتجاج على اعتداءات «اليهود»، ولكن الجنود والبوليس البريطاني واليهودي هاجموا المتظاهرين، وأطلقوا عليهم النيران. فوقع اشتباك دام بين العرب العزل والقوات البريطانية و«اليهودية»، اندلعت على أثره ثورة كبيرة امتدت إلى سائر مدن فلسطين واستمرّت عشرة أيام.
5 ـ أسوار القدس:
أقيمت حول مدينة القدس أسوار عدّة، ويذكر التاريخ أن اليبوسيين هم أول من فكّر في بناء الأسوار حولها وكان ذلك عام 2000 ق.م. وهو السور الأول، وقد حصّنها بعد ذلك آخرون حتى جاء سليمان فبنى السور الثاني ليضم أبنيتها الجديدة. وأثناء الزحف الآشوري بني السور الثالث، ويظهر أن هذا السور هدمه نبوخذ نصر ثم عُمّر ما بين القرن الخامس والثاني قبل الميلاد. وأنشأ هيرودوس بعض التجديد في أقسامه كما بنى حفيده السور الرابع. وجاء صلاح الدين الأيوبي إلى القدس وأقام أبراجاً عديدة من باب العمود إلى باب الخليل وحفر حول السور خندقاً، وكان يشرف على العمل بنفسه. والسور الذي نراه اليوم جدد الكثير من أجزائه السلطان سليمان القانوني العثماني عام 1542 م. ومحيط السور 5 أميال وإرتفاعه نحو 40 قدماً وعليه 34 برجاً وله سبعة أبواب وهي:
باب العمود، باب الساهرة، باب الأسباط، باب المغاربة، باب النبي داوود، باب الخليل والباب الجديد.
6 ـ جبل الزيتون:
يقع شرقي مدينة القدس وتاريخه متصل بتاريخها، فقد حطّت فيه معظم الجيوش التي أتت لفتح مدينة القدس. وفيه بعض مدافن ومقامات شهداء المسلمين من عهد عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي مثل رابعة العدوية وسلمان الفارسي، ويقوم فوق مقام سلمان الفارسي في قرية الطور جامع متواضع تقام فيه الصلاة. وتنتشر في سفح جبل الطور وعلى قمته بعض الكنائس والأديرة التي لها علاقة بأحداث السيد المسيح عليه السلام وأيامه مثل الكنيسة الجثمانية وهو المكان الذي قضى فيه أمر أيامه متعبّداً متألماً، وفيها حديقة وثماني شجيرات من الزيتون يقال أنها ترجع في أصلها إلى الشجيرات التي شهدت أيام السيد المسيح عليه السلام وكان يأوي إليها هو وتلاميذه للراحة والنوم. وعلى الرغم من وجود هذه الأماكن المقدسة الإسلامية، فإن «إسرائيل» تعمل على تنفيذ مخططها الرامي إلى تهويد القدس وإزالة المعالم الحضارية للأماكن المقدسة وعملية طرد السكان العرب من القدس والعمل على بناء مساكن جديدة للمهاجرين اليهود ـ أي المستوطنين ـ ليصبحوا أكثرية في المدينة. كما أن هناك عمليات للتخريب يقوم بها الصهاينة في فلسطين كحرق المسجد الأقصى المبارك وتخريب المقابر المسيحية لهي دليل على عمليات التهديد التي يقوم بها الصهاينة في مدينة القدس الإسلامية.
7 ـ الجامع العمري:
وهو الجامع الذي أقيم في المكان الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب عندما حضرته الصلاة وهو في كنيسة القيامة، وطلب منه البطريرك أن يصلي في الكنيسة فأبى لئلا ينازع المسلمون المسيحييين حيث صلى عمر، فخرج ورمى بحجر وصلى عند مرمى الحجر، فأقيم في ذلك المكان المسجد العمري الذي أصبح أحد المزارات الإسلامية المهمة في القدس.
وهو اسم أطلق على تلك البقعة المباركة، التي وُضع فيها المسجد الثاني على هذه الأرض بعد المسجد الحرام، كما جاء في رواية أن أبا ذر الغفاري رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال:
«قلت يا رسول الله أي مسجد وُضع في الأرض أولاً؟ قال: المسجد الحرام، قلت ثم أيّ قال: المسجد الأقصى». رواه البخاري ومسلم بسند صحيح.
ووردت هذه التسمية بصور مختلفة، منها البيت المقدس، وبيت القدس، والقدس، والمدينة المقدسة، على أن الإسم الأكثر شيوعاً هو: «بيت المقدس»، ويبدو أن اسم القدس استعمله أهل الشام وأطرافها، وهي كلمة مشتقة من مادة «ق د س» السامية بمعنى طهر، وهي ذات دلالة دينية.
فالقدس هو مكان يتعبّد فيه الشخص، ويفصل بينه وبين قدس الأقداس حجاب. وقدس الأقداس كان يعني سابقاً المذبح.
يوروشاليم:
ولعل هذا الإسم من أقدم أسماء المدينة، والاسم مركب من كلمتين: يورو وشاليم، ومعنى كلمة «يورو» تأسيس مدينة، وشاليم اسم إله كان الكنعانيون يعبدونه.
وترد أحياناً هذه الكلمة بالسين بدلاً من الشين: يورساليم.
وورودها بهاتين الصيغتين أمر مألوف في اللغات السامية.
أوشليم:
وهو الاسم الكنعاني القديم قبل قدوم العبرانيين إلى أرض كنعان.
يبوس:
وهو مشتق من اسم قبيلة اليبوسيين التي كانت تعيش فيها، وكان ذلك اسمها قبل أن يفتحها نبي الله داوود عليه السلام.
صهيون:
وهو أصلاً اسم الحصن الذي استولى عليه داوود حين انتزع المدينة من اليبوسيين، فأقام فيه، وبنى حوله المدينة.
وربما اشتق هذا الاسم من العبرية صيون بمعنى الأرض الجافة أو من العربية صهوة بمعنى أعلى كل جبل أو البرج في أعلى الجبل، ويبحث علماء الآثار الآن عن جبل صهيون والمدينة.
وكان الرومان في القرنين الأول والثاني بعد المسيح قد هدموا المدينة بالكامل حتى أصبحت أطلالاً.
والبحث عنها وعن الهيكل المزعوم يدعو إلى قلب الأرض رأساً على عقب حقيقة ومجازاً.
مدينة داوود، وأريئيل:
ومعناه أسد الله أو مسكن الله.
موريا:
ويطلق الاسم على التل الصخري حيث بنى سليمان الهيكل.
إيلياء أو إيليا:
وهو أول اسم لها بعد العهد الاسرائيلي، وورد بأنها سميت باسم بانيها إيلياء بن سام بن نوح. ومعناه بيت الله المقدس، وقد ورد هذا الاسم في العهدة العمرية:
«هذا ما أعطى عبد الله عمر أهل إيلياء من الأمان...»
وكذلك ورد هذا الاسم في شعر الفرزدق:
وبيتان، بيت لله نحن ولاته
وبيت بأعلى إيلياء مشرف
منقـــول للفائدة
مع مراعاة التأكد و التحقيق بقدر المستطاع
اللهم انا نسألك النصـر و التحرير
اللهم حرر الأقصـى الأسير من أيدي اليهود الغاصبيـن