3. الشرك بالله:
أ-معناه ب- أنواعه
أ-معناه:
الشرك في لغة العرب: أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما، يقال: شاركت فلاناً في الشيء: إذا صرت شريكه.
في الاصطلاح الشرعي:
أن يفعل الإنسان لغير الله شيئاً يختص به الله سبحانه.
ب-أنواع الشرك بالله:
1. الشرك الأكبر 2. الشرك الأصغر
1. الشرك الأكبر:
· معناه: هو أن يتخذ مع الله أومن دونه إلهاً يعبده بأي نوع من أنواع العبادة .
حكمه: هو أعظم ذنب عصي الله به، وهو أعظم الظلم، قال - عز وجل -: {إن الشرك لظلم عظيم} لقمان (13).
وهو الذنب الذي لا يغفره الله لصاحبه إن مات عليه من غير توبة، قال - عز وجل -: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء} النساء (116).
وصاحبه كافر خارج من دين الإسلام، تحبط جميع أعماله، ويخلد في نار جهنم.
قال - عز وجل -: {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} الأنعام (88).
وقال - عز وجل -: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} المائدة (72).
· أنواع الشرك الأكبر :
أ - شرك الدعاء:
الدعاء: هو من أعظم العـبادات التي تصرف لله سبحانه وتعالى ولهذا قال النـبي "صلى الله عليه وسلم": (الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ).
فمن صرف هذه العبادة لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر المخرج من دين الإسلام، وصاحبه من الكافرين.
ومثاله: كأن يأتي الشخص إلى قبر أحد الأولياء ويقول: "يا ولي الله اشف مريضي أو اقض حاجتي ونحو هذا"، أو يأتي إلى قبر الرسول "صلى الله عليه وسلم" ويقول: "يا رسول الله اغثني أو اقض حاجتي ونحو هذا ".
وهذا كله شرك لا يجوز فعله.
قال - عز وجل -: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضـرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين} يونس (106).
وقال - عز وجل -: {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين} الأحقاف (5-6).
ومن أخلص في دعائه لله سبحانه فقد توعده الله بإجابة دعائه كما قال - عز وجل -: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} غافر (60) .
ب -شرك العبادة والتقرب:
وهو أن يتقرب لغير الله بأي لون من ألوان التقرب والعبادة حتى يرفع حاجته إلى الله سبحانه، فهو يعبد غير الله كي يرفع حاجته لله سبحانه، وأعظم صوره ما كان عليه المشركون في القديم وما عليه المشركون في الحديث من عبادة الأصنام والذبح لها والنذر، وكذلك ما يحصل الآن من الطواف حول القبور والتبرك بها ودعاء أصحابها كي يرفعوا حاجاتهم إلى الله سبحانه، قال - عز وجل -: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار} الزمر (3).
ج -شرك الطاعة والاتباع:
الله سبحانه وتعالى له الخلق والأمر، وله سبحانه وحده حق التشريع والتحليل والتحريم.
فمن أطاع مخلوقاً في تحليل حرام حرمه الله أو تحريم حلال أحله الله معتقداً أن هذا المخلوق له التحليل والتحريم فهو واقع في الشرك الأكبر المخرج من الإسلام.
وقد حكم الله تعالى على اليهود والنصارى بالشرك لاتباعهم الأحبار والرهبان في التحليل والتحريم المخالف لما شرعه الله، قال - عز وجل -: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} التوبة (31).
وعن عدي بن حاتم قال :( أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ، وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَآءَةٌ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ)، رواه الترمذي.
والصورة الواضحة الجليلة لهذا النوع من الشرك في الوقت الحاضر : هو التحاكم إلى القوانين الوضعية التي ارتضاها البشر بمعزل عن دين الله وشريعته، فإن هذه القوانين أباحت ما حرم الله كالزنا مثلاً إذا كان بالتراضي بين الطرفين، فمن رضي بهذا الحكم واعتقد صلاحيته فقد وقع في الشرك الأكبر وأحل ماحرم الله سبحانه وتعالى.
وهذه القوانين حرمت ما أحل الله كالتعدد في الزواج وغير ذلك.
قال - عز وجل -: {ومن لن يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} المائدة (44).
وقال - عز وجل -: {ولا يشرك في حكمه أحداً} الكهف (26).
*فالذي ينادي بالقومية أو الوطنية ويتخذ ذلك ذريعة لإقامة وطن لا تحكم فيه شريعة الله، هو في الواقع يتخذ القومية أو الوطنية رباً يعبده من دون الله، سواء في ذلك من يقيم هذه الراية ومن يرضى بها، لأن الأول يصدر باسمها تشريعاً تحل وتحرم بغير ما أنزل، والآخر يتلقى منها ويطيعها ولا يتوجه بالتلقي والطاعة إلى الله.
*والذي ينادي بوجوب إفطار العمال في رمضان؛ لأن الصيام يضر بالإنتاج المادي يتخذ الإنتاج المادي في الحقيقة رباً يعبده من دون الله؛ لأنه يطيعه مخالفاً أمر الله .
*والذي ينادي بخروج المرأة سافرة متبرجة مخالطة للرجال باسم التقدم والرقي وباسم التحرر، يتخذ التقدم والرقي والتحرر في الحقيقة أرباباً معبودة من دون الله؛ لأنه يحل باسمها ما حرم الله ويطيعها من دون الله.
*والذي يدعو إلى إبطال شريعة الله أو تبديل الأحكام الإسلامية التي تصون الأخلاق والأعراض، لكي نبدو في نظر الغرب متحضرين غير متخلفين، يتخذ الغرب وتقاليده أرباباً معبودة من دون الله ولو صلى وصام وزعم أنه مسلم؛ لأن الغرب وتقاليده أثقل في حسه من أوامر الله، وأولى بالاتباع والطاعة من أوامر الله.
2. الشرك الأصغر:
* تعريفه : هو كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة ووسيلة إلى الشرك الأكبر، وجاء في النصوص تسميته شركاً ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر.
*حكمه : هو شرك يتنافى مع كمال التوحيد ، ولا يخرج صاحبه من الإيمان ولكنه معصية من أكبر المعاصي ، لما فيه من تسوية غير الله بالله في هيئة العمل.
*الأمثلة عليه:
أ . الرياء اليسير: وهو أن يفعل الشيء يقصد به رؤية الخلق ومدحهم، فلا يكون عمله خالصاً لوجه الله تعالى.
قال - عز وجل - في الحديث القدسي: (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ)، رواه مسلم.
ب - الحلف بغير الله: قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ)، رواه أبوداود وأحمد.
ج - الشرك في الألفاظ: كقول الرجل "ما شاء الله وشئت "، و"هذه من الله ومنك"، و"أنا بالله وبك".
وقد قال النبي "صلى الله عليه وسلم" لمن قال له: "ماشاء الله وشئت": (أجعلتني لله نداً، بل ماشاء الله وحده)، رواه النسائي في عمل اليوم والليلة.
 

توقيع : ahmed fathy 13
4. الكفر :
أ-معناه ب-أنواعه
أ-معناه :
الكفر في اللغة: الستر والتغطية، ومنه قيل لليل: كافر، لأنه يستر الأشياء بظلمته وسمي الزارع كافراً، لأنه يستر الحبة بالتراب.
وفي الاصطلاح الشرعي: "خلاف الإيمان وضده"، أو هو رد الحق بعد معرفته.
ب-أنواعه:
1. الكفر الأكبر 2. الكفر الأصغر
1. الكفر الأكبر:
هو ما يضاد الإيمان من كل وجه ويخرج صاحبه عن الدين والملة ويوجب له الخلود في النار ويحبط العمل.
قال - عز وجل -: {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية} البينة (6).
*أنواع الكفر الأكبر:
أ - كفر التكذيب: وهو اعتقاد كفر الرسل، وهو قليل في الكفار، كما قال - عز وجل -: {فإنهم لا يكذبونك ولاكن الظالمين بآيات الله يجحدون} الأنعام (33).
ب - كفر الإباء و الاستكبار : مثل كفر إبليس وكفر اليهود، وهو الغالب على كفر أعداء الرسل، قال الله - عز وجل -: {إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} البقرة (34).
وقال - عز وجل - عن اليهود : {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} البقرة (89).
وكذلك كفر عم النبي أبي طالب، كان إباء واستكباراً حتى لا يترك دين قومه، وقد قال منشداً يبين هذا الأمر:
ولقد علمت بأن دين محمدٍ من خير أديان البرية ديناً
لولا الملامة أو حذار مسبةٍ لو جدتني سمحاً بذاك مبيناً
ج- كفر الإعراض: أن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول، فلا يصدقه ولا يكذبه ولا يتعلم دين الله ولا يعمل به مطلقاً.
د-كفر الشك: فإنه لا يجزم بصدق الرسول ولا يكذبه؛ بل يشك في أمره، والذي يشك في أي عقيدة من عقائد هذا الدين فهو في حقيقته مكذب لآيات الله، فيكون كافراً.
هـ -كفر النفاق: أن يظهر بلسانه الإيمان ويبطن في القلب الكفر بالله كما كان حال المنافقين في عهد النبي "صلى الله عليه وسلم"، وقد قال الله - عز وجل - عنهم: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} النساء (145) .
2. الكفر الأصغر:
*معناه:
المخالفة لحكم من أحكام الشريعة، ومعصية عملية سماها الشرع كفراً ولم تصل إلى حد الكفر الأكبر ولا تخرج عن أصل الإيمان؛ وسميت كفراً لأنها من خصال الكفر.
*أمثلة على الكفر الأصغر:
من المعاصي التي سماها الشرع كفراً ولم تصل إلى حد الكفر الأكبر :
أ - قتال المسلم لأخيه المسلم:
قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ)، رواه البخاري ومسلم.
ب- الطعن في النسب والنياحة على الميت:
قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": (اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ)، رواه مسلم.

 
توقيع : ahmed fathy 13
5. التوسل أنواعه وأحكامه:
‎‎ التوسل: هو التقرب إلى الله تعالى بطاعته وعبادته، واتباع أنبيائه ورسله وبكل ما يحبه الله ويرضاه. ‏
‎‎ قال عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة } [المائدة: 35]. ‏
‎‎ قال ابن عباس: الوسيلة : القربة . فالذي يجعل الوسيلة والواسطة بينه وبين الله وسيلةً مشروعةً فعمله مشروع وجائز، ومن جعل الوسيلة بينه وبين الله وسيلةً محرمةً أو غير مشروعة فعمله محرم. ‏
‎‎ أنواع التوسل:
أ- التوسل المشروع ب- التوسل الممنوع (المحرم ) .
أ- التوسل المشروع:
‎‎ وهو الذي دل عليه الكتاب والسنة وهو أربعة أنواع: ‏
1. التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا.
‎‎ كأن تقول يا رحمان ارحمني ويا رزاق ارزقني. قال عز وجل: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } [الأعراف: 180]. ‏
2. التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة.
‎‎ وأفضل شيء يتقرب به العبد إلى الله تعالى إيمانه وعمله الصالح حتى يستجيب الله توسله ودعاءه. ‏
‎‎ ودليله ما جاء في الصحيحين من قصة أصحاب الغار، الذين دعوا الله بصالح أعمالهم فأنجاهم الله. ‏
‎‎ عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوْا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لَا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكُنْتُ لَا أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلًا وَلَا مَالًا، فَنَأَى بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلًا أَوْ مَالًا، فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ، فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ. فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَقَالَ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ كَانَتْ لِي بِنْتُ عَمٍّ كَانَتْ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَيَّ، فَأَرَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا فَامْتَنَعَتْ مِنِّي حَتَّى أَلَمَّتْ بِهَا سَنَةٌ مِنْ السِّنِينَ، فَجَاءَتْنِي فَأَعْطَيْتُهَا عِشْرِينَ وَمِائَةَ دِينَارٍ عَلَى أَنْ تُخَلِّيَ بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِهَا فَفَعَلَتْ، حَتَّى إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهَا قَالَتْ: لَا أُحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُضَّ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ، فَتَحَرَّجْتُ مِنْ الْوُقُوعِ عَلَيْهَا فَانْصَرَفْتُ عَنْهَا وَهِيَ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ وَتَرَكْتُ الذَّهَبَ الَّذِي أَعْطَيْتُهَا. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ. فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ غَيْرَ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ مِنْهَا. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَقَالَ الثَّالِثُ: اللَّهُمَّ إِنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ فَأَعْطَيْتُهُمْ أَجْرَهُمْ غَيْرَ رَجُلٍ وَاحِدٍ تَرَكَ الَّذِي لَهُ وَذَهَبَ، فَثَمَّرْتُ أَجْرَهُ حَتَّى كَثُرَتْ مِنْهُ الْأَمْوَالُ، فَجَاءَنِي بَعْدَ حِينٍ فَقَالَ يَا عَبْدَ اللَّهِ أَدِّ إِلَيَّ أَجْرِي. فَقُلْتُ لَهُ: كُلُّ مَا تَرَى مِنْ أَجْرِكَ مِنْ الْإِبِلِ وَالْبَقَرِ وَالْغَنَمِ وَالرَّقِيقِ. فَقَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْتَهْزِئ بِي. فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ فَأَخَذَهُ كُلَّهُ فَاسْتَاقَهُ فَلَمْ يَتْرُكْ مِنْهُ شَيْئًا. اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ. فَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ فَخَرَجُوا يَمْشُونَ ) رواه البخاري.
3. التوسل إلى الله بدعاء من ترجى إجابته من الصالحين. فيجوز للإنسان أن يطلب من الصالحين الأحياء الحاضرين أن يدعوا الله له أن يغفر له، أو أن يشفي مريضاً، ولكن الأولى ترك ذلك. والدليل على جواز هذا الأمر ‎: ‏ أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا وانقطع المطر استسقى بالعباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا. قَالَ فَيُسْقَوْن ) قال: فيسقون. رواه البخاري. ‏
‎‎ ومراده بقوله (نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا ) أي: بدعائه. ‏
4. التوسل إلى الله بحال الداعي.
‎‎ كأن يقول الإنسان: اللهم إني فقير ومذنب فاغفر لي واقض ديني، فيظهر فاقته وحاجته لله سبحانه حتى يستجيب الله له، كما قال الله عز وجل عن موسى عليه السلام: {رب إني لما أنزلت إلي من خيرٍ فقير } [القصص: 24]. ‏
ب- التوسل الممنوع (المحرم ):
‎‎ وهو كل توسل لم يدل عليه دليل شرعي، أو كان مخالفاً لنصوص الكتاب والسنة، وهو أربعة أنواع : ‏
1. التوسل إلى المخلوق الميت الغائب والطلب منه أن يدعو الله أن يقضي حاجته، كما يفعله عباد القبور عندما يسألون صاحب القبر أن يفرج الله عنهم، فإن هذا هو نفس فعل المشركين، كما قال عز وجل عنهم: {والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [الزمر: 3]. ‏
‎‎ ومثاله كأن يقول الداعي لصاحب القبر: يا ولي الله ادع الله لي أن يشفي مريضي. وهذا شرك أكبر مخرج من الإسلام. ‏
2. التوسل إلى الله ودعاؤه وحده، لكن يجعل الداعي بينه وبين الله شخصاً في دعائه مثاله: كأن يقول: "اللهم إني أتوسل إليك بنبيك، أو بالمرسلين، أو بعبادك الصالحين ". لكن لا يتوجه إلى إيِّ منهم بدعاء، وإنما يدعو الله وحده مخلصاً له الدين. وهذا النوع بدعة ومحرم على الصحيح، لأنه لم يرد فيه نص ولم يفعله أحد من الصحابة، ولكنه ليس شركاً أكبر، لأن الداعي دعا الله سبحانه ولم يدع أحداً غيره. ‏
3. التوسل إلى الله بجاه فلان وحرمته وبركته.
‎‎ ولاشك أن هذا بدعة، لأنه لم يرد فيه نص شرعي، كأن يقول الإنسان: "اللهم إني أتوسل إليك بجاه فلان أو حرمته أو بركته ". ‏
‎‎ حتى ولو كان الذي يتوسل بجاهه هو النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الحديث الذي يرويه بعض الناس: ‏
‎‎ ‏ (توسلوا إلى الله بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم ). ‏
‎‎ فإن هذا حديث كذب وموضوع لم يقله، فلا يكون حجةً ولا دليلاً. ‏
4. الإقسام على الله بالمتوسل به:
‎‎ كأن تقول اللهم إني أقسمت عليك بفلان أن تشفي مريضي فهذا بدعة ولا يجوز، لأنه اشتمل على أمرين محرمين: ‏
الأول: أن الله حرم أن يقسم الإنسان بغير الله، وهذا إقسام بغير الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَك ) رواه الترمذي والحاكم وصححه وأقره الذهبي. ‏
الثاني: إذا كان الإقسام بالمخلوق على المخلوق لا يجوز، فالإقسام بالمخلوق على الخالق من باب أولى وأحرى أن يكون حراماً. ‏
‏ ‏
 
توقيع : ahmed fathy 13
1. التعريف ببعض المصطلحات العقدية المهمة.
‎‎ الدين ـ العقيدة ـ السنة ـ البدعة ـ السلف ـ أهل السنة والجماعة ـ الإيمان ـ الولاء والبراء. ‏
* الدين:
‎‎ الدين في اللغة: الجزاء والحساب، كما قال تعالى:{مالك يوم الدين } [الفاتحة: 3]، أي يوم الحساب والجزاء. ‏
‎‎ وفي الاصطلاح: هو اعتقاد قداسة ذات معينة، ومجموعة السلوك التي تدل على الخضوع لتلك الذات ذلاً وحباً، ورغبةً ورهبةً. ‏
‎‎ وعلى هذا فكل ما اتخذه الناس للتعبد فهو دين، سواء كان ديناً سماوياً، صحيحاً أو محرفاً، أو وضعياً من وضع البشر. ‏
‎‎ والدين في إطلاق الشرع هو دين الإسلام. قال عز وجل: {إن الدين عند الله الإسلام } ‏
‏[آل عمران: 19]. ‏
* العقيدة:
‎‎ في اللغة: مأخوذ من العقد والشد والربط بإحكام وقوة. ‏
‎‎ وأما في الاصطلاح العام: "فهي الأمور التى تصدق بها النفوس، وتطمئن إليها القلوب، وتكون يقيناً عند أصحابها لايمازجها شك ولايخالطها ريب ". ‏
‎‎ ويدخل في هذا الحد كل عقيدة حقاً كانت أم باطلة. ‏
‎‎ أما العقيدة بالمعنى الخاص: فهي العقيدة الإسلامية. ‏
* العقيدة الإسلامية:
‎‎ هي الإيمان الجازم الذي لاشك فيه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، وبكل ماجاء عن الله ورسوله من المغيبات وغيرها. ‏
* التوحيد:
‎‎ في اللغة: من الوحدة والانفراد، والواحد في الحقيقة الذي لاجزء له ألبتة. ‏
‎‎ وفي الشرع: هو اعتقاد أن الله تعالى هو المنفرد بالخلق والرزق والملك والتدبير، وله صفات الكمال والعظمة والجلال، وهو المنفرد بالأمر والنهي والطاعة والعبادة. فعلى هذا التعريف يشمل أنواع التوحيد الثلاثة التي تقدم بيانها. ‏
* السنة:
‎‎ في اللغة: السيرة والطريقة. ‏
* وفي الاصطلاح: "ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأفعاله وتقريراته ". ‏
‎‎ وتطلق السنة أيضا في مقابل البدعة للدلالة على سلامة العقيدة، فيقال: فلان على سنة، وفلان على بدعة. وكان السلف رحمهم الله يؤلفون كتباً في العقيدة الصحيحة ويطلقون عليها كتب "السنة ". ‏
* البدعة:
‎‎ في اللغة: اختراع الشيء على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: {بديع السموات والأرض } [البقرة: 117]. ‏
‎‎ وفي الاصطلاح: هو التعبد لله بأمر لم يشرعه الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن تعبد لله بشيء لم يشرعه الله فهو بدعة، ولو حَسُن قصد فاعله، وسواء صغر هذا الشيء أم كبر، والعمل المبتدع مردود غير مقبول عند الله عز وجل، قال صلىالله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ منه فَهُوَ رَدٌّ ) متفق عليه أي مردود على صاحبه. ‏
* السلف:
‎‎ في اللغة: كل من تقدمك وسبقك. ‏
‎‎ وفى الاصطلاح: يراد بالسلف: جمهور الصحابة والتابعين، وكبار أئمة أهل السنة والجماعة من الفقهاء والمحدثين وغيرهم، من أهل القرون الثلاثة الأولى التي شهد لها الرسول صلىالله عليه وسلم بالخيرية، على اختلاف مدارسهم وتنوع اجتهاداتهم. ‏
‎‎ والسلفية: هي الطريقة والمنهج الذي كان عليه الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان، من التمسك بالكتاب والسنة وتقديمهما على ما سواهما، والعمل بهما على مقتضى فهم الصحابة. ‏
* أهل السنة والجماعة:
‎‎ هم الذين تمسكوا بالكتاب والسنة، والتزموا منهج السلف الصالح في فهمها، واعتصموا بما أجمعت عليه الأمة، وحرصوا على الجماعة، ونبذ الفرقة والخلاف. وهم الفرقة التي وعدها النبى صلىالله عليه وسلم بالنجاة من بين سائر الفرق. ومدار هذا الوصف على اتباع سنة المصطفى صلىالله عليه وسلم وموافقة ماجاء به من الاعتقاد والهدي والسلوك وملازمة جماعة المسلمين، وهو الحق الذى يجب التمسك به. ‏
‎‎ فمن جمع بين هذين الشرطين كان من أهل السنة والجماعة. ‏
1. اتباع النبي صلىالله عليه وسلم في الاعتقاد والهدي والسلوك. ‏
2. ملازمة جماعة المسلمين وعدم الخروج عليهم. ‏
* الإيمان:
‎‎ في اللغة: التصديق والإقرار. ‏
‎‎ وفي الشرع: هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالجوارح. ‏
‎‎ فالإيمان الذي تعبدنا الله به يشتمل على ثلاثة أمور: ‏
1. الاعتقاد بالقلب:
‎‎ وله ركنان لابد منهما:
أ- قول القلب: وهو المعرفة والعلم والتصديق. ‏
ب- عمل القلب: وهو الالتزام والانقياد والتسليم والخضوع، ولوازم ذلك كله من عمل القلب، كالمحبة والتوكل والخوف والخشية. ‏
2. النطق باللسان:
‎‎ فالنطق بالشهادتين واجب، ومن لم ينطق بها فهو كافر ولايصح إسلامه. ‏
‎‎ فالنطق باللسان يتضمن أمرين:
أ. الإخبار عما يعتقده في قلبه. ‏
ب. الالتزام والانقياد لما يلزمه هذا الاعتقاد. ‏
3. عمل بالجوارح:
‎‎ وهذا مما يميز أهل العقيدة الصحيحة، أن الأعمال تدخل في الإيمان، وأهل البدع المخالفون للسنة يقولون: إن الأعمال لا دخل لها في الإيمان، والشرع دلت نصوصه على أن الأعمال من الإيمان. قال عز وجل: {وما كان الله ليضيع إيمانكم } [البقرة: 143]. ‏
‎‎ أي صلاتكم، والصلاة من الأعمال. ‏
‎‎ سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِه . قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّه . قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ حَجٌّ مَبْرُورٌ ) رواه البخاري ومسلم. ‏
* الولاء والبراء:
الولاء في اللغة: المحبة والنصرة. ‏
‎‎ وفي الشرع: محبة المؤمنين، فكل من أحبه الله ورسوله فالواجب محبته ونصرته على أعدائه. ‏
‎‎ البراء: هو البغض والعداوة لكل من أبغضه الله ورسوله، وأمرنا ببغضه من أهل العصيان والكفر. ‏
‎‎ الأدلة على هذا المعنى:
‎‎ قال عز وجل: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهـون عن المنكر } [التوبة: 71]. ‏
‎‎ وقال عز وجل: {ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة } [الممتحنة: 1]. ‏
‎‎ وقال عز وجل محذراً من محبة وموالاة اليهود والنصارى :{يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم } [المائدة: 51]. ‏
‎‎ فالذين ينادون بالإخاء والمحبة والمودة مع اليهود أو النصارى مخالفون لشرع الله، ولهذا الأصل العظيم. ‏
 
توقيع : ahmed fathy 13
2.خصائص منهج أهل السنة والجماعة في تقرير مسائل الاعتقاد
‎‎ أ- وحدة المصدر:
‎‎ ونعني بها أن السلف رحمهم الله لا يتلقون أمور دينهم إلا من الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة.
‎‎ ب- التسليم المطلق لنصوص الكتاب والسنة:
‎‎ فهم لا يعارضون نصوص الوحي بعقل أو رأي أو شيخ أو شهوة أو ذوق أو منام، بل يقفون حيث تقف بهم النصوص، ولايقدمون عليها أي شيء، ملتزمين قول الله عز وجل: {ياأيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم }‏
‏[الحجرات: 1].
‎‎ وملتزمين أيضاً قول الله عز وجل: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم يبنهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا } [النور: 51].
‎‎ ج- تجنب الجدل والخصومات في الدين:
‎‎ لقد شدد السلف على من اتبع المتشابه ولم يأخذ بالواضح المبين، وقصة عمر رضى الله عنه مع صبيغ بن عسل معروفة مشهورة، وهي أن صبيغاً قدم المدينة وكانت عنده كتب، فجعل يسأل عن متشابه القرآن، فبلغ ذلك عمر رضى الله عنه فبعث اليه وقد أعد له عراجين النخل (واحدها عرجون: عذق النخل، وهو ما يحمل التمر )، فلما دخل عليه وأجلسه قال له عمر: "من أنت ؟ فقال: أنا عبد الله صبيغ . فقال عمر: وأنا عبد الله عمر ، ثم أهوى إليه يضربه بتلك العراجين، فما زال يضربه حتى شجه فسال الدم على وجهه، فقال: حسبك يا أمير المؤمنين فوالله لقد ذهب الذي أجد في رأسي " رواه الدارمي في سننه، والآجري في الشريعة، واللالكائي في شرح أصول أهل السنة والجماعة.
‎‎ د- اتفاق السلف في أصول مسائل الدين:
‎‎ من ثمار صحة المنهج وصدقه أن يتفق أهل السنة على أصول مسائل الدين مع اختلاف أعصارهم وتباعد أمصارهم، فعقيدتهم واحدة منذ عصر النبي صلىالله عليه وسلم إلى عصرنا وإلى قيام الساعة.
‎‎ هـ- أنه منهج وسط:
‎‎ فأهل السنة وسط في جميع مسائل الاعتقاد، بل في جميع أمور الدين، وهذه الوسطية استفادوها من اعتمادهم على الكتاب والسنة من غير غلو ولاتقصير، ووسطيتهم تتجلى فيما يلي:
‎‎ أ-وسط في باب الأسماء والصفات: فهم بين المشبهة الذين شبهوا الله بخلقه، وبين المعطلة الذين نفوا وجحدوا أسماء الله وصفاته، فأثبت أهل السنة الأسماء والصفات لله تعالى من غير تشبيه ولا تعطيل.
‎‎ ب-وهم وسط في باب القدر: بين المكذبين لقدر الله وشمول علمه ومشيئته وخلقه، الذين قالوا: إن العبد يخلق فعل نفسه، وبين المنكرين لقدرة العبد ومشيئته واختياره، الذين غلو في إثبات القدر، وقالوا إن العبد مجبور على كل أفعاله.
‎‎ فأثبت أهل السنة علم الله السابق الشامل ومشيئته وخلقه لكل شيء، حتى أفعال العباد، وأثبتوا أن العبد له مشيئة واختيار، عليها يترتب الثواب والعقاب.
‎‎ ج- وهم وسط في باب الإيمان: فلم يكفروا المسلمين بارتكاب الكبيرة، ولم يجعلوهم مخلدين في النار، ولم ينفوا الشفاعة كالخوارج والمعتزلة، ولم يفرطوا كالمرجئة الذين قالوا: إن إيمان الفاسق وإيمان الأنبياء والصالحين سواء فأهل السنة وسط في ذلك، فمرتكب الكبيرة عندهم مؤمن ناقص الإيمان، وفاسق بكبيرته، ويستحق الشفاعة يوم القيامة .
‎‎ د- وهم وسط تجاه الصحابة رضي الله عنهم: فلم يغلوا فيهم كالرافضة الذين غلوا في آل البيت حتى جعلوا علياً إلهاً مع الله ـ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ـ ولم يجفوا (من الجفَاء ) كالخوارج الذين ناصبوا سائر الصحابة العداء -وشاركهم الرافضة فيما عدا آل البيت - ونسبوهم إلى الكفر والمروق عن الدين، فأهل السنة وسط بينهم، فهم يعتقدون في الصحابة أنهم أفضل الأمة بعد نبيهم صلىالله عليه وسلم، وهم في الفضل متفاوتون، فأعلاهم الخلفاء الراشدون الأربعة، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ولايعتقدون فيهم العصمة. ‏
 
توقيع : ahmed fathy 13
3. منزلة العقل في الإسلام:
‎‎ إن الإسلام كرم العقل أيما تكريم، كرمه حين جعله مناط التكليف عند الإنسان، والذي به فضله الله على كثير ممن خلق تفضيلا، وكرمه حين وجهه إلى النظر والتفكير في النفس، والكون، والآفاق: اتعاظاً واعتباراً، وتسخيراً لنعم الله واستفادة منها، وكرمه حين وجهه إلى الإمساك من الولوج فيما لايحسنه، ولايهتدي فيه إلى سبيل ما، رحمة به وإبقاء على قوته وجهده. وتفصيل هذه الجمل في الآتي: ‏
1. خص الله أصحاب العقول بالمعرفة لمقاصد العبادة، والوقوف على بعض حكم التشريع، فقال سبحانه بعد أن ذكر جملة أحكام الحج {واتقون يا أولي الألباب } ‏
‏[البقرة: 197]. ‏
‎‎ وقال عقب ذكر أحكام القصاص: {ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب } ‏
‏[البقرة: 179]. ‏
2. قصر سبحانه وتعالى الانتفاع بالذكر والموعظة على أصحاب العقول، فقال عز وجل: {ومايذكر إلا أولوا الألباب } [البقرة: 269]. ‏
‎‎ وقال عز وجل: {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } [يوسف: 111]. وقال ‏
عز وجل: {ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون } [العنكبوت: 35]. ‏
3. ذكر الله أصحاب العقول، وجمع لهم النظر في ملكوته، والتفكير في آلائه، مع دوام ذكره ومراقبته وعبادته، قال تعالى: {إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض } إلى قـوله عـز وجل: {إنك لاتخلف الميعاد } ‏
‏[آل عمران: 190-194]. ‏
‎‎ وهذا بخلاف ما عليه أصحاب المذاهب الضالة في العقل، فمنهم من اعتمد العقل طريقاً إلى الحق واليقين، مع إعراضه عن الوحي بالكلية كما هو حال الفلاسفة، أو إسقاط حكم الوحي عند التعارض -المفترَى - كما هو حال المتكلمين، ومنهم من جعل الحق والصواب فيما تشرق به نفسه، و تفيض به روحه، وإن خالف هذا النتاج أحكام العقل الصريحة، أو نصوص الوحي الصحيحة، كما هو حال غلاة الصوفية.‏
‎‎ أما أهل العلم والإيمان فينظرون في ملكوت خالقهم، نظراً يستحضر عندهم قوة التذكر والاتعاظ، وصدق التوجه إلى الخالق البارئ سبحانه، من غير أن يخطر ببال أحدهم ثمة تعارض بين خلق الله وبين كلامه، قال عز وجل: {ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } [الأعراف: 54]. ‏
4. ذم الله عز وجل المقلدين لآبائهم، وذلك حين ألغوا عقولهم وتنكروا لأحكامها رضاً بما كان يصنع الآباء والأجداد، قال عز وجل: {وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنآ أو لو كان آباؤهم لايعقلون شيئاً ولايهتدون ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون } [البقرة: 170-171]. ‏
5. حرم الإسلام الاعتداء على العقل بحيث يعطله عن إدراك منافعه. ‏
‎‎ - فمثلاً: حرم على المسلم شراب المسكر والمفتر وكل مايخامر العقل ويفسده، قال عز وجل: {ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون } [المائدة: 90]. ‏
‎‎ وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ مُسْكِرٍ وَمُفَتِّرٍ ) رواه أبوداود، وصححه الحافظ العراقي. ‏
6. وجعل الإسلام الدية كاملة في الاعتداء على العقل وتضييع منفعته بضرب ونحوه، قال عبدالله بن الإمام أحمد: "سمعت أبي يقول: في العقل دية، يعني إذا ضرب فذهب عقله " قال ابن قدامة: "لانعلم في هذا خلافاً ". ‏
7. شدد الإسلام في النهي عن تعاطي ماتنكره العقول وتنفر منه، كالتطير والتشاؤم بشهر صَفَر ونحوه، واعتقاد التأثير في العدوى والأنواء وغيرها، وكذا حرم إتيان الكهان وغيرهم من أدعياء علم الغيب، وحرم تعليق التمائم وغيرها من الحروز. ‏
‎‎ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلىالله عليه وسلم قال: (لاعدوى ولاطيرة ) رواه البخاري. ‏
‎‎ الطيرة: التشاؤم بالشيء.‏
‎‎ وفي رواية عن جابر رضي الله عنه: (لاعدوى ولاغول ولاصفر ) رواه مسلم. ‏
‎‎ غول: جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس، وتضلهم عن الطريق، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم.‏
‎‎ صفر: كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها الصفر تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه، فأبطل الإسلام ذلك.‏
‎‎ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلىالله عليه وسلم: (مَنْ اقْتَبَسَ عِلْمًا مِنْ النُّجُومِ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنْ السِّحْرِ زَادَ مَا زَاد ) رواه أبوداود وابن ماجه، وصححه الحافظ العراقي، والنووي. ‏
‎‎ والمراد: النهي عن اعتقاد أن للنجوم ـ في سيرها واجتماعها وتفرقها ـ تأثيراً على الحوادث الأرضية، وهو ما يسمى بعلم التأثير، أما علم التسيير وهو الاستدلال ـ عن طريق المشاهدة ـ بسير النجوم على جهة القبلة ونحو ذلك فلا شيء فيه. ‏
‎‎ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) رواه مسلم. ‏
‎‎ وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ . قَالَتْ: قُلْتُ لِمَ تَقُولُ هَذَا، وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَتْ عَيْنِي تَقْذِفُ وَكُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَى فُلَانٍ الْيَهُودِيِّ يَرْقِينِي، فَإِذَا رَقَانِي سَكَنَتْ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: إِنَّمَا ذَاكَ عَمَلُ الشَّيْطَانِ، كَانَ يَنْخُسُهَا بِيَدِهِ، فَإِذَا رَقَاهَا كَفَّ عَنْهَا، إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكِ أَنْ تَقُولِي كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَذْهِبْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا ) رواه أبوداود، وصححه السيوطي والألباني. ‏
‎‎ التولة: ضرب من السحر يحبب المرأة إلى زوجها، جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يفعل خلاف ما قدر الله.‏
‎‎ هذا مع أمر الشارع العبد أن يأخذ بالأسباب ويتوكل على خالق الأسباب، كما قال صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان ) رواه مسلم. ‏
‏ ‏
 
توقيع : ahmed fathy 13
4. المسيح بين الإنجيل والقرآن
أ- المسيح في القرآن الكريم:
‎‎ لقد ذكر القرآن مواضع مهمة من سيرة المسيح عليه السلام من حين ولادته إلى حين رفعه إلى السماء، وبَّين ضلال النصارى واليهود فيه واعتقاداتهم الفاسدة، وردَّ عليها وبيَّن كفرهم وضلالهم، وتفصيل ذلك كما يلي: ‏
1. مريم (أم عيسى ) وحياتها:
‎‎ قال الله عز وجل: {إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك مافي بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم * فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم * فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } [آل عمران : 35-37]. ‏
‎‎ ‏ {وإذ قالت الملائكة يامريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين * يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين * ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون } ‏
‏[آل عمران : 42-44].
2. ولادة المسيح عليه السلام:
‎‎ قال عز وجل: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً * فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً* قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً * قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغياً * قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً * فحملته فانتبذت به مكاناً قصياً * فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً * فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً *وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً * فكلي واشربي وقري عيناً فإما ترين من البشر أحداً فقولي إني نذرت للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسياً * فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئاً فرياً *ياأخت هارون ماكان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً } [مريم: 16-28].
3. من معجزات المسيح عليه السلام :
‎‎ قال عز وجل: {فأتت به قومها تحمله قالوا يامريم لقد جئت شيئاً فرياً* ياأخت هارون ماكان أبوك امرأ سوءٍ وماكانت أمك بغياً * فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً * قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً } [مريم : 27-30]. ‏
‎‎ قال سبحانه: {ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين } [آل عمران : 49]. ‏
‎‎ وقال: {قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدةً من السماء تكون لنا عيداً لأولنا وآخرنا وآيةً منك وارزقنا وأنت خير الرازقين * قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين } [المائدة : 114-115]. ‏
‎‎ وقال: {وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس } [البقرة : 87]. ‏
‎‎ وقال: {إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلاً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تخرج الموتى بإذني وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين } [المائدة : 110]. ‏
4. عيسى نبي من أنبياء بني إسرائيل:
‎‎ قال الله تعالى: {ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآيةٍ من ربكم } ‏
‏[آل عمران: 49]. ‏
‎‎ وقال: {وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة } [الصف: 6]. ‏
‎‎ وقال سبحانه: {وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل } [الزخرف : 59]. ‏
5. دعوة عيسى عليه السلام:‏
‎‎ قال عز وجل: {يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار } [المائدة : 72]. ‏
‎‎ وقال تعالى: {ومصدقاً لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الـذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون * إن الله ربي وربكم فاعبدوه هـذا صراط مستقيم } [آل عمران: 50-51]. ‏
‎‎ وقال سبحانه: {ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون * إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم } [الزخرف: 63-64].
‎‎ وقال: {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون * ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين } [آل عمران: 52-53]. ‏
6. ليس المسيح إلا عبداً لله ورسولاً من رسله:
‎‎ قال الله تعالى: {إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } [النساء: 171]. ‏
‎‎ وقال سبحانه: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام } [المائدة : 75]. ‏
‎‎ وقال: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاً } [النساء: 172]. ‏
‎‎ وقال: {قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً * وجعلني مباركاً أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حياً * وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً * والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً * ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون } [مريم: 30-34]. ‏
‎‎ وقال: {إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل } [الزخرف: 59]. ‏
7. نزول الإنجيل على المسيح:
‎‎ قال سبحانه: {وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل } [الحديد: 27]. ‏
‎‎ وقال: {وآتيناه الإنجيل فيه هدىً ونور } [المائدة: 46]. ‏
8. تبشير المسيح بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً من بعده:
‎‎ قال تعالى: {وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسولٍ يأتي من بعدي اسمه أحمد } [الصف: 6]. ‏
‎‎ فلما جاء الرسول صلىالله عليه وسلم كفروا به: ‏
‎‎ قال تعالى: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين } [البقرة: 89]. ‏
‎‎ وقال: {ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لايعلمون } [البقرة: 101]. ‏
‎‎ وقال: {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق } [البقرة: 109]. ‏
9. تكفير من ألّه المسيح أوعَبَده:
‎‎ قال تعالى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً } [المائدة: 17]. ‏
‎‎ وقال: {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار } ‏
‏[المائدة: 72]. ‏
‎‎ وقال: {وإذ قال الله ياعيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ماليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم مافي نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب * ماقلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم ...} [المائدة: 116-117]. ‏
‎‎ وقال سبحانه: {اتخذوا أحبـارهم ورهبـانهم أربابـاً من دون الله والمسيح ابن مريم } [التوبة: 31]. ‏
10. إنكار القرآن على الغلاة من أهل الكتاب:
‎‎ قال تعالى: {يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولاتقولوا ثلاثة انتهوا خيراً لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له مافي السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلاً } [النساء: 171]. ‏
‎‎ وقال: {قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قومٍ قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل } [المائدة: 77]. ‏
‎‎ وذلك أن ولادة المسيح من غير أب كانت سبباً في اختلاف واسع الشقة، فبينما يزعم اليهود أن المسيح لقيط، وأن أمه بغي أتت به من الزنا، يذهب النصارى إلى أن عيسى إله في صورة البشر، جاء ليخلص بني آدم من خطيئتهم منذ خلق آدم إلى يوم القيامة، فنزل القرآن ليبين فساد اعتقاد الفريقين، وينسبهما إلى الغلو القبيح والشرود عن الحق والبعد عن سواء السبيل. ‏
11. ماصلبوا المسيح بل رفعه الله إليه:‏
‎‎ قال تعالى: {وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علمٍ إلا اتباع الظن وما قتلوه يقيناً } [النساء: 157]. ‏
12. نزول المسيح قبل القيامة:‏
‎‎ قال عز وجل: {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً } [النساء : 159]. ‏
 
توقيع : ahmed fathy 13
ب- المسيح في الإنجيل
‎‎ كما هو معلوم فإن النصارى يؤمنون بأربعة أناجيل وهي:
‎1. إنجيل متى. ‏
‎2. إنجيل لوقا. ‏
3. إنجيل مرقص.
4. إنجيل يوحنا. ‏
‎‎ ولهذا سنذكر ملخصاً لفكرة المسيح لديهم من خلال هذه الأناجيل: ‏
1. من هو المسيح:‏
‎‎ المسيح عند النصارى هو ابن الله الأزلي -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً -، وهم يعتقدون أن الله سبحانه وتعالى غضب على الجنس البشري بسبب خطيئة آدم وأكله من الشجرة، ولهذا رحمة بهم أرسل ابنه الوحيد إلى الأرض، حيث دخل رحم مريم العذراء البتول، وولد كما يولد الأطفال وتربى كالأطفال، ثم صلب ظلماً على الصليب ليكفر عن آدم وبني آدم الخطيئة. ‏
2. المسيح هو الله وابن الله وثالث ثلاثة:‏
‎‎ يعتقد النصارى أن الله حل في المسيح فاختلط جزءه البشري مع الجزء الإلهي، وأنه ابنه، وأنه شخص وأقنوم منفصل عنه، كلها اعتقادات للنصارى ولايمكن الجمع بينها ولايقبلها العقل البشري. ‏
3. عقيدة التثليث:‏
‎‎ خلاصة هذه العقيدة أن الابن وهو المسيح، والأب وهو الله، والروح القدس وهو جبريل، ثلاثة أقانيم -أي أشخاص - وفي نفس الوقت هم واحد، وهذه العقيدة لايمكن للعقل قبولها ولاتوافق حتى السنن الكونية، ولهذا وجد لها النصارى حلاً، فقالوا لأتباعهم المقولة المشهورة: "اعصب عينيك واعتقد "، أي من غير أن تفكر هل هو مقبول عقلاً أم لا؟‏
4. نسب المسيح:‏
‎‎ إن المتأمل في أناجيلهم يجد التباين الكبير والاختلاف الشديد بين إنجيل متى وإنجيل لوقا في سرد نسب المسيح عليه السلام، فكيف يكون الإنجيل هذا من عند الله، وأيهم الصواب؟ إن هذا دليل واضح على عدم قدسية الإنجيل وصحته، لأن التحريف والتبديل قد دخله، وهذا التباين والاختلاف من أقوى الأدلة. ‏
‎‎ لقد نسب كتاب الإنجيل المسيح إلى يوسف ومن ثم إلى داود وإلى إبراهيم. وهل كان يوسف أباً للمسيح حتى يكون نسبه من جهته؟ كلا، وإن كان لابد فليكن من جهة مريم أمه لا غير، كما نسبه القرآن الكريم. ‏
5. ولادة المسيح وحياته:‏
‎‎ لقد ذكرت الأناجيل ولادة المسيح وحياته بشكل يدعو للدهشة لما فيه من التناقض والاختلاف، مما يدل على وقوع التحريف والتبديل فيها، فخذ أمثلة على هذا: ‏
أ. في إنجيل لوقا: أن ولادة المسيح كانت بعد الاكتـتاب في عهد أغسطس، والثابت في التاريخ أن ذلك كان في السنة السادسة من ولادة المسيح. ‏
‎‎ بينما يقول متى: إن ولادة المسيح كانت في عهد هيرووس، والثابت في التاريخ أنه توفي قبل ولادة المسيح بأربع سنوات. ‏
ب. أن متى يدعي أن أبويه ذهبا إلى مصر خوفاً من هيرووس الذي أمر بقتل جميع الصبيان. بينما يقول لوقا: إن أبويه ذهبا به إلى أورشليم ومنها إلى الناصرة وبقيا هناك إلى أن شابا. ‏
ج. يقول متى: إن المسيح كان ملك اليهود، والتاريخ يكذب هذه الدعوى، فإن المسيح لم يكن يوماً ما ملكاً لليهود، بل هم الذين سعوا إلى الحكم واستطاعوا إصدار الأمر عليه بالإعدام. ‏
6. ما جاء في الأناجيل عن المسيح موافقاً لما في القرآن:‏
أ. بشرية المسيح: حيث تقول بأنه ولد من مريم، وكان يأكل ويشرب ويتعب وينام وكلها من خصال البشر. ‏
ب. أنه رسول الله: ‏
‎‎ جاء في إنجيل متى:10 / 40: "متى يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني ". ‏
ج. أنه رسول إلى بني إسرائيل خاصة: ‏
‎‎ ورد في إنجيل متى 15 / 24: "أن المسيح عليه السلام لحقته امرأة كنعانية تطلب منه شفاء ابنتها المجنونة فقال المسيح: لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ". ‏
‎‎ وهذا مخالف لما يدعيه النصارى من عالمية دعوتهم لجميع الناس. ‏
د. أنه متبع لشريعة موسى عليه السلام ومكمل لها: ‏
‎‎ يقول متى في إنجيله 5/ 17: عن المسيح أنه قال: "لاتظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ماجئت لأنقض بل لأكمل ". ‏
هـ. أنه دعى إلى عبادة الله وحده لاشريك له: ‏
‎‎ ذكر متى في إنجيله 4/10: عن المسيح أنه قال: "للرب إلهك تسجد إليه وإياه وحده تعبد ". ‏
 
توقيع : ahmed fathy 13
خلاصة هذا الموضوع:
‎‎ ومن خلال هذا العرض نخلص إلى مايلي:
‎‎ أولاً: أن عقيدة المسلمين كما تبين من نصوص القرآن الكريم في المسيح عليه السلام عقيدة مقبولة عقلاً، وتتطابق مع السنن الكونية والإلهية، بخلاف مافي سيرته في الأناجيل من المبالغة والأمور التي لاتقبل عقلاً، فمثلاً كيف يكون رباً ثم هو يقتل ويصلب ولايستطيع أن يدافع عن نفسه.
‎‎ ثانياً: من خلال الوصف تظهر وسطية الإسلام تجاه المسيح عليه السلام، فلا غلو كالنصارى الذين جعلوه رباً وإلهاً، ولا جفاء كاليهود الذين جعلوه ابناً من الزنا -قبحهم الله -.
‎‎ ثالثاً: التوافق والتلاؤم بين المعلومات في القرآن عن المسيح عليه السلام وما يجب اعتقاده فيه، ولاتوجد أي معلومة في القرآن حوله متضاربة أو متناقضة بخلاف الأناجيل، فإن المعلومات التي فيها متضاربة، فما يوجد في إنجيل يوحنا يخالف مافي إنجيل متى وهكذا.
‎‎ رابعاً: أن ما نقل إلينا في القرآن عن المسيح عليه السلام ثبت سنده بالتواتر القطعي الذي رواه الثقات عن الثقات بالأسانيد المشهورة المعلومة، وأما ما نقل إلينا عن المسيح في الأناجيل فلا سند له، ولايعلم مصدره، وهذا يشكك في نسبة المعلومات عن المسيح وعن حياته.
‎‎ خامساً: مجمل عقيدة المسلمين من خلال القرآن في المسيح عليه السلام إنما هي تشريف وتكريم ورفع منزلته، ولايوجد فيها تنقيص أو احتقار له بخلاف ما عليه الأناجيل من ذكر بعض ما ينقص من قدره، كالصلب والفداء ونحو هذا. ‏

 
توقيع : ahmed fathy 13
5. نواقض شهادة أن لا إله إلا الله (نواقض الإسلام)
‎‎ معنى النواقض: النواقض هي اعتقادات أو أقوال أو أفعال تزيل الإيمان وتقطعه. ‏
‎‎ والمعنى: أن هناك أموراً إذا وقع فيها العبد فإنها تكون سبباً في كفره وخروجه من الإسلام، ولهذا يجب عليه الحذر والابتعاد عنها، ومن أهمها مايلي: ‏
‎‎ الناقض الأول : "الشرك في عبادة الله عز وجل ":
‎‎ وهو أن يجعل لله نداً يدعوه كما يدعو الله، أو يخافه أو يرجوه أو يحبه كحب الله، أو يصرف له نوعاً من أنواع العبادة . ‏
‎‎ قال عز وجل : {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } [الزمر: 65]. ‏
‎‎ وقال مبيناً مأوى المشركين به سبحانه: {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ..} [المائدة : 72].
‎* من صور الشرك بالله تعالى في الواقع المعاصر:
أ. دعـاء أصحاب القبور لقضاء الحاجات وتفريج الكربات، سواء كانوا أنبياء أو أولياء أو غيرهم. ‏
ب. دعاء شخص النبي صلى الله عليه وسلم وخاصة فيما يسمى بالمولد النبوي، وهو من البدع المحدثة والله المستعان. ‏
ج. التحاكم إلىالقوانين والدساتير الوضعية والإعراض عن شرع الله، والله عز وجل يقول: {ولايشرك في حكمه أحدا ً} [الكهف: 26]. ‏
د. دعاء آل البيت النبوي، كما يفعل الرافضة الشيعة الذين يدعونهم من دون الله، فيقول أحدهم: "ياعلي ، يافاطمة ، ياحسن ، ياحسين ....وهكذا "‏
‎‎ الناقض الثاني: "من لم يكفر المشركين والكفار أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم ": ‏
‎‎ صورته: أن يعتقد مثلاً أن اليهود أو النصارى أو البوذيين أو الهندوس ليسوا بكفار، أو يعتقد مثلاً أن أديانهم أو بعضها أديان صحيحة ولاحرج في اعتقادها والعمل بها، فإن هذا كله من الكفر والخروج عن دين الله عز وجل، وقد أجمع العلماء على هذا الحكم، لأنه تكذيب لآيات الله عز وجل، فالله عز وجل قد كفّر من اعتنق ودان بدين غير دين الإسلام فقال عز وجل: {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } [آل عمران: 85]. ‏
‎‎ وقال عن النصارى: {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة } [المائدة: 73]. ‏
‎‎ فمن قال إنهم ليسوا بكفار فقد كفر وكذب بآيات الله عز وجل . ‏
‎‎ ومن أبرز مظاهره في الواقع المعاصر: الدعوى الخبيثة المسماة "بدعوى التقارب بين الأديان " أو "الحوار بين الأديان " المبنية على صحة دين النصارى واليهود والعياذ بالله. ‏
‎‎ الناقض الثالث: "سب الله أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم "‏
‎‎ إن سب الله عز وجل أو سب رسوله صلى الله عليه وسلم يعد من أقبح وأشنع المكفرات القولية، لأنه يناقض قول القلب وهو التصديق، وعمل القلب من محبة الله وإجلاله وتعظيمه. ‏
‎‎ وإذا كان الله قد كفر المستهزئين بآيات الله، فإن الساب لله كفره أوضح وأبين من باب أولى، قال عز وجل : {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } [التوبة: 65-66]. وهو كفر سواءً استحله أولم يستحله، ويكفر ظاهراً وباطناً. ‏
‎‎ ويقول الله عز وجل : {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد له عذاباً مهينا ً} [الأحزاب: 57]. ‏
‎‎ وجه الاستدلال بهذه الآية على كفر من سب الله ورسوله: ‏
1. لعنهم في الدنيا والآخرة، واللعن: هو الطرد والإبعاد عن الرحمة، ومن طرده عن رحمته في الدنيا والآخرة لايكون إلا كافراً. ‏
2. أن الله عز وجل قال في موضع آخر: {وأعتدنا للكافرين عذاباً مهينا ً} [النساء: 37].‏
‎‎ ولم يجئ إعداد العذاب المهين في القرآن إلا في حق الكفار، كقوله عز وجل : {والذين كفرواوكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين } [الحج : 57]. ‏
‎‎ * وقـد أجمـع العلماء على كفر من سب الله عز وجل أو سب رسوله صلىالله عليه وسلم. ومما يلحق به سب جميع الصحابة أو جمهورهم أو أمهات المؤمنين، لأنه مكذب بآيات الكتاب التي جاءت تقرر عدالتهم ورضاء الله عنهم. ‏
‎‎ الناقض الرابع: "الاستهزاء بالله أو بالرسول أو بشيء من دين الله ". ‏
‎‎ وهذا الناقض يتساهل فيه كثير من الناس، خاصة الاستهزاء بالدين وأهله، وهو يقع مع الأسف في بعض صحف ومجلات المسلمين صراحة أو إيماءً وتلميحاً، فإن هذا العمل كفر مخرج من دين الإسلام، قال عز وجل : {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لاتعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم } [لتوبة: 66.] ‏
‎‎ وهذا تكفير صريح من الله لهم ولا عذر لأحد فيه. ‏
‎‎ الناقض الخامس: "الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولايعمل به ". ‏
‎‎ والإعراض نوعان: ‏
أ. إعراض لا يخرج من الدين؛ لأن معه أصل الإيمان، كمن يعرض عن بعض الواجبات مع الإقرار بها، فهذا ناقص الإيمان. ‏
ب. إعراض تام عن الشرع، فهذا مخرج من الملة والدين، وهو الذي نعنيه بحديثنا عن نواقض الإسلام. ‏
‎‎ يقول الله عز وجل: {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وماأولئك بالمؤمنين } [النور: 47]. ‏
‎‎ فالله عز وجل نفى عنهم اسم الإيمان؛ لأنهم تولوا وأعرضوا بالكلية عن طاعة الله ورسوله. ‏
‎‎ والإعراض عن دين الله وشرعه هو حقيقة النفاق، يقول الله عز وجل: {وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ً} [النساء: 61]. ‏
‎‎ فهذه صفة المنافقين المارقين، وهذه الآية ناطقة بأن من صد وأعرض عن حكم الله ورسوله عمداً ولاسيما بعد دعوته إليه وتذكيره به، فإنه يكون منافقاً لايعتد بما يزعمه من الإيمان وما يدعيه من الإسلام، يقول الله عز وجل: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون } [السجدة: 22]. ‏
‎‎ الناقض السادس: "مظاهرة المشركين على المسلمين "‏
‎‎ المقصود بهذا الناقض: أي من كان نصيراً وعوناً للكفار ضد المسلمين، ويدافع عن الكفار بالمال والسلاح والبيان، فهذا كفر يناقض الإيمان ويخرج صاحبه من الدين، وهو نقض لعقيدة الولاء والبراء، وهو الذي يسميه العلماء "التولي ". ‏
‎‎ قال عز وجل : {ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم } [المائدة: 51]. ‏
‎‎ وهذا صريح في تكفير من صار متولياً للكفار ومعاوناً لهم. ‏
‎‎ ويقول عز وجل : {ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون } [التوبة: 23]. ‏
‎‎ إن مظاهرة المشركين ضد المسلمين خيانة لله عز وجل ولرسـوله صلىالله عليه وسلم وللمؤمـنين ، قـال عز وجل: {ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيراً منهم فاسقون } [المائدة: 80-81]. ‏
‎‎ فتولي الكفار موجب لسخط الله عز وجل والخلود في عذابه، ولو كان متوليهم مؤمناً ما فعل ذلك مطلقاً. ‏
‎‎ الناقض السابع: "الحكم بغير ما أنزل الله ". ‏
* منزلة الحكم بما أنزل الله من الدين:
1. لقد جاءت آيات القرآن الكريم مقررة بصورة حاسمة جازمة أن الحكم من خصائص الرب عز وجل، قال تعالى: {إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين } ‏
‏[الأنعام: 57]. ‏
‎‎ وقال عز وجل : {له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون } ‏
‏[القصص: 70]. ‏
2. الحكم بما أنزل الله جزء لايتجزء من توحيد العبادة الذي بعثت به الرسل، وأنزلت من أجله الكتب، وهو نوع من أنواع العبادة، لايجوز أن تصرف إلا لله. ‏
‎‎ قال عز وجل : {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم } [يوسف: 40]، فسمى الحكم عبادة لله. ‏
3. الحكم بما أنزل الله جزء من توحيد الله بالربوبية، وأنه سبحانه المتفرد بالتدبير والتصرف في شؤون خلقه، ولهذا عد الله عز وجل الذين يتحاكم الناس إليهم من دونه سبحانه أرباباً مشاركين لله في ربوبيته وجعل المتحاكمين إليهم عابدين لهم: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله } [التوبة: 31]. ‏
4. الحكم بما أنزل الله من الإيمان، والحكم بغير ذلك ينقض الإيمان قال عز وجل : {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لايجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما } [النساء: 65]. ‏
* متى يكون الحكم بغير ما أنزل الله كفراً مخرجاً من الملة، ومتى لا يكون مخرجاً من الملة؟
أ-الحالات التي يكون فيها الحكم بغير ماأنزل الله كفراً أكبر مخرجاً من الملة والدين:
1. من شرع شرعاً ونظاماً غير ماأنزل الله:
‎‎ بعد أن قررنا أن الله عز وجل هو الواحد الأحد المتفرد بالخلق والتدبير في هذا الكون، فهو وحده الذي له حق التشريع والتحليل والتحريم، ومن نازع الله في ذلك وشرع وحلل وحرم بغير ما شرع الله فهو مشرك مع الله في ربوبيته. فمن أحل الحرام المجمع عليه، أو حرم الحلال المجمع عليه، كمن يبيح شرب الخمر أو الزنا، أو يحرم تعدد الزوجات ويمنعه ويعاقب عليه، ويسن قانوناً في ذلك كله فقد نازع الله في حكمه وشرع مالم يأذن به. قال عز وجل : {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله } [الشورى: 21]. ‏
‎‎ ووصف الأحبار والرهبان الذين أحلوا ما حرم الله، وحرموا ماأحل الله بأنهم أرباب وأنداد لرب العالمين، قال عز وجل : {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله } [التوبة: 31]. ‏
2. أن يجحد أو ينكر الحاكم بغير ما أنزل الله عز وجل أحقية حكم الله ورسوله صلىالله عليه وسلم، وقد أجمع العلماء على تكفير من أنكر حكماً معلوماً من الدين بالضرورة، كمن ينكر فريضة الجهاد أو يجحد وجوب الزكاة. ‏
3. أن يفضل حكم الطاغوت أو القوانين الوضعية على حكم الله عز وجل، سواء في كل الأحكام أو بعضها: والله عز وجل يقول: {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقومٍ يوقنون } [المائدة: 50]. ‏
‎‎ ومما يدخل تحت هذا النوع الذين لايحكمون بالشرع المطهر استخفافاً به واحتقاراً له، وهؤلاء يشملهم الوعيد: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } [المائدة: 44]. ‏
4. من ساوى بين حكم الله وحكم الطاغوت من القوانين الوضعية وغيرها: فهذا كفر مخرج عن الدين؛ لأنه تسوية للمخلوق بالخالق، ومعاندة لقوله عز وجل: {ليس كمثله شيء } [الشورى: 11]. ‏
‎‎ ولقوله عز وجل: {فلاتجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون } [البقرة: 22]. ‏
‎‎ والله أخبر عن أهل النار أنهم يقولون لآلهتهم وهم في النار: {تالله إن كنا لفي ضلالٍ مبين إذ نسويكم برب العالمين } [الشعراء: 98 ]. ‏
5. أن يجّوز التحاكم لغير شرع الله، أو يعتقد أن الحكم بالشرع غير واجب. ‏
6. من لم يحكم بما أنزل الله إباءً وامتناعاً فهو كافر وإن لم يجحد الحكم بما أنزل الله؛ لأن الذي لم ينقد ولم يسلم أمره لشرع الله فإنه لم يحقق أصل الإيمان في قلبه الذي يصبح به مسلماً. ‏
‎‎ * ومما يلحق بهذا:
‎‎ استحلال المحرمات واعتقاد حلها، حتى إن كان استحلاله بالفعل دون القول، كمن يصرح ويأذن لأماكن البغاء والزنا، ويوفر الحماية الكاملة لها، ويسن القوانين التي تنظم عملها، وبعد أن تزول عنه شبهة الجهل أو الإكراه أو التأويل فإن هذا نوع من استحلاله بالفعل. ‏
‎‎ والنبي صلىالله عليه وسلم أمر أن يقتل الرجل الذي تزوج امرأة أبيه وأن يخمس ماله. فهذا الرجل كفر، لأن النبي صلىالله عليه وسلم خمس ماله مع أنه لم يتلفظ بالاستحلال. لكن الزواج من امرأة أبيه استحلال لفرجها بالفعل. ‏
7. إنشاء المحاكم القانونية وإلزام الناس بالتحاكم إليها مضاهاةً ومماثلةً بالمحاكم الشرعية: ‏
‎‎ فإن هذه الحالة من أشنع الحالات وأعظمها جرماً وكفراً وشركاً بالله عز وجل ؛ لأنها تناقض أصل تفرد الله بالربوبية وأن له الحق الخالص في تدبير شؤون خلقه، ويلحق بهذا : التحاكم إلى الأعراف وسلوك وعادات القبائل المخالفة للشرع المطهر وإلزام الناس بها. ‏
ب-الحالات التي لايكون فيها الحكم بغير ما أنزل الله كفراً أكبر :
1. أن يحكم بغير ما أنزل الله في حالة أو حالات معدودة، اتباعاً للهوى وطمعاً في غرض من أغراض الدنيا، أو خوفاً من ظلم، مع أن الأصل في حكمه هو الحكم بالشرع، فإن هذا من المعاصي وكبائر الذنوب. ‏
2. أن يحكم بغير ما أنزل الله خطأً بعد أن اجتهد ليحكم بما أنزل الله، فهذا مخطئ مغفور له إن شاء الله. ‏
الناقض الثامن: "السـحر "
‎‎ السحر: هو عُقد ورقى وتمتمات وكلام يتكلم بها الساحر أو يكتبها، أو يعمل شيئاً في بدن المسحور أو عقله أو كليهما، فقد يمرض وقد يقتل. ‏
‎‎ وحكم السحر محرم، وقد عده النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات الكبرى، وفي بعض حالاته يكون كفراً مخرجاً من الملة، وإليك بعض صورها: ‏
* بعض صور السحر التي تكون كفراً أكبر:
أ- إذا كان في السحر دعاء لغير الله واستعانة بالشياطين، فهو شرك أكبر، وعلى هذا غالب السحرة. ‏
ب- إذا كان فيه استهانة بالمصحف، وإلقاء العذرة والقاذورات عليه، أو سب الله عز وجل ونحوها مما يفعله السحرة كي يتقربوا للشياطين حتى تخدمهم. ‏
ج- إذا كان فيه ذبح لغير الله، والذبح عبادة، فمن صرفها لغير الله فقد أشرك، وغالب السحرة يذبح للجن والشياطين لعلاج المرضى. ‏
‎‎ متى يكون السحر معصيةً؟
‎‎ أما إذا كان السحر أبخرة وأدوية ولم تشتمل على رقى وكتابات فيها استغاثة أو دعاء لغير الله، فإنه معصية كبرى؛ لكونه تسبب في أذية مسلم أو أكل ماله بالباطل. ‏
‎‎ علامات يعرف بها الساحر: ‏
1. أن يكون ظاهره الفسق في شكله ولبسه ومكان إقامته. ‏
2. أن يأمر المريض بأمور محرمةٍ شرعاً مثل: سماع الغناء وآلات اللهو، أو تعاطي شيء محرم كالمسكرات أو النجاسات، أو يأمر المرأة بكشف حجابها أو الخلوة بها من غير محرم . ‏
3. أن يأمره بالذبح لغير الله سبحانه، والغالب يكون للجن الذين يعينونه على شره. ‏
4. أن يطلب من المريض شيئاً من ملابسه أو آثاره كشعره أو أظفاره ونحو ذلك.
5. أن يسأل المريض عن اسم أمه لكي يستدل عليه الجن. ‏
6. عادة السحرة يكون ظاهرهم القذارة والروائح النتنة في أبدانهم ومحالهم، لأن شياطينهم تعشق مثل هذه الأماكن. ‏
 
توقيع : ahmed fathy 13
المراجع
- الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد (رسالة ماجستير ) تأليف: سعود بن عبدالعزيز العريفي.
‎‎ - أشراط الساعة (رسالة ماجستير ) للشيخ يوسف الوابل.
‎‎ - الإيمان بالقدر، للشيخ عمر بن سليمان الأشقر.
‎‎ - الإيمان بالملائكة، للشيخ عمر بن سليمان الأشقر.
‎‎ -خصائص الإسلام العامة، د: يوسف القرضاوي.
‎‎ - خلق أفعال العباد، لِلإمام البخاري.
‎‎ - الرسل والرسالات، للشيخ عمر بن سليمان الأشقر.
‎‎ - شرح العقيدة الواسطية، للشيخ محمد الصالح العثيمين. ‏
‏ - شفاء العليل، لابن القيم.

‎‎ - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، للشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ.
‎‎ - القواعد المثلى في أسماء الله وصفاته الحسنى، للشيخ محمد الصالح العثيمين.
‎‎ - القول المفيد شرح كتاب التوحيد، للشيخ محمد الصالح العثيمين.
‎ - كيف عرفت ربك ؟ للشيخ / عبدالرحمن السعدي.
‎‎ - مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية.
‎‎ - مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات، للشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي.
‎‎ ‏- معارج القبول، للشيخ/ حافظ الحكمي.
‎‎ - اليوم الآخر "الجنة النار "، للشيخ عمر بن سليمان الأشقر.
‎‎

- معارج القبول، للشيخ حافظ الحكمي.
‎‎ - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ.
‎‎ - القول المفيد شرح كتاب التوحيد، للشيخ محمد الصالح العثيمين.
‎‎ - التوصل إلى حقيقة التوسل، للشيخ محمد نسيب الرفاعي.
‎‎ - التوسل: أنواعه وأحكامه، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
‎‎ - تجريد التوحيد للمقريزي.
‎‎ - مدارج السالكين، للإمام ابن القيم.
‎‎ - مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
‎‎ - القصيدة النونية، للإمام ابن القيم.
‎‎ - المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية، للشيخ عثمان جمعة ضميرية. ‏

‎‎ - التعريفات، للجرجاني.
‎‎ - التوقيف على مهمات التعاريف، للمناوي.
‎‎ - موقف ابن تيمية من الأشاعرة، للشيخ د. عبد الرحمن بن صالح المحمود.
‎‎ - منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد عند أهل السنة والجماعة، للشيخ عثمان علي حسن.
‎‎ - اليهودية والمسيحية، للدكتور محمد ضياء الرحمن الأعظمي.
‎‎ - سلسلة مقارنة الأديان(المسيحية )، الدكتور أحمد شلبي.
‎‎ - دراسات في الأديان (اليهودية والنصرانية )، الدكتور سعود بن عبد العزيز الخلف.
‎‎ - نواقض الإيمان الاعتقادية، للشيخ د. محمد بن عبد الله الوهيبي.
‎‎ - نواقض الإيمان القولية والعملية، للشيخ د.عبد العزيز آل عبد اللطيف.
‎‎ - فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ. ‏

 
توقيع : ahmed fathy 13
بعد قراءة الموضوع أجب عن هذه الأسئلة

  • اختر الإجابة الصحيحة مما يلي :
1- الإسلام أن تعرف الله فقط:

صحيح
خطأ





2- من خصائص الإسلام الشمولية لكل نواحي الحياة:

صحيح
خطأ





3- توحيد الألوهية ( العبادة ) هو الذي بعثت من أجله الرسل:

صحيح
خطأ





4- أسماء الله سبحانه ليست توقيفة:

صحيح
خطأ





5- الأشاعرة يثبتون سبع صفات وينفون الباقي:

صحيح
خطأ





6- لايصح إيمان العبد إلا بعد الإيمان بالملائكة:

صحيح
خطأ





7- من الطوائف التي نفت جميع أسماء الله وجميع صفاته:

الأشاعرة


الإباظية


الجهمية





8- التوحيد الذي خلق الناس من أجله هو:

توحيد الربوبية


توحيد الألوهية


توحيد الأسماء والصفات





9- كثرة الزلازل من علامات:

الساعة الكبرى
الساعة الصغرى





10- الزقوم نوع من:

طعام أهل الجنة


طعام أهل النار


طعام أهل القبور





11- العلم المرتبة الأولى من مراتب:

الدعوة إلى الله


القضاء والقدر


الإيمان بالملائكة





12- دلالة التسخير والتدبير تدل على:
صدق الرسول
وجود الله سبحانه
إثبات البعث بعد الموت



13- معنى لا إله إلا الله : لا معبود بحق إلا الله :

صحيح
خطأ





14- الصدق ليست من شروط لا إله إلا الله:

صحيح
خطأ





15- الإخلاص من شروط العبادة:

صحيح
خطأ





16- محبة الله من أركان العبادة:

صحيح
خطأ





17- الشرك معناه الحلف بغير الله:

صحيح
خطأ





18- الرياء اليسير شرك أصغر:

صحيح
خطأ





19- النفي والإثبات من :

شروط الشهادة
شروط الشفاعة
أركان الشهادة





20- اليقين من :

شروط لا إله إلا الله
أركان لا إله إلا الله
أركان الإيمان





21- شرك الدعاء من :

أنواع الشرك الأصغر
أنواع الشرك الأكبر
أنواع التوسل





22- كفر الإباء والاستكبار من :

أنواع الكفر الأصغر
أنواع الكفر الأكبر
أنواع الشرك الأصغر





23- التوسل إلى الله بالإعمال الصالحة من :

من أنواع التوسل المحرم
من أنواع التوسل المشروع
من أنواع الشرك





24- التوسل إلى الله بجاه الصالحين وحرمتهم وبركتهم من :

البدع المحدثة
من الأمور المكفرة
من الأمور المشروعة




25- الإيمان هو: اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح:

صحيح
خطأ





26- أهل السنة والجماعة متفرقون دائماً:

صحيح
خطأ





27- مما يدل على صحة منهج أهل السنة اتفاقهم في مسائل الاعتقاد:

صحيح
خطأ





28- المعلومات عن المسيح في الإنجيل متضاربة ومختلفة:

صحيح
خطأ





29- عقيدة التثليث من عقائد اليهود:

صحيح
خطأ





30- المسيح عيسى عليه السلام أرسل إلى بني إسرائيل خاصة:

صحيح
خطأ





31- البدعة هي:

التعبد بشيء لم يشرعه الله تعالى
الشيء الجديد
الذي لا يوافق العقل





32- وحدة المصدر من:

خصائص منهج أهل السنة والجماعة
خصائص الخوارج
خصائص أهل البدع





33- المعلومات الصحيحة والدقيقة عن المسيح توجد في:

الإنجيل
التوراة
القرآن





34- الاختلاف الشديد في نسب المسيح كان:

بين إنجيل متى ولوقا
بين التوراة والإنجيل
بين القرآن والإنجيل





35- سبَّ الله تعالى وسبَّ رسوله من:

نواقض الإسلام
نواقض الوضوء
صغائر الذنوب





36- من فضّل القوانين الوضعية على حكم الله تعالى فهو:



خارج من دين الإسلام


واقع في ذنب صغير


مجتهد معذور



في انتظار إجاباتكم

تم بحمد الله وتوفيقه
 
توقيع : ahmed fathy 13
الله يعطيك العافيه اخوي احمد جهد كبير تستحق عليه الشكر
الله يجزاك خير وجعله في ميزان حسناتك
لي عوده باذن الله لحل الاسئله​
 
ماشاء الله عليك يابو حميد

جهد يستحق الثناء والتقدير ,,,
 
توقيع : Blackstar_tech
الله يعطيك العافيه اخوي احمد جهد كبير تستحق عليه الشكر

الله يجزاك خير وجعله في ميزان حسناتك

لي عوده باذن الله لحل الاسئله​

شكرا لمرورك مشرفنا الحبيب

وفي انتظار عودتك بأمر الله
 
توقيع : ahmed fathy 13
توقيع : ahmed fathy 13
ماشاء الله عليك مراقبنا احمد جهد كبير تستحق عليه الشكروالتقييم
5 نجوم
 
توقيع : techno
ماشاء الله عليك مراقبنا احمد جهد كبير تستحق عليه الشكروالتقييم


5 نجوم

نورت الموضوع يامراقبنا الغالي
 
توقيع : ahmed fathy 13
بارك الله فيك اخي الكريم وجعل عملك
هذه في ميزان حسناتك
 
توقيع : x-man-gr
توقيع : ahmed fathy 13
عودة
أعلى