●''مُدَوَنَةْ مُسْلِمْ عَرَبِي جَزَائِرِي''●

2013-11-27_162531.webp


:cry:
 

توقيع : ثعلب الجزائري


إخوتي الكرام ما زلنا في سلسلة فن إحسان الظن بالله تعالى، ولا زلنا نبني حبنا لله على أسس سليمة، أولها تأمل أسماء الله وصفاته. قلنا أنك إن أتقنت التعامل مع البلاء فإنك ستفهم أسماء الله تعالى وصفاته أكثر وأكثر من خلال البلاء، وهذا سيفضي في المحصلة إلى تحويل البلاء إلى سبب لزيادة محبة الله تعالى.

في الحلقات الماضية تأملنا حكمة الله في البلاء ثم تودده لعباده بالبلاء. اليوم نتأمل صفة أخرى من صفات الله تعالى... ما هي هذه الصفة؟

أحياناً نعاني من مشكلة, لا نعلم كم تستمر وإلى أي مدىً ستتفاقم ... يشرق في نفوسنا الأمل بزوالها تنهج ألسنتنا بالدعاء ... لكن ما نلبث أن يعترينا الخوف ويتراءى لنا شبح اليأس عندما نفكر في أن بلاءنا سيطول ويشتد نخاف حينئذ ! لأننا ننظر في جوانب أنفسنا وحناياها فلا نجد فيها ما يعول عليه أن يصبرنا إذا وصل البلاء إلى الدرجة المخوفة. نتعامل مع المسألة بطريقة رياضية ... فإن كانت المصيبة مرضاً يخشى أن يؤدي إلى العمى مثلاً فإنا نعقد المعادلة التالية لتخيل المستقبل : أنا- بصر=إنسان تعيس
وإن كان إبنك في غرفة العناية المركزة بين الحياة والموت فالمعادلة :
الحياة - ابني =حزن مستمر ... وهكذا

إننا ننسى في معادلتنا هذه عنصراً مهماً جداً وهو أن الصبر لن ينبع من جوانب نفسك الضعيفة عند حلول المصيبة أو اشتدادها ...إنما هو ينزل من عند الله تعالى! المعين لمن استعان به. اختلف العلماء في اعتبار المعين من أسماء الله، لكنه بلا شك من صفاته تعالى.

إذن فالصبر ينزل من عند ربنا المعين تماماً كما ينزل النصر ... ينزل الصبر من عند الله لينصرك في معركتك ضد اليأس والحزن... و((إن ينصركم الله فلا غالب لكم ))...
لاحظ: كما أن الله تعالى قال: ((وما النصر إلا من عند الله)) فقد قال: ((واصبر وما صبرك إلا بالله)). فتركيب الكلمات متشابه.
إنها حقيقة مهمة جداً! الصبر ينزل من عند الله و كذلك الأمان و السكينة... والشواهد لذلك كثيرة كقوله تعالى : ((ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة)) ,وقولة تعالى: ((فأنزل السكينة عليهم)), وقوله تعالى حكاية عن السحرة الذين آمنوا بموسى عليه السلام وهم على وشك أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ويصلبوا: ((ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين (126) ))...
ينزل الصبر كالمطر على القلوب المرتجفة الحرى فيسكنها ويبردها, وعلى العيون الدامعة فيكف دمعتها .
إنها ليست نفسك البشرية الضعيفة التي يعول عليها أن تختلق الصبر وتخوض المعركة! ... إنه الله المعين الذي يثبت: ((يثبت الله الذين آمنوا ))... وبما أنه الله الذي يثبت فليس هناك بلاء أكبر من تثبيت الله المعين,إنه الله تعالى الذي يربط على القلوب المرتجفة التي كادت تنخلع من الصدر حزناً أو خوفاً من المجهول... ((وربطنا على قلوبهم))...وحينئذ فلا شيء يخيف إن كان الله هو المعين.
أم موسى عليه السلام... ألقت ابنها في اليم, فترك وراءه قلباً فارغاً؛ قلب أم فقدت فلذة كبدها ... فنزل التثبيت من الله: ((وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين (10) )).
إذن فالصبر ينزل نزولا من عند الله المعين. وبالتالي، فالمعادلة لم تعد بالجمود الذي كنا نظنه, بل أصبحت :
أنا – بصر+ صبر من الله =إنسان راضٍ.
الحياة- ابني+ سكينة من الله = رضا احتساب وانطلاقة جديدة

-أخي! لسنا من الملاحدة الذين لا يؤمنون إلا بالظواهر المادية, بل نحن نؤمن أن الله معنا. ألسنا نقرأ في صلاتنا يوميا 17 مرة على الأقل: ((إياك نعبد وإياك نستعين))؟ هل خطر ببالك وأنت مبتلى أن تتأمل هذه الآية عند قراءتها وتتصور قوتك وأنت تستمد العون من الله تعالى أمام البلاء؟

-لا تقل لن أصبر، إن استعنت بالله أعانك. انظر إلى قوله تعالى: ((قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون))، وإلى ما حكاه عن يعقوب عليه السلام أنه قال: ((والله المستعان على ما تصفون))، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وإذا استعنت فاستعن بالله)).

-لا تقل لن أصبر! لا بلاء أكبر من إعانة المعين إن استعنت به بصدق. تذكر أهل الأخدود وسحرة فرعون وماشطة ابنته... كيف نزل عليهم صبر عظيم مقابل بلائهم الشديد بمجرد أن خالط الإيمان قلوبهم فطابت نفوسهم بالتضحية في سبيل الله مع أنهم عاشوا حياتهم قبل ذلك مشركين .فالذي صبرهم قادر على أن يصبرك إذا لجأت إليه .

لا تقل لن أصبر، فكل ما عليك فعله هو أن تستعين بربك الرحمن المستعان...قال عليه السلام في الحديث الذي رواه مسلم: ((ومن يصبر يصبره الله))

لا تقل لن أصبر، بل إن استعنت بالله فسينزل عليك الصبر بالمقدار المناسب ليطمئن قلبك, مهما كان حجم البلاء ,قال الله تعالى: ((مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ومن يؤمن بالله يهد قلبه)) (التغابن11) أي: يهد قلبه للخير والصبر والرضا عند المصيبة.

لا تقل لن أصبر، بل انظر إلى هذا الحديث العظيم الذي يلخص حلقتنا:
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي صححه الألباني: ((إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤونة, وإن الصبر يأتي من الله على قدرالمصيبة ))
لاحظ ألفاظ الحديث: ((إن المعونة تأتي من الله على قدر المؤونة))...على قدر التكليف، ((وإن الصبر يأتي من الله على قدر المصيبة ))...الصبر يأتي من الله تعالى المعين، ليس من جوانب نفسك الضعيفة. بل من الله، وبأي مقدار؟ ((على قدر المصيبة))...بالمقدار المناسب.

خلاصة الحلقة: كل ما عليك فعله هو أن تتبرأ من حولك وقوتك، وتوقن أن ما لك إلا الله، فتستعين بالمعين، وتصلح علاقتك به تعالى لتكسب معيته، وحينئذ فلا بلاء أكبر من إعانة الله المعين.​
 
توقيع : ثعلب الجزائري


إخواني وأخواتي ما زلنا في سلسلة فن إحسان الظن بالله، ولا زلنا نبني حبنا لله تعالى على أسس سليمة أولها تأمل أسماء الله تعالى وصفاته.

في الحلقات الماضية تأملنا حكمة الله وتودده لعباده وإعانته لمن استعان به في البلاء. اليوم سنتأمل صفة جديدة من صفات ربنا الحبيب، عندما تتأملها وأنت في رحم المعاناة يزداد حبك لخالقك ومولاك. إنها رحمة الله. تعالوا نتأمل جمال هذه الرحمة حتى نطمع فيها، ثم نعرف كيف نحصلها.

رحمة الله! مصدر الفرح الأعظم...أمرنا الله أن نفرح بها فقال: ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)). فبذلك...أسلوب حصر حصر لأنه أولى ما يُفرح به...لأن هذه الرحمة هي مصدر الفرح الحقيقي الذي لا ينضب ولا يتأثر بالظروف، أولى من متاع الدنيا الفاني.

عرَّف المفسرون هذا الفضل والرحمة بأنهما الإيمان والقرآن. هذان مصدر فرح تحمله في صدرك في السراء والضراء والشدة والرخاء. إيمانك بالله وتأملك لأسمائه وصفاته وشوقك إلى لقائه واطمئنانك إلى معيته وانتظار كرامته...((فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)).

هل يملك أحد أن يمسك هذه الرحمة أو يمنعها من الوصول غى عبد من عباد الله؟ لا والله. قال الرحمن الرحيم سبحانه وتعالى:
((ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها)).

سيد قطب رحمه الله... له تأملات جميلة جدا في هذه الآية ((ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها))...الجميل أنه كتبها وهو يعاني من المرض والسجن الطويل في ظروف صعبة قبل أن يُعدم لأنه كان ينادي بإفراد الله عز وجل بالحاكمية....أنصحكم إخواني بقراءتها وتأملها مرارا...اكتب الآية في محرك البحث ثم (في ظلال القرآن). واقرأ وتدبر. مما جاء في كلماته –بالمعنى-:
أن هذه الآية حين تستقر في القلب تحدث تحولا جذريا في مشاعر الإنسان وموازينه، فتيئسه من كل رحمة في الأرض وتعلقه برحمة الله، تلك الرحمة التي يستشعرها قلب المؤمن في كل وضع ولو فقد كل شيء...فمن أنعم الله عليه بهذه الرحمة ينام على الشوك فإذا هو مهاد لين، بينما إذا فقد رحمة الله ينام على الحرير فيجده شوكا لأنه تعالى قال في الآية نفسها: ((وما يمسك –يعني من الرحمة-فلا مرسل له من بعده))...فإن أمسك الله رحمته عن عبد فقُوى الأرض كلها لا تعارض مشيئة الله ولا تنزل رحمته بهذا العبد.
فمن أنعم عليه بهذه الرحمة فإن ينابيع السعادة والطمأنينة تتفجر في نفسه وإن كان في غياهب السجن ورحم المعاناة.
ثم قال:
ومن رحمة الله أن تحس برحمة الله! فرحمة الله تضمك وتغمرك وتُفيض عليك. ولكن شعورك بوجودها هو الرحمة. ورجاؤك فيها وتطلعك إليها هو الرحمة. وثقتك بها وتوقعها في كل أمر هو الرحمة. والعذاب هو العذاب في احتجابك عنها أو يأسك منها أو شكك فيها. وهو عذاب لا يصبه الله على مؤمن أبدًا: {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} ورحمة الله لا تعز على طالب في أي مكان ولا في أي حال. وجدها إبراهيم عليه السلام في النار. ووجدها يوسف عليه السلام في الجب كما وجدها في السجن. ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت في ظلمات ثلاث. ووجدها موسى عليه السلام في اليم وهو طفل مجرد من كل قوة ومن كل حراسة، كما وجدها في قصر فرعون وهو عدو له متربص به ويبحث عنه. ووجدها أصحاب الكهف في الكهف حين افتقدوها في القصور والدور. فقال بعضهم لبعض: {فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته} ووجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار والقوم يتعقبونهما ويقصون الآثار..ووجدها كل من آوى إليها يأسًا من كل ما سواها.
أية طمأنينة؟ وأي قرار؟ وأي وضوح في التصورات والمشاعر والقيم والموازين تقره هذه الآية في الضمير؟!
آية واحدة ترسم للحياة صورة جديدة؛ وتنشيء في الشعور قيمًا لهذه الحياة ثابتة؛ وموازين لا تهتز ولا تتأرجح ولا تتأثر بالمؤثرات كلها.
إذن أخي أيا كان بلاؤك، ومهما كانت شدته...اطلب رحمة الله..وستجدها.
ثم قال سيد رحمه الله-وهنا أنقل قوله باختصار-:
(ويبقى أن أتوجه أنا بالحمد لله على رحمة منه خاصة عرفتها منه في هذه الآي.

لقد واجهتني هذه الآية في هذه اللحظة وأنا في عسر وجهد وضيق ومشقة. واجهتني في لحظة جفاف روحي، وشقاء نفسي، وضيق بضائقة، وعسر من مشقة...ويسر الله لي أن أطلع منها على حقيقتها، وأن تسكب حقيقتها في روحي؛ كأنما هي رحيق أرشفه وأحس سريانه ودبيبه في كياني. حقيقة أذوقها لا معنى أدركه، فكانت رحمة بذاتها-أي هذه الآية بحد ذاتها أحسها رحمة خاصة له من الله في لحظة عسره تلك- وقد قرأتها من قبل كثيرًا. ومررت بها من قبل كثيرًا. ولكنها اللحظة تسكب رحيقها وتحقق معناها، وتنزل بحقيقتها المجردة، وتقول: هأنذا.. نموذجًا من رحمة الله حين يفتحها.فانظر كيف تكون!
إنه لم يتغير شيء مما حولي. ولكن لقد تغير كل شيء في حسي! إنها نعمة ضخمة أن يتفتح القلب لحقيقة كبرى من حقائق هذا الوجود، كالحقيقة الكبرى التي تتضمنها هذه الآية. نعمة يتذوقها الإنسان ويعيشها؛ ولكنه قلما يقدر على تصويرها، أو نقلها للآخرين عن طريق الكتابة. وقد عشتها وتذوقتها وعرفتها. وتم هذا كله في أشد لحظات الضيق والجفاف التي مرت بي في حياتي. وهأنذا أجد الفرج والفرح والري والاسترواح والانطلاق من كل قيد ومن كل كرب ومن كل ضيق. وأنا في مكاني! إنها رحمة الله يفتح الله بابها ويسكب فيضها في آية من آياته.

كلام جميل جدا من إنسان أحس فجأة برحمة الله فأغنته عن الدنيا كلها وهونت عليه المصاعب كلها.

إخواني، أنت في الأوضاع الاعتيادية عندما تحس بالفرح فإنك قد تعزو هذا الفرح إلى الأسباب المادية...صحتك، مالك، مكانتك، زوجتك، أولادك، ما تتلذذ به من طعام وشراب...لكن عندما تكون في بلاء شديد وتفقد كثيرا من الأسباب المادية ومع ذلك تحس فجأة بالفرح، فإنك تدرك حينئذ أن هذه الفرحة ما هي إلا من رحمة الله وبرحمة الله...واحة تجدها وسط صحراء العناء.
هذه رحمة الله يا إخواني وأخواتي. أرجو أن تكونوا قد طمعتم فيها...
طيب، ماذا نفعل حتى نحصلها؟ قال ربي سبحانه وتعالى:
((إن رحمة الله قريب من المحسنين))...كن من المحسنين...الواحد منا عادة إذا وقع في مشكلة ينشغل بنفسه وبمشكلته وكيفية التخلص منها، ويتحسر على ما فاته ويخاف من المستقبل...ننسى في هذه اللحظات الحرجة أن نكون من المحسنين لنستأهل رحمة الله...((إن رحمة الله قريب من المحسنين)).
ما أجمل ان يصبح الخير فيك سجية وطبعا، فتجد نفسك تحسن وتفعل الخير تلقائيا وأنت في أحرج الظروف، لأنك تعودت ألا تعيش لنفسك بل تعيش للناس ولخدمة دينك.
ماذا عليك أن تفعل حتى تستأهل رحمة الله؟ ارحم...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)).
أحد إخواني كان معي في الأسر، عشت معه عدة أشهر... هذا الأخ قد تعود على بذل الخير وعلى أن يعيش للناس ويفرج كربات الناس وهو في منطقته معروف بذلك. تعرف أثناء الأسر على شاب قتل رجلا فحكم عليه بالسجن المؤبد. ثم إن هذا الشاب استقام وصلح أمره في السجن فنقل إلى جناح القضايا الإسلامية. الأخ المحسن الرحيم تعرف عليه من وراء الجدران...لم يلتق به ولم ير وجهه، لكنه عرف أن الأخ القاتل يمكن الإفراج عنه إذا تصالح اهله مع أهل القتيل على مبلغ من المال...فبدأ أخونا بالتنسيق مع زواره من أشقائه لجمع المال لهذا الشاب ليفرج كربته.لم يلهه السجن عن فعل الخير، بل هو يسعى-وهو أسير- في تفريج كرب إخوانه. كان يوصي من الأسر بإعطاء مال من ماله لأرامل ومحتاجين. مثل هذا يحس رحمة الله أينما كان وفي كل ظرف. فالراحمون يرحمهم الرحمن.
أخ آخر كان قد عانى من السجن ثماني سنوات ومر فيه بظروف صعبة للغاية، ولا يزال في الأسر فرج الله كربه. لكنه مع ذلك كان رحيما بإخوانه.مرضت مرة فوضع رأسي في حجره وقرأ علي قرآنا ورقَاني وعيناه تدمعان لرقة قلبه. هذا الأخ هو ذاته الذي كان يقول لي: (أريدك أن تستمتع بنعمة البلاء)! رضا وطمأنينة..فالرحمون يرحمهم الرحمن.
بعض الإخوة في الأسر كانت أحوالهم المادية ضيقة...فكانوا يعبرون عن رحمتهم بوضع قطع من الطعام المقدم لنا في صرر ورميها للقطط المارة من فوق شبك غرف السجن.
تريد رحمة الله التي لا يمسكها أحد من الجن أو الإنس؟ تريد رحمة الله التي بها الفرح الحقيقي؟ عود نفسك على الرحمة والإحسان في كل الظروف. ألم تر أن الله تعالى امتدح من يؤثر إخوانه على الرغم من فقره فقال في الأنصار: ((ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)). يعانون من بلاء الفقر ومع ذلك يحسنون.
ألم تر إلى قول النبي: ((ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة . ومن ستر مسلما ، ستره الله في الدنيا والآخرة . والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)).


خلاصة الحلقة: ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء...وحينئذ: ((ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها)).​
 
توقيع : ثعلب الجزائري
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

واخيرا تخلصت من القيود التي كبلتني لمدة يومين

اسجل دخولي لكن لا اجد اي رغبة في المشاركة سواءا هنا في المنتدى او في الفايس بوك


 
توقيع : ثعلب الجزائري
هل تسخرُون من نظرية التطور ؟؟
فقط ضعوا حاسوبًا في غرفَة ثم اتركُوه مشتغلا
وبعد مدة من الزمن ستجدُون "الويندوز" قد تطورت الى منزل

1459940_569412239807330_853935834_n.jpg


 
توقيع : ثعلب الجزائري
لو كان مانديلا مسلما ما سمع به العالم
ولو قضى عمره بسجون الأبارتايد
وفي أمتنا الكثير منهم
ولو أسلم لأخرجوا له ملفات ثقيلة لم يسبق لها مثيل!

د.انور مالك​
 
توقيع : ثعلب الجزائري
لماذا تكثر الشياطين في نقاشاتنا؟

أحبتي وإخوتي، هناك حديث نحتاجه جدا في نقاشاتنا، خاصة الفكرية والمنهجية. لعلنا سمعناه من قبل، لكنه حري أن نتذاكره المرة تلو الأخرى:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شتم أبا بكر، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم جالس. فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويبتسم. فلما أكثر رد عليه بعض قوله. فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام. فلحقه أبو بكر فقال: (يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس، فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت؟!)
قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إنه كان معك ملك يرد عنك، فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان، فلم أكن لأقعد مع الشيطان))
ثم قال: ((يا أبا بكر ثلاث كلهن حق:
- ما من عبد ظلم بـمظلمة فيُغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصرَه
- وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده بها كثرة
- وما فتح باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة)) (قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وقال الألباني: إسناده جيد).

قد تتكلم في موضوع، عن أوضاع المسلمين، عن المجاهدين وفِرَقهم، عن الأحزاب ومناهجها، أو غيره من المواضيع الاجتماعية. في الفضاء المفتوح على النت سيأتيك من يستهزئ بكلامك أو يشكك في نيتك أو يشتمك.
1. إذا لم ترد عليه، فلعل ملكا يرد عنك ويقول للرجل: (بل أنت أخزاك الله)، ودعاء الملائكة أقرب للاستجابة. ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم يضمن لك إن أغضيت (تجاوزت) عن هذه الشتيمة أو الاستهزاء، أن يعز الله نصرك، أي يرفع مقامك ويؤيدك.
2. وإن رددت على المستهزئ أو الشاتم ونزلت إلى هذا المستوى، فإن الملك ينصرف والشياطين تحضر لتحرش بين المسلمين، ويصبح النقاش عديم البركة يكثر فيه اللغو والرياء والفتنة وإيغار الصدور. حتى لو كنت على حق وكان خصمك على باطل، وحتى لو كنت ترد عليه بعض ظلمه من قبيل المعاملة بالمثل أو حتى أقل من المثل.
فليكن ردك بالحسنى، وليكن علميا، ولا يحجبنك سوء أسلوب المستهزئ أو الشاتم عن أخذ بعض الحق الذي قد يكون مختبئا وراء كلامه، وتذكر: ((ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن))، وتذكر: ((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)).
والسلام عليكم ورحمة الله.

د.اياد القنيبي​
 
توقيع : ثعلب الجزائري

إخوتي الكرام سعيد باللقاء بكم مجددا في سلسلة (فن إحسان الظن بالله).

ما زلنا نتأمل أسماء ربنا وصفاته لنحبه حبا لا يتزعزع...تعالوا اليوم نتأمل مغفرة الله، وعفو الله، وتوبة الله على عباده.
أحيانا نمر بظروف صعبة...فنتذكر قول الله تعالى: ((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)). نفتش في أعمالنا فنرى أننا أخطأنا في حق الله كثيرا. نندم حينئذ. وهذا الندم أمر مطلوب حتى يدفعنا إلى التوبة الجادة. هذا الندم ينبغي أن يكون إحساساً مؤقتاً يدفعنا فوراً إلى إصلاح أخطائنا بإيجابية وحسن ظن بالله أنه سيعيننا ويقبل منا توبتنا ويعطينا فرصة أخرى لتصويب أوضاعنا...
لكن أحيانا تسير الأمور مع الواحد منا بطريقة مختلفة، فبدلا من هذه الإيجابية وحسن الظن بالله يتجمد عند مرحلة الندم واجترار الذكريات وجلد الذات ومقت النفس. فتفسد نفسه وتتكدر. ويبدأ يشعر بأن هذا البلاء عقوبة محضة لا رحمة فيها, قاصمة الظهر التي ليس بعدها قائمة! لأن الله تعالى بعدما أعطاه فرصاً في الماضي فلم يستغلها قد مقته وسخط عليه ولن يعطيه فرصة أخرى!
ثم...يتسرب إليه الشعور بالجفوة بينه وبين ربه سبحانه وتعالى! يحس بأن الباب قد أغلق والدعاء قد رُدَّ والشقاوة قد ضربت عليه ما امتدت به الحياة!

أخي، أختي...احذر! هذه مكيدة من الشيطان، بل هي من أخطر مكايده! فهو يجعلك تتوهم في البداية أن لوم نفسك بهذا الشكل مطلوب لأنه اعتراف بالذنب... لكن الشيطان أوقفك عند مرحلة اللوم والندم وجعلك تبالغ فيها ليقودك إلى توهم شيء خطير للغاية! تتوهم قسوة القدر ومن قدره سبحانه! وفي هذه اللحظة من سوء الظن ستحس بالضياع المخيف!

أنت عندما يشتد بلاؤك تشكو بثك و حزنك إلى الله. عندما تنقطع بك السبل و تغلق دونك الأبواب، فإنك لا تجد ملجأ و لا منجى إلا إلى الله. فإذا قنَّطك الشيطان من رحمة الله وأوهمك أن بلاءك عقوبة محضة ومقت من الله، فإلى أين تفر؟ و إلى من تلتجيء؟ و إلى من تتضرع؟ و من ترجو؟ ستحس بالضياع المخيف...وهذا ما يريده الشيطان لك! طُرِد من رحمة الله فلا يحب أن يرى مرحومين أو طامعين في رحمة الله!

أخي، أختي، لاحظ أن الشيطان لن يأتيك من باب التشكيك في مغفرة الله هكذا مباشرة...لن يقول لك: الله ليس غفورا رحيما...هذه محاولة فاشلة بوضوح. لكنه سيأتيك من باب آخر! سيقول لك: الله غفور، لكنك لا تستحق مغفرته لأنه أعطاك فرصا في الماضي ولم تستغلها. الله تواب، لكن أنت طبيعتك سيئة غير مؤهلة للإصلاح. الله عفو...لكن أنت أفشل من أن تفعل ما تستحق به عفوه.

ماذا يريد الشيطان من هذا؟ يريد أن يوقعك في الاكتئاب!الاكتئابِ الذي يشل إرادتك عن إصلاح وضعك والعودة إلى ربك؟ هناك مصطلحات علمية توصف بها أعراض الاكتئاب المرضي. منها الشعور العميق بالحزن وشعور مبالغ فيه بالذنب (exaggerated sense of guilt)، وانعدامِ القيمة (worthlessness)، ونقصُ الدافعية (lack of motivation)...
الشيطان يجمدك عند مرحلة الإحساس بالذنب ويجعل التفكير بالذنب يسيطر عليك بطريقة وسواسية، ويُشعرك أنك عديم القيمة غير قابل للإصلاح، غير قابل لأن تكون من عباد الله الصالحين... ليشل إرادتك للطاعة ودافعيتك للتغيير وهجر المعصية، ولتفقد السعادة والفرح بربك ومولاك سبحانه وتعالى. لا يريد لك أن تحب ربك!
إخواني، إن الولد الذي يعاقبه أبوه يحب أباه إذا علم أن هذه عقوبة دافعُها محبة أبيه له وحرصه على مصلحته, أما إن ظن أن أباه يعاقبه بدافع الكراهية فإن قلبه سيقسو تجاه أبيه. ولله المثل الأعلى...لا تسمح للشعور بأن البلاء عقوبة محضة...لاتسمح له أن يغزو قلبك. بل استحضر صورة الأب الذي يفرك أذن ولده المخطئ فإذا طأطأ الولد رأسه ضمه أبوه إلى صدره وأغدق عليه من حنانه...ولله المثل الأعلى.
فاعتصم بحبل حسن الظن بالله التواب العفو الغفور... إنه تعالى أرحم من أن يتربص بذنوب عباده المؤمنين فيبطش بهم ويخرجهم من رحمته ويحرمهم فرصة أخرى... في الحديث الذي رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: ((أذنب عبدٌ ذنبا . فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا ، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب. فقال : أيْ رب اغفر لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى : عبدي أذنب ذنبا . فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب . ثم عاد فأذنب فقال: أي رب ! اغفر لي ذنبي . فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا . فعلم أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب . اعمل ما شئت فقد غفرت لك)).
طبعا لا يوحي الله تعالى إلى عبد أن أذنب وسأغفر لك.فمعنى الحديث أنه قد سبق في مشيئة الله أن العبد مهما عمل، إن كان في كل مرة يتوب بصدق ويعزم على عدم فعل المعصية فإن الله تواب سيبقى يتوب عليه، غفور، سيغفر له، عفو، سيعفو عنه...وهو يعلم سبحانه أن هذا العبد التائب سيذنب في المستقبل.
أخي، لا تقنط من رحمة الله أن يعينك على التقرب إليه والتمتع بالحظوة عنده.

إذا جاءك الشيطان فقال لك: أنت لا تستحق رحمة الله. فقل:نعم، أنا لا أستحقها لكنه تعالى سيرحمني لأنه أكرم من أن يعامل عباده بما يستحقونه! إن قال لك الشيطان: لن يعطيك الله فرصة أخرى فقد نجاك من قبل ولم تحفظ المعروف...فقل: بلا، سيعطيني وينجيني، فهو العفو الغفور. إذا قال لك الشيطان: إن الله يبتليك عقوبة لأنه يكرهك فقل له: بل يبتليني ليطهرني ويربيني. إذا قال لك:أنت أحط من أن تستأهل رحمة الله، فقل له: رحمة الله أوسع من تضيق عني ولا تشملني.
عبد الله الذي يتحدث إليكم الآن...تفكر أثناء أسره في ماضيه وأيقن أنه قصر في حق الله كثيرا...كان الله سبحانه وتعالى قد أعطاه فرصا وابتلاه ابتلاءات أخف ليصحو من سهوته، خاصة فيما يتعلق بترتيب الأولويات في حياته وأعمال القلوب...لكن هذا العبد الضعيف عاد إلى الأخطاء ذاتها فجاء هذا البلاء الأشد. ندم وتألم وخاف من أن هذه العقوبة ستطول وتشتد ولربما تتجاوز استطاعته وتحمله، فزاد هذا من ألمه وندمه. ثم شاء الله تعالى أن يقرأ صاحبكم حديثا عظيما قرأه من قبل، لكنه هذه المرة جاء حبل نجاة من الله وبلسما لجراحه! الحديث رواه مسلم، وفيه أن الله عز وجل يُشفِّع بعض خلقه في إخراج أناس من النار الخير فيهم قليل جدا. ومع ذلك، رحمة الله ستشمل من هم دونهم أيضا. فيقول الله عز وجل: ((شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون. ولم يبق إلا أرحم الراحمين))...سبحان الله! يخرج ربنا سبحانه وتعالى أناسا بعدما طهرهم بالنار ويدخلهم الجنة برحمته لا بأعمالهم.

هز هذا الموضع من الحديث كياني وأيقظني ونجاني من الاكتئاب الذي كان الشيطان يحاول إيقاعي فيه. قلت لنفسي: (نعم أخطأت...لكنْ أحسِب أن الله جعلني خيرا من هؤلاء الذين أخرجهم. فإن كانت رحمة الله شملتهم فستشملني في الدنيا والآخرة). فانقذفت في قلبي دفعة كبيرة من محبة الله والاطمئنان إلى رحمته.
إخواني وأخواتي... الله تعالى أرحم بكثير مما قد يهيئ لنا الشيطان في لحظات اليأس...((قل يا عابدي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم (53) )).


خلاصة الحلقة: لا تدع الشيطان يوقعك في الاكتئاب. بل حول ندمك إلى قوة إيجابية للتقرب من الله التواب العفو الغفور.​
 
توقيع : ثعلب الجزائري
كثير من الناس عند انتشار الباطل
يلزمون الصمت مع القدرة على البيان
ويرون هذا أدنى مراتب السلامة
وهو خطأ قال الله (سماعون للكذب) يعني ويسكتون!

الشيخ عبد العزيز الطريفي​
 
توقيع : ثعلب الجزائري
الى محبي مدونتي و عشاق الكمودو

تم غدر الكمودو وقتلة بالفيديو

لكن قبل المشاهدة ارجو الغاء الصوت بة مسيقى ارجوكم

[hide]
[/hide]

السر في الاعدادات وليس في الملف ;)
 
توقيع : ثعلب الجزائري
:whistle:



لكن لم يتحرك الجدار الناري او الساندبوكس حتى لو على الافتراضي

@ثعلب الجزائري

ربما تخطى الساندبوكس واصلا الساندبوكس على الاعدادات الافتراضية ضعيف ويفضل رفعه الى Limited او Restricted
لكن من الطبيعي ان الجدار الناري لن يتحرك
راجع الفيديو في الدقيقة 1 والثانية 14 ودقق جديدا في اعدادات الفايروال :)
 
توقيع : ثعلب الجزائري
لكن هذة لعدم اظهار التنبيهات فقط يعني كان الممفروض منعة

على كل حال الكمودو نقطة ضعفة هي التقاط الشاشة SCREEN CAPTURE

لا يا غالي .. بجانب عدم اظهار التنبيهات الخيار المفعل هو Allow Requests
وبالتالي سيتم السماح لكل الملفات بالاتصال تلقائيا
وهذا الخيار مفعل عند تثبيت النسخة الانترنت سكيوريتي
بينما عند تثبيت الفايروال فقط ..هذا الخيار يكون غير مفعل

Br7HE4P.png

 
توقيع : ثعلب الجزائري
عودة
أعلى