abu meshal
زيزوومى مميز
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
من يقتل أخواننا في سوريا ؟
هشام محمد سعيد قربان
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى علينا في العالمين العربي والإسلامي ما حل بأخواننا في سوريا من الخوف والظلم و والألم والقتل والمعاناة في أمر صنوفها، ولا نشهد في صحائف هذه الجريمة العالمية النكراء إلا المزيد من القتلى والجرحى والمهاجرين والمشردين والتخاذل والتقاعس.
.
معاناة لشعب لا ذنب له إلا رغبته في الحرية، وشوقه لغدأفضل، شعب سئم الذل فأراد أن يولد من جديد.
جرائم قتل وتشريد ودماء واشلاء، وحرمات تنتهك، وتحريك لأسلحة حرب ثقيلة لحرب شعب شبه أعزل.
جريمة أخرى تبين عقم الضمير الدولي، وعجز المؤسسات الدولية، وانحيازها الساخر والسافر.
جريمة أخىي تتحدى بدمائها وصرخاتها كل الآمال العربية المعقودة في الجامعة العربية، ومنظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وكل من يدعي صداقته وحرصه وقرابته من الشعب السوري.
شعوب مسلمة بأكملها تئن وتتألم وتتوجع للمصاب السوري الجلل، شعوب عربية أبية مجاورة تشعر بالعجز وقلة الحيلة، بل لعلها عودت على هذا العجز، وأسقيت من كأس الوهن والذل والوهم، فخيل إليها أنه ما باليد حيلة، وأن الأمر برمته مرهون بقرارات المنظمات الدولية، فهذا يغضب، وآخر يصرح ، وثالث يقاطع، ورابع يتبرأ من الجريمة بكلمات رشيقة أنيقة.
إنها صور لردود فعل تختلف في المظهر الكالح، وتلتقي في المخبر الواضح، وهو العجز الفاضح ، واللاعمل، والتبعية، وتغييب القدرة، وعقم القرار، وانتظار الاذن، وتقاذف اللوم.
دعاء قنوت النوازل سلاح من أسلحتنا الإيمانية، لا يستهان به ابدا، فيه مشاركة وجدانية رقيقة، واستدرار المدد من الله، إلهنا ومولانا عز الناصر، وخذل القريب، وقل المعين، وخان المؤتمن ، و ليس لها من دون الله كاشفة.
نرفع أيدينا بالدعاء إليك ياربنا بأسى ووجل، وننزلها باعتراف فيه ذل وخجل.
أهذا جل ما نقدر عليه؟ أبلغ بنا العجز كل مبلغ؟ أحقا أن الأبواب كلها قد سدت؟ أصدقا أنه ليس باليد حيلة؟
أو يعقل أن تعقم أمة الإسلام التي انجبت من شهدت لهم ميادين الوغى وملاحم البطولة من الفحول والشجعان ، والعلماء العاملين ، والقادة المبرزين؟
ياله من حال مؤسف، يشتت بعض ظلمته مصباح الأمل في دعاء كريم مسنون ومؤنس للأرواح النازفة، يحرك في النفس سؤالا مؤلما، اختفى أو اخفي لزمن، ولكنه أبى إلا الظهور: من يقتل السوريين ؟
من يقتل أخواننا في سوريا ؟
الجواب المباشر لهذا السؤال واضح وجلي: إن من قتل السوريين هو ذلك النظام الفاسد المستبد، واعانه على جريمته عجز المنظمات الإقليمية، وظلم المنظمات الدولية، وكيلها بألف مكيال ومكيال، ولكنني – بصراحة وأمانة - لا أشعر بارتياح كامل من هذه الإجابة بالرغم من وضوحها وصراحتها، ومحاولة البعض إقناع العالم بها.
هل هنالك قتلة أخرون ؟
أم لعله من الأسهل والأسلم – كما اعتدنا - إلقاء اللوم بعيدًا عن دائرة الذات؟
أو هل يصح ادعاؤنا بأن القتلة كلهم أتوا من الخارج - جسدًا وروحًا وفكرًا ومنهجًا و تنظيمًا وانتماءًا وتجهيًزا؟
أنكتفي بلومنا للحكومات والسياسات؟
أم لعلنا استمرأنا نظرية المؤامرة واعتدنا وألفنا كوننا – شعوبا وحكومات – ضحية للمكر الدولي والتخطيط الأجنبي الخارجي؟
من علمنا هذا العجز العجيب؟
من عودنا هذا الخور المعيب؟
من أشرب قلوبنا هذه الأنانية واللامبالاة والاستغراق في حدود ذواتنا الصغيرة؟
من علم روح الأخوة الإسلامية أن تقف مستسلمة متخاذلة عاجزة أمام حدود معاهدة سايكس بيكو وحماتها البواسل؟
من أجاز لنا أن نحس بكمال الإيمان عندما نأكل ونشرب وجارنا يفترسه الخوف والقتل والجوع والمرض والعوز؟
من أجاز لنا ان نتفرج بلا عمل يذكر؟
أي فتوى تلك التي تريحنا من تأنيب الضمير لمقتل الآلاف من أخواننا في الدين والدم وتشريدهم؟
أي أخوة إيمانية هذه التي نتحدث عنها وندعو الناس إليها ؟
من علمنا أن نأمن للذئب ونحن نشاهده فعله ومكره؟
من علمنا أن نقصر هممنا وأنظارنا على يومنا ومشربنا ومأكلنا وملبسنا؟
من علمنا أن نتعلم لنعلم وإلا نتعلم لنعمل ؟
من علمنا أن نصم آذاننا عن النذير العريان ؟
من علمنا ألا نفكر في الغد و ألا نعمل له ألا نعد له عدته؟
من علمنا كيف نكره بعضنا من أجل لعبة كرة سخيفة؟
من علمنا الاستهزاء بالجيران والاعتداد بالنفس وانتقاص الأخ لأخيه؟
من علمنا الخوف؟
من قتل الأمل في قلوبنا؟
من زرع اليأس في أراواحنا؟
من جهلنا بحقوقنا؟
من أفتى بجرمنا وإثمنا إن طالبنا ببعض حقوقنا ؟
من أقنعنا بمكره وأبواقه – بأن نرضي الدنية في ديننا ؟
من نزع الغيرة الإيمانية من قلوبنا؟
من أخمد نار الحمية الدينية المحمدية في نفوسنا؟
من أخرس صوت العقل في ضمائرنا؟ ألم نتعلم من حال غيرنا؟
ألا يوقظنا من غفلتنا رؤيتنا للشياه والأبقار تقاد إلى مذبحها واحدة تلو الأخرى؟
ما الذي حصل؟ وهل تغير حال أمتنا فجأة؟ أم إن هذه نتيجة حتمية لمقدمات وضربات متواليات ومكر الليل والنهار؟
هذه أسئلة مؤلمة ملحة ومؤرقة نوجهها لذواتنا وعلمائنا ومفكرينا، ونأمل أن نجد في إجاباتها المخرج العزيز والمشرف من الألم السوري، بل نتمنى أن تتعدى فائدة الإجابة الحدود الوهمية والمصطنعة التي توهن الجسد المسلم وتضعف صفه.
إن في المشهد السوري المؤلم ايقاظ للغافل، وتعليم للجاهل، ودعوة الجميع للتأمل، والاستبصار، والاعتبار، و ترسيخ لقناعات قديمة، وإبطال لأفكار ومناهج افتضح خوائها وثبت إفلاسها، وآن زمن أفولها، وأشرقت شموس حق وعمل ونصرة.
إلا فلنتأمل حالنا، ولنغيره إن شئنا تغيير مآلنا، فمن قتل السوريين سوف يقتل غيرهم – بعد حين - إن لم يعتبروا، و الشأن السوري كما يقر الحكماء ليس بظاهرة منعزلة عن محيطها، بل هو جزء من متلازمة أكبر، وحلقة من حلقات سلسلة متصلة رأينا اوائلها، ونسأل الله ان يكفينا وينجينا من شر باقيها، ولعل من أهم الخطى في مسلك النجاة سؤالنا بحق: من يقتل اخواننا في سوريا؟
.
معاناة لشعب لا ذنب له إلا رغبته في الحرية، وشوقه لغدأفضل، شعب سئم الذل فأراد أن يولد من جديد.
جرائم قتل وتشريد ودماء واشلاء، وحرمات تنتهك، وتحريك لأسلحة حرب ثقيلة لحرب شعب شبه أعزل.
جريمة أخرى تبين عقم الضمير الدولي، وعجز المؤسسات الدولية، وانحيازها الساخر والسافر.
جريمة أخىي تتحدى بدمائها وصرخاتها كل الآمال العربية المعقودة في الجامعة العربية، ومنظمة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وكل من يدعي صداقته وحرصه وقرابته من الشعب السوري.
شعوب مسلمة بأكملها تئن وتتألم وتتوجع للمصاب السوري الجلل، شعوب عربية أبية مجاورة تشعر بالعجز وقلة الحيلة، بل لعلها عودت على هذا العجز، وأسقيت من كأس الوهن والذل والوهم، فخيل إليها أنه ما باليد حيلة، وأن الأمر برمته مرهون بقرارات المنظمات الدولية، فهذا يغضب، وآخر يصرح ، وثالث يقاطع، ورابع يتبرأ من الجريمة بكلمات رشيقة أنيقة.
إنها صور لردود فعل تختلف في المظهر الكالح، وتلتقي في المخبر الواضح، وهو العجز الفاضح ، واللاعمل، والتبعية، وتغييب القدرة، وعقم القرار، وانتظار الاذن، وتقاذف اللوم.
دعاء قنوت النوازل سلاح من أسلحتنا الإيمانية، لا يستهان به ابدا، فيه مشاركة وجدانية رقيقة، واستدرار المدد من الله، إلهنا ومولانا عز الناصر، وخذل القريب، وقل المعين، وخان المؤتمن ، و ليس لها من دون الله كاشفة.
نرفع أيدينا بالدعاء إليك ياربنا بأسى ووجل، وننزلها باعتراف فيه ذل وخجل.
أهذا جل ما نقدر عليه؟ أبلغ بنا العجز كل مبلغ؟ أحقا أن الأبواب كلها قد سدت؟ أصدقا أنه ليس باليد حيلة؟
أو يعقل أن تعقم أمة الإسلام التي انجبت من شهدت لهم ميادين الوغى وملاحم البطولة من الفحول والشجعان ، والعلماء العاملين ، والقادة المبرزين؟
ياله من حال مؤسف، يشتت بعض ظلمته مصباح الأمل في دعاء كريم مسنون ومؤنس للأرواح النازفة، يحرك في النفس سؤالا مؤلما، اختفى أو اخفي لزمن، ولكنه أبى إلا الظهور: من يقتل السوريين ؟
من يقتل أخواننا في سوريا ؟
الجواب المباشر لهذا السؤال واضح وجلي: إن من قتل السوريين هو ذلك النظام الفاسد المستبد، واعانه على جريمته عجز المنظمات الإقليمية، وظلم المنظمات الدولية، وكيلها بألف مكيال ومكيال، ولكنني – بصراحة وأمانة - لا أشعر بارتياح كامل من هذه الإجابة بالرغم من وضوحها وصراحتها، ومحاولة البعض إقناع العالم بها.
هل هنالك قتلة أخرون ؟
أم لعله من الأسهل والأسلم – كما اعتدنا - إلقاء اللوم بعيدًا عن دائرة الذات؟
أو هل يصح ادعاؤنا بأن القتلة كلهم أتوا من الخارج - جسدًا وروحًا وفكرًا ومنهجًا و تنظيمًا وانتماءًا وتجهيًزا؟
أنكتفي بلومنا للحكومات والسياسات؟
أم لعلنا استمرأنا نظرية المؤامرة واعتدنا وألفنا كوننا – شعوبا وحكومات – ضحية للمكر الدولي والتخطيط الأجنبي الخارجي؟
من علمنا هذا العجز العجيب؟
من عودنا هذا الخور المعيب؟
من أشرب قلوبنا هذه الأنانية واللامبالاة والاستغراق في حدود ذواتنا الصغيرة؟
من علم روح الأخوة الإسلامية أن تقف مستسلمة متخاذلة عاجزة أمام حدود معاهدة سايكس بيكو وحماتها البواسل؟
من أجاز لنا أن نحس بكمال الإيمان عندما نأكل ونشرب وجارنا يفترسه الخوف والقتل والجوع والمرض والعوز؟
من أجاز لنا ان نتفرج بلا عمل يذكر؟
أي فتوى تلك التي تريحنا من تأنيب الضمير لمقتل الآلاف من أخواننا في الدين والدم وتشريدهم؟
أي أخوة إيمانية هذه التي نتحدث عنها وندعو الناس إليها ؟
من علمنا أن نأمن للذئب ونحن نشاهده فعله ومكره؟
من علمنا أن نقصر هممنا وأنظارنا على يومنا ومشربنا ومأكلنا وملبسنا؟
من علمنا أن نتعلم لنعلم وإلا نتعلم لنعمل ؟
من علمنا أن نصم آذاننا عن النذير العريان ؟
من علمنا ألا نفكر في الغد و ألا نعمل له ألا نعد له عدته؟
من علمنا كيف نكره بعضنا من أجل لعبة كرة سخيفة؟
من علمنا الاستهزاء بالجيران والاعتداد بالنفس وانتقاص الأخ لأخيه؟
من علمنا الخوف؟
من قتل الأمل في قلوبنا؟
من زرع اليأس في أراواحنا؟
من جهلنا بحقوقنا؟
من أفتى بجرمنا وإثمنا إن طالبنا ببعض حقوقنا ؟
من أقنعنا بمكره وأبواقه – بأن نرضي الدنية في ديننا ؟
من نزع الغيرة الإيمانية من قلوبنا؟
من أخمد نار الحمية الدينية المحمدية في نفوسنا؟
من أخرس صوت العقل في ضمائرنا؟ ألم نتعلم من حال غيرنا؟
ألا يوقظنا من غفلتنا رؤيتنا للشياه والأبقار تقاد إلى مذبحها واحدة تلو الأخرى؟
ما الذي حصل؟ وهل تغير حال أمتنا فجأة؟ أم إن هذه نتيجة حتمية لمقدمات وضربات متواليات ومكر الليل والنهار؟
هذه أسئلة مؤلمة ملحة ومؤرقة نوجهها لذواتنا وعلمائنا ومفكرينا، ونأمل أن نجد في إجاباتها المخرج العزيز والمشرف من الألم السوري، بل نتمنى أن تتعدى فائدة الإجابة الحدود الوهمية والمصطنعة التي توهن الجسد المسلم وتضعف صفه.
إن في المشهد السوري المؤلم ايقاظ للغافل، وتعليم للجاهل، ودعوة الجميع للتأمل، والاستبصار، والاعتبار، و ترسيخ لقناعات قديمة، وإبطال لأفكار ومناهج افتضح خوائها وثبت إفلاسها، وآن زمن أفولها، وأشرقت شموس حق وعمل ونصرة.
إلا فلنتأمل حالنا، ولنغيره إن شئنا تغيير مآلنا، فمن قتل السوريين سوف يقتل غيرهم – بعد حين - إن لم يعتبروا، و الشأن السوري كما يقر الحكماء ليس بظاهرة منعزلة عن محيطها، بل هو جزء من متلازمة أكبر، وحلقة من حلقات سلسلة متصلة رأينا اوائلها، ونسأل الله ان يكفينا وينجينا من شر باقيها، ولعل من أهم الخطى في مسلك النجاة سؤالنا بحق: من يقتل اخواننا في سوريا؟
