6 -اياك ان تقترب من الفتنة وابتعد عنها
اعلم يا اخي المؤمن ان القرب من الفتن سبب للوقوع في الفتن والبعد عنها سبب للسلامة والعصمة منها ولذلك
لذلك اخبرنا النبي ان خير الناس من جانب الفتن فقد روى الشيخان في صحيحيهما عن ابي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ ) رواه البخاري (3601) ومسلم (2886)
وقد روي نحو هذا الحديث عن جماعة كثيرة من الصحابة رضوان الله عليهم .
قال الإمام الترمذي رحمه الله: " وفي الباب عن أبي هريرة ، وخباب بن الأرت ، وأبي بكرة ، وابن مسعود ، وأبي واقد ، وأبي موسى ، وخرشة "
قال الإمام النووي رحمه الله :
"وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( القاعد فيها خير من القائم ) إلى آخره ، فمعناه بيان عظيم خطرها ، والحث على تجنبها ، والهرب منها ، وأن شرها وفتنتها يكون على حسب التعلق بها" . انتهى.
" شرح مسلم " (18/9-10) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : ( والقاعد فيها خير من القائم ) حكى ابن التين عن الداودي أن الظاهر أن المراد من يكون مباشرا لها في الأحوال كلها ، يعني أن بعضهم في ذلك أشد من بعض ، فأعلاهم في ذلك الساعي فيها بحيث يكون سببا لإثارتها ، ثم من يكون قائما بأسبابها وهو الماشي ، ثم من يكون مباشرا لها وهو القائم ، ثم من يكون مع النظَّارة [ يعني : المتفرجين ] ولا يقاتل وهو القاعد ، ثم من يكون مجتنبا لها ولا يباشر ولا ينظر وهو المضطجع اليقظان ، ثم من لا يقع منه شيء من ذلك ولكنه راض وهو النائم
والمراد بالأفضلية في هذه الخيرية من يكون أقل شرا ممن فوقه على التفصيل المذكور .
وفيه التحذير من الفتنة ، والحث على اجتناب الدخول فيها ، وأن شرها يكون بحسب التعلق بها . " . انتهى باختصار.
" فتح الباري " (13/30-31) .
7-منع الفتن اسهل من رفعها
يقول ابن رجب رحمه الله في كتابه القواعد
القاعدة الرابعة والثلاثون بعد المائة: ) المنع أسهل من الرفع، والاستدامة أقوى من الابتداء (
ومعنى ذلك ان منع الشيء ابتداءً أسهل من رفعه ومنها الفتن فمنعها والوقوع فيها اسهل من رفعها
لذلك قال شيخ الاسلام في "منهاج السنة النبوية " 4/343): " والفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء, وهذا شأن الفتن, كما قال تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) وإذا وقعت الفتنة لم يسلم من التلوث بها إلا من عصمه الله "