غرس الإسلام في نفوس المجتمع المسلم روح العلم والتعلم وفهم المعاني والألفاظ والكلمات منذ أول الدعوة حيث بدأها بـكلمة " اقْرَأْ "
وغرس الرسول صل الله عليه وسلم في نفوس الناس أهمية الكلمة وخطورتها حيث قال :
" إنّ العبدَ لَيَتَكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ لا يُلقِي لها بالا يرْفعه الله بها درجات ، وإن العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ منْ سَخَطِ اللهِ لا يُلْقي لها بَالا يهْوِي بها في جَهَنَّم " أخرجه البخاري " مَنْ كَانَ يؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ فلْيَقُلْ خيرًا أوْ لِيَصْمُتْ " أخرجه البخاري
وورد في القرآن الكريم لفظ الكلمة في أكثر من سبعين موضعاً بمعان مختلفة نظراً لأهميتها ، فالقرآن يتألف من كلمات كما يتكون البناء من لبنات ليتكامل ، ولفهم القرآن يجب التدبر في الكلمات ، فكلمة التوحيد هي التي قامت عليها الأرض والسماوات ، وخلقت من أجلها الجنة والنار .
فالكلمة لفظة ذات حدين وضدين ، فهي جنة مشرقة أو نار محرقة ، وهي نبل واحترام أو كراهية واجترام ، وهي باعث للسرور أو نذير شؤم وثبور .
فالكلمة الطيبة مطية الهداية ومنارة الإرشاد والإصلاح والفلاح بها الإسلام عم وساد وقاد .
جاء في الحديث ...
عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" إن ربكم حييٌّ كريمٌ يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه ، فيردّهما صفراً أو قال : خائبتين "
رواه ابن ماجة
وعن أبي هريرة مرفوعاً ...
( من لا يسأل الله يغضب عليه )
صححه الألباني
الله يغضب إن تركت سؤاله ..... وبني آدم حين تسأله يغضب
فلا تسألن بني آدم حاجة ..... وسل الذي أبوابه لا تحجب
قال أحمد شوقي عن الغد ...
الغد ... غيوب محجوبة ، وحجب مضروبة ، وأقدار مكتوبة ؛ أعمار موهوبة ، أو منهوبة ، وأرزاق مجلوبة ، أو مسلوبة ؛ بريد الملك القهار ، موعده حواشي الأسحار ، أو غرة النهار ؛ حملت الفجاءات نجائبه ، واشتملت على المستجدات حقائبه ، وبلغت مستقرها مغرباته وجوائبه ؛ أقبل ففض المختوم ، وظهر المكتوم ، وانفجر المحتوم ؛ وإذا مناع وبشائر ، وإذا دولات ودوائر .
واعلم يا ابن الأيام أن الغد أعده الله لك خير ما أعده ، ومده لك أيمن ما مده ؛ هو الشخص الثالث ، في رواية الأيام والحوادث والخلف من صاحبيه والوارث ؛ وهو معقد الآمال ، وموعد استئناف الأعمال ، ومرمى همة المال ، تنام الأنفس وفي إيمانها منه شك ، وفي أيمانها منه صك ، فاعمل له ما استطعت ، وانتظره أتى أم لم يأت ؛ وقل سبحان الذي أتى به ، وهو قادر على طي كتابه ، يوم يأتيه أمره ، فلا يبرز من حجابه .
قال أبو حاتم بن حبان رحمه الله :
الواجب على العاقل ... لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس
مع الاشتغال ... بإصلاح عيوب نفسه
فإن من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره ...
أراح بدنه ... ولم يتعب قلبه
فكلما اطلع على عيب لنفسه ... هان عليه ما يرى مثله من عيب أخيه
وإن من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه ...
عمي قلبه ... وتعب بدنه ... وتعذر عليه ترك عيوب نفسه
وإن من أعجز الناس ... من عاب الناس بمافيهم
وأعجز منه ... من عابهم بما فيه
ومن عاب الناس ... عابوه ..... ومن ذمهم ... ذموه
وقال عون بن عبد الله :
لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس ... إلا من غفلة قد غفلها عن نفسه
وعن محمد بن سيرين قال :
كنا نحدث أن أكثر الناس خطايا ... أفرغهم لذكر خطايا الناس
وقال أحد السلف :
إن من تصرف في نفسه فعرفها ... صحت له الفراسة في غيره وأحكمها
قال أحد الشعراء :
عجبت لمن يبكي على موت غيره
دموعاً ولا يبكي على موته دماً
وأعجب من ذا أن يرى عيب غيره
عظيماً وفي عينيه عن عيبه عمى
قال آخر :
المرء إن كان عاقلاً ورعاً
أشغله عن عيوب غيره ورعه
كما العليل السقيم أشغله
عن وجـع الناس كلهم وجعه
قال آخر :
قبيح من الإنسان أن ينسى عيوبه
ويذكرَ عيبا في أخيه قد اختفى
ولو كان ذا عقل لما عاب غيرَه
وفيه عيوب لو رآها قد اكتفى
قال آخر :
لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا
فيهتك الله سترا عن مساويكا
واذكر محاسـن ما فـيهم إذا ذُكِروا
ولا تَعِـبْ أحـدا منهم بما فيكا
وقال آخر :
إن شئت أن تحيا ودينك سالمٌ
وحـظـك مـوفـور وعرضك صَيِّنُ
لسانـك لا تذكر به عورة امرئ
فـكُـلُّـك عــورات وللـنـاس ألسـنُ
وعـيـنك إن أبدت إليـك مـساوئا
فدعها وقل يا عينُ للناس أعـينُ
وقال الفضيل :
ما من أحد أحب الرياسة ... إلا حسد وبغى
وتتبع عيوب الناس ... وكره أن يُذكَر أحدٌ بخير
وقال مالك بن دينار :
كفى بالمرء خيانة ... أن يكون أمينا للخونة
وكفى المرء شراً ... ألا يكونَ صالحاً ويقعَ في الصالحين
وقال أبو عاصم النبيل :
لا يذكر الناسَ بما يكرهون ... إلا سفلةٌ لا دينَ لهم
نسأل الله أن يلهمنا الرشد ، وأن يقينا شر أنفسنا وألسنتنا
تقفون غداً بين يدي الله يا ملوك الإسلام
وسيسألكم عن الإسلام الذي أضعتموه وهبطتم به من علياء مجده حتى ألصقتم أنفه بالرغام
وعن المسلمين الذين أسلمتوهم بأيديكم إلى أعدائهم ليعيشوا بينهم عيش البائسين المستضعفين
عن مدن الإسلام وأمصاره التي اشتراها آباؤكم بدمائهم وأرواحهم ثم تركوها في أيديكم لتذودوا عنها
وتحموا ذمارها ، فلم تحركوا في شأنها ساكناً حنى غلبكم أعداؤكم عليها
فأصبحتم تعيشون فيها عيش الإذلاّء ، وتُطردون منها كما يُطرد الغرباء
فماذا يكون جوابكم إن سئلتم عن هذا كلِّه غداّ ؟!!!؟
قال المولي مخاطباً بني إسرائيل علي لسان موسى { يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ }
فكان جوابهم { إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا }
وقالوا له { فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا }
فعاقبهم بالتيه أربعين سنة ، والمقصود منه فناء الجيل الذين ألفوا الذل والقهر وتخلقوا به ،
حتى نشأ في ذلك التيه جيل آخر عزيز لا يعرف القهر والمذلة ،
ويظهر من ذلك أن الأربعين سنة أقل ما يأتي به فناء جيل ونشأه جيل آخر
” من أصبح وأمسى والدنيا همه
حمله الله همومها وغمومها وأنكادها ،
ووكله إلى نفسه ،
فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ،
ولسانه عن ذكره بذكرهم ،
وجوارحه عن طاعته بخدمتهم وأشغالهم ،
فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره ،
كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في نفع غيره “