ابوفيصل
زيزوومي VIP
داعــــم للمنتـــــدى
★★ نجم المنتدى ★★
فريق الدعم لقسم الحماية
نجم الشهر
كبار الشخصيات
فريق دعم البرامج العامة
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

لماذا نعطس عند النظر إلى الضوء؟


إذا وجدت نفسك تعطس عندما تخرج من الظلام إلى النور فلست وحدك الذي يفعل ذلك ففي عام 1991، كتب إيمير بينبو، أخصائي علم الأمراض بجامعة مانشستر، رسالة إلى رئيس تحرير المجلة البريطانية لطب العيون يقول فيها: "حتى الأعراض البسيطة يمكن التعامل معها بسهولة إذا تمكنت من إطلاق اسم عليها، حتى لو كان ذلك الاسم يترك انطباعاً خادعاً عن مدى أهمية هذه الأمراض".

وكان الاسم الذي يشير إليه هو "العطس الضوئي". لقد عانى بينبو من حالة مرضية تتمثل في تعرضه لموجة من العطس الكثيف عند خروجه من مكان مظلم إلى مكان به إضاءة شديدة، لكنه شعر ببعض العزاء عندما عرف أن هذا "يحدث للناس العاديين".

أول بحث رسمي في هذه الظاهرة كان في فرنسا في خمسينيات القرن الماضي من جانب باحث فرنسي يدعى سيدان، الذي اكتشف أن بعض المرضى كانوا يعطسون عندما أضاء في عيونهم المنظار الذي يستخدم لفحص شبكية العين. وبعد إجراء تجارب على ستة مرضى، تيقن سيدان من أنهم يعطسون عند التعرض أيضاً لضوء الشمس الساطع، أو فلاش الكاميرا، وفي إحدى المرات عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

وفي وصفه لتلك الظاهرة لاحظ سيدان أن العطس يحدث فقط لحظة تعرض المريض للضوء، لكنه لا يستمر خلال التعرض لفترات طويلة لضوء الشمس الساطع أو حتى ضوء منظار العين.
ولأن سيدان لم يجد أي شرح في العلوم الطبية لظاهرة العطس المتعلق بالضوء، فقد استنتج أن هذه الظاهرة نادرة الوجود. لكن تبين أن ما هو معروف عن هذه الحالة أكثر بكثير مما توقعه، وذلك بعد أن كتب عنها الطبيب اتش سي إفيريت في مجلة طب الأعصاب عام 1964، حيث أطلق عليها اسم "العطس الناتج عن الضوء".
يقول الباحثون إن عدد المصابين بهذه الحالة يتراوح بين 17 بالمئة و35 بالمئة من سكان العالم. ووصل عدد المصابين بهذه الحالة إلى 23 بالمئة من طلبة الطب الذين شاركوا في البحث الذي أجراه إفيريت، و24 بالمئة من المتبرعين بالدم في دراسة أخرى.

ولم تكن هذه الظاهرة ملحوظة خلال القرن الماضي فحسب، إذ أنها تعود إلى عصر اليونانيين القدماء، فقد لاحظ الفيلسوف والطبيب اليوناني أرسطو وجود هذه الحالة، وتساءل في كتابه "كتاب المسائل" Book of Problems: لماذا تؤدي حرارة الشمس إلى العطس، ولا تفعل ذلك حرارة النار؟"

وخلص أرسطو إلى أن حرارة الشمس تتفاعل مع السوائل الموجودة في الأنف، مما يسبب العطس، أما حرارة النار فهي تبخر هذه السوائل وتستهلكها أيضا، مما يسبب جفافا في الأنف، وهو ما يمنع العطس.
وبغض النظر عن أنه لم يحدد بالضبط أن ضوء الشمس هو المسؤول عن العطس وليست الحرارة، فإن هذا يعني أن هذه الحالة كانت معروفة منذ زمن يعود ربما إلى القرن الثالث قبل الميلاد.
ضوء ساطع وعطس شديد

في عام 2010 حدد مجموعة من علماء الجينات برئاسة نيكولاس إريكسون من شركة "23andMe"، اثنين من جينات "تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة" أو "SNP" ذات العلاقة بالعطس الشمسي، وذلك بفحص الأنماط الوراثية لنحو 10,000 من عملاء الشركة. تعد هذه الجينات بمثابة حروف بديلة في مكتبة الجينات الخاصة بالشخص.

منقول للافاده

