البطل الخارق
زيزوومى فضى
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي

اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًّا مباركًا فيه؛
ملء السماوات و ملء الأرض،
و ملء ما بينهما، و ملء ما شئت من شيء بعد.
[ إذا سألَكَ عِبادي عنّي فإنّي قريبٌ ]

،’
~ تفسير قول الله تَعالى:
~ (( وإِذا سَألَكَ عِبادي عَنّي فإنّي قَريبٌ )) ~
=========================

،’
(( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )).
(البقرة:186) .
قوله تعالى: { وإذا سألك }؛
الخطاب للنّبي صلى الله عليه وسلم؛
والمراد بقوله تعالى: { عِبادي }: المؤمنون؛
وقوله تعالى:
{ عنّي } أي عن قُربي، وإجابتي بدَليل الجَواب:
وهو قوله تعالى: { فإنّي قَريبٌ أجيبُ دَعوة الداّعِ إذا دَعانِ}.
..........
قوله تعالى: { فإنّي قَريبٌ }:
بعضهم قال: إنّه على تقدير «قُل»؛
أي إذا سألك عبادي عني فقل: إنّي قَريبُ؛
فيكون جواب { إذا } مَحذوفاً؛
و{ إنّي قَريبٌ } مَقول القَول المَحذوف؛
ويحتمل أن يكون الجَواب جملة: { فإنّي قَريبٌ }؛
لوُضوح المَعنى بدون تقدير؛ والضمير في قوله تعالى: { فإنّي قَريبٌ } يعود إلى الله.
... .... ...
قوله تعالى: { فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان }؛
{ قريب } خبر «إن» ؛ و{ أجيب } خبر ثان لـ «إن» ؛
فيكون خبرها الأول مفرداً؛ وخبرها الثاني جملة؛
و «الدعاء» بمعَنى الطلب؛ و{ الدّاعِ } أصلها «الدّاعي»
بالياء، كـ«القاضي» و«الهادي»؛
لكن حذفت الياء للتخفي؛
نظيرها قوله تعالى: {الكبير المتعال} ؛
وأصلها: «المُتعالي» ؛
فإن قيل: ما فائدة قوله تعالى: { إذا دَعان }
بعد قوله تعالى: { الدّاع }.
- لأنّه لا يوصف بأنّه داعٍ إلاّ إذا دعا.
..........
فالجَواب:
أنّ المُراد بقوله تعالى: { إذا دعان }؛
أي إذا صَدق في دُعائه إياي؛
بأن شعُر بأنه في حاجة إلى الله،
وأن الله قادر على إجابته،
وأخلص الدعاء لله بحيث لا يتعلق قلبه بغيره.
وقوله تعالى: { دَعانِ } أصلُها دَعاني - بالياء،
فحُذفت الياء تخفيفاً.
... .... ...
قوله تعالى: {فليَستَجيبوا لي}؛ أي فليُجيبوا لي؛
لأنّ «استَجاب» بمعنى أجابَ،
كما قال الله تعالى: {فاستجاب لهم ربهم}؛
[آل عمران: 195]
أي أجاب، وكما قال الله تعالى:
{والذين استجابوا لربهم} [الشورى: 38 ].
... .... ...
وقوله تعالى: { فليستجيبوا } عدَّاها باللام؛
لأنه ضمن معنى الانقياد - أي فلينقادوا لي؛
وإلا لكانت «أجاب» تتعدى بنفسها؛
نظيرها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ رضي الله عنه: "]
«فإن هم أجابوا لك بذلك[/]»(147)؛
فضَمَّن الإجابة معنى الانقياد.
..........
قوله تعالى: { وليؤمنوا بي } أي وليؤمنوا بأني قريب؛
أجيب دعوة الداع إذا دعان؛ واللام في الفعلين: {فليستجيبوا }؛
و{ ليؤمنوا } لام الأمر؛
ولهذا سكنت بعد حرف العطف.
..........
قوله تعالى: { لعلهم يرشدون }؛ «لعل» للتعليل؛
وكلما جاءت «لعل» في كتاب الله فإنها للتعليل؛
إذ إن الترجي لا يكون إلا فيمن احتاج،
ويؤمل كشف ما نزل به عن قرب؛
أما الرب عز وجل فإنه يستحيل في حقه هذا.
و «الرشد» يطلق على معانٍ؛ منها:
حُسن التصرف، كما في قوله تعالى:
{وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح؛
فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم}؛
[النساء: 6] ؛
... .... ...
ولا شك أن من آمن بالله،
واستجاب له فإنه أحسن الناس تصرفاً،
ويوفّق، ويُهدى، وتُيسر له الأمور؛
كما قال تعالى:
{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً}؛
[الطلاق: 4] ،
وقال تعالى: {فأما من أعطى واتقى *
وصدق بالحسنى* فسنيسره لليسرى}؛
[الليل: 5 ــــ 7] .
المصدر : islamway.net
* تفسير سورة البقرة لسماحة العلامة محمّد صالح العثيمين؛ رحمه اللهُ تعالى.

