tayeb62
زيزوومي VIP
غير متصل
••• السّلامُ عليكُم ورحمة الله تَعالى وبركاتُه •••
إخوتي وأخواتي روّاد القسم العامّ؛
رثاء القدس
عــفـى الـمـُصَـلـَّى فَـأَيُّ الـقِـبْلـَتـَيْنِ حَـدوا ؟
وأَيُّ رِفـْــدٍ بــِتِـلْـكَ الأرْضِ قَـــدْ رَفَــــدوا؟
خَــلا الــنّـَـدِيُّ فَـنــادِ الـقَــوْمَ هَــلْ سَـمِعوا؟
وَهَـــلْ يُجِـيْــبُ نِــداءَ الـصّـارِخِ الــكَـمِــدُ!
فـأيْـقِـظِ الــشَّــرْقَ مـا أيْــقَـظْــتَ مِـنْ أحَــدٍ
فـالــوَيْـلُ لـلـشَّــرْقِ إنْ ثــاروا وإنْ رَقَــدوا
فَــمـــا أضَــرَّ لِأَهْــلِ الـحَــقِّ مِـــنْ سَــمَـــدٍ
بِـمــا يَـجُـــرُّ عَـلـى أًْصـحــابِــهِ الـسَّــمَـــدُ
ســتـُّـونَ عــامـاً وَما فـي الـشَّـرْقِ مُـعْـتـَبِـرٌ
ألا يَـرَوْنَ إلـى الأعْـــداءِ مـا حَــشَـــدوا !!
دَرْبُ الـشَّـــهــادَةِ مـا يَــنْــفَــكُّ ســـالِــكُـــهُ
تَـعْــنــو الــوُجــوهُ لَـــهُ والـعَـــدُّ والــعُــدَدُ
أمّــا الــعِــراقُ فَــبــاتَ الــيَــوْمَ مَـقْــبَــرَةً
وَلَــسْــتُ اَشْــهَــدُ مـا فـي الغَـيْــبِ يَـنْعَـقِـدُ
قـــالَ الأعـــارِبُ آمَــنّـــا وقَـــدْ فَـــنَـــدوا
والـلـّـه يَـعْــلَــمُ لا صـامــوا ولا سَـجَــدوا
تُحْـنـى الـجِـبـاهُ وأنْــتُــمْ مـا بِـكُــمْ شَــرَفٌ
مِــنَ الـعُــروبَــةِ أبــلــى جَـمْــعَـكُــمْ بَــدَدُ
لَــوْ هُـــزَّ فـي الـكَــرْخِ أرْدافٌ لِـغــانِـيَــةٍ
لَـهُــزَّتِ الـهـامُ في شَـــرْقٍ ومـا خَــمَـدوا
سُـحْـقــاً لِــدارٍ حَــوَتْ أتْـبــاعَ طــاغِـيَــةٍ
لا بُـورِكَتْ عُـصْـبَـةٌ ٌ أسْـيــادُهــا الـقُــرَدُ
لاهُـــونَ فـي مُـتَــعِ الــدُّنْـيـــا وَغَــرَّهُــمُ
سُــلْـطــانُ رومٍ ومـا فـي الـرُّومِ مُعْـتَـمَـدُ
سـأَسْـألُ الـقُـدْسَ قَــدْ بُحـََّـتْ حَـنـاجِـرُهـا
فَـمَـنْ تُـنـادِيْـنَ ؟ أشْـبـاحاً وقَـدْ هَـمَـدوا!؟
وبـالــعِـــراقِ ألَـــمَّـــتْ كُــــلَّ نــازِلَــــةٍ
هَـطْـلَ الـغَـمامِ وَهَـلْ لـلبـابِ مَن يَصِـدُ!؟
ثُــمَّ ادَّعَــيْــتُــمْ بِـإســـلامٍ فَــوا أسَـــفـــي
لَــوْ تَـعْـلَـَـمــونَ سِـــوى ذِكْــرٍ لَــهُ يَــرِدُ
لَـحـاكُـمُ الـلـّـهُ قَـوْمـاً مَـنْ يُــذَكِّـرَكُــمْ ؟!
بِـأنَّـكُــمْ اُمَّـــةٌ رَهْــنــاءُ تــضـطَّــهَـــدُ ؟
قَـدْ داسَـتِ الغَـرْبُ فِـيْـكُمْ طُهْرَ قِـبْـلَـتِـكُمْ
وهـاهُـمُ الـيَـومَ عُـنْـقَ الشَّـرْقِ قَـدْ مَهَدوا
عَـهْـداً عَلَـيْهِمْ رِقـابَ الـعُـرْبِ أنْ يَطَأوا
فاحنوا الرُّؤوسَ لِتُطْمى بالـثـََّـرى جُــدَدُ
إنْ خِــفْــتُـمُ المَـوْتَ فـي ُذلًّ تَـلَـبَّـسَــكُـمْ
فـالـمَــوْتُ عِـــزٌّ إذا مـالـعـِـزُّ يُـفْــتَــقَــدُ
قَــدْ هََــزَّني الـيَــومَ مـا تَـلـْـقــاهُ أُمَّـتُـنــا
مِـنْ بَـعْـدِ مَـجْـدٍ طَـواهُ الـدَّهْـرُ والأمَـــدُ
فَــعـادَ يَـعْــرُبُ لَـعْــنـاً فـي ضَمـائـرِكُـمْ
وَرُبَّ قِــيْــلٍ لَـكُــمْ يـالـَـيْـتَ لَــمْ تَـلِــدوا
مـا كـانَ أبْـسَـلَــكُــمْ لـلــثَّــأْرِ بَــيْــنَـكُــمُ
والـيَــومَ نِـمْـتُـمْ وَنــارُ الـحَــرْبِ تَـتـَّـقِــدُ
مَنْ يَحْسَـبِ الـمَجْـدَ فـي قَصْـرٍ تُـشَـيِّـدُهُ
جُـنْـدُ" الـفِـرَنْجِ" فـبِئسَ المَجْدُ ما شَـيَدوا
فابْـنـوا صُروحاً عـلى أشْـلاءِ قِـبْـلَـتِـكُمْ
وَخَـضَّـبوها دِمـاءَ الـقُــدْسِ وانْـجَــرِدوا
قَـدْ صَحَّ فِـيْكُـمْ طُغـاةُ الأرضِ وَعْـدَهُـمُ
"فَـمـِنْ فُـراتٍ الى نِـيْـلٍ" كَــذا وَعَـــدوا
بـالأمْـسِ يـا أسَـفـي قَــدْ رابَــنــا قَـــدَرٌ
غابَ العَـظِـيْـمُ فَـغـابَ العَـوْنُ والسَّـنَـدُ
يـا رَبِّ إنّـا لِـنَـيْــلِ الـعَــفْــوِ مِـنْ ذَلَــلٍ
نَـرْجُـوكَ لُـطْـفـاً فَـمِـنْـكَ الخَيْـرُ والمَدَدُ
فَقَـدْ طَغـى الـشَّـرُّ إذْ فـاضَـتْ مَنـابِـعُـهُ
والأَمْــرُ عِــنْــدَكَ قَــطْــعٌ مـا لَــهُ رَدَدُ
إنْ شِـئـتَ للـشََّـعْـبِ غُـفـراناً فَـأنْـتَ لَهُ
مِـنّـا الـبَـلاءُ وَمِـنْـكَ الخَـيْـرُ والـرَّشَــدُ
قصيدة رائعة للشاعر محمود شعبان
