راجية الجنةراجية الجنة is verified member.

مُديرة عامّة
طاقم الإدارة
طـــاقم الإدارة
★ نجم المنتدى ★
نجم الشهر
عضو المكتبة الإلكترونية
كبار الشخصيات
إنضم
9 نوفمبر 2015
المشاركات
12,778
مستوى التفاعل
43,096
النقاط
27,104
الإقامة
الدُّنيا ظلّ زائل
غير متصل
بسم الله الرحمن الرحيم
••• السّلامُ عليكُم ورحمة الله تَعالى وبركاتُه •••

dWkkydXDNGzHsd_yTAE3M5Zqf8miBdE3upMe1GnttA=w600-h300-no


إخوتي وأخواتي في الله؛

رُوّاد القسم العامّ؛

مِن بحر المواعِظ،
ودُرّ التّوجيهات؛
حديثٌ مُنتقىٌ؛
أرجو أن نفيد منهُ جميعًا.


/

%D8%B8%C6%92%D8%B8%D9%B9%D8%B8%D9%BE%D8%B8%D9%B9%D8%B7%C2%A9_%D8%B8%C6%92%D8%B7%DA%BE%D8%B7%C2%A7%D8%B7%C2%A8%D8%B7%C2%A9_%D8%B8%E2%80%A6%D8%B8%E2%80%9A%D8%B7%C2%A7%D8%B8%E2%80%9E.jpg


/
::


~ فقه التّوقّف
أ. نزار محمد عثمان.

/
994.jpg


7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png



كثيراً ما يصف بعضنا عالمنا هذا بأنه عالم الحركة والسرعة،
كل شيء يتحرك ويسرع في حركته،
ومن لم يجار الزمن في سرعته تجاوزه الزمن ولم يبال.


هذا الكلام صحيح في بعض جوانبه، فالمسارعة في الخيرات والمسابقة إلى الطاعات؛
مما ندب إليه الشرع، وحث عليه القرآن.


لكنه ينبغي أن لا ينسينا جانبا أخر مهما، هو أن نعرف متى نبطئ و متى نتوقف،
فقد يكون مع المستعجل الزلل، ولربما يصاحب صاحب السير المستمر الخطل،
لأننا أحيان نركض ونسرع ليس في الخيرات؛
ولكن استجابة لعجلة الحياة السريعة التي تحيط بنا،
وقد تكون مسارعتنا هذه في ما لا تحمد عقباه.


laMvJf4.png

قرأت قديماً حكمة تقول: إننا في أحيان كثيرة نركض وراء الحياة بشدة،

لدرجة أننا نتركها وراءنا ونحن لا نشعر،
وقريباً وصلني بريد إلكتروني يحمل ذات الفكرة،
يتحدث عن خبير استراتيجي كان يراقب صياداً جمع في وقت قليل كمية كبيرة من السمك،
وطوى شبكته وحمل ما صاد من سمك وأراد الرجوع إلى بيته،


فقال له الخبير: لماذا ترجع باكراً؟

فقال الصياد: لأستمتع بما اصطدته مع أسرتي.

فقال له الخبير: لماذا لا تواصل الصيد لتجمع أكبر قدر من السمك؟.

فقال له الصياد: ولماذا أجمعه؟ قال له: لتوفر مالاً أكثر،
وخلال عشر سنوات يمكنك شراء مركب صيد كبير مجهز بأحدث أدوات الصيد،
لتصطاد به كميات أكبر، ويؤهلك بعد عشر سنوات أخرى؛
لتكون صاحب أسطول كبير لمراكب الصيد، ثم بعد عشر سنوات أخرى؛
يمكنك التقاعد والاستمتاع بما جمعته مع أسرتك.


laMvJf4.png


فقال له الصياد: يمكنني الآن أن أستمتع بما اصطدت مع أسرتي، فلماذا أنتظر ثلاثين سنة.​

إن فلسفة الصياد البسيط في نظري هي معرفة متى يتوقف عن متابعة الخيالات؛
التي تفقده الشعور باللحظة المعيشة، وكثيرون لا يعرفون هذا المعنى،
ويلهثون وراء أحلام تأمين المستقبل ويضيعون في سبيلها الحياة الحقيقية.


laMvJf4.png


هذه الفلسفة صالحة للتطبيق أيضاً في أمر الدعوة، وأراها امتداداً لمفهوم أفضل العبادات:​

عبادة الوقت التي تحدث عنها الإمام ابن القيم وملخصها:
أن أفضل العبادات هي التي تعرف واجب الوقت وتلتزمه،
وأن العبد المطلق هو الذي لا يأسره رسم، ولا يحده قيد، مأكله ما تيسر،
وملبسه ما تهيأ، ومجلسه حيث انتهى به المجلس، ليس له هم إلا رضا مولاه،
ولا رغبة إلا في معرفة أمر الله في الوقت المعين والتزامه.


إن الركون إلى ما تحبه النفس من طاعات، وإن كان واجب الوقت في غيرها،
والاستمرار في ما تعودت عليه الجماعة من ممارسات،
وإن كان مطلب الساعة في خلافها، يعد جهلاً بفقه الوقف والابتداء في مجال الدعوة.


laMvJf4.png

كذلك هذه الفلسفة صالحة للتطبيق في مجال المال والأعمال،

فقد سمعت أحد رجال الأعمال الناجحين يقول: إن المقاول الناجح؛
هو صاحب (المكابح "الفرامل" القوية)، الذي يعرف متى يتوقف،
ولا يدفع من جيبه لإكمال المشروع، ليقع في فخ ملاحقة الممولين بدلاً من أن يلاحقوه هم.


laMvJf4.png


إن العاقل باختصار هو الذي عناه أبو حاتم بقوله: (العاقل يضع نفسه؛​
دون غايته برتوة ثم يجعل لنفسه غاية يقف عندها؛
لأن من جاوز الغاية في كل شئ صار الى النقص).



7d70e7bcc094597b52c7e68bc76f9bc31109c8cf.png


.................

20120227-924392001537187.jpg


~ تمّ بحمدِ الله تعالى.


المصدر/

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي



اللّهمّ نسألك رضاك والجنة.

حفظكُمُ اللهُ تعالى ورعاكمُ.
 

توقيع : راجية الجنةراجية الجنة is verified member.
اللهم ارزقنا راحة البال
بارك الله فيكى اختى الكريمة :rose:
 
توقيع : القناص الرائع
بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير
 
بارك الله فيكى وجزاكى خيرا وشكرا لكى على هذة النصائح الغالية
 
توقيع : aelshemy
بارك الله فيكى و جزاكى الله خيرا.webp
 
توقيع : m-m-s-s
عودة
أعلى