غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي لايحمد سواه والصلاة والسلام على من لانبي بعد وعلى آله وصحبه أجمعين
أبارك لكم شهر الرحمة والمغفرة والعبادات وقراءة كتاب الله عز وجل والعتق من النيران
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب
أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع إقبالِ الشهر الفضيل بنسماته ونفحاته الإيمانيّة، نجد الكثيرين يُسارعون في العِبادات وفعل الخَيرات والأعمال الصالحة طمعًا في كسبِ رحمة ومغفرة اللّه سبحانه وتعالى وعفوه، فيسعىٰ العابد الزاهد فيه للاقتراب من ربّه أكثر والآثِم العاصي يسعى للتكفير عن ذنوبه ومعاصيه ليجعله اللّٰه عزّ وجل من العتقاء من النّار، بينما نجِدُ أنّ هنالك من لهم مفهومٌ آخر لهذا الشهر المبارك.
فعوضًا على المسارعة للعبادة فهم يُسارعون للتبضع والتسوق من مختلف أنواع المأكولات والمشروبات بشكلٍ مفرط وممّا لا حاجة له، فنجِدُ حالهم كمن سينقرضُ المأكل والمشرب من الدّنيا، وهذه الظاهرة لا تزال تتكرّر في كل سنة من الشهر المبارك، إذ أنّ أغلبيتهم أصبحوا يخصِصون له ميزانية خاصة فقط بالتسوق، ولا تقتصر هذه الظاهرة على الأغنياء فحسب بل تعدت لتشمل حتّى الفقراء ممّا يسبب لهم ضائقة مادية وقد تدفعهم هذه الظاهرة أيضًا للإقراض والدّين، فأصبحت هذه الظاهرة سمة تعاني منها أغلب المجتمعات.
يشتهون كلّ ما يرونه أمام أعينِهم ويشترون ما يكفيهم وزيادة دون الاكتراث لما سيواجهونه من ضغوط مادية، فعوضًا على شراء ما هو ضروري وبقدرٍ معلوم نجدهم يُسرفون بالشّراء، فبينما يموت النّاس جوعًا في بيوتٍ كثيرة لا يملكون من المأكل ما يسدون به جوعهم، نجد هذه الفئة من النّاس يرمون الطعام بسبب تبذيرهم في الشراء والطبخ لأنّهم يأكلون بأعينهم ويشترون بلا وعيٍ أو تفكير.
هؤلاء ترجموا الشهر المبارك ترجمة خاطئة على أنّه شهر الكرم فلا ضرر في المبالغة في الأكل والإسراف فيه، يُعِدّون شتّى الأنواع من المأكولات ولا يأكلون منها إلاّ القليل وحسب قولهم أنّ الأجواء الرمضانية لا يحسّون بها إلاّ من خلال التّسوق وملء ثلاجاتهم بالأطعمة المتنوعة، ثم ينتهي مصير الكميات الهائلة من أصناف الأطعمة المتعددة على الموائد والتي لم يُلمس معظمها برميها في حاويات المهملات بينما بطون البعضِ خاوية ليس لها ما يسكِت جوعها.
يقول اللّٰه عزّ وجل: "وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً" (الإسراء: 26-27) ألا يدرِك هؤلاء الفئة من النّاس أنّ رمضان شهر القرآن والتقرّب للّه بالطاعات والعِبادات لا بالإسراف بأكياس الخضر والمأكولات والتباهي بإعداد مختلف أصناف الأطعمة على الموائد، وكأنّ صيامهم جعلهم يشتهون هذا الصنف وذاك دون التفكير بالكم الهائل الذي يشترونه وأنّ معظمه سيفسد قبل أن يُستهلك كاملاً، تفتح ثلاجاتهم فلا تجد فيها مكانًا، مملوءة بما يحتاجونه وما لا يحتاجونه، بما يسد جوعهم وزيادة، ألا يعلمون أنّ الله سُبحانه جلّ في علاه نهانا عن الإسراف والتبذير؟ أم أنّ حالة الصائم الّتي تملّكتهم سيطرت على معدتهم فظنوا أنّهم سيأكلون كلّ ما يُصادفهم ويوضع أمام أعينِهم من مختلف المأكولات فجعلهم يبالغون في الشّراء!
يقول اللّٰه تعالىٰ: "وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (31- سورة الأعراف). ألا يكتفون بصِنف أو اثنان تكون كميته على قدر قُدرتهم على استهلاكه! لماذا يرضخ هؤلاء لنداء بطونِهم فيسرِفون في التبضع والشّراء من شتّى أنواع الطعام بما يسُدّ حاجة قبيلة بأكملها ويرمون بذلك أطنان الأطعِمة في القُمامة، والّتي لا يستفيد منها سوى القطط والكلاب الضالة؟
ولا حول ولاقوة إلا بالله
إن أحسنت من فضل الله عليّ وإن أسأت فمن نفسي والشيطان
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم وأتوب إليه
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
وإلى مقال آخر إن شاء الله تعالى
محبكم في الله أبوعبدالله
الحمدلله الذي لايحمد سواه والصلاة والسلام على من لانبي بعد وعلى آله وصحبه أجمعين
أبارك لكم شهر الرحمة والمغفرة والعبادات وقراءة كتاب الله عز وجل والعتق من النيران
وكل عام وأنتم إلى الله أقرب

أحبتي في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع إقبالِ الشهر الفضيل بنسماته ونفحاته الإيمانيّة، نجد الكثيرين يُسارعون في العِبادات وفعل الخَيرات والأعمال الصالحة طمعًا في كسبِ رحمة ومغفرة اللّه سبحانه وتعالى وعفوه، فيسعىٰ العابد الزاهد فيه للاقتراب من ربّه أكثر والآثِم العاصي يسعى للتكفير عن ذنوبه ومعاصيه ليجعله اللّٰه عزّ وجل من العتقاء من النّار، بينما نجِدُ أنّ هنالك من لهم مفهومٌ آخر لهذا الشهر المبارك.
فعوضًا على المسارعة للعبادة فهم يُسارعون للتبضع والتسوق من مختلف أنواع المأكولات والمشروبات بشكلٍ مفرط وممّا لا حاجة له، فنجِدُ حالهم كمن سينقرضُ المأكل والمشرب من الدّنيا، وهذه الظاهرة لا تزال تتكرّر في كل سنة من الشهر المبارك، إذ أنّ أغلبيتهم أصبحوا يخصِصون له ميزانية خاصة فقط بالتسوق، ولا تقتصر هذه الظاهرة على الأغنياء فحسب بل تعدت لتشمل حتّى الفقراء ممّا يسبب لهم ضائقة مادية وقد تدفعهم هذه الظاهرة أيضًا للإقراض والدّين، فأصبحت هذه الظاهرة سمة تعاني منها أغلب المجتمعات.

يشتهون كلّ ما يرونه أمام أعينِهم ويشترون ما يكفيهم وزيادة دون الاكتراث لما سيواجهونه من ضغوط مادية، فعوضًا على شراء ما هو ضروري وبقدرٍ معلوم نجدهم يُسرفون بالشّراء، فبينما يموت النّاس جوعًا في بيوتٍ كثيرة لا يملكون من المأكل ما يسدون به جوعهم، نجد هذه الفئة من النّاس يرمون الطعام بسبب تبذيرهم في الشراء والطبخ لأنّهم يأكلون بأعينهم ويشترون بلا وعيٍ أو تفكير.
هؤلاء ترجموا الشهر المبارك ترجمة خاطئة على أنّه شهر الكرم فلا ضرر في المبالغة في الأكل والإسراف فيه، يُعِدّون شتّى الأنواع من المأكولات ولا يأكلون منها إلاّ القليل وحسب قولهم أنّ الأجواء الرمضانية لا يحسّون بها إلاّ من خلال التّسوق وملء ثلاجاتهم بالأطعمة المتنوعة، ثم ينتهي مصير الكميات الهائلة من أصناف الأطعمة المتعددة على الموائد والتي لم يُلمس معظمها برميها في حاويات المهملات بينما بطون البعضِ خاوية ليس لها ما يسكِت جوعها.
يقول اللّٰه عزّ وجل: "وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً" (الإسراء: 26-27) ألا يدرِك هؤلاء الفئة من النّاس أنّ رمضان شهر القرآن والتقرّب للّه بالطاعات والعِبادات لا بالإسراف بأكياس الخضر والمأكولات والتباهي بإعداد مختلف أصناف الأطعمة على الموائد، وكأنّ صيامهم جعلهم يشتهون هذا الصنف وذاك دون التفكير بالكم الهائل الذي يشترونه وأنّ معظمه سيفسد قبل أن يُستهلك كاملاً، تفتح ثلاجاتهم فلا تجد فيها مكانًا، مملوءة بما يحتاجونه وما لا يحتاجونه، بما يسد جوعهم وزيادة، ألا يعلمون أنّ الله سُبحانه جلّ في علاه نهانا عن الإسراف والتبذير؟ أم أنّ حالة الصائم الّتي تملّكتهم سيطرت على معدتهم فظنوا أنّهم سيأكلون كلّ ما يُصادفهم ويوضع أمام أعينِهم من مختلف المأكولات فجعلهم يبالغون في الشّراء!
يقول اللّٰه تعالىٰ: "وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (31- سورة الأعراف). ألا يكتفون بصِنف أو اثنان تكون كميته على قدر قُدرتهم على استهلاكه! لماذا يرضخ هؤلاء لنداء بطونِهم فيسرِفون في التبضع والشّراء من شتّى أنواع الطعام بما يسُدّ حاجة قبيلة بأكملها ويرمون بذلك أطنان الأطعِمة في القُمامة، والّتي لا يستفيد منها سوى القطط والكلاب الضالة؟
ولا حول ولاقوة إلا بالله
إن أحسنت من فضل الله عليّ وإن أسأت فمن نفسي والشيطان
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم وأتوب إليه
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
وإلى مقال آخر إن شاء الله تعالى
محبكم في الله أبوعبدالله

التعديل الأخير: