الداعية أبوعبدالله

زيزوومي VIP
★★ نجم المنتدى ★★
نجم الشهر
إنضم
9 مايو 2010
المشاركات
4,912
مستوى التفاعل
6,529
النقاط
5,470
الإقامة
كل بلاد العرب أوطاني
غير متصل
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله الذي لايحمد سواه والصلاة والسلام على من لانبي بعد وعلى آله وسلّم تسليمآ كثيرآ وصحبه الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يبعثون



إخواني أخواتي في الله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



159706739436631.png



يقول الإمام الغزالي رحمه الله: «الصبيُ أمانة عند والديه، وقلبُه الطاهرُ جوهرة نفيسة، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وإن عُوّد الشر وأُهمِل إهمال البهائم شقي وهلك». ويقدم الإسلام -كمنهج رباني- أروع النماذج في الحفاظ على النشء منذ نعومة أظفاره، وتهيئته وإعداده إعداداً جيداً ليتحمل المسؤولية المنوطة به، فيشب جيل من الرجال الصغار.
ومن الأسس التي ركز على عظم أهميتها الإسلام: سلامة الأولاد نفسياً وعقلياً وبدنياً وعاطفياً. ولقد دعت الشريعة السمحة إلى احترام عقل الطفل والتعامل معه من منطلق واعٍ، وتعليمه أوامر الله والتأدب مع الخلق، محذرة من الاستخفاف به وبمقدراته وأفكاره وتساؤلاته التي يطرحها أمام الكبار.








يحكي الصحابي الجليل «عبدالله بن عباس» (رضي الله عنهما) فيقول: «كنت خلف النبي (صلّ الله عليه وآله وسلّم وصحبه أجمعين) يوماً فقال: يا غلام إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف». كانت تلك بمثابة بذور ينثرها محمد (صلّ الله عليه وآله وسلّم وصحبه أجمعين) مربياً وهادياً، فبهذه اللغة المحددة الجامعة، وبهذا المنطق الرصين، وبهذا القدر من المسؤولية يخاطب خاتم الرسل طفلاً، ثم يحفظ هذا الطفل الوحي النبوي فيبلغه إلى الناس ويظل هدياً نبوياً لجميع أفراد الأمة إلى قيام الساعة. كانت تلك هي السمات التي تربى عليها الرعيل الأول من المسلمين، إذ كان الآباء والمربون ينظرون إلى الطفل ويتعاملون معه من منطلق مسؤول، لعلمهم أنه رجل المستقبل بما تستلزم هذه الصفة من أخلاق وآداب ومعتقدات، فكانوا يؤدبون أولادهم على الصدق -مع النفس ومع الناس وأمام الله- والشجاعة والإخلاص ومراقبة الله في السر والعلن.







قال «سهل بن عبدالله التستري»، وهو من كبار علماء السلف: «كنت وأنا ابن ثلاث سنين أقوم بالليل، فأنظر إلى صلاة خالي (محمد بن سوار)، فقال لي يوماً: ألا تذكر الله الذي خلقك؟ فقلت كيف أذكره؟ قال: قل بقلبك عند تقلبك في فراشك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك: الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهدي، فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته فقال: قل في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال: قل ذلك كل ليلة، إحدى عشرة مرة، فقلته فوقع في قلبي حلاوته، فلما كان بعد سنة، قال لي خالي: أحفظ ما علمتك ودُم عليه إلى أن تدخل القبر، فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة، فلم أزل على ذلك سنين، فوجدت لذلك حلاوة في سري، ثم قال لي خالي يوماً: يا سهل من كان الله معه، وناظراً إليه، وشاهده.. أيعصيه؟ إياك والمعصية». ومن مثل هذا الدرس البسيط من مربٍ وقدوة، أصبح «سهل» -فيما بعد- من كبار العلماء، وواحدا من رجال الله

الصالحين.. بفضل خاله الذي أدبه، وعلمه، ورباه، وغرس في روحه منذ صغره أكرم معاني الإيمان والمراقبة، وأنبل مكارم الأخلاق.







وأيضاً من أهم الصفات التي كان يحث الإسلام على غرسها في نفوس الصغار «الشجاعة» مع النفس ومع الخلق، حتى لا يشبوا ضعفاء النفوس مهزومين تضرب بقلوبهم أمراض الانحلال والميوعة، فكان أمير المؤمنين «عمر بن الخطاب» (رضي الله عنه) يمر ذات يوم في طريق من طرق المدينة، والأطفال يلعبون، وفيهم عبدالله بن الزبير وهو طفل يلعب، فهرب الأطفال هيبة من عمر، ووقف عبدالله وحده ساكتاً لم يهرب، فلما وصل إليه عمر قال له: لِمَ لمْ تهرب مع الصبيان؟ فقال: لستُ جانياً فأفر منك، وليس في الطريق ضيق فأوسع لك. وكان حقاً جواباً جريئاً سديداً رغم أنه خرج من طفل.







ومما يؤخذ من هذه الواقعة أيضاً أن أبناء الصحابة (رضي الله عنهم) كانوا على جانب عظيم من الجرأة الفائقة والبطولة النادرة، وما ذاك إلا بفضل التربية القويمة التي تلقوها بالبيت المسلم والمجتمع المؤمن في ظلال شجرة النبوة الوارفة، حيث نشأ هذا الجيل الفريد على هذه الشيم، ودرجوا عليها، لأنهم تربوا على الرماية والفروسية، وتعودوا الأسفار والترحال، ولم يتربوا على الدلال المفرط، والانطوائية القاتلة.







ومن أساليب التربية الخاطئة التي يقع الكثيرون فيها من الآباء والأمهات، تخويف الطفل وترويعه -ولاسيما عند البكاء- بأشياء لا وجود لها كالغول والعفريت والحرامي و «العوو».. ومما ينصح به علماء النفس والتربية في هذا الشأن، قولهم: «لا بأس بأن نجعل الطفل أكثر تعرفاً للشيء الذي يخيفه، فإذا كان يخاف الظلام فلا بأس بأن نداعبه بإطفاء النور ثم إشعاله، وإن كان يخاف الماء فلا بأس بأن نسمح له بأن يلعب بقليل من الماء في إناء صغير أو ما شابه، وإن كان يخاف من آلة كهربائية كمكنسة كهربائية مثلاً فلا بأس بأن نعطيه أجزاءها ليلعب بها ثم نسمح له بأن يلعب بها كاملة، وهكذا».. وذلك ليتحرر الولد من شبح الخوف والأوهام التي قد تزرع في مخيلته وينشأ عليها فيكون لها أثر المعول الهدام في نفسه فلا يقوى على مواجهة الحياة ولا يجرؤ على الدفاع عن حقوقه.



هذا والله تعالى أعلى وأعلم



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك



هذا وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين



20 ذوالحجة 1441 هجري



الموافق



10.8.2020 ميلادي



الفقير إلى الله أبوعبدالله
 

توقيع : الداعية أبوعبدالله

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

حياك الله أخي في الله ضياء الدين مصطفى الفاضل
وإياك إن شاء الله ,شاكرآ لك حسن ردك الجميل
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
شكراً على حضورك ومشاركتك
 
توقيع : أسيرالشوق
بارك الله فيك أستاذنا على ما نشرت من درر
وتذكرة قيّمة أسأل الله أن ينفع بها
ذكرتني بعض الوقائع في الصغير عبد الرحمن تلميذ لدينا خلال درس الفرنسية قامت الأستاذة بجلب أغاني وفيديوهات للحصة فرفع يده وقال لها عذرا أستاذة أنا لا أسمع الموسيقى وهو حافظ لكتاب الله
طوال الوقت تجده قال أبي قال أبي والله حتى تتشوق لمقابلة هذا النوع من الآباء يستحقون كل التقدير في زمن المغريات والملهيات وفي محيط مختلف تجد الطفل بهذه القوة وهذا العلم ربي يكثر من أمثالهم
شكرًا مجددا وجزاكم الله خيرا
 
توقيع : ريشة خير
بارك الله فيك أخي الحبيب أبو عبد الله
تحياتي لك
 
توقيع : MesterPerfectMesterPerfect is verified member.

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

حياك الله اخي الحبيب أسير الشوق المحترم
شاكرآ لك حسن ردك الجميل , وبارك الله فيك
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

حياكم الله مشرفتنا واختنا في الله ريشة خير الفاضلة
وبكِ بارك الله , شاكرآ لكم حسن ردكم الجميل وتلك الإضافة التي زادت الموضوع مقامآ
رحِم الله تعالى والديكم الأحياء منهم والاموات وأسعدكم الله تعالى بالدارين , ولا فض فيكم , وإياكم إن شاء الله
وتقبلوا مني فائق التقدير والإحترام
أخوكم في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

حياك الله أخي الحبيب أحمد والفاضل ومراقبنا الفاضل
وبِك بارك الله , وشاكرآ لك حسن ردك الجميل , حفظك الله ورعاك من كل مكروه
وتقبل مني كل التقدير والاحترام
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله لك اخى الفاضل أبوعبدالله..سبب كل ما يحدث لنا اخى الفاضل هو ابتعادنا عن الدين الاسلامى وانشغال الاباء بامور الحياة تاركين الابناء يفعلون ما يحلو لهم بدون توجيهم الى الطريق الصحيح فاصبح الاولاد إلا من رحم ربى يكبرون وهم مصابين بالخوف والانحلال والميوعة وعدم القدرة على مواجهة الحياة ولا يجرؤن على الدفاع عن حقوقهم..ولنا فى مقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنة عظة وعبرة لنا..نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فأن ابتغينا العزة فى غيرة أذلنا الله.. الله يصلح حالكم وحال المسلمين اخى الكريم ويبعد عن الامة الاسلامية كل الفتن والاوبئة ما ظهر منها وما بطن..ان اعداء الدين ومن يعاونهم من بنى جلدتنا يريدون نشر الرذيلة والميوعة بين اولادنا وبناتنا وينادون بحرية المرأة وهم لا يريدون لها الحرية بل يريدون حرية الوصول أليها..لنشر الرذيلة والفسوق فى البلاد المسلمة.. فيجب على الاباء الانتباة وتربية الاولاد على الاخلاق الحميدة المستمدة من الدين الاسلامى وان يعلمو ان الابناء هم اهم استثمار فى حياتهم وألا ما الفائدة من ان اكون ثرى واولادى قد اصيبو بالانحلال والميوعة والعياذ بالله.. أللهم ردنا الى دينك ردا جميلا..وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى أهلة وصحبة أجمعين..والف الف شكر لك اخى الكريم أبوعبدالله
 
توقيع : fathy100

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

حياك الله اخي الحبيب فتحي الفاضل
وبِك بارك الله , وأحسنت أحسن الله إليك فلقد ضفت للمقال مقامآ جميلآ , لاحرمك الله الاجر والثواب , فعلا كما تفضلت به فكل هذه المشاكل حلها جدآ بسيط وهي العودة بالحكم بالقرآن وسنة نبيه صلّ الله عليه وآله وسلّم وصحبه أجمعين
اللهم إجلعنا ممن يسمعون القول فيتبعون احسنه
تقبل مني فائق التقدير والاحترام
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
بارك الله في حضرتك إستاذنا
طبت وطابت كلماتك
جزاك الله خير وبارك فيك
 
توقيع : zeinab bahaa
بارك الله فيك وجزاك خيرا وزادك الله من علمه وشكرا لك
 
توقيع : aelshemy

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

حياكم الله اختنا في الله ومشرفتنا الفاضلة
وبكم بارك الله وشاكرآ لكم حسن ردكم الجميل وإياكم إن شاء الله
أخوكم في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله

يجب عليك تسجيل الدخول أو التسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

حياك الله اخي الحبيب الشيمي الفاضل
وبك بارك الله وإياك إن شاء الله وشاكرآ لك حسن ردك الجميل ودعائك الطيب المبارك
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
عودة
أعلى