الداعية أبوعبدالله

زيزوومي VIP
★★ نجم المنتدى ★★
الأعضاء النشطين لهذا الشهر
إنضم
9 مايو 2010
المشاركات
5,100
مستوى التفاعل
6,747
النقاط
5,570
الإقامة
كل بلاد العرب أوطاني
غير متصل
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله الذي لايحمد سواه والصلاة والسلام على من لانبي بعد وعلى آله وسلّم تسليمآ كثيرآ وصحبه الأخيار ومن تبعهم بإحسان إلى يوم يبعثون



إخواني أخواتي في الله



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



موضوعنا اليوم عن صحابي جليل هو عقبة بن نافع رضي الله عنه



وقد إستعنت بمصادر متنوعة عن حياة هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه



ومنها (ابن الأثير: الكامل في التاريخ، 3/206 )



وسأسرد بالتفصيل من هو هذا الصحابي الجليل ؟!!



وأستعين بالله





159844429620641.png




هو عقبة بن نافع بن عبد القيس من القادة العرب والفاتحين لبلاد الله في صدر الإسلام، واشتهر تاريخيًّا باسم «مرنك إفريقية»، وهو الاسم العربي لشمال قارة إفريقيا.


نشأة عقبة بن نافع

وُلِدَ عقبة بن نافع –رضي الله عنه- في حياة الرسول –صلى الله عليه وسلم- بعام واحد قبل الهجرة، أُمُّه من قبيلة المعز من بني ربيعة؛ أي أنها من العدنانيين؛ ولذلك وُلِدَ عقبة ونشأ في بيئة إسلامية، وهو صحابي بالمولد؛ لأنه وُلِدَ على عهد النبي –صلى الله عليه وسلم، وهو يمُتُّ بصلة قرابة لعمرو بن العاص من ناحية الأُمِّ، وقيل: إنهما ابني خالة.

وقد نشأ عقبة بن نافع تحت شمس الصحراء المحرقة، وفي جوها اللافح الذي يشبُّ فيها الرجال أقوياء. وأبوه نافع بن عبد القيس الفهري، أحد أشراف مكة وأبطالها المعدودين، وكان اسم عقبة يُطلق على عدد قليل من الفرسان الشجعان.

نبوغ عقبة بن نافع

برز اسم عقبة مبكِّرًا في ساحة أحداث حركة الفتح الإسلامي، التي بدأت تتَّسع بقوَّة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه؛ حيث اشترك هو وأبوه نافع في الجيش الذي توجَّه لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص، الذي توسَّم فيه خيرًا وشأنًا في حركة الفتح، فأرسله إلى بلاد النوبة لفتحها، فلاقى هناك مقاومة شرسة من النوبيين، ولكنَّه مهَّد السبيل أمام مَنْ جاء بعده لفتح البلاد، فأسند إليه مهمَّة قيادةِ دوريةٍ استطلاعيةٍ لدراسة إمكانية فتح الشمال الإفريقي، وتأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر ضد هجمات الروم وحلفائهم البربر، ثم شارك معه في المعارك التي دارت في إفريقية (تونس حاليًا)، فولَّاه عمرو –رضي الله عنه- برقة بعد فتحها، وعاد إلى مصر.

تعاقب عدَّة ولاة على مصر بعد عمرو بن العاص؛ منهم: عبد الله بن أبي السرح، ومحمد بن أبي بكر، ومعاوية بن خديج.. وغيرهم، أقرَّ جميعُهم عقبةَ بن نافع في منصبه كقائد لحامية برقة.

فتوحات عقبة بن نافع

ظلَّ عقبة بن نافع –رضي الله عنه- في منصبه كقائد لحامية برقة خلال عهدي عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب –رضي الله عنهما، ونأى عن أحداث الفتنة الكبرى التي وقعت بين المسلمين، وصبَّ اهتمامه على الجهاد في سبيل الله، ونَشْرِ الإسلام بين قبائل البربر، ورَدِّ غزوات الروم، فلمَّا استقرَّت الأمور عام (41 هـ= 661م) وأصبح معاوية بن أبي سفيان خليفة للمسلمين، وأصبح معاوية بن حديج واليًا على مصر، أرسل عقبة إلى الشمال الإفريقي في حملة جديدة لمواصلة الفتح الإسلامي، الذي توقَّفت حركته أثناء الفتنة.


أخذت هذه الصورة من الجوجل

159835632452631.jpg


كانت هناك عدَّة بلاد قد خلعت طاعة المسلمين بعد اشتعال الفتنة بين المسلمين؛ منها ودَّان وإفريقية وجرمة وقصور خاوار، فحارب عقبة تلك القرى وأبادهم أشدَّ إبادة، بعد ذلك خلف معاويةٌ عقبةَ على إفريقية، وبعث إليه عشرة آلاف فارس، فأوغل بهم في بلاد المغرب، حيث تغلغل في الصحراء بقوَّات قليلة وخفيفة؛ لشنِّ حرب عصابات خاطفة في أرض الصحراء الواسعة ضدَّ القوات الرومية النظامية الكبيرة، التي لا تستطيع مجاراة المسلمين في الحرب الصحراوية، واستطاع عقبة وجنوده أن يُطَهِّروا منطقة الشمال الإفريقي من الحاميات الرومية المختلفة والقبائل البربرية المتينة. حتَّى أتى واديًا فأُعجب بموقعه، وبنى به مدينته المشهورة وسمَّاها القيروان؛ أي محطّ الجند؛ ذلك أنها تُعتبر قاعدة الجيش الإسلامي المتقدِّمة في المغرب الكبير. كما بنى بها جامعًا لا يزال حتى الآن يُعرف باسم جامع عقبة، وفي سنة (55هـ= 675م) عزله معاوية وولَّى بدلاً منه أبا المهاجر بن دينار، وهو رجل مشهور بالكفاءة وحُسن القيادة، فما كان ردُّ فعل القائد المظفَّر -الذي فتح معظم الشمال الإفريقي، وحقَّق بطولات فائقة- عندما جاءه خبر العزل إلَّا أن امتثل فورًا للأمر، وانتظم في سلك الجندية.




استطاع أبو المهاجر -القائد الجديد- أن يُحَقِّق عدَّة مكاسب استراتيجية في الشمال الإفريقي على حساب التواجد الرومي بهذه المناطق، واستطاع -أيضًا- أن يستميل زعيم قبائل البربر كسيلة بن لمزم، وكان كسيلة شديد التأثير على قومه، قوي الشخصية، محبوبًا في قومه، مطاعًا منهم، وكان نصرانيًّا متمسِّكًا بدينه، وكان نجاح أبي المهاجر في إقناعه بالإسلام مكسبًا كبيرًا للإسلام والمسلمين، ولكنَّ القائد المحنك عقبة صاحبَ النظرة الثاقبة الخبيرة بطبائع البربر، لم يطمئن لإسلام كسيلة؛ خاصة وأنه قد أسلم بعد وقوعه في أسر المسلمين، وبعدما ذاق حرَّ سيوفهم، وقد صدق هذا الحدس فيما بعدُ كما سيأتي.




عودة الأسد عقبة بن نافع

بعد وفاة معاوية وفي خلافة ابنه يزيد بن معاوية أعاد عقبةَ مرَّة ثانية إلى الولاية سنة (62هـ= 682م)، فولَّاه المغرب، فقصد عقبةُ القيروانَ، فعاد الأسد الضاري عقبة بن نافع إلى قيادة الجهاد ببلاد المغرب، وانتقل أبو المهاجر إلى صفوف الجنود مجاهدًا مخلصًا.

قرَّر عقبة بن نافع استئناف مسيرة الفتح الإسلامي من حيث انتهى أبو المهاجر، وكانت مدينة طنجة هي آخر محطات الفتح أيام أبي المهاجر، وهنا أشار أبو المهاجر على عقبة ألَّا يدخل مدينة طَنْجَة؛ لأن كسيلة زعيم البربر قد أسلم، ولكنَّ عقبة كان يشكُّ في نوايا وصحَّة إسلام كسيلة؛ فقرَّر الانطلاق لمواصلة الجهاد مرورًا بطنجة وما حولها؛ خاصة وأن للروم حاميات كثيرة في المغرب الأوسط.




الإعصار المدمر

انطلق عقبة وجنوده من مدينة القيروان لا يقف لهم أحد، ولا يدفعهم أي جيش؛ فالجميع يفرُّون من أمامهم، وكلَّما اجتمع العدوُّ في مكان، انقضَّ عقبة ورجاله عليهم كالصاعقة المحرقة؛ ففتح مدينة باغاية، ثم نزل على مدينة تلمسان، وهي من أكبر المدن في المغرب الأوسط، وبها جيش ضخم من الروم وكفار البربر، وهناك دارت معركة شديدة؛ استبسل فيها الروم والبربر في القتال، وكان يومًا عصيبًا على المسلمين، حتى أنزل الله –عز وجل- نصره على المؤمنين، واضطر الأعداء للتراجع إلى منطقة الزاب.




سأل عقبة عن أعظم مدينة في الزاب فقيل له: أربة. وهي دار ملكهم، وكان حولها ثلاثمائة وستون قرية عامرة، ففتحها عقبة، والروم يفرُّون من أمامه كالفئران المذعورة، ورحل عقبة بعدها إلى مدينة تاهرت؛ فأرسلت الحامية الرومية استغاثة إلى قبائل البربر الوثنية، فانضمُّوا إليهم، فقام عقبة في جيشه خطيبًا بارعًا بعبارات فائقة تُلَخِّص رسالة المجاهد في سبيل الله؛ فقال: «أيها الناس إن أشرفكم وخياركم الذين رضي الله تعالى عنهم وأنزل فيهم كتابه، بايعوا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بيعة الرضوان على قتال مَنْ كفر بالله إلى يوم القيامة، وهم أشرفكم والسابقون منكم إلى البيعة، باعوا أنفسهم من ربِّ العالمين بجنَّته بيعة رابحة، وأنتم اليوم في دار غربة، وإنما بايعتم ربَّ العالمين، وقد نظر إليكم في مكانكم هذا، ولم تبلغوا هذه البلاد إلَّا طلبًا لرضاه، وإعزازًا لدينه، فأبشروا فكُلَّما كثر العدوُّ كان أخزى لهم وأذلَّ إن شاء الله تعالى، وربُّكم لا يسلمكم فالقوهم بقلوب صادقة، فإن الله –عز وجل- قد جعل بأسه على القوم المجرمين». وبهذه الكلمات الموجزة استثار عقبة حميَّة رجاله، وأعطى درسًا بليغًا للأجيال من بعده عن حقيقة دعوة المجاهد.




التقى المسلمون بأعدائهم وقاتلوهم قتالاً شديدًا، وكانت نتيجته معروفة بعدما وصلت معنويات المسلمين إلى قمم الجبال، وانتصر المسلمون كما هي عادتهم، وسار عقبة حتى نزل على طنجة فلقيه أحد قادة الروم واسمه جوليان فخضع لعقبة ودفع له الجزية، فسأله عقبة عن مسألة فتح الأندلس، فقال له جوليان: أتترك كفار البربر خلفك وترمى بنفسك في بحبوحة الهلاك مع الفرنج؟ فقال عقبة: «وأين كفار البربر؟» فقال: «في بلاد السوس, وهم أهل نجدة وبأس». فقال عقبة: «وما دينهم؟». قال: «ليس لهم دين فهم على المجوسية».

فتوجَّه إليهم عقبة كالإعصار الكاسح الذي يُدَمِّر كل شيء بإذن الله، واخترق هذه البلاد كلها هازمًا لكل قبائل البربر، حتى وصل بخيله إلى المحيط الأطلنطي فاخترق عقبة بفرسه ماء المحيط، ثم قال بقلب المؤمن الصادق الغيور، الذي بذل واستفرغ كل جهده وحياته لخدمة الإسلام: «يا رب لولا هذا البحر لمضيتُ في البلاد مجاهدًا في سبيلك، اللهم اشهد أني قد بلغت المجهود، ولولا هذا البحر لمضيت في البلاد أقاتل مَنْ كفر بك حتى لا يُعبد أحد دونك» (1).

وبهذه النفوس الصادقة والقلوب المؤمنة والعزائم الفائقة انتشر الإسلام في ربوع الأرض.






استشهاد عقبة بن نافع

حقَّق عقبة غايته من حركة الفتح الإسلامي بالشمال الإفريقي؛ فلقد أخضع قبائل البربر، وأوقع بها بأسًا شديدًا، حتى وصل إلى أقصى بلاد المغرب، واقتحم المحيط بفرسه، وبعدها قرَّر عقبة العودة إلى القيروان، فلمَّا وصل إلى طنجة أَذِنَ لمَنْ معه من الصحابة أن يتفرَّقُوا ويقدموا القيروان أفواجًا؛ ثقة منه بما نال من عدوِّه، ومال عقبة مع ثلاثمائة من أصحابه إلى مدينة «تهوذة»، فلما رآه الروم في قلَّة من أصحابه طمعوا فيه، وأغلقوا باب الصحن وشتموه وهو يدعوهم إلى الإسلام، وعندها أظهر كسيلة مكنون صدره، الذي كان منطويًا على الكفر والغدر والحسد، واستغلَّ قلَّة جند عقبة واتفق مع الروم على الغدر بعقبة، وأرسل إلى إخوانه البربر الوثنيين وجمع جموعًا كثيرة للهجوم على عقبة ومَنْ معه، وقد أُطلق على تلك الموقعة اسم معركة ممس.




كان أبو المهاجر في ركب عقبة، ولكنَّ عقبة قد غضب منه فقيَّده، فلما رأى أبو المهاجر هجوم كسيلة ومَنْ معه، أنشد أبيات أبي محجن الثقفي المشهورة:

كَفَى حَزَنًا أَنْ ترتدي الخَيْلُ بِالْقَنَا وَأُتْرَكُ مَشْــــــدُودًا عَلَيَّ وَثَاقِيَا
إِذَا قُمْـتُ عَنَّانِي الحَدِيدُ وَأُغْلِقَتْ مَصَارِعُ مِنْ دُونِي تُصِمُّ المُنَادِيَا


ففكَّ عقبة وثاقه، وقال له: «الحق بالقيروان، وقُمْ بأمر المسلمين، وأنا أغتنم الشهادة». فقال أبو المهاجر: «وأنا -أيضًا- أُريد الشهادة». وكسر عقبة والمسلمون أجفان سيوفهم، واقتتلوا مع البربر حتى استُشهد عقبة وكلُّ مَنْ معه في أرض الزاب بتهوذة، وذلك سنة (63 هـ= 683م).




كان عقبة بن نافع –رضي الله عنه- مثالاً في العبادة والأخلاق والورع والشجاعة والحزم، والعقلية العسكرية الاستراتيجية الفذَّة، والقدرة الفائقة على القيادة بورع وإيمان وتقوى وتوكُّل تامٍّ على الله –عز وجل- فأحبَّه رجالُه وأحبَّه أمراء المؤمنين، وكان مستجاب الدعوة، مظفَّر الراية، فلم يُهزم في معركة قط، طبَّق في حروبه أحدث الأساليب العسكرية والجديدة في تكتيكات القتال؛ مثل مبدأ المباغتة، وتحشيد القوَّات، وإقامة الحاميات، وتأمين خطوط المواصلات، واستخدام سلاح الاستطلاع.



ونستطيع أن نقول بمنتهى الحيادية: إن البطل عقبة بن نافع قد حقَّق أعمالاً عسكرية باهرة، بلغت حدَّ الروعة والكمال، وأنجز في وقت قليل ما لا يُصَدِّقه عقلٌ عند دراسته من الناحية العسكرية البحتة، وترك باستشهاده أثرًا كبيرًا في نفوس البربر، وأصبح من يومها يُلَقَّب بـ «سيدي عقبة». رضي الله عنه




فهل نجد بشبابنا من يقتدي بمثل هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه؟!!


بدلآ عن إتخاذ قدوتهم لاعب كرة !! أو مغني أو ممثل وألخ


ولاحول ولا قوة إلا بالله




هذا والله تعالى أعلى وأعلم



إن أحسنت فمن فضل الله وإن أسأت فمن نفسي والشيطان



سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لاإله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك



وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين



7 محرّم 1442 هجري



الموافق



26.8.2020 ميلادي



أخوكم العبد الفقير إلى الله أبوعبدالله
 

توقيع : الداعية أبوعبدالله
بارك الله فيك أخى العزيز أبوعبدالله وجزاك الله خيرا وشكرا لك على هذا البحث القيم ونرجو من الله أن يوفقك لإكمال هذة الدراسة القيمة لباقى الصحابة الكرام حتى لا ننسى أمجادهم ونتذكر مواقفهم جزاك الله كل خير
 
توقيع : aelshemy
بارك الله فيك أخى العزيز أبوعبدالله وجزاك الله خيرا وشكرا لك على هذا البحث القيم ونرجو من الله أن يوفقك لإكمال هذة الدراسة القيمة لباقى الصحابة الكرام حتى لا ننسى أمجادهم ونتذكر مواقفهم جزاك الله كل خير
حياك الله أخي الحبيب الشيمي الفاضل
وبِك بارك الله وإياك إن شاء الله , وشاكرآ لك حسن إطرائك الجميل , وأبشر خيرآ أخي الحبيب بإذن الله تعالى ستكون هنالك مواضيع عن باقي الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
وفقك الله لما يحبه لك ويرضاه عنك
وتقبل مني كل التقدير والإحترام
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
بارك الله فيك وجزاك خيرا
شكرا لك على المشاركة الرائعة
 
توقيع : أسيرالشوق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم
فقط من باب الإنصاف هذه الأحداث في هذه الفترة التاريخية ليست قطعية
وعليها خلاف كبير على صحتها إلى درجة التناقض التام بين عدد من المراجع
والمعلومات التي وردت في المقال ليست أكيدة، وحتى فيها أخطاء فمثلا
"معركة ممس" هي المعركة التي قتل فيها كسيلة وليس عقبة بن نافع.
ويميل المؤرخون لما أورده بن خلدون عن هذه الأحداث
وهو يرى أنّ أبو المهاجر دينار كانت سياسته أفضل في معاملة الأمازيغ من عقبة بن نافع
حيث دخل أكثرهم للإسلام وحاربوا الروم مع العرب.
وأنّ عقبة بن نافع أخطأ في التشكيك في سياسة أبو المهاجر دينار ووضع الأغلال عليه
وأخطأ في إهانة كسيلة ملك الكثير من الأمازيغ وقتها.
ويؤكد المؤرخون أن أقصى حدود الإهانة التي فرضها عقبة بن نافع على كسيلة الأمازيغي
هي ذبح الشياه للجنود العرب. ذلك أن ذبح الذبائح يعد أمرا مهينا لنبلاء الأمازيغ وزعمائهم،
وقد كانوا يستعيضون عن ذلك بقتلها بالسيوف والرماح. لقد كان الجزارون يأمرون في القبائل
قديما بتشكيل طبقة تعد من الخدم تسكن خارج الدواوير. ويسمى الخدم عند الطوارق بإيكلان
ليس لأنهم عبيد استقدموا من الجنوب وأيضا لأنهم يحترفون الجزارة.
ندعوا الله أن يغفر لنا ولهم جميعا، هذا إقتباس عن بعض ما أورده بن خلدون:
20px-Cquote2.webp
وكان عقبة في غزواته – للمغرب - يستهين كسيلة ويستخف به وهو في اعتقاله. وأمره يوماً بسلخ شاة بين يديه فدفعها إلى غلمانه، وأراده عقبة على أن يتولاها بنفسه، وانتهره، فقام إليها كسيلة مغضباً. وجعل كلما دس يده في الشاة يمسح بلحيته، والعرب يقولون: ما هذا يا أمازيغي؟ فيقول: هذا جيد للشعر، فيقول لهم شيخ منهم: إن الأمازيغي يتوعدكم. وبلغ ذلك أبا المهاجر فنهى عقبة عنه وقال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتألف جبابرة العرب، وأنت تعمد إلى رجل جبار في قومه بدار عزة قريب عهد بالشرك فتفسد قلبه"، وأشار عليه بأن يوثق منه وخوّفه فتكه، فتهاون عقبة بقوله.

ويتابع ابن خلدون:

20px-Cquote2.webp
"فلما قفل – عقبة - عن غزاته وانتهى إلى طبنة صرف العساكر إلى القيروان أفواجاً ثقة
بما دوخ من البلاد، وأذل من الأمازيغ حتى بقي في قليل من الناس. وسار إلى تهودة أوبادس لينزل بها الحامية. فلما نظر إليه الفرنجة طمعوا فيه وراسلوا كسيلة بن لزم ودلوه على الفرصة فيه فانتهزها، وراسل بني عمه ومن تبعهم من الأمازيغ، واتبعوا عقبة وأصحابه... حتى إذا غشوه بتهودة ترجل القوم وكسروا أجفان سيوفهم، ونزل الصبر واستلحم عقبة وأصحابه... ولم يفلت منهم أحد، وكانوا زهاء ثلاث مائة من كبار الصحابة والتابعين استشهدوا في مصرع واحد..."
 
توقيع : النموشيالنموشي is verified member.
بارك الله فيك وجزاك خيرا
شكرا لك على المشاركة الرائعة
حياك الله اخي الحبيب أسير الشوق الفاضل
وبِك بارك الله وإياك إن شاء الله , والشكر لك لحسن ردك الجميل
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي الكريم
فقط من باب الإنصاف هذه الأحداث في هذه الفترة التاريخية ليست قطعية
وعليها خلاف كبير على صحتها إلى درجة التناقض التام بين عدد من المراجع
والمعلومات التي وردت في المقال ليست أكيدة، وحتى فيها أخطاء فمثلا
"معركة ممس" هي المعركة التي قتل فيها كسيلة وليس عقبة بن نافع.
ويميل المؤرخون لما أورده بن خلدون عن هذه الأحداث
وهو يرى أنّ أبو المهاجر دينار كانت سياسته أفضل في معاملة الأمازيغ من عقبة بن نافع
حيث دخل أكثرهم للإسلام وحاربوا الروم مع العرب.
وأنّ عقبة بن نافع أخطأ في التشكيك في سياسة أبو المهاجر دينار ووضع الأغلال عليه
وأخطأ في إهانة كسيلة ملك الكثير من الأمازيغ وقتها.
ويؤكد المؤرخون أن أقصى حدود الإهانة التي فرضها عقبة بن نافع على كسيلة الأمازيغي
هي ذبح الشياه للجنود العرب. ذلك أن ذبح الذبائح يعد أمرا مهينا لنبلاء الأمازيغ وزعمائهم،
وقد كانوا يستعيضون عن ذلك بقتلها بالسيوف والرماح. لقد كان الجزارون يأمرون في القبائل
قديما بتشكيل طبقة تعد من الخدم تسكن خارج الدواوير. ويسمى الخدم عند الطوارق بإيكلان
ليس لأنهم عبيد استقدموا من الجنوب وأيضا لأنهم يحترفون الجزارة.
ندعوا الله أن يغفر لنا ولهم جميعا، هذا إقتباس عن بعض ما أورده بن خلدون:

حياك الله أخي الحبيب النموشي الفاضل
أحسنت وأحسن الله إليك , المراجع كثيرة كما تفضلت , والأقوال أكثر مما ذكرت حضرتك , لكن اخذت أشّدها وأقربها للحقيقة , فإني على علم أن البربر دخلوا بالإسلام وحاربوا مع المسلمين والفاتحين , ومع ذالك فلا توجد أخطاء جسيمة بالمراجع التي ذكرتها , إنما هي أقرب إلى الحقيقة التي رأيتها مما قرأت وراجعت من كثير من المراجع التي وردت في حياة الصحابي عقبة بن نافع رضي الله عنه وأرضاه
ولا أختلف معك أخي الفاضل ,لكني تمحصت كثيرآ بالمراجع وبينها الغير معقول والمبالغ فيه أو حتى الطعن بالصحابي عقبة بن نافع , فكما أسلفت لك سابقآ أخذت من إبن الأثير وكمرجع وغيرهم كثير وقد أخذ هذا الموضوع مني جهد كبير لابين الحقيقة الكاملة والكانمة الشاملة لما ورد , والله تعالى أعلى وأعلم
وتقبل مني كل التقدير والإحترام
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
حياك الله أخي الحبيب النموشي الفاضل
أحسنت وأحسن الله إليك , المراجع كثيرة كما تفضلت , والأقوال أكثر مما ذكرت حضرتك , لكن اخذت أشّدها وأقربها للحقيقة , فإني على علم أن البربر دخلوا بالإسلام وحاربوا مع المسلمين والفاتحين , ومع ذالك فلا توجد أخطاء جسيمة بالمراجع التي ذكرتها , إنما هي أقرب إلى الحقيقة التي رأيتها مما قرأت وراجعت من كثير من المراجع التي وردت في حياة الصحابي عقبة بن نافع رضي الله عنه وأرضاه
ولا أختلف معك أخي الفاضل ,لكني تمحصت كثيرآ بالمراجع وبينها الغير معقول والمبالغ فيه أو حتى الطعن بالصحابي عقبة بن نافع , فكما أسلفت لك سابقآ أخذت من إبن الأثير وكمرجع وغيرهم كثير وقد أخذ هذا الموضوع مني جهد كبير لابين الحقيقة الكاملة والكانمة الشاملة لما ورد , والله تعالى أعلى وأعلم
وتقبل مني كل التقدير والإحترام
محبك في الله
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك كلّ خير، كلّ يؤخذ من كلامه ويُرد عليه إلا من أوحى الله لهم يؤخذ من كلامهم ونجتهد في فهمه
وأيضا ندافع عنه، فهم أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام جميعا، نُسلّم بما أخبروا به من سير وأخبار الأوّلين
أما ما كتبه العلماء والمؤرخون من سير وتراجم فهذه بها العديد من الخلافات، لمرور الزمن وتبدل أحوال الناس وحتى الأوضاع السياسة
والتارخية التي تؤثر على الروايات والمؤرخين، وهذا لا يُنقص من قيمتها، لكن يُلزمنا أن نتحرى أكثر ومن الطبيعي أن نذكر أنّ هناك إختلافات
إن وُجدت خاصة إن كانت إختلافات كبيرة مثل ماهو حاصل في قصة عقبة بن نافع مع أبو المهاجر دينار وكسيلة، ولا ضير إن بقى الإختلاف موجودا
فإذا تبنينا أحد الروايات، نشير فقط للقارئ بوجود خلاف هذه الرواية، وله أن يحكم لماذا هذا الإختلاف إذا أراد أن يبحث، وهذا ما دأب عليه كُتاب السير والتراجم
تجدهم وإن مالوا لرواية، أوردوا ما خالفها ولو بإشارة بسيطة، فلا يوجد تسليم في هذه الأمور بل إجتهاد في النقل والسرد، حتى ما خالف
توجهنا، طبعا إلا ما ثبت زوره وبطلانه.
والواقع يُكذّب من يروي من منطلق تعصبه العربي بأنّ الفتح تراجع بعد تولي أبو المهاجر دينار لأنّه من الموالي وأنّه كان ساذجا، وأنّ الفتح والغنائم إزدادت
بإرجاع صاحب الأصل العربي الشريف عقبة بن نافع على رئاسة الجند في عهد يزيد، وأنّ كسيلة والأمازيغ معه لم يحسن إسلامهم.
كما يُكذّب من يروي من منطلق تعصبه الأمازيغي، بأنّ عقبة بن نافع كان يهتم بالغنائم والسبي من القبائل الأمازيغية، ولم يكن يهجم على الحاميات الرومانية
كما كان يفعل أبو المهاجر مع كسيلة لنقص الغنائم فيها، وكأنّ الفتح فقط كان للغنائم وليس للدعوة.
فلو كان هذا الإفك من الجانبين صحيحا، ما دخل الأمازيغ الإسلام وتعايشوا مع العرب وما فتحوا الأندلس، ولكن دائما هناك من يريد بهذه الأمة شرّا
بأن يُذكي هذه الفتن وللأسف هي التي أسقطت الأندلس بحروب الطوائف، لما اشتدت العصبية بالمسلمين فأذهبت ريحهم من الأندلس رغم "8" ثماني قرون هناك
ولدت لنا دولتين صليبيتين إسبانيا والبرتغال لا تعرفان مسلمين بالوراثة هناك. كانتا أشد الدول الصليبية بأسا على المسلمين لأكثر من خمس قرون.
عقبة بن نافع صحابي بالولادة يُجله الكثير من الجزائريين الآن، وفي المنطقة المدفون بها، منطقة "سيدي عقبة" تبعد عن مقر سكناي الآن 18 كلم فقط
أمتزجت فيها القبائل العربية مع الأمازيغية، ولم يعد هناك من يتعصب لأصله العربي أو الأمازيغي، وحدنا الإسلام وأصبحنا شعبا واحدا.
 
توقيع : النموشيالنموشي is verified member.
بارك الله فيك أخي الكريم وجزاك كلّ خير، كلّ يؤخذ من كلامه ويُرد عليه إلا من أوحى الله لهم يؤخذ من كلامهم ونجتهد في فهمه
وأيضا ندافع عنه، فهم أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام جميعا، نُسلّم بما أخبروا به من سير وأخبار الأوّلين
أما ما كتبه العلماء والمؤرخون من سير وتراجم فهذه بها العديد من الخلافات، لمرور الزمن وتبدل أحوال الناس وحتى الأوضاع السياسة
والتارخية التي تؤثر على الروايات والمؤرخين، وهذا لا يُنقص من قيمتها، لكن يُلزمنا أن نتحرى أكثر ومن الطبيعي أن نذكر أنّ هناك إختلافات
إن وُجدت خاصة إن كانت إختلافات كبيرة مثل ماهو حاصل في قصة عقبة بن نافع مع أبو المهاجر دينار وكسيلة، ولا ضير إن بقى الإختلاف موجودا
فإذا تبنينا أحد الروايات، نشير فقط للقارئ بوجود خلاف هذه الرواية، وله أن يحكم لماذا هذا الإختلاف إذا أراد أن يبحث، وهذا ما دأب عليه كُتاب السير والتراجم
تجدهم وإن مالوا لرواية، أوردوا ما خالفها ولو بإشارة بسيطة، فلا يوجد تسليم في هذه الأمور بل إجتهاد في النقل والسرد، حتى ما خالف
توجهنا، طبعا إلا ما ثبت زوره وبطلانه.
والواقع يُكذّب من يروي من منطلق تعصبه العربي بأنّ الفتح تراجع بعد تولي أبو المهاجر دينار لأنّه من الموالي وأنّه كان ساذجا، وأنّ الفتح والغنائم إزدادت
بإرجاع صاحب الأصل العربي الشريف عقبة بن نافع على رئاسة الجند في عهد يزيد، وأنّ كسيلة والأمازيغ معه لم يحسن إسلامهم.
كما يُكذّب من يروي من منطلق تعصبه الأمازيغي، بأنّ عقبة بن نافع كان يهتم بالغنائم والسبي من القبائل الأمازيغية، ولم يكن يهجم على الحاميات الرومانية
كما كان يفعل أبو المهاجر مع كسيلة لنقص الغنائم فيها، وكأنّ الفتح فقط كان للغنائم وليس للدعوة.
فلو كان هذا الإفك من الجانبين صحيحا، ما دخل الأمازيغ الإسلام وتعايشوا مع العرب وما فتحوا الأندلس، ولكن دائما هناك من يريد بهذه الأمة شرّا
بأن يُذكي هذه الفتن وللأسف هي التي أسقطت الأندلس بحروب الطوائف، لما اشتدت العصبية بالمسلمين فأذهبت ريحهم من الأندلس رغم "8" ثماني قرون هناك
ولدت لنا دولتين صليبيتين إسبانيا والبرتغال لا تعرفان مسلمين بالوراثة هناك. كانتا أشد الدول الصليبية بأسا على المسلمين لأكثر من خمس قرون.
عقبة بن نافع صحابي بالولادة يُجله الكثير من الجزائريين الآن، وفي المنطقة المدفون بها، منطقة "سيدي عقبة" تبعد عن مقر سكناي الآن 18 كلم فقط
أمتزجت فيها القبائل العربية مع الأمازيغية، ولم يعد هناك من يتعصب لأصله العربي أو الأمازيغي، وحدنا الإسلام وأصبحنا شعبا واحدا.

بسم الله الرحمن الحيم
أخي الحبيب ومديرنا العام النموشي الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لله درك وعلى الله أجرك إن شاء الله , وبارك الله فيك على هذه الإضافة الرائعة التي زادت من المقال مقامآ
ولا أختلف معك أخي الحبيب بما تفضلت به آنفآ بل بالعكس لابد من وجود الاختلاف كي يحكم القارئ الكريم بين المقال وبين ردو مثل حضرتك الاختلاف ببعض ماورد
وقد أوردت الكثير وحللت وأبدعت فعلا بما أضفت به وهذا قد أسعدني جدآ أخي الحبيب , وأمثالك ممن يحللون ويصححون ويضيفون على المقال مقامآ كما أسلفت لك سابقآ , ظاهر جدآ حسنة بل وأزيد ولا أزايد عليك من الطبيعي أن تكون مثل تلك الاختلافات والآراء , وذلك ممن يمكن القارئ الكريم من خلال المقال والاضافات التي أوردتها فيكون لديه وعي وحسن فهم للحقيقة الكامنة
وكما قلت بآخر المقال إن أحسنت فهو من فضل الله تعالى وإن أسأت فمن نفسي والشيطان
لاحرمك الله الأجر والثواب , وكم أسعدتني أخي الحبيب ردودك الكريمة
وتقبل مني فائق التقدير والإحترام
محبك في الله
 
توقيع : الداعية أبوعبدالله
عودة
أعلى