1. الإدارة العامة

    صفحة منتديات زيزووم للأمن والحماية

  2. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية الفيس بوك

  3. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية التلكرام

مثبــت محبة الله تعالى l من هُنا فتزوّد

الموضوع في 'المنتدى الإســـلامي العــام' بواسطة كريم الجنابي, بتاريخ ‏سبتمبر 4, 2020.

  1. كريم الجنابي

    كريم الجنابي مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية طاقم الإدارة طـــاقم الإدارة ★ نجم المنتدى ★ عضو المكتبة الإلكترونية نجم الشهر كبار الشخصيات عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏ديسمبر 1, 2012
    المشاركات:
    25,539
    الإعجابات :
    70,072
    نقاط الجائزة:
    10,120
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ZYZOOM
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10


    [​IMG]

    [​IMG]
    تميّز؛ فاستحقّ شُكرًا.
    ..........................


    محبّة الله تعالى

    [​IMG]

    عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ الله عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ «
    ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ الله
    وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لله، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ
    » (1).

    مفهوم المحبة
    [​IMG]
    في اللغة: أشار ابن القيم رحمه الله تعالى إلى عدة معان لمفهوم المحبة في اللغة فقال:
    «وهذه المادة تدور في اللغة على خمسة أشياء:

    أحدها: الصفاء والبياض، ومنه قولهم لصفاء بياض الأسنان ونضارتها: حَبَبُ الأسنان.
    الثاني: العلو والظهور، ومنه حَبَبَ الماء وحبابه، وهو ما يعلوه عند المطر الشديد، وحَبَبَ الكأس منه.
    الثالث: اللزوم والثبات، ومنه: حَبَّ البعير وأحبَّ إذا برك ولم يقم.
    الرابع: اللب، ومنه: حبة القلب، للُبّه وداخله، ومنه: الحبّة، لواحدة الحبوب، إذ هي أصل الشيء ومادته وقوامه.
    الخامس: الحفظ والإمساك، ومنه: حِبُّ الماء: للوعاء الذي يُحفظ فيه ويمسكه، وفيه معنى الثبوت أيضًا» (2).
    وأما في
    الاصطلاح فإن المحبة: هي ميل القلب نحو شيء معين، وظهور أثر ذلك في سلوك المحب.

    -----------------------

    (1) أخرجه البخاري (ص6، رقم 16) كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان. ومسلم (ص40، رقم 43)
    كتاب الإيمان، باب بيان خصال من اتصف بها وجد حلاوة الإيمان.
    (2) مدارج السالكين، للإمام ابن القيم، 3/ 9.

    [​IMG]
    أقسام المحبة

    تنقسم المحبة إلى عدة أقسام:

    1 – محبة الله تعالى:
    ويمكن تقسيم هذه المحبة إلى قسمين:
    - محبة الله تعالى لعبده:
    إن محبة الله تعالى لعبده صفة من صفات الله تعالى لا تحتاج إلى تأويل أو تعطيل، كتأويل بعضهم على أنها الإحسان إليه،
    وهو مخالف للأدلة الصريحة من
    الكتاب والسنة، كما في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ

    يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ
    ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(1). وقوله تعالى: {وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}(2)،
    وقوله جل ثناؤه: { وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(3)، والآيات القرآنية كثيرة في إثبات هذه المحبة.

    ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: «
    يقول الله تعالى: من عادى لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرّب إلي

    عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه،ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،
    وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه،
    وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته
    »
    (4).

    ------------------------------------------------------

    (1) المائدة [54].
    (2) آل عمران [146].
    (3) البقرة [195].
    (4) أخرجه البخاري (ص1127، رقم 6502) كتاب الرقاق، باب التواضع.

    [​IMG]
    - محبة العبد لربه:
    وهي من المحاب الواجبة على العبد، ومن دونها لا يتحقق الإيمان الحق، وقد جاءت الأدلة من الكتاب والسنة على وجود هذه
    المحبة ووجوبها، كقوله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ

    وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}(1)، وقوله تعالى:
    {
    قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
    (2).

    وعن أنس رضي الله عنه: أن رجلاً سأل النبي ﷺ عن الساعة،
    فقال: متى الساعة؟ قال: «وماذا أعددت لها؟» قال: لا شيء، إلا أني

    أحب الله ورسوله، فقال: «أنت مع من أحببت» قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي ﷺ: «أنت مع من أحببت» (3).
    وفي حديث آخر، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن رجلاً على عهد النبي ﷺ كان اسمه عبدالله، وكان يلقِّب حِمَارًا، وكان
    يضحك رسول الله ﷺ،
    وكان النبي ﷺ قد جلده في الشراب، فأُتيَ به يومًا، فأمر به فجُلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه،
    ما أكثر ما يؤتى به، فقال النبي ﷺ: «
    لا تلعنوه، فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله» (4).

    -----------------------------------

    (1) البقرة [165].
    (2) آل عمران [31].
    (3) أخرجه البخاري (ص619-620، رقم 3688) كتاب فضائل أصحاب النبي ﷺ، باب مناقب عمر بن الخطاب
    رضي الله عنه. ومسلم (ص1149، رقم 2639) كتاب البر والصلة.
    (4) أخرجه البخاري (ص1169، رقم 678) كتاب الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر.

    [​IMG]
    2 – محبة الرسول ﷺ:

    إن محبة الرسول ﷺ من المحاب الواجبة التابعة لمحبة الله تعالى، لقوله جل ثناؤه:
    {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ

    لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(1) . وبهذا فإن هذه المحبة من مقتضيات الإيمان، فلا معنى لإيمان العبد من غير هذه المحبة،
    كما قال ﷺ: «
    لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» (2). وفي حديث آخر رواه أبو هريرة رضي
    الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «
    فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده» (3). فتدل هذه الأحاديث
    دلالة صريحة على وجوب محبة الرسول ﷺ وأنها من مستلزمات الإيمان. وقد جاءت الأدلة من كتاب الله تعالى على وجوب هذه
    المحبة وتفضيلها على المحاب الدنيوية الأخرى، كما في قوله تعالى: {
    قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
    وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا
    حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}(4) .

    فمن فضّل محبة هذه الأشياء المذكورة في الآية على محبة الله ورسوله ﷺ فإن الله تعالى توعّده بأمرين: تربص العذاب والعقاب،
    وكذلك تصنيفهم من الفاسقين.
    كما يقول تبارك وتعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ}(5) . وهذا يعني أن الرسول ﷺ يجب
    أن يكون أحب إلى المؤمن من نفسه، وقد بيّن ابن القيم رحمه الله من خلال هذه الآية أنه من لم يكن الرسول عليه الصلاة

    والسلام أحب إليه من نفسه فقد عرض نفسه للوعيد الشديد، موضحًا في هذه الأولوية أمرين مهمين:

    1- «
    أن يكون – الرسول ﷺ – أحب إلى العبد من نفسه، لأن الأولوية أصلها الحب، ونفس العبد أحب إليه من غيره ومع هذا
    يجب أن يكون الرسول
    أولى به منها، وأحب إليه منها، فبذلك يحصل له اسم الإيمان. ويلزم من هذه الأولوية والمحبة كمال
    الانقياد والطاعة والرضا والتسليم وسائر لوازم المحبة من الرضا بحكمه والتسليم لأمره وإيثاره على ما سواه.


    2-
    ألا يكون للعبد حكم على نفسه أصلاً، بل الحكم على نفسه للرسول ﷺ يحكم عليها أعظم من حكم السيد على عبده أو
    الوالد على ولده، فليس له
    في نفسه تصرف قط إلا ما تصرف فيه الرسول الذي هو أولى به منها» (6).

    ------------------------------

    ( 1) آل عمران، الآية 31.
    ( 2) أخرجه البخاري (ص6، رقم 15) كتاب الإيمان، باب حب الرسول ﷺ من الإيمان.
    ومسلم (ص41، رقم 44) كتاب الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله أكثر من الأهل.
    ( 3) أخرجه البخاري (ص6، رقم 14) كتاب الإيمان، باب وجوب محبة رسول الله أكثر من الأهل.
    (4 ) التوبة، الآية 24.
    ( 5) الأحزاب، الآية 6.
    ( 6) الرسالة التبوكية، لابن القيم. مراجعة الشيخ عبدالظاهر أبي السمح، ط1،
    المطبعة السلفية، مكة المكرمة، 1347هـ، ص 21-22.

    [​IMG]


    3 – محبة سائر الخلق:

    وهذه من المحاب المستحبة التي يأنس بها الإنسان ويفرح بوجودها، حيث يجد فيها كثيرًا من عوامل القوة والثبات
    في الحياة وهي في مجملها محاب فطرية خلق
    الإنسان عليها، أو أنها وُجدت حين خلق الإنسان على هذه الأرض،
    ومن الأمثلة على هذه المحبة:


    -
    محبة النفس التي هي من الفطرة، والنفس قد صانها الإسلام وحفظها وجعل لها مكانة عالية، فلا تزهق ولا يعتدى عليها إلا بحق،
    ومن بذلها في سبيل الله نال درجة الشهداء.
    -
    محبة الولد والأهل والقرابة، لأنها السبيل إلى تكوين مجتمع قوي متماسك.
    -
    محبة الزوجة، وهي التي تنشأ بعد الزواج حين يتآلف قلباهما وتتقارب مشاعرهما، فيؤثر ذلك على حال الأسرة وسلوكها،
    وهي آية من آيات الله لقوله جل
    ثناؤه: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً
    وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
    }
    (1) .
    - محبة الصديق أو الصاحب، وهي ناتجة عن تآلف الأرواح كما قال عليه الصلاة والسلام: «الأرواح جنود مجندة، فما تعارف
    منها ائتلف وما تناكر منها اختلف
    » (2).
    -
    محبة الحيوانات أحيانًا، وهي من الفطرة ومن الرحمة التي أودعها الله تعالى في نفوس عباده نحو هذه الكائنات المسخرة
    للإنسان، حيث تتحقق الألفة بينهم
    كما هي الحال مع بعض الخيول والطيور وغيرها.
    [​IMG]
    4 – محبة الأشياء:
    وهي كثيرة، كمحبة الخضرة والماء، أو النظر إلى مكونات الكون والتأمل فيها، أو حب الهوايات المتنوعة كالقراءة
    أو الرسم أو الخط أو ممارسة بعض أنواع
    الرياضة والنشاطات الأخرى.

    ---------------------------------------

    (1) سورة الروم، الآية 21.
    (2) أخرجه البخاري (ص554، رقم 3336) كتاب أحاديث الأنبياء، باب الأرواح جنود مجندة.
    ومسلم (ص1149، رقم 2138) كتاب البر والصلة، باب الأرواح جنود مجندة.

    [​IMG]
    المحاب الممنوعة:

    ويمكن تقسيم هذا النوع من المحاب إلى قسمين:

    1 – محبة المعصية:
    وهي محبة ما نهى الله عنه من الأقوال والأفعال، وتفضيلها على ما أمر بها من المحاب، وذلك مثل محبة الزنا والربا وشرب
    الخمر والسرقة والظلم وغيرها من
    المعاصي وتفضيلها على الفضيلة والاستقامة والعدل، وهذا اللون من المحبة ممنوع، لأنها
    مدخل إلى دائرة الفعل والعمل الذي يستوجب بعدها العقوبة في الدنيا والعذاب في الآخرة.


    وقد ذكر الله تعالى هذه المحبة في مواطن كثيرة من كتابه المبين على أنها محبة حقيقية حين تظهر آثارها الواقعية على الأرض،
    كقوله تعالى: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَـٰئِكَ
    هُمُ الظَّالِمُونَ}(1)، وقوله تعالى عن ثمود لمّا فضّلوا حب الضلال على الهدى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ
    عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
    }
    (2)، وقوله تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى
    الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُولَـٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ}(3) .

    2 – محبة ما هو أدنى على ما هو أعلى:
    وهذا لا يعني أن محبة الأدنى محرمة، بل ربما تكون جائزة ومستحبة، ولكنها حين يجعل لها الأفضلية على ما هي أعلى تنقلب
    إلى محبة ممنوعة، وذلك مثل
    الذي يحب نفسه، فهذه محبة فطرية كامنة في كل نفس إنسانية، ولكن تتحول هذه المحبة إلى
    معصية حين تُفضل على محبة الله ورسوله ﷺ، وكذلك مثل محبة المال والأولاد والدنيا حين تسبق محبة الله ورسوله صلى
    الله عليه ومحبة الآخرة فإنها محبة ممنوعة يترتب عليها الحساب والعقاب، لقوله تعالى: {
    قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ
    وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ
    وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}(4).

    ويقول عليه الصلاة والسلام: «
    لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» (5).

    ------------------------------------

    (1) التوبة [23].
    (2) فصلت [17].
    (3) إبراهيم [3].
    (4) التوبة [24].
    (5) سبق تخريجه.

    [​IMG]
    المراد بالمحبة في هذا البحث:

    هو محبة الله تعالى، فهي أعلى أنواع المحبة، وهي كالرأس بالنسبة للطائر يقوده في مسيره ومسبحه في الهواء.
    وهذه المحبة هي مصدر التعبد لله تعالى وهي محرك مسيرة الحياة، وهي أعلى درجات الإيمان لقوله ﷺ: «
    ثلاث من كنّ

    فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما، وأن يحبّ المرءَ لا يحبه إلا لله، وأن يكره
    أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» (1).

    ويقول عليه الصلاة والسلام: «
    كان من دعاء داود يقول: اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يبلغني حبك،

    اللهم اجعل حبك أحب إلي من نفسي وأهلي ومن الماء البارد» (2).

    وهذه المحبة ليست اختيارية، بل هي واجبة ومن أوجب الواجبات، توعد الله على تركها فقال: {
    قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ
    وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ
    وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
    }(3) .

    ويستشعر المسلم هذه المحبة من خلال الأمور التالية:
    أ – يتمثل عظمة الله تعالى من خلال الكون وما فيه من الآيات الباهرة، والسنن المنظمة، والكائنات المتكاملة في البر والبحر
    والسماء، وفوق كل ذلك
    القوة التي تديرها والحكمة التي تكتنفها، كل ذلك من دواعي محبة الله تعالى وعبادته والتقرب إليه،
    قال تعالى: {
    إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا
    وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا
    سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
    }(4) .

    ب – يتمثل نعم الله تعالى التي لا تعد ولا تحصى ابتداء بخلقه وسجود الملائكة له وانتهاء بإرسال الرسل إليه وهدايته إلى سواء
    السبيل، وما بين هذا وذاك
    من النعم والنجاحات والنصر والتمكين صور من إحسان الله تعالى بعبده ورحمته عليه، فهو القائل:
    {
    وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}(5)، فكل ذلك من عوامل المحبة
    لله تعالى. ويقول عليه الصلاة والسلام: «
    أحبّوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله إياي»
    (6).

    يقول ابن القيم رحمه الله: «تنشأ المحبة من الإحسان، ومطالعة الآلاء والنعم، فإن القلوب جُبلت على حب من تحسن إليها،
    وبغض من أساء إليها، ولا أحد أعظم إحسانًا من الله سبحانه» (7).

    ----------------------------

    (1) سبق تخريجه.
    (2) أخرجه الترمذي (ص796، رقم 3490) كتاب الدعوات، باب اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك.
    والحاكم (2/433، رقم 3621) وقال صحيح الإسناد.
    (3) سورة التوبة، الآية 24.
    (4) سورة آل عمران، الآيتين 190-191.
    (5) سورة إبراهيم، الآية 34.
    (6) أخرجه الترمذي (ص859، رقم 3789) كتاب المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي ﷺ.
    وقال: هذا حديث حسن غريب.
    (7) تقريب طريق الهجرتين، ص 444.

    [​IMG]
    ج – كما يستشعر المؤمن هذه المحبة حين يتلمس رحمة الله تعالى بعباده المذنبين، فهو الرحمن الرحيم، وهو العفو الغفور،
    وباب التوبة والاستغفار عنده لا
    يُغلق ولا يسد، ومتى شعر الإنسان بخطئه وأناب إلى الله تعالى فإن رحمته قريبة منه،
    ولا ينقص ذلك من ملكه شيء، فهو القائل في محكم التنزيل:
    {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ
    ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}(8).
    ويقول عليه الصلاة والسلام: «إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء
    الليل حتى تطلع الشمس من مغربها
    » (9).

    د – إن معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته، من الأسباب التي تولد المحبة عند العبد، كالعلم والرحمة والمغفرة والقدرة والكرم،
    كلها عوامل تزيد من قرب الإنسان
    بربه ومحبته له وتقديم العمل الصالح بين يديه، فعلى سبيل المثال حين يتقرب المؤمن
    إلى الله تعالى بطاعة أو عمل صالح، فإنه يجازيه أضعافًا مضاعفة، كرمًا وتفضلاً منه جل وعلا، فهو القائل: {
    إِنَّ اللَّـهَ لَا
    يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا
    }
    (10)، وهو القائل:
    {
    مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}(11).

    فهذه المعرفة بالله تعالى وصفاته تصنع المحبة وتزيدها، يقول ابن تيمية رحمه الله: «وأصل المحبة هو معرفة الله سبحانه
    وتعالى، ولها أصلان:
    أحدهما، وهو الذي
    يقال له محبة العامة لأجل إحسانه إلى عباده، والثاني: هو محبته
    لما هو له أهل، وهذا حب من عرف من الله ما يستحق أن يحبه لأجله»
    (12).

    -------------------------------------------

    (8) سورة النساء، الآية 110.
    (9) أخرجه مسلم (ص1196، رقم 2759) كتاب التوبة،
    باب قبول التوبة من الذنوب وإن كثرت الذنوب والتوبة.
    (10) سورة النساء، الآية 40.
    (11) سورة الأنعام، الآية 160.
    (12) مجموع الفتاوى 10/ 84-85.

    [​IMG]
    مقتضيات محبة الله تعالى:

    إن محبة الله تعالى ليست مجرد ادّعاء بالقول، أو بعض العواطف والعبرات، وإنما مجموعة من الالتزامات والواجبات العملية
    تدل على صدق هذه المحبة وقوتها،
    ومن أهم المقتضيات التي تلازم هذه المحبة ما يلي:

    1- تقتضي هذه المحبة اتّباع شرع الله تعالى فيما أمر به وما نهى عنه، فإذا لم تترجم هذه المحبة على الواقع في المحافظة
    على الفروض والطاعات، والسلوك
    والأخلاق، فإنها تبقى مجرد ادّعاء، وصدق الشاعر حين قال:
    هذا محال في القياس بديع *** إن المحب لمن يحب مطيع
    تعصي الإله وأنت تزعم حبه *** لو كان حبك صادقًا لأطعته

    2- تقتضي محبة الله تعالى، حبَّ رسوله ﷺ، وحبّ سنته والعمل بها، لقوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي

    يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(1).
    كما تقتضي هذه المحبة الذود عن النبي صلى الله عليه ومناصرته بكل الإمكانات والوسائل، لا سيما في هذه الفترة التي كثرت
    فيها حملات الإساءة إلى
    شخصه الطاهر عبر بعض الوسائل الإعلامية الغربية، الأمر الذي يفرض على الأمة بذل الجهود
    والأوقات لصدّ مثل هذه الهجمات المغرضة، حتى يتحقق معنى المحبة له ﷺ، فهو القائل:
    «
    لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»
    (2).
    3- تقتضي محبة الله تعالى، حب القرآن الكريم، بحفظه في الصدور، وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار، والعمل به وإقامة حدوده،
    يقول عثمان بن عفان
    رضي الله عنه: «لو سلمت منا القلوب ما شبعت من كلام الله، وكيف يشبع المحب من كلام محبوبه
    وهو غاية مطلوبة
    ». وأما إهمال القرآن ووضعه على الرف وعدم تلاوته إلا في المناسبات، وعدم التحاكم إليه في أمور
    الحياة والخصومات، فإنه يناقض محبة الله تعالى ومقتضياتها، بل يعدّ ذلك من الهجران الذي أخبر عنه الله في قوله:
    {
    وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}
    (3).
    4- تقتضي محبة الله تعالى، إدامة ذكره وذكر آلائه ونعمه، وكذلك شكره والثناء عليه، لأن المحبّ الصادق ينشغل جلّ أوقاته بمحبوبه،
    فكيف إذا كان هذا
    المحبوب هو الله تعالى، خالق الكون والإنسان، الرحمن الرحيم؟!! وقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين
    المحبين له فقال: {
    الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
    رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}(4) .
    5- تقتضي محبة الله تعالى محبةَ عباده الصالحين، وبغض العصاة والفاسدين والظالمين، لقوله ﷺ: «أفضل الأعمال الحب في الله
    والبغض في الله
    ».
    وقد أخبر عليه الصلاة والسلام أن من أسباب النجاة والتظلل في ظل الله تعالى في ذلك الموقف العصيب
    هو الحب في الله تعالى، فقال: «
    سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... ورجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك
    وتفرقا عليه» (5). ولا تنافي محبة الله تعالى محبة الآخرين، بل هي تقتضيها وتحث عليها ما دامت على المنهج
    السليم ووفق الضوابط الشرعية، بحيث لا تكون في معصية أو فساد أو ظلم أو غير ذلك من المحرمات.

    6 – كما تقتضي محبة الله العمل الصالح، الذي أمر به والمسارعة بقيامه، وعدم التكاسل أو الفتور عنه.

    --------------------------------

    (1) سورة آل عمران، الآية 31.
    (2) سبق تخريجه.
    (3) سورة الفرقان، الآية 30.
    (4) سورة آل عمران، الآية 191.
    (5) أخرجه البخاري (ص107، رقم 659) كتاب الأذان، باب من جلس في المسجد بعد الصلاة.
    ومسلم (ص415، رقم 1031) كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة.

    [​IMG]
    من يحبّهم الله تعالى؟

    إن الله تعالى يحب عباده المؤمنين الصادقين، الذين يأتمرون بأوامره وينتهون عن نواهيه، كل حسب مستوى إيمانه وما يقدمه بين
    يديه من الطاعة والعمل
    الصالح، ولا يمكن بحال الإشارة إلى جميع الأصناف التي يتحلون بهذه التعاليم والصفات، ولكن يمكن
    الإشارة إلى بعضهم الذين ذكرهم الله تعالى بشأنهم التعبير الصريح في الدلالة على محبته لهم، وكذلك ما أشار إليهم
    الرسول صلى الله عليه في بعض أحاديثه، وهؤلاء هم:


    1- التوّابون الصادقون الذين ينيبون إلى الله تعالى بعد الغفلة والعصيان، وكذلك المتطهرون من جميع الأدران والأنجاس النفسية
    والجسدية والفكرية، لقوله تعالى: {
    إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}
    (1) .
    2- المتبعون لهدي النبي ﷺ، لقوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(2) .
    3- الصابرون في البأساء والضراء، لقوله تعالى: {
    وَاللَّـهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}(3).
    4 – المحسنون إلى الناس في الأفعال والأقوال، لقوله تعالى: {
    وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}(4).
    5 – المتوكلون على الله حق توكله، لقوله تعالى: {
    فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(5).
    6 – المتّقون الله تعالى في السر والعلن، لقوله تعالى: {
    بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}(6).
    7 – المقسطون والعادلون في الحكم بين الناس، لقوله تعالى: {
    وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}(7)،
    وقوله تعالى:
    {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّـهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}
    (8) .
    8 – المجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، لقوله تعالى: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّـهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}(9).
    9 – الشاكرون لنعم الله وآلائه التي لا تعد ولا تحصى، لقوله ﷺ: «
    أفلا أكون عبدًا شكورًا» (10).
    10 – الكرماء من الناس، والطيبون والنظيفون، ففي حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «
    إن الله جميل يحب
    الجمال
    » (11)، وفي حديث جابر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ رأى رجلاً وسخة ثيابه فقال: «أما وجد هذا ما ينقي ثيابه»
    (12).
    11 – الحامدون المثنون على الله تعالى، لقوله ﷺ: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب
    الشربة فيحمده عليها
    » (13).
    12 – المتْقنون لأعمالهم التعبدية والدنيوية، لقوله ﷺ: «
    إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» (14).
    13 – الرفقاء مع الناس وجميع الأشياء، لقوله ﷺ لعائشة رضي الله عنها: «
    يا عائشة، إن الله عز وجل يحبّ الرفق في الأمر كله» (15).
    14- المتسامحون في البيع والشراء، لقوله ﷺ: «
    إن الله يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء » (16).

    ---------------------------

    (1) البقرة [ 222].
    (2) آل عمران [31].
    (3) آل عمران [ 146]
    (4) البقرة [195].
    (5) آل عمران [159].
    (6) آل عمران [76].
    (7) المائدة [42].
    (8) الحجرات [9].
    (9) الصف [4].
    (10) أخرجه البخاري (ص856، رقم 4836) كتاب التفسير. ومسلم (ص1227، رقم 2819)
    كتاب صفات المنافقين، باب إكثار الأعمال.
    (11) أخرجه مسلم (ص54، رقم 91) كتاب الإيمان، باب تحريم الكبر وبيانه.
    (12) أخرجه أبو يعلى (4/23، رقم 2026) وهو حديث صحيح.
    (13) أخرجه الترمذي (ص428-429، رقم 1816) كتاب الأطعمة، باب ما جاء في أكل الجراد. وقال: هذا حديث حسن.
    (14) أخرجه أبو يعلى في مسنده (7/349، رقم 4386).

    [​IMG]
    من يبغضهم الله؟

    إن الله تعالى يبغض جميع الذين لا يأتمرون بأمره ولا ينتهون عما نهى عنه، ويتفاوت هذا البغض حسب المعصية والمخالفة
    ا
    لتي يرتكبها العبد، ولكنه جلّ وعلا أشار في كتابه العزيز إلى بعض الأصناف إشارة صريحة في
    بغضهم وعدم الرضى عنهم، وبعض هؤلاء هم:

    1– الكفار والمشركون، وهم الذين كفروا بالإسلام واتخذوا من دون الله أندادًا من البشر أو الحجر أو الشجر أو المذاهب والأفكار،
    لقوله تعالى: {
    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ أُولَـٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ}(1).
    2– الظالمون المتجبرون، لقوله تعالى: {وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}(2).
    3– الذين يجهرون بالسوء من القول، لقوله تعالى: {
    لَّا يُحِبُّ اللَّـهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}(3).
    4– المعتدون على حرمات الله تعالى وحرمات الناس، لقوله تعالى: {
    وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ
    إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
    }(4).
    6– الخائنون للعهود والمواثيق لقوله تعالى: {
    وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ}(5).
    7– المفسدون في الأرض الذين ينشرون الشرّ والخبائث بين الناس ويمنع نشر الخير والفضيلة، لقوله تعالى: {
    وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}(6).
    8– المتكبرون الذين يتعالون على عباد الله وعلى الحق والهداية، لقوله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}(7).
    9– المسرفون للأموال والطاقات في غير مواضعها، لقوله تعالى: {
    وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}(8).
    10 – الفرحون الغافلون عن ذكر الله، لقوله تعالى: {
    إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ

    مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}(9).

    ----------------------------------

    (1) البينة، الآية 6.
    (2) آل عمران، الآية 57.
    (3) النساء، الآية 148.
    (4) البقرة، الآية 190.
    (5) الأنفال، الآية 58.
    (6) المائدة، الآية 64.
    (7) النساء، الآية 36.
    (8) الأنعام، الآية 141.
    (9) القصص، الآية 76.

    [​IMG]
    آثار محبة الله تعالى:

    إنَّ لمحبة الله تعالىٰ آثارًا إيجابية كثيرة في الدنيا والآخرة، منها:

    1 – البلوغ إلى أعلى المنازل وهو مصاحبة الرسول ﷺ في الجنة، لحديث أنس رضي الله عنه:
    «أن رجلا من أهل البادية

    أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله متى الساعة قائمة؟ قال: ويلك وما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها إلا أني أحب الله
    ورسوله قال: إنك مع من أحببت. فقلنا: ونحن كذلك؟ قال: نعم ففرحنا يومئذ فرحًا شديدًا
    » (1).
    2 – بلوغ أعلى درجات الإيمان لقوله ﷺ: «من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان» (2).
    3 – التوفيق والتسديد في الحياة، والنجاة والفلاح في الآخرة، لما ورد في الحديث القدسي: «
    يقول الله تعالى: من عادى

    لي وليًا فقد بارزني بالمحاربة، وما تقرّب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إلي بالنوافل حتى
    أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن

    سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس
    المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته» (3).
    4 – إن محبة الله تعالى من أسباب استجابة الدعاء، كما ورد في الحديث السابق: «وإن سألني لأعطينه».
    5 – إن محبة الله تعالى تحفظ صاحبها من الشرور الشيطانية والنفسية، كالخوف واليأس والقنوط والهم، والوسوسة
    وغيرها، كما جاء في الحديث القدسي
    السابق: «ولئن استعاذني لأعيذنه». وهو تصديق لقوله تعالى:
    {
    لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى ۖ وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ}
    (4).
    6 – بلوغ أعلى الصفات الخُلقية ونيل الطموحات العالية، لقوله تعالى: {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ
    يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ

    ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}(5).
    7 – إن محبة الله تعالى تجلب محبة أهل السماء والأرض لحديث أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: «إذا أحب الله العبد نادى

    جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه
    أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض» (6).
    8 – إن محبة الله تعالى تحقق لصاحبها بشارة في الدنيا، حيث توضع له إشارته في الدنيا قبل الآخرة لحديث أبي ذر رضي الله
    عنه قال: «
    قيل لرسول الله ﷺ: أرأيت الرجلَ يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن» (7).
    كانت تلك بعض الآثار المترتبة على محبة الله تعالى في حياة المؤمن وبعد مماته، ولكن تمتد هذه الآثار وتتعدد لتشمل جميع
    أنواع الحفظ والتوفيق والنجاة لصاحبها، الأمر الذي يدفع الإنسان للاجتهاد والسعي من أجل الوصول إلى هذه المحبة
    بمفهومها الصحيح، والعمل بمقتضياتها.


    ---------------------------------------

    (1) أخرجه البخاري (ص618، رقم 3688) كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمر.
    ومسلم (ص1149، رقم 2639) كتاب فضائل الصحابة، باب المرء مع من أحب.
    (2) أخرجه أبو داود (ص661، رقم 4681) كتاب السنة، باب في الدليل على زيادة الإيمان. وهو حديث صحيح.
    (3) أخرجه البخاري (ص1127، رقم 6502).
    (4) سورة آل عمران، الآية 111.
    (5) سورة المائدة، الآية 54.
    (6) أخرجه البخاري (ص536، رقم 3209) كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة. ومسلم (ص1148،
    رقم 2637) كتاب البر والصلة، باب إذا أحب الله عبدًا أمر جبريل فأحبه وأحبه أهل السماء.
    (7) أخرجه مسلم (ص1151، رقم 2642) كتاب البر والصلة، باب إذا أثني على الصالح فهي بشرى ولا تضره.

    [​IMG]
    وأخيرًا المحبة وأثرها النفسي وقاية وعلاجًا:

    فإن محبة الله تعالى من مقتضيات الإيمان به جلّ وعلا، حيث يزداد الإيمان وينقص بمدى قوة هذه المحبة وضعفها، ومن أجل ديمومة
    هذه المحبة وقوتها، لا بد
    من الحصول على أسبابها، من المحافظة على الفروض والواجبات وأدائها في أوقاتها بأحسن أداء،
    وكذلك الإكثار من الدعاء والذكر وتلاوة القرآن والاستغفار، إضافة إلى التأمل والتفكر في الكون وما فيه من آيات وآلاء، لأن
    ذلك من الأسباب التي تقرّب العبد إلى خالقه، وتقوي أواصر العلاقة به جل شأنه، وبالتالي تنشأ محبة الله في نفس العبد
    بأجلى صورها وأقوى معانيها، الأمر الذي يجعل حياته كلها سعادة وحبورا، ونجاحًا وتوفيقًا، وطمأنينة وسكينة، وهي
    من أسمى الغايات التي يسعى المؤمن لتحقيقها في في الدنيا. فإذ كان ذلك كذلك تهون عند الإنسان مصائب الدنيا، بل
    يعلو عليها ويراها صغيرة، وكلما تذكرها زادته قوة وحيوية وسيطرة على العوارض النفسية، أرأيت كيف يبذل
    المحب لمن أحب من والد وولد، وزوجة وقريب، كيف يبذل لهم الغالي والنفيس ويسترخصه، وذلك لحبهم
    لهم، فكيف إذا أحب العبد ربه؟ لا شك أن الأمر أعظم وأجلّ، فلنحقق
    هذا في جميع شؤون حياتنا وأحوالها.
    -----------

    حياة السعداء
    أ.د فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
    المشرف العام على شبكة السنة النبوية وعلومها

    [​IMG]

    [​IMG]
     
    آخر تعديل: ‏سبتمبر 4, 2020
    zeinab bahaa ،fathy100 ،yasiressa و 5آخرون معجبون بهذا.
  2. أبوفاطمة

    أبوفاطمة الإدارة العامة طاقم الإدارة عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏يونيو 4, 2008
    المشاركات:
    13,582
    الإعجابات :
    48,095
    نقاط الجائزة:
    1,220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    حضرموت
    برامج الحماية:
    ESET
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    بارك الله فيك استاذي الغالي
     
    fathy100 و كريم الجنابي معجبون بهذا.
  3. MesterPerfect

    MesterPerfect زيزوومي VIP ★ نجم المنتدى ★ عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏نوفمبر 5, 2016
    المشاركات:
    25,161
    الإعجابات :
    32,407
    نقاط الجائزة:
    10,370
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    sohag, Egypt
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    جزاك الله خيرا أستاذنا أبو عبد الله
    رزقنا الله وأياكم حبه وحب من يحبه والحرص والإدامة على طاعته وأرضائه
     
    آخر تعديل بواسطة المشرف: ‏يونيو 9, 2022
    fathy100 و كريم الجنابي معجبون بهذا.
  4. كريم الجنابي

    كريم الجنابي مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية طاقم الإدارة طـــاقم الإدارة ★ نجم المنتدى ★ عضو المكتبة الإلكترونية نجم الشهر كبار الشخصيات عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏ديسمبر 1, 2012
    المشاركات:
    25,539
    الإعجابات :
    70,072
    نقاط الجائزة:
    10,120
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ZYZOOM
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    رزقـــك الـلــــه واهلـــــك ومحبيــك الجــــــنة ان شاء الله
    اهلا وسهلا بك اخي وبمرورك المميز
    تحياتي وتقديري لشخصكم الكريم
    وفقك الله .. واطال بعمرك
     
  5. كريم الجنابي

    كريم الجنابي مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية طاقم الإدارة طـــاقم الإدارة ★ نجم المنتدى ★ عضو المكتبة الإلكترونية نجم الشهر كبار الشخصيات عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏ديسمبر 1, 2012
    المشاركات:
    25,539
    الإعجابات :
    70,072
    نقاط الجائزة:
    10,120
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ZYZOOM
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    أسأل الله أن ينظر إليك
    وهو يباهي بك ملائكته
    ويقول
    (إني أحببت عبدي فأحبوه )
     
    آخر تعديل بواسطة المشرف: ‏يونيو 9, 2022
  6. أبوفيصل

    أبوفيصل زيزوومي نشيط

    إنضم إلينا في:
    ‏مارس 7, 2008
    المشاركات:
    162
    الإعجابات :
    124
    نقاط الجائزة:
    230
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    الرياض
    برامج الحماية:
    Microsoft Security Essentials
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    محبة الله تعالى من مقتضيات الإيمان به جلّ وعلا، حيث يزداد الإيمان وينقص بمدى قوة هذه المحبة وضعفها

    شاكر ومقدر لك هذا الطرح الجميل
    يعطيك العافية وجزيت خيراً
     
    أعجب بهذه المشاركة كريم الجنابي
  7. كريم الجنابي

    كريم الجنابي مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية طاقم الإدارة طـــاقم الإدارة ★ نجم المنتدى ★ عضو المكتبة الإلكترونية نجم الشهر كبار الشخصيات عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏ديسمبر 1, 2012
    المشاركات:
    25,539
    الإعجابات :
    70,072
    نقاط الجائزة:
    10,120
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ZYZOOM
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    حفظكم الباري
    واعزكم وغفر لكم ماتقدم وما تاخر
     
  8. أسيرالشوق

    أسيرالشوق عضو شرف ★ نجم المنتدى ★ الأعضاء النشطين لهذا الشهر كبار الشخصيات

    إنضم إلينا في:
    ‏يونيو 2, 2008
    المشاركات:
    43,021
    الإعجابات :
    22,508
    نقاط الجائزة:
    4,750
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    السعودية
    برامج الحماية:
    اخرى
    نظام التشغيل:
    windows 11
    بارك الله فيك
    شكراً لك على الطرح الرائع
     
    أعجب بهذه المشاركة كريم الجنابي
  9. كريم الجنابي

    كريم الجنابي مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية طاقم الإدارة طـــاقم الإدارة ★ نجم المنتدى ★ عضو المكتبة الإلكترونية نجم الشهر كبار الشخصيات عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏ديسمبر 1, 2012
    المشاركات:
    25,539
    الإعجابات :
    70,072
    نقاط الجائزة:
    10,120
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ZYZOOM
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    والشكر موصول لجنابكم الكريم
     
  10. التيواني6

    التيواني6 زيزوومي نشيط

    إنضم إلينا في:
    ‏يناير 4, 2009
    المشاركات:
    178
    الإعجابات :
    79
    نقاط الجائزة:
    220
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Iraq
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    بارك الله فيك
     
  11. Nevertiti

    Nevertiti زيزوومي نشيط

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 21, 2020
    المشاركات:
    137
    الإعجابات :
    68
    نقاط الجائزة:
    140
    الجنس:
    أنثى
    برامج الحماية:
    McAfee
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    نفع الله بك
     
    أعجب بهذه المشاركة كريم الجنابي
  12. abdelali22

    abdelali22 زيزوومي نشيط

    إنضم إلينا في:
    ‏يناير 13, 2018
    المشاركات:
    104
    الإعجابات :
    53
    نقاط الجائزة:
    140
    الجنس:
    ذكر
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    جزاك الله خيرا
     
    أعجب بهذه المشاركة كريم الجنابي
  13. كريم الجنابي

    كريم الجنابي مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية طاقم الإدارة طـــاقم الإدارة ★ نجم المنتدى ★ عضو المكتبة الإلكترونية نجم الشهر كبار الشخصيات عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏ديسمبر 1, 2012
    المشاركات:
    25,539
    الإعجابات :
    70,072
    نقاط الجائزة:
    10,120
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ZYZOOM
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    جزاكم الله خيرا
     
  14. KMKMMM

    KMKMMM زيزوومي نشيط

    إنضم إلينا في:
    ‏أكتوبر 2, 2009
    المشاركات:
    103
    الإعجابات :
    41
    نقاط الجائزة:
    130
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    JEDDAH
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 7
    جزاكم الله خير
     
    أعجب بهذه المشاركة كريم الجنابي
  15. كريم الجنابي

    كريم الجنابي مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية طاقم الإدارة طـــاقم الإدارة ★ نجم المنتدى ★ عضو المكتبة الإلكترونية نجم الشهر كبار الشخصيات عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏ديسمبر 1, 2012
    المشاركات:
    25,539
    الإعجابات :
    70,072
    نقاط الجائزة:
    10,120
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ZYZOOM
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    بارك الله فيك
     
  16. badr9

    badr9 زيزوومي نشيط

    إنضم إلينا في:
    ‏فبراير 8, 2009
    المشاركات:
    119
    الإعجابات :
    37
    نقاط الجائزة:
    130
    بارك الله فيك وجزاك الله خير
     
    أعجب بهذه المشاركة كريم الجنابي
  17. كريم الجنابي

    كريم الجنابي مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية طاقم الإدارة طـــاقم الإدارة ★ نجم المنتدى ★ عضو المكتبة الإلكترونية نجم الشهر كبار الشخصيات عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏ديسمبر 1, 2012
    المشاركات:
    25,539
    الإعجابات :
    70,072
    نقاط الجائزة:
    10,120
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ZYZOOM
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    ويبارك فيك ويحفظك
     
  18. hany atia

    hany atia زيزوومى فعال

    إنضم إلينا في:
    ‏نوفمبر 26, 2020
    المشاركات:
    209
    الإعجابات :
    87
    نقاط الجائزة:
    240
    الجنس:
    ذكر
    برامج الحماية:
    Norton
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    مجهود رائع ومتميز بارك الله فيك وجعله الله بميزان حسناتك
     
    أعجب بهذه المشاركة كريم الجنابي
  19. AM-FM

    AM-FM زيزوومي نشيط

    إنضم إلينا في:
    ‏نوفمبر 26, 2020
    المشاركات:
    106
    الإعجابات :
    37
    نقاط الجائزة:
    130
    برامج الحماية:
    اخرى
    نظام التشغيل:
    أخرى
    وفقك الله وجميع المؤمنين
     
    أعجب بهذه المشاركة كريم الجنابي
  20. كريم الجنابي

    كريم الجنابي مدير عام للمنتدى والمكتبة الالكترونية طاقم الإدارة طـــاقم الإدارة ★ نجم المنتدى ★ عضو المكتبة الإلكترونية نجم الشهر كبار الشخصيات عضوية موثوقة ✔️

    إنضم إلينا في:
    ‏ديسمبر 1, 2012
    المشاركات:
    25,539
    الإعجابات :
    70,072
    نقاط الجائزة:
    10,120
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    ZYZOOM
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    ربي يحفظك ويبارك فيك
     

مشاركة هذه الصفحة

جاري تحميل الصفحة...