هــام °~°~ إياكم أن تخضعوا للفتن°~°~

المصدر: °~°~ إياكم أن تخضعوا للفتن°~°~
في منتدى : المنتدى الــعـــام للمواضيــع العامــة

الحمد لله اللطيف الخبير؛ ابتلى عباده بالخير والشر، والإيمان والكفر، والطاعة والمعصية؛ لينظر كيف يعملون .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.

قيل في زمن الاصمعي:
“العرب لا تخضع”
كم هي كلمة جبارة تدل على قوة ومنزلة وعظمه كبيرة للعرب.

اما بشكل خاص وفي الوقت الراهن أشك في أن العرب خضعت وخصوصا للفتن.

فخضع الإنسان إلى الفتن حتى سادت بينه وبين أقرانهُ و أصدقائه وجيرانه و احبابه واصبح لا يميز بين أصدقائه واقربابهُ، تجدهُ ينقل الكلام ويزيد عليه القليل من الدراما البشعة التي تأزم الامور، وتسود العلاقات السوء والصراعات الابدية، وهنا ظهرت مقولة

” الاقارب عقارب”

هل صحيح أن الاقارب عقارب فقط أم نضيف للقائمة السوداء الاصدقاء لتلك القائمة ..؟ ماذا لو كان السبب في ذالك اسلاك الحب التي بيننا قد تكون مملؤه بالوساخه والحقد ؟ ولا يصل الينا الحب كما يبعث من الاشخاص، وهل علينا استقبال ذالك الحب او الكلام رغم وجود الوساخة بداخل الاسلاك التي بيننا وكيف سيكون لو وصلنا هل يكون محمل بالخبث والفتن ام يكون نقي رغم الاشياء العفنه.

وهل علينا تصديق كل ما يقال من الطرف الاخر ؟.

فقد بدأت تتلاشى صله الارحام ونجد أن الاقارب متباعدون ومتفاوتون فيما بينهم، لا نراهم ولانسمع عن اخبارهم الا في المناسبات العامة وبشكل رسمي، يكون اللقاء حول الاحاديث التي تدور بدوائر محدودة أو ذات القطر نفسه، فليس الجميع يصبر او يتحمل ما يقال فيه من كلام حتى وان كان حكيم .

اليكم هذه القصة القصيرة..

قال شخص وآشي لحكيم : إن فلاناً يذكرك بسوء.

فقال : خذني إلى داره

فلما وصل إلى داره طرق الباب حتى خرج له فتبسم في وجهه وقال:

يا أُخي هلا أخذت بيدي إلى مكان ظليل لايرانا فيه أحد؟

فأحس الشخص بالخجل فأخذه إلى تحت الشجرة في نهاية الحديقة

فقال له: أحببت ان أسألك على انفراد حتى لا أحرجك ، هل قلت عني كذا وكذا؟

فقال: نعم

فمردغه الحكيم بالتراب ومسح الأرض فيه.

ثم نفض يديه بهدوء وأخذ عكازه وعاد لمنزله.

حتى الحكيم تنفلت أعصابه، ليست كل حياته حِكم وأقوال ومواعظ، أحياناً حتى الحكيم لا يصبر على السوء ولا يتحمل الفتن، وبالتالي لا يصح الا الصحيح .

وهنا اذكر كلام احد القضاة حيث قال : إذا جاءت الفتن فلا تستخبر ولا تخبر ..! أي لا تسأل عن أخبارها ، وإذا عرفت خبراً فلا تخبر به أحداً ، ولا تسهم في نشره ، وتداوله لان:

~~ الفتنة أشد من القتل~~.

ما احوجنا لهذه النصيحة في هذا الزمن **اللهم قنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن **.

ولتجنب الفتن يجب علينا تقوى الله سبحانه وتعالى، والاعتصام بكتابه وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-.

وهذا هو سبيل الوحيد للنجاة من الفتن، وقد قال الله تعالى في كتابه أن من اتبع هداه فلن يضل ولن يشقى،

قال تعالى: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى. {سورة طـه:123}.

 

جزاك الله خيراً وأحسن إليك على ما قدمت