متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
كل منا يحمل في داخله هذا الوحش الصغير المدلل....
وحش جائع دوما، يشتهي كل ما يلمع، ويرغب في كل متعة عابرة، ويصرخ
طالبا الراحة الفورية واللذة السريعة...
وحش لا يفهم معنى الصبر، ولا يستوعب فكرة أن الأشياء الثمينة
تحتاج إلى وقت لتنضج...
ولو تركت نفسك لهذا الوحش، سيجعلك تجري وراء شهوات
عابرة، ككلب يلهث خلف سيارة مسرعة
لن يلحق بها أبدًا
وحتى لو لحقها، فلن يجد فيها شبعاً كما تخيل...
نعم لو تركت له العنان، سيقودك إلى حتفك وأنت تلهث سعيدًا...
سيجعلك تلتهم قطعة الحلوى تلك وأنت مريض
بالسكري، وستبتسم " كما حدث معى سابقاً"...
سيجعلك تنفق آخر مليم في جيبك على متعة زائلة، وستشعر بالرضا اللحظي...
سيقودك إلى علاقات سامة، سريعة، فارغة...ثم يتركك في
النهاية وحيدًا، تتأمل الخراب الذي أحدثه...
ولكن الرجل القوي ليس من ينفذ أوامر هذا الوحش، ولكن
يجعله هو من يتلقى الأوامر...
الرجل الحقيقي يضع له اللجام ويمسك بزمام الأمور...
من ينظر في عينيه مباشرة ويقول بحسم:
أنا السيد هنا...
فالنفس إن روضتها، أصبحت لك حصانا أصيلاً يحملك إلى أبعد
مدى، وإن تركتها على هواها، فستلقي بك في أول حفرة وتفر هاربة....
ستأتي لحظات، وهذا وعد، ستشعر فيها أن قواك
قد خارت، وأنك على وشك أن تسلم الراية...
في تلك اللحظة تحديدًا، تذكر:
أنت على بعد خطوة واحدة من أن تصبح الرجل الذي طالما أردت أن تكون...
فاللحظة التي تقرر فيها أن تُكمل ولا تستسلم
هي اللحظة التي تولد فيها من جديد...
