
أقبح مهر عرفه التاريخ، كان فيه قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ..
◈ قصةٌ ذكرها اﻹمام ابن كثير رحمـه الله فـي البِداية والنهاية :
«رأى عبـدالرحمٰـن بـن مُلجـم الخارجـي المـارق لمـا دخـل الكـوفة قطـام بنـت الشجنـة، المـرأة السيئـة فكـراً واعتقـاداً، فقـد كـانت تـرى رأي الخــوارج - علـى مذهـب أبيهـا وأخيهـا اللذيـن قُتـِلا يـوم النهـروان مـع الخـوارج-، وقـد كانـت امـرأة فائقـة الجـمال مشهـورة بـه، فسلبـت عقلـه، وتقـدم لخطبتهـا؛ فاشترطـت عليـه شروطــاً:

ثلاثـة آلاف درهـم وخادمـا وقينـة أمـا الشـرط اﻷخيـر فهـو أغـرب، فقـد كـان الشـرط اﻷخيـر هـو قتــلُ علـي ابـن أبـي طـالب رضـي الله عنـه.

فقـال لـها عـدو الله:«هـو لـك! والله مـا جـاء بـي إلـى هـذه البلـدة إلا قتـل علـي».

فتزوجهـا وبـدأت تحرضـه علـى قتـل علـي حتـى رحـل إلـى المدينـة مـع اثنيـن مـن أصحابـه، وهمـا وردان وشبيـب - قبحهمـا الله - فقـد تواعـدوا جميعـاً علـى قتلـه رضـي الله عنـه، فقتلـه عـدو الله وهـو فـي طريقـه إلـى المسجـد لصـلاة الصبـح».

ذكـر اﻷئمـة أصحـاب السيـر والتاريـخ أن عـدو الله ابـن ملجـم قـد سمَّـمَ سيفــه شهــراً، وشحَــذهُ أربعيـن صباحــاً، سـائلا الله أن يقتـل بـه شـر خلقـه!

واﻷغــرب مـن ذلـك أن عبـدالرحمٰـن ابـن ملجـم كـان عابـداً تقيـاً قارئـاً للقـرءان؛ فلعبــت بـه الأهـــواء؛ فـلا يغرّنــك أهـل البـدع ولـو كانـوا دُعــاةً أتقيــاء أنقيـاء!».

[ البِداية والنهاية لابن كثير رحمه الله ]