محمود الاسكندرانى

زيزوومي VIP
نجم الشهر
إنضم
21 يناير 2024
المشاركات
325
مستوى التفاعل
395
النقاط
1,580
الإقامة
مصر - الاسكندريه
غير متصل

764648558.gif

13844341312.png

قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ] الفاتحة – 5 [

هذه الآية آية عظيمة، يقول بعض السلف ’’ جميع علوم الكتب التي أنزلها الله عز وجل، تلك العلوم موجودة في القرآن وفي التوراة وفي الإنجيل وفي الزبور، ومعاني هذه الكتب الأربعة موجودة في القرآن، ومعاني القرآن موجودة في المفصل من سورة ق ومعاني المفصل موجودة في سورة الفاتحة، ومعاني سورة الفاتحة موجودة في قوله تعالى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}’’

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} لأن الله عز وجل ما خلقنا إلا لعبادته

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ] الذاريات – [56

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ} لكن أيستطيع الإنسان دون عون من الله أن يقوم بهذه العبادة؟! لا والله

ولذلك أتى بعدها في قوله {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالاستعانة من العبادة لكنها أُفردت لأن الاستعانة بالله وإعانة الله سبب لك لتحصيل عبودية الله عز وجل –نعم–
ولذلك تأمل في كتاب الله عز وجل وأعطيك أمثلة:
يجمع الله عز وجل بين العبادة وبين الاستعانة به {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} هذه هي الاستعانة
{وَإِلَيْهِ مَتَابِ} ] الرعد -[30 أي توبتي ومرجعي
قال {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} ] هود – [123 جمع بين العبادة وبين التوكل
الأنبياء بحاجة إلى الاستعانة بالله في القيام بالعبادة
ماذا قال شعيب عليه السلام {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} ] هود – [ 88

فإذا نظرت إلى أحد ممن فضله الله عز وجل في أمور الدين من علم وعبادة فاعلم بأن هذا فضلٌ من الله، ليس من حوله وليس من قوته؛ لأن الإنسان لو وِكِّل إلى نفسه وِكِّل إلى هلاك وتلف
فالذي أُكرم بعبادة، بعلم،…
بأي خصيصة من خصائص الدين فهي عون من الله عز وجل، توفيق من الله عز وجل، لا من حوله ولا من قوته
ولذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله ليس هناك سببٌ لسعادة الإنسان في هذه الدنيا، مهما حصل على أموال وعلى مناصب وعلى خيرات في الدنيا


والله لا سعادة تتم له إلا بعبادته عز وجل، ولا عبادة له إلا بعون من الله عز وجل
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
ولذلك يقول رحمه الله : ” تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال العون على مرضاته ثم رأيته في الفاتحة في: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾
ولذلك يقول تلميذه ابن القيم رحمه الله ’’ لو تأملت الأدعية النبوية لوجدتها تؤكد هذا الأصل من الإعانة على طاعة الله أو تتممه أو تنفي ما يُضاده مما يجعل الإنسان قاطعاً لعبادة الله’’

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
ولذلك ماذا قال ﷺ كما في المسند وعند الحاكم “أتحبون أيها الناس أن تجتهدوا في الدعاء؟ قولوا: اللهم أعنا على شكرك، وذكرك، وحسن عبادتك.“
أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
كما قلت لو وِكِّل الإنسان إلى نفسه وِكِّل إلى تلف وإلى هلاك وإلى مضيعة وإلى تفريط، لكن من وفِّق وفِّق بتوفيق الله، فليحمد الله على هذه النعمة

ولذلك لأهمية هذا الأمر النبي ﷺ ماذا قال لمعاذ كما في المسند وسنن أبي داود والنسائي لأهمية هذا الدعاء يقول معاذ: “ أَخذَ بِيدي النبيُ ﷺ “ –يعني لم يقل له هذا الكلام ويده بعيدة عنه، كون اليد مع اليد إذاً هناك أمر عظيم– ” قَالَ : ” أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ“ –سبحان الله أخذ بيده وأوصاه، والوصية هي الأمر الموثق المؤكد عليه لأهميته كما يوصي الإنسان بعد وفاته–

في سنن أبي داود حلف بالله مرتين قال:“وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ” مع الحلف بين له أنه يحبه؛ لأن أعظم محبة العبد للعبد أن يرشده إلى أمر من أمور دينه؛ لأن هذا هو الباقي الدنيا فانية


َقَالَ : ” يَا مُعَاذُ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ “. فَقَالَ : ” أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ، لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ : اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ “.

معاذ لمَّا حدَّث بهذا الحديث التابعي قال إني لأحبك، وجميع الرواة في الحديث كل من روى عن الآخر قال: إني لأحبك لا تدعن دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

في رواية في المسند قال: “أُوصِيكَ بِكَلِمَاتٍ تَقُولُهُنَّ فِي كُلِّ صَلَاةٍ”
دل هذا على أن الأقرب والأفضل أن يقال اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك قبل السلام ولو قيلت بعد السلام لا إشكال لكن الأفضل لهذه الرواية الواضحة الصريحة أن يقولها قبل السلام
ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله يقول ’’ إذا سألت الله عز وجل شيئاً من أمور الدنيا فاسأله أن يكون لك عوناً على طاعة الله لا قاطعاً عن عبادة الله’’

–نعم– اسأله أن يكون لك عوناً على طاعة الله لا قاطعاً عن عبادة الله فقد تعطى مالاً كثيراً، تعطى منصباً عالياً، والواقع يشهد بهذا فما الذي يحصل لبعض الناس؟ ينقطع عن عبادة الله من أجل ماذا؟ من أجل غرض من أغراض الدنيا أمدك الله بمال بثروة فتغير الحال! إذاً هذا لا خير فيه

ولذلك قال لا يكون لك قاطعاً عن عبادة الله ومثَّل بمثال قال: إبليس دعا الله أن يمهله إلى يوم الدين فأمهله إلى يوم الوقت المعلوم، فهذه الدعوة صارت شقاوة عليه وعذاباً عليه وهلاكاً له

فقال استخر كما تستخر بلسانك استخر استخارة قلبيه بأن إذا طلبت الله عز وجل أن يكون قلبك سائلاً أن يكون هذا الشيء معيناً لك على طاعة الله عز وجل وإلا فلا خير فيه؛ لأن إغداق الرزق في الدنيا لا يدل على محبة الله، والتقتير في الدنيا على بعض من الناس لا يدل على أنه بغيضٌ عند الله وإهانة له من الله –لا–

الله عز وجل يعطي الكافر والمؤمن {كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ} ] الإسراء – [ 20
{فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} ] الفجر – [15
{وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ} ضيق عليه رزقه {فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} ] الفجر – 16 [
{َكَلَّا} ] الفجر -16[ كلا ليس الأمر كما تتوقعون وتظنون، يرد عليهم عز وجل كلا ليس الأمر أن من أعطيته الدنيا أنه محبوب لدي، وأن من صرفت عنه الدنيا أنه بغيض وهان عندي لا {َكَلَّا}

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

قال {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} العبادة تتعلق بالألوهية باسمه (الله) {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تتعلق باسمه (الرب) عز وجل، فقدم المتعلق باسمه (الله) على اسمه (الرب) موافقة لصدر السورة

السورة ما هو أولها؟ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قدَّم الله اسم (الله) على اسمه (الرب)

ولماذا قُدِمت العبادة على الاستعانة؟

لأن العبادة شكر لله وثناء من العبد على الله، ولذلك الآيات الأوَل كلها ثناء

{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}

إذاً من له هذه الأسماء والصفات لا يُعبد إلا هو، لا يستعان إلا به {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

ولذلك تأدباً مع الله عز وجل قدم اسمه على العبادة {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وحصرها لا نعبد إلا أنت ولا نستعين إلا بك {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ولأن العبادة تتعلق بمحبته عز وجل والاستعانة أُخرت لأنها تتعلق بمشيئته

قال ابن القيم رحمه الله وما كان متعلقًا بمحبته أفضل مما يتعلق بمشيئته، ولذلك –كما قال– لا يبقى في النار أحدٌ ممن أحبه الله

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} والموفق من وفقه الله
13844341312.png

 

بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
 
بارك الله فيك اخي الكريم
 
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
 
توقيع : alranteesi
ماشاء الله

جزيت خيرا

على هذه الموعظة جعلها الله في موازين حسناتك
  • محورية الآية: هذه الآية هي جوهر سورة الفاتحة، التي بدورها تجمع معاني القرآن الكريم، بل ومعاني جميع الكتب السماوية.​
  • العبادة هي الغاية: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ تمثل الغاية التي خُلق من أجلها الجن والإنس.​
  • الاستعانة هي الوسيلة: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ تأتي بعدها مباشرة لأن الإنسان لا يستطيع تحقيق غاية العبادة وحده دون عون وتوفيق من الله.​
  • التوفيق من الله: أي نجاح في أمور الدين (من علم أو عبادة) هو فضل من الله، وليس بحول الإنسان أو قوته. فلو وُكِل الإنسان إلى نفسه لهلك.​
  • السعادة الحقيقية: لا سعادة حقيقية للإنسان في الدنيا إلا بعبادة الله، ولا قيام بهذه العبادة إلا بعون الله.​
  • أنفع الدعاء: نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية أن أنفع الدعاء هو "سؤال العون على مرضاته"، وهو ما تضمنته الآية.​
  • وصية النبي لمعاذ: لعظم هذا المعنى، أوصى النبي ﷺ معاذ بن جبل (بعد أن أخذ بيده وأقسم أنه يحبه) ألا يترك قول: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ" دبر كل صلاة (والأرجح قبل السلام).​
  • الدنيا كوسيلة: عند طلب أمور الدنيا (كالمال أو المنصب)، يجب أن يسأل العبد ربه أن يجعلها عوناً له على طاعته، لا قاطعة له عن عبادته.​
  • ليست مقياساً: سعة الرزق أو ضيقه في الدنيا ليسا دليلاً على محبة الله للعبد أو إهانته له، فالله يرزق المؤمن والكافر (﴿كَلَّا﴾).​
  • سبب التقديم: قُدمت ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ (المتعلقة بألوهية الله ومحبته) على ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (المتعلقة بربوبية الله ومشيئته) تأدباً، ولأن ما يتعلق بمحبة الله أشرف.​
 
توقيع : م/عامر
ماشاء الله

جزيت خيرا

على هذه الموعظة جعلها الله في موازين حسناتك
  • محورية الآية: هذه الآية هي جوهر سورة الفاتحة، التي بدورها تجمع معاني القرآن الكريم، بل ومعاني جميع الكتب السماوية.​
  • العبادة هي الغاية: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ تمثل الغاية التي خُلق من أجلها الجن والإنس.​
  • الاستعانة هي الوسيلة: ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ تأتي بعدها مباشرة لأن الإنسان لا يستطيع تحقيق غاية العبادة وحده دون عون وتوفيق من الله.​
  • التوفيق من الله: أي نجاح في أمور الدين (من علم أو عبادة) هو فضل من الله، وليس بحول الإنسان أو قوته. فلو وُكِل الإنسان إلى نفسه لهلك.​
  • السعادة الحقيقية: لا سعادة حقيقية للإنسان في الدنيا إلا بعبادة الله، ولا قيام بهذه العبادة إلا بعون الله.​
  • أنفع الدعاء: نقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية أن أنفع الدعاء هو "سؤال العون على مرضاته"، وهو ما تضمنته الآية.​
  • وصية النبي لمعاذ: لعظم هذا المعنى، أوصى النبي ﷺ معاذ بن جبل (بعد أن أخذ بيده وأقسم أنه يحبه) ألا يترك قول: "اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ" دبر كل صلاة (والأرجح قبل السلام).​
  • الدنيا كوسيلة: عند طلب أمور الدنيا (كالمال أو المنصب)، يجب أن يسأل العبد ربه أن يجعلها عوناً له على طاعته، لا قاطعة له عن عبادته.​
  • ليست مقياساً: سعة الرزق أو ضيقه في الدنيا ليسا دليلاً على محبة الله للعبد أو إهانته له، فالله يرزق المؤمن والكافر (﴿كَلَّا﴾).​
  • سبب التقديم: قُدمت ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ (المتعلقة بألوهية الله ومحبته) على ﴿وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (المتعلقة بربوبية الله ومشيئته) تأدباً، ولأن ما يتعلق بمحبة الله أشرف.​
بارك الله فيك ياغالى
 
اللهم أعنا على شكرك، وذكرك، وحسن عبادتك.
 
عودة
أعلى