ابوفتحى ss

زيزوومى مبدع
إنضم
20 مايو 2008
المشاركات
1,826
مستوى التفاعل
43
النقاط
680
الإقامة
makka
غير متصل
إلى متى يظل قتل مسلمي الصين شأنًا داخليًّا؟!
[24/08/2005]
999.jpg

بعض مسلمي الصين




كتب- رضا السويدي
لعل حادثة اعتقال السلطات الصينية في إقليم تركستان الشرقية للمعلمة أمينان مومكسي و37 من طلابها بسبب دراستهم للقرآن الكريم مطلع أغسطس الجاري، والذي همَّشته وسائل الإعلام العالمية والإسلامية خاصةً يكشف للعالم مدى المعاناة التي يعايشها نحو 100 مليون مسلم بالصين تحت سمع وبصر العالم.

وكان دليل اتهام مومكسي (56 عامًا) وطلابها- الذين تراوحت أعمارهم بين 7 أعوام و20 عامًا- حيازة 23 نسخةً من القرآن، و56 كراسةً تتضمن شروحًا له، وبعض المواد المتعلقة بالدراسات الدينية، تمت مصادرتهم جميعًا.

وتواجه المعلمة تهم "الحيازة غير المشروعة لمواد دينية ومعلومات تاريخية مثيرة للبلبلة"، كما تطالب السلطات الصينية أهالي الطلاب الفقراء بغرامات مالية تراوحت بين 7000 و10000 يوان (بين 863 و1233 دولارًا).

هذا ما عرفناه عن القمع الذي يتعرض له مسلمو الصين وما خفي كان أعظم؛ حيث نشرت صحيفة (كاشجر)- الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني- أنباءً عن قيام السلطات الصينية بإحراق وإتلاف 32 ألفًا و320 نسخةً من المصاحف، وذكر موقع منظمة "مؤتمر الأويجور الدولي"- ممثل الأقلية الإسلامية الأويجورية في الصين- الذي يتخذ من ألمانيا مقرًّا له أن هذه الخطوات تأتي كجزء من سياسة تتبعها الصين لمحو الهوية الدينية والقومية للأويجور؛ تمهيدًا للقضاء عليهم نهائيًّا بعد قرارٍ اتخذه مجلس الجامعات في اجتماع عُقِد بجامعة سيانج يانج مؤخرًا دعا فيه إلى إلغاء الدروس باللغة الأيجورية التي يتحدث بها سكان تركستان الشرقية وإحلال اللغة الصينية بدلاً منها.

ولعل تفسير تلك السياسة القمعية يستلزم من الباحث التدقيق كثيرًا في إستراتيجية الصين التي تريد اقتلاع حلم دولة مستقلة لمسلميها؛ إذ تخشى من تفكك إقليمها الذي يعجُّ بالمشكلات العرقية، وفي هذا الصدد فإنه من الممكن تفسير إستراتيجية اقتلاع مسلمي تركستان الشرقية بعدد من المحددات، الأول منها مطامع الصين الاقتصادية في بترول وثروات الإقليم المتفجر، كذلك الأزمة السكانية المتفاقمة التي تعاني منها الصين؛ مما يجعلها تنظر لهذا الإقليم على أنه مخرج ضروري لحل هذه الأزمة الطاحنة؛ نظرًا لما تتمتع به هذه المنطقة (تركستان الشرقية) من مساحات شاسعة وثروات وفيرة؛ حيث يعد إقليم شرق تركستان أكبر أقاليم الصين، فمساحته تبلغ مساحته 1.6 مليون كيلومتر مربع، أي نحو 17% من مساحة الصين الحالية.

كذلك فإن الصين تحتاج لمثل هذه المساحات الشاسعة لإجراء تجاربها النووية؛ حيث قامت بالفعل بإجراء تجربتَين نوويتَين في هذا الإقليم على الأقل كان آخرها منذ خمس سنوات، متجاهلةً بذلك ما قد يحدث للمسلمين من أضرار بالغة من أمراض خطيرة أصابت المسلمين وأفسدت جزءًا كبيرًا من أراضيهم.

وفي هذا الصدد يحضرنا تصريح لـ"شارون هوم"- المدير التنفيذي لمنظمة (هيومان رايتس ووتش)- في الصين أوضح حقيقة المؤامرة على الإسلام في الصين؛ حيث يقول: "إن بكين تنظر إلى الإويجور على أنهم تهديد عرقي قومي على الدولة الصينية؛ ولأن الصين ترى في الإسلام دعامة للهوية العرقية الأويجورية فإنها اتخذت خطواتٍ قاسيةً جدًّا لإخماد الإسلام؛ بهدف إخضاع المشاعر القومية عند الأويجور".
0021336.jpg
مسلمو الصين يتعرضون للقمع

وفي هذا الإطار اتهم تقرير مشترك أصدرته منظمة (هيومان رايتس ووتش) الحقوقية الأمريكية ومنظمة (حقوق الإنسان في الصين) يوم 12 أبريل 2005م الصينَ بشنِّ حملة موسعة من القمع الديني ضد مسلمي الإويجور في تركستان الشرقية وانتهاك حقوقهم الدينية والثقافية، تحت ذريعة محاربة "الحركات الانفصالية والإرهاب".

وأورد التقرير- الذي صدر تحت عنوان "ضربات مدمرة.. قمع ديني لمسلمي الإويجور بإقليم شينجيانج" (المسمى الصيني للإقليم)- عددًا من الانتهاكات ضد المسلمين هناك، وذكر أن المسلمين الناشطين في المجالات الدينية السلمية يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإعدام أحيانًا.

واستغلت الحكومة الصينية وبطريقة انتهازية أجواءَ ما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م على الولايات المتحدة؛ لتزعم أن من يقومون بنشر رسائل دينية أو ثقافية مسالمة هم مجرد "إرهابيين" غيَّروا من أساليبهم المنهجية وتفرض السلطات الرقابة الدينية والتدخل القسري يمتد ليطال تنظيم النشاطات الدينية وممارسي النشاطات الدينية والمدارس والمؤسسات الثقافية ودور النشر، وحتى المظهر والسلوك الشخصي لأفراد الشعب الإيجوري.. وينقلنا هذا التقرير لفحص الواقع المعاش لمسلمي الصين.

المأساة عن قرب
دون العودة كثيرًا للماضي البعيد، وبدءًا من السنوات الأخيرة عندما طالب عدد كبير من الأويجور وبإصرار بإقليم مستقل وتحديدًا منذ العام 1981م، متأثرين ومدعومين بالتطور الذي شهدته منطقة "تركستان الغربية"، الذي تمثَّل في بروز جمهوريات إسلامية جديدة مثل: قيرغيستان، وكازخستان، وأوزبكستان، وطاجكستان، وتركمانستان، وقوبل نداء الأويجور بالاستقلال والمطالبة بتطبيق "حق تقرير المصير" بعنف شديد وباضطهادات واسعة من قبل السلطة الصينية، تضمنت اعتقالات تعسفية، إغلاق المساجد والمدارس الإسلامية، والانقضاض على كل ما هو إسلامي، وحرق المصاحف، ومنع الصيام وتجريمه، وإعدام الآلاف بلا محاكمات، بل وإجبار النشطاء الإسلاميين من الأويجور على احتساء الخمر قبل تنفيذ الحكم النهائي عليهم، ومن خلال تقارير حقوق الإنسان الدولية فقد تراوحت وسائل الاضطهاد الصيني الرسمي بحق المسلمين في المناحي التالية:

- تهجير البوذيين لإقليم تركستان الشرقية المسلم
وفي الوقت الذي يعيش المسلمون في معسكرات السخرة أو على هامش الحياة في مراعيهم ومزارعهم البدائية- بالرغم من تمتعهم على الورق بحكم ذاتي لإقليم تركستان الشرقية منذ عام 1955م- فإن السلطات الصينية قد أغرقت تركستان الشرقية بملايين الصينيين البوذيين المهجَّرين من أنحاء الصين تحت شعار: "اذهب إلى الغرب أيها الشاب"، وقد بلغ عدد الصينيين المهجَّرين 7.421.992 نسمة (بنسبة 40%)، والمسلمون الأويجور 8.506.575 نسمة بنسبة 45% من جملة عدد سكانها البالغ 18.761.900 نسمة في عام 2001م، بحسب التقديرات الرسمية.

هذا في الوقت الذي كان فيه عدد الأويجور 3.291.100 نسمة، يمثلون نسبة 95. 75%، وكان عدد الصينيين 249.202 نسمة بنسبة 71.6% من جملة سكانها البالغ عددهم 4.400.333 نسمة عند احتلال الصين الشيوعية لها في عام 1949م.

وهذا يعني أنه خلال نصف قرن من الحكم الشيوعي تضاعف عدد الأويجور 2.58 مرةً فقط، بينما تضاعف عدد الصينيين 29.78 مرةً، علاوةً أن الرقم الرسمي لعدد الصينيين المهجَّرين لا يشمل إلا المسجَّلين في مكتب الإحصاء لمقاطعة تركستان الشرقية؛ لأن جيش شينجيانج للإنتاج والبناء- الذي يتولى مهمة توطين المهجرين الصينيين- لا يعلن إلا عن الأرقام التي يتم توظيفها وتوطينها في الأجهزة والشركات الرسمية؛ ولا يتم الإعلان عن عدد الذين يعملون في مزارعها ومؤسساتها.

ويؤكد الباحثون أن عدد المهجَّرين الصينيين يزيد عن 10 ملايين نسمة، وأن كثافتهم حاليًا تفوق نسبة المسلمين الأويجور وغيرهم في تركستان الشرقية؛ وعلى ضوء ذلك يشير الباحثون إلى أن في كثير من المدن تبدَّلت النسبة من 9 أويجوري وصيني واحد إلى 9 صينيين وواحد أويجوري؛ وفي "أورومجي" عاصمة تركستان الشرقية تحوَّلت النسبة من 80% للأويجور و20% للصينيين إلى 80% للصينيين و20% للأويجور، بل بدأ التذويب السكاني الصيني يهدد مدينة "كاشجر" التي كانت تُعرف لمكانتها العلمية الإسلامية ببخارى الصغرى.

ويجري تنفيذ هذا التوطين الصيني بمنح المهجَّرين إعفاءاتٍ ضريبيةً شاملةً، مع توفير المساكن والأراضي التي تتم مصادرتها من الأويجور المسلمين الذين تم طردهم إلى أطراف القرى والأراضي القاحلة، وأصبح ثلاثة أرباع سكان "كاشجر" لا يجدون الماء الكافي، وفي "أورومجي" لم يعد الإويجور يوجدون في مراكزها التجارية إلا متسولين، أو باعة متجولين، أو طباخين يبيعون الأطعمة في أزقتها.

- سياسة طفل واحد لكل أسرة
وبالإضافة إلى انتهاك حقوق الإنسان والتمييز في التوظيف وسياسة التفقير المطبقة ضد مسلمي تركستان الشرقية قام النظام الصيني بتأسيس برنامج على درجة عالية من التمييز والعنصرية؛ يهدف إلى تغيير التوزيع السكاني بإقليم سينكيانج وبذل كل جهدها لتطبيق نظام "طفل واحد لكل أسرة" على الأويجور، بينما لم تطبقه على باقي الإثنيات التي تعيش في الإقليم نفسه، وكانت النتيجة أن تغيَّر التوزيع السكاني تمامًا ولم ينتهِ الأمر عند ذلك الحد، بل تطوَّر حتى صار "الهان"- الصينيون الأصليون- يسيطرون على المجالات الاقتصادية والسياسية؛ وقد تم ذلك من خلال خطط مدروسة، مثل: إلغاء اللغة الأويجورية، وتوفير الخدمات المتميزة والوظائف لمجتمع "الهان" الذي يتزايد يومًا بعد يوم؛ وكذلك مُنع الأويجوريون من العمل في الشركات الصينية، خاصةً بعد اكتشاف آبار البترول التي تتواجد بغزارة في المنطقة.. الأمر الذي يصعد من أزمة البطالة بينهم.
522444.jpg
مسلم صيني ودعاء بأن ينصر الله الإسلام

- الاضطهاد خارج الإقليم
لا يتوقف الاضطهاد فقط في داخل تركستان الشرقية، وإنما يمتد الاضطهاد إلى خارج الإقليم؛ ففي "بكين" -عاصمة الصين- وقع الاضطهاد على منطقة اسمها "قرية سينكيانج"، فتم إغلاق 30 مطعمًا للمسلمين، وتشريد أكثر من ألف مسلم هذا ما يتم الإعلان عنه، ولكن ما خفي كان أعظم.

- طمس معالم الإسلام والحرب الثقافية
وبما أن الإسلام يشكِّل مرتكزًا أساسيًّا في ثقافة الأويجوريين تتجه الحكومة الصينية إلى طمس جميع الرموز الإسلامية؛ فالمدارس الإسلامية والمساجد إما مغلقةٌ أو خاضعةٌ لتقييدات صارمة، ومؤخرًا تم منع التلاميذ في المدارس والجامعات مِن تأدية الصلاة، ومِن صيام رمضان، بل وصل الأمر إلى منعهم من حمل المصاحف أو امتلاكها.

كما أن تدفق هؤلاء المهجَّرين الصينيين وكثافة توطينهم لم يؤدِّ إلى تدهور الوضع الاقتصادي لمسلمي تركستان الشرقية فحسب بل إلى ممارسات جائرة ضد المسلمين؛ حيث مُنع رفع الأذان من مكبرات الصوت؛ بدعوى أنها تزعج هؤلاء الصينيين الدخلاء؛ وتروِّج للزواج المختلط بين الصينيين والصينيات البوذيات بالمسلمين بضغوط اقتصادية وإغراءات مادية؛ نظرًا لما يشكله هذا الاستيطان الصيني المكثَّف من ضغط على المدارس المحلية.

فعلى سبيل المثال في المدرسة المتوسطة الأولى في "كورلا"- وهي مدينة تركستانية، حيث يختلط 750 طالبًا أويجوريًّا مع 1800 طالب صيني- أمرت الإدارة المدرسية بأن يدرس الطلاب الأويجور باللغة الصينية؛ ولم يتمكن من ذلك إلا 75 طالبًا فقط؛ وبدلاً من أن يطلب من المهجَّرين الصينيين تعلم اللغة الأويجورية- وهي لغة البلاد الأصلية- أصدر وانج لي جوان- سكرتير الحزب الشيوعي الصيني لمقاطعة "سينكيانج" المسمى الصيني لتركستان الشرقية- قرارًا بتاريخ 9 مارس 2002 يتضمن فرض التدريس باللغة الصينية لكافة المواد المدرسية من الصف الثالث وما فوق، مهددًا لغة شعب تركستان المسلم وثقافته العريقة إلى الزوال.

وكان قد أعاد صياغة تاريخه بصناعة تاريخ صيني وزوَّر حضارته الإسلامية ذات الأصل التركي بحضارة مزيفة لا تمتُّ إليه بصلة؛ وذلك بعد أن اضطهد واعتقل المؤرخين والمؤلفين المسلمين، أمثال تورجون ألماس وتوختي تونياز؛ بسبب كتاباتهم التي تعكس تاريخ الأويجور الحق قبل الاحتلال الصيني وبعده، وبالتالي غدا الصينيون هم الذين يكتبون تاريخ وحضارة هذا الشعب المسلم، وتفرض كتبهم على الأويجور الذين ينحصر دورهم على دراستها والقراءة أو الترجمة فقط، ولا يحق لهم النقد والإيضاح وكشف الحقائق، وتأتي هذه الممارسات بالإضافة إلى تجريم وحظر منظمات المقاومة والتحرر في تركستان وأهمها:

- الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية ETIM: وهي المنظمة التركستانية الوحيدة التي اعتبرتها الولايات المتحدة الأمريكية إرهابيةً؛ لاعتقال بعض أفرادها وزعيمها المطلوب الشيخ حسن مخصوم، الذي قتل قبل هذا الإعلان في أفغانستان بتاريخ 2/10/2003م.

- مؤتمر شباب الأويجور الدولي WUYC: تأسس في ميونيخ بألمانيا في 9/11/1996م ويرأسه حاليًا دولقون عيسى، وهو أحد المطلوبين، وهذه منظمة شبابية أكثر أعضائها من الطلاب والشباب المهاجرين من تركستان الشرقية من بعد 1985م.

- المركز الإعلامي لتركستان الشرقية ETIC: ومقره في ميونيخ بألمانيا، ويديره عبد الجليل قراقاش، وهو من أوائل من التجأ من مسلمي الصين إلى ألمانيا، وفتح موقعًا في الإنترنت لتعريف العالم بالأحداث الفاجعة في بلاده بعنوان:
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
وذلك باللغات الأويجورية والتركية والإنجليزية والعربية؛ كما نشر جريدةً أسبوعيةً باللغتين الإيجورية والتركية باسم "أوجقون".


- منظمة تحرير تركستان الشرقية ETLO: وهذه أسسها بعض الشباب الأويجوري في عام 1999م وترأسها محمد أمين حضرت، وهو مؤلف ومخرج سينمائي معروف، اشتهر في أوائل ثمانينيات القرن العشرين في أورومجي والصين.

42 تجربة نووية في أراضي المسلمين
لم تكتفِ حكومة الصين بالآثار المدمرة التي تركتها التجارب النووية على البيئة والإنسان في منطقة لوب بتركستان الشرقية، التي جعلتها حقلاً لتجاربها النووية منذ عام 1964م واستمرت تلك التجارب تمارس مكشوفة في الفضاء حتى عام 1980م، ثم توقفت كما تزعم في عام 1996م، وبلغ إجمالي هذه التجارب 42 تجربةً نوويةً وهيدروجينيةً.
55544.jpg
مسلمو الصين من يقف معهم!

وقد أدت هذه التجارب إلى تزايد انتشار حالات الإصابة بالسرطان والإجهاض وتشوُّه المواليد؛ ومع أن الحكومة الصينية حاولت إخفاء ذلك وتبرير ما نتج عن هذه التجارب النووية، إلا أن المنظمات الدولية- مثل "منظمة السلام الأخضر" و"منظمة الأطباء العالميين لمنع الحرب النووية، IPPNW"- أكدت نتائجها المدمرة على السكان والبيئة، خاصةً أن مستوى الإشعاع الذري في منطقة لوب نور وصل إلى مستويات تتجاوز حدود الأمان العالمية بكثير، لا سيما من عناصر الإسترتونيوم والسيزيوم.

وفي مؤتمر المرأة العالمي في بكين عام 1995م أثارت الدكتورة قالية كولدوجازيف- وهي باحثةٌ من جامعة بشكك بجمهورية قيرغيزستان- قضية ارتفاع نسبة الوفيات إلى 40% في مناطق قيرغيزستان الشرقية على حدودها المتاخمة مع مقاطعة "سينكيانج" أو تركستان الشرقية بالصين، وذلك في أواخر شهر مايو 1994م؛ على إثر تجربة نووية في تركستان الشرقية.

وذكرت هذه الباحثة أن نسبة ارتفاع الأمراض في تلك النواحي من قيرغيزستان تصل إلى 5.8 في الألف، وأن الأطفال يعانون من اضطراب النظام العصبي وقصور في القلب.. هذا كله بسبب ارتفاع مستوى الإشعاع الذري في قيرغيزستان المجاورة، فكم هي آثارها القاتلة في تركستان المسلمة نفسها؟! وما تحدثت عنها هذه الباحثة هو عن تجربة نووية تحت الأرض، ولكنَّ هذه البلاد وشعبها المسلم لا يزال يعاني من نتائج التفجيرات النووية التي كانت تتم مكشوفةً في الفضاء.

حرب المخدرات القذرة والطريق الأسود
وكأن كل هذه الوسائل لم تكف لنشر الموت لإبادة المسلمين؛ فاستغلت السلطات الصينية فقدان الوعي الصحي والاجتماعي الذي فرضته على الشعب التركستاني المسلم من خلال ترويج المخدرات والكحول، فمثلاً في مدينة قراماي يوزع الخمر مجانًا على الأويجور المسلمين، كما جاء في نشرة البيانات الحرة Free Lists التي توزعها كيستون نيوز سرفيس Keston News Service بتاريخ 10 مارس 2002م.

وقد ذكر الباحث الغربي جوستين رودلسون في مقال له بتاريخ 11 يونيو 2002م: "إنه في مدينة "إيلي".. عندما حاول الطلاب المسلمون توعية الشباب بمخاطر الكحول وضرره على الإنسان- مطالبين محلات الخمور بالتوقف عن البيع- قامت السلطات الصينية بقمع حملتهم بالقوة؛ فنتج عنها مقتل 200 طالب مسلم في عام 1997م".

ودخلت تجارة المخدرات سرًّا من ميانمار- بورما سابقًا- وتايلاند وما يُعرف بالمثلث الذهبي عبر مقاطعات يوننان وجنغهاي وكانسو، ومنها إلى تركستان الشرقية، ثم اتصلت بالمافيا الدولية لتجارة المخدرات في باكستان وأفغانستان وقازاغستان، ومنها إلى أسواق العالم في أوروبا وأمريكا، وهذه المناطق الصينية التي يمر منها طريق المخدرات- الذي عرف بالطريق الأسود- هي بلاد تسكنها أكثريةٌ إسلاميةٌ؛ حيث يصدر منه مثلاً ما بين 80: 100طن من الهيروين رقم 44 الذي تنتج ميانمار منه نحو 200 طن سنويًّا.

وفي الوقت الذي يعاقَب فيه مروِّجو المخدرات بالسجن والإعدام في مناطق الصين الأخرى، فالمروِّجون لها في مناطق المسلمين يتمتعون بحماية السلطات السرية لنشاطاتهم، وقد أثبتت التحريات- التي أجريت في مقاطعة يوننان وفي معسكر جان جي- أن قادة جيش التحرير الشعبي (الاسم الرسمي للجيش الصين) يتاجرون بهذه السموم القاتلة.

فمثلاً في مدينة لينشيا في مقاطعة كانسو- التي يسميها المسلمون الصينيون بـ"مكة الصغرى" لكثرة مساجدها ومدارسها الإسلامية- تعتبر أحد المراكز الناشطة لتجارة الهيروين في الصين؛ وهو متوفر في كل مكان، ورخيص جدًّا مما يحدوهم إلى استخدامه في التدخين.

وينتهي هذا الطريق الصيني للمخدرات في تركستان الشرقية بترويجها بين الأهالي دون شعور منهم؛ حيث يتم دسها في الأطعمة والمشروبات التي تقدم في المطاعم؛ وقد بلغت نسبة من ابتلي بها 20% من جملة السكان؛ كما أن المبتلين بها من فئة الشباب- الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة- تبلغ نسبتهم 80%؛ والهيروين الذي يباع باسم بايميان لا تصل نقاوته حتى 30%، ولم يقتصر الترويج لهذا النوع فقط، بل هناك أنواعٌ أخرى من المخدرات من بينها الكوكايين والأفيون والحشيش، والماريجوانا والإفيدرين وغيرها.

وهذه المخدرات التي أخذت تتدفق إلى تركستان الشرقية بتشجيع السلطات الصينية منذ عام 1994م جلبت معها مرض الإيدز إلى مناطق المسلمين؛ حيث تفيد التقارير أن التحاليل الطبية التي أجريت على مسلمي تركستان الشرقية في عام 1995م لم تسجل إصابةً واحدةً بالأعراض الخاصة بفيروس مرض نقص المناعة الطبيعية المكتسبة HIV، ولكن في نهاية عام 1996م يقول الباحث الصيني زنج شي وين- من الأكاديمية الصينية لدواء المقاومة "Chinese Academy of Preventive Medicine"-: "إن واحدًا من كل أربعة يتعاطون المخدرات كان إيجابيًّا لتحليل فيروسHIV، وفي السنوات الأخيرة أصبحت تركستان الشرقية من أكثر المقاطعات الصينية ابتلاءً بوباء الإيدز، وأن المسلمين الأويجور هم أكثر القوميات التي مُنيت بهذا الوباء، ويقدَّر العدد الحقيقي للمصابين به بأكثر من 30 ألفًا.

يذكر أن 3 من كل 200 شخص في أورومجي يحملون الأعراض الخاصة بفيروس مرض نقص المناعة، بينما تقدر بعض الجهات المحلية نسبة المصابين بهذا المرض بنحو 40% في أورومجي و85% في مدينة إيلي بالقرب من حدود كازاخستان، ويمكن القول بأن نسبة الإصابة تصل إلى 30% تركستان الشرقية؛ ما يجعلها المقاطعة الأولى في نسبة انتشار الإيدز في الصين كلها.

وبعد عرض هذه الصفحات من تاريخ مسلمي الصين المصبوغ بدمائهم وانتهاكات حقوق الإنسان هل تظل المذابح وحرب الإبادة بحق مسلمي الصين شأنًا داخليًّا، لا تمتلك دولةٌ من دول المسلمين مجرد رفع الظلم عنهم أو حتى التهدئة؟! ففي الوقت الذي سمحت فيه الصين بتخريج دفعة من حفظة القرآن مؤخرًا- كما نقلت لنا الفضائيات- تحرق المصاحف وتفصل المسلمين من أعمالهم، لمجرد أنهم مسلمون في داخل الصين وتهدم مساجدهم وتدرس لأئمة وخطباء مساجدها "المنفيستو" الشيوعي، وتقدم لهم الخطب الرسمية التي تسب في الاسلام أكثر مما تقول واقعه.

ووسط حالة الضعف السياسي هلا بدأت دول منظمة المؤتمر الإسلامي تفعيل دورها بعيدًا عن الإحراج الحكومي للدول العربية والإسلامية التي تخشى الدخول في مناقشات مباشرة مع الصين التي ترفع شعار "شأن داخلي"، خاصةً وأنها تعد سوقًا إستراتيجيةً كبيرةً مفتوحةً أمام المنتجات الصينية؛ مما يعطيها القوة في مطالبة الصين بمنح هذا الإقليم استقلالَه ورفع الظلم والاضطهاد الواقع على أبنائه.
 

توقيع : ابوفتحى ss
الصين تعتقل تلاميذ يحفظون القرآن!!
[16/08/2005]
ikh4.jpg



أكدت مجموعة دفاع عن حقوق الأويغور "المسلمون الصينيون" أمس الإثنين اعتقال نحو 30 تلميذًا مسلمًا ومعلمتهم في غرب الصين؛ فيما كانوا يدرسون القرآن.

وأوضح مؤتمر الأويغور العالمي- الذي يعمل انطلاقًا من ألمانيا- أن الشرطة أقدمت في الأول من أغسطس على اعتقال أمينام موميكسي (56 عامًا)، فيما كانت تعطي دروسًا في القرآن لـ37 تلميذًا تتراوح أعمارهم بين سبعة إلى عشرين عامًا، وأضاف المؤتمر أن التلاميذ والمدرِّسة ما زالوا قيد الاعتقال.

والأيغور هم مسلمون من الناطقين بالتركية، وهم أبرز الأقليات في منطقة كسينجيانغ المسلمة، ولا تسمح الحكومة الصينية بأي نشاط ديني لا يخضع لمراقبتها المباشرة، وتمارس بكين قمعًا ضد الأقلية المسلمة هناك..!!

وقالت المنظمة الأويغورية إن المعلِّمة موميكسي متهمةٌ بحيازة "غير شرعية لمواد دينية ووثائق تاريخية تخريبية"..!!
 
توقيع : ابوفتحى ss
الصين تمنع حجاجها وتصف الحجَّ بالإرهاب!
[01/11/2004]
kaaba.jpg
الكعبة المشرفة


قررت الشرطة في إقليم (سينجيانج) ذي الأغلبية المسلمة تقييد وتحديد منح تأشيرات الحج للمسلمين في منطقة (الإيغور) التي تتسم بكثرة الاضطرابات والقلاقل والمناوشات بين المسلمين والصينيين القوميين، زاعمةً أن مهمة الحج السنوية ظاهرة تطرفية و(إرهاب) ديني.

وقالت مجموعة ألمانية مسلمة الأحد 31/10/2004م: إنَّ الشرطة أوقفت إصدار وثائق سفر لمسلمي (الإيجور) الذين يرغبون في زيارة مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، وقال "دلكسان راكيست"- الناطق الرسمي للمجموعة الألمانية- في مؤتمر عام في الإيجور: إن طلبات استخراج وثائق السفر المقدمة من مسلمي (الإيجور) للسفر للخارج لزيارة أقاربهم وأصدقائهم تقابل دائمًا بالرفض.

وأضاف- حسبما أوردت جانج جروب- أن الحكومات المحلية في (سينجيانج) التي تسمح بتعليم أتباع الديانات الصينية عن طريق نشر أشرطة الفيديو يرفضون عمل خطة دعاية وتعليم لأحكام الحج للمسلمين.

وقال إنه يتحتم على الذين يرغبون في الحصول على تأشيرات حج الحصول على موافقات كتابية صحيحة من مقاطعتهم ثم من المكاتب الحكومية في أقسامهم الإدارية وكذلك من الهيئات الدينية.

واستطرد: "نحن ندين بقوة الحكومة الصينية التي قيدت بشكل شامل مسلمي (الإيجور) في الذهاب لأداء عبادتهم في مكة المكرمة، وكذلك منعهم من حضور أي أنشطة دينية خارجية شرعية أخرى.

الجدير بالذكر أن إقليم (سينجيانج) يقع في أقصى غرب الصين، ويشهد توترًا شديدًا منذ 10 سنوات، بين الأغلبية المسلمة من الإيجور من أصل تركي وقومية (الهان)، وغالبًا ما تتخذ السلطات الصينية عقوبات مشددة على مسلمي (الإيجور) الذين يطالبون بإنشاء دولة مستقلة في تركستان الشرقية.
 
توقيع : ابوفتحى ss
متى
يخرج المسلمين من هذة الغيبوبة

ام انا
دخلنا فى التية الذى دخل فية اليهود نتيجة معاصيهم

وكفرهم بنعم الله
 
توقيع : ابوفتحى ss
حسبنا الله ونعم الوكيل تقتل امراه مسلمه فى المانيا بسبب ارتدائها للحجاب واين تقتل فى ساحة العدل داخل المحكمه وتقام الحروب على المسلمين بحجة الارهاب فى العراق حتى تم تمكين السلطه فى العراق للشيعه الرافضه واشتدت وطاءة الحرب على اهبها فى افغانستان بحجة محاربة الارهاب وكذلك تم استغلال الرئيس المخلوع المتواطىء مع اعداء الاسلام على شعبه ومن هم بنى جلدته بربيز مشرف الغير مشرف بل هو مخيب لللامال وقتل المسلمين العزل فى المسجد الاحمر وهذا تاريخه الاسود الذى لايمحى ابدا وكثير من البلدان تجد الحرب دائره على مجرد انك مسلم قال الله تعالى / ومانقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد /البروج ايه 8 فهذا حال المسلمين فى كل زمان ومكان ولايزيدهم هذا الا تثبيتا وعزيمه وايمانا بالله الواحد القهار ولكنى لااعجب من اعدائنا كما اعجب من بعض ممن ينتسبون الى الاسلام زورا وبهتانا ولايحركون ساكنا بل يوافقون على قمع وقتل المسلمين ارضاء لاسيادهم وبالنسبه لنا فى مصر بالرغم من اعطاء النصارى جميع حقوقهم فى كل شيء حتى انهم دوله داخل دوله قائمه بذاتها الا انهم يتفننون فى اعلام العام انهم مهضومون حقهم وانهم مضطهضون فى مصر بل يصل الامر لقمع الجماعات الاسلاميه والشباب المسلم فى مصر ارضاء للنصارى واليهود نعيب زماننا والعيب فينا وما للزمان من عيب سوانا فالاسلام يحارب من الداخل وهم اخطر علينا ممن فى الخارج هم اشد علينا من غير المسلمين فالنصر اتى لامحاله ووعد الله قادم لامحاله ولكن عندما نستحق نحن النصر وهل وجدنا اى مسئول او رئيس او كبير خرج ليقول للصين لا تقتلو المسلمين للاسف لا ولكن عندما يحصل مشكله بسيطه فى بلد مسلم لكما يسمونهم بالقله الغير مسلمه تد جميع الكفار يبنقلبوا على هذه البلده بل وينصبون انفسهم قضاه وجلادين على هذه الدوله ويقمعوها لترضخ لمطالب هذه القله والا السيف والقتل والعزل لمن لايرضخ ونحن اعطينا لهم هذه الفرصه كى يتحكموا بنا كما وكيفما شائوا وحسبنا الله ونعم الوكيل
 
توقيع : سيد الصافى
حسبنا الله ونعم الوكيل
 
توقيع : ammj
اللهم نشكو اليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس
الى الله المشتكى
اللهم فرج كربهم ويسر امرهم
 
توقيع : ابوفتحى ss





جزاك الله خيراا وجعله فى ميزان حسناتك








 
توقيع : alemalbyelaram
بارك الله فيك


الله يحسن الاحوال ممن يخافووون والله معهممم

حتى وان كنا معهم اذا لم يكن معنا الله فلماذا لا نخاف

لاحول ولا قوه الا بالله

 
توقيع : ابو خالد طيبة
منسيون ومعذبون في الصين
tooles_03.gif

02212007.jpg


الشرقية أون لاين - 14/07/2009
فهمى هويدى
لا شيء إيجابي في أحداث الصين الأخيرة، سوى أنها ذكرتنا بعذابات ملايين المسلمين المنسيين في أنحاء المعمورة، الذين لم يعودوا يجدون أحدا يعنى بأمرهم.
1"
كان المسلمون في شنغيانغ يشكون من التضييق عليهم في العبادة ومنعهم من الحج. كما كانوا يشكون من حرمانهم من الوظائف الحكومية وتفضيل الصينيين من عرق الهان عليهم
"
لم أفاجأ كثيرا بانفجار غضب المسلمين في شنغيانغ، ذلك أنني أحد الذين عرفوا معاناة الإيغوريين منذ أن زرت بلادهم قبل ربع قرن، ووقفت على آثار الذل والقهر والفقر في حياتهم. وقتذاك نشرت عنهم عدة استطلاعات في مجلة العربي طورتها في وقت لاحق وصدرت ضمن سلسلة عالم المعرفة بالكويت في كتاب عنوانه الإسلام في الصين.
كانت تلك الزيارة بداية علاقة لم تنقطع مع الإيغوريين، سواء في باكستان المجاورة، أو في تركيا التي لا يزالون يعتبرون أن ثمة نسبا يربطهم بها، رغم أن بلادهم صارت شنغيانغ (المقاطعة الجديدة) بعد شطب الاسم الأصلي وحظره، بحيث لم يعد أحد يجرؤ على أن يذكر اسم تركستان الشرقية الذي كان معترفا به قبل أن تبتلعها الصين في أواخر القرن التاسع عشر.
هذه العلاقة وفرت لي بشكل شبه منتظم كما من المعلومات، اعتمدت عليها في كتابة مقالات عدة، نشرت في العقدين الأخيرين في الصحف العربية، خصوصا مجلة المجلة التي كانت تصدر من لندن.
وكان رجاء الإيغوريين المقيمين في باكستان بالذات، أن لا أشير إلى أسمائهم، لأن ذلك يعرضهم للخطر حين يذهبون إلى بلادهم بين الحين والآخر، وهو ما قدرته واستوعبته، بعد درس قاسٍ وبليغ تلقيته من تجربة مماثلة مررت بها في وقت سابق، حين زرت الاتحاد السوفياتي وكتبت عن أوضاع المسلمين هناك، وكان أحد مصادري شاب من النشطاء لم أذكر اسمه، ولكن أحد رفاقه وشى به.
وعلمت فيما بعد أنه حوكم وأعدم. وهى الواقعة التي ما زالت تشعرني بالحزن حتى الآن. حيث لم أعرف بالضبط ما إذا كانت لقاءاته معي هي تهمته الوحيدة، أم أن هناك اتهامات أخرى نسبت إليه.
أول إشارة فتحت عيناي على حقيقة معاناة المسلمين الإيغور وقعت في اليوم الأول من وصولي إلى عاصمتهم أورومشى، إذ سألت عن فرق التوقيت لكي أضبط ساعتي، وفوجئت بأن كثيرين هناك ضبطوا ساعاتهم على توقيت باكستان لا الصين. وهو ما أثار فضولي، لأنني طوال الوقت ظللت أتحرى إجابة السؤال، لماذا يعتبر الإيغوريون أنهم جزء من العالم الذي تمثله باكستان، وليسوا جزءا من البلد الذي يعيشون في رحابه منذ نحو 150 عاما؟
2كنت قد حملت معي من الكويت حقيبة ملأتها بالمصاحف متوسطة الحجم، بعدما أدركت من زيارة سابقة للاتحاد السوفياتي وقتذاك أن المصحف هو أثمن هدية يمكن أن يقدمها القادم من العالم العربي أو الإسلامي إلى من يصادفه من أبناء البلاد الشيوعية.
لاحظت في شنغيانغ أن المساجد التي زرتها لم تكن بها مصاحف. وكل ما شاهدته هناك كان بعض الأواني الخزفية التي كتبت عليها بحروف عربية عبارات مثل "لا إله إلا الله" و"محمد رسول الله" و"الله أكبر".
ولا أنسى منظر أحد الأئمة حين قدمت إليه نسخة من المصحف، فظل يقبله وهو يبكي، ولا مشهد الشاب الذي جاءني ذات مرة ليتوسل إلي أن أعطيه مصحفا لكي يقدمه مهرا لمحبوبته التي ينوى الزواج منها.
التواصل مع الناس كان مستحيلا، ليس فقط بسبب اللغة، ولكن أيضا لأن الصينيين ممنوعون من الحديث للأجانب. والحصول على المعلومات كان صعبا للغاية. ولم ينقذني من المشكلة سوى اثنين من الإيغور. أحدهما عمل في السعودية والثاني كان أبوه قد درس في الأزهر، ويعرف بعض الكلمات العربية المكسرة.
ذهبت إلى صلاة الجمعة في المسجد الكبير بأورومشى، ولاحظت أن أغلب المصلين يرتدون الثياب البيضاء وأغطية الرؤوس من ذات اللون، لكن الواحد منهم يؤدي الحركات من ركوع وسجود وهو صامت تماما، وقيل لي إن أغلبهم لا يعرف كلمة واحدة من القرآن، وإنهم يعتبرون الجمعة يوم عيد، فيتطهرون ويستحمون ويرتدون الثياب البيضاء، ويتعطرون قبل ذهابهم إلى المسجد، ثم يصطفون ويؤدون الحركات بكل خشوع دون أي كلام. وأذكر أنني قلت وقتذاك أن هؤلاء أكثر ورعا من كثيرين يحفظون الكلام. لكن صلواتهم تخلو من أي أثر للخشوع.
كنت أعرف أن الإسلام وصل إلى الصين في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان عن طريقين، الأول طريق البر الذي عرف لاحقا باسم طريق الحرير، وكان الفرس هم الذين أوصلوا الإسلام إلى مناطق الشمال، ومن بينها تركستان الشرقية، ولذلك فإن الكلمات الفارسية تستخدم في المصطلحات الدينية (الصلاة عندهم تسمى "نماز" والوضوء وظوء).
الطريق الثاني عبر البحر، وقد سلكه التجار العرب الذين جاؤوا من حضرموت ومناطق جنوب اليمن، وأوصلوا الإسلام إلى الجزر الإندونيسية وكانتون في جنوب الصين، وقد شاهدت بعضا من مقابر أولئك العرب الذين كتبت على شواهدها آيات القرآن الكريم.
وقتذاك كان المسلمون في شنغيانغ يشكون من التضييق عليهم في العبادة ومنعهم من الحج. كما كانوا يشكون من حرمانهم من الوظائف الحكومية وتفضيل الصينيين من عرق "الهان" عليهم.
وهؤلاء الأخيرون أصبحوا يتحكمون في كل شيء. هم أصحاب السلطة وأصحاب القرار. في الوقت ذاته فإنهم كانوا يعبرون عن القلق الشديد إزاء استمرار تلاعب الحكومة بالتركيبة السكانية للإقليم. إذ في الوقت الذي كانت تستقدم فيه أعدادا كبيرة من الهان من أنحاء الصين، فإنها كانت تقوم بتهجير الإيغور من مقاطعتهم إلى المدن الصينية الأخرى. وهو ما أدى في الوقت الحاضر إلى تراجع نسبة المسلمين الإيغور في شنغيانغ، إذ وصلت نسبتهم إلى 60٪ فقط من السكان بعد أن كانوا يمثلون 90٪.
3"
لم تكن هذه بداية غضب سكان الإقليم الأصليين، ولكنها كانت حلقة في سلسلة الصدامات التي لم تتوقف منذ أن اجتاحت الصين تركستان الشرقية في عام 1933 وضمتها رسميا في عام 1949
"
لم تتوقف السلطات الصينية عن محاولة تذويب المسلمين الإيغوريين في المحيط الصيني الكبير وطمس هويتهم. آية ذلك مثلا أنها قررت منذ سنتين نقل مائة ألف فتاة إيغورية من غير المتزوجات (أعمارهن ما بين 15 و25 سنة) وتوزيعهن على مناطق مختلفة خارج شنغيانغ. الفتيات كن يجبرن على السفر، دون أن تعلم أسرهن شيئا عن مصيرهن، وكان ذلك من أسباب ارتفاع نسبة الاحتقان ومضاعفة مخزون الغضب بينهم.
وفي الأسبوع الأخير من شهر يونيو/حزيران الماضي قام العمال الإيغور بتمرد في مصنع للألعاب مقام قرب مدينة شنغهاي في جنوب البلاد، وهؤلاء عددهم سبعمائة شخص، كانوا قد هجروا إلى مناطق "كونغدوغ" التي أقيم المصنع بها.
وقد أعلنوا تمردهم لسببين، الأول أن أجورهم لم تصرف منذ شهرين، والثاني أن إدارة المصنع رفضت أن تخصص مساكن تؤوي المتزوجين منهم، التمرد أخذ شكل الإضراب عن العمل. لكن رد الفعل من جانب إدارة المصنع كان عنيفا. إذ تجمعت أعداد كبيرة من العمال الآخرين الذين ينتمون إلى أغلبية الهان (قدر عددهم بخمسة آلاف) واقتحموا مكان تجمعهم "لتأديبهم"، واشتبك معهم الإيغوريون الغاضبون. وحسب شهود عيان فإن الاشتباك استمر من التاسعة مساء إلى الخامسة في صباح اليوم التالي، حين تدخلت الشرطة وفضته.
البيان الرسمي ذكر أن اثنين من الإيغوريين قتلا، ولكن الإيغوريين أصروا على أن الذين قتلوا من شبابهم يتراوح عددهم بين خمسين ومائة، أما الذين تم اعتقالهم أو فقدوا فقد قدر عددهم بالمئات.
المهم أن هذه الأخبار حين وصلت إلى شنغيانغ، فإن أهالي العمال بدؤوا يسألون عن أبنائهم وبناتهم الذين لم يعرف مصيرهم. وحين مر أسبوع واثنان دون أن يتلقوا جوابا، فإنهم خرجوا في مظاهرة سلمية رفعت فيها صور المفقودين، وحين تصدت لهم جموع الهان ورجال الشرطة حدث الصدام الدموي الذي قال البيان الرسمي إن ضحاياه كانوا 150 من الإيغوريين، في حين ذكرت تقديرات الطرف الآخر أن عدد القتلى يزيد على أربعمائة منهم.
لم تكن هذه بداية غضب سكان الإقليم الأصليين، ولكنها كانت حلقة في سلسلة الصدامات التي لم تتوقف منذ أن اجتاحت الصين تركستان الشرقية في عام 1933 وضمتها رسميا في عام 1949. وظلت كل انتفاضة للإيغوريين تقابل بقمع شديد بدعوى أنهم انفصاليون تارة وإرهابيون أخيرا، حتى قيل إن ضحايا القمع الصيني قدر عددهم بمليون مسلم ومسلمة.
الانتفاضة هذه المرة كانت أكبر من سابقاتها، الأمر الذي اضطر الرئيس الصيني إلى قطع اجتماعاته في قمة روما والعودة سريعا إلى بكين لاحتواء الموقف المتدهور في شنغيانغ. إذ من الواضح أن المسلمين هناك ضاقوا ذرعا بإذلالهم وحرمانهم من تولي الوظائف الرسمية، ومنعهم من صوم رمضان وأداء فريضة الحج ومصادرة جوازات سفر كل الإيغوريين لعدم تمكينهم من الحج إلا عبر الوفود التي تنظمها الحكومة، وتشترط أن يودع الراغب في الحج ما يعادل ستة آلاف يورو لدى الحكومة (وهو ما يعني إفقار أسرته)، وأن تتراوح سنه ما بين خمسين وسبعين سنة.
4"
مأساة شعب الإيغور أنهم يعيشون في قبضة دولة كبرى ظلت متماسكة عبر التاريخ.. وأن بلادهم شاسعة وغنية.. وأنهم مسلمون، ينتمون إلى أمة منبوذة في العالم، وتمثلها أنظمة لاهية ومهزومة سياسيا وحضاريا
"
مأساة شعب الإيغور (الكلمة في اللغة القديمة تعني المتحد أو المتحالف لأنهم كانوا في الأصل عدة قبائل ائتلفت فيما بينها) تكمن في ثلاثة أمور، الأول أنهم يعيشون في قبضة دولة كبرى ظلت متماسكة عبر التاريخ، لم تتعرض للتفكك كما حدث مع الاتحاد السوفياتي مثلا.
الثاني أن بلادهم الشاسعة (1.6 مليون كيلو متر مربع تمثل خمس مساحة الصين وثلاثة أضعاف بلد مثل فرنسا) تتمتع بوفرة ثرواتها الطبيعية. إذ يقدر احتياطي النفط لديها بنحو ثمانية مليارات طن، ويجري في الوقت الحاضر استخراج 5 ملايين طن منه كل يوم.
هذا إلى جانب أنها تنتج ستمائة مليون طن من الفحم الحجري. وبها ستة مناجم يستخرج منها أجود أنواع اليورانيوم، إضافة إلى وجود معادن أخرى على رأسها الذهب، والأمر الثالث أنهم مسلمون، ينتمون إلى أمة منبوذة في العالم، وتمثلها أنظمة لاهية ومهزومة سياسيا وحضاريا.
هم ليسوا مثل البوذيين في التبت الذين يتعاطف العالم مع قضيتهم. ولا مثل كاثوليك إيريان الغربية الذين وقفت الدول الكبرى مع استقلالهم عن إندونيسيا. ولا وجه لمقارنتهم باليهود الذين واجهوا مشكلة في أوروبا فقررت الدول المهيمنة حلها عن طريق تمكينهم من اقتلاع شعب فلسطين وإقامة دولة لهم على أرضهم.
استطرادا من هذه النقطة -وللعلم فقط- فان حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية في العام الماضي 2008 وصل إلى 133 مليار دولار. وهذا الرقم يزيد سنويا بمعدل 40٪، وللعلم أيضا فإنه في الوقت الذي كان فيه مسلمو الإيغور يسحقون كانت 1100 شركة صينية تقيم المعرض الثالث لمنتجاتها في دبي.
للعلم كذلك قال لي أحد المسلمين الصينيين الذين يجيدون العربية إنه يكلف بمصاحبة وفود الحج الرسمية التي تزور الدول العربية بعد أداء الفريضة، وتلتقي بقادتها ومسؤوليها. وقد فجع صاحبنا لأنه أثناء تلك اللقاءات فإن أحدا من القادة العرب لم يحاول أن يسأل الوفود التي رافقها عن أحوال المسلمين في الصين، الذين تقدرهم المصادر التركية بستين مليون نصفهم من الإيغور.
 
توقيع : ابوفتحى ss
نشجب , نستنكر , ندين
لا تعليق اكثر من هذه الثلاث كلمات
 
توقيع : ناصر الاسلام
كلنا سوف نقف بين يدى الجبار يوم تدنو الشمس من الرؤوس
وعندما تسأل ماذا فعلت تجاة هؤلاء المظاليم
فما هو الجواب ياترى
ارجو تجهيز الاجابات من الان
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
توقيع : ابوفتحى ss
وهذا موقع تركستان الشرقية

يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي

يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
 
توقيع : ابوفتحى ss
لا حول ولا قوة إلا بالله !!
الله المستعان !!
جزاك الله خير أخي !
 
بارك الله فيكم واحسن اليكم
واثابكم الله بكل خير
 
توقيع : ابوفتحى ss
اللهم ارحمنا ضعفنا و انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان
اللهم كن لهم و انصرهم على أعداء الإسلام و المسلمين


اللهم آمين
 
توقيع : ولد الخليج
سكتت الحكومات ـ أين الشعوب؟
tooles_03.gif

02212007.jpg


الشرقية أون لاين - 22/07/2009
فهمي هويدي
إذا كانت حكومات العالم العربي والإسلامي قد خذلتنا في مسألة التضامن مع مسلمي الصين الذين يتعرّضون للقمع والسحق، فأين الشعوب؟ لقد كان مفاجئا وصادما حقا أن نكتشف أن تلك الحكومات تقاعست عن المشاركة في الاجتماع الذي دعت إليه منظمة المؤتمر الإسلامي لمناقشة مأساة مسلمي الأويجور واتخاذ موقف منها. ولم يخطر على بال أحد منا أن تمتنع حكومات الدول الإسلامية حتى عن مناشدة السلطات الصينية أن تحقق في الصدامات المروعة التي حدثت في سينكيانج، ولا أقول توجيه العتاب إليها بسبب إهدار حقوق المسلمين واستمرار التنكيل بهم، ولكن الذي حدث أن الدول الإسلامية، بما فيها تلك التي نحسن الظن بها، مثل إيران وباكستان والسعودية ومصر، قدمت حساباتها السياسية على مؤازرة ملايين المسلمين المقهورين في الصين ومساندتهم في محنتهم، أستثني من ذلك موقف الاحتجاج والغضب الذي أعلنته الحكومة التركية وعبّر عنه رئيسها الطيب أردوجان على نحو خفف من شعورنا بالخزي والحزن.
أدري أن السؤال عن دور الشعوب الإسلامية يبدو صعبا ومحرجا، على الأقل في العالم العربي، الذي لم يعد يسمع فيه صوت الشعوب إلا في حالات استثنائية ونادرة.
بعدما تم فيه تدمير مؤسسات المجتمع المدني أو تطويعها وإلحاقها بالسياسات الحكومية. لم تسلم من ذلك المرجعيات الدينية مثل الأزهر ورابطة العالم الإسلامي، التي ضُمت إلى الأبواق الرسمية، بحيث أصبح تعبيرها عن السياسات المحلية مقدما على تمثيلها للأمة، ولابد أن نحمد الله على أن
منظمة المؤتمر الإسلامي استطاعت أن تتبنى موقفا نزيها ومستقلا في الموضوع الذي نحن بصدده. كما نحمده على أن اتحاد علماء المسلمين لم يخيب ظننا فيه، وأصدر بيانا أدان فيه المظالم التي يتعرّض لها مسلمو الصين.
يبدِّد شعورنا بالإحباط أن شعوبنا لم تفقد حيويتها وغيرتها بعد، رغم كل جهود التحكيم والتكبيل والإخصاء. فجماهيرنا التي هبّت غاضبة دفاعا عن
كرامة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) واحتجاجا على الرسوم الدنماركية، أحسبها مازالت جاهزة للاستجابة لأي دعوة تطلق دفاعا عن كرامة ملايين المسلمين الأويجوريين، ولا يُنسى أن تلك الجماهير ذاتها خرجت عن بكرة أبيها لنصرة شعب غزة أثناء العدوان الإسرائيلي على القطاع، وهي التي ما برحت تقدم الدعم والقوت للمحاصرين هناك، بعدما تقاعست عن ذلك أغلب حكوماتنا، على النحو الذي يعرفه الجميع.
لايزال الأمل معقودا على موقف هذه الشعوب وعلى الرموز والجماعات والمنابر التي تمثلها، في أن تعرب عن احتجاجها على قمع شعب الأويجور وقهره، وتضامنها مع إخوانهم المسلمين هناك. ولأن مؤسسات المجتمع المدني في بعض الدول الإسلامية أقوى وأنشط منها في العالم العربي، فإن دور تلك المنظمات في المساندة والدعم مطلوب ومؤثر لا ريب.
إن غاية المراد من التضامن المطلوب هو إعلان غضب جموع المسلمين الأويجور، والإعراب عن الاستياء إزاء الاستمرار في قمعهم والتنكيل بهم وحرمانهم من
أبسط الحقوق المدنية والدينية. وحبذا لو استطعنا أن نبعث برسالة إلى السلطات الصينية تقول بوضوح إن ذلك البلد الكبير لا يستطيع أن يحتفظ
بمودة شعوب العالم الإسلامي وتقديرها في الوقت الذي يقهر فيه مسلمو الصين وتدمر حياتهم، وإن من شأن استمرار تلك السياسة أن تؤثر على مصالح الصين في العالم الإسلامي. خصوصا أن العالم العربي يشكل أكبر سوق للبضائع الصينية (حجم التبادل التجاري في عام 2008 وصل إلى 133مليار دولار تزيد
بمعدل 40 ٪ كل عام).
وإذا استمر الموقف الصيني الراهن كما هو، فقد يشجع ذلك الأصوات الداعية إلى مقاطعة البضائع الصينية. وهو أمر قد يبدو متعذِّرا من الناحية العملية، لأن أسواقنا أصبحت مشبعة بتلك البضائع، إلا أن إطلاق تلك الدعوة سيكون موجعا للصين، التي قلّت صادراتها إلى الخارج بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية. وفي كل الأحوال ينبغي أن يكون واضحا أننا نحرص على الصين، لكنها ينبغي أن تحرص على مشاعرنا أيضا.
 
توقيع : ابوفتحى ss
بارك الله فيك اخي على عرض هذا الموضوع المهم جدا
ونسال المولى جل شأنة ان يفرج عن اخواننا المسلمين في الصين عاجلا غير اجل
كما نساله ان يرينا في الحكومة الصينية البوذية عجائب قدرته
والله المستعان واليه المشتكى وعليه التكلان
 
توقيع : SALEM666
توقيع : SALEM666
عودة
أعلى