• بادئ الموضوع بادئ الموضوع ريشا
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
  • المشاهدات 731

ريشا

زيزوومى فعال
إنضم
19 أكتوبر 2008
المشاركات
266
مستوى التفاعل
2
النقاط
330
غير متصل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



هذي بعض من سلسلة مقالات



الشيخ:/ أ:سعد مقبل العنزي



جزاه الله الف خير عنا جميعا
نقلاً من ملتقى كلية ينبع



-------------------------------------------




حاجتنا إلى الفهم


نحن في زمن شيوع المعرفة, وانتشار المعلومة..في زمن تعددت فيه وسائل نقل المعرفة, وتنوعت بين قنوات فضائية, وشبكات عنكبوتية..فأنت ترى وتسمع وأنت في بيتك..في عملك..في سيارتك..بل صارت شاشة الجوال مصدر لكثير من معلومات الناس من أخبار سياسية أو اقتصادية أوثقافية وغيرها. فصارت المعلومة تلاحق الإنسان أينما كان, وأضحت شاشة جوالك مكان لتنافس لكل من يريد أن يوصل إلى الجمهور فكرة أو توجه معين, سواء كانت رسوم الاشتراك أصلا أو تبعا.
وهذه الثورة في وسائل الاتصال المعرفي, يتعلق بها أمران بالنسبة للمسلم:

الأول: أن فيها مصداق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم وإخباره عن فشو القلم. فعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة و فشو التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة و قطع الأرحام و شهادة الزور و كتمان شهادة الحق و ظهور القلم " (1)
.
والثاني: وهو أن هذه التقنية من نعم الله على العباد إن قوبلت بالشكر, فهذا نبي الله سليمان عليه السلام, لما جيء بعرش بلقيس بين يديه فيما حكاه عنه القرآن:

قال تعالى : (فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)(2) .

فنحن بحاجة إلى أن نفهم ما يلقى إلينا عبر وسائل الإعلام. نحن أمام فضاء مكشوف.. أمام قنوات عابرة للقارات..انفجار معلوماتي..تضخم معرفي.
أحد الأشخاص اشترك في خدمة الرسائل التوعوية عبر الجوال..ثم قطع الاشتراك ولما سئل قال: صاروا يرسلون إلي رسائل كأني مسلم جديد...سبحان الله!!؟.هل وصلنا لدرجة التشبع المعرفي...وهل هذا هو القصد من التعلم..أم أن وراء ذلك مقاصد غير المعرفة..

وقريب من هذا المنطق موقف أحد الأشخاص المحسوبين على أحد التيارات الفكرية حين يعترض على المخيمات الدعوية في الصيف..بدعوى أنهم ليس لديهم جديد ويكررون أنفسهم كل سنة..

كنا أيام الطلب في الجامعة الإسلامية في كلية الشريعة كثيرا ما نسمع من فضيلة شيخنا العلامة الفقيه: محمد المختار الشنقيطي عبارة"شريعتنا قديمها جديد وجديدها قديم".

ومكمن المشكلة: أن بعضنا يستسلم أحيانا لفكرة من خلال مقال قرأه.. أوللقاء في قناة شاهده..أو لكتاب اطلع عليه..

والمطلوب منا إذا سمعنا شيئا أو قرأناه أن نحاول فهمه.. أن نناقشه من جميع جوانبه..نتناقش فيه مع من حولنا من إخواننا .. مع طلبة العلم.. مع العلماء.. مع أهل الاختصاص..

وَكَمْ مِنْ عَائبٍ قَولا صَحِيحًا ... وآفَتُهُ مِن الْفَهم السَّقِيمِ ...


ومن مظاهر هذا الأمر عند شريحة عريضة من الناس, الاستسلام: للإشاعات.....الخرافة....حتى صار لقنوات الشعوذة والدجل رواج في بلاد التوحيد.
ليس هناك..استعصاء..مقاومة..صمود.

الله تعالى دعانا إلى محاولة الفهم قبل أن نتخذ موقف أو نصدر حكم:

قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) .
وقال تعالى : (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) .

أحدهم جاء إلي في المسجد- بعد كلمة ألقيتها, وتكلمت فيها عن معنى الوسطية, وحذرت فيها من مسلك الغلو والتكفير والتفجير, ومن مسلك التبرير والانحلال من الدين. يقول هذا الشخص : أنه لما رأى تصرفات هؤلاء الشباب من أرباب التكفير والتفجير وقف مع نفسه, وقال لا يمكن أن يكون هذا التصرف من الدين. يقول: فتبرأت من هذا الفكر المدمر.

وفي لقاء إضاءات على قناة العربية (مع أحد أقطاب الحداثة في بلادنا).. تبين أن هؤلاء القوم كما يقال: غيروا قواعد اللعبة من الهجوم المباشر على قيم الإسلام وثوابته (حتى لا يصطدموا بالمجتمع) إلى إعادة تفسير النصوص, وخذ مثلا إحدى القيم الإسلامية(الكرم)....

فالكاتب مثلا يرى أن الكرم عادة وجدت في بداية الإسلام نظرا لظروف الحياة العربية وقسوتها, فتطلب الأمر بالكرم, وأما الآن فلم يعد وجودها مناسب. فهو إلغاء لدلالة النصوص الشرعية على خلق الكرم.


وهذا أحدهم, ويدعى(صادق جلال العظم)..كاتب تغريبي..يقول: إبليس أول الموحدين..لأنه أبى أن يسجد لغير الله!!!. وتجاهل أن الذي أمر بالسجود هو الله تعالى, ولكن هكذا يفهمون.
إذن نحن بحاجة إلى محاولة فهم ما يكتبه هؤلاء.


_____________________________________________

(1) انظر: السلسلة الصحيحة, للألباني: ج 6 / ص 266. قال الشيخ الألباني:
رواه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1049 ) و أحمد ( 1 / 407 ) بإسناد صحيح ، رجاله ثقات رجال مسلم غير سيار ، و هو سيار أبو الحكم كما وقع في رواية البخاري، و كذا الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 4 / 385 ) و أحمد في رواية ( 1 / 419 ) وكذا في رواية الحاكم لهذا الحديث ببعض اختصار في " المستدرك " ( 4 / 445 ) و في حديث آخر عند أحمد ( 1 / 389 ) و هو ثقة من رجال الشيخين.
وذكر الشيخ فائدة: وهي أن في :"الحديث إشارة قوية إلى اهتمام الحكومات اليوم في أغلب البلاد بتعليم الناس
القراءة و الكتابة ، و القضاء على الأمية حتى صارت الحكومات تتباهى بذلك ، فتعلن أن نسبة الأمية قد قلت عندها حتى كادت أن تمحى ! فالحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ، بأبي هو و أمي . و لا يخالف ذلك - كما قد يتوهم البعض - ما صح عنه صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث أن من أشراط الساعة أن يرفع العلم و يظهر الجهل لأن المقصود به العلم الشرعي الذي به يعرف الناس ربهم و يعبدونه حق عبادته ، و ليس بالكتابة و محو الأمية كما يدل على ذلك المشاهدة اليوم ، فإن كثيرا من الشعوب الإسلامية فضلا عن غيرها ، لم تستفد من تعلمها القراءة و الكتابة على المناهج العصرية إلا الجهل و البعد عن الشريعة الإسلامية إلا ما قل و ندر ، و ذلك مما لا حكم له . و إن مما يدل على ما ذكرنا قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، و لكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا " . رواه الشيخان و غيرهما.
سورة النمل, الآية (40).
 

i34144_sigpic4665010.gif
 
مشكووووووووووووووووووور
 
توقيع : سيد الحلوانى
وفيك بارك
 
الله يعافيكي​
 
بارك الله فيك جهد تشكر عليه
 
توقيع : حمد---
بارك الله فيك
 
توقيع : alfahil66
مشكور على الموضوع الرائع


ودي وتقديري
 
عودة
أعلى