اللؤلؤ المكنون
زيزوومى مميز
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
(كمال المحبة بكمال المحبوب وبكمال محبته)
وههنا أمر عظيم يجب على اللبيب الاعتناء به وهو أن كمال اللذة والسرور والفرح ونعيم القلب
وإبتهاج الروح تابع لأمرين :
أحدهما / كمال المحبوب في نفسه وجماله وإنه أولى بايثار المحبة
من كل ما سواه
والامر الثاني / كمال محبته واستفراغ الوسع في حبه وإيثار قربه والوصول اليه
على كل شيء
وكل عاقل يعلم أن اللذة بحصول المحبوب بحسب قوته ومحبته فكل ما كانت المحبة أقوى
كانت لذة المحب أكمل
فلذة من اشتد ظمؤه بادراك الماء الزلال ومن اشتد جوعه باكل الطعام الشهى ونظائر ذلك
على حسب شوقه وشدة إرداته ومحبته فاذا عرفت هذا فاللذة والسرور والفرح أمر مطلوب في نفسها
فهي تذم اذا أعقبت ألم أعظم منها أو منعت لذة خيرا منها وأجل
فكيف إذا أعقبت أعظم الحسرات وفوتت أعظم اللذات والمسرات
وتحمد إذا أعانت على لذة عظيمة دائمة مستقرة لا تنغيص فيها ولا نكد بوجه ما
وهي لذة الاخرة ونعيمها وطيب العيش فيها
قال تعالى :
(بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)
وقال السحرة لفرعون :
(قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي
هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
(72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)
وقال الناصح لقومه:
(وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)
والله سبحانه وتعالى خلق الخلق ليبتليهم وينيل من أطاعه هذه اللذة الدائمة في دار الخلد وأما الدنيا
فمنقطعة ولذاتها لا تصفو أبدا ولا تدوم
مواضيع مرتبطة
يجب عليك
تسجيل الدخول
او
تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
