عنتر و الماسنجر
~
الجمْ حصانَكَ، و ارمِ تلكَ المحبرةْ *** و انسَ الحماسةَ و الهوى يا "عنترةْ"
دعْ عنكَ "عبلةَ" و ابتسامةَ ثغرِها *** و سوادَ عينيها و عطرَ المبخرةْ
فلكَم حلمْتَ بأن تنالَ وصالَها!*** و هي التي في حبِّ غيرِكَ مُجبرةْ
لا تبكِ أطلالاً و لا تمرُرْ بها *** قد خابَ من يبكي طلولاً مقفِرةْ
لا تفتخرْ، ولّى زمانُ مفاخرٍ *** فالفخرُ في زمن ِالحداثةِ ثرثرةْ
خانتْكَ "عبسٌ" و ازدرَتْكَ رجالُها *** لم تحظَ من غاداتِها بالجوهرةْ
كمْ ذقْتَ يا مسكينُ حسراتِ الهوى *** و الشوقُ في عينيكَ يا ما أ كثرَهْ!
لو عدْتَ حياً يا "عُنيتِرُ" بيننا *** لقتلت نفسَك أو سكنْتَ المقبرةْ
الحبُّ قد أضناكَ، و السيفُ الذي *** خضْتَ الغمارَ بهِ، تعالَ لتكسِرَهْ
هذا غرامُ اليوم ِدونَ مشقّةٍ *** لا مَهْرَ، لا خُطّابَ، لا، لا جرْجرةْ
لو أنّ عاشقَنا أرادَ لقاءَ مَن *** يهوى ب "مسكونٍ" دعاهُ و أخبرَهْ
العاشقُ الولهانُ "إيميلٌ" و ما *** أدراكَ ما "إيميلُها" يا قسْورَةْ!
يكفيهِ إنْ يرُمْ اللقاءَ بـ "عبلةٍ " *** يقذفْ على عنوانِها "ما سنجرَهْ"
يكفيكَ بوحُ "الشاتِ" كي تأتي لها *** أو "ماسجٌ" أشواقُهُ مستعرةْ
بيضاءُ في "الفيس بوكِ" من أعطافِها *** تتحوّل الصحرا غيوماً مُمطرةْ
سمراءُ في"الهوت ميلِ" كحْلُ عيونِها *** يأتيكَ بالسهلِ الرخيصِ لتأسِرَهْ
شقراءُ في "الياهو" تميسُ بقدِّها *** لم يبقَ شيءٌ عندَها كي تخسرَهْ
"لو كانَ يدري ما المحاورة ُاشتكى" *** بالصوتِ حيناً أو تكونُ مصوّرةْ
دردِشْ مع الأحبابِ ساعةَ تشتهي *** و اسهرْ إذا ما الليلُ أسدلَ آخرَهْ
قالتْ ليَ الحسناءُ حينَ سألْتُها *** دفْعَ الرقيبِ: و كيفَ لي أنْ أحذرَهْ؟
"يخبرُكَ مَن شهدَ الوقيعة َأنني" *** حُمُرٌ إذا ما فوجِئَتْ مُستنفِرةْ
"لما رأيتُ القومَ أقبلَ جمعُهم" *** قرّرْتُ أنْ أخفي الحبيبَ و أسترَهْ
الحبُّ صارَ مُحوسَباً و مُعلّباً *** من يرتغبْ وصلاً يقلّبْ دفترَهْ
ضاعَ الشبابُ و لم يعدْ في عصرِنا *** نفسٌ لها أ ملٌ به مستبشرةْ
يا جيلَنا العصريَّ هلْ عودٌ إلى *** قِيَم الأصالةِ و العلا و المفخرةْ
ما أمّة ٌمنها يضيعُ شبابُها *** إلا تموتُ و تستحقُّ المغفَرةْ
يا "عنترَ العبسيّ" لا تعبأ بنا *** نحنُ الطرائدُ و الأعادي قسورةْ
يا "عنترَ العبسيّ" ماتَ حصانُنا *** و الروحُ في الفرسان ِصارتْ غرغرةْ
يا "عنترَ العبسيّ" إنّ زمانَنا *** الحبُّ فيهِ و الشجاعة ُمسخرةْ
شرحي يطولُ و لا أريدُ إطالةً *** و تقاسُ حرّياتُنا بالمسْطرةْ
فارجِعْ و متْ لا تكترثْ بمصيرِنا *** و على الذي قدْ قيلَ أرجو المعذرَةْ
~
~ عبد الرزاق الدرباس ~