gmahrans
زيزوومى مميز
غير متصل
من فضلك قم بتحديث الصفحة لمشاهدة المحتوى المخفي
الباحث عن الحقيقة
سلمان الخير
لقمان الحكيم
سلمان الفارسى
ثم احتضر فكلمته إلى من يوصي بي ؟ قال : أي بني ، والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه
آمرك أن تأتيه ، ولكن قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم ، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات
نخل ، وإن فيه علامات لا تخفى ، بين كتفيه خاتم النبوة ، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، فإن استطعت
أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل ، فإنه قد أظلك زمانه .
فلما واريناه ، أقمت حتى مر بي رجال من تجار العرب من كلب ، فقلت لهم : تحملوني إلى أرض العرب
، وأعطيكم غنيمتي وبقراتي هذه ؟ قالوا : نعم . فأعطيتهم إياها وحملوني ، حتى إذا جاءوا بي وادي
القرى ظلموني ، فباعوني عبدا من رجل يهودي بوادي القرى ، فو الله لقد رأيت النخل ، وطمعت أن
يكون البلد الذي نعت لي صاحبي .
وما حقت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة وادي القرى ، فابتاعني ( اشترانى ) من صاحبي ،
فخرج بي حتى قدمنا المدينة ، فوالله ما هو إلا أن رأيتها ، فعرفت نعتها .
فأقمت فى رق بعث الله نبيه – صلى الله عليه سلم - بمكة لا يذكر لي شيء من أمره مع ما أنا فيه من
الرق ، حتى قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قباء ، وأنا أعمل لصاحبي في نخلة له ، فوالله
إني لفيها إذ جاءه ابن عم له ، فقال : يا فلان ، قاتل الله بني قيلة ( الأنصار ) ، والله إنهم الآن لفي قباء
مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي .
فوالله ما هو إلا أن سمعتها فأخذتني العرواء ( الرعدة ) حتى ظننت لأسقطن على صاحبي ، ونزلت
أقول : ما هذا الخبر ؟ .
فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة ، وقال : ما لك ولهذا ، أقبل على عملك . فقلت : لا شيء ، إنما
سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه .
فلما أمسيت ، وكان عندي شيء من طعام ، فحملته وذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وهو بقباء ، فقلت له : بلغني أنك رجل صالح ، وأن معك أصحابا لك غرباء ، وقد كان عندي شيء من
الصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد ، فهاك هذا ، فكل منه
قال : فأمسك ، وقال لأصحابه : كلوا . فقلت في نفسي : « هذه خلة مما وصف لي صاحبي» .
ثم رجعت ، وتحول رسول الله إلى المدينة ، فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته به ، فقلت : إني قد رأيتك
لا تأكل الصدقة ، وهذه هدية . فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكل أصحابه ، فقلت : « هذه
خلتان» .
ثم جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتبع جنازة وعلي شملتان لي وهو في أصحابه ،
فاستدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف .
فلما رآني استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي ، فألقى رداءه عن ظهره ، فنظرت إلى
الخاتم فعرفته ، فانكببت عليه أقبله وأبكي .
فقال لي : « تحوّل ». فتحولت ، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس ، فأعجب رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - أن يسمع ذلك أصحابه .
ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدر وأحد . ثم قال رسول الله :
« كاتب يا سلمان ». فكاتبت صاحبي على ثلاث مائة نخلة أحييها له بالفقير وبأربعين أوقية . فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : أعينوا أخــــاكم . فأعــانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية
( فسيلة ) والرجل بعشرين ، والرجل بخمس عشرة ، حتى اجتمعت ثلاث مائة ودية . فقال : اذهب يا
سلمان ففقر لها ( أى احفر لها ) ، فإذا فرغت فائتني أكون أنا أضعها بيدي . ففقرت لها وأعانني
أصحابي ، حتى إذا فرغت منها ، جئته وأخبرته ، فخرج معي إليها نقرب له الودي ، ويضعه بيده
فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة ، فأديت النخل ، وبقي علي المال ، فأتي رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المغازي ، فقال : « ما فعل
الفارسي المكاتب » ؟ فدعيت له ، فقال : « خذها فأد بها ما عليك » . قلت : وأين تقع هذه يا رسول
الله مما علي ؟ قال : « خذها فإن الله سيؤدي بها عنك ». فأخذتها فوزنت لهم منها أربعين أوقية ،
وأوفيتهم حقهم وعتقت . الهيثمى – مجمع الزوائد
وشهد سلمان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق حرا ، ثم لم يفته معه مشهد بعد ذلك .
ولما مرض سلمان، خرج سعد بن أبى وقاص من الكوفة يعوده ( يزوره ) ، فقدم ، فوافقه وهو في
الموت يبكي ، فسلم وجلس ، وقال : « ما يبكيك يا أخي ؟ ألا تذكر صحبة رسول الله ؟ ألا تذكر
المشاهد الصالحة ؟ قال : والله ما يبكيني واحدة من ثنتين : ما أبكي حبا بالدنيا ولا كراهية للقاء الله .
قال سعد : فما يبكيك ؟ قال : يبكيني أن خليلي عهد إلي عهدا قال : ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد
الراكب ، وإنا قد خشينا أنا قد تعدينا ».
ومات سلمان فى خلافة عثمان بن عفان بالمدائن
سلمان الخير
لقمان الحكيم
سلمان الفارسى
ثم احتضر فكلمته إلى من يوصي بي ؟ قال : أي بني ، والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه
آمرك أن تأتيه ، ولكن قد أظلك زمان نبي يبعث من الحرم ، مهاجره بين حرتين إلى أرض سبخة ذات
نخل ، وإن فيه علامات لا تخفى ، بين كتفيه خاتم النبوة ، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، فإن استطعت
أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل ، فإنه قد أظلك زمانه .
فلما واريناه ، أقمت حتى مر بي رجال من تجار العرب من كلب ، فقلت لهم : تحملوني إلى أرض العرب
، وأعطيكم غنيمتي وبقراتي هذه ؟ قالوا : نعم . فأعطيتهم إياها وحملوني ، حتى إذا جاءوا بي وادي
القرى ظلموني ، فباعوني عبدا من رجل يهودي بوادي القرى ، فو الله لقد رأيت النخل ، وطمعت أن
يكون البلد الذي نعت لي صاحبي .
وما حقت عندي حتى قدم رجل من بني قريظة وادي القرى ، فابتاعني ( اشترانى ) من صاحبي ،
فخرج بي حتى قدمنا المدينة ، فوالله ما هو إلا أن رأيتها ، فعرفت نعتها .
فأقمت فى رق بعث الله نبيه – صلى الله عليه سلم - بمكة لا يذكر لي شيء من أمره مع ما أنا فيه من
الرق ، حتى قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قباء ، وأنا أعمل لصاحبي في نخلة له ، فوالله
إني لفيها إذ جاءه ابن عم له ، فقال : يا فلان ، قاتل الله بني قيلة ( الأنصار ) ، والله إنهم الآن لفي قباء
مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي .
فوالله ما هو إلا أن سمعتها فأخذتني العرواء ( الرعدة ) حتى ظننت لأسقطن على صاحبي ، ونزلت
أقول : ما هذا الخبر ؟ .
فرفع مولاي يده فلكمني لكمة شديدة ، وقال : ما لك ولهذا ، أقبل على عملك . فقلت : لا شيء ، إنما
سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه .
فلما أمسيت ، وكان عندي شيء من طعام ، فحملته وذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وهو بقباء ، فقلت له : بلغني أنك رجل صالح ، وأن معك أصحابا لك غرباء ، وقد كان عندي شيء من
الصدقة فرأيتكم أحق من بهذه البلاد ، فهاك هذا ، فكل منه
قال : فأمسك ، وقال لأصحابه : كلوا . فقلت في نفسي : « هذه خلة مما وصف لي صاحبي» .
ثم رجعت ، وتحول رسول الله إلى المدينة ، فجمعت شيئا كان عندي ثم جئته به ، فقلت : إني قد رأيتك
لا تأكل الصدقة ، وهذه هدية . فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكل أصحابه ، فقلت : « هذه
خلتان» .
ثم جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يتبع جنازة وعلي شملتان لي وهو في أصحابه ،
فاستدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف .
فلما رآني استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي ، فألقى رداءه عن ظهره ، فنظرت إلى
الخاتم فعرفته ، فانكببت عليه أقبله وأبكي .
فقال لي : « تحوّل ». فتحولت ، فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يا ابن عباس ، فأعجب رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - أن يسمع ذلك أصحابه .
ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدر وأحد . ثم قال رسول الله :
« كاتب يا سلمان ». فكاتبت صاحبي على ثلاث مائة نخلة أحييها له بالفقير وبأربعين أوقية . فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه : أعينوا أخــــاكم . فأعــانوني بالنخل الرجل بثلاثين ودية
( فسيلة ) والرجل بعشرين ، والرجل بخمس عشرة ، حتى اجتمعت ثلاث مائة ودية . فقال : اذهب يا
سلمان ففقر لها ( أى احفر لها ) ، فإذا فرغت فائتني أكون أنا أضعها بيدي . ففقرت لها وأعانني
أصحابي ، حتى إذا فرغت منها ، جئته وأخبرته ، فخرج معي إليها نقرب له الودي ، ويضعه بيده
فوالذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها ودية واحدة ، فأديت النخل ، وبقي علي المال ، فأتي رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المغازي ، فقال : « ما فعل
الفارسي المكاتب » ؟ فدعيت له ، فقال : « خذها فأد بها ما عليك » . قلت : وأين تقع هذه يا رسول
الله مما علي ؟ قال : « خذها فإن الله سيؤدي بها عنك ». فأخذتها فوزنت لهم منها أربعين أوقية ،
وأوفيتهم حقهم وعتقت . الهيثمى – مجمع الزوائد
وشهد سلمان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق حرا ، ثم لم يفته معه مشهد بعد ذلك .
ولما مرض سلمان، خرج سعد بن أبى وقاص من الكوفة يعوده ( يزوره ) ، فقدم ، فوافقه وهو في
الموت يبكي ، فسلم وجلس ، وقال : « ما يبكيك يا أخي ؟ ألا تذكر صحبة رسول الله ؟ ألا تذكر
المشاهد الصالحة ؟ قال : والله ما يبكيني واحدة من ثنتين : ما أبكي حبا بالدنيا ولا كراهية للقاء الله .
قال سعد : فما يبكيك ؟ قال : يبكيني أن خليلي عهد إلي عهدا قال : ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد
الراكب ، وإنا قد خشينا أنا قد تعدينا ».
ومات سلمان فى خلافة عثمان بن عفان بالمدائن
التعديل الأخير:
