في إحدى زيارات شقيقتي لي في السجن قالت لي أنها لمست في الزيارة السابقة مني فتورا وحزنا.
فقالت لي أريدك أن تكون قويا كما عودتنا وألا تفتر أو تخاف. فرددت عليها بقصيدة بعنوان (من المسجون؟) أجسد فيها
بعض المعاني السابقة:
جــــــاءتْــني أخـــتيَ فـي سِجــني تَــزدانُ ثـبـــــــاتـــا وَوَقــــــــــارا
قــالـتْ قــد جــئـــتُكَ نــاصــــحـةً لأزيـــدَ بـعــــــزمـكَ إصـــــــرارا
إيـــــــاكَ فـلا تَيْــــــأسْ مَـــــــلـلاً واصــــــبـِـر وامتَـــلِئِ اسْتبشــــارا
لنْ ترقـــــــــى فـــــــــــي درجــــاتِ الـــــــــمــجدِ إذا لـــم تـــلـــعـــــقْ صَـــــــبَّـــــارا
أَأُخـــــــــَيَّةُ لا تَخْشَـــــيْ شيــــئاً فَشَــقيــــقُكِ يعْرفُ ما اخــــتــارا
لا بــــــد لـــــمـــــــن قـــــــد حمــــل الـــــــــدعــــــــــــوة أن يتحــــــــــمل أضــــــــــــرارا
ما كـــــان اللــــه ليَتْــــــرُكَــــــنا حـــــــــــــــــــــــــــــــــــتى نَتَمَـــــــيَّـــزَ أبــــــــرارا
و يسـوقَ إلى دركــــــــاتِ جـــــــــهــــــــــنـــــمَ من قــــــد نــــافــــــــــــــــــق وتمـــــــارى
إن كنتُ لَفِي عَيـــْشٍ رَغَـــــــــدٍ لا أخـــشى فيـــــــــه الأكــــــــدارا
مُمْتَلِئَ الجَيْبِ كـــثير الصَّـــحبْ حُــــــــــرَّاً أَتــــَنَـــــــقَّلُ أســـــفارا
ورُزِقْتُ قُــــــــبيــــل الســـــجن بـــــــــــــتَوْأَمَــــــــــــتَـــــــــيْنِ اسْـــــتَبتَــــــــا الأنظـــــــارا
وإذا بي لاأُبصِر حــــولـــــــــي إلا قُـــضـــــــــــــباناً وجِـــــــدارا
وأساقُ وقـيدٌ فـــــــي رِجْـــــــــــليَّ لألـــــــــــــــــــــــقَى وَضْـــــــــــــــــــعاً جَــــــــــــــوَّارا
والتــهمةُ أنـــــي قــــــــــد ســــــــــاعـــــــــدتُ رفــــــاقَ المِــــــــــــلَّــــــــــــةِ إيثـــــــــــارا
إنْ نِمْـــتُ حــــلِمْـــتُ بــأطفالـــي وذكـــــــــرتُ إيــــــابيَ والـــــدارا
لـــو كـــان عـنائـيَ للدنــيــــــــــا لَلَقِيــــتِ شَـــقِيـــــقَـــــكِ خــــــوَّارا
لكنـــــــــي أرجـــو مِـن صـــبري في قُــــــربِ الرحمـــــن جِـــــــوارا
ولأَشْرَبَ كأســـــــــاً مِـــن كافورْ أو عســــــلاً يـجــــــري أنــــــــهارا
و أُلَــبِّــــــيَ مــــا قــــــد أمــــر الـــــــــربُّ عبـــــــــــادهُ كـــــــــــــونـــــوا أ نصـــــــــــارا
مسجــــــونٌ لكــــــنْ في صدري بستـــــــــــــانٌ يزْخَــــرُ أزهـــــــــارا
أقـــــــــــــــرأُ و أُدَوِّنُ أفكـــــــــــارا وأقــــومُ أٌصــــــلـي الأســــــــحــــارا
أَتَــــــــــــدَبَّرُ إذْ أتـــــــــلو القـرآنَ لِــــــــــــكَــــــــــــــــيْ أكـــــــتــــشفَ الأســــــــــــــرارا
و أُؤَلِّــــــــــــــفُ في أسبـــــــــــــابِ الصــــــــــــــبـرِ لـــــيرْضَــــى النـــــــــاسُ الأقـــدارا
و تُحَــــــلِّقُ روحــــــــــيَ آخــــــذةً مِن حُــــــــبّ الرحـــــمن مدارا
أتـــــزودُ فــــي سِجنــي التقـــــــوى وعـــــدوي يحمـــــــــــلُ أوزارا
كم مــن أحـــــــــــــرارٍ أُبْصِـــــــرُهُـــــمْ كَسُكـــــارى،مـــا هُمْ بِسُــــكارى
لكنْ قــــــــــد دَرَجـــــــوا أنْ يَهِــــــنوا ذُلَّاً و يعيـــــــــــشوا أصْفــــــارا
قـــــــد هجروا الدينَ اسِتهْتَــــــــارا و بِجِـــدٍّ عبـــــــــدوا الدينـــــــارا
إنْ غَضِـــــــــبوا ليسَ لأجْـــــلِ اللهْ لكنْ مــــــــا اسْتَغْــــلَوا أسعـــــارا
وَلِنــــــــــارِ جَهَنَّــــمَ مـــا اهتمــــــــــــوا لــكنْ أنْ يَجِـــــدوا الســــــــولارا
بَدَلاً مـــن كُـــــرة الأرضِ قَفَـــــوْا كـــــــرةً لِفَــــــريقٍ يتـــــــــــبارى
فَمَــنِ المسجــــــونُ أنا أم هُـــــــمْ إنْ زدنـــــا الأمــــــــرَ استبصــارا
أَأُخـــــــــَيَّةُ لا تخـــــــــــشَـــــيْ شيــــــئاً فَشَـــقيقُــكِ لــمْ يفــــعل عـــــــــارا
هــــــل عــــــــــــارٌ أنْ نَــــــــــــدْفـــعَ إنْ دُنِّــــــسَ عِـــــــــرْضُ الأُمَّــــــــــةِ وَنَغَــــــــــارا
لـــمَّــا أَسْرَرْنـــــا الإنـــــــــكـــــــــــــارا وخَشِـــــــينــا بَطْشـــــــاً و إسرارا
لَــــمْ نُـــــعْطِ النَّـــــــشْءَ بأُمَّتِنــــا قُـــدُواتٍ تَمْــــتَلـــــِئُ فـــــخـــــــارا
فاتَّخّـــــــــــذوا رَمْــــــزَ بطولتهم مَـــــنْ جَــــحَـــد الله كجيــــــــــفارا
أَيليـــــــــقُ بنـــــــــا أتبــــــــاع محمــــــــدَ أنْ نَتَـــــــــــــــــمَــــثَّـــــــــلَ جيــــــــــفــــــــارا
مَــــنْ عبــــــد اللـــــــه القَهَّــــارَ مــــــــا كــان يُجـــــــاري التيـــارا
مـــــنْ طَــــلَــبَ العــــزةَ عنــــــــــد ســــــوى الرحمــــــــــــنِ يُبَـــــــــــوِّئْـــــهُ خَــــــسارا
فَلِبَــــيْتِ عنـاكـــــــبَ قَدْ لَجَؤُوا بِدَمــــــارٍ يَـــــرْجون عمــــــــــــارا
أَرَأَيْـــــتِ لــــتُونُسَ إذْ حــــاربَ مُجـــــــــرمها الرحمــــنَ جِهــــــــــارا
فَيُــــــــــطــارِدُ كــلَّ محجــــبةٍ مِـــــنْ أجْــــلِ اســــترْضاءٍ نصـــــارى
يَتَـــــمـــــنَّى لـو كـان بأسفــــلِ أحــــذيةِ الكــــــفــــــــــــار غبـــــــــارا
و لِرُبع القــــــــرن يـــــواليهمْ يـــــرجـو فـــي الحـــــكمِ استـــــــــقرار
إنْ دخلـوا جُحْـــرَ الضَّبِّ دخلْ يتـــــــملـــــــــــــــقُ ذُلَّاً وَ صـــــــــغارا
لـــــكنَّ فـــــــرنسا بـــــمزبلـــــــــــةِ التـــــــــــــــاريخ رَمَـــــــــتْهُ اسْـــــــــــتِــــقْـــــــــذارا
أَأُخـــــــــَيَّةُ لا تَخْشَــــى شيــئاً فَأخــــــــوكِ تَــــــوَلَّـــــــــــــى الجبــــــارا
واللهُ يــــــــــدافــعُ عنــــــا إذْ قَــــــدْ وعـــــدَ الفُجَّــــــــــــــار تبـــــــارا