" إذا لم يختم المسلم القرآن تلاوة في رمضان شهر القرآن، فلن يختمه في سائر السنة إلا أن يشاء الله.
وعدم الختم خذلان يستوجب إدامة الدعاء بكشف الغمة ورفع الغفلة عن القلب " .
قال أهل العلم: ما من آية من آيات الرسل إلا وللرسول عليه الصلاة والسلام من جنسها أو أعظم منها كل آيات الرسل للرسول صلى الله عليه وسلم منها أو من جنسها، لكن منها ما هو حصل له هو ومنها ما حصل لأتباعه، فإن كرامة الأولياء آية للأنبياء، قالوا والذي حصل للرسول صلى الله عليه وسلم من جهة تفجر العيون أعظم من الذي حصل لموسى، لأنه تفجرت العيون من الإناء فكان الماء يفور من بين أصابعه أمثال العيون وهو في الإناء والإناء ليس من عادته أن يتفجر، أما الحجارة فمن عادتها أن تتفجر منها ما يتفجر (( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار)) فصار الذي حصل للرسول صلى الله عليه وسلم أعظم من الذي حصل لموسى صلى الله عليه وسلم.
تفسير سورة البقرة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
الشريط 10
الوجه الاول
كان مجلس سعيد بن المسيب يحضره عشرات ، بل مئات من الشباب الصالحين
فأنقطع شاب من الشباب عن الحضور يوماً ...!
فلما حضر بعد أيام سأله سعيد : أين كنت يا أبا وداعة ؟!
قال : ماتت زوجي ، وأنشغلت بدفنها وعزائها
فقال سعيد رحمه الله : هلَّا أخبرتنا حتى نعزيك ونواسيك
ثم قال له : هل نويت بأمر بعدها ؟!
هل عزمت على زواج بعدها ؟!
قلت : ومن يزوجني ، وأنا لا أملك إلا ثلاثة دراهم
قال سعيد : سبحان الله ، ثلاثة دراهم لا تعف مسلماً !!
الله أكبر ... ثلاثة دراهم لا تعف مسلماً !!
قلت : ومن يزوجني ؟!
قال : أنا ..
قلت : ابنة سعيد بن المسيب التي يخطبها الأمراء والوزراء ويردهم عنها
قال : أنا أزوجك ، فدعا من كان في ناحية المسجد
ثم قال : الحمد لله ، وأثنى على الله
ثم قال : زوجنا فلاناً من فلانة على درهمين
زوجنا فلاناً على فلانة بدرهمين ..وتمَّ العقد..وطرت من الفرح
ابنة سعيد !!
ذهبت إلى داري ، وأنا أطير من شدة الفرح .. دخلتُ ، وكان الوقت ساعة مغيب الشمس ..وكنت صائماً .. فأخرجتُ خلاً وخبزاً أريد الإفطار ..
فإذا بطارق يطرق الباب .. قلت : من ؟!
قال : سعيد
فجاء على بالي كل سعيد إلا سعيد بن المسيب فما رُؤي منذ أربعين سنة إلا بين بيته والمسجد
فتحت الباب .. فإذا بسعيد بن المسيب ..
قلت : لقد رجع في كلامه....!
قلت : لماذا أتيت كان حري بك أن تستدعيني وأنا آتيك
قال : مثلك يُؤتى إليه ..
أنت إنسان زوجناك .. وخفتُ أن تبيت الليلة عزباً ويحاسبني الله على عزوبيتك في هذه الليلة فإذا بسواد من خلفه
دفعها داخل الباب .. سقطت من حيائها ثم قال له : بارك الله لك وبارك عليك .. هذه زوجك ..
أسأل الله أن يوفق ويصلح بينكما ..ثم ذهب في طريقه
يقول : فنظرت إليها فإذا هي من أجمل النساء .. والله ما رأت عيني أجمل منها ..
فصعدتُ إلى ظهر المنزل ناديتُ جيراني ..قلتُ لهم : سعيد بن المسيب زوجني ابنته ..
وقد أتى بها هذه الليلة ..انزلوا عندها وسأذهب لأخبر أمي بالخبر ..
فذهبتُ أخبر أمي ..
فقالت لي :
وجهي من وجهك حرام .. والله لا تقربنها إلا بعد ثلاثة أيام حتى أزينها كما تُزيَّن العروس
وبعد ثلاثة أيام أُدخلت عليها .. والله ما رأت عيني أجمل منها
إن تكلمت أحسن الكلام ... وإن سكتت على أجمل مقام ..
مكثتُ معها شهراً ، لم أرَ منها إلا صيام وقيام ...وبعد شهر ..
أردت الذهاب إلى مجلس سعيد ..
قالت : إلى أين تذهب ؟!
قلت : إلى مجلس سعيد لطلب العلم
قالت : اجلس فإنَّ علم سعيد كله عندي ..اجلس فإنَّ علم سعيد كله عندي
ذهبتُ إلى مجلس سعيد بعد شهر .. فلما رآني تبَّسم
ولم يكلمني حتى أنفضَّ الجمع من المجلس
فلما أنفضَّ جئته ، وجلست بين يديه ..قال : كيف ضيفكم ؟
قلت : على أحسن حال
قال : إن رأيت ما لا يعجبك فالعصا ..ثم أعطاني عشرين ألف دينار ..
وقال : أستعن أنت وإياها ، على قضاء حوائجكم.
المصدر :
( سير أعلام النبلاء ترجمة سعيد ابن مسيب / ج٤ / ص : ٢٣٤ )
قال إبن القيم رحمه الله:
الذنوب تنقسم إلى أربعة أقسام:
ملكية ، وشيطانية ، وسبعية ، وبهيمية،
ولا تخرج عن ذلك ...
1- فالذنوب الملكية :
أن يتعاطى ما لا يصلح له من صفات الربوبية : كالعظمة ، والكبرياء ، والجبروت ، والقهر ، والعلو، واستعباد الخلق ، ونحو ذلك ( وهذا القسم أعظم أنواع الذنوب )
2- وأما الشيطانية :
فالتشبه بالشيطان في : الحسد ، والبغي ، والغش ، والغل ، والخداع ، والمكر ، والأمر بمعاصي الله وتحسينها ، والنهي عن طاعته وتهجينها ، والابتداع في دينه ، والدعوة إلى البدع والضلال .
3- وأما السَّبُعية :
فذنوب العدوان ، والغضب ، وسفك الدماء ، والتوثب على الضعفاء والعاجزين ، ويتولد منها أنواع أذى النوع الإنساني ، والجراءة على الظلم والعدوان .
4- وأما الذنوب البهيمية :
فمثل الشره والحرص على قضاء شهوة البطن والفرج ، ومنها يتولد : الزنى ، والسرقة ، وأكل أموال اليتامى ، والبخل ، والشح ، والجبن ، والهلع ، والجزع ، وغير ذلك .
قال الشيـــــخ إبن عثيمين رحمه الله لمن عقه أولاده .
لا ينبغي أن تدعي عليهم بما يضرهم، بل ادعُ الله بما ينفعهم وينفعك، فادع الله لهم بالرجوع إلى برك وعدم العقوق حتى تكون بذلك محسناً إليهم، وبالتالي محسناً إلى نفسك أيضاً
• عن أبي هريرة - رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
*خيرُ الكلامِ أربَعٌ لا يضُرُّكَ بأيِّهنَّ بدَأْتَ: سُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلّا اللهُ واللهُ أكبَر*
صحيح ابن حبان (٨٣٦)