(65/ 12) الفُتُوحات

حَدَثت فُتُوحات في أفريقية فقط، وهَدَأت في باقي الجهات بسبب الأحداث الداخلية .. ففي أفريقيا واصل عُقْبَةُ بْنُ نَافِعٍ الفُتُوحات غربًا، فَفَتَح بلاد الغرب كلها ووصل إلى المحيط الأطلسي؛ ويُروَى أن عُقْبَةُ صَعَد على رَبْوَة مقابل المحيط وقال: "يا رَبِّ لولا هذا البحر لَمَضيتُ مجاهِدًا في سَبِيلك، ولو كُنتُ أعلم بعدَه أرضًا وناسًا لخُضتُّه إليهم".
 

توقيع : Mr. HATEM
(65/ 13) الأحداث الداخلية

أولاً: ثَوَرَات الشِّيعَة: كانت ثَورات مُتَّصِلة خلال العهد الأُمَوي، بَوَاعِثها كراهية الأُمَويين، وهدفها إسقاطهم؛ بل وإضعاف المسلمين جميعًا.

ثانيًا: فَاجِعَة كَربِلاَء 10 مُحرَّم 61 هـ: لم يُبَايع الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ يَزِيدًا، وطلبه أهلُ العِرَاق ليبايعوه وألحّوا عليه، فخرج إليهم، وأخذ معه أهل بيته وخاصة جماعته، وقد نَصَحه كثيرون مِن الصَّحَابة -كَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ- بعدم الخُروج إليهم، فلم ينتصح (ولعلَّه اجتهد رضي اللهُ عنه في ذلك) .. ثم خرج فلَقِيته خيلُ عُبْيَدِ اللهِ بْنِ قلاد والي البصرة والكوفة، فعَدَل إلى كَربِلاء، ثم نَشَب القِتال، فقاتل الحُسَيْنُ وأصحابه قتالًا مُستمِيتًا، إلى أن اسْتُشْهِدَ وكل أصحابه ومُعظَم أهل بيته؛ ثم حُمِل رَأْسُه مع أهل بيته إلى يِزِيْد، فبَكَى لِمَا حدث، وأكرم نِسَاء الحُسَيْن، ورَحَّلَهم إلى المدينة المنورة.

وكانت هذه فتنة أيسر ما نقول عنها إنها وسَّعت باب الفِرقة والتهمت الآلاف والملايين من المسلمين، ولا يزال بابها مفتوحًا حتى كتابة هذه السطور!
 
توقيع : Mr. HATEM
(65/ 14) وَقْعَة الحَرَّة واستباحة مَكَّة المُكَرَّمة والمَدِينَة المُنَوَّرَة (ذو الحجة 63 هـ):

وَصَل خَبر كَربِلاء إلى المدينة، فأعلن عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ خَلْعَ يَزِيْدٍ، وأخذ البَيْعَة لنفسه، فبايعه أهلُ المدينة، فأرسل يَزِيْدُ جيشًا دخل المدينة بعد إمهالها، فاستباح حُرمتها وقُتِل المئات من الصَّحابة وأبنائهم، فانهزمت، وواصل الجيش إلى مَكَّة، وكان ابْنُ الزُّبَيْرِ قد ذَهَب إليها، فحُوصِرت مَكَّة ورُمِي البَيْتُ الحَرَامُ بالمنجنيق وأُحْرِق بالنار!! ثم مات يَزِيْدُ أثناء حِصَار مَكَّة، فرحل الجيش الأُمَوي إلى الشام.

(65/ 15) وَفَاتُه

مات يَزِيْدٌ في ربيعٍ الأول 64 هـ؛ وقد دامت خلافته 4 سنواتٍ.
 
توقيع : Mr. HATEM
(66/ 1) خِلاَفَةُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ

هُـــوَ: عَبْدُ ‌اللهِ ‌بنُ ‌الزُّبَيْرِ ‌بنِ ‌العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ قُصَيِّ بنِ كِلَابِ بنِ مُرَّةَ؛ أَبُو بَكْرٍ القُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ، المَكِّيُّ، ثُمَّ المَدَنِيُّ؛ وَلَدُ الحَوَارِيِّ ‌الزُّبَيْرِ ابْنِ عَمِّةِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَوَارِيِّهِ .. أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ، أَحَدُ الأَعْلَامِ، وأَحَدُ العَبَادِلَةِ الأَربَعَةِ الأَئِمَّةِ الفُقَهَاءِ.

كَانَ عَبْدُ اللهِ أَوَّلَ مَولُودٍ لِلْمُهَاجِرِينَ بِالمَدِيْنَةِ، إِذْ وُلِدَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ مِنَ الهِجْرَةِ؛ وكَانَ فَارِسَ قُرَيْشٍ فِي زَمَانِهِ، ولَهُ مَوَاقِفُ مَشهُودَةٌ، كَبِيْراً فِي العِلْمِ، والشَّرَفِ، والجِهَادِ، والعِبَادَةِ .. شَهِدَ اليَرمُوكَ وهُو مُرَاهِقٌ، وفَتْحَ المَغْرِبِ، وَغَزْوَ القُسْطَنْطِيْنِيَّةِ، وَيَوْمَ الجَمَلِ مَعَ خَالَتِهِ؛ وقَد رَوَى عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِيْنَ حَدِيْثاً.
(66/ 2) خِلاَفَتُهُ

بعد استشهاد الحُسَيْنُ رضي اللهُ عنه في كَربِلاء، خلع ابْنُ الزُّبَيْرِ يَزِيدَ، ودَعَا لنفسه، فبايعته المدينة ومكَّة، فقاتلها يَزِيدُ -كما ذكرنا آنفًا- واستباح حُرمتها، ومات يَزِيدُ أثناء حِصَار مكَّة؛ فاستقرَّت الأُمور لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وبايعته جميعُ الأمصار، ولم يبقَ لِبَنِي أُمَية إِلاَّ جزء من الشام فقط؛ فصار هو الخَلِيفة الشَّرِعي للدولة الإسلامية.

وبناءً عليه فخلافة مُعَاوِيَة بْنِ يَزِيدٍ ومَروَان بْنِ الحَكَم وعَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَروَانٍ (في مُدَّته الأولى) بَاطِلَةٌ (لأن هؤلاء حكموا في الشام في فترة عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ) وهذا ما ذهب إليه أغلب أهلُ العِلْمِ.

 
توقيع : Mr. HATEM
(66/ 4) استشهاد الخَلِيفة عَبْد الله بْن الزُّبَيْرِ وإِخضاع مَكَّة المُعظَّمَة

سَيَّر عَبْدُ المَلِك جيشًا كبيرًا إلى مَكَّة بقيادة قائده الشَّهِير المُبِير الحَجَّاج بْن يُوسُف الثَّقَفِيّ، وكان ابْنُ الزُّبَيْر مُتحصِنًا بها، فحاصر الحَجَّاجُ مَكَّةَ، وضرب الكَعبَة بالمَنجَنِيق، وتخاذل الناسُ عن عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فقاتل مع خاصَّته بشجاعة نادرة عند الكعبة، حتى سَقَطت عليه إحدى شرفات الكعبة فقتلته في عام 73 هـ؛ ومن ثم خضعت مَكَّة لعَبْدِ المَلِك، وهكذا خضعت له الأمصار كلها فصار هو الخليفة في عام 73 هـ.

وقد دَامت خِلاَفة عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ 9 سنوات تقريبًا؛ رضي اللهُ عنه.
 
توقيع : Mr. HATEM

(65/ 16) عَبْدُ المَلِك بْنُ مَروَان

هُـــوَ: عَبْدُ المَلِك بْنُ مَروَانَ بْنِ الحَكَم بْنِ أَبِي العَاصِ بْنِ أُمَيَّة أَبُو الوَلِيْدِ الأُمَوِيُّ .. الخَلِيْفَةُ، الفَقِيْهُ، المَوْلُود فِي سَنَةِ سِتٍّ وعِشْرِيْنَ مِن الهِجْرَة الشَّرِيفَة؛ وكَانَ طَوِيْلاً، رَقِيْقَ الوَجْهِ، أَبْيَضَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ .. وَلاَّهُ مُعَاوِيَةُ عَلَى المَدِينَة وعُمُره 16 عامًا، وكان قبل خِلافته عابِدًا زاهِدًا فَقِيهًا، ومِن عُلَماء المَدِينة المُنَوَّرة، وقَد شَارك في فُتوحات أفريقيا عام 41، 45 هـ.

وفي سنة 65 هـ تَولَّى الأمرَ بعد وفاة والِده مَروان بْن الحَكَم، (وكان الخَلِيفة عَبْدُ اللهِ بْن الزُّبَير) فانتزع العِراق مِن ابْنِ الزُّبَير، ثم أخضع الحِجاز كلها بعد أن قَتَل ابْنَ الزُّبَير، فَبَايعته باقي الأمصار، وغَدَا الخليفة منذ عام 73 هـ، فاستقرَّ له الوَضْع تمامًا.

ويُعتبر المُؤسِّس الثَّاني للدَّولة الأُمَويَّة، فقد تولَّى والعالم الإسلامي مُتفكِّك واستطاع بحِكمته وسِياسته أن يرُدَّ البِلاد كلها إلى الطَّاعة ويَقضِي على كل تمرُّد وعِصْيَان.
 
توقيع : Mr. HATEM
(65/ 17) الفُتُوحَات


لم تحدُث فُتُوحات واسعة في عهده لانشغاله في قِتال الخَوَارج وقِتال ابْن الأَشْعَث، كما عَاد إلى قِتال الرُّوم وكانوا يُهدِّدون بلادَ الشَّام، فأُعِيد فَتْح بِلاد الغَرب؛ وأشهر القَادة في مَيدان الشَّمال الأفريقي مُوسَى بْن نُصَيْر الذي أعاد الاِستقرار للمنطقة بعد مَوت عُقْبَة وفَتْح طَنْجَة وسَبْتَة .. فَحُورِب التُّرك في الشَّرق وبلاد ما وراء النَّهر، وسَار مُحمَّد الثَّقَفِيّ لِفَتْح السِّنْد، ولم تحصل فُتُوحات واسعة في المَشْرِق، ولكن اسْتِقرار عَهده مَهَّد لِفُتُوحات عَظِيمة في عَهْد وَلَدِه الوَلِيد.
 
توقيع : Mr. HATEM

(65/ 18) الأَحْــدَاث:

1. حَرَكة عَبْد الرَّحمَن بن الأشعث 81 - 85 هـ

سَيَّره الحَجَّاجُ (وَالِي العِرَاق آنذاك) إلى قِتال بِلاد التُّرك سنة 81 هـ، فحقَّق انتصارات ثم خَلَع طَاعة الحَجَّاج وعَبْد المَلِك، فَقَاتل الحَجَّاج وأَخْضَع العِرَاق، ثم دَان له المَشْرِق مَا عَدَا خُرَاسَان؛ فَجَرَت مَعَارِك ضخمة بينه وبين الأُمَوِيّين إلى أَن انْهَزم وفرَّ في عام 82 هـ، ثم قُتِل عام 85 هـ، وقَتَل الحَجَّاجُ الكَثِيرَ مِن العُلَماء الذين تَبِعُوا ابْنَ الأَشْعَث، ومِنْهُم الإِمَام التَّابِعِي الكَبِير سَعِيد بْن جُبَيْر.
2. المُبِير الحَجَّاج بْن يُوسُف الثَّقَفِيُّ

كان مِن أعظم رِجال عَبْد المَلِك ومِن أكبر مَسَاوِئه في الحُكم .. عُرِف بالسِّياسة والدَّهَاء والفَتْك والبَطش والقَسْوة الشَّدِيدَة (بحقٍّ أو بُدون حقٍّ)، وكان مِن ضِمن القَادة الذين قَاتلوا مُصعَب بْن الزُّبَيْر وضَمُّوا العِرَاق إلى الأُمَوِيين ثم سَيَّره عَبْدُ المَلِك لِقِتال عَبْد اللهِ بْن الزُّبَيْر وإِخْضَاع الحِجَاز؛ فأَخْضَعها وقَتَل ابْنَ الزُّبَيْر، وصَار وَالِيًا عليها .. وعندما تجدَّدت الفِتَن بالعِراق (كالعَهد بها دَومًا) ولاَّه عَبْدُ المَلِك عليها، فاستخدم ضِدَّهم كُلَّ وَسَائل البَطش والفَتْك حتى اسْتَكَانوا تمامًا، وامْتَدَّ نُفُوذه حتَّى شَمَل الشَّرق كُلّه، كما نَرى، كان له دَور كَبِير في تَذلِيل العَقَبات التي واجهت الدَّولة الأُمَوِيَّة، ويبدو أنَّ قَسْوتَه كانت لازِمة لِضمان الأَمْن والسَّلام والاِسْتِقرار!

3. الفِرقَة الضَّالَة الخَوَارِج

قَوِي نَشَاطُهم في العِراق والجَزِيرة، واستطاع القَائِد الأُمَويُّ المُهَلَّب بْنُ أَبِي صُفْرَة أن يُحقِّق انتصارات عظيمة عليهم، ويَقضِي على أعداد ضخمة منهم؛ ومِن القَادة البَارِزين للخَوَارِج في هذه الفترة قَطَرِيُّ بْن الفُجَاءَة وشَبِيب الشَّيْبَانِيّ.
 
توقيع : Mr. HATEM

(65/ 19) أَعمَال هَامَّة لِعَبْد المَلِك

- إِصدَار العُمْلة الإِسلاَمِية عام 76 هـ.

- إِعَادَة بِنَاء المَسْجَد الأَقْصَى.

- تَعرِيب الدَّوَاوِين 81 - 86 هـ.

(65/ 20) وَفَاتُه:

مَات عَبْدُ المَلِك عام 86 هـ، وقد بَلَغ سِتِّين سَنَةٍ، وكانت خِلاَفَته 13 عامًا.
 
توقيع : Mr. HATEM
إن شاء الله تتوحد الأمة الأسلامية مرة أخرى وتعود أمة الحبيب محمد صلى الله علية وسلم لتملئ الارض عدلاً مرة أخرى
بارك الله فيك أخي الفاضل حاتم .. اسأل الله لك الجنة ونعيمها وراحة البال في الدنيا والآخرة
 
توقيع : fathy100
إن شاء الله تتوحد الأمة الأسلامية مرة أخرى وتعود أمة الحبيب محمد صلى الله علية وسلم لتملئ الارض عدلاً مرة أخرى
بارك الله فيك أخي الفاضل حاتم .. اسأل الله لك الجنة ونعيمها وراحة البال في الدنيا والآخرة


ربنا يعزّك ويكرمك يا غالي
أسعدني وشرّفني مرورك الجميل ودعائك الأجمل

لا حرمنا اللهُ من تواجدك بيننا أبدًا
 
توقيع : Mr. HATEM

(65/ 21) الوَلِيد بْن عَبْد المَلِك

هُــوَ: ‌الوَلِيْدُ ‌بنُ ‌عَبْدِ ‌المَلِكِ ‌بنِ ‌مَرْوَانَ بنِ الحَكَمِ الأُمَوِيُّ، أَبُو العَبَّاسِ الدِّمَشْقِيُّ .. تَوَلَّى الخِلاَفَة بعد أبيه بعَهْدٍ منه؛ وكَان ذُو عَسَف وجَبَرُوْت، وقِيَام بِأَمْر الخِلَافَة، وكَان مُتْرَفاً، دَمِيْماً، طَوِيْلاً، أَسْمَرَ، بِوَجْهِه أَثَر جُدَرِي، يَتَبَخْتَر في مَشْيِه، قَلِيْلَ العِلْمِ، نُهْمَتُه في البِنَاء؛ وقَد غَزَا الرُّومَ مَرَّاتٍ في دَوْلَة أَبِيْه، وحَجَّ.


(65/ 22) أَهَم أَعمَالِه:

- بَدَأ خِلاَفَته ببِنَاء جَامِع دِمَشْق، وانتهى منه بانتهاء خِلاَفته (10 سنوات)، فكان هذا الجامع آيةً في الإِبداع والرَّوعة.
- وَسَّع مَسجد الرَّسُول صلى اللهُ عليه وسلم وزَخْرَفَه.
- بَنَى صَخْرَة القُدس.
- فَتَحَ بَوَّابَة الأَنْدَلُس، وبِلَاد التُّرك.
- بالإضافة إلى قيامه بإصلاحات وأعمال عُمْرَانية ضَخمة.


 
توقيع : Mr. HATEM

(65/ 23) الأَوْضَاع فِي عَهْدِه:

كانت هَادِئة في كل الولايات، فقد ضعُف أمر الخَوَارج، ولم تقُم حَركة تُذكَر في أيَّامه، وكان عَهده عَهد سَعة ورَخاء وأَمن واسْتقرار.

(65/ 24) الفُتُوحَات:

حَدَثت فُتُوحات واسعة وعظيمة جدًّا، واتَّسَمت بامتدادها على مختلف الجَبَهات، في الشَّرق والغَرب والأَندلس وفَرنسا.

أولاً: الجَبْهَة الغَربِيّة:

أ. فَفِي بِلاد الرُّوم: وَصَل القائد مَسْلَمَة بْن عَبْدِ المَلِك إلى ‌عَمُّوْرِيَة (أَنْقَرَة) و‌هِرَقْلَة فَفَتَحها سَنَة 89 هـ، ووَصَل المسلمون إلى خليج القُسْطَنْطِينية، وغَزوا أَذْرَبِيجَان وكان السُّكان ينقضون مرَّة بعد مرَّة، فكَثُرت الغَزَوات في تلك الجِهات عام 93 هـ.

ب. في البَحر المُتَوسِّط: فتح المسلمون جزيرة صَقَلِّية و‌مَيُورْقَة سنة 89 هـ.

ج. في أَفْرِيقية: وطَّد مُوسَى بْن نُصَيْر الفُتُوحَات هناك، ثم عَمل على نَشر الإسلام بين البَربَر.

د. فَتْح الأَنْدَلُس: قرَّر القائد مُوسَى بْن نُصَيْر أن يعبر المَضِيق وينشر الإسلام في بلاد أوروبا ويدخلها في نطاق الدَّولة الإسلامية، فسيَّر القائدَ البَربَرِي طَارِق بْن زِيَاد إلى الأندلس بحرًا، ويُروى أنه أَحرق سُفُنَه ليقطع على جُنوده أمل العودة أو الهروب، وألقى خطابه الشهير: "أيها الناس أين المفرَّ؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم إلاَّ الصِدق والصَّبر!" .. فَخَاض مَعَارك عظيمة وقَتَل حاكمها لُذْرِيق وفَتَحها سنة 92 هـ، ثم وَصَل طَارِق ومُوسَى إلى جِبال البرانس، وأخضعا كل تلك المناطق ما عَدا ‌جِلِّيقِيَّة.

ثانياً: الجَبْهَة الشَّرقِيَّة (بلاد التُّرك):

في بِلاد ما وَرَاء النَّهر اشتهر هناك القائد قُتَيْبَة بْن مُسْلِم البَاهِلِيّ، إِذْ فَتَح مَدِينة ‌بِيكَنْد سنة 87 هـ، وغَزَا بِلاد ‌الصُّغْد ‌ونَسَف وكِشّ عام 89 هـ، وفَتَح بُخَارَى في 91 هـ، ثم فَتَح ‌الطَّالْقَان و‌الفَارِيَاب وبَلْخ، ثم ‌سَمَرْقَنْد عام 93 هـ، وغَزَا بِلاد الشَّاش و‌فَرْغَانَة حتَّى بَلَغ قُوْقَنْد عام 94 هـ، وفَتَح ‌كَابُل في 94 هـ أيضًا، وفَتَح مَدِينة ‌كَاشْغَر (في ‌تُرْكِسْتَان الشَّرقية) عام 96 هـ؛ استطاع هذا القائد العظيم أن يمدّ فُتُوحاته إلى كل البِلاد الواقعة بين النَّهرين (وهذا يشمل معظم مساحة الاتحاد السوفيتي السابق وبلاد أفغانستان) ثم واصل حتى دخل الصين، وفَرَض الجِزْيَة على مَلِكِها، إلى هُنا توقف قُتَيْبَة شَرقًا.

فَقَد أخضع قُتَيْبَة مناطق شاسعة جدًّا، تجاوزت مساحتها 4 ملايين كيلو مترًا مربعًا تمتد من أواسط بِلاد القَفْقَاس إلى جنوب ‌الخَزَر، ثم تمتد شمالاً لتتعمق في آسيا الوسطى، وتصل شرقًا إلى أواسط تُركِسْتَان الشَّرقية، ثم تتَّجه غربًا نحو كَابُل (أفغانستان، سِجِسْتَان).

في بِلاد السِّنْد (بِلاد السِّند تكون معظم دولة باكستان حاليًا) أرسل الحَجَّاجُ جيشًا ضخمًا إلى هذه البلاد بقيادة القَائِد الشَّاب مُحَمَّد بْن القَاسِم الثَّقَفِيّ (ابْن أَخِيه)، وهناك تَمكَّن هذا القائد مِن تحقيق انتصارات ضخمة هناك وقتل رَاجَا دَاهِر مَلِك السِّنْد، واحتلَّ بِلاد السِّنْد في الفترة 90 - 94 هـ، فكانت تلك من أعظم الفتوحات .. فبلغت الدولة الإسلامية في هذا العهد أقصى اتَّساع لها عَبر التَّاريخ.

(65/ 25) وَفَاتُه


مات الوَلِيد عام 96 هـ، وله 51 سنة، ودامت خلافته 10 سنوات.
 
توقيع : Mr. HATEM
هذا هو الاسلام اخى الفاضل حاتم..هذة أمة الحبيب محمد صلى الله علية وسلم..
ان شاء الله الجولة القادمة للاسلام وأمة الحبيب محمد صلى الله علية وسلم..
كلمة شكرا قليلة في حقك على هذا الطرح الأكثر من رائـع وهذا ماعودتنا عليه في كل طروحاتك جزاك الله كل خير مع جزيل الشكر والتقدير
رزقك الله واهلك الكرام كل خير فى الدنيا والآخرة استاذنا الفاضل
 
توقيع : fathy100
هذا هو الاسلام اخى الفاضل حاتم..هذة أمة الحبيب محمد صلى الله علية وسلم..
ان شاء الله الجولة القادمة للاسلام وأمة الحبيب محمد صلى الله علية وسلم..
كلمة شكرا قليلة في حقك على هذا الطرح الأكثر من رائـع وهذا ماعودتنا عليه في كل طروحاتك جزاك الله كل خير مع جزيل الشكر والتقدير
رزقك الله واهلك الكرام كل خير فى الدنيا والآخرة استاذنا الفاضل


أجمل وأرقّ باقات وُرودِي لِردِّك الجميل ومرورك العطر
فائق تحـياتي لك كل الود والتقدير .. دُمتَ برضى مِن الرحمن


 
توقيع : Mr. HATEM
(65/ 26) سُلَيْمَان بْن عَبْد المَلِك:

هُــوَ: سُلَيْمَانُ ‌بنُ ‌عَبْدِ ‌المَلِكِ ‌بنِ ‌مَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ بنِ أَبِي العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ، أَبُو أَيُّوْبَ القُرَشِيُّ؛ الخَلِيْفَةُ .. بُوْيِع بَعدَ أخيْه الوَلِيْد سَنَة 96 بِعَهد مِن أبيه؛ وكان دَيِّناً، فَصِيْحاً، مُفَوَّهاً، عَادِلاً، مُحِبّاً لِلْغَزْو .. وكان أَبْيض، كبِيْر الوَجه، جَمِيلاً، لَهُ شَعرٌ يَضْرِب مَنْكِبَيْه .. وكان مِن الأَكَلَة، حتَّى قِيلَ: إنَّه أَكَل مرَّةً أَربَعِينَ دَجَاجَةً!

(65/ 27) خِلاَفَتُه:

عندما تولَّى الخِلاَفة أَمَر بإقامة الصلاة في وقتها، وكانت تُؤخَّر إلى آخر وقتها، وكان يَنْهَى النّاسَ عن الغِنَاء؛ وقَد حجَّ سنة 97، وعَهَد مِن بعده لابن عَمِّه عُمَر بْن عَبْد العَزِيز، وهذه مِن أَجلّ وأروع أعماله.

(65/ 28) الفُتُوحَات:

كانت الفتوحات محدودة في أيامه، فعلى الجبهة الغربية: غَزَا القُسْطَنطينية برًّا وبحرًا تحت قيادة مَسْلَمة بْن عَبْد المَلِك (أَخِيه)، ورَابَط بنفسه هناك، وأقسم ألاَّ يعود حتى يفتحها، فتُوفي أثناء حصارها .. وعلى الجَبْهة الشَّرقية: فَتَح يَزِيد بْن المُهَلَّب جَرجَان وطَبَرسْتَان عام 98 هـ.

(65/ 29) وَفَاتُه:

تُوفي في 10 صَفَر، سَنَة 99 هـ، وصلَّى عَلَيْه: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيز؛ فكانت خلافته 3 سنواتٍ.
 
توقيع : Mr. HATEM
عودة
أعلى