(62/ 1) عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانٍ

نَسَبُه وحَيَاتُه: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بْنِ أَبِي العَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ، أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ .. أمير المؤمنين، ذُو النُّورَين، وثَالِث الخُلَفاء الرَّاشِدين، وأَحَد العَشرة المبشّرين بالجنَّة، ومن كِبار الرَّجال الذين اعتزَّ بهم الإسلامُ في عهد ظهوره.

وكان تاجرًا كريمًا جَوَادًا، من كبار الأثرياء قبل الإسلام وبعده.

وهو أَوَّل مَنْ هَاجَر إِلَى اللهِ بِأَهْلِهِ بَعْدَ لُوطٍ عليه السَّلام، وكَانَ أَشْبَهَ الصَّحَابَةِ بِالنَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّم خُلُقًا، ولَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ بِنْتِي نَبِيٍّ غَيْرُهُ.

صِفَتُه: كَان رَبْعَةً، حَسَن الوَجْه، رَقِيق البَشْرَة، عَظِيم اللِّحيَة، أَسْمر اللَّون، بَعِيد مَا بَين المَنْكِبَيْن.
 

توقيع : Mr. HATEM
(62/ 2) إسلامه وفضله

أسلم على يد أبي بكر، وكان من السابقين، فهو من العشرة الأوائل الذين أسلموا، وكان يمتاز بصفتين: الحياء: فما كان إنسان أشد حياءً منه، حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحيي منه؛ ويقول: «أَلَا أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ؟!» .. والكرم: فلم يكن في قريش مَن هو أكرم منه.

تزوَّج عثمانُ ابنتيْ الرسول صلى الله عليه وسلم رُقَيَّة ثم أُمّ كُلْثُوم، فسُمِّي (ذُو النُّورين) .. وقد شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الغزوات كلها، وبعثه الرسولُ صلى الله عليه وسلم إلى قريش في عام 6 هـ/627 م، ليبلِّغهم أنهم قَدموا للعُمرة فقط، وكان النبي صلى الله عليه وسلم نازلًا بالمسلمين في الحُدَيبية قُرب مَكَّة .. فقام عثمان بمهمّته خير قيام، وقد رفض إغراء قريش عندما رغَّبوه بالطواف، فقال: "ما كنت أفعل حتى يطوف رسول الله" .. ثم أُشِيع أنه قُتِل في مكَّة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لَا نَبْرَحُ حَتَّى نُنَاجِزَ القَوْمَ» .. فبايعه المسلمون على عدم الفرار، وسُمِّيت بَيْعَة الرِّضْوَان، وكانت من أجل عُثْمَان رضي الله عنه.

وفي غزوة تَبُوك حين كان الناس في شِدَّة وعُسْر، تبرَّع عثمان بـ 950 بعيرًا، و50 فرسًا، وجاء بـ 1000 دينار للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا».

وتُوفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عنه راضٍ، وهو مِن العشرة المبشرين بالجنة، وقد رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ فِي الجَنَّةِ، وَرَفِيقِي فِيهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ» .. وفي عهد الصِّدِّيق كان يُعدّ ثاني اثنين بعد عُمَر في تسيير شؤون الدولة؛ رضي اللهُ عنهم .. وفي عهد عُمَر كان الرَّجُل الثاني في الدَّولة.
 
توقيع : Mr. HATEM

(62/ 3) خِلاَفته

بعد أن طُعِن عُمَر جعل الشُّورى في سِتَّة مِن الصَّحابة -كما مرّ معنا-، فاجتمع هؤلاء السِّتَّة بعد دَفْن عُمَر، وكلُّ منهم يريد أن ينخلع منها، حتى اختاروا عُثْمَان مِن بينهم، ولم يكن حريصًا عليها أبدًا، وكان عُثْمَان في السَّبعين من عمره حين توليته.
 
توقيع : Mr. HATEM
(62/ 4) الفُتُوحَات في عَهْدِه

كان عهد عُثْمَان مليئًا بالفتوحات تتمَّة لفتوحات عهد عُمَر رضي الله عنهما، وكانت فُتُوحاته مستمرِّة برًّا وبحرًا، فمضى يُنفِّذ سياسة عُمَر في الجِهاد.

أولًا: الجبهة الغربية: نَقَضت الإسكندرية العهد عام 25 هـ/645 م فأخضعهم عمرو بن العاص .. أفريقية: سَمَح عُثْمَان للجيوش بالانسياح في أفريقية، فسار عبد الله بن سعد بن أبي سَرح، فاجتاز طَرابلس، والتقى بجيوش بيزنطة في سبيطله، وحقَّق الانتصار عليهم عام 27 هـ/647 م .. وبذلك انضم للدولة الإسلامية: بَرقة وطَرابلس وغرب مصر وجزء من بلاد النُّوبة .. ثم غَزَا مُعَاوية بن أبي سُفْيان قُبْرص، وفَتَحها عام 28 هـ/648 م، وكان عُمَر قد رفض دخول المسلمين في البحر، وسمح عُثْمَان بذلك رضي الله عنهما.

معركة ذَات الصَّوَارِي 31 هـ/651 م: أول معركة بحرية يخوضها المسلمون (فقد أصبح للمسلمين بَحَرِيَّة في عهد عُثْمَان) وكانت ضِد الرُّوم على شواطئ كيليكيا، وقاد المسلمين عبد الله بن أبي السَّرح مِن قِبَل مُعَاوية بن أبي سُفيان، وهَزم فيها الرُّوم شرّ هزيمة، وقتل قائدهم الإمبراطور قسطنطين .. ثم واصل مُعَاويةُ غَزو الرُّوم فوصل إلى حدود عَمُّورِية (قُرب أَنْقَرة) عام 33 هـ/653 م.

ثانيًا: الجبهة الشرقية: وصل القائد عُمَيْر بْن عُثْمَان إلى فُرغَانَة عام 29 هـ/649 م، ووصل عبد الله اللَّيْثِي إلى كَابُل، وعُبْيَد الله التَّميمي إلى نهر السِّنْد، وقد فتح سَعد بن العاص جُرجَان .. فإنتفضت فَارِس، فأخضعها عَبد الله بن عَامر، فهرب يَزْدَجِردُ إلى كِرمَان ثم خُرَاسَان حيث قُتِل هناك.

وأُعِيد فتح المناطق التي نقضت عهودها .. وهكذا فالفُتوحات أيَّام عُثْمَان واسعة، إِذْ أُضِيفت بلادًا جديدة في أفريقيا، وقُبرص، وأَرمِينيا، وبِلاد السِّند وكَابُل وفُرغَانة، وبَلْخ وهَرَاة؛ وتم إخضاع البلاد التي نَقَضت الصُّلح في فَارِس وخُرَاسَان وباب الأبواب.
 
توقيع : Mr. HATEM
جزاك الله خير وبارك الله فيك
 
(62/ 5) الفِتنة 34 هـ/654 م؛ ومُسبِّبها

اشتعلت الفتنة العمياء في أواخر سنة 34 هـ، والذي أشعلها الملعون عبد الله بن سَبَأ (وهو يهودي يمني ادَّعى الإسلام) .. وكان قد دار في الأمصار، ثم استقرَّ في مِصر، وبدأ يُشكِّك الناسَ في عَقِيدتهم، ويَطعن في عُثْمَان ووُلاَته، ويدعو إلى خِلافة عَلِيٍّ، لِبَذْر الفِتنة والفُرقة، فبدأت فِتنته في الكوفة عام 34 هـ/654 م، حيث طالبوا بتغيير الوَالي، فغيَّره عُثْمَانُ لِمْنَع الفِتنة، ورغم ذلك لم يرضوا .. ثم قَدِمت الجُمُوع السَّاخِطة إلى المدينة المنوَّرة لمجادلة الخليفة (وقد قَدِموا من الكُوفة والبَصرة ومِصر في آنٍ واحد) وتصدَّى لهم عَلِيُّ بْن أَبِي طَالِب، وبيَّن لهم خَطَأ تَصرُّفاتهم، كما دافع الخليفة عُثْمَان عن نفسه دفاعًا مقبولًا، فرجع الثَّائرون .. وعندها أدرك ابْنُ سَبَأ أنه هُزِم، وأن الفُرصة التي عمل لها سنوات أوشكت أن تضيع؛ فأعمل الحِيْلَة وتَدبَّر أمرها، فزوَّر خِطاباتٍ وأختامٍ على لسان الخليفة عُثْمَان وعَلِيٍّ وعَائِشَة رضي الله عنهم، تَتَضَمَّن نِداءات بخَلْع الخليفة، وتَوْلِية عَلِيّ، وقَتْل المُتَمَرِّدِين.
 
توقيع : Mr. HATEM
(62/ 6) استشهاد الخليفة 35 هـ/656 م

فعاد هؤلاء المُتمرِّدون إلى المدينة، فحاصروا دَار عُثْمَان، وقد طلب عُثْمَانُ من الصَّحابة الذين معه ألاَّ يُقاتلوا، فقد أراد أن لا تُراق دِماء المسلمين بسببه، وألحَّ عليهم في ذلك حيث قال: "إنما تُرَاد نَفسِي وسَأَقِي المؤمنين بنفسي اليوم"؛ ثم دخل أولائك المنحرفون الملعونون دَارَ عُثْمَان عَبر السُّور، فقتلوه بالسُّيوف، ونَهبوا بيت المال، عليهم مِن الله ما يستحِقُّون؛ وقَد أُخْرِج مِن الدَّار أربعةٌ من شَبَاب قُرَيش مُضَرَّجَيْنِ بالدَّم مَحمُولِين عَلَى الأكتاف كانوا يُدافعون عن عُثْمَان، وهُم: الحَسَن بْن عَلِي بْن أَبِي طَالِب، وعَبْد الله بْن الزُّبَيْر بْن العَوَّام، ومُحَمَّد بْن حَاطِب، ومَروَان بْن الحَكَم .. وكان ذلك في يَوم الجُمُعة، في شهر ذي الحجة عام 35 هـ/656 م، ودُفِنَ بِالبَقِيع؛ فكانت مُدَّة خِلافته اثنا عشر عامًا؛ رضي الله عنه.

- قال عَبْدُ الله بْن عُمَر: "لقد عَتَبُوا عَلَى عُثْمَان أشياء لو فعلها عُمَر لما عَتَبُوا عليه".

- وقال عَبْدُ الله بْن عَبَّاس: "لَو اجْتَمَع النَّاسُ عَلَى قَتْل عُثْمَان، لرُجِموا بالحِجَارة مِن السَّمَاء".

- وقالت أُمُّ المُؤْمِنين عَائِشَة: "لَقَد قَتَلُوه وإِنَّه لمِن أَوْصَلِهم للرَّحم وأَتْقَاهُم لِرَبِّه".
 
توقيع : Mr. HATEM
(62/ 7) من فضائل عثمان رضي الله عنه:

- اشترى بئر أَرُومَة وجعلها للمسلمين.

- وهو أول مَن وسَّع مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، استجابةً لرغبة الرسول صلى الله عليه وسلم حين ضاق.

- جمع القرآن الكريم.

- اختلفت القراءات في الديار الإسلامية، فجمع عثمان آكدّ القراءات الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في دَفْتَيْ مصحف واحدٍ .. والرَّسم العثماني هو الذي يسير عليه المسلمون في قراءاتهم إلى الآن.

-- وله أفضال كثيرة لا يسع المجال لذكرها، رضي اللهُ عنه.
 
التعديل الأخير:
توقيع : Mr. HATEM
(63/ 1) عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِب (35 - 40 هـ) (656 - 661 م):

هُـــــوَ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعْدِ بْنِ عَدْنَانَ القُرَشِيُّ، الهَاشِمِيُّ، المَكِيُّ .. أَمِير المُؤْمِنِين، وابن عمِّ الرَّسول صلى اللهُ عليه وسلَّم، وزوج ابنته سيِّدة نِسَاء العَالمِين فَاطِمَة الزَّهْرَاء، وأبو الحَسَن والحُسَيْن سَيِّدَا شَبَاب أهل الجنة، ومِن السَّابقين الأوَّلِين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومِن كِبار الشُّجعان الأبطال، ومن أكابر الخُطباء والعُلماء بالقَضاء؛ ومُبِيد المُشْرِكين، ومُعِزّ المُؤْمِنين.

حَيَاتُه وإِسْلاَمُه: وُلِد بمكَّة المكرَّمة، وتربَّى منذ طفولته في بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم ولم يبلغ العاشرة، فكان أوَّل مَن أسلم من الفِتيان، فنشأ على الإسلام، في كَنَف النبي صلى الله عليه وسلم.

بات في فِراش الرسول صلى الله عليه وسلم عند هجرته مع عِلمه أن الموت محيط بهذا الفِراش، فكان بذلك أوّل فِدائي في الإسلام.

ثم سلَّم الودائع التي كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابها، فهاجر إلى المدينة.

كان في كل معاركه مع الرسول صلى الله عليه وسلم من الأبطال الكبار، وكان اللواء بيده في الغالب، وكانت شجاعته مَضْرب الأمثال، وكان بالغًا الغاية في الفصاحة، ولا يشقّ له غبار في العِلم.

في عهد الصِّدِّيق، كان مُلازمًا له، وتُوفي الصِّدِّيق وهو عنه راضٍ؛ وعندما تولَّى عُمَر الخلافة، كان عليٌّ أشد الملازمين له، وكان عُمَر يستشيره في كل شأنٍ، وبعد أن طُعِن عُمَر، كان علي أحد السِّتة من أصحاب الشُّورى الذين اختارهم عمر ليولُّوا أحدهم أمر المسلمين .. فتولى عُثْمَان الخلافة، وكان علي بجانبه، يُساعده في تسيير شؤون الدَّولة، وأثناء الحِصار كان أبناء عليٍّ مِن المدافعين عن عُثْمَان -كما مرَّ آنفًا-.

 
توقيع : Mr. HATEM
(63/ 2) خِلاَفَتُه:

بعد مقتل عثمان اختاره المسلمون أميرًا لهم، فلم يقبل، فأصَّر الصَّحَابةُ عليه، للخلاص من المأزق الذي وقعوا فيه، وكانت أوضاع المدينة قد تدهورت وسيطر المنحرفون عليها، فقبل الإمارة وهو زاهد فيها، وقد وَرَدَت أحاديث كثيرة في فضائله؛ رضي اللهُ عنه.

(63/ 3) سِيَاسَة عليٍّ:

مَعروف عن عليٍّ الحَزم والصَّلابة والشِّدة في الحقّ، وقد بادر عَقب بَيعته، فأصدر أمرًا في منتهى الحزم؛ وهو: عَزْل وُلاة عُثْمَان (وهم من بَنِي أُمَية)، وتصرُّفه هذا نَتَج عنه تمرُّد بَنِي أُمَيَّة عليه وعدم مُبايعته، وتمثَّل ذلك في مُعَاوِيَة بْن أَبِي سُفْيَان (وَالِي الشَّام آنذاك)؛ أما باقي الأمصار الإسلامية فقد بايعت عليًّا، واستتبّ الأمر فيها.
 
توقيع : Mr. HATEM
(63/ 4) معركة الجمل (البصرة) 36هـ/ 656م:

لم يبايع معاوية بن أبي سفيان والي الشام عليًّا، إِذْ كان يُطالب بِدم عثمان، وكان عليٌّ أجَّل هذا الأمر لعدم استقرار الأوضاع، بِذا خرجت الشام عن الطاعة واستقلّ بها معاوية، فقرر الخليفة محاربته .. فخرج إليه عليٌّ في جيش من أهل الكوفة وكان عليٌّ نقل العاصمة من المدينة إلى الكوفة في هذه الأثناء خرجت أم المؤمنين عائشة ومعها الزُّبَيْر وطَلْحَة وجماعة من مكَّة إلى البصرة ليستقرُّوا بها، فوصلوا إلى هناك وسيطروا عليها، وتمكَّنوا من قتل قَتَلَة عثمان، وكتبوا إلى بقية الأمصار أن يفعلوا كذلك .. فغيَّر عليٌّ خط سَيره من الشام إلى البصرة، وأرسل لعائشة ومَن معها يُبيِّن لهم سُوء عاقبة فِعلهم وتسرُّعهم، فاقتنعوا بكلامه، وساروا إلى معسكرة لإجراء المصالحة .. وكاد الفريقان أن يصطلحا، فخاف ابنُ سَبَأ وجماعته المُنحرِفة، ورأوا ضرورة نُشُوب القتال، ونجحوا في إشعال الحرب بين الفريقين .. وبالفعل التحم الفريقان، ولم يستطع عليٌّ إيقاف القتال، وقد اشتدَّت المعركة أمام الجمل الذي يحمل هَوْدَج عَائِشَة (فسُمِّيت معركة الجمل) .. وقد هُزِم جيش البصرة، وأكرم عليٌّ عَائِشَةَ وأعادها إلى مكَّة، وكانت هذه أول معركة بين طرفين مسلمين؛ وقد قُتِل الكثير من المسلمين (يُقدِّره بعض المؤرخين بعشرة آلاف) .. ثم تمَّت البَيعة لعَلِيٍّ في البصرة، فواصل بعدها مَسِيره إلى الشام.
 
توقيع : Mr. HATEM
(63/ 5) معركة صِفّين (شرق الشَّام) 37 هـ/ 657 م:

حَدَثت بين عليٍّ ومعاوية؛ إِذْ سارت الرُّسل بين عليٍّ ومعاوية بدون نتيجة، حتى عَسْكَر الفريقان في صِفّين، ونَشَب القتال، وقُتِل الكثير من الطرفين، وكاد عليٌّ أن ينتصر، فرفع أهل الشام المصاحف، وطلبوا تحكيم كتاب الله، وهذه حِيلة دبَّرها عمرو بن العاص (قائد جيش معاوية) لإيقاف القتال فنجح في ذلك، وتوقَّف القتال، والتقى حكَمَا الفريقين، ولم يَصِلا إلى اتفاق، وكُتِبت صحيفة التَّحكيم وعادت الجيوش إلى بلادها.
 
توقيع : Mr. HATEM
(63/ 6) الخَوَارِج ومعركة النَّهْرَوَان (38 هـ/ 658 م):

الخَوَارِج هؤلاء كانوا مِن ضِمن جيش عليٍّ، فخرجوا عليه بعد التَّحكيم واعتزلوه، لأنه قَبِل التَّحكيم، والعجيب أن أكثرهم كانوا قد أرغموا عليًّا على قبول التَّحكيم! وطالب هؤلاء بالعودة لقتال معاوية، فرفض طلبَهم فانحازوا إلى منطقة حَرُورَاء، وصمَّموا على القتال .. ثم إن هذه الجماعة أخذت تزداد وتتجمَّع في منطقة النَّهْرَوَان، فأخذوا يقتلون المسلمين، ويَعِيثون فسادًا في الأرض .. فخرج إليهم عليٌّ وجادلهم طويلًا، وبيَّن لهم خطأ مذهبهم بكل طريقة، فارتدع بعضهم، أمَّا الأكثرية فصمَّموا على القتال، فنَشَب القتال، وأبادهم عليٌّ تمامًا، ولم ينجُ منهم إلا عدد أقل من عشرة .. ومن النتائج الخطيرة لهذه المعركة تفرّق هؤلاء البَقِية: فاثنان إلى عُمَان، واثنان إلى كِرْمَان، واثنان إلى سِجِسْتَان، واثنان إلى الجَزِيرة، وواحد إلى اليَمَن، وكوَّنوا جماعاتهم هناك.
 
توقيع : Mr. HATEM
(63/ 7) خُرُوج مِصْر:

هذه الأمور شجَّعت أهل الشَّام أكثر على عدم المُبايعة وعلى التَّوسع، فسار عمرو بن العاص إلى مصر، واحتلَّها، وحكمها عام 38 هـ/ 658 م، وبذلك اتَّسع سُلطان معاوية .. كما استطاع معاويةٌ أن يحتل المدينة، ومكَّة، واليمن، فاسترجعتها جيوش عليٍّ، وقُتِل عليٌّ رضي اللهُ عنه أثناء ذلك.
 
توقيع : Mr. HATEM
(63/ 8) مَقْتَل عَلِيٍّ:

قتله الخارجي عبد الرحمن بن مُلْجَم (من الخوارج) أثناء خروجه من صلاة الفجر في رمضان عام 40 هـ/ 661 م، فكانت خلافته خمس سنوات؛ رضي اللهُ عنه.
 
توقيع : Mr. HATEM
(64/ 1) مُبَايَعة السَّيِّد الكَبِير/ الحَسَن بْن عَلِيٍّ:

بايع الناسُ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنه، فاستمر 6 أشهر، رأى خلالها ضرورة اتَّفاق الأُمَّة بدلاً من تمزًّقها وأيضًا لحَقْن دماء المسلمين، ففضَّل الصُّلح والتَّنازل؛ وبالفعل تنازل لمُعَاوِيَة عن الخلافة في ربيع أول عام 41 هـ/ 661 م (وسُمِّي عام الجماعة لاجتماع الأُمَّة على خليفة واحد)، وهذا ما بشَّر به النبيُّ صلى الله عليه وسلم إِذْ قال: «إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ» .. وهكذا انتهت بمقتل عليٍّ الخلافةُ الرَّاشدةُ التي سَارت على نهج الله تمامًا، وبدأت زاوية الانحراف تزيد تدريجيًّا.
 
توقيع : Mr. HATEM
مجهود كبير بارك الله فيك
 
توقيع : Mr. HATEM
موضوع قيم وثري جدا بالمعلومات
أنار الله بصيرتك وطريقك
 
عودة
أعلى