(17) أنقرة (Ankara)
هي إقليم وعاصمة دولة "تركيا"، وثاني أكبر مدينة مزدحمة بعد "إسطنبول".
المساحة: 2778.64 كيلومترًا مربعًا.
ويبلغ عدد سكان مدينة "أنقرة" بضواحيها ما يُقارب 5,150,072 شخصًا وفقًا لإحصاء عام 2014 م.
تطورت "أنقرة "بسرعة كبيرة بعد إعلانها عاصمة "تركيا" في 23 أكتوبر 1932، وأصبحت في يومنا هذا المدينة الثانية في الازدحام .. وفي بداية الجمهورية التركية اعتمد اقتصاد "أنقرة" على الزراعة وتربية الحيوان، ولا زالت نصف أراضي "أنقرة" إلى الآن تُستَخدم بهدف الزراعة، كما يعتمد النشاط الاقتصادي لأنقرة بنسبة كبيرة على التجارة والصناعة؛ أما الثّقل الاقتصادي الذي كان يتحقق عن طريق الزراعة وتربية الحيوانات فهو في تناقص مستمر .. وقد حفَّزت الاستثمارات التي في "أنقرة" وأطرافها سواء كانت في القطاع العام أو القطاع الخاص على هجرة عدد كبير من القوى العاملة إلى "أنقرة" من المحافظات الأخرى، وقد ازداد عدد السكان بشكل مضاعف منذ إعلان الجمهورية إلى يومنا هذا .. ويمكن القول أنه من كل أربع أشخاص ثلاثة يعملون في قطاع الخدمات، كالتواصل والأخبار والخدمات، والأعمال التجارية المشابهة، وواحد من كل أربعة في الصناعة، وبنسبة 2 % في قطاع الزراعة .. وقد تركز العمل الصناعي على وجه الخصوص في النسيج والمنتجات الغذائية والإنشاءات، أمَّا في يومنا هذا فأغلب الاستثمارات في مجال الدِّفاع، والمعادن والمحركات .. وتُعدّ "أنقرة" صاحبة أكبر عدد جامعات في "تركيا"، بالإضافة إلى أن عدد الأشخاص الحاصلين على البكالوريوس فيها مضاعف.
أصل التَّسمية: "أنقرة" في لغة الفريج وكذلك اللغة اليونانية القديمة هي Ἄγκυρα وتُنطق " أنقورا" وتعني: "مرساة السفينة".
التاريخ: يعود تاريخ "أنقرة" إلى ما قبل عشرة ألاف سنة، حيث تصل إلى العصر الحجري القديم عندما سكنها الإنسان البدائي الأول، وقد توالت عليها العديد من الحضارات فقد حكمها: الحيثيون، والفريجيون، والليديون، والفارسيون، والغلاطيون، والرومانيون، والبيزنطيون، والسلاجقة، ثم الدولة العثمانية، وفي النهاية أصبحت مقاطعة ضمن الأراضي التركية.
كان الحيثيون من الهنود الأوربيون (1660-1190 قبل الميلاد) الذي دخلوا الأناضول عن طريق المضايق؛ وتوجد أثار تعود إلى فترة الحيثيين في "أنقرة" وأجوارها في المناطق التي استقر فيها الحيثيون، وهذه الأثار عباره عن جثوات توجد في "باليق حصار"، و"باليك أويومجو"، و"بتيك"، و"قارا أوغلان"، و"غافور قالا"، و"كلهويك"؛ ويُعتقد بأن الحيثيين انهاروا بشكل سياسي في نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد وتركوا أماكنهم للفريج .. وفي أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد كانت توجد في تلك المنطقة قرية تكبر بسرعة اسمها "فريجيا"، اختار ملك الحيثيين "غورديوم" كعاصمة له، وتوجد أثار تلك المدينة على بعد 29 كليو مترًا في الشمال الغربي لـ"بولاطلي"، وقد عاش فيها "ميداس" في ألمع عصور الفريجا في الفترة (725-675) قبل الميلاد .. ويعتقد بإن المكان الذي وجدت فيه جثوة "يومورت أتابا" والتي وجدت من بين الأثار التي تعود إلى عهد الفريج في "أنقرة"، كانت تمثِّل مركزًا مهمًا في الإستقرار في العهد التي أُسِّست فيه، كما أنها تقع في نقطة استراتيجية مهمة؛ وفي المائة السابعة قبل الميلاد تم القضاء على الفريج من قبل الكيميريون القادمين من ناحية القوقاز.
في نهاية العصر البرونزي أراد الليديون الذين ذهبوا إلى الأناضول مع الفريج واستقرُّوا في جنوب الأناضول استغلال فرصة اختفاء الفريج وسيطروا على محافظة "أنقرة" وكذلك منطقة النهر الأحمر، وفي القرن السابع قبل الميلاد أصبحوا حكَّام الأناضول، واستمر حكمهم 140 سنة .. وتم التوافق على أن الليديين هم مَن اخترعوا العُملة المعدنية، وقد تطورت التجارة في عهد الليديين في "أنقرة"، وكذلك تقدَّم إنتاج الحبوب، وتربية الحيوان، وإنتاج زيت الزيتون؛ وقد استفادت "أنقرة" التي توجد على الطريق الرئيسي لوسط الأناضول من هذا التطور .. وقد دخل الليديون في حروب مع الفرس وامبراطورية المد، وفي عام 547 مُحيت دولة الليديين من التاريخ بعد هزيمتهم في حرب قنطرة النهر الأحمر مِن قِبَل جيرانهم الأخمينيون بقيادة "كورش الكبير".
وقد سيطر الفارسيون على الأناضول اعتبارًا من عام 545 قبل الميلاد، وقضوا على ثقافة اليونان القديمة التي في الأناضول؛ وقد كتب "هيرودوت" أن الطريق الملكي الذي استخدمه جيش الإمبراطورية الفارسية، وكذلك استخدم في التجارة، والبريد في القرن الخامس قبل الميلاد كان يمر من "أنقرة"؛ وقد كان طريق الملك يبدأ في "أفسس"، ومن مدينة "سردس" إلى "ليديا"، ومن بعد ذلك "غوردن"، ويمر من "أنقيرا" والنهر الأحمر، إلى "كليكا" عن طريق "كبادوكيا"، ومن هناك يعبر نهري دجلة والفرات، ومن "آشور" يصل إلى مدينة "شوشان" .. وفي عام 334 قبل الميلاد سيطر "الإسكندر الأكبر" على "أنقرة" من امبراطورية الأخمينيين، وقد دخل إلى المناطق التي كانت تحت سيادة الحاطيين، والأخمينيون والليديون باستثناء الفريج والحيثيون؛ وفي القرن الثالث قبل الميلادي هاجر أقوام محاربون يسمون "التكطوصاغ" إلى "الأناضول" واتخذوا "غلاطية" عاصمة لهم، ويقول "سترابو" في عمله المشهور جيوغرافيكا أن قلعة "أنقرة "تم إنشائها من قبل "التكطوصاغين"، وبعد ذلك قام "أغسطس" أحد الأباطرة الرومان بإنشاء تحالف سياسي، ثم استولى عليها في سنة 25 قبل الميلاد.
وفي عام 395 عندما انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين أصبحت "أنقرة" تابعة للإمبراطورية البيزنطية، إلا أنه مع وقت كانت "أنقرة" تنقطع عن حكم الإمبراطورية البيزنطية.
وفي عام 654 سيطر المسلمون العرب على "أنقرة" لفترة قصيرة؛ ثم في عهد "المعتصم بالله" في أعوام 833 و842 سيطر العباسيون على "أنقرة" لفترة قصيرة بقيادة القائد التركي "أفشين"؛ وقد وقعت "أنقرة" تحت سيطرة النَّصارى على مذهب "بالوص شولوك" لمدة عام؛ وكانت أنقرة تعود إلى حكم الإمبراطورية البيزنطية بعد كل انقطاع عنها.
وقد سيطر السلاجقة على "أنقرة" بعد معركة "ملاذكرد" في عام 1073، وبفضل جهود سلاطنة السلاجقة في التجارة العبارة (الترانزيت) أصبحت "أنقرة" مركزًا لها في القرن الثاني عشر والثالث عشر، وقد ارتبطت "أنقرة" بالأهيين ومن بعدهم بفترة في عام 1304 حققوا استقلالاً نسبيًّا وارتبطوا بالدولة العثمانية .. وقد ارتبطت مدن الجنوب الغربي لـ"أنقرة" بالكرمايان، أما مدن الجنوب الشرقي فقد ارتبطت بإمارة "قرمان"؛ وفي عهد السلطان "مراد الأول" ارتبطت "أنقرة" كليًّا بالدولة العثمانية، وفي عام 1402 وقعت معركة "أنقرة" بين الدولة التيمورية بقيادة "تيمورلنك" والدولة العثمانية بقيادة "بايزيد الأول"، وقد خسر "بايزيد الأول" المعركة وأسره "تيمورلنك"، ودخلت الدولة العثمانية في مرحلة تُعرَف بعهد الفترة، وبسبب هذه الأزمة أصبحت الدولة العثمانية في حالة فراغ في السُّلطة، وقد تهدَّم جزء كبير من "أنقرة" نتيجة للمعركة، وقد تم اصلاحها من جديد في عهد "مراد الثاني" الذي أنشأ "اتحاد الأناضول" من جديد.
كانت "أنقرة" إحدى المراكز المهمة في حرب الاستقلال التركية، وقد اختار "مصطفى كمال أتاتورك" الذي ذهب إلى "أنقرة" في 27 ديسمبر 1919 كمركز لحركة المقاومة في الأناضول واختارها مقرًّا للهيئة التمثيلية.
وبعد احتلال "اسطنبول" بيومين مِن قِبَل الإنجليز تم حلّ مجلس المبعوثان بشكل رسمي في 18 مارس 1920، وفي 23 إبريل 1920 تم إنشاء البرلمان التركي في "أنقرة"؛ وكانت "أنقرة" أكثر مكان شهد معارك في الحرب التركية اليونانية (1919–1922)، وفي صيف عام 1920 تقدَّمت الوحدات اليونانية حتى سواحل نهر "سقاريا" بهدف الاستيلاء على "أنقرة"، إلا أنه في الفترة بين 23 أغسطس و13 سبتمبر وقعت معركة "سقاريا" وأدَّت إلى تفرق الوحدات اليونانية؛ وقد أصبحت المعركة الشديدة التي وقعت بالقرب من "بولاطلي" نقطة تحول في حرب التحرير، وعندها قال "أتاتورك" مقولته المشهورة: "ليس هناك خط دفاع، يوجد هناك دفاع سطحي، هذا الدفاع يشمل جميع الوطن" .. وبعد عدَّة أسابيع وقعت معاهدة "أنقرة" وأوقفت هذه المعاهدة الحرب الفرنسية التركية، ونتيجة لحرب التحرير أثبتت "تركيا" سيادتها على الأراضي التركية، وفي عام 1922 حدث مؤتمر لوزان، وفي عام 1923 حدثت معاهدة لوزان وتم تسجيل الحدود التركية ونالت "تركيا" استقلالها؛ وفي 13 أكتوبر 1923 أعلن البرلمان التركي الذي انعقد في "أنقرة" أنَّ: "أنقرة" هي عاصمة "تركيا".
الجغرافيا: يحدّ "أنقرة" من الشرق "قيريق قلعة" ومن الشمال الشرقي "جانقري" ومن الشمال الغربي "بولى" ومن الغرب "أسكي شهر" ومن الجنوب "قونية" ومن الجنوب الشرقي "قرشهر وآق سراي" .. ويقع النهر الأحمر في شرق "أنقرة" بطول 1355 كليو مترًا في الأراضي التركية، أما نهر "سقاريا" فهو في غرب المدينة، وهما من مصادر المياه العذبه للمدينه، كما يمر نهر "تشاي أنقرة" أحد أفرع نهر "سقاريا" من مركز المدينة؛ ويوجد في جنوب "أنقرة" ثاني أكبر بحيرة في "تركيا" بمساحة 1300 كيلو مترً مربعًا، وتبلغ نسبة الملوحة فيها 32,4% وتعتبر ثاني أكبر بحيرة مالحة في العالم؛ بالإضافة إلى وجود حوض مغلق في هذه البحيرة، ويعتبر هذا الحوض أكبر حوض مغلق في "تركيا".
تُعتبر 50% من مساحة "أنقرة" سُهول، وتُستخدَم في الزراعة، أما الغابات والأراضي البُور فتمثل 28% من المساحة، كما تمثل المروج والمراعي 12%، ثم الأراضي غير الزراعية تمثل 10% من مساحتها؛ كما أن أعلى نقطة في "أنقرة" هي الماداغ (جبل التفاحة)، كما أن أوسع سهل هو سهل "بولاطلي" بمساحة 3789 كيلو مترًا مربعًا، وتبلغ مساحة أكبر بحيرة حوالي 490 كيلو مترًا مربعًا، ويبلغ طول أطول نهر جاري 151 كيلو متر، وهو فرع نهر "سقاريا" الذي في المدينة؛ أمَّا أكبر سَدّ في "أنقرة" فيبلغ مساحته 83,8 كيلو مترًا مربعًا، وهو سَدّ "صاري يار"؛ كما يوجد في "أنقرة" 14 بحيرة طبيعية، و136 بركة ري، و11 سَدًّا.
المناخ: يُعتبر مناخ جنوب ووسط "أنقرة" مناخ قارِّي، فشتائه بارد أمطاره ثلجيه أما الصيف فهو حار وجاف، وفي الشمال يعتبر مناخ "أنقرة" مناخ البحر الأسود، فهو معتدل وأمطاره خفيفه، وتوجد اختلافات مهمة في درجة الحرارة في الليل والنهار والصيف والشتاء في المناطق التي يسود فيها المناخ الأرضي؛ ويعتبر شهر يوليو أو شهر أغسطس أشد فصول السنة في درجات الحرارة .. ووفقًا لمعدَّل متوسط درجات الحرارة في المدينة فإن أعلى درجة حرارة في اليوم 27-31°، كما أن شهر يناير هو أشد شهور السنة في البرودة، وأقل درجة حرارة هي ما بين -6 -1 °، وأكثر شهور السنة في هطول الأمطار هو شهر ديسمبر، أما أقلَّها فهو شهر يوليو أو شهر أغسطس؛ وتستقبل المدينة 415 مم من الأمطار سنوياً، وتتساقط معظمها في ديسمبر ويناير بواقع 48 مم لكلٍ منهما، على عكس أغسطس الأكثر جفافاً بمعدل لا يتجاوز 12 مم فقط؛ ويتغير متوسط هطول الأمطار السنوي الكلي بين "قيزيل جهمام" (مدينة في شمال محافظة أنقرة) بواقع 60 سم ويصل إلى 30 سم في "شرفلكاوتش حصار" (مدينة في جنوب محافظة أنقرة).
الزلازل: تنحصر "أنقرة" بين حزام جبلين، ويتم رصد صدوع في "أنقرة"؛ وتعتبر 30% من المناطق التي داخل حدود مدينة "أنقرة" مناطق زلازل من الدرجة الأولى والثانية، وأغلب الزلازل الصغيرة التي وقعت في أخر 100 عام في "أنقرة" تأتي من فالق "شمال الأناضول" والمناطق المجاورة له أو فالق "قرشهر" والبحيرة المالحة الواقع في شمال شرق العاصمة، وقد أدَّى زلزال "بولو جارادا" 1944 وزلزال "قرشهر" 1938 إلى وقوع أضرار في المدينة؛ وأخطر زلزال وقع في "أنقرة" كان بقوة 6,1 درجة، وهو زلزال "بالا" وقد وقع في 31 يوليو 2005.
الجيولوجيا: يُعتبر القسم الشمالي من أراضي "أنقرة" منطقة براكين، وصخورها من الأنديزيت والتراكيت (صخر بركاني)، وتعتبر صخور الشمال الشرقي من "أنقرة" من الجرانيت، أما الشمال الغربي فصخوره من الحجر الجيري والحجر الرملي .. وقد تكوَّنت مناطق الشمال والشمال الشرقي في الحقبة الوسطى (العصر الثاني)، ومنطقة نهر "سقاريا" في العصر الثالث، كما تكونت المناطق القريبة من "بولطالي" في عصر الإيوسين، وتعتبر منطقة العاصمة منطقة بركانية ذات مواد سطحية، وقد تكون جزء كبير من "أنقرة" من الحجر الجيري، ولهذا السبب أغلب أراضيها مغطاه بالجير؛ كما رصد تكون الطمي الصالح للزراعة على طول مجاري المياه.
الغطاء النباتي: يوجد الغطاء النباتي في "أنقرة" في الغابة والسهب بسبب الظروف المناخية والبنية الطبوغرافية، وتعتبر الأشجار شبه غائبة في السهوب، ولا توجد باستمرار، يوجد فقط أشجار النبق والصفصاف والحور على سواحل مجاري المياه؛ ويوجد في السهوب الشجيرات الشائكة والعشب على وجه العموم، وتُعدّ الأعشاب الرئيسية في سهوب "أنقرة" هي" العذم والقتاد وشعير الرمال الزاحف والحرمل الشائع والقندول وثمر العليق ونسرين واللاميون والزعتر والخطمية والبابونج الألماني والخشخاش المنثور وزهرة الحواشي والشويعرة المتدلية وشعير الرمال .. وطِبقًا لبيانات 2012 فإن 15% من مساحة "أنقرة" مغطاة بالغابات، هذه الغابات 8% منها غابات مثمرة، بينما النسبة الباقية (7%) منها غابات تالفة، تعتبر الغابات موجودة بشكل رئيسي في المنحدرات الشمالية للجبال، كما أن هناك أيضًا بساتين في وسط السهوب، وأغلب النباتات الموجودة في الغابات هي: الصنوبر الأسود والعرعر كما يوجد السنديان في بعض الأماكن؛ وتنتشر الغابات الصنوبرية باتجاه شمال "أنقرة"، بالإضافة إلى وجود غابات الشوح وإن كانت بمقدار قليل في الأجزاء الشمالية المرتفعة القريبة من حدود محافظة "بولو"؛ وتوجد غابات الصنوبر البروتي في الأقسام المنخفضة في بعض المناطق في مدينة "ناللي هان" قبل الشتاء القارص، وتحتل الغابات أماكن أقل في الجنوب.
الإقتصاد: يعمل ثلاثة أرباع سكان "أنقرة" في قطاع الخدمات، وهذا القطاع صاحب أكبر حصة في الناتج المحلي الإجمالي، وسبب تطور القطاع بهذا القدر هو عدم وجود صناعة كبيرة بما يكفي لتوفير فرص العمل للسكان المهاجرين .. تمتلك "أنقرة" 9% من مقاييس الدخل والإنتاج القومي لتركيا، وتبلغ عائدات الضرائب التي تأتي من "أنقرة" 12%، كما يتم جمع 12,3% من إيرادات الموازنة من "أنقرة"، وفي مقابل هذا فإن الحِصَّة التي تحصل عليها "أنقرة" من الموازنة تبلغ 6,4% فقط. وفي عام 2006 ساهمت "أنقرة" ب16,5 مليار ليرة تركية من عائدات الضرائب للميزانية، وقد بلغ إجمالي إيرادات الميزانية 21,1 مليار ليرة تركية، أمَّا ما حصلت عليه من الموازنة فقد بلغ 11,3 مليار ليرة تركية .. واعتبارًا من عام 2001 أصبحت "أنقرة" منبعًا مهمًّا للناتج المحلي الإجمالي فكان تمثل 45% في مجال التجارة، و23% في مجال النقل والاتصالات، و14% في خدمات الدولة.
ذكر تقرير "برايس وتر هاووس كوبرز" أكبر المدن الاقتصادية في العالم أن "أنقرة" كانت في المركز 94 في أكبر 100 مدينة اقتصادية في عام 2005، ووصلت إلى المركز 80 في عام 2008، وأنها وصلت إلى المركز 74 في هذا العام 2020 بدخل قدره 115 مليار دولار أمريكي.
ووفقًا لترتيب معهد "بروكينغز" و"جي بي مورغان" فقد حصلت "أنقرة" على المركز التاسع بعد شيامن من بين 300 مدينة نامية اقتصادية لعام 2014، وقد حصلت "أنقرة" على المركز 38 في العام الذي سبقه في نفس الترتيب.
الصناعة: تبلغ حصة القيمة المضافة في القطاع الخاص في "أنقرة" أكثر من 85٪، وتتكون الصناعة في "أنقرة" بشكل عام من المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ وتستحوذ صناعة الدفاع والنقل على 40% من اجمالي الصناعات، وتأتي الصناعات الغذائية والنسيج في المرتبة الثانية، وأهم القطاعات من ناحية الإنتاج هي الغذاء (السكر- القمح- المكرونة- اللبن- الخمر)، والنقل (الآلات) (المركبات الزراعية- النقل- الجرارات) والحرب والاسمنت والمنسوجات (الأقمشة الصوفية- تريكو- الحقن) بالإضافة إلى المبيدات الزراعية والأثاث، وكذلك الحلويات والطباعة من الصناعات المهمة؛ وتأتي "أنقرة" في مقدمة المدن التركية في قطاع صناعة الدفاع وقطاع البرمجة والإلكترونيات، إْذْ توجد في "أنقرة" حوالي 3500 شركة مسجلة في غرفة "أنقرة" الصناعية، وترتبط 48 شركة من أكبر 500 شركة في "تركيا" بالغرفة الصناعية لأنقرة، وتأتي "أنقرة" بعد "إسطنبول"، وتُعدّ مركز الصناعة الثاني في "تركيا" .. "أنقرة" هي المحافظة الأكثر تنافسية وفقًا لتحقيق تم مِن قِبَل مركز الاقتصاد والسياسة الخارجية في 2009، وحصلت "أنقرة" على الترتيب الأول في التنافس في المؤشرات الفرعية التي يتكون منها مؤشر رأس المال البشري، ومؤشر رأس المال الإبداعي والاجتماعي، وقد أدَّى ارتفاع عدد مدرسي الجامعات وبراءات الاختراع وغيرها من التطبيقات المشابهة وغيرها من العوامل، وبالأخص مؤشر رأس المال الإبداعي إلى جعل أنقرة في مقدمة المدن في "تركيا".
الزراعة والثروة الحيوانية والغابات: تُستخدَم 60% من مساحة "أنقرة" في الزراعة، وهذه النسبة أعلى بكثير من المتوسط في "تركيا"؛ وأهم إنتاجات الحقول الزراعية هي: القمح والشعير والشمندر السكري، ومن الإنتاجات المهمة أيضًا: البطيخ والبطيخ الأحمر والجزر الشائع والإجاص والتفاح والكرز الحامض والعنب .. ويتم زراعة القمح بنسبة 24% والشعير بنسبة 23% والنسبة الباقية فهي لمختلف الزراعات؛ ولكون بولاطلي ثاني أكبر "مخزن حبوب" في "تركيا"، فإن "أنقرة" صاحبة الأسهم الأكثر نشاطًا في الحبوب.
وتعتبر الحيوانات صاحبة الرأس الصغير هي الملائة لمراعي وارتفاع "أنقرة"، وتفقد المحافظة باستمرار أهميتها في الثروة الحيوانية التي كانت موجودة من قبل، ويتم تربية الغنم (القدم البيضاء والسوداء) والأبقار في "أنقرة"، كما أن تربية الدجاج مهمة بشكل كبير، ومن الحيوانات المعروفة أيضًا ماعز أنغورة والذي قلّ عدده عن عُشر ما كان عليه في عام 1970، ويتم دفع مقابل مالي لتربيته بهدف حمايته من الانقراض، وتُعدّ "أنقرة" فقيرة من ناحية وجود الغابات؛ ووفقًا لبيانات 2012 فإن 15% من مساحة "أنقرة" مغطاة بالغابات، هذه الغابات 8% منها غابات مثمرة، بينما النسبة الباقية (7%) منها غابات تالفة .. ومن الجدير بالذِّكر أن لا يوجد أي إنتاج من الغابات إلا في صناعة الأثاث والتنجيد والأعمال التي يستفاد بها من الأشجار.
الطاقة: يتم إنتاج الطاقة من محطة "تشايرهان" للطاقة الحرارية بالفحم الحجري بقوة 634 ميغا وات، وكذلك محطة "أسينبوغا" للطاقة الحرارية بقوة 54 ميجا وات بالبترول، بالإضافة إلى إنتاج الطاقة الكهرومائية عن طريق سَدّ "صاري يار" بقوة 160 ميجا وات، وسَدّ "هنفرلي" بقوة 128 ميجا وات، وسَدّ "الكوبري المقطوع" بقوة 76 ميجا وات.
التعدين: "أنقرة" من المحافطات التي ترتفع فيها إمكانية التعدين في "تركيا"؛ ويوجد أهم نوع من الفحم البُني في مدينتيْ "ناليهان" و"بي بازاري"، كما يتم استخراج الملح من محيط البحيرة المالحة؛ وتحتل البحيرة المالحة المركز الثاني في أكثر الأماكن استخراجًا للملح في "تركيا" بعد ملاحة "تشماطي" التي في "أزمير"؛ كما يتطور إنتاج المياه المكربنة في "قيزل جهامام" و"بي بازاري".
مصادر المياه: توجد السُّدود التي توفر مياه الشرب ومياه الري فضلاً عن السُّدود التي توفر الطاقة الكهرومائية، والسُّدود التي توفر الطاقة الكهرومائية هي سَدَّ "تشوبوك 1"، وسَدَّ "تشوبوك 2"، وسَدَّ "بيندر"، وسَدَّ "الكوبري المقطوع"؛ أمَّا السُّدود التي توفر مياه الشرب والرَّي فهي سَدّ "تشاملي دارا" لمياه الشُّرب، وسَدّ "أصر تابا" لمياه الرَّي، أما سَدّ "كورت بوغازي" فيوفر مياه الشُّرب والرَّي أيضًا؛ ولإن مصادر المياه هذه لم تعُد تكفي احتياجات هذه المدينة الكبيرة فقد بدأ جلب المياه إليها من النهر الأحمر منذ عام 2008، وتجري مناقشة مشاريع لإنشاء سَدّ جديد.
السياحة: "أنقرة" ليست هي المدينة التي يرجّحها السُّياح من خارج "تركيا"؛ حيث يزورها 1,5% من نسبة السُّياح الذين يزورن "تركيا"، ووفقًا لإحصائية تمَّت في عام 2007 فقد دخل إلى "تركيا" عن طريق مطار "إيسنبوغا" الدولي الذي في "أنقرة" 383 ألف شخص؛ وأغلب هؤلاء السياح يأتون في فترة مايو-سبتمبر 38% منهم من المواطنين الألمان .. ويعتبر متحف الحضارات الأناضولية أول الأماكن المقترحه للقيام بزيارته من المهتمين بالمواقع الأثرية، كما توجد في المدينة العديد من الأماكن السياحية في "أنقرة" منها قلعة "أنقرة" متحف الحضارات الأناضولية ومتحف "أنقرة" الإثنوغرافي ومن الآثار الرومانية نصب "أنجيرانيوم" التذكاري، ومعبد "أغسطس"؛ أما الأماكن الرئيسة التي يمكن زيارتها خارج العاصمة هي المنازل التقليدية في "بي بازاري" و"غوردوين".
القضايا البيئية: تأتي "أنقرة" بعد "قوجه ايلي" و"إسطنبول" في المدن الأكثر تلويثًا للبيئة! وتعتبر الأنهار وبعض بحيرات "أنقرة" في وضع المتلوثة تمامًا؛ ويعتبر نهر "سقاريا" والذي يمده نهر "تشاي أنقرة" والنهر الأحمر أكثر الأنهار تلوثًا داخل المدينة، وعلى الرغم من هذا، يلبي نهر "سقاريا" جزء من احتياجات محافظة "أنقرة" من المياة؛ كما أدَّى التلوث الذي في بحيرات "ايمير" و"موجان" التي في مدينة "جول باشي" إلى وفاة جماعية للأسماك .. ويعتبر تلوث البحيرة المالحة مؤثرًا على البيئة، وينتظر حماية البحيرة المالحة حتى عام 2015 بسبب الآبار غير القانونية أو الاحترار العالمي .. وقد صل تلوث الهواء إلى درجات خطيرة في أوائل الثمانينيات، وبعد ذلك استخدام الغاز الطبيعي ينتشر بدلاً من الفحم البُني ردئ الجودة، وتعتبر "أنقرة" ذات درجة متوسطة في الهواء الملوث في الأيام الحالية، وعلى الرغم من هذا وفقًا للقياسات التي تمَّت في المحافظة في عام 2008، يصل مقياس ثنائي أكسيد الكبريت إلى 96 pg/m3 في شهور الشتاء؛ وبذلك تُعتبر "أنقرة" المدينة الأكثر تلوثًا في الهواء في "تركيا"!
اللَّهجة: تم تصنيف اللَّهجة التي يتحدث بها سكان "أنقرة" بأنها تابعة للهجة غرب الأناضول وفقًا لدراسة "تصنيف لهجات الأناضول" والتي قامت بها البروفيسور "ليلى كاراخان"، كما تم تصنيف اللَّهجة التي يتحدث بها سكان مناطق "نيدا" و"قيريق قلعه" و"جوروم" و"يوزغات" و"قرشهر" و"نوشهر" و"قيصرية" و"بالا" و"هيمانا" و"شرفلك أوتش حصار" و"تشوبوك" و"قلعه جيك" و"النهر الأحمر" و"شركيشلا" و"كمرك" بأنها تابعة للهجات الفرعية للهجة غرب الأناضول.
المواقع الأثرية والمعالم الحديثة:
- مسجد الجامع الكبير (الكوجتبا) ويقع في وسط مدينة أنقرة في منطقة الكزلاي.
- قلعة أنقرة.
- المسرح الروماني.
- معبد أغسطس روما.
- الحمَّام الروماني.
- عمود جوليان.
- نُصب النَّصر.
- النُّصب التِّذكاري للأمن والثِّقة في المستقبل.
- نُصب الهاتيون.
التسوق والمتنزهات: يُفضّل الزُّوار الأجانب إلى "أنقرة" زيارة المحلات التجارية القديمة في "يوكوشي شيكليكشيلار" (درب النساجون) بالقُرب من حي "اولوس"، حيث يمكن العثور على أشياء كثيرة جدًّا، بدءًا من الأقمشة التقليدية، والسجاد المنسوج يدويًّا والمنتجات الجلدية بأسعار منافسة .. يحظى "باكيرسيلار شيرشيسي" (بازار النحاسون) بشعبية خاصة، إذْ يُباع فيه العديد من العناصر المثيرة للاهتمام، وليس فقط من النحاس، حيث يمكن العثور هناك على المجوهرات والسجاد والملابس والتحف والتطريز؛ وفي أعلى التَّبة بالقُرب من بوابة القلعة، هناك العديد من المحلات التجارية التي تبيع مجموعات ضخمة وجديدة من التوابل والفواكه المجففة، والمكسرات، وغيرها من المنتجات .. أمَّا مناطق التسوق الحديثة فتتواجد في "كيزيلاى"، أو في شارع "حلمي تونالي"، بما في ذلك مركز التسوق كاروم الحديث الذي سمي تيمنًا بمستعمرات التجار الآشورية القديمة التي تم تأسيسها في وسط الأناضول في بداية الألف الثاني ما قبل الميلاد والذي يقع نحو نهاية الشارع .. وفي حي برج "آتاكول" في "جانكايا" الذي يقع على أعلى نقطة والذي يطل على مناظر رائعة على المدينة بأكملها، وفيه أيضًا مطعم دوَّار في الأعلى الذي يسمح بالتمتع ببانوراما كاملة.
الجامعات: تضم "أنقرة" عِدّة جامعات عريقة معروفة على المستوى الدولي، ولُغة التَّدريس المعتمدة في معظم هذه الجامعات هي اللغة التركية، إلا أن هناك لغة التدريس في بعض الجامعات هي اللغة الإنكليزية مثل جامعة الشرق الأوسط .. وتنقسم الجامعات إلى جامعات تابعة للدولة وجامعات خاصة يمكن حصرها فيما يلي:
الجامعات التابعة للدولة: جامعة أنقرة، جامعة الغازي، جامعة حجة تبة، وجامعة الشرق الأوسط التقنية، جامعة يلدريم بايزيد.
الجامعات الخاصة: جامعة أتاليم، جامعة الباشكنت، جامعة بيلكنت، جامعة تشانكايا، جامعة ت إ د TED، جامعة TOBB للاقتصاد التكنولوجيا، جامعة تورغوت أوزال، وجامعة مؤسسة الجو التركي، جامعة الأفق Ufuk Üni، جامعة ألتين كوزا Altın Koza Üni، جامعة العلم (بيلغي) Bilgi Üni.
النقل والمواصلات: تتكوَّن وسائل الموصلات داخل المحافظة من الطرق البرية والجوية والسكة الحديد، بالإضافة إلى أن نظام النقل العام المتطور يلبي احتياجات المواطنين في "أنقرة"؛ وعلى الرّغم من البنية التحتية للنقل العام، وربما كمؤشر لمستوى الرخاء في المحافظة، فلكل 100 شخص 18 سيارة للنقل، وبذلك تعتبر "أنقرة" هي المدينة الأولى في "تركيا" في النقل.
ويعتبر مطار "إيسنبوغا" الدولي الواقع في شمال مركز المحافظة أهم نقطة للدخول والخروج فيها عن طريق الجو؛ ومن الممكن على الفور الطيران إلى أي محافظة داخل "تركيا" أو إلى "أوروبا" أو "الولايات المتحدة" أو إلى "الشرق الأقصى" من مطار "إيسنبوغا" .. وفي عام 2006 تم تجديده بالكامل وتحديث سِعته ومَهامه، كما تم تجديد الطُّرق التي تربط المطار بالمدينة بالكامل، وادخال ممرات جديدة، كما يوجد مطار جوي أخر يربط بالمحافظة، وهو مطار "اتيماسجوت" العسكري التابع للجيش التركي، وهذا المطار وإن كان مغلقًا للمدنين إلا أنه يمكن استخدامه كبديل وقت الضرورة، كما توجد مطارات أخرى في "أنقرة" تُستخدَم لأهداف عسكرية، وهي مطار "أكينجي" ومطار "جوفرجينليك".
الحافلات: هناك حافلات رخيصة، ولكنها مزدحمة جدًّا وغير مُريحة خصوصًا في أوقات الذُّروة؛ وهناك نوعان من الحافلات في خدمة "أنقرة" بالكامل، ويتم تشغيل بعضها مِن قِبَل البَلَدية وتُسمَّى هذه Belediye Otobüsü، وهذه الحافلات هي إمَّا أحمر أو أزرق، أو الأزرق الدَّاكن المخطَّط، فيتم شراء التذاكر الإلكترونية مقدّمًا وينبغي تقديمها عند طلبها على الحافلة وسعرها كحد أدنى خمسة ليرات؛ ويديرها القطاع الخاص .. أمَّا النوع الثاني من الحافلات فتسمى Otobüsü والتي هي الأخضر أو الأزرق، والتذاكر هنا ليست موضوع ترحيب في هذه الحافلات التي تشترط الدفع النقدي فقط، ولكن بنفس السعر، أما الأخضر ذات الطابقين فهي حافلات أيضًا مملوكة للقطاع الخاص ويتطلب الدفع نقدًا كذلك، وتغطى بعض هذه الحافلات بالإعلانات الملونة.
مترو الأنفاق: هناك طريقان تحت الأرض في "أنقرة" كلاهما مُريح جدَّا وسريع.
سيارات الأجرة: سيارات الأجرة عديدة في جميع المدن التركية ويتم التعرف عليها من لونها أصفر وكلمة taksi على رأس السيارة؛ وجميع سيارات الأُجرة لديها رسالة T في لوحات التراخيص الممنوحة لهم؛ فالأُجرة التي تظهر على العدَّاد يقرأ وفقًا لمسافة السفر.
*********