• بادئ الموضوع بادئ الموضوع Mr. HATEM
  • تاريخ البدء تاريخ البدء
  • المشاهدات 4,833
(49) مَمْلَكَة الحِيرَةِ

هُم مِن عَرَب الَيمَن المُهَاجِرين؛ قامت مَمْلكتُهم في شمال الجزيرة (جنوب العِرَاق) تابعة للفُرس، تحميهم ويحمونها، وأشهر مُلُوكهم: عَمْرُو بْن عَدِيّ، والنَّذْر بْن مَاء السَّمَاء، والنُّعمَان بْن المُنْذِر، وبعد النُّعمَان عَيَّن كِسْرَى إِيَاسَ بْن قَبِيْصَة على الحِيْرَة، وأَشْرَك معه رجُلاً فارسياً.
 

توقيع : Mr. HATEM
(50) مَمْلَكَة غَسَّان

هم مِن عَرَب اليَمن الهَاجِرة بعد انهيار سَدّ مَأرِب -مثل مَنَاذِرة الحِيْرَة- وقد استقرُّوا ببَادِية الشَّام، فأصبحوا تَابعين للرُّوم يحمونها مِن هَجَمات العَرَب .. وكان الحُكْم في البداية لقبيلة "الضجاعمة" وأشهر ملوكهم: زِيَاد بْن الهيولة .. ثم حَكَمت قبيلة "بَنِي جَفْنَة" واتَّخذُوا دِمَشْق عاصمةً لهم، ومن أشهر ملوكهم: الحَارِث بْن جَبَلَة، والمُنْذِر بْن الحَارِث، وجَبَلَة بن الأَيْهَم، وهو آخر مُلُوك الغَسَاسِنَة، وفي عَهْدِه دخل المُسْلِمون بِلادَ الشَّام؛ ويُقَال إِنّ جَبَلَة أَسْلَم ثم ارتدَّ وهَرَب إلى الرُّوم في عهد عُمَر بْن الخَطَّاب رضي اللهُ عنه.
 
توقيع : Mr. HATEM
(51) الأَهَمِّية الحَضَارِية لِلمَنَاذِرَة والغَسَاسِنَة

أَهَمُّ دَوْرٍ لَعِبته هَاتَان الملكتان هو أنهما كانتا جسرًا عَبَرَت عليه ألوانٌ من حضارة الفُرس والرُّوم إلى الجزيرة العربية .. وأهم هذه الألوان: الأديان وضُروب من المعارف العامَّة، والفنون الحَربِية وغيرها.
 
توقيع : Mr. HATEM
بارك الله فيك وجزاك خيرا وشكرا لك على هذة المعلومات القيمة
 
توقيع : aelshemy
بارك الله فيك وجزاك خيرا وشكرا لك على هذة المعلومات القيمة

أعزَّك اللهُ وأكرمك وأحسن إليك أخي الحبيب الأريب

شرَّفني وأسعدني مرورك الجميل جدًّا

 
توقيع : Mr. HATEM
(52) الحِـجَــــاز

الحِجَاز هو المَوطِن الأول للدَّعوة الإسلامية، فيه وُلِد ونَشَأ الرُّسول مُحَمَّدُ صلى اللهُ عليه وسلم، وهو مَهْبَط الوَحي، ومَشرِق النُّور، ومِن الحِجاز انطلقت صَيحة الإصلاح ودعوة الإسلام .. وقد نقل الإسلامُ الحجازَ من مكان عربي إلى مكان إسلامي عالمي.
 
توقيع : Mr. HATEM
(53) نَشْأَة مَكَّة المُكَرَّمة و قِصَّة إِسْمَاعِيْل عليه السَّلام


كما ذكرنا سابقاً: قَدِم النَّبيُّ إِبْرَاهِيْمُ بزوجه هَاجَر وابنه إِسْمَاعِيل عليهم السَّلام، وتركهما في مكَّة المُعظَّمة وقد كانت صحراء قَاحِلة وكان اللهُ قد أمره بذلك، ودعا إِبْرَاهِيْمُ رَبَّه أن يجعل مكَّة دار أمان وعَمَار، فكان ذلك، وتدفقت بئر زَمْزَم؛ ومَرَّت قبيلة جُرهُم اليَمَنِية حول مكَّة، فسمحت لهم هَاجَرُ بِسُكْنَاها، ونشأ إِسْمَاعِيْلُ بينهم وتعلَّم لُغتهم العربية، ثم تزَّوج منهم، وكان إِبْرَاهِيْمُ يزورهم بين حين وآخر .. وفي إحدى الزِّيارات أمره اللهُ بِذَبْح إبنَه إِسْمَاعِيْلَ، فاستسلما لأمر اللهِ تعالى، وعند التَّنفيذ فَدَاه اللهُ بكَبْش عظيم، وكان ذلك ابتلاء من اللهِ؛ ثم قاما ببناء الكعبة تنفيذًا لأمر اللهِ عزَّ وجلَّ .. وبَعَثَ اللهُ إسماعيلَ رَسُولاً لقبيلة جُرهُم ومَن حول مَكّة، قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ. رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}. (سورة البقرة، الآيتان: 127، 128) .. ثُمّ بعد إِسْمَاعِيْل تغلّبت جُرهُم على مَكَّة فحَكَمَتها، ثم أفسدت فيها، ثم خضعت مَكّة لخُزَاعة ،وهم مِن اليمن أيضاً، وكان بنو إِسْمَاعِيْل على الحِيَاد .. ودخلت عبادة الأصنام إلى مَكَّة في أيام خُزَاعَة، ادخلها زعيمهم عَمْرُو بْنُ لُحَيٍّ حيث جَلَبها مِن الشّام فعَبدها، ثم عَبدها أهل مَكَّة .. وتكاثر بنو إِسْمَاعِيْل ومنهم كنانة (وقُرَيْش فرع من كنانة) فاستطاع سَيِّدهم قُصَيُّ بْنُ كِلاَبٍ (الجَدَّ الرَّابع للرسول صلى اللهُ عليه وسلم) أن يطرد خُزَاعةَ مِن مَكَّة ويتزعّمها، فأصبحت سيادة مكَّة لقُرَيْش، وحكمها بعده ابنه عَبْدُ مَنَافٍ، وتقاسم الزَّعامة من بعده أبناؤُه: هَاشِمٌ، والمُطَّلِبُ، وعَبْدُ شَمْسٍ، ونَوْفَلٌ.
 
توقيع : Mr. HATEM
بارك الله فيك وجزاك خيرا وشكرا لك هذة المعلومات رائعة جدا فتوسع فى عرضها لنستفيد منها وليجعل الله مجهودك هذا فى ميزان حسناتك
 
توقيع : aelshemy
بارك الله فيك وجزاك خيرا وشكرا لك هذة المعلومات رائعة جدا

أعزَّك اللهُ وأكرمك أخي المفضال

فتوسع فى عرضها لنستفيد منها وليجعل الله مجهودك هذا فى ميزان حسناتك

أحاول قدر الإمكان في التوسع .. ولكن ما يمنعني هو إعراضي عن الكثير من الأخبار الواهية في التاريخ
لذلك أسميته بــ: "التحفة اللطيفة".
 
توقيع : Mr. HATEM
(54) عَام الفِيل و مُحَاولة هَدم الكَعبَة المُشَرَّفة

بَنَى أَبْرَهَةُ الأَشْرَم "حَاكِم اليَمَن الحَبَشِي" كنيسةً ضخمًة مُزخرفة في صَنْعَاء وأسماها "القُلَّيْس"، ودَعَا النّاس للحجّ إليها بدلاً من الكَعبَة المُشَرَّفة (لأسباب دينية وسياسية واقتصادية)؛ ففشل فشلاً ذرِيعاً ولم يحجّ إليها أحدٌ، فغضب وقرّر هَدم الكَعبة، فسار إليها في جيش ضخم تتقدّمه الأفيال، وكان عَبْدُ المُطَّلِب بْنُ هَاشِمٍ (جَدُّ النَّبِيِّ مُحَمَّد صلى اللهُ عليه وسلم) هو سَيّدُ مَكَّة يَوْمَها؛ ولم يَتصدَّى له أحدٌ .. وعندما دخل مَكّة وهَمَّ بهدم الكَعبَة أهلكَه اللهُ تعالى وجَيشَه .. والقِصّة مذكورة في سُورة الفِيل، قال اللهُ عزّ وجلّ: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ. أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ. وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ. تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ. فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} .. وكانت حادثة الفيل كبيرة الأهمية عند العَرب، فأخذوا يُؤرِّخون بها؛ وهو العام الذي وُلِد فيه النّبِيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام.
 
توقيع : Mr. HATEM
(55) اقتِصَادِيَّات العَرَب

أهمّ مَصَادر الثَّروة عند العَرب ارتبطت بالتِّجارة، فقد اشتهر العَرب في الجاهلية بالتِّجارة شُهرة واسعة .. وكانت التِّجارة عند قُرَيْشٍ عَصَب الحياة، وقد وَرَد في القرآن الكريم بعضًا من هذه التِّجارة: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ. إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ}. (سورة قريش، الآيتان: 1، 2)؛ فكانت رِحلَة الشِّتاء إلى اليَمَن، ورِحلَة الصَّيف إلى الشَّام.
 
توقيع : Mr. HATEM
(56) زَمَن الفَتْرَة

نُلاحِظ أنّ الرِّسَالة انقطعت عن الجزيرة العربية مُدَد طويلة، مِن زَمَن إِسْمَاعِيْل عليه السَّلام إلى بَعثَة النَّبي صلى اللهُ عليه وسلم، وانقطعت عن العالم عُموماً منذ أن رفع اللهُ عِيْسَى عليه السَّلام حوالي عام 610 قبل الهجرة/ الموافق عام 33 ميلادية .. وسُمِّيَت هذه المُدّة زمن الفترة "فترة انقطاع الرُّسل" .. فتخبَّط المجتمعُ أيما تخبُّطٍ، وكان بأشدِّ الحاجة إلى نَبيٍّ يُعيده إلى الحقِّ والصَّواب، وخاصةً بعد أن حُرِّفت الدِّيانات السَّماوية وضاعت؛ فكانت رِسالة نبيّنا مُحَمَّد صلى اللهُ عليه وسلم إلى البَشَر كَافَّة.
 
توقيع : Mr. HATEM
(57) مُوجَز التَّارِيخ القَدِيم (قَبْل الإِسْلاَم)

- خَلَق اللهُ سبحانه البَشَرَ وبَعَث الرُّسلَّ، لعبادته وإقامة شَريعته في الأرض .. وكان آدمُ هو أول البشر وأول الأنبياء.

- وتَتَابعت الحَضَارات وتَوَالى الأنبياء والرُّسل، وأقدم الحضارات ظهرت في: العِرَاق، ومِصْر، والشَّام، وجزيرة العَرَب.

- أهم حضارات العِرَاق: السومرية، الأكادية، العيلامية، البابلية، الآشورية، والكلدانية .. وأنبياء هذه البلاد: نُوح وإِبْرَاهِيم ويُونُس عليهم السَّلام.

- وأهم حضارات الشَّام: العمورية، الفينيقية، الكنعانية، الآرامية، ثم حضارة الأنباط وتدمر، ثم الغساسنة والمناذرة.

- وأغلب الأنبياء والرسل ظهروا في بلاد الشَّام، فمنهم: لُوط، إِسْحَاق، يَعْقُوب، أَيُّوب، اِلْيَسَع، إِلْيَاس، دَاود، سُلَيْمَان، زَكَرِيَّا، يَحْيَى وعِيْسَى عليهم السَّلام، وهم مِن بني إسرائيل وأُرسِلوا إليهم وإلى غيرهم.

- وقامت في مصر الحضارة الفرعونية وحضارة الهُكْسُوس، وظهر فيها من الأنبياء: يُوسُف، ومُوسَى وهَارُون عليهم السَّلام.

- وظهر في جزيرة العرب قوم عاد وثمود وأهل مدين، وحضارات اليمن (معين، سبأ، حمير، قتبان) والقبائل المهاجرة بعد انهيار سد مأرب، والأحباش وذُرِّية إِسْمَاعِيْل بْن إِبْرَاهِيم عليهما السَّلام.

- وأنبياء جزيرة العرب هم: هُود، صَالِح، شُعَيْب، إِسْمَاعِيل عليهم السَّلام.

- وظهرت حضارات أخرى وسادت على وَجه الأرض، كحضارة الفُرس ثم الإِغْريق ثم الرُّومَان.

والــنــتـــيــــجــــــة
معظم هذه المَمَالك والجَمَاعات كَذَّبت برُسُلِها، وتَمادت في غَيِّها وانحرافها، وما آمن إلا قليلٌ .. ثم بَعَث اللهُ آخرَ رُسلَه (مُحَمَّد صلى اللهُ عليه وسلم) إلى البَشَر كافَّة في جميع أَصْقَاع الأرض .. وعلى يديه كانت هِدَاية البَشَرِية الضَّالة.
 
توقيع : Mr. HATEM
الله أكبر بارك الله فيك وجزاك كل خير وشكرا لك وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
 
توقيع : aelshemy
الله أكبر بارك الله فيك وجزاك كل خير وشكرا لك وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم

أحسنتَ القول أخي الحبيب الكريم .. اللَّهم صلِّ وسلّم وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وأصحابه
 
توقيع : Mr. HATEM
(58) السِّيرة النَّبَوية

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}. (سورة الأحزاب: 21)

تَــمْــهِــيـــدٌ
وَصَل البَشَر في فترة انقطاع الرُّسل (بين عِيْسَى ومُحَمَّد عليهما الصَّلاة والسَّلام) إلى درجة كبيرة من التّخبط والضّياع، فكانت رسالة محمد صلى اللهُ عليه وسلم، وهي جامعة الرِّسالات وخاتمتها، وناسخة لما قبلها، وكانت لبني البَشَر كافة، قال اللهُ تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}. (سورة سبأ: 28)؛ وهي لكل زمان ومكان، لذا لا بدّ أن يكون صاحبها على درجة تؤهله لحمل هذه الرسالة، فاختاره اللهُ بخصائص لم تكن لغيره.

فمِن خَصَائِص نَبِيِّنَا مُحَمَّد صلى اللهُ عليه وسلم:

- اختاره اللهُ من العرب وهي أُمَّة وَسَط، وجعله في قُريش أفضل قبائل العرب، وجعل نَسَبه في أشرف قريش (بنو هاشم).

- بلاده في موقع وسط، يمكن أن تنطلق منها الدَّعوة إلى جميع الجهات.

- اختاره اللهُ من أمة قل أنبياؤها، لتكون له قيمة عظيمة.

- بَعَثه اللهُ على فترة متباعدة من الرُّسل، لتتهيأ له النفوس، وتنتظره؛ قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ}. (سورة المائدة: 19)

- أخبر اللهُ في الكُتب السّماوية بمَبْعَث مُحَمَّد عليه الصَّلاة والسَّلام.

- اختاره اللهُ من شعب أقرب إلى البَدَاوة التي لم تفسده المَدَنِية والحضارة.

- اختاره اللهُ من شعب أُمِّي، لم يعرف الفلسفة والمعارف والعلوم.

- جعل اللهُ سيرته معروفة تماماً بكل تفاصيلها، حتى يكون قدوة لغيره.

- سِيرته جامعة تشمل جميع نواحي الحياة.

- سِيرته عملية، وواقعية، ويستطيع الناس ممارستها في كل زمان ومكان.
 
توقيع : Mr. HATEM
(59/ 1) النَّشْأَة الشَّرِيفَة

نَسَبُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ هُـــــــوَ:

سَيِّدُ البَشَرِ

سَيِّدُ المُرْسَلِيْنَ

وخَاتَمُ النَّبِيينَ

أَبُو القَاسِمِ

مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غالب ابن فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ؛
وعَدْنَانُ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيْلِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ صلى اللهُ عليهما وعلى نبينا وسلَّم، بِإِجْمَاعِ النَّاسِ.

-- وأُمُّ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ هِيَ: آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غالب ابن فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ.

مَولِدُ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وُلِد في مَكَّة المُكَرَّمة، في عام الفيل حوالي عام 570 م/52 ق. هـ. وهو نفس العام الذي حاول فيه أَبْرَهَةُ حَاكِم اليَمَن هَدم الكَعبَة، فأهلكه اللهُ وجُندَه بالطير الأبابيل التي رمتهم بحجارة من سِجِّيل، كما ذكرنا سالفاً .. تُوفي أَبُو النَّبِي عليه الصَّلاة والسَّلام وهو جَنِين لم يخرج للدنيا بعد، وبعد مَوْلِده سَمَّاه جَدُّهُ عَبْدُ المُطَّلِب مُحَمًّداً صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم أخذته حَلِيْمَةُ السَّعْدِيَّةُ إلى مَضَارِب بَنِي سَعْدٍ وتَولَّت رِضَاعَتَه، ثم تُوفيت والدته قبل أن يُكْمِل 6 سنوات .. لقد شاء اللهُ تعالى فيما يبدو أن يتولى هو تربية مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأن يَنزعه من أُسرته ليُصبح في رِعَايَة اللهِ تمهيداً للأسرة الكبيرة التي سيكون مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زعيمها .. وقد عَبَّر القرآنُ عن هذا المعنى في قوله تعالى: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}. (سورة الضحى: 6).
 
توقيع : Mr. HATEM
(59/ 2) رِعَايَة جَدِّه عَبْد المُطَّلِب:

عَبْدُ المُطَّلِبِ؛ هو مِن سَادَات قُرَيْش، وهو الذي أعاد حفر بِئر زَمْزَم، ونازعته قُرَيش، فعَزَّ عليه ذلك، ونَذَر إن رزقه اللهُ بعشرة بَنِين وبَلَغُوا أن يمنعوه أن يَنْحَر أَحَدَهُم للهِ، فلما تَحقَّق ذلك، وقع الاختيار على عَبْدِ اللهِ (وَالِد الرَّسُول صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) فأراد التَّنفيذ، فمَنَعته قُرَيْشٌ، واقترع إِبِلاً بَدلاً من عَبْدِ اللهِ حَتَّى وَصَل عددها إلى المائة، فَنَحَرهَا وفَدَى عَبْدَ اللهِ .. وقد تَولّى جدُّه رِعَايتَه حتَّى بلغ الثَّامنة، فتُوفي، فتَوَلّى عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ رِعَايَتَه.
 
توقيع : Mr. HATEM
(59/ 3) رِعَايَة عَمِّه:

تَوَلَّى رِعَايَتَه منذ الثَّامنة من عُمُرهِ، وإلى السَّنة العاشرة مِن البَعثَة، وكان عمُّه قليلُ المال، كثيرُ العِيَال، فعمل النَّبِيُّ صلى اللهُ عليه وسلم رَاعِياً ليُساعده، قال الرَّسُولُ صلى اللهُ عليه وسلم: «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الغَنَمَ»، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وأَنْتَ؟! فَقَالَ: «نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ». رَوَاه البُخَاريُّ .. ولمّا بَلَغ الثَّانية عشر من عُمُره خرج به عَمُّه إلى الشَّام في تجارة، فرَآهُ بَحِيرَا (الرَّاهِب) وأمر عمَّه ألاَّ يَقْدُم به إلى الشَّام خوفاً عليه من اليهود، حيث سيكون له شأن عظيم، فأعاده وازداد حِرصه عليه .. واستمرَّ النَّبِي مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدها في رَعي الغَنَم .. وقد شارك مُجْتَمَعَه في الأُمُور العَامَّة الفَاضِلَة .. فمنها:
حِلْفُ الفُضُولِ: إِذْ تَعَاهَدت فيه قُرَيْشٌ أَلاَّ تجد بمَكَّة مظلوماً إلاَّ نَصرُوه، واشترك مع عُمُومته في ذلك الحِلْف.
 
توقيع : Mr. HATEM
(59/ 4) التِّجارة والزَّواج:

لمّا بلغ النَّبِي مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الخامسة والعشرين، خرج إلى الشَّام في تجارة لأُمِّ المُؤمِنين خَدِيجَة وبعد عَودته طلبته للزَّواج، لِمَا رأت فيه من رُجُولة وصِدق وأَمَانة، فتزوجها، فهي أول زوجاته، وأم أبنائه، وأول امرأة أسلمت، ولم يتزوّج عليها غيرها في حياتها، وقد أَمَرَهُ جَبْرَائِيلُ: أن يَقَرأ عليها السّلام مِن اللهِ عزّ وجلّ، ويُبشّرها بقَصْر في الجنّة مِن لُؤلُؤ؛ ولها فضائل كثيرة جدًّا عليها السلامُ.

 
توقيع : Mr. HATEM
عودة
أعلى