1. إستبعاد الملاحظة
  2. الإدارة العامة

    صفحة منتديات زيزووم للأمن والحماية

  3. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية الفيس بوك

  4. الإدارة العامة

    الصفحة الرسمية لمنتديات زيزووم للأمن والحماية التلكرام

ترجمة النُّجوم العَوالي في ذِكر أصحاب المَعَالي

الموضوع في 'المنتدى الإســـلامي العــام' بواسطة Mr. HATEM, بتاريخ ‏يونيو 11, 2020.

  1. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (35) أَبُـــــو قِـــــلاَبَـــــــــةَ الـــجَـــــرْمِـــــــــيُّ

    هُـــــــوَ: عَبْدُ اللهِ بنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بنِ نَاتِلِ بنِ مَالِكٍ الجَرْمِيُّ، البَصْرِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ.

    كَانَ مِن عُبَّادِ التَّابِعِينَ وزُهَّادِهِم، هَرَبَ مِن البَصْرَةِ مَخَافَةَ أَن يَلِيَ القَضَاءَ، فَرَحِلَ إِلَى الشَّامِ ومَكَثَ بِهَا إِلَى أَنْ مَاتَ، وكَانَ طَلاَّبَةَ لِلْعِلْمِ، ذَهَبَ مَرَّةً إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ أَجْلِ حَدِيثٍ يَسْمَعُهُ مِن أَحَدِ الرُّوَاةِ.

    حَــدَّثَ عَـــنْ: أَنَس بنِ مَالِكٍ وثَابِتِ بنِ الضَّحَّاكِ ومَالِكِ بنِ الحُوَيْرِثِ وسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ وعَنْبَسَةَ بنِ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ وأَبِي هُرَيْرَةَ ومُعَاوِيَةَ بنِ أَبِي سُفْيَان وعَمْرِو بنِ سَلِمَةَ الجَرْمِيِّ والنُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ، وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِين، رَضْيَ اللهُ عَنْهُم.

    وحَــدَّثَ عَــنْـــهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ ويَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيْرٍ ودَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ وثَابِتٌ البُنَانِيُّ وقَتَادَةُ بْنُ دِعَامَة وعَاصِمٌ الأَحْوَلُ وعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ وعِمْرَانُ بنُ حُدَيْرٍ والمُثَنَّى بنُ سَعِيْدٍ وغَيْلاَنُ بنُ جَرِيْرٍ ومَيْمُوْنُ القَنَّادُ وخَالِدٌ الحَذَّاءُ وحَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ وأَبُو عَامِرٍ الخَزَّارُ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.

    - قَالَ عَنْهُ أَيُّوْبُ: كَانَ -وَاللهِ- مِنَ الفُقَهَاءِ ذَوِي الأَلْبَابِ.

    - وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ، والعِجْلِيُّ، وابْنُ خِرَاشٍ: كَانَ ثِقَةً؛ زَادَ ابْنُ سَعدٍ: كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.

    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ فَاضِلٌ؛ كَثِيرُ الإِرسَالِ.

    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: مِن أَئِمِّةِ التَّابِعِينَ.

    مِن أَقْــوَالِـــهِ:

    - قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: إِذَا حَدَّثْتَ الرَّجُلَ بِالسُّنَّةِ، فَقَالَ: "دَعْنَا مِنْ هَذَا وَهَاتِ كِتَابَ اللهِ"، فَاعْلَمْ أَنَّهُ ضَالٌّ.

    - وقَالَ: أَغْنَى النَّاسِ: الَّذِي يَرْضَى بِمَا يُؤْتَى.

    - وقَالَ: أَعْلَمُ النَّاسِ: الَّذِي يَزْدَادُ مِنْ عِلْمِ النَّاسِ إِلَى عِلْمِهِ.

    - وقَالَ: مَا وَجَدْتُ مَثَلَ القَاضِي العَالِمِ إِلاَّ مَثَلَ رَجُلٍ وَقَعَ فِي بَحْرٍ، فَمَا عَسَى أَنْ يَسْبَحَ حَتَّى يَغْرَقَ .

    - وقَالَ: لاَ تُجَالِسُوا أَهْلَ الأَهْوَاءِ، ولاَ تُحَادِثُوْهُم، فَإِنِّي لاَ آمَنُ أَنْ يَغْمُرُوْكُم فِي ضَلاَلَتِهِم، أَوْ يُلْبِسُوا عَلَيْكُم مَا كُنْتُم تَعْرِفُوْنَ.

    - وقَالَ: لَيْسَ شَيْءٌ أَطْيَبَ مِنَ الرُّوْحِ، مَا انْتُزِعَ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَنْتَنَ.

    وَفَــاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو قِلاَبَةَ بِالشَّامِ سَنَةَ أَرْبَعٍ ومِائَةٍ (104 هــ)، وقَدْ ذَهَبَتْ يَدَاهُ ورِجْلاَهُ وبَصَرُهُ فِي آخِر حَيَاتِهِ، وهُوَ مَعَ ذَلِكَ حَامِدٌ شَاكِرٌ؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  2. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (36) مُـجَــاهِـــدُ بـْـنُ جَــبْــــــرٍ

    هُـــــوَ: مُجَاهِدُ بنُ جَبْرٍ الأَسْوَدُ، أَبُو الحَجَّاجِ المَكِّيُّ. الإِمَامُ، شَيْخُ القُرَّاءِ والمُفَسِّرِيْنّ

    أَخَذَ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ القُرْآنَ والتَّفْسِيْر؛ قَالَ مُجَاهِدٌ: عَرَضْتُ القُرْآنَ ثَلاَثَ عَرْضَاتٍ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، أَقِفُهُ عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ، أَسْأَلُهُ: فِيْمَ نَزَلَت؟ وَكَيْفَ كَانَت؟

    مَـــوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ مُجَاهِدٌ سَنَةَ إِحدَى وعِشْرِينَ (21 هــ).

    وكَانَ كَثِيْرَ الأَسْفَارِ والتَّنَقُّلِ، لاَ يَسْمَعُ بِأُعْجُوْبَةٍ إِلاَّ ذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا؛ ذَهَبَ إِلَى بِئْر بَرهُوت بِحَضْرَمَوْت فِي اليَمَن، وذَهَبَ إِلَى بَابِل بِأَرضِ العِرَاق، يَبْحَث عَن هَارُوت ومَارُوت.

    لَهُ كِتَاب فِي التَّفْسِير مَعرُوف بِاسْم "تَفْسِير مُجَاهِد"؛ إِلاَّ أَنَّ عُلَمَاء التَّفْسِير يَتَجَنَّبُونَهُ، لِأنَّهُم رَأَوْا أَنَّهُ كَانَ يَسْأَلُ أَهْلَ الكِتَاب (النَّصَارَى واليَهُود) ويَضَعهُ فِيهِ.

    - قَالَ عَنْهُ قَتَادَةُ السَّدُوْسِيُّ: أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالتَّفْسِيْرِ؛ مُجَاهِد.

    - وقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: خُذُوا التَّفْسِيْرَ مِنْ أَربَعَة؛ مُجَاهِدٍ وَسَعِيْدِ بنِ جُبَيْر وَعِكْرِمَةَ وَالضَّحَّاك.

    وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ مُجَاهِدٌ وهُوَ سَاجِدٌ، سَنَةَ أَربَعٍ ومَائَةٍ (104 هــ)، وقَد بَلَغَ ثَلاثًا وَثَمَانِينَ سَنَةً (83)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  3. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (37) عِـكْـــرِمَــــــةُ الـقُــــرَشِــــــيُّ

    هُـــــوَ: عِكْرِمَةُ أَبُو عَبْدِ اللهِ القُرَشِيُّ مَوْلاَهُم، المَدَنِيُّ، البَرْبَرِيُّ الأَصْلِ. الإِمَامُ العَلاَّمَةُ، الحَافِظُ الفَقِيهُ، المُفَسِّرُ الكَبِيرُ، المُفتِي النِّحْرِيرُ.

    مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، ومِن تَلاَمِذَتِهِ النُّجَبَاءِ، ومِن أَعلَمِ النَّاسِ بِعِلْمِهِ.

    طَلَبَ عِكْرِمَةُ العِلْمَ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً، وكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ فِي رِجْلِيْهِ الكَبْلَ (القَيْد) عَلَى تَعَلِيْمِهِ القُرْآنِ والسُّنَنِ، حَتَّى صَارَ مِن أَهْلِ الحِفظِ والإِتقَانِ، والمُلاَزِمينَ لِلوَرَعِ فِي السِّرِ والإِعلَانِ، ومِمَنْ كَانَ يُرجَعُ إِليهِ فِي عِلْمِ القُرآنِ مَعَ الفِقْهِ والعِبَادَةِ.

    نَـجَـابَـتُـــهُ: عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ هَذِهِ الآيَةَ: {لِمَ تَعِظُوْنَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُم أَوْ مُعَذِّبُهُم عَذَاباً شَدِيْداً}. [الأَعْرَافُ: 164]. فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ أَدْرِ، أَنَجَا القَوْمُ أَمْ هَلَكُوا؟ فَقَالَ عِكْرِمَة: فَمَا زِلْتُ أُبَيِّنُ لَهُ أُبَصِّرُهُ حَتَّى عَرَفَ أَنَّهُم قَدْ نَجَوْا. قَالَ: فَكَسَانِي حُلَّةً (ثَوْب مِن قِطْعَتَيْن).

    - قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنْ عَبَّاس: مَا حَدَّثَكُم عَنِّي عِكْرِمَةُ، فَصَدِّقُوْهُ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ عَلَيَّ.

    - وقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضاً: انْطَلِقْ، فَأَفْتِ النَّاسَ، وَأَنَا لَكَ عَوْنٌ، فَمَنْ جَاءكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا يَعْنِيْهِ، فَأَفْتِهِ، وَمَنْ سَأَلَكَ عَمَّا لاَ يَعْنِيْهِ، فَلاَ تُفْتِهِ.

    - وقَالَ أَبُو الشَّعْثَاءِ الأَزْدِيُّ: هَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا البَحْرُ، هَذَا أَعْلَمُ النَّاس.

    - وقَالَ سَعِيْدُ بْنُ جُبَيْر: عِكْرِمَةُ؛ أَعْلَمُ مِنِّي.

    - وقَالَ الشَّعْبِيَّ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللهِ مِنْ عِكْرِمَة.

    - وَقَالَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَة: أَعْلَمُ النَّاسِ بِالتَّفْسِيْرِ؛ عِكْرِمَةُ.

    - وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: عِكْرِمَةُ؛ ثُلُثَا العِلْمِ.

    - وقَالَ شَهْرُ بْنُ حَوْشَب: عِكْرِمَةُ؛ حَبْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ.

    - وقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازي: أَصْحَابُ ابْنِ عَبَّاسٍ عِيَالٌ عَلَى عِكْرِمَةَ.

    مِن أَقوَالِـــــهِ: قَالَ عِكْرِمَةٌ: إِنَّ لِلْعِلْمِ ثَمَناً، فَأَعْطُوْهُ ثَمَنَهُ. فقَالُوا: وَمَا ثَمَنُهُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: أَنْ تَضَعَهُ عِنْدَ مَنْ يُحْسِنُ حِفْظَهُ ولاَ يُضَيِّعُهُ.

    وَفَـاتُــــهُ: مَاتَ عِكْرِمَةُ بِالمَدِيْنَةِ سَنَةَ خَمْسٍ ومِائَةٍ (105 هـ)، وهُوَ ابْنُ ثَمَانِيْنَ سَنَةً (80)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  4. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (38) أَبُـــو رَجَــــــــــاءٍ الــعُــطَـــــــــارِدِيُّ

    هُـــــــوَ: عِمْرَانُ بنُ مِلْحَانَ التَّمِيْمِيُّ، البَصْرِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ المُعَمَّرُ، مِنْ كِبَارِ المُخَضْرَمِيْنَ.

    أَدْرَكَ الجَاهِلِيَّةَ، وأَسْلَمَ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ، ولَمْ يَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

    وكَانَ عَابِداً، كَثِيْرَ الصَّلاَةِ وتِلاَوَةِ القُرْآنِ، وقَد رَأَى أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيْق.

    حَـــدَّثَ عَـــن: عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب وعُثْمَانَ بْنِ عَفَّان وعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وأَبِي مُوْسَى الأَشْعَرِيِّ وعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ وسَمُرَةَ بنِ جُنْدَبٍ، وأُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم.

    وحَــدَّثَ عَـنْـــهُ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ وعَبْدُ اللهِ بنُ عَوْنِ وعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ وسَعِيْدُ بنُ أَبِي عَرُوْبَةَ وسَلْمُ بنُ زَرِيْرٍ وصَخْرُ بنُ جُوَيْرِيَةَ ومَهْدِيُّ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.

    - قَالَ عَنْهُ يَحيَى بْنُ مَعِينٍ، وأَبُو زُرْعَةَ، وابْنُ سَعْدٍ، وابْنُ عَبْدِ البَرِّ، وابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ.

    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: ثِقَةٌ، عَامِلٌ، نَبِيلٌ.

    ومِن كَلاَمِهِ: مَا آسَى عَلَى شيءٍ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ أَنْ أُعَفِّرَ فِي التُّرَابِ وَجْهِي كُلَّ يومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ.

    وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو رَجَاءٍ سَنَةَ خَمْسٍ ومِائَـة (105 هــ)، وقَد عَاشَ أَزْيَدَ مِنْ مائَةٍ وعِشْرِيْنَ سَنَةً (120).
     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  5. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (39) سَـــــالِـــــــــمُ بْـــنُ عَـــبْـــــــدِ اللَّهِ

    هُـــــــوَ: سَالِمُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ بن نُفَيْلَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رِيَاحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُرْطِ بْنِ رَزَّاحِ بْنِ عَدِي بْنِ كَعْب بْنِ لُؤَي العَدَوِيُّ، أَبُو عُمَر المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ الحُجَّةُ، الفَقِيهُ الوَرِعُ، الزَّاهِدُ العَابِدُ، التَّقِيُّ السَّخِيُّ، الشَّرِيفُ الحَسِيبُ النَّسِيبُ، مُفْتِي المَدِيْنَةِ، وأَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعلاَمِ، ومِن سَادَاتِ التَّابِعِينَ وعُلَمَائِهِم وصَالِحِيهِم.

    مَــوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُثْمَانَ بنِ عَفَّان.

    وكَانَ جَمِيلاً، حَسَنَ الخُلُقِ، وكَانَ مِن أَشْبَهِ النَّاسِ بِجَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي الخَلْقِ والزُّهْدِ والعِبَادَةِ.

    أَوْلاَدُهُ: أَبُو بَكْر وعُمَر وعَبْدُ الله وعَاصِم وجَعْفَر وعَبْدُ العَزيِز، وفَاطِمَة وحَفْصَة وعَبْدَة.

    أخَذَ العِلْمَ عَنْ: أَبِيْهِ، وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ، ورَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُم.

    مَحَبَّةُ أَبِيـِهِ لَـــهُ:

    - كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْن عُمَرَ يُحِبُّ سَالِماً حُبًّا جَمُّا، حَتَى لاَمَهُ النَّاسُ فِي ذَلِكَ، فَكَانَ يَقُـــول:

    يَلُومُونَنِي فِي سَالِمٍ وَأَلُومُهُمْ ... وَجِلْدَةٌ بَيْنَ الْعَيْنِ وَالأَنْفِ سَالِمُ

    - وكان أَبُوهُ (رَضْيَ اللهُ عَنْهُ) يُقَبِّلُه (وسَالِم كَبِير فِي السِّن) ويَقُول: شَيْخٌ يُقَبِّلُ شَيْخَاً.

    زُهْـــدُه وتَـــوَاضُـعُـــهُ:

    - كَانَ سَالِمُ مِن أَزْهَدِ النَّاسِ فِي زَمَانِهِ، فَكَانَ كَثِيراً مَا يَأْكُل الخُبْزَ وَالزَّيْتَ، ويَلْبَسُ الخَشَن مِن الثِّيَاب، ويَخْرُج إِلَى السُّوقِ فَيَشْتَرِي حَوَائِجَ نَفْسِهِ بِنَفِسِهِ دُونَ أَنْ يُرسِل أَحَداً مِن خُدَّامِهِ!! وهُوَ مَنْ هُوَ؟! هُـوَ مِن أَبْنَاء المُلُوكِ: فَجَدُّهُ لِأَبِيهِ عُمَرَ أَحَدُ مُلُوكِ الدُّنْيَا. وجَدُّهُ لِأُمِّهِ هُوَ أَحَدُ مُلُوكِ الفُرسِ!!

    - كَانَ سَالِمُ يَرْكَبُ حِمَاراً عَتِيْقاً زَرِيّاً، فَعَمَدَ أَوْلاَدُهُ، فَقَطَعُوا ذَيْلَهُ حَتَّى لاَ يَعُوْدَ يَرْكَبُهُ سَالِمٌ، فَرَكِبَهُ وَهُوَ أَقْطَشُ الذَّيْل، فَعَمَدُوا، فَقَطَعُوا أُذُنَهُ، فَرَكِبَهُ، ولَمْ يُغَيِّرْهُ ذَلِكَ، ثُمَّ جَدَعُوا أُذُنَهُ الأُخْرَى، وهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَرْكَبُهُ تَوَاضُعاً واطِّرَاحاً لِلتَّكَلُّفِ.

    - وقَدِمَ جَمَاعَةٌ مِنَ المِصْرِيِّيْنَ المَدِيْنَةَ، فَأَتَوْا بَابَ سَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَسَمِعُوا رُغَاءَ بِعِيْرٍ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ، خَرَجَ عَلَيْهِم رَجُلٌ شَدِيْدُ الأُدْمَةِ، مُتَّزِرٌ بِكِسَاءِ صُوْفٍ، فَقَالُوا لَهُ: مَوْلاَكَ هُنَا؟! (حَسَبُوه أَحَدَ خُدَّامِهِ)

    قَالَ: مَنْ تُرِيْدُوْنَ؟

    قَالُوا: سَالِمٌ.

    قَالَ: هَا أَنَا ذَا، فَمَا جَاءَ بِكُم؟

    قَالُوا: أَرَدْنَا أَنْ نُسَائِلَكَ.

    قَالَ: سَلُوا عَمَّا شِئْتم.

    وَجَلَسَ، وَيَدُهُ مُلَطَّخَةٌ بِالدَّمِ وَالقَيْحِ الَّذِي أَصَابَهُ مِنَ البَعِيْرِ، فَسَأَلُوْهُ.

    - وقَالَ مَيْمُوْنِ بنِ مِهْرَانَ: دَخَلْتُ عَلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَوَّمْتُ كُلَّ شَيْءٍ فِي بَيْتِهِ، فَمَا وَجَدْتُهُ يَسْوَى مائَةَ دِرْهَم! وَدَخَلتُ عَلَى سَالِمٍ مِنْ بَعْدِهِ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى مِثْلِ حَالِ أَبِيْهِ.

    عِـــزَّةُ نَـفِـسِـــهِ:

    دَخَلَ هِشَام بْنُ عَبْدِ المَلِك (الخَلِيفَة) الكَعْبَةَ يَوْماً، فَإِذَا هُوَ بِسَالِمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: سَلْنِي حَاجَةً.

    فَقَالَ سَالِم: إِنِّي أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ أَسْأَلَ فِي بَيْتِهِ غَيْرَهُ.

    فَلَمَّا خَرَجَا، قَالَ لَهُ هِشَام: الآنَ فَسَلْنِي حَاجَةً.

    فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ: مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا، أَمْ مِنْ حَوَائِجِ الآخِرَةِ؟

    قَالَ: مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا.

    فَقَالَ: وَاللهِ مَا سَأَلْتُ الدُّنْيَا مَنْ يَمْلِكُهَا، فَكَيْفَ أَسْأَلُهَا مَنْ لاَ يَمْلِكُهَا؟!

    مَكَانَتُــهُ عِندَ المُـلُـــوكِ:

    كَانَ سَالِمُ مَعَظَّماً عِنْد دَوْلَـةِ بَنِي أُمَيَّة، لَهُ مَكَانَةٌ عَنْدَ مُلُوكِهَا، وهُوَ مَعَ ذَلِكَ كَانَ يَأْمُرُهُم بِالْمَعرُوفِ ويَنْهَاهُم عَنْ المُنْكَرِ، لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِم .. دَخَلَ يَوْماً عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ المَلِكِ (الخَلِيفَة)، وعَلَى سَالِمٍ ثِيَابٌ غَلِيْظَةٌ رَثَّةٌ، فَلَمْ يَزَلْ سُلَيْمَانُ يُرَحِّبُ بِهِ، ويَرْفَعُهُ حَتَّى أَقْعَدَهُ مَعَهُ عَلَى سَرِيْرِهِ، وعُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ فِي المَجْلِسِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أُخْرَيَاتِ النَّاسِ (وعَلَيْهِ ثِيَابٌ سَرِيَّةٌ، لَهَا قِيْمَةٌ): مَا اسْتَطَاعَ خَالُكَ أَنْ يَلْبَسَ ثِيَاباً فَاخِرَةً أَحْسَنَ مِنْ هَذِهِ، يَدْخُلُ فِيْهَا عَلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ؟! فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا رَأَيْتُ هَذِهِ الثِّيَابَ الَّتِي عَلَى خَالِي وَضَعَتْهُ فِي مَكَانِكَ، ولاَ رَأَيْتُ ثِيَابَكَ هَذِهِ رَفَعَتْكَ إِلَى مَكَانِ خَالِي ذَاكَ!

    مِـن أَقـوَالِـــــهِ:

    - قَالَ سَالِمٌ: لاَ تَسْأَلْ أَحَداً غَيْرَ اللهِ تَعَالَى.

    - ورَأَى سَائلِاً يَسألُ النَّاسَ يَوم عَرَفَةَ، فقال له سَالِمٌ: يَا عَاجِزُ! فِي هَذَا اليَوْم يُسْألُ غَيرُ اللهِ عَزَّ وجَلّ؟!

    - وكَتَبَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيْز: اِعْلَم يَا عُمَر أَنَّ عَوْنَ اللهِ لِلعَبْدِ بِقَدرِ نِيَّتِهِ، فَمْنِ خَلُصَت نِيَّتُهُ، تَمَّ عَوْنُ اللهِ لَهُ، ومَنْ نَقَصَت نِيَّتُهُ، نَقَصَ عَنْهُ مِن عَوْنِ اللهِ بِقَدرِ ذَلِكَ.

    - وكَتَبَ إِلَيْهِ أَيْضاً: أَنْ يَا عُمَرُ اذْكُرِ الْمُلُوكَ الَّذِينَ تَفَقَّأَتْ أَعْيُنُهُمُ، الَّذِينَ كَانَتْ لَا تَنْقَضِي لَذَّتُهُم، وَانْفَقَأَتْ بُطُونُهُمُ، الَّتِي كَانُوا لَا يَشْبَعُونَ بِهَا، وَصَارُوا جِيَفاً فِي الْأَرْضِ وَتَحْتَ أَكْنَافِهَا، أَنْ لَوْ كَانَتْ إِلَى جَنْبِ مِسْكِينٍ لَتَأَذَّى بِرِيحِهِم.

    قَالُواْ عَنْهُ:

    - قَالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّب: أَشْبَهُ وَلَدِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بِهِ: سَالِمٌ.

    - وقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ: الغُرُّ السَّادَةُ: عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ والقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْر الصِّدِّيقِ وسَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمَر بْنِ الْخَطَّابِ، فَاقُوا أَهْلَ المَدِيْنَةِ عِلْماً وتُقَىً وعِبَادَةً ووَرَعاً.

    - وقَالَ عَبْدُ الله بْن المُبَارَك: كَانَ فُقَهَاءُ أَهْلِ المَدِيْنَةِ الَّذِيْنَ كَانُوا يَصْدُرُوْنَ عَنْ رَأْيِهِم سَبْعَـــةٌ: سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ، وسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، وسَالِمٌ، والقَاسِمُ، وعُرْوَةُ، وعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ، وخَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ؛، فَكَانُوا إِذَا جَاءتْهُم مَسْأَلَةٌ، دَخَلُوا فِيْهَا جَمِيْعاً، فَنَظَرُوا فِيْهَا، ولاَ يَقْضِي القَاضِي حَتَّى يَرْفَعَ إِلَيْهِم، فَيَنْظُرُوْنَ فِيْهَا، فَيَصْدُرُوْنَ.

    - وقَالَ مَالِكٌ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ فِي زَمَانِ سَالِمٍ أَشْبَهَ بِمَنْ مَضَى مِنَ الصَّالِحِيْنَ، فِي الزُّهْدِ، وَالفَضْلِ، وَالعَيْشِ مِنْهُ؛ كَانَ يَلْبَسُ الثَّوْبَ بِدِرْهَمَيْنِ، وَكَانَ مِنْ أَفَضْلِ أَهْلِ زَمَانِهِ.

    - وقَالَ مَالِكٌ أَيْضاً: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى القَاسِم بْنِ مُحَمَّد. فَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَم أَمْ سَالِم؟ قال: هَذَا سَالِم فَسَلْهُ، وَلَنْ يُخْبِرُكَ إِلاَّ بِمَا قَد أَحَاطَ بِهِ عِلْمَاً.

    - وقال أَحمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ: أَصَحُّ الأَسَانِيْدِ: الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيْهِ.

    وَفَــاتُـــــهُ: تُوُفِيَّ سَالِمٌ فِي شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ فِي سَنَةِ سِتٍّ ومِائَةٍ (106 هــ)، وَصَلَّى عَلَيْهِ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَدُفِنَ بِالبَقِيعِ، وحَضَرَ جَنَازَتَهُ أَهْلُ المَدِينَةِ كُلُّهُم، وحَسَدَهُ هِشَامٌ حِينَ رَأَى ذَلِكَ!! رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  6. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (40) طَــــــــــــــــاوُوْسُ

    هُـــــــوَ: طَاوُوْسُ بنُ كَيْسَانَ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، الفَارِسِيُّ الأَصْل، ثُمَّ اليَمَنِيُّ المَوْلِدِ والمَنْشَأ. الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، الحَافِظُ، عَالِمُ أَهْلِ اليَمَنِ ومُفْتِيْهِم.

    أَدْرَكَ خَمْسِيْنَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

    وكَانَ مِن أَكَابِرِ التَّابِعِينَ تَفَقُّهًا فِي الدِّينِ ورِوَايَةً لِلْحِدِيثِ، وتَقَشُّفًا فِي العَيْشِ، وجُرأَةً عَلَى وَعْظِ الخُلَفَاءِ والمُلُوكِ، وإِتِّفَاقًا عَلَى ثِقَتِهِ وإِمَامَتِهِ.

    مَـولِـــدُهُ: وُلِدَ طَاوُوْسٌ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وثَلاَثِين (33 هــ) .. وكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَهْلِ اليَمَنِ، وَمِنْ سَادَاتِ التَّابِعِيْنَ، مُسْتجَابَ الدَّعْوَةِ، حَجَّ أَرْبَعِيْنَ حَجَّةً، وكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يُجِلُّهُ جِدًا.

    أَخَذَ العِلْمَ عَـنْ: زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ وزَيْدِ بنِ أَرقَمَ وجَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ وابْنِ عَبَّاسٍ وابْنِ عُمَرَ وابْنِ عَمْرٍو. ولاَزَمَ ابْنَ عَبَّاسٍ مُدَّةً، وَهُوَ مَعْدُوْدٌ مِن كُبَرَاءِ تَلاَمِذَتِهِ.


    - قَالَ عَنْهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاس: إِنِّي لأَظُنُّ طَاوُوْسَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ.

    - وقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيّ: لَوْ رَأَيْتَ طَاوُوْساً، عَلِمْتَ أَنَّهُ لاَ يَكْذِبُ.

    مِـن أَقَــوَالِـــهِ:

    - قَالَ: خَفِ اللهَ مَخَافَةً لاَ يَكُوْنُ شَيْءٌ عِنْدَكَ أَخَوْفَ مِنْهُ، وَارْجُهُ رَجَاءً هُوَ أَشَدُّ مِنْ خَوْفِكِ إِيَّاهُ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ.

    - وقَالَ: مَنْ قَالَ، واتَّقَى اللهَ خَيْرٌ مِمَّنْ صَمَتَ واتَّقَى اللهَ؟

    - وقَالَ: تَعَلَّمْ لِنَفْسِكَ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدْ ذَهَبَتْ مِنْهُمُ الأَمَانَةُ.

    - وقَالَ: مَا مِنْ شَيْءٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ ابْنُ آدَمَ إِلاَّ أُحْصِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى أَنِيْنُهُ فِي مَرَضِهِ.

    - وقَالَ: لاَ يَتِمُّ نُسُكُ الشَّابِّ حَتَّى يَتَزَوَّجَ.

    - وقَالَ: عَجِبْتُ لإِخْوَتِنَا مِنْ أَهْلِ العِرَاقِ، يُسَمُّوْنَ الحَجَّاجَ بْنَ يُوسُفَ مُؤْمِناً.

    - وكَانَ مِنْ دُعَائِـهِ: اللَّهُمَّ احْرِمْنِي كَثْرَةَ المَالِ والوَلَدِ، وارْزُقْنِي الإِيْمَانَ والعَمَلَ.

    نَصِيحَتُـهُ لِلْمُلُوُكِ:

    لَمَّا حَجَّ سُلَيْمَانُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ (الخَلِيفَة)، أَمَرَ حَاجِبَهُ أَن يَخْرُج لِيَأْتِيهِ بْأَحَدِ الفُقَهَاءِ لِيَسْأَله عَنْ الحَجِّ، فَخَرَجَ حَاجِبُهُ، فَقَالَ لِلْنَّاسِ: إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ قَالَ: ابْغُوا إِلَيَّ فَقِيْهاً أَسْأَلْهُ عَنْ بَعْضِ المَنَاسِكِ. قَالَ: فَمَرَّ طَاوُوْسٌ، فَقَالُوا: هَذَا طَاوُوْسٌ اليَمَانِيُّ. فَأَخَذَهُ الحَاجِبُ، فَقَالَ: أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ. قَالَ: أَعْفِنِي. فَأَبَى، ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ. قَالَ طَاوُوْسٌ: فَلَمَّا وَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، قُلْتُ: إِنَّ هَذَا لَمَجْلِسٌ يَسْأَلُنِي اللهُ عَنْهُ. فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، إِنَّ صَخْرَةً كَانَتْ عَلَى شَفِيْرِ جُبٍّ فِي جَهَنَّمَ، هَوَتْ فِيْهَا سَبْعِيْنَ خَرِيْفاً، حَتَّى اسْتَقَرَّتْ قَرَارَهَا، أَتَدْرِي لِمَنْ أَعَدَّهَا اللهُ؟ قَالَ: لاَ، وَيْلَكَ لِمَنْ أَعَدَّهَا؟ قَالَ: لِمَنْ أَشْرَكَهُ اللهُ فِي حُكْمِهِ، فَجَارَ. قَالَ: فَكَبَا بِهَا.

    عِـــزَّةُ نَـفْـسِـهِ:

    كَانَ طَاوُوس رَحِمَهُ اللهُ، عَزِيزَ النَّفْسِ جِداً، لاَ يَقْبَلُ مِن أَحَدٍ شَيْئاً .. فَفِي يَوْمٍ بَعَثَ إِلَيْهِ أَيُّوْبُ بْنُ يَحْيَى بِسَبْعِ مائَةِ دِيْنَارٍ، وقَالَ لِلرَّسُوْلِ: إِنْ أَخَذَهَا الشَّيْخُ مِنْكَ، فَإِنَّ الأَمِيْرَ سَيُحْسِنُ إِلَيْكَ وَيَكْسُوْكَ. فَقَدِمَ بِهَا عَلَى طَاوُوْسٍ الجَنَد (مَدِينَة باليَمَن)، فَأَرَادَهُ عَلَى أَخْذِهَا، فَأَبَى، فَغَفِلَ طَاوُوْسٌ، فَرَمَى بِهَا الرَّجُلُ فِي كُوَّةِ (المَنْوَر) البَيْتِ، ثُمَّ ذَهَبَ، وَقَالَ لَهُم: قَدْ أَخَذَهَا. ثُمَّ بَلَغَهُ عَنْ طَاوُوْسٍ شَيْءٌ يَكْرَهُهُ، فَقَالَ: ابْعَثُوا إِلَيْهِ، فَلْيَبْعَثْ إِلَيْنَا بِمَالِنَا. فَجَاءهُ الرَّسُوْلُ، فَقَالَ: المَالَ الَّذِي بَعَثَ بِهِ الأَمِيْرُ إِلَيْكَ. قَالَ: مَا قَبَضْتُ مِنْهُ شَيْئاً. فَرَجَعَ الرَّسُوْلُ، وعَرَفَ أَنَّهُ صَادِقٌ، فَبَعَثُوا إِلَيْهِ الرَّجُلَ الأَوَّلَ، فَقَالَ: المَالَ الَّذِي جِئْتُكَ بِهِ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: هَلْ قَبَضْتُ مِنْكَ شَيْئاً؟ قَالَ: لاَ. ثُمَّ نَظَرَ حَيْثُ وَضَعَهُ، فَمَدَّ يَدَهُ، فَإِذَا بِالصُرَّةِ قَدْ بَنَى العَنْكَبُوْتُ عَلَيْهَا، فَذَهَبَ بِهَا إِلَيْهِ!

    - وقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيْزِ لِطَاوُوْسٍ: ارفَعْ حَاجَتَكَ إِلَى أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ سُلَيْمَانَ بنَ عَبْدِ المَلِكِ. قَالَ: مَا لِي إِلَيْهِ حَاجَةٌ. فَعَجِبَ عُمَرُ مِنْ ذَلِكَ.

    - وفِي يَوْمٍ .. جَاءَ ابْنٌ لِسُلَيْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِكِ، فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِ طَاوُوْسٍ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَقِيْلَ لَهُ: جَلَسَ إِلَيْكَ ابْنُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ، فَلَمْ تَلْتَفِتْ إِلَيْهِ..؟!! قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ للهِ عُبَّاداً يَزْهَدُوْنَ فِيْمَا فِي يَدَيْهِ.

    وَفَـاتُـــــهُ: تُوُفِّيَ طَاوُوْسٌ بِمَكَّةَ فِي ذِي الحِجَّةِ، سَنَةَ سِتٍّ ومِائَةٍ (106 هــ) وصَلَّى عَلَيْهِ الخَلِيْفَةُ هِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ؛ رَحِمَهُ اللهُ.
     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  7. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (41) الـقَـاسِــــــمُ بْـــنُ مُـحَـمَّـــدِ بْـــنِ أَبِـــي بَـكْــــــــرٍ

    هُـــــــوَ: القَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ، أَبُو مُحَمَّدٍ، القُرَشِيُّ، التَّيْمِيُّ، المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، الحَافِظُ، الفَقِيهُ، الحُجَّةُ، عَالِمُ وَقْتِهِ بِالمَدِيْنَةِ مَعَ سَالِمٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ.

    مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ القَاسِمُ فِي خِلاَفَةِ الإِمَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، ورُبِّيَ القَاسِمُ فِي حَجْرِ عَمَّتِهِ أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ، وتَفَقَّهَ مِنْهَا، وأَكْثَرَ عَنْهَا، وكَانَ هُوَ وزَيْن العَابِدِين وسَالِم بْنُ عَبْدِ اللهِ أَبْنَاءُ خَاَلَةٍ.

    وكَانَ مِن سَادَاتِ التَّابِعِيْنَ ومِن أَفْضَلِ أَهْل زَمَانِه عِلْماً وأَدَباً وعَقْلاً وفِقْهاً، مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وجَلاَلَتِهِ، وكَانَ صَمُوتًا لَا يتَكَلَّم كَثِيراً، مُلاَزِماً لِلوَرَع والعِبَادَة، وذَهَبَ بَصَرُهُ فِي أَوَاخِرِ أَيَّامِهِ.

    أَولاَدُهُ: عَبْد الرَّحْمَن وعَبْدَة وأُمّ فَرْوَةَ وأُمّ حَكِيم.

    قَالُواْ عَنْهُ:

    - قَالَ عَبْدُ اللهِ بْن الزُّبَيْر: مَا رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَلَدَ وَلَداً أَشبَهَ بِهِ مِن القَاسِم.

    - وقَالَ أَيُّوْبُ السَّخْتِيَانيُّ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَفْضَلَ مِن القَاسِم.

    - وقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَعْقَلَ ولَا أَعْلَمَ بِالسُّنَّةِ مِنَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّد.

    - وقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: مَا أَدْرَكْنَا مِنَ المَدِينَةِ أَحَدًا نُفَضِّلُهُ عَلَى القَاسِم.

    - وقَالَ مَالِكٌ: كَانَ مِنْ فُقَهَاءِ هَذِهِ الأُمَّةِ.

    - وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ زَمَانِهِ.

    - وقَالَ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ: عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ: تَرْجَمَةٌ مُشَبَّكَةٌ بِالذَّهَبِ.

    مِن أَقوَالِـــهِ:
    - قَالَ القَاسِمُ: لَأَنْ يَعِيشَ الرَّجُلُ جَاهِلًا بَعْدَ أَنْ يَعْلَمَ مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْرٌ لَهُ مِن أَنْ يَقُولَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ورَسُولِهِ مَا لَا يَعْلَمُ.

    - وقَالَ: إِنَّ مِنْ إِكْرَامِ المَرْءِ نَفْسَهُ أَنْ لاَ يَقُوْلَ إِلاَّ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ.

    - وقَالَ: قَدْ جَعَلَ اللهُ فِي الصَّدِيقِ البَارِّ المُقْبِلِ عِوَضاً مِنْ ذِي الرَّحِمِ العَاقِّ المُدْبِرِ.

    - وقَالَ: إِنَّ مِن أَعْظَمِ الذَّنْبِ، أَن يَسْتَخِّف المَرْءُ بِذَنْبِهِ.

    - وسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ مَا أَجْرَأ فُلاَناً عَلَى اللهِ! فَقَالَ القَاسِمُ: ابْنُ آدَمَ أَهْوَنُ وأَضْعَفُ مِن أَنْ يَكُونَ جَرِيئاً عَلَى اللهِ، ولَكِن قُلْ: مَا أَقَلَّ مَعْرِفَته بِالله.

    وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الْقَاسِمُ بِقُدَيْدٍ (مَوْضِع بَيْنَ مَكَّةَ والمَدِينَةِ) سَنَةَ سَبْعٍ ومِائَةٍ (107 هـ)، رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  8. thekeng

    thekeng زيزوومي نشيط

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 29, 2019
    المشاركات:
    124
    الإعجابات :
    48
    نقاط الجائزة:
    180
    الجنس:
    ذكر
    برامج الحماية:
    Kaspersky
    نظام التشغيل:
    Windows 10
    جزاك الله خيرا
     
    أعجب بهذه المشاركة Mr. HATEM
  9. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    بارك اللهُ فيك
     
  10. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (42) سُــلَــيْـــمَـــــــــانُ بْـــنُ يَـــسَــــــــــــارٍ

    هُـــــــوَ: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، أَبُو أَيُّوْبَ المَدَنِيُّ، مَوْلَى أُمِّ المُؤْمِنِيْنَ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ الْهِلَالِيَّةِ، زَوْجِ النَّبِيِّ (صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعلاَمِ، ومِنَ الفُقَهَاءِ السَّبَعَةِ.

    مَـوْلِـدُهُ: وُلِدَ فِي خِلاَفَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَانٍ. وكَانَ فَقِيْهاً، عَالِماً، رَفِيْعاً، كَبِيرَ القَدرِ، مَأْمُوْناً، فَاضِلاً، عَابِداً، حُجَّةً.

    وَرَعُـــهُ: كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً؛ فَفِي يَوْمٍ... دَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ بِالأَبْوَاءِ (مَكَان بَيْنَ مَكَّة والمَدِينَة) كَأَنَّهَا فَلْقَةُ قَمَرٍ، فَسَأَلَتْهُ نَفْسَهُ فَامْتَنَعَ، فَدَنَتْ مِنْهُ فَخَرَجَ هَارِبًا مِنْ مَنْزِلِهِ وَتَرَكَهَا فِيهِ. قَالَ سُلَيْمَانُ: فَرَأَيْتُ بَعْدَ ذَلِكَ يُوسُفَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلَامُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، وَكُنْتُ بِمَكَّةَ وَطُفْتُ وَسَعَيْتُ وَأَتَيْتُ الْحَجَرَ، فَنَعَسْتُ فَإِذَا رَجُلٌ وَسِيمٌ شَرْحَبٌ جَمِيلٌ، لَهُ شَارَةٌ حَسَنَةٌ وَرَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ، فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ رَحِمَكَ اللَّهُ؟

    فَقَالَ أَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ.

    قَلْتُ: الصِّدِّيقُ؟

    قَالَ: نَعَمْ.

    قُلْتُ: إِنَّ شَأْنَكَ وَشَأْنَ امْرَأَةِ الْعَزِيزِ عَجَبٌ.

    قَالَ: شَأْنُكَ وَشَأَنُ صَاحِبَةِ الْأَبْوَاءِ أَعْجَبُ، أَنَا يُوسُفُ الَّذِي هَمَمْتُ, وأَنْتَ سُلَيْمَانُ الَّذِي لَمْ تَهُمَّ!!

    أَخَذَ العِلْمَ عَـنْ: زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وأَبِي هُرَيْرَةَ وجَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ وأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ ورَافِعِ بنِ خَدِيْجٍ، وعَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، وَمَيْمُوْنَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم أَجْمَعِينَ.

    - قَالَ عَنْهُ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّةِ: سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ عِنْدَنَا أَفْهَمُ مِنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ.

    - وقَالَ الزُّهْرِيُّ: كَانَ مِنَ العُلَمَاءِ.

    - وقَالَ أَبُو الزِّنَادِ: كَانَ مِمَّنْ أَدْرَكْتُ مِنْ فُقَهَاءِ المَدِيْنَةِ وَعُلَمَائِهِم، مِمَّنْ يُرْضَى وَيُنْتَهَى إِلَى قَوْلِهِم: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَعُرْوَةُ، وَالقَاسِمُ، وَأَبُو بَكْرٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَخَارِجَةُ بنُ زَيْدٍ، وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ، وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ، فِي مَشْيَخَةٍ أَجِلَّةٍ سِوَاهُم مِنْ نُظَرَائِهِم، أَهْلُ فَقْهٍ، وَصَلاَحٍ، وَفَضْلٍ.

    - وقَالَ قَتَادَةٌ: قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ، فَسَأَلْتُ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِهَا بِالطَّلاَقِ، فَقِيْلَ: سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ.

    - وقَالَ مَالِكٌ: كَانَ سُلَيْمَانُ بنُ يَسَارٍ مِنْ أَعْلَمِ هَذِهِ الْبَلْدَةِ بِالسُّنَنِ، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ النَّاسِ بَعْدَ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ.

    - وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ: ثِـقَـةٌ.

    - وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، عَالِمًا، رَفِيْعًا، فَقِيْهًا، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.

    - وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ، مَأْمُونٌ، فَاضِلٌ، عَابِدٌ.

    - وقَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ، مَأْمُونٌ، فَاضِلٌ، عَابِدٌ.

    - وقَالَ النَّسَائِيُّ: أَحَدُ الأَئِمَّةِ.

    - وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: ثِقَةٌ؛ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ المَدِيْنَةِ، وعُبَّادِ التَّابِعِيْنَ.

    - وقَالَ ابْنُ خَلِّكَانَ: أَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبَعَةِ بِالمَدِيْنَةِ.

    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: الفَقِيْهُ، الإِمَامُ، عَالِمُ المَدِيْنَةِ، ومُفْتِيْهَا.

    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَاضِلٌ، أَحَدُ الفُقَهَاءِ السَّبَعَةِ.

    وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سُلَيْمَانٌ سَنَةَ سَبْعٍ ومَائَةٍ (107 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  11. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (43) أَبُـــو حَـمْــــزَةَ الـقُـــرَظِــــــيُّ

    هُـــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ كَعْبِ بنِ حَيَّانَ بنِ سُلَيْمٍ، أَبُو حَمْزَةَ القُرَظِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الصَّادِقُ، سَكَنَ الكُوْفَةَ، ثُمَّ المَدِيْنَةَ.

    كَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، ومِنْ عُبَّادِ أَهْلِ المَدِينَةِ وعُلَمَائِهِم بِالقُرآنِ والفِقْهِ، وكَانَ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، كَبِيْرَ القَدْرِ.

    مِن أَقْـوَالِــــهِ:

    - قَالَ: لَوْ رُخِّصَ لِأَحَدٍ فِي تَرْكِ الذِّكْرِ لرُخِّصَ لِزَكَرِيَّا عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا}. [آل عمران: 41]، ولَرُخِّصَ لِلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا}. [الأنفال: 45].

    - وقَالَ: وَقِيلَ لَهُ: مَا عَلَامَةُ الخُذْلانِ؟ قَالَ: أَنْ يَسْتَقْبِحَ الرَّجُلُ مَا كَانَ يَسْتَحْسِنُ، ويَسْتَحْسِنُ مَا كَانَ قَبِيحًا.

    - وقَالَ: لاَ يَكْذِبُ الكَاذِبُ إِلاَّ مِنْ مَهَانَةِ نَفْسِهِ عَلَيْهِ.

    قَـالُــوا عَـنْــهُ:

    - قال عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَعْلَمَ بِتَأْوِيْلِ القُرْآنِ مِنَ القُرَظِيِّ.

    - وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، عَالِماً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، وَرِعاً.

    - وقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ، وأَبُو زُرْعَةَ، والعِجْلِيُّ: ثِقَةٌ. زَادَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ، رَجُلٌ صَالِحٌ، عَالِمٌ بِالقُرْآنِ.

    - وقَالَ أَبُو القَاسِمِ الجَوْزِيُّ: تَابِعِيٌّ، مِنْ أَفَاضِلِ أَهْلِ المَدِينَةِ عِلْمًا وفِقْهًا.

    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: ثِقَةٌ، حُجَّةٌ؛ مِنْ أَئِمَّةِ التَّفْسِيْرِ.

    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، عَالِمٌ؛ تَابِعِيٌّ، مَشْهُورٌ.

    وَفَـاتُــــهُ: مَاتَ القُرَظِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ ومِائَةٍ (108 هـــ)، وهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وسَبْعِيْنَ سَنَةً ظنًّا (78)؛ رَحَمِهُ اللهُ تَعَالَى.

     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  12. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (44) الحَـــــــــسَـــــــــــــــنُ الـــــبَـــــــــــصْـــــــــــــــــــــــرِيُّ

    هُـــــــوَ: الحَسَنُ بنُ يَسَارٍ، أَبُو سَعِيْدٍ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ، العَلَمُ، الكَبِيرُ، سَيِّدُ أَهْلِ زَمَانِهِ بِالبَصْرَةِ عِلْماً وعَمَلاً؛ أَدرَكَ الكَثِيرَ مِن صَحَابَةِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَخَذَ عَنْهُم العِلْمَ؛ ورَأَى أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانٍ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ، وحَضَرَ مَعَهُ الجُمُعَةَ، وسَمِعَهُ يَخْطُبُ.

    مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ الحَسَنُ سَنَةَ إِحدَى وعِشْرِينَ (21 هــ).

    وكَانَ فَقِيْهاً، حَافِظًا، عَالِمًا، رَفِيْعاً، حُجَّةً، مَأْمُوْناً، عَابِداً، كَثِيْرَ العِلْمِ، فَصِيْحاً، وَسِيْماً؛ ومِنَ الشُّجْعَانِ المَوْصُوْفِيْنَ بِالشَجَاعَةِ والإِقْدَامِ، وكَانَ كَثِيْرَ الجِهَادِ، وكَانَ يُشْبِهُ كَلَامُهُ كَلَامَ الأَنْبِيَاءِ؛ مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وعَدَالَتِهِ.

    قَـــالُــــــواْ عَـنـْــــهُ:

    - قَالَ أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْـهُ، لِطَلَبَةِ العِلْمِ مِنَ التَّابِعِينَ: الْزَمُوا الحَسَنَ البَصْرِيَّ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَشْبَهَ رَأْياً بِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ مِنْهُ.

    - وقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْـهُ، لِطَلَبَةِ العِلْمِ مِنَ التَّابِعِينَ: سَلُوا الحَسَنَ، فَإِنَّهُ حَفِظَ وَنَسِيْنَا.

    - وقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: ذَاكَ إِمَامٌ ضَخْمٌ، يُقْتَدَى بِهِ.

    - وقَالَ بَكْرٌ المُزَنِيِّ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَفْقَهِ مَنْ رَأَيْنَا، فَلْيَنْظُرْ إِلَى الحَسَنِ.

    - وقَالَ أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ: لَوْ رَأَيْتَ الحَسَنَ، لَقُلْتَ: إِنَّكَ لَمْ تُجَالِسْ فَقِيْهاً قَطُّ.

    - وقَالَ قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَة: مَا جَمَعْتُ عِلْمَ الحَسَنِ إِلَى أَحَدٍ مِنَ العُلَمَاءِ، إِلاَّ وَجَدْتُ لَهُ فَضْلاً عَلَيْهِ، وَمَا جَالَسْتُ فَقِيْهاً قَطُّ، إِلاَّ رَأَيْتُ فَضْلَ الحَسَنِ، وكَانَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ بِالحَلاَلِ والحَرَامِ.

    - وقِيلَ لِمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ: صِفْ لَنَا الحَسَنَ، فَقَالَ: كَانَ إِذَا أَقْبَلَ كَأَنَّمَا أَقْبَلَ مِنْ دَفْنِ أُمِّهِ، وإِذَا تَكَلَّمَ فَكَأَنَّمَا النَّارُ فَوْقَ رَأْسِهِ، وإِذَا قَعَدَ فَكَأَنَّمَا هُوَ أَسِيرٌ قُرِّبَ لِضَرْبِ عُنُقِهِ.

    - وقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَطْوَلَ حُزْنًا مِنَ الحَسَنِ.

    - وقَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ، ثِقَةٌ، رَجُلٌ صَالِحٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ.

    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ، كَبِيْرُ الشَّأْنِ، رَفِيْعُ الذِّكْرِ، رَأْسًا فِي العِلْمِ والعَمَلِ.

    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَقِيْهٌ، فَاضِلٌ، مَشْهُوْرٌ.

    ومِــنْ كَـرَامَــتِــهِ:

    - عَنْ عِصَامِ بْنِ يَزِيدٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الخَوَارِجِ يَغْشَى مَجْلِسَ الحَسَنِ فَيُؤْذِيهِمْ، فَقِيلَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَلَا تُكَلِّمُ الْأَمِيرَ حَتَّى يَصْرِفَهُ عَنَّا؟! فَسَكَتَ عَنْهُمْ، فَأَقْبَلَ ذَاتَ يَوْمٍ والحَسَنُ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَآهُ الحَسَنُ, قَالَ: "اللَّهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ أَذَاهُ لَنَا فَاكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ". قَالَ: فَخَرَّ واللَّهِ الرَّجُلُ مِنْ قَامَتِهِ فَمَا حُمِلَ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا مَيِّتًا، فَكَانَ الحَسَنُ إِذَا ذَكَرَهُ بَكَى وقَالَ: "البَائِسُ، مَا كَانَ أَغَرَّهُ بِاللَّهِ".

    ومِـن أَقْـــوَالِـــــهِ:

    - قَالَ الحَسَنُ: يَا ابْنَ آدَمَ، واللهِ إِنْ قَرَأْتَ القُرْآنَ ثُمَّ آمَنْتَ بِهِ، لَيَطُوْلَنَّ فِي الدُّنْيَا حُزْنُكَ، ولَيَشْتَدَّنَّ فِي الدُّنْيَا خَوْفُكَ، ولَيَكْثُرَنَّ فِي الدُّنْيَا بُكَاؤُكَ.

    - وقَالَ: ابْنَ آدَمَ، تَرْكُ الخَطِيْئَةِ أَهْوَنُ عَلَيْكَ مِنْ مُعَالَجَةِ التَّوْبَةِ، مَا يُؤْمِنُكَ أَنْ تَكُوْنَ أَصَبْتَ كَبِيْرَةً أُغْلِقَ دُوْنَهَا بَابُ التَّوْبَةِ، فَأَنْتَ فِي غَيْرِ مَعْمَلٍ.

    - وقَالَ: المُؤْمِنُ مَنْ عَلِمَ أَنَّ مَا قَالَ اللهُ كَمَا قَالَ، والمُؤْمِنُ أَحْسَنُ النَّاسِ عَمَلاً، وأَشَدُّ النَّاسِ وَجَلاً، فَلَو أَنْفَقَ جَبَلاً مِنْ مَالٍ، مَا أَمِنَ دُوْنَ أَنْ يُعَايِنَ، لاَ يَزْدَادُ صَلاَحاً وَبِرّاً إِلاَّ ازْدَادَ فَرَقاً، والمُنَافِقُ يَقُوْلُ: سَوَادُ النَّاسِ كَثِيْرٌ، وسَيُغْفَرُ لِي، ولاَ بَأْسَ عَلَيَّ، فَيُسِيْءُ العَمَلَ، ويَتَمَنَّى عَلَى اللهِ.

    - وقَالَ: أَهِيْنُوا الدُّنْيَا، فَوَاللهِ لأَهْنَأُ مَا تَكُوْنُ إِذَا أَهَنْتَهَا.

    - وقَالَ: ابْنَ آدَمَ، إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ، ذَهَبَ بَعْضُكَ.

    - وقَالَ: مَا أَعَزَّ أَحَدٌ الدِّرْهَمَ إِلاَّ أَذَلَّهُ اللهُ.

    - وقَالَ: بِئْسَ الرَّفِيْقَانِ: الدِّيْنَارُ والدِّرْهَمُ، لاَ يَنْفَعَانِكَ حَتَّى يُفَارِقَاكَ.

    - وقَالَ: فَضَحَ المَوْتُ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَتْرُكْ فِيْهَا لِذِي لُبٍّ فَرَحاً.

    - وقَالَ: مِسْكِينٌ ابْنُ آدَمَ، رَضِيَ بِدَارٍ حَلَالُهَا حِسَابٌ، وَحَرَامُهَا عَذَابٌ، إِنْ أَخَذَهَا مِنْ حِلٍّ حُوسِبَ بِنَعِيمِهِ، وَإِنْ أَخَذَهَا مِنْ حَرَامٍ عُذِّبَ بِهِ؛ ابْنُ آدَمَ يَسْتَقِلُّ مَالَهُ وَلَا يَسْتَقِلُّ عَمَلَهُ، يَفْرَحُ بِمُصِيبَتِهِ فِي دِينِهِ، وَيَجْزَعُ بِمُصِيبَتِهِ فِي دُنْيَاهُ.

    - وقَالَ: طَأِ الْأَرْضَ بِقَدَمِكَ فَإِنَّهَا عَنْ قَلِيلٍ قَبْرُكَ، إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ فِي هَدْمِ عُمْرِكَ مُنْذُ سَقَطْتَ مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ.

    - وقَالَ: الفِكْرَةُ مِرْآةٌ تُرِيكَ حَسَنَاتِكَ وسَيِّئَاتِكَ.

    - وقَالَ: مَا يَسُرُّنيِ مَوَدَّةُ أَلْفِ رَجُلٍ بِعَدَاوَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ.

    - وقَالَ: ضَحِكُ المُؤْمِنِ غَفْلَةٌ مِنْ قَلْبِه.

    - وقَالَ: لَا تَضْحَكْ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِنَا فَقَالَ: لَا أَقْبَلُ مِنْكُمْ شَيْئًا.

    - وقَالَ: لَا تَخْرُجُ نَفْسُ ابْنِ آدَمَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بِحَسَرَاتٍ ثَلَاثٍ: أَنَّهُ لَمْ يَشْبَعْ مِمَّا جَمَعَ، ولَمْ يُدْرِكْ مَا أَمِلَ، ولَمْ يُحْسِنِ الزَّادَ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ.

    - وقَالَ: أَعِزَّ أَمْرَ اللَّهِ يُعِزَّكَ اللَّهُ.

    - وقَالَ: نَبْكِي عَلَى المَيِّتِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وعَلَى الأَحْمَقِ حَتَّى يَمُوتَ.

    - وقَالَ: إِنَّ المُؤْمِنَ لَا يُصْبِحُ إِلَّا خَائِفًا، وإِنْ كَانَ مُحْسِنًا، ولا يُمْسِي إِلا خَائِفًا وإِنْ كَانَ مُحْسِنًا, ولَا يُصْلِحُهُ إِلَّا ذَلِكَ لِأَنَّهُ مَا بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ، بَيْنَ ذَنْبٍ قَدْ مَضَى لَا يَدْرِي مَا يَصْنَعُ اللَّهُ فِيهِ، وبَيْنَ أَجَلٍ قَدْ بَقِيَ لَا يَدْرِي مَا يُصِيبُ فِيهِ مِنَ الهَلَكَاتِ.

    - وقَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ فَعِظْ نَفْسَكَ فَإِنْ هِيَ قَبِلَتْ فَعِظِ النَّاسَ, وإِلَّا فَاسْتَحِ مِنْ رَبِّكَ.

    - وقَالَ: يَا عَجَبًا لِقَوْمٍ أُمِرُوا بِالزَّادِ ونُودُوا بِالرَّحِيلِ وحُبِسَ أَوَّلُهُمْ عَلَى آخِرِهِمْ، وهُمْ قُعُودٌ يَلْعَبُونَ.

    - وقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا لَبِسَ خَلِقًا، وأَكَلَ كِسْرَةً، ولَزِقَ بِالْأَرْضِ، وبَكَى عَلَى الْخَطِيئَةِ، ودَأَبَ فِي العِبَادَةِ.

    - وقَالَ: لَا تَزَالُ كَرِيمًا عَلَى إِخْوَانِكَ مَا لَمْ تَحْتَجْ إِلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ، فَإِذَا احْتَجْتَ إِلَى مَا فِي أَيْدِيهِمْ ثَقُلَ عَلَيْهِمْ حَدِيثُكَ وهُنْتَ عَلَيْهِمْ.

    - وقَالَ: العَامِلُ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ كَالسَّائِرِ عَلَى غَيْرِ طَرِيقٍ، والعَامِلُ عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرُ مِمَّا يُصْلِحُ.

    - وقَالَ: كُلُّ نَفَقَةٍ يُنْفِقُهَا ابْنُ آدَمَ يُحَاسَبُ عَلَيْهَا يَوْمَ القِيَامَةِ, إِلَّا نَفَقَةُ الرَّجُلِ عَلَى إِخْوَانِهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَسْتَحِي أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْهَا.

    - وقَالَ: عِظِ النَّاسَ بِفِعْلِكَ ولَا تَعِظْهُمْ بِقَوْلِكَ.

    - وقَالَ: ابْنَ آدَمَ اصْحَبِ النَّاسَ بِأَيِّ خُلُقٍ شِئْتَ يَصْحَبُوكَ بِمِثْلِهِ.

    - وقَالَ: إِنَّ النَّاسِكَ إِذَا تَنَسَّكَ لَمْ يُعْرَفْ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ مَنْطِقِهِ ولَكِنْ لَمْ يُعْرَفْ ذَلِكَ إِلَّا فِي عَمَلِهِ، وذَلِكَ العِلْمُ النَّافِعُ.

    - وقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا لَمْ يَغُرَّهُ مَا يَرَى مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ.

    - وقَالَ: ابْنَ آدَمَ أَنْتَ تَمُوتُ وَحْدَكَ، وتَدْخُلُ القَبْرَ وَحْدَكَ، وتُبْعَثُ وَحْدَكَ، وتُحَاسَبُ وَحْدَكَ، أَنْتَ ابْنُ آدَمَ المَعْنِيُّ وإِيَّاكَ يُرَادُ.

    - وقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يُنَافِسُ فِي الدُّنْيَا فَنَافِسْهُ فِي الآخِرَةِ.

    - وقَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ إِذَا ابْتُلُوا مِنْ سُلْطَانِهِمْ بِشَيْءٍ فَزِعُوا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَلْبَثُوا أَنْ يَرْفَعَهُ اللَّهُ عَنْهُمْ، ولَكِنْ فَزِعُوا إِلَى السَّيْفِ، فَوَاللَّهِ مَا جَاءُوا بِيَوْمِ خَيْرٍ قَطُّ، ثُمَّ تَلَا: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا}. (الأعراف: 137).

    - وقَالَ: أَيُّهَا المُتَصَدِّقُ عَلَى المِسْكِينِ تَرْحَمُهُ، ارْحَمْ نَفْسَكَ الَّتِي ظَلَمْتَهَا.

    - وقَالَ: أُصُولُ الشَّرِّ ثَلَاثَةٌ، وفُرُوعُهُ سِتَّةٌ، فَالْأُصُولُ: الحَسَدُ، والحِرْصُ، وحُبُّ الدُّنْيَا؛ وفُرُوعُهُ: حُبُّ الرِّيَاسَةِ، وحُبُّ الفَخْرِ، وحُبُّ الثَّنَاءِ، وحُبُّ الشَّبَعِ، وحُبُّ النَّوْمِ، وحُبُّ الرَّاحَةِ.

    - وقَالَ: مَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا ذَهَبَ خَوْفُ الآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ.

    - وقَالَ: إِيَّاكُمْ ومَا يَشْغَلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّهُ لَا يَفْتَحُ رَجُلٌ عَلَى نَفْسِهِ بَابًا مِنَ الدُّنْيَا، إِلَّا سَدَّ عَلَيْهِ عَشَرَةَ أَبْوَابٍ مِنْ عَمَلِ الآخِرَةِ.

    - وقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ضَرَبَ ابْنَ آدَمَ بِالمَوْتِ والفَقْرِ، وإِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ لَوَثَّابٌ.

    - وقَالَ: المُسْلِمُ لَا يَأْكُلُ فِي كُلِّ بَطْنِهِ، ولَا تَزَالُ وَصِيَّتُهُ تَحْتَ جَنْبِهِ.

    - وقَالَ: المُؤْمِنُ فِي الدُّنْيَا كَالغَرِيبِ، لَا يُنَافِسُ فِي عِزِّهَا ولَا يَجْزَعُ مِنْ ذُلِّهَا، لِلنَّاسِ حَالٌ ولَهُ حَالٌ، وَجِّهُوا هَذِهِ الفُضُولَ حَيْثُ وَجَّهَهَا اللَّهُ.

    - وقَالَ: لَا تَطِيبُ لأَحَدٍ الحَيَاةُ إِلَّا فِي الجَنَّةِ.

    - وقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِالحَسَنَةِ فَتَكُونُ نُورًا فِي قَلْبِهِ وقُوَّةً فِي بَدَنِهِ، وإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِالسَّيِّئَةِ فَتَكُونُ ظُلْمَةً فِي قَلْبِهِ ووَهَنًا فِي بَدَنِهِ.

    - وقَالَ: لَوْ عَلِمَ العَابِدُونَ فِي الدُّنْيَا أَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَ رَبَّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي الآخِرَةِ لَذَابَتْ أَنْفُسُهُمْ فِي الدُّنْيَا.

    - وقَالَ: ذَهَبَتِ المَعَارِفُ وبَقِيَتِ المَنَاكِرُ، ومَنْ يَعِشْ مِنَ المُسْلِمِينَ فَهُوَ مَغْمُومٌ.

    - وقَالَ: أَكْثِرُوا مِنَ الاسْتِغْفَارِ فِي بُيُوتِكُمْ وعَلَى مَوَائِدِكُمْ وفِي طُرُقِكُمْ وفِي أَسْوَاقِكُمْ وفِي مَجَالِسِكُمْ وأَيْنَمَا كُنْتُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ مَتَى تَنْزِلُ المَغْفِرَةُ.

    رِسَالَةُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيْزِ:

    كَتَبَ الحَسَنُ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ العَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ: "أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ ظَعْنٍ لَيْسَتْ بِدَارِ إِقَامَةٍ، وإِنَّمَا أُنْزِلَ آدَمُ إِلَيْهَا عُقُوبَةً فَاحْذَرْهَا يَا أَمِيرَ المَؤْمِنِينَ، فَإِنَّ الزَّادَ مِنْهَا تَرْكُهَا والغِنَى فِيهَا فَقْرُهَا، لَهَا فِي كَلِّ حِينٍ قَتِيلٌ، تُذِلُّ مَنْ أَعَزَّهَا وتُفْقِرُ مَنْ جَمَعَهَا، هِيَ كَالسُّمِّ يَأْكُلُهُ مَنْ لَا يَعْرِفُهُ وهُوَ حَتْفُهُ، فَكُنْ فِيهَا كَالمُدَاوِي جِرَاحَتَهُ يَحْتَمِي قَلِيلًا مَخَافَةَ مَا يَكْرَهُ طَوِيلًا، ويَصْبِرُ عَلَى شِدَّةِ الأَذَى مَخَافَةَ طُولِ البَلَاءِ، فَاحْذَرْ هَذِهِ الغَرَارَةَ الخَتَّارَةَ الَّتِي قَدْ زُيِّنَتْ بِخِدَعِهَا وحُلَّتْ بِآمَالِهَا وتَشَوَّفَتْ لِخُطَّابِهَا وفُتِنَتْ بِغُرُورِهَا، فَأَصْبَحَتْ كَالعَرُوسِ المَجْلُوِّ فَالعُيُونُ إِلَيْهَا نَاظِرَةٌ والقُلُوبُ عَلَيْهَا وَالِهَةٌ، والنُّفُوسُ لَهَا عَاشِقَةٌ، وهِيَ لِأَزْوَاجِهَا كُلِّهِمْ قَاتِلَةٌ، فَلَا البَاقِي بِالمَاضِي مُعْتَبِرٌ، ولَا الآخَرُ عَلَى الأَوَّلِ مُزْدَجِرٌ، ولَا العَارِفُ بِاللَّهِ حِينَ أَخْبَرَهُ عَنْهَا مُدَّكِرٌ، فَعَاشِقٌ لَهَا قَدْ ظَفِرَ مِنْهَا بِحَاجَتِهِ فَاغْتَرَّ وطَغَى، ونَسِيَ المِيعَادَ، وشَغَلَ فِيهَا لُبَّهُ حَتَّى زَلَّتْ عَنْهُ قَدَمُهُ، وعَظُمَتْ نَدَامَتُهُ وكَثُرَتْ حَسَرَاتُهُ، واجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ سَكَرَاتُ المَوْتِ بِأَلَمِهِ، وحَسَرَاتُ الفَوْتِ بِغُصَّتِهِ، فَذَهَبَتْ بِكَدْمِهِ فَلَمْ يُدْرِكْ مِنْهَا مَا طَلَبَ، ولَمْ يُرَوِّحْ نَفْسَهُ مِنَ التَّعَبِ، فَخَرَجَ بِغَيْرِ زَادٍ، وقَدِمَ عَلَى غَيْرِ مِهَادٍ، فَاحْذَرْهَا يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، وَكُنْ أَسَرَّ مَا تَكُونُ فِيهَا، أَحْذَرَ مَا تَكُونُ لَهَا، فَإِنَّ صَاحِبَ الدُّنْيَا كُلَّمَا اطْمَأَنَّ مِنْهَا إِلَى سُرُورٍ أَشْخَصَهُ إِلَى مَكْرُوهٍ، فَالسَّارِ فِيهَا بِأَهْلِهَا غَارٌّ، والنَّافِعُ فِيهَا غَدًا ضَارٌّ، وقَدْ وَصَلَ الرَّخَاءَ فِيهَا بِالبَلَاءِ، وَجَعَلَ البَقَاءَ فِيهَا إِلَى فَنَاءٍ، فَسُرُورُهَا مَشُوبٌ بِالحُزْنِ، لَا يَرْجِعُ مِنْهَا مَا وَلَّى فَأَدْبَرَ، ولَا يَدْرِي مَا هُوَ آتٍ فَيَسْتُنْظِرُ .. أَمَانِيُّهَا كَاذِبَةٌ، وآمَالُهَا بَاطِلَةٌ، وصَفْوُهَا كَدَرٌ، وعَيْشُهَا نَكِدٌ، وابْنُ آدَمَ فِيهَا عَلَى خَطَرٍ، إِنْ غَفَلَ فَهُوَ مِنَ النَّعْمَاءِ عَلَى خَطَرٍ وفِي البَلَاءِ عَلَى حَذَرٍ، فَلَوْ كَانَ الخَالِقُ لَمْ يُخْبِرْ عَنْهَا خَبَرًا، ولَمْ يَضْرِبْ لَهَا مَثَلًا لَكَانَتِ الدُّنْيَا قَدْ أَيْقَظَتِ النَّائِمَ، ونَبَّهَتِ الغَافِلَ فَكَيْفَ وقَدْ جَاءَ مِنَ اللَّهِ عَنْهَا زَاجِرٌ، وفِيهَا وَاعِظٌ، فَمَا لَهَا عِنْدَ اللَّهِ قَدْرٌ ولَا وَزْنٌ، ولَا نَظَرَ إِلَيْهَا مُنْذُ خَلَقَهَا، ولَقَدْ عُرِضَتْ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِهَا لَا يَنْقُصُهُ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا، كَرِهَ أَنْ يُخَالِفَ عَلَى رَبِّهِ أَمْرَهُ أَوْ يُحِبُّ مَا أَبْغَضَ خَالِقُهُ أَوْ يَرْفَعُ مَا وَضَعَ مَلِيكُهُ فَزَوَاهَا عَنِ الصَّالِحِينَ اخْتِيَارًا، وبَسَطَهَا لِأَعْدَائِهِ اغْتِرَارًا أَوْ قَالَ اخْتِيَارًا، فَيَظُنُّ المَغْرُورُ بِهَا المُقْتَدِرُ عَلَيْهَا أَنَّهُ أُكْرِمَ بِهَا، ونَسِيَ مَا صَنَعَ اللَّهُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِهِ، ولَقَدْ جَاءَتِ الرِّوَايَةُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، أَنَّهُ قَالَ لِمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامَ: "إِذَا رَأَيْتَ الغِنَى مُقْبِلًا، فَقُلْ: ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ، وإِذَا رَأَيْتَ الفَقْرَ مُقْبِلًا، فَقُلْ: مَرْحَبًا بِشِعَارِ الصَّالِحِينَ، وإِنْ شِئْتَ ثَلَّثْتَ بِصَاحِبِ الرُّوحِ والكَلِمَةِ ابْنِ مَرْيَمَ، كَانَ يَقُولُ: إِدَامِي الجُوعُ، وشِعَارِي الخَوْفُ، ولِبَاسِي الصُّوفُ، وصَلَاتِي فِي الشِّتَاءِ مَشَارِقُ الشَّمْسِ، وسِرَاجِي القَمَرُ، ودَابَّتِي رِجْلَايَ، وطَعَامِي وفَاكِهَتِي مَا أَنْبَتَتِ الأَرْضُ، أَبِيتُ ولَيْسَ لِي شَيْءٌ، وأَصْبَحَ لَيْسَ عَلَى الأَرْضِ أَحَدٌ أَغْنَى مِنِّي".

    وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ الحَسَنُ بِالبَصْرَةِ فِي رَجَبٍ، سَنَةَ عَشْرٍ ومِائَةٍ (110 هــ)، وقَد عَاشَ تِسْعاً وثَمَانِيْنَ سَنَةً (89)؛ وكَانَتْ جَنَازَتُهُ مَشْهُوْدَةً، صَلَّوْا عَلَيْهِ عَقِبَ صَلاَةِ الجُمُعَةِ بِالبَصْرَةِ، فَشَيَّعَهُ الخَلْقُ، وازْدَحَمُوا عَلَيْهِ؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.

     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  13. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (45) ابْـــنُ سِـــيْـــــرِيْـــــــــــــنَ


    هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بْنُ سِيْرِيْنَ، أَبُو بَكْرٍ الأَنْصَارِيُّ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيرُ، أَحَدُ الأَئِمَّةِ الأَعْلاَمِ، والفُقَهَاءِ الأَفْهَامِ، وإِمَامُ وَقْتِـهِ فِي عُلُومِ الدِّينِ بِالبَصْرَةِ مَعَ الْحَسَنِ الْبَصْرَيِّ.


    أَدْرَكَ ثَلاَثِيْنَ صَحَابِيّاً وأَخَذَ عَنْهُم العِلْمَ؛ وكَانَ يَأْتِي بِالحَدِيْثِ عَلَى حُرُوْفِهِ؛ لاَ يُحَدِّثُ بِالْمَعنَى؛ وكَانَ يَصُوْمُ يَوْماً، ويُفْطِرُ يَوْماً.


    مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ ابْنُ سِيْرِيْنَ بِالبَصْرَةِ فِي سَنَةِ ثَلاَثٍ وثَلاَثِينَ (33 هــ).


    وكَانَ فَقِيْهاً، عَالِماً، وَرِعاً، أَدِيْباً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ، شَهِدَ لَهُ أَهْلُ العِلْمِ والفَضْلِ بِذَلِكَ، وهُوَ حُجَّةٌ؛ مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ وجَلاَلَتِهِ.


    أَخَـــذ العِـلْـمَ عَـــنْ: الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وأَبِي هُرَيْرَةَ وعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وعَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ وأَنَسَ بنَ مَالِكٍ وأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وحُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ وعِمْرَانَ بنَ حُصَيْنٍ وعَدِيَّ بنَ حَاتِمٍ وأَبِي الدَّرْدَاءِ الأَنْصَارِيِّ ومُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ وأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ وأَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ وجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ البَجَلِيِّ ورَافِعِ بْنِ خَدِيْجِ الأَنْصَارِيِّ وسَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ وكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ الأَنْصَارِيِّ وسَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ الضَّبِّيِّ، وأُمِّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ وأُمِّ عَطِيَّةَ الأَنْصَارِيَّة.


    وَرَعُـــــــهُ:

    - كَانَ ابْنُ سِيْرِيْنَ يَشْتَغِلُ بِالتِّجَارَةِ، فَكَانَ إِذَا شَكَّ فِي شَيْءٍ في البَيْعِ والشِّرَاءِ، تَرَكَـهُ، مَخَافَةَ الوُقُوعِ فِي الحَرَامِ!

    - وكَانَ لَا يَأكُلُ عِنْدَ أَحَدٍ؛ فَكَانَ إِذَا دُعِيَ إِلَى وَلِيمَةٍ، أَجَابَ ولَمْ يَطْعَم مِنهَا شَيْئاً!



    قَالُــوا عَـنْــهُ:

    - قَالَ عَنْهُ الشَّعْبِيُّ لِطَلَبَةِ العِلْمِ مِنْ التَّابِعِينَ: عَلَيْكُم بِابْنَ سِيْرِيْن.

    - وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنِ عَوْن: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ.

    - وقَالَ عُثْمَانَ البَتِّيِّ: لَمْ يَكُنْ بِالبَصْرَةِ أَحَدٌ أَعْلَمَ بِالقَضَاءِ مِنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ.

    - وقَالَ بَكْرُ بنُ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيُّ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى أَوْرَعِ مَنْ أَدْرَكْنَا، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْن.

    - وقَالَ مُوَرِّقٌ العِجْلِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَفْقَهَ فِي وَرَعِهِ، وَلاَ أَوْرَعَ فِي فَقْهِهِ مِنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ.

    - وقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ: لَمْ يَكُنْ كُوْفِيٌّ وَلاَ بَصْرِيٌّ لَهُ مِثْلُ وَرَعِ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ.

    - وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: محمد بن سيرين مِنَ الثِّقَاتِ.

    - وقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِيْنٍ، والعِجْلِيُّ: ثِـقَــةٌ.

    - وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، مَأْمُوْنًا، عَالِيًا، رَفِيْعًا، فَقِيْهًا، إِمَامًا، كَثِيْرَ العِلْمِ، وَرِعًا.

    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: ثِقَةٌ، حُجَّةٌ ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ، كَبِيْرُ العِلْمِ.

    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، كَبِيْرُ القَدْرِ.

    مِـن أَقْوَالِــــهِ:


    - قَالَ مُحَمَّد بْنُ سِيْرِيْن: إِنَّ هَذَا العِلْمَ دَيْنٌ، فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُوْنَ دَيْنَكُم.

    - وقَالَ ذَهَب العِلْمُ وَبَقِيَتْ مِنْهُ شَذَرَاتٌ فِي أَوْعِيَةٍ شَتَّى.

    - وقَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا جَعَلَ لَهُ وَاعِظًا مِنْ قَلْبِهِ يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ.

    - وقَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيْسَ لَهُ عَلَى أَحَدٍ سُلْطَانٌ؛ وَلَكِنْ مَنْ أَطَاعَهُ أَهْلَكَهُ.

    - وكَانَ يَقُولُ لِلرَّجُلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُسَافِرَ فِي التِّجَارَةِ: اتَّقِ اللَّهَ وَاطْلُبْ مَا قُدِّرَ لَكَ مِنَ الْحَلَالِ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تَطْلُبْهُ مِنْ ذَلِكَ لَمْ تُصِبْ أَكْثَرَ مِمَّا قُدِّرَ لَكَ.


    فَائِدَةٌ: يُنْسَبُ إِلَيْهِ كِتَابٌ فِي تَفْسِيرِ الأَحْلاَمِ يُسَمَّى بِــــ (مُنْتَخَبُ الكَلاَمِ فِي تَفْسِيرِ الأَحْلاَمِ)؛ ولاَ تَصِحُّ نِسْبَتُـهُ لَـهُ؛ كَذَا أَكَّدَهُ العُلَمَاءِ.


    وَصِــيَّـــتُـــــهُ: قَالَ فِي وَصِيَّتِـهِ: "ذِكْرُ مَا أَوْصَى بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ سِيْرِيْن بَنِيهِ وَأَهْلَهُ: أَنْ يَتَّقُوا اللَّهَ، وَيُصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِهِم، وَأَنْ يُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ؛ وَأَوْصَاهُم بِمَا أَوْصَى بِهِ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ: {يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}". (البَقَرَة: 132).


    وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ ابْنُ سِيْرِيْن بِالبَصْرَةِ، يَوْمَ الجُمُعَةِ، فِي شَهْرِ شَوَّالٍ، سَنَةَ عَشْرٍ ومِائَـةٍ (110 هــ)، وَقَبْرُهُ بِإِزَاءِ قَبْرِ الحَسَنِ البَصْرَيِّ؛ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى.


     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  14. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (46) مَـــكْـــحُـــــــــــولٌ

    هُـــــــوَ: مَكْحُوْلُ بْنُ شَهْرَابَ بْنِ شَاذِلَ بْنِ سَنَدَ بْنِ شُرْوَانَ بْنِ يَزْدَكَ بْنِ يَغُوْثَ بْنِ كِسْرَى، أَبُو عَبْدِ اللهِ، الأَعجَمِيُّ الأَصْلِ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ؛ الإِمَامُ، الفَقِيْهُ، عَالِمُ أَهْلِ الشَّامِ.

    كَانَ طَلاَّبَةً لِلْعِلْمِ، حَرِيصاً عَلَى الاِشْتِغَالِ بِهِ صَغِيراً وكَبِيراً، رَحَلَ فِيـهِ إِلَى أَكْثَرِ الأَقْطَارِ العَرَبِيَّةِ؛ كَالمَدِيْنَةِ ومِصْرَ والعِرَاقَ، وغَيْرِهَا.

    وكَانَ فِي لِسَانِهِ عُجْمَةٌ ظَاهِرَةٌ، يُبَدِّلُ بَعضَ الحُروُفِ بِغَيْرِهِ؛ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُوُل: "قُلْ". قالها: "كُلْ".

    أَخَـذَ الـعِـلْمَ عَــنْ: أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ووَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ وأَبِي هِنْدٍ الدَّارِيِّ؛ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم .. ومِـنَ الـتَّـابِـعِـيـــنَ: سَعِيْدِ بْنِ المُسَيِّبِ وعَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَيْرِيْزٍ وجُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ وطَاوُوْسٍ وأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وأَبِي إِدْرِيْسَ الخَوْلاَنِيِّ وقَبِيْصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ؛ وغَيْرِهِم.

    قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:

    - قَالَ الزُّهْرِيِّ: العُلَمَاءُ أَرْبَعَةٌ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ بِالمَدِيْنَةِ، وَالشَّعْبِيُّ بِالكُوْفَةِ، وَالحَسَنُ بِالبَصْرَةِ، وَمَكْحُوْلٌ بِالشَّامِ.

    - وقَالَ سَعِيْدُ بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَمْ يَكُنْ فِي زَمَنِ مَكْحُوْلٍ أَبْصَرَ بِالفُتْيَا مِنْهُ، مَكْحُوْلٌ أَفْقَهُ أَهْلِ الشَّامِ.

    - وقَالَ ابْنُ عَمَّارٍ المَوْصِلِيُّ: مَكْحُوْلٌ إِمَامُ أَهْلِ الشَّامِ.

    - وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ: مَا بِالشَّامِ أَحَدٌ أَفْقَهُ مِنْ مَكْحُوْلٍ.

    - وقَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ فَقِيْهًا عَالِمًا.

    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: فَقِيْهُ الشَّامِ.

    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَقِيْهٌ مَشْهُورٌ.

    وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ مَكْحُوْلٌ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ومِائَةٍ (112 هــ)؛ رَحِمَهُ اللهُ.
     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  15. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (47) أَبُـــو جَـــعـــــفَـــــــــرٍ الـــبَـــــاقِـــــــــــــرُ

    هُـــــــوَ: مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ القُرَشِيُّ الهَاشِمِيُّ، المَدَنِيُّ، ابْنُ زَيْنِ العَابِدِيْنَ. الإِمَامُ، السَّيِّدُ، الفَقِيهُ، المُجْتَهِدُ، العَابِدُ

    كَانَ يُصَلِّي فِي اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مِائَةً وَخَمْسِيْنَ رَكْعَةً تَطَوُّعاً!

    وَأُمُّـــهُ: هِيَ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بِنْتُ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

    مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ (56 هــ).

    وكَانَ أَحَدَ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ العِلْمِ والعَمَلِ، والسُّؤْدُدِ والشَّرَفِ، والثِّقَةِ والرَّزَانَةِ، كَبِيْرِ الشَّأْنِ.

    أَجْلَسَهُ جَدُّهُ الحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فِي حِجْرِه، وقَالَ لَهُ: "رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ".

    أَخَـــذَ الـعِـلْمَ عَــنْ: عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وجَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ وأَبِي سَعِيْدٍ الخُدرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم. وعَن أَبِيْهِ؛ زَيْنِ العَابِدِيْنَ. وعَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ وسَعِيْدِ بْنِ المُسَيِّبِ ومُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ؛، وغَيْرِهِم.


    -- قَالَ عَنْهُ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.

    - وقَالَ العِجْلِيُّ: تَابِعِيٌّ ثِقَةٌ.

    - وقَالَ ابْنُ البَرْقِيِّ: كَانَ فَقِيْهًا، فَاضِلاً.

    - وقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ: مِنَ الثِّقَاتِ.

    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: سَيِّدُ بِنِي هَاشِمٍ فِي زَمَانِهِ.

    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِـقَـةٌ.

    مِـن أَقْوَالِــــهِ:

    - قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: اذْكُرُوا مِنْ عَظَمَةِ اللهِ مَا شِئْتُمْ، وَلاَ تَذْكُرُوْنَ مِنْهُ شَيْئاً إِلاَّ وَهِيَ أَعْظَمُ مِنْهُ، وَاذْكُرُوا مِنَ النَّارِ مَا شِئْتُمْ، وَلاَ تَذْكُرُوا مِنْهَا شَيْئاً إِلاَّ وَهِيَ أَشَدُّ مِنْهُ، وَاذْكُرُوا مِنَ الجَنَّةِ مَا شِئْتُمْ، وَلاَ تَذْكُرُوا مِنْهَا شَيْئاً إِلاَّ وَهِيَ أَفَضْلُ.

    - وقَالَ: أَجْمَعَ بَنُوْ فَاطِمَةَ عَلَى أَنْ يَقُوْلُوا فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَحْسَنَ مَا يَكُوْنُ مِنَ القَوْلِ.
    - وسَأَلَهُ سَالِمٌ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؟!
    فَقَالَ لَهُ: يَا سَالِمُ، تَوَلَّهُمَا، وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا، فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً.
    - وقَالَ: مَا دَخَلَ قَلْبَ امْرِئٍ مِنَ الكِبْرِ شَيْءٌ إِلاَّ نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ مِقْدَارَ ذَلِكَ.

    - وقَالَ: الصَّوَاعِقُ تُصِيْبُ المُؤْمِنَ وَغَيْرَ المُؤْمِنِ، وَلاَ تُصِيْبُ الذَّاكِرَ.

    - وقَالَ: سِلاَحُ اللِّئَامِ، قُبْحُ الكَلاَمِ.

    وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ أَبُو جَعْفَرٍ بِالمَدِيْنَةِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ومِائَةٍ (114 هــ)، وقَد بَلَغَ ثَمَانِياً وخَمْسِيْنَ سَنَةً (58)؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.


     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  16. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (48) عَـطَـــــاءُ بْــنُ أَبِــي رَبَـــــاحٍ

    هُـــــوَ: عَطَاءُ بنُ أَسْلَمَ الفِهْرِيّ أَبُو مُحَمَّدٍ المَكِّيُّ. الإِمَامُ الكَبِيرُ، مُفْتِي الحَرَمِ.

    أَدرَكَ مِائَتَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَخَذَ التَّفْسِيرَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وكَانَ مِن تَلاَمِيذِهِ النُّجَبَاءِ.

    وكَانَ يُرسِلُ؛ ولَمْ يَكُنْ يُحْسِنُ العَرَبِيَّةَ!

    مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ عَطَاءٌ بِالجَنَد فِي اليَمَن سَنَةَ سَبْعٍ وعِشْرِينَ ظَنًّا (27 هــ)؛ ونَشَأَ بِمَكَّة، وكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ، عَالِماً بِالحَجِّ، قَد حَجَّ زِيَادَةً عَلَى سَبْعِيْنَ حَجَّةً، وكَانَ لاَ يُفْتِي النَّاسَ بِرَأْيِهِ .. سُئِلَ يَوْمًا عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: لاَ أَدْرِي.
    فَقِيْلَ لَهُ: أَلاَ تَقُوْلُ بِرَأْيِكَ؟
    فقَالَ: إِنِّي أَسْتَحْيِي مِنَ اللهِ أَنْ يُدَانَ فِي الأَرْضِ بِرَأْيِي.

    قَـالُـواْ عَـنْـهُ:

    - كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إَذَا سَأَلَهُ أَهْلُ مَكَّةَ عَنْ شَيْءٍ، قَالَ لَهُم: تَجْتَمِعُوْنَ عَلَيَّ وعِنْدَكُم عَطَاءٌ؟!

    - وقَالَ أَبُو حَازِمٍ الأَعرَجُ: فَاقَ عَطَاءٌ أَهْلَ مَكَّةَ فِي الفَتْوَى.

    - وكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ البَاقِر يَقُوْلُ لِلنَّاس: عَلَيْكُم بِعَطَاءٍ، هُوَ -وَاللهِ- خَيْرٌ لَكُم مِنِّي.

    - وقَالَ قَتَادَةُ السَّدُوسِيُّ: إِذَا اجتَمَعَ لِي أَرْبَعَةٌ، لَمْ أَلْتَفِتْ إِلَى غَيْرِهِم، ولَمْ أُبَالِ مَنْ خَالَفَهُم: الحَسَنُ، وابْنُ المُسَيِّبِ، وإِبْرَاهِيْمُ، وعَطَاءٌ، هَؤُلاَءِ أَئِمَّةُ الأَمْصَارِ.

    - وقَالَ أَبُو حَنِيْفَةَ: مَا رَأَيْتُ فِيْمَنْ لَقِيْتُ أَفْضَلَ مِنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاح.

    - وقَالَ الأَوْزَاعِيُّ: مَاتَ عَطَاءٌ يَوْمَ مَاتَ وهُوَ أَرْضَى أَهْلِ الأَرضِ عِنْدَ النَّاسِ.

    - وقَالَ سَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يُرِيْدُ بِهَذَا العِلْمِ وَجْهَ اللهِ غَيْرَ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ: عَطَاءٍ، وطَاوُوْسٍ، ومُجَاهِدٍ.

    - وقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: كَانَ مِنْ أَحسَنِ النَّاسِ صَلاَةً.

    - وقَالَ عُمَرُ بنُ ذَرٍّ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ.

    - وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، فَقِيْهاً، عَالِماً، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.

    - وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: كَانَ مِنْ سَادَاتِ التَّابِعِينَ، والمُقَدَّمِ فِي الصَّالِحِينَ مَعَ الفِقْهِ والوَرَعِ.

    - وقَالَ ابْنُ خَلكَان: كَانَ مِنْ أَجِلاَّءِ الفُقَهَاءِ وتَابِعِي مَكَّةَ وزُهَّادِهَا.

    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: أَحَدُ الأَعلاَمِ؛ سَيِّدُ التَّابِعِينَ عِلْمًا وعَمًلاً وإِتْقَانًا فِي زَمَانِهِ بِمَكَّةَ؛ حُجَّةٌ، إِمَامٌ، كَبِيرُ الشَّأْنِ.

    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، فَقِيْهٌ، فَاضِلٌ، لَكِنَّهُ كَثِيرَ الإِرسَالِ.

    أَمْــرُهُ بِـالمَـعْـــرُوفِ:

    - دَخَلَ عَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاحٍ عَلَى عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَروَان يَوْمًا وهُوَ جَالِسٌ عَلَى السَّرِيْر، وحَوْلَهُ الأَشْرَافُ، وذَلِكَ بِمَكَّةَ، فِي وَقْتِ حَجِّهِ فِي خِلاَفَتِهِ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ عَبْدُ المَلِكِ، قَامَ إِلَيْهِ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَى السَّرِيْرِ، وقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، حَاجَتَكَ؟!

    قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! اتَّقِ اللهَ فِي حَرَمِ اللهِ، وحَرَمِ رَسُوْلِهِ، فَتَعَاهَدْهُ بِالعَمَارَةِ، واتَّقِ اللهَ فِي أَوْلاَدِ المُهَاجِرِيْنَ والأَنْصَارِ، فَإِنَّك بِهِم جَلَسْتَ هَذَا المَجْلِسَ، واتَّقِ اللهَ فِي أَهْلِ الثُّغُوْرِ، فَإِنَّهُم حِصْنُ المُسْلِمِيْنَ، وتَفَقَّدْ أُمُوْرَ المُسْلِمِيْنَ، فَإِنَّكَ وَحْدَكَ المَسْؤُوْلُ عَنْهُم، واتَّقِ اللهَ فِيْمَنْ عَلَى بَابِكَ، فَلاَ تَغْفُلْ عَنْهُم، ولاَ تُغْلِقْ دُوْنَهُم بَابَكَ.

    فَقَالَ لَهُ: أَفْعَلُ.

    ثُمَّ نَهَضَ، وقَامَ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ عَبْدُ المَلِكِ، وَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّمَا سَأَلْتَنَا حَوَائِجَ غَيْرِكَ، وقَدْ قَضَيْنَاهَا، فَمَا حَاجَتُكَ؟

    قَالَ: مَا لِي إِلَى مَخْلُوْقٍ حَاجَةٌ.

    ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ عَبْدُ المَلِكِ: هَذَا الشَّرَفُ، هَذَا السُّؤْدُدُ (السِّيَادَة).

    ومِـنْ كَـلاَمِــهِ: "لاَ أَدْرِي": نِصْفُ العِلْمِ، ويُقَالُ: نِصْفُ الجَهْلِ.

    وَفَـاتُــــهُ: مَاتَ عَطَاءٌ فِي رَمَضَانَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ ومِائَة (115 هــ)، وقَد قَارَب التِّسْعِين سَنَة؛ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى.
     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  17. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (49) الـــحَـــــكَـــــــــمُ بْـــــنُ عُـــتَـــيْـــبَـــــــــــةَ


    هُـــــــوَ: الحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ الكِنْدِيُّ، أَبُو مُحَمَّدٍ الكُوْفِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيْرُ، الفَقِيهُ، الحُجَّةُ، الثَّبْتُ، عَالِمُ أَهْلِ الكُوْفَةِ.


    مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِـدَ في سَنَةِ سِتٍّ وأَربَعِيْنَ (46 هــ).


    ورَأَى بَعضَ الصَّحَابَةِ ولَمْ يَروِ عَنْهُم شَيْئاً؛ خَلاَ أَبِي جُحَيْفَةَ السُّوَائِيِّ.


    أَخَذَ العِلْمَ عَـــنْ: زَيْنِ العَابِدِينَ والشَّعْبِيِّ وشُرَيْحٍ القَاضِي وعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وأَبِي وَائِلٍ الأَسَدِيُّ وسَعِيْدِ بنِ جُبَيْر وطَاوُوْسٍ وعِكْرِمَةَ ومُجَاهِدٍ وعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ وأَبِي الشَّعْثَاءِ المُحَارِبِيِّ وأَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ؛ وَخَلْقٍ سِوَاهُم.


    قَــالُـــوا عَــنْـــهُ:


    - قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيْرٍ: مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا (يَقْصِدُ مَكَّةَ) أَفْقَهُ مِنْهُ.

    - وقَالَ مُجَاهِدُ بْنُ رُومِيٍّ: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ فَضْلَ الحَكَمِ إِلاَّ إِذَا اجْتَمَعَ عُلَمَاءُ النَّاسِ فِي مَسْجِدِ مِنًى، نَظَرْتُ إِلَيْهِم، فَإِذَا هُم عِيَالٌ عَلَيْهِ.

    - وقَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مَا كَانَ بِالكُوْفَةِ مِثْلُ الحَكَمِ.

    - وقَالَ مَعْمَرٌ: كَانَ الزُّهْرِيُّ فِي أَصْحَابِهِ كَالحَكَمِ فِي أَصْحَابِهِ.

    - وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً، فَقِيْهًا عَالِمًا رَفِيْعًا، كَثِيْرَ الحَدِيْثِ.

    - وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَفْقَهُ النَّاسِ فِي إِبْرَاهِيمَ.

    - وقَالَ يَحيَى بْنُ مَعِيْنٍ، وأَبُو حَاتِمٍ، والنَّسَائِيُّ: ثِـقَــةٌ. زَادَ النَّسَائِيُّ: ثَبْتٌ.

    - وقَالَ العِجْلِيُّ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتًا، فَقِيهًا، مِنْ فُقَهَاءِ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيمَ، وكَانَ صَاحِبَ سُنَّةٍ واتِّبَاعٍ.

    - وقَالَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ: كَانَ صَاحِبَ عِبَادَةٍ وفَضْلٍ.

    - وقَالَ الفَسَوِيُّ: كَانَ فَقِيِهًا، ثِقَةً.

    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: إِمَامٌ كَبِيْرٌ، عَالِمُ أَهْلِ الكُوْفَةِ؛ ثِقَةٌ، صَاحِبُ سُنَّةٍ؛ أَحَدُ الأَعْلامِ.

    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ ثَبْتٌ، فَقِيْهٌ.


    وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ ومِائَةٍ (115 هــ)؛ ولَهُ تِسْعٌ وسِتُّونَ سَنَةً (69)؛ رَحِمَهُ اللهُ.

     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  18. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (50) الأَعْـــــــــــــــرَجُ

    هُـــــــوَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ هُرْمُزَ، أَبُو دَاوُدَ المَدَنِيُّ. الإِمَامُ الحَافِظُ، الحُجَّةُ الثَّبْتُ.

    مِن كِبَارِ تَلاَمِذَةِ أَبِي هُرَيْرَةَ ومِن أَثْبَتِهِم فِيهِ.

    وكَانَ مِن أَعْلَمِ النَّاسِ بِأَنْسَابِ قُرَيْشٍ، وكَانَ يَكْتُبُ المَصَاحِفَ.

    أَخَذَ القِرَاءةَ عَرْضاً عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وابْنِ عَبَّاسٍ.

    وتَلاَ عَلَيْهِ: نَافِعُ بنُ أَبِي نُعَيْمٍ.

    سَمِعَ الحَدِيثَ مِن: أَبَي هُرَيْرَةَ وأَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ وعَبْدَ اللهِ بْنِ مَالِكِ بنِ بُحَيْنَةَ، وطَائِفَةً.

    وحَـدَّثَ عَـنْــهُ: الزُّهْرِيُّ وأَبُو الزِّنَادِ وصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ ويَحْيَى بْنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَآخَرُوْنَ.

    -- قَالَ عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيُّ، وابْنُ سَعْدٍ، وأَبُو زُرْعَةَ، والعِجْلِيُّ، وابْنُ خِرَاشٍ: ثِقَةٌ. زَادَ ابْنُ سَعْدٍ: كَثِيرُ الحَدِيثِ.

    - وقَالَ الذَّهَبِيُّ: كَانَ ثِقَةً، ثَبْتًا، عَالِمًا بِأَبِي هُرَيْرَةَ.

    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، ثَبْتٌ، عَالِمٌ.

    وَفَـاتَـــــهُ: سَافَرَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى مِصْرَ، ومَاتَ مُرَابِطاً بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وذَلِكَ فِي سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ ومِائَـةٍ (117 هــ).
     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  19. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (51) ابْنُ أَبِـي إِسْـحَــاقَ الـحَــضْــرَمِــيُّ

    هُـــــوَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ (واسْمُهُ: زَيْدٌ) بْنِ الحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِيُّ البَصْرِيُّ. أَحَدُ الأَئِمَّةِ فِي القِرَاءَةِ والنَّحْوِ.

    فَرَّعَ النَّحْوَ، وقَاسَهُ، وكَانَ أَعْلَمَ البَصْرِيينَ بِهِ.

    أَخَذَ القُرآنَ عَنْ: يَحيَى بْن يَعْمَر، ونَصْر بْنِ عَاصِمٍ.

    وأَخَذَ عَنْهُ النَّحْوَ والعَرَبِيَّةَ: أَبُو عَمْرٍو ابْنُ العَلاَءِ، وعِيْسَى بْنُ عُمَرَ الثَّقَفِيُّ، والأَخْفَشُ الكَبِيرُ.

    -- قَالَ عَنْهُ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَوَّلُ مَنْ وَضَعَ العَرَبِيَّةَ أَبُو الأَسْوَدِ، ثُمَّ مَيْمُونٌ، ثُمَّ عَنْبَسَةُ الفِيلُ، ثُمَّ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.

    - وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَيْضاً: اخْتَلَفَ النَّاسُ إِلَى أَبِي الأَسْوَدِ يَتَعَلَّمُونَ مِنْهُ العَرَبِيَّةَ، فَكَانَ أَبْرَعَ أَصْحَابِهِ عَنْبَسَةُ الفِيل؛ واخْتَلَفَ النَّاسُ إِلَى عَنْبَسَةَ فَكَانَ البَارِعَ مِنْ أَصْحَابِهِ مَيْمُونٌ الأَقْرَن، فَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ.

    - وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاَّمٍ الجُمَحِيُّ: سَمِعْتُ يُونُسَ يُسْئَلُ عَن ابْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، فَقَالَ: هُوَ والنَّحْوُ سَوَاء. (أَيْ: هُوَ الغَايَة)

    - وقَالَ القِفْطِيُّ: مُقْرِئ، نَحْوِىٌّ عَلاَّمَةٌ.

    - وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: ثِقَةٌ.

    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: صَدُوقٌ.

    وَفَــاتُـــهُ: مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بِالبَصْرَةِ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ ومِائَةٍ (117 هـــ).
     
    karimafou و Ramico معجبون بهذا.
  20. Mr. HATEM

    Mr. HATEM زيزوومي VIP

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 6, 2020
    المشاركات:
    4,128
    الإعجابات :
    8,884
    نقاط الجائزة:
    3,620
    الجنس:
    ذكر
    الإقامة:
    Egypt
    برامج الحماية:
    Bitdefender
    نظام التشغيل:
    windows 11
    (52) قَـــتَـــــــــــــادَةُ الـــسَّــــــدُوْسِـــــــــــيُّ

    هُـــــــوَ: قَتَادَةُ بْنُ دِعَامَةَ بْنِ قَتَادَةَ بْنِ عَزِيْزٍ السَّدُوْسِيُّ، أَبُو الخَطَّابِ البَصْرِيُّ. الإِمَامُ الكَبِيرُ، حَافِظُ العَصْرِ.

    يُضْرَبُ بِحِفْظِهِ المثلُ؛ كَانَ لاَ يَسْمَعُ شَيْئاً إِلاَّ حَفِظَه مِن أَوَّلِ مَرَّةٍ!!

    وكَانَ رَأْساً فِي العَرَبِيَّةِ، وأَيَّامِ العَرَبِ، وأَنسَابِهَا.

    مَـوْلِـــدُهُ: وُلِدَ فِي سَنَةِ سِتِّيْنَ (60 هــ).

    وكَانَ مِن كِبَارِ تَلاَمِذَةِ الحَسَنَ البَصْرِيِّ، جَالَسَهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، ولَمْ يَكُنْ يَقُولُ فِي العِلْمِ شَيْئاً بِرَأْيِهِ؛ وكَانَ عَابِداً، يَخْتِمُ القُرْآنَ الكَرِيمَ فِي سَبْعٍ لَيَالٍ، وإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ، خَتمَ فِي كُلِّ ثَلاَثٍ، فَإِذَا جَاءَ العَشرُ الأَوَاخِر، خَتَمَ كُلَّ لَيْلَةٍ.

    رَوَى الحَدِيثَ عَـــنْ: أَنَسِ بنِ مَالِكٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ سَرْجِسَ وَأَبِي الطُّفَيْلِ اللَّيْثِيِّ، رَضْيَ اللَّهُ عَنْهُم. وعَـــنْ: سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ والشَّعْبِيِّ وعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ وأَبِي الشَّعْثَاءِ الأزْدِيِّ وعِكْرِمَةَ القُرَشِيِّ ومُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ والحَسَنِ البَصْرِيِّ وأَبِي العَالِيَةِ الرِّيَاحِيِّ وصَفْوَانَ بنِ مُحْرِزٍ وأَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ وبَكْرِ بنِ عَبْدِ اللهِ المُزَنِيِّ وحُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ وعَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ.

    ورَوَى عَنْهُ أَئِمَّةُ الإِسْلاَمِ: أَيُّوْبُ السِّخْتِيَانِيُّ والأَعمَشُ وأَبُو حَنِيفَةَ النُّعمَانَ وسَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ وشُعْبَةُ بنُ الحَجَّاجِ وهِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ والأَوْزَاعِيُّ ومَعْمَرُ بنُ رَاشِدٍ وَجَرِيْرُ بْنُ حَازِمٍ وحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ اليَشْكُرِيُّ ومِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ وسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ورَوْحُ بْنُ القَاسِمِ العَنْبَرِيُّ وعَمْرُو بنُ الحَارِثِ المِصْرِيُّ؛، وأُمَمٌ سِوَاهُم.

    قَـــالُـــــواْ عَـــنْـــــــهُ:

    - قال سَعِيْدُ بْنُ المُسَيِّبِ: مَا أَتَانِي عِرَاقِيٌّ أَحْفَظُ مِنْ قَتَادَةَ.

    - وقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سِيْرِيْنَ: قَتَادَةُ؛ مِنْ أَحْفَظِ النَّاسِ.

    - وقَالَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: وهَلْ كَانَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُ قَتَادَةَ؟!

    - وقَالَ أَبُو عَمْرٍو بْن العَلاَء: كَانَ قَتَادَةُ مِن أَنْسَبِ النَّاسِ.

    - وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ ثِقَةً مَأْمُوناً، حُجَّةً فِي الحَدِيثِ.

    - وقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: كَانَ قَتَادَةُ أَحْفَظَ أَهْلِ البَصْرَةِ، لاَ يَسْمَعُ شَيْئاً إِلاَّ حَفِظَهُ، وكَانَ مِنَ العُلَمَاءِ.

    - وقَالَ يَحيَى بْنُ مَعِينٍ، والدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ.

    - وقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَتَادَةُ مِن أَعْلَمِ أَصْحَابِ الحَسَن.

    - وقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: أَكْبَرُ أَصْحَابِ الحَسَن: قَتَادَةٌ.

    - وقَالَ ابْنُ حِبَّان: كَانَ مِن عُلَمَاءِ النَّاسِ بِالقُرآنِ والفِقْهِ، ومِن حُفَّاظِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وكَانَ مُدَلِّساً.

    - وقَالَ القِفْطِيُّ: تَابِعِيٌّ، مُقَدَّمٌ فِي عِلْمِ العَرَبِيَّةِ والعَرَبِ، عَالِمٌ بِأَنْسَابِهَا وأَيَّامِهَا، لمَ يَأْتِ عَن أَحَدٍ مِن ذَلِكَ أَصَحّ مِمَا أَتَى عَنْهُ فِي عِلْمِ العَرَبِ. وهُوَ إِمَاٌم فِي الحَدِيثِ.

    - وقَالَ الذَّهِبِيُّ: حَافِظٌ، ثِقَةٌ، ثبتٌ؛ ولَكِنَّهُ مُدَلِّس.

    - وقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: ثِقَةٌ، ثبتٌ؛ مَشْهُورٌ بِالتَّدْلِيسِ.

    مِـن أَقْوَالِــــهِ:

    - قَالَ قَتَادَةُ: يُسْتَحَبُّ أَلَّا تَقْرَأَ أَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا عَلَى طُهُورٍ.

    - وقَالَ: الحِفظُ فِي الصِّغَرِ كَالنَّقشِ فِي الحَجَرِ.

    - وقَالَ: بَابٌ مِنَ العِلْمِ يَحفَظُه الرَّجُلُ لِصَلاَحِ نَفْسِه وَصَلاَحِ مَنْ بَعْدَهُ، أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ حَوْلٍ.

    - وقَالَ: إِيَّاكُم وَالتَكَلُّفَ وَالتَنَطُّعَ وَالغُلُوَّ وَالإِعجَابَ بِالأَنْفُسِ، تَوَاضَعُوا للهِ، لَعَلَّ اللهَ يَرْفَعُكُم.

    - وقَالَ: مَنْ قَلَّ طَعَامُهُ؛ فَهِمَ وأَفْهَمَ وصَفَا ورَقَّ.

    وَفَـاتُـــــهُ: مَاتَ قَتَادَةُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ ومِائَـةٍ (117 هــ)، ولَهُ سَبْعٌ وخَمْسُونَ سَنَـةً (57)؛ رَحِمَهُ اللهُ.
     

مشاركة هذه الصفحة

جاري تحميل الصفحة...